رد: هذه السنة اجتماع الجمعة والعيد، ما هي الأقوال في المسألة؟
قد كنت بحثت هذه المسألة منذ أزيد من عشر سنين في رسالة وسمتها بـ (اللمع في أحكام الأعياد والجمع) / طبع : دار الإمام مالك ، الجزائر . وانتهيت فيها إلى أن العيد والجمعة إذا اجتمعا ؛ فإن من صلى العيد ، سقط عنه وجوب الجمعة ؛ فله أن يصليها مع الجماعة ، وله أن يصلي الظهر في بيته ، وله أن لا يصلي إلى العصر . وهذا ما يُستفاد من قوله صلى الله عليه وسلم فيما رواه عنه أبو هريرة : (قد اجتمع في يومكم هذا عيدان ؛ فمن شاء أجزأه من الجمعة ، وإنا مجمعون ) رواه : أبو داود (1073) ، وصححه الألباني . وهذا الأمر شبه المُجمع عليه بين الصحابة ، فقد عمل به الخلفاء الراشدون الثلاثة : عمر وعثمان وعلي رضي الله عنه وعمل به عبد الله بن الزبير وأقره ابن عباس رضوان الله عنهم ، بل صرح أن ذلك السنة، وعمل به وأفتى جماعة من التابعين . فلا شك أن هؤلاء جميعا لم يكن ليخفى عليهم مكانة الجمعة . وقد يبدو غريبا هذا ، لأن المستقر في أفهام الكثيرين أن الجمعة أعظم من العيد ، والمتأمل يجد أن العيد أعظم ، فقد شرعت له أمور لم تشرع للجمعة ، فقد أوجب الشرع أن يخرج المسلمون رجالهم ونساؤهم - حتى الحيض منهن - وصبيانهم إلى المصلى . ولمزيد بيان يراجع : المصنف (2/7-8) ، وفتح الباري (464/2) ونيل الأوطار (3/347-348) ، والروضة الندية (184/1-185) ، والأجوبة النافعة (ص86-88) والصحيحة (الحديث رقم2115).