العِلْمُ رَحِمٌ بَيْنَ أَهْلِهِ، فَحَيَّ هَلاً بِكَ مُفِيْدَاً وَمُسْتَفِيْدَاً، مُشِيْعَاً لآدَابِ طَالِبِ العِلْمِ وَالهُدَى،
مُلازِمَاً لِلأَمَانَةِ العِلْمِيةِ، مُسْتَشْعِرَاً أَنَّ: (الْمَلَائِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا لِطَالِبِ الْعِلْمِ رِضًا بِمَا يَطْلُبُ) [رَوَاهُ الإَمَامُ أَحْمَدُ]،
فَهَنِيْئَاً لَكَ سُلُوْكُ هَذَا السَّبِيْلِ؛ (وَمَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ) [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ]،

مرحباً بزيارتك الأولى للملتقى، وللاستفادة من الملتقى والتفاعل فيسرنا تسجيلك عضواً فاعلاً ومتفاعلاً،
وإن كنت عضواً سابقاً فهلم إلى رحاب العلم من هنا.

الحَلْقة الشبكية تبحث عن الشيخ الشبكي!!

إنضم
29 أكتوبر 2007
المشاركات
9,059
الكنية
أبو فراس
التخصص
فقه
المدينة
جدة
المذهب الفقهي
مدرسة ابن تيمية الحنبلية لذا فالمذهب عندنا شيء والراجح شيء آخر تماماً!.
الحَلْقة الشبكية تبحث عن الشيخ الشبكي!!


· اتَّسعت الحلْقة الشبكية حتى كادت تتشقَّق أمعاؤها، ولم تبال! فما زالت تتسع وتتسع حتى باتت متصدرة "المركز الأول" في العالَم الحلْقاتي الأوسع.

· ما أشبه هذه الشبكة ببلدة عبقر، مسقط رأس الجن، الألطف جسماً، الأحد ذهنا، وبعبقر يتصل نسب العباقرة، كذا تقول كتب اللغة!.

· في غمرة تميز هذه الحلْقة الأوسع مطلقاً، وفي غمرة اتساعها المفرط عرضا: نجد أنها تفتقد ركناً أساسياً في صبغتها العلمية؛ فهي حلْقة عريضة لكن بلا شيخ!!
· نعم، بلا شيخ.
o كيف؟
o لماذا؟
o ما السبب؟
هذا هو موضوعنا "الحَلْقة الشبكية تبحث عن الشيخ الشبكي!!"

· فالشيخ الطبيعي لا يزال يتمسك بكلتا يديه بحلقته الطبيعية، ويأبى أن يوسعها قليلاً لتكون حلقة طبيعية وشبكية، وهكذا أدرك أهلَ العلم، ولعله يخشى أن يكون صعوده إلى "العالم الشبكي" مسقطاً لمروءته، مذهباً لهيبته، ولعله ينشد:
أرى الناس من داناهم هان عندهم ومن أكرمته عزة النفس أكرما

· ليته يطل قليلاً ليرى ظمأى العلم على أطراف الشبكة يتقلبون ظهراً على بطن، يستسقون المعلومة، حتى أيسوا، فشربوا من الماء المالح ما شربوا وهم يبصرون العذب الفرات خارج حدودهم الشبكية عند الشيخ الطبيعي الذي لا يزال يتوجس من "التحول الشبكي".

· كلُّ المسوِّغات موجودة في هذه الحلقة:
o عدد الطلبة متضخم إلى حد التخمة.
o النجابة والألمعية.
o إمكانية الاستمرار وعدم الانقطاع.
o سهولة التواصل.
o ما يقال فيها يسجل ويدون، فتكون الحلقة مستمرة على الهواء، كلما انتهت ابتدأت.
o جملة أسباب تسيل منها لعاب الراغبين في الأجر والإفادة.
· لكن أين هم؟
لقد عملت هذه الحلقة الشبكية طاقتها في الاستجداء، واستنفدت قواها في الإلحاح، وعرضت مفاتنها للإغراء. لكن بلا جدوى؟ وكأنما تكلم نفسها أو مرآتها، أو خيال صورتها في ماء أو سراب.

· لقد استنفرت هذه الحلقة نفسها، فنسخت الكتب الكبار، وصورت المفقود والمخطوط والنادر المقطوع دونه الآمال، حتى صارت بالخدمة محطة لخدمة شيخها المفقود، وعادت تلقن أساتذتها المعلومة حرفاً حرفا.

· لقد خرجت هذه الحلقة الشبكية من دائرتها الشبكية، واستحالت كما كانت قبل أن تخلق في العالم الشبكي، فذهبت بهيئتها الطبيعية إلى المسجد، وإلى الجامعة، بل وإلى بيت الشيخ، فسجلت، وكتبت، وقيدت واختصرت، ثم رجعت مرة أخرى فقذفت نفسها مرةًَ أخرى في شاشات الحواسيب، لتعمل كإنسان شبكي، فتذيع ما سمعته، وتنشر ما أبصرته.

· لكن – يا لهف نفسي - تاهت هذه الحلْقة إذ تخبطت، فتتبعت الغرائب، وفتشت عن الأسرار، ولأمت بين المتنافرات، ونافرات بين المتلائمات، وابتدرت علوم النهايات، خدمةً لشيخها المفقود، لكنها لم تصل إلى الساعة إلى علوم البدايات.

· لم ينته الأمر ولا ذهب الليل والنهار حتى حملت هذه الشبكة وفي زمن كلمح البصر فولدت مشيخة شبكيين، فكانت على هيئتها مستنسخة مركبة فهو شيخ درس العلم من أعلاه، وخرج من بطن أمه من أسفله، خبير بالغرائب، أستاذ في الشواذ.

· ففسحت لهم الحلقة الشبكية صدر مجالسها الخالية، فتصدروا حلقتها، فاستفتوا فأفتوا، وسئلوا فأجابوا، فلفوا على رؤوسهم العمائم الالكترونية، وأرسلوا ذوائبها كإرسال فهر وإخوتهم.

· إنهم في فترة قياسية:ولدوا، فتشيخوا فكان سبقاً مطلقاً في التاريخ؛ إذ يمض على تسربهم من أرحام أمهاتهم الشبكيات ما يكفي لطهارتهن من مخاضهن، فقصتهم على نسق الثلاثة الذين تكلموا في المهد!!.

· تتعجب من تخمة "الشيخ الفضائي" وضمور "الشيخ الشبكي"، فالشيخ الفضائي موجود على مدار الساعة وبكافة المقاسات، أما الشيخ الشبكي فإطلالته تشبه صدقات الأشحاء، مع أن الشيخ الشبكي يخاطب في العادة المتخصص، والراغب، وتكون حلقته مطعَّمة بالنقاشات والفوائد، لكن لعله وجد أن للحلقة الشبكية تبعات:
o فهي حلقة مرهقة من حيث المتابعة وتكلف الإجابة على السؤال، مع ما يستدعي ذلك من البحث والنظر وتوفير الزمن الذي قد لا يكون أمراً ميسوراً بالنظر إلى ازدحام جدول الشيخ.
o ما في الحلقة الشبكية من تقحم المكدرين صفو المجالس، الحاملين غليظ الكلام وسيئه.
o ولا أستبعد أن يكون من أسباب تخوف الشيخ من "العالم الشبكي" التوجس من صعوبة أسئلة النجباء على الهواء! وهو مشغول ليس لديه وقت للنقاش ولا للبحث!.

· أيها السادة المشايخ، ألم تعتبروا بالتاريخ، فالحياة فرص، وللحركة الفقهية نقاط تحول، من النهي عن كتابة الحديث إلى الترخيص فيه، إلى الشروع في جمعه وتدوينه، إلى إفراده، إلى تمييز صحيحه من سقيمه، إلى فهرسة أنوعه، وكل مرحلة من هذه المراحل قد عزف عنها من عزف لأنها ليست على الأمر الأول، ونال الحظ، واستكمل الظرف من سبق، فابتدر الحذاق، فتناولوا فقهها، وأسسوا مدارسها، ورسموا قواعدها، حتى نال أبو حنيفة النعمان ما ناله، فكان أول من شقق الفروع، وصار الناس عيالٌ على فقهه، بشهادة الشافعي، الذي بدوره استفاد من الدرس، فنظر إلى أصول أهل الحديث فشرحه وقعده وفرعه، ثم أخذ أدوات أهل الرأي واستعار ملكتهم الفقهية، فجرى في مضمارهم، فاستجمع له من السبق ما لم يستجمع لغيره، وبلغ شأواً يضن الزمان بمثله، فكان مؤسس علم الأصول والمدون الأوحد من بين الأئمة، والحياة فرص، ولا أنسى قصة مالك والموطآت وما كان لله فسيبقى.

· واليوم لا يزال بعض الناس على ما يعرف ويألف ، يحب الدعة والسلامة، فيأخذ متنه بأمثلته المنقرضة، وقد تجد من يأنف حتى من النظر في سياق المتغيرات الحاصلة في الواقعة التي يدرسها، ويرى في ذلك خروجاً عن سلوك الجادة، ويذكر حامداً الله أنه لا يعرف شيئا من هذه المحدثات، وبالمناسبة نبارك لبعضهم وصولهم الآن إلى الصحيفة والمجلة بمناسبة مرور عدة قرون على إنشائهما!! وكم قد افتخر من افتخر أنه بفضل الله عليه لا يعرف شيئا عن الهاتف النقال، واليوم لا يعجبه منه إلا الجوال الكفي الالكتروني حتى يشاهد الأخبار!!.

· لقد كان الشيخ ابن عثيمين رحمه الله سباقاً بولعه بالاكترونيات فسجل دروسه اليومية، فغدا له من الطلاب ما لم يجتمع لغيره، وهو في دويرته في عنيزة، في بادية نجد، وكان لا يزال يسكن في بيته الطيني، نعم لحقه بعض الناس، لكن تأخروا، وكان السبق لعكاشة حاز وظفر.

لئن استمر إعراض المشيخة الطبيعيين، والمبالغة في تناول جرعات من اللقاح "الشبكي" المضاد لـ "الفيروس الشبكي"، فإن علينا يا سادة أن نتهيَّأ للمشيخة القادمة من "العالم الشبكي، فافسحوا لهم المجالس الأوسع، فإنهم قادمون،تعرفون منهم وتنكرون، وفي بلاد عبقر غرائب وعجائب!!.
 
التعديل الأخير:

محمد محمود أمين

:: مشارك ::
إنضم
4 ديسمبر 2008
المشاركات
242
التخصص
..
المدينة
الدقهلية
المذهب الفقهي
شافعي المذهب
جميلٌ ما سطرت يا أبا فراس

وجميل ما صنع الشيخ " محمد عمرو بن عبد اللطيف " رحمه الله ، لما منع من الدروس ، بدأ فى تسجيل الدروس بنفسه على الأشرطة لوحده ، ولم يتوقف ..وهذا فهم سديد.


وهناك الكثير والكثير من الحيل يستطيع من عنده الهمة أن ينفع بها الناس ، لكن أين الهمة....، لا تجد مثلاً شرحا ً فى الفقه للكتب المتقدمة إلا القليل القليل ، وإن وجدت ربما فصلاً أو ورقة واحدة ربما ذكر فيها المقدمة .


ولو بحثت فى الشبكة مثلاً ، لن تجد شرحاً على الروض المربع من أول كلمة إلى أخر كلمة، لماذا.....هل الكتاب لم يشرح من قبل أهل العلم ...، وأين شرح الإقناع فى حل ألفاظ أبي شجاع ....أين ؟
فعلاً نحن نعاني من قلة الفهم ، مع وجود الوسائل الكثيرة المتاحة للمساعدة فى حل هذه الأزمة


بارك الله فيك ونفع بك
 
إنضم
29 أكتوبر 2007
المشاركات
9,059
الكنية
أبو فراس
التخصص
فقه
المدينة
جدة
المذهب الفقهي
مدرسة ابن تيمية الحنبلية لذا فالمذهب عندنا شيء والراجح شيء آخر تماماً!.
جزاك الله خيرا على مرورك الكريم
 

ابنة أحمد

:: متخصص ::
إنضم
11 ديسمبر 2008
المشاركات
76
التخصص
فــقه وأصـوله
المدينة
الرياض
المذهب الفقهي
حنبلي
جزاكم الله خيرا ..
ما أشد حاجتنا للشيخ الشبكي بخاصةٍ ذوات الخدور
ومن نأت ديارهم، وقلَّ علماؤهم .
 

د. عبدالحميد بن صالح الكراني

:: المشرف العام ::
طاقم الإدارة
إنضم
23 أكتوبر 2007
المشاركات
8,140
الجنس
ذكر
الكنية
أبو أسامة
التخصص
فقـــه
الدولة
السعودية
المدينة
مكة المكرمة
المذهب الفقهي
الدراسة: الحنبلي، الاشتغال: الفقه المقارن
مقال بديع أبا فراس؛ وطرح غير مطروق ينصب في العمق المتسارع؛ المغيب في تبني التأثير إلا ما شاء الله ...
ومتى نرى الانحسار الفضائي، والطوفان الشبكي :)... نحن بأمس الحاجة للتوازن بينهما على أقل تقدير ...
 
إنضم
21 مارس 2009
المشاركات
97
الكنية
أبو فهر
التخصص
متفنن
المدينة
المنصورة
المذهب الفقهي
لا أتقيد بمذهب
لوكنت تقصد يا مولانا = إلقاء الدروس على الشبكة = يبقى ما عملناش حاجة هي هيهاها ..كالصوتيات والبث المباشر ولا فرق..

وإنما يصنع الفارق : تفاعل الشيخ في المنتديات والبالتوك ونحوها..

والمشايخ لا يصبرون عليه ؛خوفاً من التعرض للسفهاء أو من لا يقدرون قدرهم..وبعض المشايخ فيه حشمة زائدة...حتى إن شيخاً لي اتخذني واسطة لنشر بعض آرائه لما رأى حواراً واحداً فقط وما جرى فيه= فلم يصبر..
 

د.محمود محمود النجيري

:: مشرف سابق ::
إنضم
19 مارس 2008
المشاركات
1,171
الكنية
أبو مازن
التخصص
الفقه الإسلامي
المدينة
مصر
المذهب الفقهي
الحنبلي
ما أعجبك يا أبا فراس!
وما أعجب ما كتبت!
عالم أديب!
سباق إلى كشف ما وراء سجف الغيب
لكن لم توضح لنا مؤهلات الشيخ الشبكي
وهل يشترط له بلوغ درجة الاجتهاد؟
وما المزايا العينية التي سيتمتع بها قياسًا على الشيخ الفضائي؟
 
إنضم
29 أكتوبر 2007
المشاركات
9,059
الكنية
أبو فراس
التخصص
فقه
المدينة
جدة
المذهب الفقهي
مدرسة ابن تيمية الحنبلية لذا فالمذهب عندنا شيء والراجح شيء آخر تماماً!.
وإنما يصنع الفارق : تفاعل الشيخ في المنتديات والبالتوك ونحوها..

والمشايخ لا يصبرون عليه ؛خوفاً من التعرض للسفهاء أو من لا يقدرون قدرهم..وبعض المشايخ فيه حشمة زائدة...حتى إن شيخاً لي اتخذني واسطة لنشر بعض آرائه لما رأى حواراً واحداً فقط وما جرى فيه= فلم يصبر..

نعم هذا الذي أقصده بالدخول فعلياً في "العالم الشبكي"، أما الأول بإلقاء الدروس فقد تلقَّاها الشبكيون بأيمانهم، ونفثوا في روعها روح الشبكة، فاستحالت دروساً شبكية، بل آلت الشبكة المصدر الأول بلا منافس في تحصيل هذه الدروس.
 
إنضم
29 أكتوبر 2007
المشاركات
9,059
الكنية
أبو فراس
التخصص
فقه
المدينة
جدة
المذهب الفقهي
مدرسة ابن تيمية الحنبلية لذا فالمذهب عندنا شيء والراجح شيء آخر تماماً!.
لكن لم توضح لنا مؤهلات الشيخ الشبكي
وهل يشترط له بلوغ درجة الاجتهاد؟
وما المزايا العينية التي سيتمتع بها قياسًا على الشيخ الفضائي؟

هذا يحتاج موضوع خاص عن مكونات "الشيخ الشبكي"
فالشيوخ ثلاثة:
1- الشيخ الطبيعي.
2- الشيخ الفضائي.
3- الشيخ الشبكي.
وقد تتداخل.

والشيخ الشبكي جنس يشمل فصلين:
الأول: الشيخ الطبيعي الذي تحول شبكياً.
الثاني: الشيخ الذي ولد شبكياً.
فالأول نحثه على المغامرة في الدخول بشجاعة إلى "العالم الشبكي"
أما المواليد من الشيوخ الشبكيين فهؤلاء نترقبهم على توجس، نعرف منهم وننكر، ونتخوف من آثارهم المستقبلية إذا كبروا وشاخوا ما لم يؤخذ بأيديهم ممن قدر للأمر قدره، وأبصر موضعه، وحَسَبَ أثرَه.
 
التعديل الأخير:
إنضم
16 يونيو 2009
المشاركات
871
الكنية
أبو الأمين
التخصص
أصول الفقه
المدينة
باريس
المذهب الفقهي
أصول مالكية
المسألة مسألة وقت وقد كان مند عهد قريب الشيوخ يتمنعون من الظهور في التلفاز حتى جاء الجيل الجديد من الشيوخ فظهروا فيه و كذلك الشبكة يلمزها وقت لكي يظهر شيوخ لهم معرفة بها فيستعملونها.


المسألة مسألة وقت فقط و شيوخ اليوم الشبكة جديدة عليهم مع أن هناك بعضهم من يلقي دروسا فيها كالشيخ ابي اليسر تلميذ الشيخ الالباني رحمه الله و الشيخ الحلبي قدم بعض الدروس في سكيبي في السابق و غيره من المشايخ في البالتولك.

و الله أعلم
 
إنضم
29 أكتوبر 2007
المشاركات
9,059
الكنية
أبو فراس
التخصص
فقه
المدينة
جدة
المذهب الفقهي
مدرسة ابن تيمية الحنبلية لذا فالمذهب عندنا شيء والراجح شيء آخر تماماً!.
المسألة أوسع من قضية الدروس، كما نبه على ذلك أخونا أبو فهر...
فنريد من الشيخ أن ينزل إلى واقع طلبة العلم فيعلم ويوجه وينصح ويراسل على الخاص، ويعالج هموم الباحث، ويجيب عن إشكالاته، وأن يثير بعض المسائل المشكلة ويدفع الباحثين لحلها.
تخيل لو أن الشيخ على الشبكة بكافة التخصصات كم سيسد من الحاجة؟.
العجيب أن المشايخ الآن صاروا على رأس من يستفيدون من الشبكة بأبحاثها وموضوعاتها، واستفساراتها، وكثير منهم لا يبحث حتى يتأكد عن طريق الشبكة، هل سبق، ومن سبقه، وكيف سبقه.
هذا على مستوى كبار العلماء، وقد جلست مع بعض أعضاء المجمع الفقهي من المخضرمين جدا، فمكث يخبرني عما استفاده من الشبكة!.
والمطلوب عمل توازن، وهو أنه كما يستفيد ويتلقن المعلومة فإن هؤلاء الطلاب والباحثين بحاجة إلى من يلقنهم العلم بحسب درجاته، ومن يجيب عن إشكالاتهم، ويريبهم على مناراة العلم المرسومة.
وليعلم الشيخ الذي ينزل إلى الشبكة أنه يمسك بزمام الحلقة الأوسع في العالم.
قد يجد الشيخ في "هيئة كبار العلماء" أو في "شيوخ الأزهر" فسحة من الوقت لعقد درس في المسجد أو المنزل مع ما هم فيه من شغل.
لكن هل سيرضى الشيخ ليكون مشرفاً مربياً على أحد الأقسام الفقهية التخصصية الدقيقة، كالمعاملات المعاصرة مثلاً.
حتى أكون أكثر صراحة معكم؛ إن من أسباب ضعف المواقع العلمية هو ضعف المشرفين القائمين عليها، وما أشبه عملهم بما يقوم به الرقيب الذي يدور بين صفوف الطلاب في الامتحانات النهائية!.
واقتصرت مهمته على بث الرعب من إساء الأدب، ومباشرة التأديب بالحذف، ولهم عذرهم فإن الطلبة الشبكيين يغلب عليهم الملاءة المعلوماتية والإعواز الأدبي، سببه بعدهم عن المحاضن التربوية التي كان من المفترض أن يقوم بها "الشيخ الشبكي المربي الغائب" والذي ضرب النبي صلى الله عليه وسلم فيه أروع الأمثال، ولزم أصحابه من بعده غرزه، وتلاهم الأئمة المصلحون.
هل تصدق أني أخاطب بعض أهل العلم للمشاركة الفعلية في موقعنا فيسألني ما المطلوب منه بالتحديد؟
وأحدهم تحمس معي قليلاً وأعطاني رقم هاتفه النقال، ليفيدني عن أي استفسار!.
فأخذتُ رقمه على غضب، وسجلتُه وأنا أقول في نفسي: قابلني لو اتصلتُ عليك.
وليتك تبصر الحياء وهو يلفني حينما استجمع طاقتي لأصارح الشيخ بملء فمي أني أطلب من فضليته المساهمة في الإشراف الفعلي على الموقع!.
والغالب أني لا أصرح فإني أخشى أن أخدش من منزلته، وأن أغض من مكانته!.
وهذا أحد أسباب كتابة كثير من الشيوخ بـ "الأسماء المستعارة"!



وكأني بأبي العتاهية يخاطبهم ويقول:

لمَ لاَ نبادِرُ مَا نراهُ يفُوتُ
إذْ نحْنُ نعلمُ أنَّنَا سنمُوتُ

عُلَماؤنَا مِنّا يَرَوْنَ عَجائِباً،
وَهُمُ على ما يُبصِرونَ سكُوتُ

لقد حانت الساعة ليستلم أهل العلم دروهم القيادي اللائق بهم فيسوسون الناس كما كانوا:

وما علماؤنا إلا سيوفٌ
مواضٍ لاتفلُّ لها غروبُ

سَراة ٌ لم يَقُلْ منهم سَرِيُّ
لِيَومِ كَرِيهَة ٍ يَوْمٌ عَصِيبُ
 
التعديل الأخير:

محمد محمود أمين

:: مشارك ::
إنضم
4 ديسمبر 2008
المشاركات
242
التخصص
..
المدينة
الدقهلية
المذهب الفقهي
شافعي المذهب
ممممممممممم يبدو أني فهمت الموضوع خطأ ....ربما
icon7.gif
 

شهاب الدين الإدريسي

:: عضو مؤسس ::
إنضم
20 سبتمبر 2008
المشاركات
376
التخصص
التفسير وعلوم القرآن
المدينة
مكناس
المذهب الفقهي
مالكي
إنضم
29 أكتوبر 2007
المشاركات
9,059
الكنية
أبو فراس
التخصص
فقه
المدينة
جدة
المذهب الفقهي
مدرسة ابن تيمية الحنبلية لذا فالمذهب عندنا شيء والراجح شيء آخر تماماً!.
بارك الله فيكم جمياً
ليس المطلوب مزاحمة الحلقة الشبكية للحلقة الطبيعية مع أنها قد فاقتها عددا وطيرانا!.
فإن الحلقة الطبيعية تبقى تؤدي دوراً جوهرياً في تبليغ الدين فإن "الإسناد من الدين"، وقد تلقى النبي صلى الله عليه الوحي من جبريل، وجبريل من ربه.
وأخذ أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم العلم حاراً في حال تنزله، فبلغوه على هيئته، ولا يزال يبلغ العلم اليوم كذلك رجلا عن رجلا وإسناداً إسنادا، وكلما فنيت طبقة أخذتها طبقة.
فوقعت البركة في تناول العلم، فهو يأخذ مع العلم غايته من العمل والصدق، والأمانة والجد.
ولن يرتفع هذا الأمر حتى يقضي الله أمره بالريح الطيبة التي تأخذ أرواح المؤمنين.
فكان تناولهم للعلم كتناول الرضيع للبن، فهو يأخذ مع اللبن الحنان ويستلهم منه معنى الأمومة.

وإنما المقصود من هذا الموضوع هو مدَّ هذه الطريقة التي سارت على وفقها الأمة من لدن النبي صلى الله عليه وسلم: لتصيب"الطالب الشبكي" المندرج في أكبر حلقة علمية في الدنيا، ومنه من لم تنثن ركبته يوماً عند شيخ، ولا أبصر بأم عينيه عالماً إلا أن يكون وراء الشاشات الفضية، والصور التي اقتحمت العالم الشبكي.

وإنما المقصود هو المساهمة في تبليغ الدين، وقد قال عليه الصلاة والسلام: "بلغوا عني ولو آية" والتبليغ يختلف فكان يوماً عن طريق الإسناد ثم تطور ليكون بشكل منظمة أن يجلس الشيخ في حلقته ويجتمع له الطلاب ثم يحدثهم، ثم تطور ليكون عن طريق تدوين الإسناد في الكتاب، ثم فرز صحيحه من سقيمه، ثم السؤالات، ثم تقعيد الفقه، ثم شرحه، ثم المجلة والجريدة، ثم الإذاعة ثم الرائي، واليوم الشبكة تسأل عن نصيبها اللائق بها من أفواه الشيوخ بعد أن أرهقتها تكدس المعلومات، فما عادت تعرف موقعها من الخريطة الفقهية، وأحدهم سمع خلافاً في صيام يوم عاشورا، فأحدهم يقول: يوما قبله، والآخر بعده، وثالث: قبله وبعده، فتحير جداً، فاحتاط لدينه رغبة في الأجر فصام يوماً قبله، وصام يوماً بعده، وترك صيام يوم عاشوراً!.

وإنما المقصود القيام بسد الحاجة الفعلية لتغطية المحاضن العلمية والتربوية في الشبكة، وأن يكون القائمون عليها من خاصة أهلها، لا المتكلفين لها بسبب غياب الشيوخ، فإن العالم إذا غاب فعلينا أن نتوقع كل شيء؛ فإن الأمر يا سادة قد وسد إلى غير أهله!.

فلايزال بعض الشيوخ يعتزل السنوات لكتابة رد على العالم الفلاني الذي طبع كتابه قبل عشرة سنوات، أما كان يسعه أن يسجل ملاحظته في يوم واحد، ويرسله إليه أو في أحد المواقع العلمية.

فإن الحاجة إلى العالم "شديدة"، وهناك طبقات ومراتب، فلا مناص من هجر بعض الدور القديمة لسد الحاجة السكانية للمدن المتسارعة في النمو!.

قد تجد في مدينة واحدة عشرات الدروس المتشابهة في الطرح، وإن الطالب قد يتحير في الحضور، وقد ينتهي إلى أن يجمع بينها جميعاً فكل مرة عند شيخ جديد حتى يوسع دائرة شيوخه!
ولذا فكثير من البلاد الحاضرة لا توجد هناك حاجة فعلية للدرس.

ولا نريد كما سبق مزاحمة الحلقة الشبكية للحلقة الطبيعية أو التزهيد فيها، لكن الحلقة الشبكية تريد نصيبها من زمن الشيخ لسد حاجتها الفعلية، نظيرها نظير أخواتها الكمَّل!.

فلو تمت تغطيتها بما نسبته 2% فقط من عدد الحلقات الطبيعية لرأيت متغيراً جوهرياً في قيمة "الحلقة الشبكية"، ولخسأ الشيطان وأيس أن يتبع في الجزائر الشبكية المطعَّمة بلقاح الشيخ الطبيعي!.

فكيف إذا كانت الحلقة الشبكية كما هي فكرة هذا الموقع تستهدف دقائق العلم وأسراره، وتطمح إلى أهداف شريفة من تناول المعلومة وتحريرها...
أما كان على أهل العلم أن يقدروا للأمر قدره، وأن يصلوا الحلقة الطبيعية والكتاب الطبيعي بخيوط الشبكة الالكترونية!.
 
التعديل الأخير:
إنضم
25 يونيو 2008
المشاركات
1,762
الإقامة
ألمانيا
الجنس
ذكر
التخصص
أصول الفقه
الدولة
ألمانيا
المدينة
مونستر
المذهب الفقهي
لا مذهب بعينه
جزاكم الله خيرا ونفع بكم يا شيخنا فؤاد ...آمين.

بقي أن للطلبة الشبكيين مشاكلهم الخاصة ..
 
إنضم
22 يونيو 2008
المشاركات
1,566
التخصص
الحديث وعلومه
المدينة
أبوظبي
المذهب الفقهي
الحنبلي ابتداءا
ولعل ما ذكرت أخي فؤاد يجعل ثقل هذه المسؤولية علينا ... نعم علينا إلى أن يظهر الشيخ الشبكي بقوة
فلا ضير أن نكون جسر تواصل بين مرتادي الشبكة وبين الشيخ الطبيعي !! وإن كان هذا لا يغني عن مشاركته الذاتية ...
سلمت بنانك أخي فؤاد ...
 
إنضم
5 سبتمبر 2009
المشاركات
3
التخصص
فقه مقارن
المدينة
جدة
المذهب الفقهي
الحنبلي
يبدو والله أعلم أن المانع من الكتابة وعموم المشاركة في العالم الشبكي أيها الإخوة الكرام أن المشاركة فيها تحتاج إلى كتابة والكتابة تحتاج إلى وقت وجهد لا يوجد أبدا في الدروس المسجدية ونحوها فلا على الشيخ في درسه إلى تحديد الوقت الذي يريد أن يلقي فيه ثم يبدأ بما فتح الله عليه فيكون بينه وبين العطاء العلمي ( فتح فم ) على غرار جرة قلم أما المشاركة الشبيكية فتحتاج إلى قعقعة لوحة المفاتيح
أعجبني الموضوع جدا وهيجني ! وفعلا الإشكال في تغيير القناعات وليس في وجود الطاقات
 

طالبة علم

:: متخصص ::
إنضم
26 ديسمبر 2007
المشاركات
68
التخصص
فقه
المدينة
مدينة الورد
المذهب الفقهي
الحنبلي
أبدعتَ المقال..
والأروع منه: طرح الحلول للتغلب على هذه المشكلة..

واقترح كبداية لتمهيد الطريق ..

* أن يبذل طلبة العلم الجهد في دعوة شيوخهم لمحاضن الشبكة


* أن يكون لكل شيخ طالب مختص يكون وسيطا بينه وبين الشبكة بحيث يقرأ له ليعلق الشيخ ومن ثم يفرغه في الشبكة

ولاأعتقد إعراض الشيخ بعد ذلك للدخول في الشبكة ؛ لما سيراه من جدية الاهتمام والعناية بالعلم.

ونحسب كل عالم ـ والله حسيبه ـ باحثا عن موارد الظمأن ليرويها بعلمه.

هذا ما اقترحه، ولعل قريحتكم تجود بحلول أفيد ـ كونكم في وجه المشكلة ـ

نقطة أخرى..
ومما يبعد العلماء عن طلبة العلم الشبكيين بُعدهم ـ كما تفضلتم ـ عن محاضن الأدب، وكيف له أن يربيه من جديد ـ ومن المفترض أن يكون الطالب تجاوز هذه المرحلة مبدئياً وهمّ بالدخول في مرحلة تالية من التعلم الذاتي ـ وقد لا يرجع هذا الطالب إلى شيخه ، وهذا ما تعانيه أغلب الشبكات العلمية ، فالطالب يدخل ويناقش إن كان له غرض ومصلحة، ثم ينسحب فجأة لانتهاء حاجته!

اعتقد أننا نحتاج إلى وقت وجهد لنشق طريقا منهجيا مبدعا في الشبكة العلمية..

 
أعلى