د. بدر بن إبراهيم المهوس
:: مشرف سابق ::
- إنضم
- 2 يوليو 2008
- المشاركات
- 2,237
- الكنية
- أبو حازم الكاتب
- التخصص
- أصول فقه
- المدينة
- القصيم
- المذهب الفقهي
- حنبلي
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :
فإن أكثر الناس إنما يخطيء في حكمه على المسائل والآراء والأشخاص لأنه يظن أن ما فهمه هو الواقع في نفس الأمر وهذا من أكبر الزلل فليس دائما يكون فهمك هو الواقع في نفس الأمر وأقرب هذا بالمثال :
حينما يكتب طالب علم بحثاً ما ويجهد فيه طاقته فهو في الأخير يرى أن ما وصل إليه هو الصواب وهو الحق وهو الأفضل والأكمل ، ولا يرى ذلك بعين النقص أبداً ، وسبب ذلك أنه رآه بما وصل إليه علمه وفهمه فإذا قلنا مثلا إن هذا الطالب قد بلغ بالعلم ما يوازي 70% كأقصى حد وفهمه للعلوم بهذه النسبة أيضاً فهو إذاً بنظره يرى بحثه قد بلغ في العلم والفهم 100% لأن هذا مستوى نظره ولا يمكن أن يتجاوزه لأن هذا طاقته ، ولذلك فهو يستنكر ويستهجن ويستغرب ممن يرى في بحثه قصوراً أو خللاً وربما رأى ذلك منه حسداً أو غيرةً او أنه لا يفهم كلامه ، وذلك لأن الباحث يرى بحثه بكامل علمه وكامل فهمه .
لكن حينما ينظر إلى بحثه من كان مستواه في العلم والفهم 90% مثلاً يظهر له العيب والنقص والزلل ويكون بقدرته أن يحكم على البحث بنظر أقرب إلى الواقع الحقيقي لقيمة البحث من نظر الباحث نفسه .
انتهينا من هذه المرتبة :
لننتقل إلى مرحلة أخرى وهي حكم هذا الباحث على بحث غيره ممن هو أعلم منه وأكثر فهماً :
ماذا سيكون حكمه عليه ؟
لن يكون بلا شك هو الحكم المطابق للواقع ونفس الأمر لأن علمه وفهمه دون ذلك ، وعليه فينبغي أن لا يوقع نفسه في مثل هذه المواطن حتى يكون على مستوى قريب من علم وفهم الباحث قدر الإمكان .
انتهينا من هذه المرتبة :
لننتقل الآن إلى النظر في أقوال الأئمة الكبار أبي حنيفة ومالك والشافعي وأحمد :
هل يحق لمن جاء بعدهم بآلاف المراحل في العلم والفهم أن يحكم على آرائهم بالصواب والخطأ أو لا؟
إمام يحفظ ألف ألف حديث كأحمد ويفتي بستين ألف مسألة بحدثنا وأخبرنا .
وإمام يحفظ لغة العرب وهو حجة فيها عند علمائها وهو أول من ألف في أصول الفقه وأول من قعد القواعد وهو الإمام الشافعي
وإمام يؤلف أصح كتاب في الحديث قبل الصحيحين وهو الموطأ وهو إمام في الحديث والرأي والاجتهاد ومعرفة المقاصد الشرعية وهو الإمام مالك .
وإمام جبل في الرأي والقياس والاجتهاد والفهم والمناظرة وهو أبو حنيفة .
إن من الصعوبة بمكان ان يتكرر مثل هذه الشخصيات في العلم والفهم وعليه فإن من أكبر الخطأ والزلل ان يقدم على تخطئة هؤلاء طلاب العلم الذي ليس لهم باع طويل وواسع في علوم الشريعة منقولها ومعقولها مع ضعف الفهم بالمقارنة مع فهوم هؤلاء حتى إنه يصعب عليه أن يدرك كلامهم بقدر فهومهم وعلومهم .
انتينها من هذه المرتبة :
لننتقل إلى فهم نصوص الكتاب والسنة وأقوال الصحابة رضي الله عنهم :
إن فهم تلك النصوص وفهم المراد منها وتنزيلها على الواقع أمر عظيم وليس بالأمر السهل كما يظنه كثير من طلبة العلم لأن ذلك يحتاج إلى علم واسع بلغة العرب وأساليبهم فيدخل في ذلك علم غريب القرآن والحديث وعلم النحو والاشتقاق والتصريف وفقه اللغة ومعرفة أساليب البيان والبلاغة ثم معرفة ألفاظ العموم والخصوص واستعمالاتهما والأوامر والنواهي واستعمالاتهما والإجمال والبيان واستعمالاتهما مع إضافة ما يتعلق بهذه الأبواب من مسائل في أصول الفقه في أبواب العموم والخصوص والإطلاق والتقييد والإجمال والبيان والأمر والنهي .
ثم معرفة كيفية دفع التعارض بين هذه النصوص بالجمع والترجيح ومعرفة الناسخ منها من المنسوخ والاطلاع على المؤلفات الكثيرة في الناسخ والمنسوخ في القرآن وفي الحديث .
ومعرفة ما صح من الحديث وما لم يصح والقدرة على معرفة ذلك بالطرق الصحيحة المعتمدة عند الأئمة المحتج بكلامهم كابن مهدي والقطان وأحمد وابن المديني ويحيى بن معين والبخاري ومسلم وأبي حاتم وأبي زرعة وغيرهم .
ثم بعد معرفة هذه العلوم كلها نظرياً يحتاج إلى فهم واسع ونظر دقيق لإدراك مدى تطابق ما علمه نظرياً مع تنزيله على الواقع عملياً فالأعراف والعادات التي ربطت بها الأحكام في النصوص تختلف والمصالح والمفاسد تختلف من زمن لزمن ومن مكان لمكان فالأحكام التي علقت بها شرعاً تحتاج إلى من يدرك تحقق هذا الأعراف والمصالح والمفاسد وفق النصوص .
وهذا يرجع بنا إلى المرتبة الأولى التي بدأنا بها وهي مرحلة حكم طالب العلم على بحثه هو ، فإذا كان حكمه على بحثه قاصراً عن الحكم الحقيقي والواقع في نفس الأمر لقصور العلم والفهم فماذا عسى أن يكون حكمه على النصوص بهذا العلم والفهم القاصرين ؟
والله تعالى أعلم
والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :
فإن أكثر الناس إنما يخطيء في حكمه على المسائل والآراء والأشخاص لأنه يظن أن ما فهمه هو الواقع في نفس الأمر وهذا من أكبر الزلل فليس دائما يكون فهمك هو الواقع في نفس الأمر وأقرب هذا بالمثال :
حينما يكتب طالب علم بحثاً ما ويجهد فيه طاقته فهو في الأخير يرى أن ما وصل إليه هو الصواب وهو الحق وهو الأفضل والأكمل ، ولا يرى ذلك بعين النقص أبداً ، وسبب ذلك أنه رآه بما وصل إليه علمه وفهمه فإذا قلنا مثلا إن هذا الطالب قد بلغ بالعلم ما يوازي 70% كأقصى حد وفهمه للعلوم بهذه النسبة أيضاً فهو إذاً بنظره يرى بحثه قد بلغ في العلم والفهم 100% لأن هذا مستوى نظره ولا يمكن أن يتجاوزه لأن هذا طاقته ، ولذلك فهو يستنكر ويستهجن ويستغرب ممن يرى في بحثه قصوراً أو خللاً وربما رأى ذلك منه حسداً أو غيرةً او أنه لا يفهم كلامه ، وذلك لأن الباحث يرى بحثه بكامل علمه وكامل فهمه .
لكن حينما ينظر إلى بحثه من كان مستواه في العلم والفهم 90% مثلاً يظهر له العيب والنقص والزلل ويكون بقدرته أن يحكم على البحث بنظر أقرب إلى الواقع الحقيقي لقيمة البحث من نظر الباحث نفسه .
انتهينا من هذه المرتبة :
لننتقل إلى مرحلة أخرى وهي حكم هذا الباحث على بحث غيره ممن هو أعلم منه وأكثر فهماً :
ماذا سيكون حكمه عليه ؟
لن يكون بلا شك هو الحكم المطابق للواقع ونفس الأمر لأن علمه وفهمه دون ذلك ، وعليه فينبغي أن لا يوقع نفسه في مثل هذه المواطن حتى يكون على مستوى قريب من علم وفهم الباحث قدر الإمكان .
انتهينا من هذه المرتبة :
لننتقل الآن إلى النظر في أقوال الأئمة الكبار أبي حنيفة ومالك والشافعي وأحمد :
هل يحق لمن جاء بعدهم بآلاف المراحل في العلم والفهم أن يحكم على آرائهم بالصواب والخطأ أو لا؟
إمام يحفظ ألف ألف حديث كأحمد ويفتي بستين ألف مسألة بحدثنا وأخبرنا .
وإمام يحفظ لغة العرب وهو حجة فيها عند علمائها وهو أول من ألف في أصول الفقه وأول من قعد القواعد وهو الإمام الشافعي
وإمام يؤلف أصح كتاب في الحديث قبل الصحيحين وهو الموطأ وهو إمام في الحديث والرأي والاجتهاد ومعرفة المقاصد الشرعية وهو الإمام مالك .
وإمام جبل في الرأي والقياس والاجتهاد والفهم والمناظرة وهو أبو حنيفة .
إن من الصعوبة بمكان ان يتكرر مثل هذه الشخصيات في العلم والفهم وعليه فإن من أكبر الخطأ والزلل ان يقدم على تخطئة هؤلاء طلاب العلم الذي ليس لهم باع طويل وواسع في علوم الشريعة منقولها ومعقولها مع ضعف الفهم بالمقارنة مع فهوم هؤلاء حتى إنه يصعب عليه أن يدرك كلامهم بقدر فهومهم وعلومهم .
انتينها من هذه المرتبة :
لننتقل إلى فهم نصوص الكتاب والسنة وأقوال الصحابة رضي الله عنهم :
إن فهم تلك النصوص وفهم المراد منها وتنزيلها على الواقع أمر عظيم وليس بالأمر السهل كما يظنه كثير من طلبة العلم لأن ذلك يحتاج إلى علم واسع بلغة العرب وأساليبهم فيدخل في ذلك علم غريب القرآن والحديث وعلم النحو والاشتقاق والتصريف وفقه اللغة ومعرفة أساليب البيان والبلاغة ثم معرفة ألفاظ العموم والخصوص واستعمالاتهما والأوامر والنواهي واستعمالاتهما والإجمال والبيان واستعمالاتهما مع إضافة ما يتعلق بهذه الأبواب من مسائل في أصول الفقه في أبواب العموم والخصوص والإطلاق والتقييد والإجمال والبيان والأمر والنهي .
ثم معرفة كيفية دفع التعارض بين هذه النصوص بالجمع والترجيح ومعرفة الناسخ منها من المنسوخ والاطلاع على المؤلفات الكثيرة في الناسخ والمنسوخ في القرآن وفي الحديث .
ومعرفة ما صح من الحديث وما لم يصح والقدرة على معرفة ذلك بالطرق الصحيحة المعتمدة عند الأئمة المحتج بكلامهم كابن مهدي والقطان وأحمد وابن المديني ويحيى بن معين والبخاري ومسلم وأبي حاتم وأبي زرعة وغيرهم .
ثم بعد معرفة هذه العلوم كلها نظرياً يحتاج إلى فهم واسع ونظر دقيق لإدراك مدى تطابق ما علمه نظرياً مع تنزيله على الواقع عملياً فالأعراف والعادات التي ربطت بها الأحكام في النصوص تختلف والمصالح والمفاسد تختلف من زمن لزمن ومن مكان لمكان فالأحكام التي علقت بها شرعاً تحتاج إلى من يدرك تحقق هذا الأعراف والمصالح والمفاسد وفق النصوص .
وهذا يرجع بنا إلى المرتبة الأولى التي بدأنا بها وهي مرحلة حكم طالب العلم على بحثه هو ، فإذا كان حكمه على بحثه قاصراً عن الحكم الحقيقي والواقع في نفس الأمر لقصور العلم والفهم فماذا عسى أن يكون حكمه على النصوص بهذا العلم والفهم القاصرين ؟
والله تعالى أعلم