العِلْمُ رَحِمٌ بَيْنَ أَهْلِهِ، فَحَيَّ هَلاً بِكَ مُفِيْدَاً وَمُسْتَفِيْدَاً، مُشِيْعَاً لآدَابِ طَالِبِ العِلْمِ وَالهُدَى،
مُلازِمَاً لِلأَمَانَةِ العِلْمِيةِ، مُسْتَشْعِرَاً أَنَّ: (الْمَلَائِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا لِطَالِبِ الْعِلْمِ رِضًا بِمَا يَطْلُبُ) [رَوَاهُ الإَمَامُ أَحْمَدُ]،
فَهَنِيْئَاً لَكَ سُلُوْكُ هَذَا السَّبِيْلِ؛ (وَمَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ) [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ]،

مرحباً بزيارتك الأولى للملتقى، وللاستفادة من الملتقى والتفاعل فيسرنا تسجيلك عضواً فاعلاً ومتفاعلاً،
وإن كنت عضواً سابقاً فهلم إلى رحاب العلم من هنا.

تأملات فى مقولة اشتهرت : كتاب وسنة بفهم سلف الأمة !

إنضم
28 يوليو 2009
المشاركات
85
الكنية
أبو يحيى الحنبلى
التخصص
كلية الآداب (قسمE)
المدينة
المنصوره
المذهب الفقهي
حنبلى

هذه مقالة يسيرة تتناول بشىء من الإيجاز مقولة ( كتاب وسنة بفهم سلف الأمة )

كتبها شيخنا فضيلة الدكتور / محمد السيد الحنبلى مدرس الفقه والأصول بالدراسات الحرة فى الجامع الأزهر الشريف









بسم الله الرحمن الرحيم




الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد الهادي الأمين وبعد فنريد في هذه المقالة أن نتناول بشيء من التحليل مقولة «لابد من العودة إلى الكتاب والسنة بفهم السلف الصالح».
أقول:
لقد دأب كثير من الفضلاء على تكرار هذه المقولة والإلحاح عليها في خطابه، ويعلل هذا الفريق إصراره على هذه المقولة بأن الكل يدعي الاحتجاج بالكتاب والسنة لكن الأفهام تختلف فأي الأفهام هي التي يكون عليها التعويل؟ فالذي يرفع هذا الاختلاف هو تقييد الفهم بفهم سلف الأمة. ويذهب هذا الفريق إلى أننا إذا فعلنا هذا نكون قد حققنا ما طلبه منا الشارع الحكيم من الرد إلى الله وإلى الرسول عند التنازع، ورفعنا الخلاف إذا كان الفهم مقيدًا بفهم السلف الصالح.
لكن الملاحظ أن هذا المنهج لم يرفع النزاع بين أصحابه أنفسهم بل لم يحصل التوافق حول فهم هذه المقولة عند التطبيق.
وهذه المقولة ترد عليها عدة أسئلة:
السؤال الأول: ما حدود المجال الذي تعمل فيه هذه القاعدة أم أنها شاملة لكل مجالات العلم الشرعي؟
السؤال الثاني: ما المقصود بالسلف الصالح؟
السؤال الثالث: ما المقصود بالكتاب والسنة؟
ولعل من المفيد أن نبدأ بالسؤال الثاني إذ هو بيت القصيد.
فنقول كلمة السلف الصالح كلمة فضفاضة ولعل قائلها يقصد بها القرون الخيرية الأولى الشاملة لجيل الصحابة والتابعين وتابعي التابعين.
لكن ما المقصود بفهمهم؟ هل هو إجماعهم أم قول آحادهم؟
فإن كان المقصود إجماعهم فلا شك في حجيته إن ثبت لكن ما الذي ميز إجماعهم عن إجماع غيرهم؟ فالإجماع حجة في كل عصر بتقدير ثبوته.
وإن كان المقصود قول آحادهم فلابد من التفريق بين الصحابة وغيرهم.
أما الصحابة إن كانت أقوالهم فيما لا مجال للرأي فيه ولم يعرف الصحابي بالأخذ عن أهل الكتاب فإن قوله يأخذ حكم المرفوع.
أما ما فيه مجال للرأي فقد وقع الخلاف الأصولي في حجية قول الصحابي وللعالم المحقق أن يتخير من الأقوال ما ترجح لديه بدليله.
أما غير الصحابة فلم يقم الدليل حتى الآن على حجية أقوالهم لا في الأصول ولا في الفروع.
وثم سؤال آخر حول فهم السلف الصالح: إذا كانت النصوص منها ما هو ظني الثبوت ومنها ما هو قطعي الثبوت ومنها ما هو ظني الدلالة ومنها ما هو قطعي الدلالة، وبسبب وجود الظنية في بعضٍ تنشأ الاحتمالات التي تتوارد على الاستدلال بالكتاب والسنة. وإذا كان الأمر كذلك بالنسبة لنصوص الوحيين فما الذي يمنع من حصول الأمر ذاته مع أقوال السلف الصالح بعد التسليم الجدلي بحجية أقوالهم؟
فإذا انتقلنا إلى مجال هذه المقولة (وهو السؤال الأول) على فرض صحتها فهل مجالها يشمل العقائد والفروع معًا أم أنه قاصر على العقائد فقط؟
لا يجوز أن يقال بشمولها للفروع لأن الخلاف بين السلف في الفروع أشهر من أن يذكر كخلافهم في الجهر بالبسملة مثلًا.
وفي حالة خلافهم فهل يجوز المصير إلى قول جديد خارج عن أقوالهم؟
الأصوليون اختلفوا على أقوال ثلاثة:
يجوز ولا يجوز ويجوز بشرط عدم رفع القدر المشترك بين أقوالهم ولكل نظره ودليله.
ثم هل المقصود موافقتهم في القواعد والأصول الفقهية أم موافقتهم في الفروع التي بنيت على تلك الأصول؟ وما العمل لو أفضت الموافقة في الأصول إلى مخالفة في الفروع نظرًا لتغير الزمان.
ثم السنة الشريفة (هذا شروع في الكلام على السؤال الثالث) هل يقتصر فيها على الصحيح والحسن فقط؟ وما العمل في حالة حصول الخلاف في تصحيح حديث أو تضعيفه؟
وهل يطرح الضعيف بإطلاق؟
وهل يكون ساقط الاعتبار بالكلية؟
فالحديث الضعيف منه ما يكون ضعيفًا بسبب حفظ الراوي مثلًا، فهذا يكون احتمال مطابقته في نفس الأمر أضعف من عدم مطابقته.
لكن هل يخرجه هذا عن دائرة الاعتبار بالكلية؟
الذي عليه جماهير الأمة أن الضعيف يفيد إدراكًا مرجوحًا بمدلوله، وعليه فلا مانع من الأخذ به في فضائل الأعمال؛ لأنه لاينشئ حكمًا جديداً ولكن قد يفيد ترغيبًا في الفعل أو ترهيبًا من الترك أما أصل الحكم فثابت بغيره. وكذلك يؤخذ به فيما لو وجد المجتهد قرينة ضعيفة تعاضده كشرع من قبلنا مثلًا عند من لا يراه حجة فإنه ينظر إلى مجموعهما هل يقوى على إفادة الحكم أو لا؟ فإن صلح قضى بمجموعهما ولا يكون هذا العمل تصحيحًا للحديث الضعيف ولا تقوية للقرينة الضعيفة بل يبقيان على ضعفهما وإن صلحا لإفادة الحكم بمجموعهما؛ لأن الأدلة لها من القوة عند اجتماعها ما ليس لها عند انفرادها كما يقول الشاعر:
تأبى الرماح إذا اجتمعن تكسرًا


وإذا افترقن تكسرت آحادًا

وانفرد الإمام أحمد t بشيء زائد ألا وهو احتجاجه بنوع خاص من الضعيف وهو الضعيف الذي قد يحسنه غيره أو الضعيف الذي قارب على الحسن ولو وجد ما ينجبر به - مهما كان يسيرًا في قوته- لانجبر. وهذا النوع لأحمد فيه ذوق خاص حاصل من إحاطته بجميع السنة وكونه مجتهدًا، ولا يجوز لأحد أن يحتج بأحاديث غير التي احتج بها أحمد ثم يجعلها مذهبًا لأحمد بحجة أنها من جنس ما احتج به أحمد لأنا لا نسلم له صحة ذوقه هذا (كلامنا منصب على الأعصار المتأخرة بعد انقضاء قرون الحفظ الذهبية)، وعلى التسليم بأن ذوقه صحيح فلا نسلم بمطابقته لذوق أحمد إذ ربما لو عرض الحديث على الإمام لذكر فرقًا. لكن نقول: إن كان صاحب هذا الذوق قد وصل إلى رتبة الاجتهاد فله أن يعمل بذوقه هذا ويكون رأيًا له إلا أن هذا الاحتمال بالنظر إلى الواقع بعيد.
والسبب في ذهاب الإمام أحمد t إلى الاحتجاج بهذا النوع أنه قريب جدًّا من الحسن ومعلوم أن ما قارب الشيء أخذ حكمه، وهو خير من محض الرأي لأن الرأي تعتوره من الاحتمالات التي تضعفه أكثر من الاحتمالات التي تعتور هذا النوع المخصوص من الضعيف.
والذي قصدناه في الفقرة الأخيرة هو الأحاديث الضعيفة التي احتج بها الإمام أحمد على سبيل الاستقلال (في الأحكام) وهي كما ذكرنا خير من الرأي المحض. وهذا الأصل ما من مجتهد في الغالب إلا وقد شاركه في الأخذ به إلا أن الإمام أحمد له توسع فيه بحكم إحاطته التامة بالسنة الشريفة (وقد ذكر ابن القيم أمثلة لهذا في كتابه إعلام الموقعين)؛ فهو في الحقيقة لم يتفرد تفردًا مطلقًا في الأخذ به، ولكن بالنظر إلى توسعه فيه قياسًا إلى غيره صار كالمتفرد.
أما الأحاديث الضعيفة التي يؤخذ بها لا على سبيل الاستقلال كما في فضائل الأعمال أو في الأحكام التي وجد ما يدل عليها من قرائن ضعيفة كبعض الأدلة المختلف فيها عند من يضعفها (الضمير يعود على "بعض")، فالأخذ بها هو عمل الفقهاء ومن راجع كتب المذاهب تحقق من صدق هذا. والذي لا يفوتنا التأكيد عليه أن الفقهاء احتجوا بهذه الأحاديث عالمين بضعفها ولكن ضعفها غير مانع من اعتبارها كما تقدم وإلا لساوى الضعيف الموضوع ولا قائل بهذا.


ثم يرد على الاحتجاج بالكتاب والسنة معًا أسئلة مشتركة هل دلالة العام فيهما على أفراده قطعية أو ظنية؟
وهل يجوز تخصيص الكتاب بالسنة أو لا؟ إلى غير ذلك من الأسئلة التي يجيب عنها علم أصول الفقه بمناهج مختلفة بين المتكلمين والفقهاء.
إذن لا مفر من التسليم بوقوع الخلاف وأن إضافة قيد فهم السلف الصالح ليس رافعًا للخلاف، كما أن فهم السلف ليس حجة أصلًا إلا في أحوال معينة كإجماعهم وكقول الصحابي الذي لم يعرف بالأخذ عن أهل الكتاب في ما لا مجال للرأي فيه، ثم هم أنفسهم قد وقع الخلاف بينهم.
فلم يعد مفر من التعامل مع قضية الخلاف على أنها واقع لا يمكن رفعه وأنه ليس بالضرورة أن يكون الخلاف شيئًا ممقوتًا.لكن الخلاف غير جائز في مسائل الإجماع ويجوز فيما عداه.
ولابد من اعتبار ما نقل إلينا من أقوال فقهية بمثابة الثروة التي يجوز للجماعة المسلمة أن تتخير منها في كل زمان ومكان وحال ما يكون محققًا لمصالحها لأن هذه الاجتهادات ظنون وليس أحد الظنين بأولى من الآخر والظن المرجوح إذا عضدته مصلحة معتبرة فإنه لا يبقى مرجوحًا بل ينقلب فيصير راجحًا.
وربما يسأل بعضٌ فما يصنع العامي حيال هذا الخلاف؟
الجواب: العامي لا مذهب له مذهبه مذهب مفتيه فيسأل أي واحد من العلماء المعتبرين الذين يثق بديانتهم ويعمل بفتواه.
كما أن له أن يتعلم مذهبًا فقهيًا فيعمل به برخصه وعزائمه.
وله أن يعمل بقول الجمهور.
وله أن يعمل بالأحوط، لكن ليس له أن يتخير الرخص من كل مذهب فيعمل بها اللهم إلا إذا ابتلي بشيء أوقعه في ضرر أو مشقة فله حينئذ أن يقلد من أجاز.
ما سبق من الكلام صحيحٌ في حالة الأمور القاصرة كالوضوء وصلاة المنفرد ونحو ذلك لكن ماذا يصنع العامي في الأمور المتعدية التي يكون فيها طرفًا في علاقة مع الآخرين كالبيوع والإجارات.
الجواب: يُعمل بقانون البلاد لأن حكم الحاكم في المسائل الخلافية يرفع الخلاف فإذا تخير الحاكم عن طريق اللجان التشريعية – رأيًا من الآراء الفقهية وجب العمل به على عموم الناس (معنى وجوب العمل به: أي وجوب العمل بمقتضى القانون من التزام فيما ألزم به ومن تخير فيما خير فيه) وتبقى باقي الآراء تدرس على الجانب النظري فقط في المعاهد الشرعية حتى يطلع طلاب العلم على خلاف الفقهاء وعلى مداركهم وحتى تتكون لديهم الملكة الفقهية، ولا يعمل بالقانون في الحالة التي ينقض فيها حكم الحاكم كما لو خالف إجماعًا قطعيًا مثلًا.
فإن لم يكن ثم قانون عمل بالعرف وبالفتوى التي عليها العمل في البلاد.
فإن لم يكن فيلجأ حينئذ إلى التحكيم الشرعي.
مما تقدم نستطيع أن نقول واثقين أننا كي نستطيع أن نطبق هذه القاعدة فلا بد من الإجابة عن الأسئلة السابقة التي قدمناها كنماذج فقط والإجابة كذلك عن غيرها من الأسئلة الكثيرة المشابهة التي تثيرها محاولة تطبيق هذه القاعدة. والإجابة عن تلك الأسئلة موجودة في العلوم التي نشأت لخدمة الكتاب والسنة كعلوم الحديث وأصول الفقه. والأخذ بهذه العلوم عليه عمل الأمة الإسلامية ولهم في هذا مذاهب شرعية ومدارس مرعية. إذن لم يضف رفع هذه القاعدة كشعار إلى الواقع شيئًا اللهم إلا نزاعات جديدة بين أصحابها وبين أتباع المذاهب الفقهية. والسلف الصالح لاشك أن لهم التقدير الكامل لدى سائر المسلمين، وأقوالهم حتى التي لا يحتج بها هي محل التقدير الكامل أيضًا من الفقهاء لكن على سبيل الاستئناس لا غير أو على سبيل الأخذ بها تقليدًا عند عدم القدرة على الاجتهاد لكن لا على التعيين وإنما يجوز تقليدهم كما يجوز تقليد غيرهم من المجتهدين في العصور التالية (هذا بعد ثبوت نسبة الأقوال إليهم كما أن اجتهاداتهم قد لاحظها أرباب المذاهب المتبوعة وأخذوا منها ما ترجح لديهم على وفق منهاجهم الاستدلالية، وكل مذهب من هذه المذاهب لا يمثل عقل إمامه فحسب بل هو عبارة عن مجموع عقول ممتازة من مجتهدين ومحدثين وفروعيين وأصوليين ولغويين وغيرهم تتابعوا على خدمة وصياغة منحى اجتهادي معين في فهم الكتاب والسنة) .
وبقيت كلمة أخيرة: وهي أن قائل هذه العبارة إن أراد بها التنبيه على مكانة السلف الصالح وأنهم علمٌ على الاجتهاد المنضبط؛ تسمية للشيء بأهم أفراده، ولم يرد استبعاد غيرهم من المجتهدين الذين جاءوا من بعدهم واتبعوا سبيلهم بإحسان؛ فلا محذور في هذا المعنى لكن لابد من إيضاحه دفعا للإيهام.
هذا ما أردنا قوله على سبيل الاختصار كتبناه نصحًا لأرباب تلك المقولة وهم أهل خير وفضل ولهم في الدعوة إلى الله جهد مشكور وسعي غير منكور.


والله من وراء القصد
وهو الهادي إلى سواء السبيل
 

د.محمد جمعة العيسوي

عضو هيئة التدريس بجامعة الأزهر
إنضم
12 يونيو 2008
المشاركات
212
الكنية
ابو عبد الله
التخصص
الفقه
المدينة
محافظة كفر الشيخ
المذهب الفقهي
الشافعي
رد: تأملات فى مقولة اشتهرت : كتاب وسنة بفهم سلف الأمة !

المقولة حق قد يستعملها بعضهم في الباطل ، ولذا اختلفت وجهات نظر الأخوة الأفاضل فبينما ذهب بعضهم إلى بيان مدى صحتها وهو مالا خلاف فيه .
ركز بعضهم على المعنى الذي تستخدم فيه كثيرا الآن .
فالحالة أشبه بمن يستدل بآية كريمة في غير موضعها ، فإذا ما نوقش الاستدلال بالآية ..ذهب المستدل إلى إتهام المناقش بأنه ينكر القرآن وحجيته ، مع أنه يناقش الدلالة على محل النزاع وليس الدليل .
الأخ الفاضل د/ بدر ، فتح الله عليك في بيان معنى المقولة وهو المعنى الصحيح لها ، وخلاصته القرآن والسنة بفهم ؛ أي : على طريقة ومنهج الفهم السليم لسلف الأمة .
لكنها تستعمل أحيانا للتشغيب والتشويش على المخالفين حتى وإن كانوا مطبقين لها متبعين فهم سلف الأمة وطريقتهم .
وهذا هو الباطل الذي تستعمل فيه وعليه ورد اعتراض من اعترض ، واستدل بأن السلف جرى بينهم خلاف في كثير جدا من المسائل الفقهية ، فلا ينبغي لمن قلد الإمام أحمد مثلا ومن وافقه من السلف السابقين أو الشافعي أو غيرهما ، أن يقول أو يصنف كتابا يقول كتبته معتمدا على الكتاب والسنة بفهم سلف الأمة أو مرجحا لمذهب السلف أو لمذهب أهل السنة والجماعة ، فيحصر الحق فيما ذهب إليه وحده أو على التحقيق ما ذهب إليه من قلده ؛ لأن أهل العلم والاجتهاد لا يصنعون من هذه الأفعال التي هي للدعاية ، والتقديس ، والتلبيس أقرب ما تكون .
بل ينسب كل قول لقائله فلا مذهب أحمد هو مذهب كل السلف ولا كذلك مذاهب غيره من العلماء الثقات ، بل كلهم في دائرة منطوق هذه العبارة : فهم السلف للقرآن والسنة .
وأما قولي وتركيزي على مذهب الإمام المبجل أحمد بن حنبل ، فلأنه كثير ما تقال هذه العبارة من أتباع هذا المذهب السني المحترم في هذا العصر ، فيظن العامة وطلاب العلم الجدد أن فهم السلف قاصر على هذا الرأي ، وأن ما ذهب إليه شيخهم هو الفهم الصحيح للكتاب السنة ، وهو فهم السلف ، حتى سمى بعض أخوتنا الأفاضل كتابه بصحيح فقه السنة ، وآخر كتابه بحسم الخلاف في فقه الكتاب والسنة ، إلى آخر هذه العناوين التي هي للدعاية والتشغيب على المخالفين أقرب من الحقيقة العلمية لتلك الكتب .
 
إنضم
16 يونيو 2009
المشاركات
871
الكنية
أبو الأمين
التخصص
أصول الفقه
المدينة
باريس
المذهب الفقهي
أصول مالكية
رد: تأملات فى مقولة اشتهرت : كتاب وسنة بفهم سلف الأمة !

بارك الله فيك أخي الفاضل محمد جمعة.

أغلب كلامك صحيح ، لكن من يستعمل هذه العبارة في غير موضعها محسوب على العامة من طلاب العلم و هؤلاء لا يقاس عليهم فإن ذهبت تبني الأحكام على ما يفعله هؤلاء ما سلم عندك قول عالم .

العبرة في معنى هذه العبارة بما يقوله العلماء فيها.

الموضع الذي أخطأت فيه أخي الكريم هو قولك : "حتى سمى بعض أخوتنا الأفاضل كتابه بصحيح فقه السنة" فقد سمى الإمام البخاري كتابه بالصحيح و كذلك فعل الإمام مسلم و ابن حبان و ابن خزيمة رغم أن كل من ابن حبان و ابن خزيمة لم يوفقا في ذلك.

و المقصود من ذكر هؤلاء أنه لا أحد من العلماء زعم أن هؤلاء الأئمة يقولون بأن ما في كتبهم هو الصحيح الذي لا يجب للمسلم المحيد عنه ، فمن سمى كتابه بصحيح فقه السنة فهو إما يقصد بذلك صحيح الأحاديث بحسب ما أداه إليه اجتهاده أو صحيح الأقوال و دائما بحسب ما أداه إليه اجتهاده و لا يقصد بذلك أنه الصحيح المطلق الذي لا يجب المحيد عنه اللهم فقط إذا ادعى ذلك في مقدمة كتابه ففي هذه الحالة يصح كلامك والله أعلم.
 
إنضم
31 مارس 2009
المشاركات
1,277
الإقامة
عدن
الجنس
ذكر
الكنية
أبو عبد الرحمن
التخصص
لغة فرنسية دبلوم فني مختبر
الدولة
اليمن
المدينة
عدن
المذهب الفقهي
شافعي
رد: تأملات فى مقولة اشتهرت : كتاب وسنة بفهم سلف الأمة !

المقولة حق
أحسن الله إليك وبارك فيك ، لا يضر بعد ذلك أن يستخدمها بعض الناس في الباطل ، فقد فعل ذلك الخوارج مع كتاب الله وكفروا علياً، ولم يقل أحد قط ، القول بأن كتاب الله حجة باطل لأن من الناس من يستعمل هذه المقولة على معنى باطل، فاستخدام بعض الناس لهذه المقولة في معنى باطل لا يعود عليها بالبطلان.
ومع ذلك فالمقالات التي كتبت في هذه القاعدة منها من يطلق القول ببطلانها ويستدل على ذلك بعدم الدليل عليها ويجوز مثلاً إذا جاء عن السلف قولين أن يأتي بثالث.
ومنهم من لا يعيها أصلاً فإذا قرأت كلامه ترى القاعدة في جهة وكلامه هو في جهة أخرى ، فليس خلافهم مبني على اختلاف الجهة بأن ركز بعضهم على حكم القاعدة في نفسها والآخر على استعمال بعض الناس لها ، كلا ! بل هو لا يعيها ويفهمها على معنى وجوب التقليد.
والله أعلم
 

د.محمد جمعة العيسوي

عضو هيئة التدريس بجامعة الأزهر
إنضم
12 يونيو 2008
المشاركات
212
الكنية
ابو عبد الله
التخصص
الفقه
المدينة
محافظة كفر الشيخ
المذهب الفقهي
الشافعي
رد: تأملات فى مقولة اشتهرت : كتاب وسنة بفهم سلف الأمة !

الأخوة الأفاضل عبد الحكيم ، ووضاح .
جزاكم الله كل خير على الرد والمناقشة ...
ولكن ؛ مصطلح الصحيح ، وصحيح السنة غير مصطلح صحيح فقه السنة ، وواضح أن الأخ عبد الحكيم فسر صحيح فقه السنة بأنه فقه صحيح السنة ، والفرق بينهما كبير كما تعلم ، وهو واضح في قولك : " فمن سمى كتابه بصحيح فقه السنة فهو إما يقصد بذلك صحيح الأحاديث بحسب ما أداه إليه اجتهاده "
أما قولك : " ...أو صحيح الأقوال و دائما بحسب ما أداه إليه اجتهاده "
فكما هو معلوم أن الفقه مدارس وأصول والدليل الصحيح وحده لا ينتج الحكم بل لابد من وضوح الدلالة واستمرار العمل والخلو عن المعارض " وفي كل مرحلة قل ما شاءت من الاختلاف بين المدارس الفقهية فالصحيح بل والحق أن نسمي الأشياء بأسمائها ، فنقول صحيح فقه الحنابلة أو الشافعية أي ما صح فقها على قواعدهم وأصوالهم ...
وإلا كان الاسم أكبر من المسمي بكثير وهو ما عنيت به كلامي الأول .
وأما قولك : "و لا يقصد بذلك أنه الصحيح المطلق الذي لا يجب المحيد عنه اللهم فقط إذا ادعى ذلك في مقدمة كتابه ففي هذه الحالة يصح كلامك والله أعلم ".
بل الصحيح أن ينص على المنهج الأصولي الذي سار عليه في التصحيح إن كان هناك منهج أصلا كاختياره للدلالة العام على أفراده هل هي قطعية عنده أم ظنية ؟ وهل التخصيص نسخ أم بيان ؟ وجحية الأدلة المختلف فيها عنده ومراتبها وغير ذلك كثير مما لا يخفى على المتخصصين ، ولا يزيف الحقائق ويسمي الأشياء بأكبر من اسمها .
أما أخي الفاضل وضاح :
فقولك : " ، لا يضر بعد ذلك أن يستخدمها بعض الناس في الباطل ، فقد فعل ذلك الخوارج مع كتاب الله وكفروا علياً، ولم يقل أحد قط ، القول بأن كتاب الله حجة باطل لأن من الناس من يستعمل هذه المقولة على معنى باطل، فاستخدام بعض الناس لهذه المقولة في معنى باطل لا يعود عليها بالبطلان."
لكن دعاهم ذلك إلى بيان بطلان ما استعملها الخوارج فيه وهو ما قصدت إليه ، وحسن ظني بإخواني هنا في هذا المتلقى المبارك أن المعترض لا يعترض على أن فهم السلف هو طريقتهم ومنهجهم لا مخرجات هذا الفهم كما عبر أخي الفاضل د/ بدر .
فاعتراض المعترض على تفسيرها على معنى وجوب التقليد بل وحصر هذا التقليد لمن أرى أنه المصيب دون غيره من السلف واستخدامها في التشغيب والتهويل لا أكثر بدليل اتفاقهم على أن اتفاق السلف حجة ( إجماع ) لا يجوز الحيد عنه وغير ذلك مما هو مبسوط في كتب الأصول وإن كان بعضه محل اختلاف بين المذاهب الفقهية .
فأرجوا من الأخ الفاضل عبد الحكيم أن يتسع صدره قليلا لإخوانه هنا ، ولا يحمله حب ما يحب على الإنكار المطلق مثل قوله : " أغلب كلامك صحيح ، لكن من يستعمل هذه العبارة في غير موضعها محسوب على العامة من طلاب العلم و هؤلاء لا يقاس عليهم فإن ذهبت تبني الأحكام على ما يفعله هؤلاء ما سلم عندك قول عالم ".
لأنني ما قصدت بناء أحكام قط على أفعال العامة ولا أقوالهم ، وإنما قصدت بيان سبب اختلاف وجهات النظر في المسألة ، ثم التحذير من مثل هذه الفعال التي أصبحت كتابا وأفكار تستند إلى مقوله صحيحة بطريقة غير صحيحة ، ولذا مثلت بالآية يستدل بها في غير موضعها فننكر الاستدلال وتبقى الآية حجة ، ولا يقال مادام الاستدلال وقع من غير متخصص فلا نرد عليه ولا نبين الحق والخطأ في فعله لأن الآية حجة في غير هذا الموضع ، ولا أن العبرة في معنى هذه العبارة بما يقوله العلماء فيها. ولا أن الرد والبيان سيجعل القرآن غير حجة مطلقا ، وهو لازم قولك : " فإن ذهبت تبني الأحكام على ما يفعله هؤلاء ما سلم عندك قول عالم ".!!! . فهذه الرودود عجيبة جدا من إخوة أفاضل مثلكم .


أما قولك :" الموضع الذي أخطأت فيه أخي الكريم هو قولك : "حتى سمى بعض أخوتنا الأفاضل كتابه بصحيح فقه السنة" فقد سمى الإمام البخاري كتابه بالصحيح و كذلك فعل الإمام مسلم و ابن حبان و ابن خزيمة رغم أن كل من ابن حبان و ابن خزيمة لم يوفقا في ذلك " .
فقد سبق الرد عليه بالفرق بين صحيح السنة حيث إن هذا مصطلح يبين درجة الحديث الموجود بالكتاب حتى يساغ الاعتراض بوجود ما ليس بصحيح في الكتاب كما فعلت أنت في كلامك على ابن خزيمة وابن حبان ، وبين عبارة صحيح فقه السنة ، التي لا تدل على درجة القول المذكور إلا من خلال رؤية مذهبية أصوليه معينة خاصة في الخطوات التي تلي صحة الدليل التي هي في الحقيقة سبب اختلاف الفقهاء في الحكم المستنبط من الدليل ، وهي غير ما حاولت تمريره من أن المراد من الاسم فقه صحيح السنة .
ثم إن البخاري ومسلم وغيرهما ممن ذكرت ينصون على منهج التصحيح عندهم ونصوا على أن ما تركوه من الصحيح أكثر مما أودعوه كتبهم .
فهل فعل أصحاب كتب صحيح فقه السنة ونحوها هذا وبينوا مناهجهم الأصوليه ومصادر تلك الكتب العلمية ووهو واضح للمتخصصين من أين جاؤوا بها ومذهبهم الذي قلدوه في ترجيحه إلا قليلا مما ظنوا أنه أحرى بالدليل ، وفي بعضها خلط عجيب بين المناهج الأصوليه لم يقل به عالم في الأصول ، فلا تسلم له قاعدة من أول الكتاب إلى آخره ، وكثير منها لم يهتم حتى بتوثيق النقول التي نقلها من كتاب واحد حتى يدرك مواضع الخطأ في نسبة الأقوال إلى المذاهب .
وما سبق ذكره مخالف لقولك : " اللهم فقط إذا ادعى ذلك في مقدمة كتابه ففي هذه الحالة يصح كلامك والله أعلم".
لأن عنوان الكتاب يوحي بذلك ، فكان واجبه التنبيه أنه قصد صحيح الفقه على المذهب الفلاني أو المنهج الفلاني كما فعل من ذكر أنت كالبخاري ومسلم وغيرهما فحين يكون الاسم موهما يجب على المؤلف التنبيه وبيان المنهج ، وليس العكس ، وهو صنيع السلف كالبخاري ومسلم ،وغيرهما .
وإلا نسب للمصنف قصد التشويش والتشغيب على المخالف والدعاية لنفسه ومذهبه ، الذي قد ينعته بأنه فهم سلف الأمة ، فيكون الاسم أكبر من المسمى /
ويأتي الاعتراض على استخدام العبارة في هذا الموضع أو يفهم منها بعضهم أن المراد بالعبارة هذا المعنى فيعترض على العبارة بها الاعتبار لا مطلقا إذ لا قائل بالأخير .
 
إنضم
16 يونيو 2009
المشاركات
871
الكنية
أبو الأمين
التخصص
أصول الفقه
المدينة
باريس
المذهب الفقهي
أصول مالكية
رد: تأملات فى مقولة اشتهرت : كتاب وسنة بفهم سلف الأمة !

الأخوة الأفاضل عبد الحكيم ، ووضاح .
جزاكم الله كل خير على الرد والمناقشة ...
ولكن ؛ مصطلح الصحيح ، وصحيح السنة غير مصطلح صحيح فقه السنة ، وواضح أن الأخ عبد الحكيم فسر صحيح فقه السنة بأنه فقه صحيح السنة ، والفرق بينهما كبير كما تعلم ، وهو واضح في قولك : " فمن سمى كتابه بصحيح فقه السنة فهو إما يقصد بذلك صحيح الأحاديث بحسب ما أداه إليه اجتهاده "
أما قولك : " ...أو صحيح الأقوال و دائما بحسب ما أداه إليه اجتهاده "
فكما هو معلوم أن الفقه مدارس وأصول والدليل الصحيح وحده لا ينتج الحكم بل لابد من وضوح الدلالة واستمرار العمل والخلو عن المعارض " وفي كل مرحلة قل ما شاءت من الاختلاف بين المدارس الفقهية فالصحيح بل والحق أن نسمي الأشياء بأسمائها ، فنقول صحيح فقه الحنابلة أو الشافعية أي ما صح فقها على قواعدهم وأصوالهم ...
وإلا كان الاسم أكبر من المسمي بكثير وهو ما عنيت به كلامي الأول .
وأما قولك : "و لا يقصد بذلك أنه الصحيح المطلق الذي لا يجب المحيد عنه اللهم فقط إذا ادعى ذلك في مقدمة كتابه ففي هذه الحالة يصح كلامك والله أعلم ".
بل الصحيح أن ينص على المنهج الأصولي الذي سار عليه في التصحيح إن كان هناك منهج أصلا كاختياره للدلالة العام على أفراده هل هي قطعية عنده أم ظنية ؟ وهل التخصيص نسخ أم بيان ؟ وجحية الأدلة المختلف فيها عنده ومراتبها وغير ذلك كثير مما لا يخفى على المتخصصين ، ولا يزيف الحقائق ويسمي الأشياء بأكبر من اسمها .
أما أخي الفاضل وضاح :
فقولك : " ، لا يضر بعد ذلك أن يستخدمها بعض الناس في الباطل ، فقد فعل ذلك الخوارج مع كتاب الله وكفروا علياً، ولم يقل أحد قط ، القول بأن كتاب الله حجة باطل لأن من الناس من يستعمل هذه المقولة على معنى باطل، فاستخدام بعض الناس لهذه المقولة في معنى باطل لا يعود عليها بالبطلان."
لكن دعاهم ذلك إلى بيان بطلان ما استعملها الخوارج فيه وهو ما قصدت إليه ، وحسن ظني بإخواني هنا في هذا المتلقى المبارك أن المعترض لا يعترض على أن فهم السلف هو طريقتهم ومنهجهم لا مخرجات هذا الفهم كما عبر أخي الفاضل د/ بدر .
فاعتراض المعترض على تفسيرها على معنى وجوب التقليد بل وحصر هذا التقليد لمن أرى أنه المصيب دون غيره من السلف واستخدامها في التشغيب والتهويل لا أكثر بدليل اتفاقهم على أن اتفاق السلف حجة ( إجماع ) لا يجوز الحيد عنه .
فأرجوا من الأخ الفاضل عبد الحكيم أن يتسع صدره قليلا لإخوانه هنا ، ولا يحمله حب ما يحب على الإنكار المطلق مثل قوله : " أغلب كلامك صحيح ، لكن من يستعمل هذه العبارة في غير موضعها محسوب على العامة من طلاب العلم و هؤلاء لا يقاس عليهم فإن ذهبت تبني الأحكام على ما يفعله هؤلاء ما سلم عندك قول عالم ".
لأنني ما قصدت بناء أحكام قط على أفعال العامة ولا أقوالهم ، وإنما قصدت بيان سبب اختلاف وجهات النظر في المسألة ، ثم التحذير من مثل هذه الفعال التي أصبحت كتابا وأفكار تستند إلى مقوله صحيحة بطريقة غير صحيحة ،ولذا مثلت بالآية يستدل بها في غير موضعها فننكر الاستدلال وتبقى الآية حجة ، ولا يقال مادام الاستدلال وقع من غير متخصص فلا نرد عليه ولا نبين الحق والخطأ في فعله لأن الآية حجة في غير هذا الموضع ، ولا أن العبرة في معنى هذه العبارة بما يقوله العلماء فيها. ولا أن الرد والبيان سيجعل القرآن غير حجة مطلقا ، وهو لازم قولك : " فإن ذهبت تبني الأحكام على ما يفعله هؤلاء ما سلم عندك قول عالم ".!!! . فهذه الرودود عجيبة جدا من إخوة أفاضل مثلكم .



أما قولك :" الموضع الذي أخطأت فيه أخي الكريم هو قولك : "حتى سمى بعض أخوتنا الأفاضل كتابه بصحيح فقه السنة" فقد سمى الإمام البخاري كتابه بالصحيح و كذلك فعل الإمام مسلم و ابن حبان و ابن خزيمة رغم أن كل من ابن حبان و ابن خزيمة لم يوفقا في ذلك " .
فقد سبق الرد عليه بالفرق بين صحيح السنة حيث إن هذا مصطلح يبين درجة الحديث الموجود بالكتاب حتى يساغ الاعتراض بوجود ما ليس بصحيح في الكتاب كما فعلت أنت في كلامك على ابن خزيمة وابن حبان ، وبين عبارة صحيح فقه السنة ، وهي غير ما حاولت تمريره من أن المراد منها فقه صحيح السنة .
ثم إن البخاري ومسلم وغيرهما ينصون على منهج التصحيح عندهم ونصوا على أن ما تركوه من الصحيح أكثر مما أودعوه كتبهم .
فهل فعل أصحاب كتب صحيح فقه السنة ونحوها هذا وبينوا مناهجهم الأصوليه ومصادر تلك الكتب العلمية ووهو واضح للمتخصصين من أين جاؤوا بها ومذهبهم الذي قلدوه في ترجيحه إلا قليلا مما ظنوا أنه أحرى بالدليل ، وفي بعضها خلط عجيب بين المناهج الأصوليه لم يقل به عالم فلا تسلم له قاعدة من أول الكتاب إلى آخره ، وكثير منها لم يهتم حتى بتوثيق النقول التي نقلها من كتاب واحد حتى يدرك مواضع الخطأ في نسبة الأقوال إلى المذاهب .
وما سبق ذكره مخالف لقولك : " اللهم فقط إذا ادعى ذلك في مقدمة كتابه ففي هذه الحالة يصح كلامك والله أعلم".
لأن عنوان الكتاب يوحي بذلك ، فكان واجبه التنبيه أنه قصد صحيح الفقه على المذهب الفلاني أو المنهج الفلاني كما فعل من ذكر أنت كالبخاري ومسلم وغيرهما فحين يكون الاسم موهما يجب على المؤلف التنبيه وبيان المنهج ، وليس العكس ، وهو صنيع السلف كالبخاري ومسلم ،وغيرهما .
وإلا نسب للمصنف قصد التشويش والتشغيب على المخالف والدعاية لنفسه منهجه ، وكان الاسم أكبر من المسمى

قد جانبت الصواب أخي الفاضل فقولك "فكما هو معلوم أن الفقه مدارس وأصول" كأنك تصحح به جميع أصولهم و معلوم أن الحق لا يتعدد فكما ترجح في الفقه ترجح في أصول الفقه فلا يمنع المؤلف أن يبني الصحيح عنده في الفقه على الصحيح عنده في أصول الفقه أما أن تقول الصحيح في الفقه يتغير بتغير المدارس الأصولية فهذا ظاهر البطلان إذ ليس كل ما في المدارس الأصولية بصحيح.

إن علمت هذه الجزئية تبين أن جوابك على ما ذكرته حول عنوان الكتاب غير صحيح لأنه مبني عليها وفي التنبيه على هذه النقطة كفاية فباقي إجابتك إما خارج الموضوع ككلامك حولك منهجية المؤلف أو قصور فهم في أركان القياس ككلامك حول الفرق بين صحيح السنة و صحيح الفقه مع عدم التفطن إلى العلة الجامعة و هي الاجتهاد واختلاف النظر بل في الأصول المتبعة سواء في المسائل الحديثية أو الفقهية.

أما قولك "فهل فعل أصحاب كتب صحيح فقه السنة ونحوها هذا وبينوا مناهجهم الأصوليه ومصادر تلك الكتب العلمية ووهو واضح للمتخصصين من أين جاؤوا بها ومذهبهم الذي قلدوه في ترجيحه إلا قليلا مما ظنوا أنه أحرى بالدليل ، وفي بعضها خلط عجيب بين المناهج الأصوليه لم يقل به عالم فلا تسلم له قاعدة من أول الكتاب إلى آخره ، وكثير منها لم يهتم حتى بتوثيق النقول التي نقلها من كتاب واحد حتى يدرك مواضع الخطأ في نسبة الأقوال إلى المذاهب ."

فأوافقك فيه ، نعم هذا عيب نجده في الكثير من المؤلفات قلة التحقيق و عدم توضيح المنهج و ربما تجد المؤلف يعارض نفسه من مسألة لأخرى باستخدام قواعد أصولية متعارضة و من يؤلف مثل هذه الكتب كان لزاما عليه أن يوضح طريقته و ترجيحاته الأصولية اللهم فقط إن كانت طريقته مشهورة لا تحتاج بيانا.


بالنسبة لموضوعنا فكون بعض طلاب العلم يستعملون هذه اللفظة في غير موضعها فهذا ليس بجديد ، المقلدون ظهروا بظهور المذاهب و ما زالوا لعصرنا هذا بل الكثير ممن يدعي اليوم عدم التقليد هو مقلد لمذهب شيخه من حيث لا يدري و هؤلاء لا يقاس عليهم و لا تبنى عليهم الأحكام إنما هم محسوبون على العامة من طلبة العلم.

ولشيخنا الفاضل فؤاد موضوع بعنوان جميل يلخص كل ذلك : نحن إلى "المقلدين" أحوج منا إلى "الأئمة المجتهدين". http://www.feqhweb.com/vb/showthread.php?t=5769&page=2

و الله أعلم.
 

د.محمد جمعة العيسوي

عضو هيئة التدريس بجامعة الأزهر
إنضم
12 يونيو 2008
المشاركات
212
الكنية
ابو عبد الله
التخصص
الفقه
المدينة
محافظة كفر الشيخ
المذهب الفقهي
الشافعي
رد: تأملات فى مقولة اشتهرت : كتاب وسنة بفهم سلف الأمة !

الأخ عبد الحكيم هذا الرد أعجب مما قبله
لماذا تقولني ما لم أقله ، وتفترض أنني أقول به ثم تهدم كلامي كله بناء على فرض لك لم تعرف مدى صحته هل هذا منهج بحث قال به أحد من أهل العلم .
ألست تقول بتعدد المدارس الأصولية والفقهية كما هو في كلامك السابق ، فهل يفهم من التعدد أن الكل صحيح عند الواحد منهم .
قولك : قد جانبت الصواب أخي الفاضل فقولك "فكما هو معلوم أن الفقه مدارس وأصول" كأنك تصحح به جميع أصولهم ".
من يفهم هذا التلازم العجيب ؟ لابد أنك قرأت كلامي بعين النقد والسرعة !!!.
وقولك : " إن علمت هذه الجزئية تبين أن كلامك كله غير صحيح لأنه مبني عليها و سأكتفي بهذه و إن كان في ما ذكرته العديد من الأخطاء الأخرى" .
مهدت لهذا الوهم بقولك كأنك ثم بنيت كل الرد على وهم .
اتق الله أخي في مثل هذه الردود التي قد تقع في قلوب إخوانك أشياء أظنك إن شاء الله بعيدا عنها.
قطعا لا يقول أحد من أهل العلم بل ولا من طلابه فضلا عن متخصص أن جميع المدارس الأصوليه صحيحة في نفس الأمر وحقيقته في كل المسائل المختلف فيها ولا في مسألة واحدة مختلف فيها لدى المجتهد الواحد .
وأما قولك : " إذ ليس كل ما في المدارس الأصولية بصحيح" فأقول عند من ؟ عند أصحاب المدرسة القائلة بهذا الذي نعتبره غير صحيح بحيث يعتقدون أن قولهم في الأصول خطأ ومع ذلك يسيرون عليه في الفقه ؟!!
أم عند المخالف الذي لا يلزمه العمل على مقتضي قوله ؟.
أم عند مجتهد الترجيح ؟ فهل المجتهدون في الترجيح لا يختلفون في الراجح بحيث يصير الصحيح هو الصحيح من وجهة نظره هو ومن وافقه ، والحق من وجهة نظره هو لا الحق المطلق الذي لايتعدد فقد خلطت بين الحق المطلق اليقيني الذي لا يتعدد ، والنسبي الذي يتعدد بتعدد رؤى المجتهدين وإن كان عند الله واحد لكنه تعالى من رحمته أنه يتعبد الناس بعلمهم لا بعلمه ؛ إذ له اطلاع على ما في نفسك بعد اجتهادك بغية الوصول للحق عنده ، وكذا على ما في نفس مخالفك ، وإن اختلفت النتائج .
ومع ذلك لا يجوز للمجتهد تصحيح كل النتائج المختلفة في المسألة الواحد بل يصحح ما يراه صحيحا ويعمل به ويفتي ، ويعتقد عدم صحة ما عداه وإلا توقف حتي يبين له الحق ...إلخ ما هو معروف في كتب الأصول والفتوى .
أما قولك :" ومعلوم أن الحق لا يتعدد فكما ترجح في الفقه ترجح في أصول الفقه فلا يمنع المؤلف أن يبني الصحيح عنده في الفقه على الصحيح عنده في أصول الفقه " فهو كلام متناقض يهدم آخره أوله ، وانظر -فضلا- إلى ما تحته خط .
وماذا لو كان الصحيح عنده غير الصحيح عندك في الأصول والفروع هل يكون قد تعدد الحق أما لا ؟
وأنت قلت : " ...أو صحيح الأقوال و دائما بحسب ما أداه إليه اجتهاده ".
وقلت : " "و لا يقصد بذلك أنه الصحيح المطلق الذي لا يجب المحيد عنه ".
وما وجه الخطأ في قولي بعد :" والحق أن نسمي الأشياء بأسمائها ، فنقول صحيح فقه الحنابلة أو الشافعية أي ما صح فقها على قواعدهم وأصوالهم ...
وإلا كان الاسم أكبر من المسمي بكثير وهو ما عنيت به كلامي الأول .
وأخيرا قد وافقتني على أن هذه الكتب غالبا ما تكون أقل من اسمها فلا هي صحيح فقه السنة مطلقا ، لا حتى فقه صحيح السنة -الذي لم ترد على خلطك بينهما - حيث لا تحقيق ولا توثيق ولا منهج بل اضطراب كما أكدت أنت بقولك :
"فأوافقك فيه ، نعم هذا عيب نجده في الكثير من المؤلفات قلة التحقيق و عدم توضيح المنهج و ربما تجد المؤلف يعارض نفسه من مسألة لأخرى باستخدام قواعد أصولية متعارضة و من يؤلف مثل هذه الكتب كان لزاما عليه أن يوضح طريقته و ترجيحاته الأصولية اللهم فقط إن كانت طريقته مشهورة لا تحتاج بيانا".
لم أدخل المناقشة إلا وغرضي بيان الحق ووددت أنك علمتني شيئا جيدا أو علما مفيدا بدلا من التهويل كما في قولك : " سأكتفي بهذه و إن كان في ما ذكرته العديد من الأخطاء الأخرى."
وكأنك اكتفيت من الأخطاء الكثيرة بالخطأ الواضح الذي هو مجرد وهم استنتجته من كلام لم ينطق بحرف منه ولا هو مفهوم منه ، في حين أنك تركت الرد على ما أثير من تساؤلات كالخلط بين فقه صحيح السنة وصحيح فقه السنة الذي وقع في كلامك ، ولم تقر أنك أخطأ أو نقول تعجلت في الرد .
كما قد سلمت أنه كان من الواجب أن ينبه على المنهج الذي اعتمده في الترجيح والمصادر التي اعتمدها في النقل .
فالسلام عليكم أخي الكريم المبارك والله أسأل أن يعلمنا العلم النافع وأن يرزقنا قلة الجدل وحسن الظن ودقة الفهم .
 
إنضم
31 مارس 2009
المشاركات
1,277
الإقامة
عدن
الجنس
ذكر
الكنية
أبو عبد الرحمن
التخصص
لغة فرنسية دبلوم فني مختبر
الدولة
اليمن
المدينة
عدن
المذهب الفقهي
شافعي
رد: تأملات فى مقولة اشتهرت : كتاب وسنة بفهم سلف الأمة !

الأخوين الفاضلين محمد جمعة وعبد الحكيم أسأل الله لكم التوفيق والسداد أرجو أن توقفا هذا الجدل فكلاكما فيما يظهر لي مقر بصحة القاعدة ، لا يؤيد استخدامها الخاطئ.
وأخي الفاضل محمد جمعة انتقاد استعمال القاعدة الاستعمال الخاطئ ، نعم وهكذا كل قاعدة ، أما حسن ظنك بأخوتك فأحسن الله إليك وأثابك.
لكن كلام الأخ في جهة وكلامكم في أخرى ، فهو لا يرى أن لهذه القاعدة حجة أصلاً ، ويعترض بعجب ويستدل بأعجب.
فلا هو فهم القاعدة ولا فهم ما قلته فيها .
وعلى كل ليس لي انتقاد على ما ذكرتموه ولا على ما ذكره الأخ عبد الحكيم الأمين ، حتى أنني أستغرب لم طال جدالكما ، وعند النظر أراكما توجهتما إلى ما لا تعلق له بنفس القاعدة ، بل بصنيع بعض الناس وموقف كل واحد منكما من هذا الصنيع.
جزاك الله خيراً وأحسن إليك
(تنبيه : قد كنت كتبت جواباً أطول من هذا ، لكن انطفأت الكهرباء ـ وهو تنطفئ عندنا كل أربع ساعات وأحياناً كل ثلاث ساعات ـ ومع أن الموضوع محفوظ فإني تفكرت فيه فترة انقطاع الكهرباء فلم أرَ في نشره فائدة)
 

د.محمد جمعة العيسوي

عضو هيئة التدريس بجامعة الأزهر
إنضم
12 يونيو 2008
المشاركات
212
الكنية
ابو عبد الله
التخصص
الفقه
المدينة
محافظة كفر الشيخ
المذهب الفقهي
الشافعي
رد: تأملات فى مقولة اشتهرت : كتاب وسنة بفهم سلف الأمة !

جزاك الله خيرا أخي وضاح ونفع بكم ، أصلح حال الكهرباء عندكم ، حتى لا ينقطع مداد خيركم عنا .
وجزى الله خيرا أخوناعبد الحكيم وغفر لنا وله الخطأ والزلل ، ورزقنا جميعا العلم النافع والعمل الصالح ، والبعد عن المجادلة والمكابرة .
وأذكر نفسي وإياك أخي عبد الحكيم بقول ربنا تعالى : "
[FONT=&quot](وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنْزَغُ بَيْنَهُمْ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلْإِنْسَانِ عَدُوّاً مُبِيناً) (الاسراء:53) [/FONT]


والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
د/ محمد جمعة - قسم الفقه - جامعة الأزهر
 

كمال يسين المسلم

:: مطـًـلع ::
إنضم
30 أبريل 2009
المشاركات
104
الإقامة
الجزائر
الجنس
ذكر
التخصص
الإعلام الآلي
الدولة
الجزائر
المدينة
الجزائر
المذهب الفقهي
مسلم
رد: تأملات فى مقولة اشتهرت : كتاب وسنة بفهم سلف الأمة !

لكن كلام الأخ في جهة وكلامكم في أخرى ، فهو لا يرى أن لهذه القاعدة حجة أصلاً ، ويعترض بعجب ويستدل بأعجب.
فلا هو فهم القاعدة ولا فهم ما قلته فيها .
الأخ وضاح, هل تقصدني في كلامك هذا؟

الأخ الكريم محمد جمعة تكلم بأدب فبارك الله فيه, إلا أني لا أنافق, نعم أنا لا أوافقه في كل ذهب إليه, و لم أكمل المشاركة في هذا الموضوع لأني أردت كتابة ما أعتقده في موضوع مستقل, و مادام الأخ محمد يتكلم بأدب فإن سمح لي أن أطرح عليه أسئلة, و ليعتبرني إنسان صغير في العلم يريد البحث عن الحق, و الله ما أريد إلا البحث عن الحق, و الله الذي لا إله إلا هو, إنه يعلم أني لو قلت أن الله عز و جل أمرنا بالكتاب و السنة بفهم السلف الصالح أني قلتها بغير صدق, فالله عز و جل يعلم أنه لا يطمئن قلبي إلا ل"كتاب و سنة كما بينه الله عز و جل و نبيه صلى الله عليه و سلم" .
فإن أحببت أن أسألك و أناقشك لغرض الوصول للحق, فسأكون سعيدا, و بعيدا عن أنت"لا تفهم" و "أنت ظاهري", فأنا لا أتكلم باسم الظاهرية.
و إن لم ترد ذلك فسأحترم رأيك, و سأكتب موضوعا مستقلا.
و أتذكر أني ناقشت أخ في دارة أهل الظاهر أظن أن معرفه كان "جلال الحلواني" و هو ليس ظاهري, و الله لم يكن بيننا شيء, و أكملنا مناقشة بدون أن يسئ الأدب و لم أسئ الأدب رغم أنه إمام و درس في الأزهر.و الله أحببته في الله .
و أقول للأخ وضاح: إن كنت تقصدني في كلامك فاعلم أني توقفت في مناقشتك, لأني رأيت أنك لا تفهم ما تعتقده, فلم أر فائدة في الكلام معك, و اعلم أن اعتقادك لا يوافق الأخ جمعة فلا ....
و أعتذر للإخوة على الحدة مع الأخ وضاح, لأنه رغم أني توقفت في مناقشته إلا أنه لا.......
 
إنضم
31 مارس 2009
المشاركات
1,277
الإقامة
عدن
الجنس
ذكر
الكنية
أبو عبد الرحمن
التخصص
لغة فرنسية دبلوم فني مختبر
الدولة
اليمن
المدينة
عدن
المذهب الفقهي
شافعي
رد: تأملات فى مقولة اشتهرت : كتاب وسنة بفهم سلف الأمة !

الله يهديك
 

كمال يسين المسلم

:: مطـًـلع ::
إنضم
30 أبريل 2009
المشاركات
104
الإقامة
الجزائر
الجنس
ذكر
التخصص
الإعلام الآلي
الدولة
الجزائر
المدينة
الجزائر
المذهب الفقهي
مسلم
رد: تأملات فى مقولة اشتهرت : كتاب وسنة بفهم سلف الأمة !

الأخ الكريم محمد جمعة تكلم بأدب فبارك الله فيه, إلا أني لا أنافق, نعم أنا لا أوافقه في كل ذهب إليه, و لم أكمل المشاركة في هذا الموضوع لأني أردت كتابة ما أعتقده في موضوع مستقل, و مادام الأخ محمد يتكلم بأدب فإن سمح لي أن أطرح عليه أسئلة, و ليعتبرني إنسان صغير في العلم يريد البحث عن الحق, و الله ما أريد إلا البحث عن الحق, و الله الذي لا إله إلا هو, إنه يعلم أني لو قلت أن الله عز و جل أمرنا بالكتاب و السنة بفهم السلف الصالح أني قلتها بغير صدق, فالله عز و جل يعلم أنه لا يطمئن قلبي إلا ل"كتاب و سنة كما بينه الله عز و جل و نبيه صلى الله عليه و سلم" .
فإن أحببت أن أسألك و أناقشك لغرض الوصول للحق, فسأكون سعيدا, و بعيدا عن أنت"لا تفهم" و "أنت ظاهري", فأنا لا أتكلم باسم الظاهرية.
و إن لم ترد ذلك فسأحترم رأيك, و سأكتب موضوعا مستقلا.
و أتذكر أني ناقشت أخ في دارة أهل الظاهر أظن أن معرفه كان "جلال الحلواني" و هو ليس ظاهري, و الله لم يكن بيننا شيء, و أكملنا مناقشة بدون أن يسئ الأدب و لم أسئ الأدب رغم أنه إمام و درس في الأزهر.و الله أحببته في الله .
 
إنضم
28 يوليو 2009
المشاركات
85
الكنية
أبو يحيى الحنبلى
التخصص
كلية الآداب (قسمE)
المدينة
المنصوره
المذهب الفقهي
حنبلى
رد: تأملات فى مقولة اشتهرت : كتاب وسنة بفهم سلف الأمة !

الأخوة الأفاضل عبد الحكيم ، ووضاح .
جزاكم الله كل خير على الرد والمناقشة ...
ولكن ؛ مصطلح الصحيح ، وصحيح السنة غير مصطلح صحيح فقه السنة ، وواضح أن الأخ عبد الحكيم فسر صحيح فقه السنة بأنه فقه صحيح السنة ، والفرق بينهما كبير كما تعلم ، وهو واضح في قولك : " فمن سمى كتابه بصحيح فقه السنة فهو إما يقصد بذلك صحيح الأحاديث بحسب ما أداه إليه اجتهاده "
أما قولك : " ...أو صحيح الأقوال و دائما بحسب ما أداه إليه اجتهاده "
فكما هو معلوم أن الفقه مدارس وأصول والدليل الصحيح وحده لا ينتج الحكم بل لابد من وضوح الدلالة واستمرار العمل والخلو عن المعارض " وفي كل مرحلة قل ما شاءت من الاختلاف بين المدارس الفقهية فالصحيح بل والحق أن نسمي الأشياء بأسمائها ، فنقول صحيح فقه الحنابلة أو الشافعية أي ما صح فقها على قواعدهم وأصوالهم ...
وإلا كان الاسم أكبر من المسمي بكثير وهو ما عنيت به كلامي الأول .
وأما قولك : "و لا يقصد بذلك أنه الصحيح المطلق الذي لا يجب المحيد عنه اللهم فقط إذا ادعى ذلك في مقدمة كتابه ففي هذه الحالة يصح كلامك والله أعلم ".
بل الصحيح أن ينص على المنهج الأصولي الذي سار عليه في التصحيح إن كان هناك منهج أصلا كاختياره للدلالة العام على أفراده هل هي قطعية عنده أم ظنية ؟ وهل التخصيص نسخ أم بيان ؟ وجحية الأدلة المختلف فيها عنده ومراتبها وغير ذلك كثير مما لا يخفى على المتخصصين ، ولا يزيف الحقائق ويسمي الأشياء بأكبر من اسمها .
فهل فعل أصحاب كتب صحيح فقه السنة ونحوها هذا وبينوا مناهجهم الأصوليه ومصادر تلك الكتب العلمية ووهو واضح للمتخصصين من أين جاؤوا بها ومذهبهم الذي قلدوه في ترجيحه إلا قليلا مما ظنوا أنه أحرى بالدليل ، وفي بعضها خلط عجيب بين المناهج الأصوليه لم يقل به عالم في الأصول ، فلا تسلم له قاعدة من أول الكتاب إلى آخره ، وكثير منها لم يهتم حتى بتوثيق النقول التي نقلها من كتاب واحد حتى يدرك مواضع الخطأ في نسبة الأقوال إلى المذاهب .
وما سبق ذكره مخالف لقولك : " اللهم فقط إذا ادعى ذلك في مقدمة كتابه ففي هذه الحالة يصح كلامك والله أعلم".
لأن عنوان الكتاب يوحي بذلك ، فكان واجبه التنبيه أنه قصد صحيح الفقه على المذهب الفلاني أو المنهج الفلاني كما فعل من ذكر أنت كالبخاري ومسلم وغيرهما فحين يكون الاسم موهما يجب على المؤلف التنبيه وبيان المنهج ، وليس العكس ، وهو صنيع السلف كالبخاري ومسلم ،وغيرهما .
وإلا نسب للمصنف قصد التشويش والتشغيب على المخالف والدعاية لنفسه ومذهبه ، الذي قد ينعته بأنه فهم سلف الأمة ، فيكون الاسم أكبر من المسمى /
ويأتي الاعتراض على استخدام العبارة في هذا الموضع أو يفهم منها بعضهم أن المراد بالعبارة هذا المعنى فيعترض على العبارة بها الاعتبار لا مطلقا إذ لا قائل بالأخير .


بارك الله فيك أستاذنا الفاضل , أصبت كبد الحقيقة !

فهذا المنهج وأصحابه هم من عناهم شيخنا بمقالته تلك والتى هى عبارة عن رؤوس أقلام فقط .
 
أعلى