الدورة الثالثة في صناعة البحث العلمي- تسجيل البحث: الدرس الثالث
الدورة الثالثة في صناعة البحث العلمي- تسجيل البحث: الدرس الثالث
الدورة الثالثة في صناعة البحث العلمي
مرحلة تسجيل البحث
الدرس الثالث
الصياغة النهائية للعنوان والخطة
الخطة الإجمالية والخطة التفصيلية:
عقب حلقة النقاش، على الطالب أن يعيد النظر في عنوان بحثه وخطته، مستهديًا بنصائح الأساتذة وتوجيهات المتخصصين.
الخطة الإجمالية، هي خطة البحث التي يصنعها الباحث استعدادًا لتسجيل الموضوع، ويضع فيها أفكاره الأساسية عن موضوع بحثه، من ناحية عنوانه، ومضمونه، وأهدافه، وحدوده، ومنهجه، ومصادره الأساسية.
وهي خطة مجملة، تقع في صفحات، وتكون عرضة للتعديل والتبديل، إلى أن يستقر عليها مجلس القسم المختص، ويعتمدها بعد إجازة المشرف لها. ثم تعتمدها إدارة الجامعة.
وهذه الخطة الإجمالية، يستعين بها الباحث في اجتياز حلقة النقاش التي يعقدها القسم لمناقشة موضوعه، وفي إعداد البطاقات وترتيبها، وفي تجميع المراجع، وقراءتها.
وأما الخطة التفصيلية، فتأتي بعد اعتماد الموضوع من المشرف، واجتياز حلقة النقاش (السيمنار) في القسم العلمي المختص، وإعداد بطاقات البحث، ومعاودة قراءة هذه البطاقات التي سبق جمعها، وإعادة النظر في الموضوع جملة وتفصيلا.
وقد يتمخض هذا النظر الواعي عن تغييرات جذرية في الموضوع، أو عن تغييرات طفيفة، وزيادة بعض الفصول والأبواب، أو حذفها، أو دمجها. كما سيأتي تفصيلا في مرحلة كتابة البحث.
والقاعدة هنا: أن العبرة بعنوان الرسالة الذي يسجله الطالب في إدارة الدراسات العليا. وأما تفصيلات الخطة، فهي عرضة للتعديل والتغيير، بشرط ألا تخرج عن حدود العنوان. فلا شيء مقدس في الخطة الإجمالية، وإنما هي مقترح، قابل لإعادة الصياغة، زيادةً ونقصًا، وتقديمًا وتأخيرًا.
تعديل خطة البحث:
الخطة المحكمة لا يحتاج الطالب إلى تعديلها كثيرًا.
والخطة المحكمة هي نتاج جهد كبير من الطالب في إعدادها، سواء في اطلاعه الواسع على مصادر بحثه، أو التأني في الصياغة، أو التأمل في جوانبها، وتنقيحها مرة بعد مرة، قبل الخروج بها إلى المشرف، والقسم العلمي التابع له.
والخطة السريعة العجلى، لا يفتأ الطالب يعدل ويبدل فيها كلما سار خطوة أو خطوات، سواء كان التغيير كبيرًا أو صغيرًا. لقصوره في الاطلاع على موارد موضوعه، وتعجله في صياغته، وإغفال نصائح مشرفه.
والتعديل في الخطة طبيعي كلما تقدم الطالب في بحث موضوعه، فلا يوجد خطة بحث مقدسة، ولكنه ليس التعديل الذي يخرج بالموضوع إلى أن يصير غير مطابق للعنوان الذي وضع له. فالتغييرات الجذرية تعني خطة جديدة، لموضوع جديد، يلزمه تسجيل جديد، وإخطار لإدارة الجامعة للحصول على موافقتها.
وكثير من الطلاب يتعجل التسجيل، فيقدم خطة ساذجة غير ناضجة، تعطي مشرفه والقسم العلمي تصورًا غير حميد عن شخصه، وتصمه بوصمة سوء لا يستطيع التخلص منها، وتعرضه للرد مرة بعد أخرى. فما نفعه تعجله، ولا قرَّبه تسرعه!