رد: حيرة المسلمة بين الطبيب والفقيه
اسمحي لي أختي الفاضلة .. فلن أذكر تأصيلاً .. فهناك من أمور الدين ما هو معلوم بالضرورة .. ولا يحتاج فتوى .. مثل : أن تسأل امرأة أن عندها مرض جلدي في فخذها، وهناك رجل متخصص في الأمراض الجلدية ، وأيضاً هناك امرأة متخصصة ، فتقول: سمعت ان الرجال أكفأ فسأذهب للطبيب ! .. فلا تحتاج إلا إلى جدتي رحمها الله لتفتيها بأنه عيب ولا يجوز مادام الطبيبة موجودة ..
لا عبرة بالظن البيّن خطؤه .. فإن
غالب النساء الطبيبات على كفاءة عالية في هذا المجال بلا شك .. ولا يعني وجود رجل كفؤ في مجال الحوامل أو التوليد أن نترك النساء ونتوجه إليه ! .. والآن أعتقد أنه لا يوجد مستشفى به قسم نساء وولادة .. لا يوجد فيه إلا رجل ! .. إلا من كان يعيش بغير دول الإسلام .. فإن دين وعادات المسلمين تقتضي مراعاة ذلك .. خصوصاً أن الكشف على الحامل أو عملية التوليد فيها حرج كبير بأن يباشرها الرجل ..
وبالنسبة لقضية أن الطبيب الرجل أفضل أو أكفأ من المرأة .. فلا أدري ما هو سبب شيوع هذه العبارة ؟
كنت قبل فترة أريد أخذ زوجتي إلى طبيبة أسنان لتخلع لها ضرساً .. فقالت لي : سمعت أن الرجل يخلع الأسنان أفضل من المرأة !
قلت : وما السبب ؟ قالت : يذكرون لها بأن الرجل يده أقوى لخلع الضرس !!!
فقلت لها : نذهب أولاً للطبيبة ، فإذا لم تستطع خلع ذلك الضرس - الذي تصورته كالجبل الذي لا يحركه إلا الرجال - فبعد ذلك نذهب لرجل ليخلعه ..
وعندما دخلنا على الطبيبة .. دخلت معها لأتفرج بنفسي ..
فوجدت الطبيبة أولاً .. تتفهم نفسية المرأة أكثر من الرجل .. وتتعامل بلطافة أكثر من الرجل .. وتقوم باحترازات وأشياء أفضل من الرجل !!! وأخذت تهز بالضرس مرات ومرات حتى خرج .. ثم مكان السنّ أجرت خياطة ليلتأم الجرح بسرعة .. والخ
فكل ما يثار من أن الرجل أفضل ..
في الغالب .. غير صحيح .. بل أنا أنصح المرأة بأن تدخل على الطبيبة أولاً .. فإذا تبين لها بأنها لا تستطيع علاجها .. والأمر يحتاج تدخل من الرجل .. فبعد ذلك تفعل بالشروط التي نصّ عليها أهل العلم ..
أنا من خلال تجربتي .. فقد خلعت ضرساً من أضراسي عند طبيب .. فعلاً سحبه مرة واحدة .. ولم أشعر بشيء .. ولم يخيط ولا شيء .. أعطاني حبوب لأكلها إذا أحسست بألم .. حتى أنه عندما خلعه لم يقل لي سأبدأ الآن أو هل أنت جاهز ولا شيء إطلاقاً، فقط سألني هل سرى مفعول المخدر .. فقلت: نعم .. فما انتبهت إلا والسن في يده ..
ومرة أخرى ذهبت مضطراً بسبب انكسار أحد الأضراس .. فلم أجد بالمستشفى الحكومي إلا امرأة .. فاشتغلت في ضرسي لوقت يزيد على النصف ساعة .. !!! ، وأعتقد لو كان هناك رجل لأنهى الموضوع في 10 دقائق بالكثير .. لأنه سوف يسد فجوة الضرس والسلام ، أما الطبيبة فهي تريد أولاً أن تتأكد أنك لن تتألم فتنتظر لفترة للتأكد من سريان المخدر، ثم تريد أن ترى الضرس وقد أصبح شكله قريباً من الضرس الطبيعي ، وتراعي الأمور الشكلية والجمالية ... الخ
ولو كان الأمر مثل ما يقال - من هو الأكفأ والأفضل - لنصحت الجميع أن لا يعالج أسنانه إلا عند امرأة
، ولكن الرجال يعالجهم الأطباء الرجال، والنساء يعالجهن الطبيبات النساء .. إلا عند الضرورة وتقدر بقدرها .. مع ضوابط ذلك ..
أعتذر أني تكلمت كثيراً .. ولكن أحببت أن أشارككم تجربتي ..
بارك الله فيكم