العِلْمُ رَحِمٌ بَيْنَ أَهْلِهِ، فَحَيَّ هَلاً بِكَ مُفِيْدَاً وَمُسْتَفِيْدَاً، مُشِيْعَاً لآدَابِ طَالِبِ العِلْمِ وَالهُدَى،
مُلازِمَاً لِلأَمَانَةِ العِلْمِيةِ، مُسْتَشْعِرَاً أَنَّ: (الْمَلَائِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا لِطَالِبِ الْعِلْمِ رِضًا بِمَا يَطْلُبُ) [رَوَاهُ الإَمَامُ أَحْمَدُ]،
فَهَنِيْئَاً لَكَ سُلُوْكُ هَذَا السَّبِيْلِ؛ (وَمَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ) [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ]،

مرحباً بزيارتك الأولى للملتقى، وللاستفادة من الملتقى والتفاعل فيسرنا تسجيلك عضواً فاعلاً ومتفاعلاً،
وإن كنت عضواً سابقاً فهلم إلى رحاب العلم من هنا.

سؤال للشيخ هشام في كتاب الصيام من الروض المربع

إنضم
8 يونيو 2010
المشاركات
562
التخصص
فقه
المدينة
عمان، ولكني مقيم بالكويت
المذهب الفقهي
حنبلي
فضيلة الشيخ حفظك الله، وأنا أراجع كتاب الصيام من الروض المربع، قرأت قول المؤلف رحمه الله [(وإن رؤي) الهلال (نهارا) ولو قبل الزوال (فهو لليلة المقبلة) كما لو رؤي آخر النهار، وروى البخاري في تأريخه مرفوعا "من أَشراط الساعة، أَن يروا الهلال، يقولون : هو ابن ليلتين" ] ثم رجعت إلى كشاف القناع لفهم العبارة، فحصل عندي لبس أكثر في الفهم، حيث قال في الكشاف : [ ورؤيته في النهار ممكنة لعارض يعرض في الجو، ويقل به ضوء الشمس، أو يكون قوي النظر . ثم قال : قال شيخ الإسلام زكريا في شرح البهجة : والمراد بما ذكر ، أي من أنه للمستقبلة دفع ما قيل : إن رؤيته تكون لليلة الماضية انتهى . أي فلا أثر لرؤيته نهارا ، وإنما يعتد بالرؤية بعد الغروب ، قلت ـ والقائل البهوتي ـ ولعله مراد أصحابنا لظاهر الخبر السابق ، ولما يأتي : فيمن علق طلاق امرأته لرؤيته الهلال ، حيث قالوا : فرؤي وقد غربت ، فعلم منه أن الرؤية قبل الغروب لا تأثير لها .]
فكلامه في الروض يدل على أنه أنه لليلة المقبلة، وكلامه في الكشاف يدل على أنه على أنه لاحكم له .
والأمر الآخر هو ما علاقة الحديث الذي ذكره عن البخاري في تلك المسألة ؟
 

هشام بن محمد البسام

:: مشرف سابق ::
إنضم
22 مايو 2009
المشاركات
1,011
الكنية
أبو محمد
التخصص
شريعة
المدينة
الدمام
المذهب الفقهي
حنبلي
رد: سؤال للشيخ هشام في كتاب الصيام من الروض المربع

فضيلة الشيخ حفظك الله، وأنا أراجع كتاب الصيام من الروض المربع، قرأت قول المؤلف رحمه الله [(وإن رؤي) الهلال (نهارا) ولو قبل الزوال (فهو لليلة المقبلة) كما لو رؤي آخر النهار، وروى البخاري في تأريخه مرفوعا "من أَشراط الساعة، أَن يروا الهلال، يقولون : هو ابن ليلتين" ] ثم رجعت إلى كشاف القناع لفهم العبارة، فحصل عندي لبس أكثر في الفهم، حيث قال في الكشاف : [ ورؤيته في النهار ممكنة لعارض يعرض في الجو، ويقل به ضوء الشمس، أو يكون قوي النظر . ثم قال : قال شيخ الإسلام زكريا في شرح البهجة : والمراد بما ذكر ، أي من أنه للمستقبلة دفع ما قيل : إن رؤيته تكون لليلة الماضية انتهى . أي فلا أثر لرؤيته نهارا ، وإنما يعتد بالرؤية بعد الغروب ، قلت ـ والقائل البهوتي ـ ولعله مراد أصحابنا لظاهر الخبر السابق ، ولما يأتي : فيمن علق طلاق امرأته لرؤيته الهلال ، حيث قالوا : فرؤي وقد غربت ، فعلم منه أن الرؤية قبل الغروب لا تأثير لها .]

فكلامه في الروض يدل على أنه أنه لليلة المقبلة، وكلامه في الكشاف يدل على أنه على أنه لاحكم له .
المراد بقولهم: (فهو لليلة المقبلة): أنه لا يجب برؤية الهلال نهارا صوم، ولا يباح به فطر. كما صرح به صاحب الإنصاف والإقناع والغاية.
وهذا موافق لما ذكره البهوتي: من أنه لا أثر لرؤية الهلال نهارا، وإنما يعتد بالرؤية بعد الغروب.
سواء رئي الهلال في أول الشهر أو آخره، وسواء رئي في اليوم التاسع والعشرين أو في اليوم الثلاثين.
وإنما يكون للرؤية نهارا أثر: على القول بأنها لليلة الماضية، كما هي الرواية الثانية في المذهب: أنه إذا رئي بعد الزوال فهو لليلة المقبلة، وقبل الزوال للماضية. فعلى هذه الرواية: لو رئي الهلال قبل الزوال يوم الثلاثين من شعبان: أمسكوا، ولو رئي يوم الثلاثين من رمضان: أفطروا.
فتبين بهذا: أن معنى قولهم (فهو لليلة المقبلة): أنه لا أثر برؤية الهلال نهارًا في جوب صوم ولا إباحة فطر.
والأمر الآخر هو ما علاقة الحديث الذي ذكره عن البخاري في تلك المسألة ؟
مرادهم من إيراد الحديث: بيان أن الأهلة تكبر، قال عمر رضي الله عنه: إن الأهلة بعضها أكبر من بعض. وكبر الهلال لتقدم سير الشمس عنه، فيظهر نورها عليه أكثر. والله اعلم.
 

محمد بن عبدالله بن محمد

:: قيم الملتقى الشافعي ::
إنضم
15 مايو 2008
المشاركات
1,245
الإقامة
المملكة العربية السعودية
الجنس
ذكر
الكنية
أبو منذر
التخصص
اللغة العربية
الدولة
المملكة العربية السعودية
المدينة
الشرقية
المذهب الفقهي
الشافعي
رد: سؤال للشيخ هشام في كتاب الصيام من الروض المربع

شكر الله لك
سواء رئي الهلال في أول الشهر أو آخره، وسواء رئي في اليوم التاسع والعشرين أو في اليوم الثلاثين
كيف تُصوّر مسألة رؤيته في اليوم التاسع والعشرين هنا؟
لا أثر برؤية الهلال نهارًا في جوب صوم ولا إباحة فطر
حكمت بأنه لا أثر لرؤية الهلال نهارا، فلو رآه يوم التاسع والعشرين نهارًا بعد الظهر، ولم يُرَ بعد غروب شمس ذلك لايوم، فما الحكم؟
 

هشام بن محمد البسام

:: مشرف سابق ::
إنضم
22 مايو 2009
المشاركات
1,011
الكنية
أبو محمد
التخصص
شريعة
المدينة
الدمام
المذهب الفقهي
حنبلي
رد: سؤال للشيخ هشام في كتاب الصيام من الروض المربع

شكر الله لك
كيف تُصوّر مسألة رؤيته في اليوم التاسع والعشرين هنا؟
بارك الله فيكم، ونفع بكم
إذا رُئِي الهلال نهار التاسع والعشرين، فلم يقل أحد بأنه للماضية، لما يلزم عليه من كون الشهر ثمانية وعشرين. كذا قرره بعض الشافعية. نقله عنهم الشيخ عثمان في حاشية المنتهى، ثم قال: وأقول يمكن جريان الخلاف في الصورة المذكورة، وأنه يلزم قضاء يوم عند من جعله للماضية. اهـ.
حكمت بأنه لا أثر لرؤية الهلال نهارا،
نعم، وقد قال ابن قاسم في حاشية الروض: وقد صرحت أئمة المذاهب الأربعة: بأن الصحيح: أنه لا عبرة برؤية الهلال نهارًا، وإنما المعتبر رؤية الهلال ليلاً. اهـ.
فلو رآه يوم التاسع والعشرين نهارًا بعد الظهر، ولم يُرَ بعد غروب شمس ذلك لايوم، فما الحكم؟
الحكم: أنه لا أثر لهذه الرؤية،
فإن كانت رؤيتهم له في نهار التاسع والعشرين من رمضان، ولم يروه بعد الغروب: أتموا صيام رمضان ثلاثين. والله أعلم.
 
أعلى