العِلْمُ رَحِمٌ بَيْنَ أَهْلِهِ، فَحَيَّ هَلاً بِكَ مُفِيْدَاً وَمُسْتَفِيْدَاً، مُشِيْعَاً لآدَابِ طَالِبِ العِلْمِ وَالهُدَى،
مُلازِمَاً لِلأَمَانَةِ العِلْمِيةِ، مُسْتَشْعِرَاً أَنَّ: (الْمَلَائِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا لِطَالِبِ الْعِلْمِ رِضًا بِمَا يَطْلُبُ) [رَوَاهُ الإَمَامُ أَحْمَدُ]،
فَهَنِيْئَاً لَكَ سُلُوْكُ هَذَا السَّبِيْلِ؛ (وَمَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ) [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ]،

مرحباً بزيارتك الأولى للملتقى، وللاستفادة من الملتقى والتفاعل فيسرنا تسجيلك عضواً فاعلاً ومتفاعلاً،
وإن كنت عضواً سابقاً فهلم إلى رحاب العلم من هنا.

ترجمة للإمام ابن دقيق العيد من جهة الديار اليمانية، ورأي للإمام الشوكاني في مصنفاته

إنضم
23 مارس 2008
المشاركات
677
التخصص
الحديث وعلومه
المدينة
برمنجهام
المذهب الفقهي
شافعي
ترجمة للإمام ابن دقيق العيد من جهة الديار اليمانية، ورأي للإمام الشوكاني في مصنفاته
ترجم الشوكاني لابن دقيق العيد، وصرح برأيه في مصنفاته، كما في الترجمة رقم (287) في ص(229-232)من كتابه"البدر الطالع بمحاسن من بعد القرن السابع"
من هو ابن دقيق العيد؟
قال الشوكاني: (حمد بن على بن وهب بن مطيع بن أبى الطاعة تقى الدين القشيرى المنفلوطى الأصل المصرى القوصى المنشأ المالكى ثم الشافعى نزيل القاهرة المعروف بابن دقيق العيد الإمام الكبير صاحب التصانيف المشهورة ..)
تاريخ ومكان مولده
قال( ولد في شعبان سنة 625 خمس وعشرين وستمائة بناحية ينبع في البحر..)

رحلته ومشايخه
(وسمع بمصر من جماعة ورحل إلى دمشق فسمع من أحمد بن عبد الدائم والزين خالد وغيرهما وأخذ أيضا عن الرشيد العطار والزكى والمنذرى وابن عبد السلام وتبحر في جميع العلوم الشرعية وفاق الأقران

مصنفات ابن دقيق العيد ورأي الشوكاني فيها
قال: (وصنف التصانيف الفائقة فمنها الإلمام في أحاديث الأحكام وشرع في شرحه فخرج منه أحاديث يسيرة في مجلدين أتى فيها كما قال الحافظ بن حجر بالعجائب الدالة على سعة دائرته في العلوم خصوصا في الاستنباط وجمع كتاب الإمام في عشرين مجلدا قال ابن حجر عدم أكثره بعده، وصنف الاقتراح في علوم الحديث ومن مصنفاته شرح العمدة المشهور، وشرح مقدمة المطرزى في أصول الفقه وشرح بعض مختصر ابن الحاجب في الفقه..)

الشوكاني ينقل رأي الذهبي وغيره من النقاد والحفاظ في ابن دقيق العيد ومصنفاته
ونقل الشوكاني أيضاً رأي الذهبي فيه، قال: ( قال الذهبى كان إماما متفننا مدققا أصوليا مدركا أديبا نحويا ذكيا غواصا على المعانى وافر العقل كثير السكينة تام الورع مديم السنن مكبا على المطالعة والجمع سمحا جوادا ذكى النفس نزر الكلام عديم الدعوى له اليد الطولى في الفروع والأصول بصيرا بعلم المنقول والمعقول، وغلب عليه الوسواس في المياه والنجاسة وله في ذلك أخبار قال واشتهر اسمه في حياة مشايخه وشاع ذكره وتخرج به أئمة وكان لا يسلك المراء في بحثه بل يتكلم بكلمات يسيرة ولا يراجع حتى حكى عنه أنه قال لكاتب الشمال سنين لم يكتب على شيئا وقال قطب الدين الحلبى كان ممن فاق بالعلم والزهد عارفا بالمذهبين إماما في الأصلين حافظا في الحديث وعلومه يضرب به المثل في ذلك وكان آية في الاتقان والتحرى شديد الخوف دائم الذكر لا ينام من الليل إلا قليلا يقطعه مطالعة وذكرا وتهجدا وكانت أوقاته كلها معمورة وكان شفوقا على المشتغلين وكثير البر لهم قال أتيته بجزء سمعه من ابن رواح والطبقة بخطه فقال حتى أنظر فيه ثم عدت إليه فقال هو خطى لكن ما أحقق سماعه ولا أذكره ولم يحدث به وكذلك لم يحدث عن ابن المنير مع صحة سماعه منه قال الذهبى بلغنى أن السلطان لاجين لما طلع إليه الشيخ قام له وخطا من مرتبته وقال البرزالى مجمع على غزارة علمه وجودة ذهنه وتفننه في العلوم واشتغاله بنفسه وقلة مخالطته مع الدين المتين والعقل الرصين قرأ مذهب مالك ثم مذهب الشافعى ودرس فيهما وهو خبير بصناعة الحديث عالم بالأسماء والمتون واللغات والرجال وله اليد الطولى في الأصلين والعربية والأدب نشأ بقوص وتردد إلى القاهرة وكان شيخ البلاد وعالم العصر في آخر عمره ويذكر أنه من ذرية بهر بن حكيم القشيرى وكان لا يجيز إلا بما يحدث به وقال ابن الزملكانى امام الأئمة في فنه وعلامة العلماء في عصره بل ولم يكن من قبله سنين مثله في العلم والدين والزهد والورع تفرد في علوم كثيرة وكان يعرف التفسير والحديث ويحقق المذهبين تحقيقا عظيما ويعرف الأصلين والنحو واللغة وإليه المنتهى في التحقيق والتدقيق والغوص على المعانى أقر له الموافق والمخالف وعظمته الملوك وكان السلطان لاجين ينزل عن سريره ويقبل يده قال ابن سيد الناس لم أر مثله في من رأيت ولا حملت عن أجل منه فيمن رويت وكان للعلوم جامعا وفي فنونها بارعا ولم يزل حافظا للسانه مقبلا على شأنه ولو شاء العاد أن يحصر كلماته لحصرها وله تخلق وبكرامات الصالحين تحقق وعلامات العارفين تعلق وله في الأدب باع وساع وكرم طباع وحسن انطباع حتى لقد كان الشهاب محمود يقول لم تر عينى آدب منه ولو لم يدخل في القضاء لكان ثورى زمانه وأوزعي أوانه انتهى كلام ابن سيد الناس..
توليه للقضاء
قال الشوكاني"قال البرزالى وفي يوم السبت الثامن عشر من جمادى الأولى سنة 695 ولى القضاء بالديار المصرية قال ابن حجر واستمر فيه إلى أن مات في صفر سنة 702 اثنتين وسبعمائة..)
أربعين سنة لا ينام الليل إلا بعد الصبح
(قال الصاحب شمس الدين سمعت الشيخ الإمام شهاب الدين أحمد بن إدريس القرافى المالكى يقول أقام الشيخ تقى الدين أربعين سنة لا ينام الليل الا أنه إذا كان صلى الصبح اضطجع على جنبه إلى حين يضحى النهار قال زكى الدين عبد العظيم بن أبى الأصبغ صاحب البديع ذكرت للشيخ تقى الدين بن دقيق العيد وجوه المبالغة في قوله تعالى ( أيود أحدكم أن تكون له جنة من نخيل وأعناب ) الآية وهى عشرة ولم أذكر له مفصلا وغبت عنه قليلا ثم اجتمعت به فذكر لى أنه استنبط منها أربعة وعشرين وجها من المبالغة فسألته أن يكتبها لى فكتبها بخطه وسمعتها منه بقراءته واعترفت له بالفضل في ذلك انتهى. وقد عاش تقى الدين بعد ابن الأصبغ زيادة على أربعين سنة قال ابن حجر قرأت بخط محمد بن عبد الرحيم العثمانى قاضى صفد أخبرنى الأمير سيف الدين الحسامى قال خرجت يوما إلى الصحراء فوجدت ابن دقيق العيد واقفا في الجبانة يقرأ ويدعو ويبكى فسألته فقال صاحب هذا القبر كان من أصحابى وكان يقرأ على فمات فرأيته البارحة فسألته عن حاله فقال لما وضعتمونى في القبر جاءنى كلب انقط كالسبع وجعل يروعنى فارتعت فجاء شخص لطيف في هيئة حسنة فطرده وجلس عندى يؤنسنى فقلت من أنت فقال أنا ثواب قراءتك الكهف يوم الجمعة انتهى وله اشعار حسنة محكمة قوية المعاني جيدة المبانى قد أورد منها جملة نافعة من ترجمه من الأدباء وغيرهم وبالجملة فقد اعترف له أئمة كل فن بفنهم رحمه الله تعالى.
 
التعديل الأخير:
إنضم
29 أكتوبر 2007
المشاركات
9,059
الكنية
أبو فراس
التخصص
فقه
المدينة
جدة
المذهب الفقهي
مدرسة ابن تيمية الحنبلية لذا فالمذهب عندنا شيء والراجح شيء آخر تماماً!.
لا يا شيخ..مازلت على قولي ,وأتمنى أن ينتهي النقاش في هذا فما كنت أحاذر منه وقع
قولي أعلم في كل شيء هذه قناعتي وقناعة بعض أهل العلم
أما كونه أعلم منه بفارق كبير فهذا هو الإجماع الذي أعنيه
اتق الله، أعلم منه في كل شيء؟
هل هو أعلم منه بالله؟
 

منيب العباسي

:: متخصص ::
إنضم
17 يناير 2010
المشاركات
1,204
التخصص
----
المدينة
---
المذهب الفقهي
---
أسأل الله أن يجعلني من المتقين..
قولي في كل شيء الآتي :
العربية-الفقه-الحديث-التفسير-العقائد
فإضافة كل شيء بحسبه
أما منزلة كل واحد عند الله فلا أعلم بها
وفقك الله ورعاك
 
إنضم
29 أكتوبر 2007
المشاركات
9,059
الكنية
أبو فراس
التخصص
فقه
المدينة
جدة
المذهب الفقهي
مدرسة ابن تيمية الحنبلية لذا فالمذهب عندنا شيء والراجح شيء آخر تماماً!.
أسأل الله أن يجعلني من المتقين..
قولي في كل شيء الآتي :
العربية-الفقه-الحديث-التفسير-العقائد
فإضافة كل شيء بحسبه
أما منزلة كل واحد عند الله فلا أعلم بها
وفقك الله ورعاك

لا نسأل عن المنزلة عند الله ، أنت قلت أعلم منه في كل شيء وتجزم و تعيد، سألتك إلزاما لك؛ هل هو أعلم منه بالله فترجع وتقيد كلامك
النقاش لا يمكن أن يستمر
فإنك تطلق، فنستدرك عليك
ثم ترجع فتقيد كلامك
ثم ترجع فتطلق
ثم ترجع فتقيد كلامك
يقول الإمام بن دقيق العيد: العاقل يختار السكوت على التخليط.
والرجوع إلى الحق فضيلة؛ ولئن تكون تابعا في الحق خيراً من أن تكون رأسا في الباطل.
 
التعديل الأخير:
إنضم
3 نوفمبر 2008
المشاركات
195
التخصص
الفقه
المدينة
غزة
المذهب الفقهي
شافعي
وكذلك قيل في ابن دقيق العيد لم يكن من قبله من سنين مثله مثل ما قيل في شيخ الإسلام
قال ابن الزملكاني إمام الأئمة في فنه وعلامة العلماء في عصره بل ولم يكن من قبله من سنين مثله في العلم والدين والزهد والورع..

ومن أقوى العبارات والأمارات في تبين مكانة هذا العالم ما قاله زكي الدين عبد العظيم ابن أبي الأصبغ صاحب البديع فإنه ذكره في كتابه فقال ذكرت للفقيه الفاضل تقي الدين محمد بن علي بن وهب القيشري أبقاه الله تعالى وهو من الذكاء والمعرفة على حالة لا أعرف أحداً في زمني عليها وذكرت له عدة وجوه المبالغة فيها وهي عشرة ولم أذكرها مفصلة وغبت عنه قليلاً ثم اجتمعت به فذكر لي أنه استنبط فيها أربعة وعشرين وجهاً من المبالغة يعني في قوله تعالى " أيود أحدكم أن تكون له جنة من نخيل وأعناب " الآية فسألته أن يكتبها لي فكتبها بخطه وسمعتها منه بقراءتي واعترفت له بالفضل في ذلك انتهى وقد عاش الشيخ تقي الدين بعد ابن أبي الأصبغ زيادة على أربعين سنة


وأما لقب شيخ الإسلام فإنه يستحقه بلا مجادلة فيما أعلم
وقد حكى غير واحد اتفاق أهل عصره على أنه مجدد المائة السابعة

 

منيب العباسي

:: متخصص ::
إنضم
17 يناير 2010
المشاركات
1,204
التخصص
----
المدينة
---
المذهب الفقهي
---
سامحك الله يا شيخ فؤاد (اتهمتني بالعجلة والتخليط..وغيرها)
قولي في كل شيء لا يشمل الرياضيات والفيزياء وعلم الفلاحة
فإضافة كل شيء بحسبه ,وليس في سؤالكم إلزام
لأن قصدي بالإجماع أعلم منه في علوم الشريعة إجمالا
وهذا معنى عبارة الشوكاني في الإشارة إلى سعة علمه مع سعة علم ابن حزم
قال هو وغيره -كالذهبي- :ولا من يقاربه, أي في سعة العلم
والله المستعان
 

منيب العباسي

:: متخصص ::
إنضم
17 يناير 2010
المشاركات
1,204
التخصص
----
المدينة
---
المذهب الفقهي
---
قولهم من سنين تختلف عن خمسمئة سنة أو قرون..
وليس في كلامي تشكيك لاستحقاق الحافظ ابن دقيق العيد لقب شيخ الإسلام
من أين فهمت هذا بارك الله فيك؟
 
إنضم
2 يوليو 2008
المشاركات
2,237
الكنية
أبو حازم الكاتب
التخصص
أصول فقه
المدينة
القصيم
المذهب الفقهي
حنبلي
بارك الله فيكم يا شيخ فؤاد لكني أتعجب من قولكم : " الساحة الفقهية لم تشهد رجلاً مارس القواعد الأصولية كابن دقيق العيد "
مع أني لا أعلم رجلاً بحث في آرائه في أصول الفقه أكثر من شيخ الإسلام ابن تيمية حتى وجدت رسائل علمية وبحوث في جزئيات أصول الفقه عند ابن تيمية ولست هنا لتقرير مثل هذا الأمر فلم يظهر أحد قعد القواعد الأصولية باستقراء تام كابن تيمية ولننظر على سبيل المثال لا الحصر :
1 - أدلته في سد الذارائع ذكر ثلاثين دليلاً له فيما لم يسبق إليه .
2 - أدلته في منع الحيل وقد أطال فيها جداً في كتابه إقامة الدليل بما لم يسبق إليه .
3 - كلامه في المعدول به عن سنن القياس او ما يسميه الأصوليون المخالف للقياس وقد قرر رأيه في طرح لم يسبق إليه .
4 - تقديم جنس فعل المأمور على المنهي عنه وقد ذكر له اكثر من ثلاثين وجهأ في استقراء لم يسبق إليه .
5 - تخصيص العلة وهو جزء من مباحث العلة في القياس قد قرر فيها كلاما مطولاً لم يسبق إليه .
6 - كلامه عن دليل الاستحسان .
أما عن المقاصد والمصالح والمفاسد والسياسة الشرعية وأسباب الخلاف فهو إمامها وأشهر من تكلم فيها .
ابن تيمية حتى في الأصول ليس مقلداً بل طريقته هي نفسها طريقة الفك والتركيب لا يلتزم أصلا ولا فرعاً إلا بعد تحريره ولذا كثر نقده واعتراضه على كثير من مسائل الأصول في المصطلحات والتقسيمات وأحكامها .
 
إنضم
23 مارس 2008
المشاركات
677
التخصص
الحديث وعلومه
المدينة
برمنجهام
المذهب الفقهي
شافعي
اتق الله، أعلم منه في كل شيء؟
هل هو أعلم منه بالله؟


الذي ظهر لي أن الموضوع حرك الملتقى قليلاً، مع أني تمنيت أن لو لم أجد بعض العبارات التي أحسست منها شيئا من الحدة في مناقشات الإخوان ، ولكن.....

أخي أبا فراس -حفظك الله، أعتقد أنه لا يلزم من قول أخينا منيب(كل شيء)
ما فهمته أنت من (كل شيء) تفصيلاً..
كلامه خرج مخرج الغالب، يعني في الجملة ابن تيمية متقدم عليه...

فالنظرة العامة لشخصية ابن تيمية العلمية، وشخصية ابن دقيق العيد العلمية أيضاً، من كل النواحي، وفي كل زوايا العلوم، تقول أن ابن تيمية متقدم على ابن دقيق العيد، فابن تيمية له حضورفي كل الفنون، بل أعتقد أنه نافس الأئمة الأربعة الآن، بل ربما فاقهم حضوراً عند شباب الصحوة السنية بمختلف مذاهبها الفقهية، وتوجهاتها الفكرية ...
ومهما كان تبقى المفاضلة بين العلماء وعلى وجه الخصوص بين هذين الإمامين فيها عسر وصعوبة كما قد قال بعضهم منذ القديم، والرأي في هذا الباب يبقى اجتهادا قد يصيب صاحببه وقد يخطئ...
وعلى كل حال بفضل الله كلاهما من أئمتنا وعلمائنا...، ننتفع بعلومهما، ونغرف من معينهما، ولهم علينا الدعاء لهما ....
 
التعديل الأخير:

د. عبدالحميد بن صالح الكراني

:: المشرف العام ::
طاقم الإدارة
إنضم
23 أكتوبر 2007
المشاركات
8,140
الجنس
ذكر
الكنية
أبو أسامة
التخصص
فقـــه
الدولة
السعودية
المدينة
مكة المكرمة
المذهب الفقهي
الدراسة: الحنبلي، الاشتغال: الفقه المقارن
ما رأيكم في إدخال تقي الدين السُّبكي لتكتمل المعركة!.
ما هكذا ياطلبة العلم.
أصلح الله الأحوال.
يغلق الموضوع؛ لحين الفراغ من تأمله من قبل المشرف.
 
التعديل الأخير:
إنضم
29 أكتوبر 2007
المشاركات
9,059
الكنية
أبو فراس
التخصص
فقه
المدينة
جدة
المذهب الفقهي
مدرسة ابن تيمية الحنبلية لذا فالمذهب عندنا شيء والراجح شيء آخر تماماً!.
بارك الله فيكم يا شيخ فؤاد لكني أتعجب من قولكم : " الساحة الفقهية لم تشهد رجلاً مارس القواعد الأصولية كابن دقيق العيد "
مع أني لا أعلم رجلاً بحث في آرائه في أصول الفقه أكثر من شيخ الإسلام ابن تيمية حتى وجدت رسائل علمية وبحوث في جزئيات أصول الفقه عند ابن تيمية ولست هنا لتقرير مثل هذا الأمر فلم يظهر أحد قعد القواعد الأصولية باستقراء تام كابن تيمية ولننظر على سبيل المثال لا الحصر :
1 - أدلته في سد الذارائع ذكر ثلاثين دليلاً له فيما لم يسبق إليه .
2 - أدلته في منع الحيل وقد أطال فيها جداً في كتابه إقامة الدليل بما لم يسبق إليه .
3 - كلامه في المعدول به عن سنن القياس او ما يسميه الأصوليون المخالف للقياس وقد قرر رأيه في طرح لم يسبق إليه .
4 - تقديم جنس فعل المأمور على المنهي عنه وقد ذكر له اكثر من ثلاثين وجهأ في استقراء لم يسبق إليه .
5 - تخصيص العلة وهو جزء من مباحث العلة في القياس قد قرر فيها كلاما مطولاً لم يسبق إليه .
6 - كلامه عن دليل الاستحسان .
أما عن المقاصد والمصالح والمفاسد والسياسة الشرعية وأسباب الخلاف فهو إمامها وأشهر من تكلم فيها .
ابن تيمية حتى في الأصول ليس مقلداً بل طريقته هي نفسها طريقة الفك والتركيب لا يلتزم أصلا ولا فرعاً إلا بعد تحريره ولذا كثر نقده واعتراضه على كثير من مسائل الأصول في المصطلحات والتقسيمات وأحكامها .

بارك الله فيكم ونفعنا بكم، ما أجمل الكلام المدلل
أولاً: أنا أنتمي إلى مدرسة ابن تيمية الحنبلية، ومن شدة استحضاري له سجلته في مذهبي الفقهي، كما في ملف معرفي، فنحن ندرس آراء ابن تيمية أكثر من عنايتنا بتفاريع المذهب الحنبلي، هذه قضية ليست مهمة، ولكن ألفت إلى تخرجي من هذه المدرسة.
ثانياً: نعم ابن تيمية رحمه الله له عناية واضحة بالأصول، وإذا بحث مسالة أصولية فأطال فيها فلا يلحق به أحد.
ثالثا: تميز ابن دقيق العيد بالدقائق الأصولية فيما لا يستعمله أحد من الفقهاء، فلو تصفحنا مثلاً كتاب الإحكام أو كتاب شرح الإلمام لوجدناه يصول ويجول في الأصول لكن في صلب المسائل الفقهية يورد ويستشكل من الدقائق الأصولية ما لا تجد نظيراً له في الكتب الفقهية أبداً، فلو تصفحنا كتب الشروح أو كتب ابن تيمية أو كتب ابن القيم أو كتب الجويني والغزالي، أو كتب ابن حزم أو كتب الحافظ ابن حجر أو الصنعاني والشوكاني
فإنك لا تجد أحدا يحشد القواعد الاصولية ودقائقها مثل ما هو الحال مع ابن دقيق العيد، بل أقول ولا أعرف من يقرب منه في ذلك.
وكان بعض مشايخي يذكر لي تميز الشوكاني بذلك، ولكن هناك بون شاسع بينهما من هذه الحيثية كماً وكيفاً.
وقد قرأت بحمد الله كل ما طبع لابن دقيق العيد يرحمه الله، وفرزت آراءه الفقهية على حدة، وقواعده الأصولية على حدة، وقواعده الفقهية على حدة.
وأختصر الكلام بأن هذين الإمامين: ابن دقيق العيد وابن تيمية في الندرة بمكان في تميزهما في استعمال القواعد الأصولية في التفاريع الفقهية، وإن كان ابن تيمية رحمه الله أطول نفساً في تحرير القواعد لاسيما الكبار، وابن دقيق أوعب استعمالا لدقائقها.
 
التعديل الأخير:
إنضم
29 أكتوبر 2007
المشاركات
9,059
الكنية
أبو فراس
التخصص
فقه
المدينة
جدة
المذهب الفقهي
مدرسة ابن تيمية الحنبلية لذا فالمذهب عندنا شيء والراجح شيء آخر تماماً!.
الموضوع سيفتح بحسب إشارة أخينا أبي أسامة المشرف العام
نأمل البقاء في صلب الموضوع:

يقول الذهبي كما في طبقات السبكي 10/221:
ما رأيت أحفظ من أربعة: ابن دقيق العيد، والدمياطي، وابن تيمية، والمزي، فالأول أعرفهم بالعلل وفقه الحديث، والثاني بالأنساب، والثالث بالمتون، والرابع بأسماء الرجال.
 
إنضم
2 يوليو 2008
المشاركات
2,237
الكنية
أبو حازم الكاتب
التخصص
أصول فقه
المدينة
القصيم
المذهب الفقهي
حنبلي
بارك الله فيكم شيخنا الكريم فؤاد
هذا الموضوع الأولى استمراره لا للتعصب وإنما لما فيه من الفوائد التي منها شحذ الهمة بالسير على ركاب هذي الإمامين الكبيرين ولما يظهر من ذكر أوجه العلم عندهما من فوائد ونكت .
أعتقد أن من يساوي ابن دقيق بابن تيمية أنه قد اطلع كثيراً وغاص في بحر علوم ابن دقيق - رحمه الله - فعرفه جيداً وعرف سعة علمه قوة تحريره وهو كذلك بلا شك لكنه هذا لم يعرف ابن تيمية جيداً .
وعبارة الذهبي ذكرها ابن السبكي بسند منقطع فقال : بلغني عنه أنه قال فذكره ، وقد بحثت عنها في مظانها في كتب الذهبي ولم أجدها .

وقال ابن سيد الناس وهو من تلاميذ ابن دقيق العيد : " ألفيته ممن أدرك من العلوم حظا وكاد أن يستوعب السنن والآثار حفظا إن تكلم في التفسير فهو حامل رايته أو أفتى في الفقه فهو مدرك غايته أو ذاكر في الحديث فهو صاحب علمه وذو روايته أو حاضر بالملل والنحل لم ير أوسع من نحلته في ذلك ولا أرفع من درايته برز في كل فن على أبناء جنسه ولم تر عين من رآه مثله ولا رأت عينه مثل نفسه كان يتكلم في التفسير فيحضر مجلسه الجم الغفير ويردون من بحره العذب النمير ويرتعون من ربيع فضله في روضة وغدير .. "
وقال الذهبي : " معرفته بالتفسير إليها المنتهى وحفظه للحديث ورجاله وصحته وسقمه فما يلحق فيه وأما نقله للفقه ومذاهب الصحابة والتابعين فضلا عن المذاهب الأربعة فليس له فيه نظير وأما معرفته بالملل والنحل والأصول والكلام فلا أعلم له فيه نظيرا ويدري جملة صالحة من اللغة وعربيته قوية جدا ومعرفته بالتاريخ والسير فعجب عجيب "
وقال ابن دقيق العيد لابن تيمية : " ما كنت أظن أن الله تعالى بقي يخلق مثلك "
وقال المزي : " ما رأيت مثله ولا رأى هو مثل نفسه وما رأيت أحداً أعلم بكتاب الله وسنة رسوله ولا أتبع لهما منه "
وقال أبو حيان : " ما رأيت عيناي مثله "
وقال ابن الزملكاني : " كان إذا سئل عن فن من العلم ظن الرائي والسامع انه لا يعرف غير ذلك الفن وحكم أن أحدا لا يعرف مثله وكان الفقهاء من سائر الطوائف إذا جلسوا معه استفادوا في مذاهبهم منه ما لم يكونوا عرفوه قبل ذلك ولا يعرف أنه ناظر أحدا فانقطع معه ولا تكلم في علم من العلوم سواء كان من علوم الشرع أو غيرها إلا فاق فيه أهله والمنسوبين اليه "
وقال سراج الدين البزار : " أما غزارة علومه فمنها ذكر معرفته بعلوم القرآن المجيد واستنباطه لدقائقه ونقله لأقوال العلماء في تفسيره واستشهاده بدلائله وما أودعه الله تعالى فيه من عجائبه وفنون حكمه وغرائب نوادره وباهر فصاحته وظاهر ملاحته فإنه فيه من الغاية التي ينتهى اليها والنهاية التي يعول عليها
ولقد كان إذا قريء في مجلسه آيات من القرآن العظيم يشرع في تفسيرها فينقضي المجلس بجملته والدرس برمته وهو في تفسير بعض آية منها وكان مجلسه في وقت مقدر بقدر ربع النهار يفعل ذلك بديهة من غير أن يكون له قارئ معين يقرأ له شيئا معينا يبيته ليستعد لتفسيره بل كان من حضر يقرأ ما تيسر ويأخذ هو في القول على تفسيره وكان غالبا لا يقطع إلا ويفهم السامعون أنه لولا مضي الزمن المعتاد لأورد أشياء أخر في معنى ما هو فيه من التفسير لكن يقطع نظرا في مصالح الحاضرين ..ولقد بلغني انه شرع في جمع تفسير لو أتمه لبلغ خمسين مجلدا
أما معرفته وبصره بسنة رسول الله ص - وأقواله وأفعاله وقضاياه ووقائعه وغزواته وسراياه وبعوثه وما خصه الله تعالى من كراماته ومعجزاته ومعرفته بصحيح المنقول عنه وسقيمه وبقية المنقول عن الصحابة رضي الله عنهم في أقوالهم وأفعالهم وقضاياهم وفتاويهم وأحوالهم وأحوال مجاهداتهم في دين الله وما خصوا به من بين الأمة فإنه كان رضي الله عنه من أضبط الناس لذلك وأعرفهم فيه وأسرعهم استحضارا لما يريده منه فإنه قل أن ذكر حديثا في مصنف أو فتوى أو استشهد به أو استدل به إلا وعزاه في أي دواوين الإسلام هو ومن أي قسم من الصحيح أو الحسن أو غيرهما وذكر اسم رواية من الصحابة وقل أن يسأل عن اثر إلا وبين في الحال حاله وحال أمره وذاكره .
ومن أعجب الأشياء في ذلك أنه في محنته الأولى بمصر لما أخذ وسجن وحيل بينه وبين كتبه صنف عدة كتب صغارا وكبارا وذكر فيها ما احتاج إلى ذكره من الأحاديث والآثار وأقوال العلماء وأسماء المحدثين والمؤلفين ومؤلفاتهم وعزا كل شئ من ذلك إلى ناقليه وقائليه بأسمائهم وذكر أسماء الكتب التي ذكر فيها وأي موضع هو منها كل ذلك بديهة من حفظه لأنه لم يكن عنده حينئذ كتاب يطالعه ونقبت واختبرت واعتبرت فلم يوجد فيها بحمد الله خلل ولا تغير .
ومنها ما منحه الله تعالى من معرفة اختلاف العلماء ونصوصهم وكثرة أقوالهم واجتهادهم في المسائل وما روي عن كل منهم من راجح ومرجوح ومقبول ومردود في كل زمان ومكان وبصره الصحيح الثاقب الصائب للحق مما قالوه ونقلوه وعزوه ذلك إلى الأماكن التي بها أودعوه حتى كان إذا سئل عن شئ من ذلك كأن جميع المنقول عن الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه والعلماء فيه من الأولين والآخرين متصور مسطور بإزائه يقول منه ما شاء الله ويذر ما يشاء وهذا قد اتفق عليه كل من رآه أو وقف على شيء من علمه ممن لا يغطي عقله الجهل والهوى ..."
 
إنضم
3 نوفمبر 2008
المشاركات
195
التخصص
الفقه
المدينة
غزة
المذهب الفقهي
شافعي
بارك الله فيكم أخي طالب الهدى

ما نقلته في مدح شيخ الإسلام قيل مثله في ابن دقيق العيد
ونحو هذه العبارات : قال ابن سيد الناس لم أر مثله في من رأيت ولا حملت عن أجل منه فيمن رويت
وقال ابن الزملكاني: وإليه المنتهى في التحقيق والتدقيق والغوص على المعانى
وقال الشوكاني: وبالجملة فقد اعترف له أئمة كل فن بفنهم
وما أشبه ذلك يعرفه من نظر في ترجمته وهو كلام صادر ممن عاصر ابن تيمية أو تتلمذ له

ــــــــــــــــــــــــــــــ

وأقول لأخي منيب كلام ابن الزملكاني لا يختلف....
ولو فرضنا التعارض لكان قول ابن الزملكاني مقدم لأنه عاصر ابن دقيق العيد والشوكاني بينه وبين ابن تيمية قرون

على أن الفطن يعرف لماذا قال الشوكاني ذلك في ابن تيمة ولماذا شبهه بابن حزم
وعلى الهامش فإن تشبيه ابن تيمية بابن حزم في ما فيه من عدم معرفة مكانة ابن تيمة

ودعواك الإجماع غلط واضح أخي منيب

وأذكر في موضع آخر أنك قدمت شيخ الإسلام على سيبويه في النحو
وأنت اليوم تقدمه على الأئمة الأربعة
فإذا كنت ما زلت تعتقد هذا الخطأ الواضح جدا
فكيف ستقتنع بأن ابن دقيق العيد أعلم من شيخ الإسلام في جهة من جهات العلم والفضل؟!!

ـــــــــــــــــــــــــــــــــ


وأحب أن أشير هنا إلى أني سجلت في رسالتي في إلزامات ابن حزم أن اثنين لم يكرر مثلهما: الشافعي وابن دقيق العيد، وقيدتها بقيد ليس هذا محل بيانه
سبحان الله يا شيخ فؤاد كنت أعتقد ذلك قبل أن أقرأ كلامك
قال ابن دقيق العيد : وافق اجتهادي اجتهاد الشافعي إلى في مسألة أو مسألتين أو كما قال
فحسبك بعالم يتنزل اجتهاده على اجتهاد الشافعي وعقله على عقله
.

 
إنضم
29 أكتوبر 2007
المشاركات
9,059
الكنية
أبو فراس
التخصص
فقه
المدينة
جدة
المذهب الفقهي
مدرسة ابن تيمية الحنبلية لذا فالمذهب عندنا شيء والراجح شيء آخر تماماً!.
بارك الله فيكم جميعا
بالنسبة لعبارة الذهبي فهي من نقل تلميذه السبكي وفيها ثناء عريض على ابن تيمية، هذا مع موقف السبكي المعروف من ابن تيمية.
فلا مجال للتشكيك فيها، وهي لا يمكن أن تصدر إلا من مثل الذهبي وأضرابه من فقهاء الحديث في تلك الحقبة المباركة، فابن دقيق العيد كان يملي في فقه الحديث وعلله إملاء لا نظير له مكتوب، وطلابه يشاهدون ومنهم الذهبي نفسه.
ودونكم كل كتب الشروح في المقارنة مع ابن دقيق العيد، وكنت أعرض بعض كلامه على بعض زملائي من أهل العلم فيتردد في صحة كون هذا إملاء لصعوبته وعسره ودقة مباحثه.
كما أن في عبارة الذهبي تقديما لابن تيمية في معرفة المتون، وهذا واضح فخبرة ابن تيمية في الألفاظ أمرٌ عجب، مع تمييزه لرواتها ومخارجها، وهو أمر من شأن المتقدمين في العادة كأحمد وأبي حاتم والدارقطني ونظرائهم.
رأيي باختصار: ابن تيمية لا يقارن في العادة مع مثل ابن دقيق العيد؛ لأنه من المتفننين الكبار، العادة أن يقارن بابن حزم أو ابن رشد أو الجويني أو الغزالي أو الرازي أو الآمدي أو العز بن عبد السلام.
لكن إن اضطررنا إلى المقارنة:
فإن ابن دقيق العيد كان شأنه ممارسة القواعد الأصولية في صلب المسائل الفقهية، وسجل في كتاباته ما لا نظير له، واستنباطاته الـ 400 في شرح حديث البراء بن عازب موجودة الآن في الطبعة الجديدة لشرح الإلمام.
فهو في الاستنباط وممارسة القواعد الأصولية من هذه الحيثية بالذت أرفع درجة من ابن تيمية وإن كان ابن تيمية يفوقه في مساحة العلم لاسيما ما كان في المعرفة بالمقالات والطوائف، وهذا أمر مسلم لابن تيمية بل لا يقارن مع من اختص بكتابة المقالات كابن حزم والشهرستاني وغيرهما.

بالنسبة للنقولات فلا أظن أن التعويل عليها يفيد كثيرا، فكل مترجم هو الإمام شيخ الإسلام الذي لم تر العيون مثله ولن ترى مثله إلى يوم القيامة...
لكن عبارة تلميذهما الذهبي المفصلة في التمييز المعرفي الدقيق لها شأن آخر، فهو سلم للجميع بالحفظ والإمامة ثم فضل كل رجل بما تميز به.
ثم وجدنا الأمر كذلك من خلال نتاجهما المدون، والله أعلم.
 
التعديل الأخير:
إنضم
2 يوليو 2008
المشاركات
2,237
الكنية
أبو حازم الكاتب
التخصص
أصول فقه
المدينة
القصيم
المذهب الفقهي
حنبلي
بارك الله فيكم أخي طالب الهدى




ما نقلته في مدح شيخ الإسلام قيل مثله في ابن دقيق العيد
ونحو هذه العبارات : قال ابن سيد الناس لم أر مثله في من رأيت ولا حملت عن أجل منه فيمن رويت
وقال ابن الزملكاني: وإليه المنتهى في التحقيق والتدقيق والغوص على المعانى
وقال الشوكاني: وبالجملة فقد اعترف له أئمة كل فن بفنهم
وما أشبه ذلك يعرفه من نظر في ترجمته وهو كلام صادر ممن عاصر ابن تيمية أو تتلمذ له
شتان بين العبارات وشتان بين القائلين ولولا أن كثيراً من معاصريه أشاعرة لرأينا من كلامهم أكثر من ذلك بل وجدنا بعضهم وهم أشاعرة في الأصول ومن مذاهب فقهية مختلفة يخضعون لفرط ذكائة وسعة علمه
وأدعو الإخوة لقراءة كتاب الراد الوافر وكتاب الأعلام العلية وكتاب الكواكب الدرية للاطلاع على عشرات النصوص التي يصعب سردها هنا في كون ابن تيمية لم يُرَ مثله في عصره .
 
إنضم
2 يوليو 2008
المشاركات
2,237
الكنية
أبو حازم الكاتب
التخصص
أصول فقه
المدينة
القصيم
المذهب الفقهي
حنبلي
بارك الله فيكم جميعا
بالنسبة لعبارة الذهبي فهي من نقل تلميذه السبكي وفيها ثناء عريض على ابن تيمية، هذا مع موقف السبكي المعروف من ابن تيمية.
فلا مجال للتشكيك فيها، وهي لا يمكن أن تصدر إلا من مثل الذهبي وأضرابه من فقهاء الحديث في تلك الحقبة المباركة، فابن دقيق العيد كان يملي في فقه الحديث وعلله إملاء لا نظير له مكتوب، وطلابه يشاهدون ومنهم الذهبي نفسه.
ودونكم كل كتب الشروح في المقارنة مع ابن دقيق العيد، وكنت أعرض بعض كلامه على بعض زملائي من أهل العلم فيتردد في صحة كون هذا إملاء لصعوبته وعسره ودقة مباحثه.
كما أن في عبارة الذهبي تقديما لابن تيمية في معرفة المتون، وهذا واضح فخبرة ابن تيمية في الألفاظ أمرٌ عجب، مع تمييزه لرواتها ومخارجها، وهو أمر من شأن المتقدمين في العادة كأحمد وأبي حاتم والدارقطني ونظرائهم..
الشيخ الكريم فؤاد نعم ابن السبكي تلميذ الذهبي لكنه لم يسمع هذه العبارة منه بل قال : بلغني عن الذهبي وحيث أشرتم إلى موقف ابن السبكي من ابن تيمية أقول إن هذه الجملة ليست ثناء على ابن تيمية بقدر ما فيها من الإشارة إلى اقتصار علم ابن تيمية بالنصوص على حفظ المتون لا الفقه ومعرفة معانيها وأسرارها وحفظ ابن تيمية لا ينازع فيه احد ولا ينكره إلا مكابر فمحبوه وخصومه مقرون به إقراراً لا يقبل الخلاف ، وإنما النزاع بينه وبين الأشاعرة في فهم النصوص وفقهها ولذا كان حظ الفقيه هنا في هذه العبارة المنسوبة للذهبي من كان من الأشاعرة فلينتبه لذلك
 
إنضم
29 أكتوبر 2007
المشاركات
9,059
الكنية
أبو فراس
التخصص
فقه
المدينة
جدة
المذهب الفقهي
مدرسة ابن تيمية الحنبلية لذا فالمذهب عندنا شيء والراجح شيء آخر تماماً!.
الإخوة الكرام:
بارك الله فيكم جميعا، كل مشاركة نستفيد منها، سواء اتفقنا أو اختلفنا، فهذا الاحتكاك مع أمثالكم هي الإضافة التي نجنيها من هذه الملتقيات العلمية.
وأقدم اعتذارا عريضاً ممزوجاً بالحب والتقدير لأخينا ومفيدنا الكريم: منيب العباسي، على ما بدر تجاهه من قسوة غير مقصودة، وإنما المقصود أن كثيراً من العبارات والإطلاقات لا ينبغي أن يكون فيها خلاف، فمثلاً لو أردنا أن نخرج الآن بالفوائد المشتركة جميعاً من هذا الموضوع لخرجنا بجملة وافرة من الاتفاقات وتبقى نطاق الاختلافات محدودة في زوايا محددة يفسرها أمور معروفة من التخصص وغير ذلك.
أكرر شكري لمن أفادني، واعتذاري لمن أخطأت عليه.
والموضوع سيستمر إن شاء الله على الوتيرة الأخيرة، من النقولات المحددة والتعليق عليها.
 
إنضم
2 يوليو 2008
المشاركات
2,237
الكنية
أبو حازم الكاتب
التخصص
أصول فقه
المدينة
القصيم
المذهب الفقهي
حنبلي
بارك الله فيكم
الاختلاف بحد ذاته علم كما أن الاتفاق علم وإنما يزيد علم المرء وعقله بمعرفة آراء غيره فلا ينبغي أن يضجر المرء من مثل هذه الاختلافات فإنها تصقل الذهن وتنمي الملكة وتزيد العلم لكن مع سلامة القصد وحسن المنطق
 
إنضم
3 نوفمبر 2008
المشاركات
195
التخصص
الفقه
المدينة
غزة
المذهب الفقهي
شافعي
بارك الله فيك أخي طالب الهدى

لا اختلاف بين ما نقلت في ابن دقيق العيد وبين ما قيل في ابن تيمية
كما لا يوجد اختلاف بين القائلين فالذي يقول لم أر مثله هو ابن سيد الناس تلميذهما والذي يقول إليه المنتهى هو ابن الزملكاني عصريهما
وفي ترجمة ابن دقيق العيد عبارات أخر قيلت في ابن تيمية فلتنظر في مظانها


ـــــــــــــــــــــ
ومما يفيد في أوجه المفاضلة:
قال الحافظ قطب الدين الحلبي فِي حقه: قيل إنه لَمْ يتكلم عَلَى الحديث من عهد الصحابة إِلَى زماننا مثل ابن دقيق العيد، ومن أراد معرفة ذَلِكَ فعليه بالنظر فِي القطعة الَّتِي شرح فِيهَا الإِلمام، فإن من جملة مَا فِيهَا أنه أورد حديث البَراء بن عازِب أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بسبع ونهانا عن سبع واشتمل عَلَى أربعمائة فائدة.


وقال الأدفوي في الطالع ص325:"ونقلت مرة لقاضي القضاة موفق الدين الحنبلي رواية عن أحمد فقال: هذه ما تكاد تعرف في مذهبنا ولا رأيتها إلا في كتاب سماه
قلت (أي الأدفوي وكان ممن لازم ابن دقيق العيد) : رأيتها في كلام الشيخ


شيء آخر : لم ينقل لنا كلام لشيخ الإسلام في الأدب فيما أعلم إلا نادرا بينما أكثر مترجموا ابن دقيق العيد من بيان إتقانه لهذا الفن
فكأن ابن دقيق العيد ضرب فيه يدا أكثر من شيخ الإسلام والله أعلم
 

منيب العباسي

:: متخصص ::
إنضم
17 يناير 2010
المشاركات
1,204
التخصص
----
المدينة
---
المذهب الفقهي
---
كلمة أخيرة ..
ربنا افتح بيننا بالحق وأنت خير الفاتحين..
-خلاصة قولي= أن من درس درء التعارض والمنهاج لابن تيمية فحسب وتأمل في كلام أهل العلم وتواترهم على ألفاظ مشابهة كلهم ينفي وجود من يقاربه في هذا الزمان ولاسيما الذهبي مؤرخ الإسلام ونحوها من العبارات التي لم تصدر من حنابلة بل جلهم شافعية , حصل له قناعة تامة بأنه أعلم منه في علوم الشريعة جملة وبفارق كبير وهذا خلاصة ما ناضلت عنه
-وكان بودي لو أن الأخ أمجد جعل تعليقه الأول كتعليقه الأخير بحيث لا يجزم أن ابن دقيق العيد أعلم منه في كذا..
لاني أطالب بالدليل على ذلك, والدليل ينبغي أن يكون شيئا شبيها بالآتي :قارن بين السيف المسلول للسبكي والصارم المسلول لابن تيمية مع ملاحظة أن الإمام ابن تيمية ألفه وهو صغير
-وقد اتفق من ترجم لابن تيمية على شيئين كلاهما يدلان على فقه الحديث :أنه بلغ الغاية في التفسير, والثاني أنه آية في قوة الحجة فلا يغلبه أحد وهو من القلائل الذين قيل فيهم "كل حديث لا يعرفه فليس بحديث", فكان يسعكم مثلا أن تتهموني بالتعصب -إن شئتم-مثلا أما التخليط فلا, لأن لي عناية ولله الحمد بالحافظ ابن دقيق العيد , وغاية ما أقوله مركب من شيئين:
أول-أنه من كبار الأئمة الذين يقارنون بعلماء القرن الثالث ,قال ابن القيم (وأسوأ أحواله أن يكون كأصحاب الوجوه في المذهب ..تأمل قوله "أسوأ أحواله") وأن مقولة لم ير مثله من قرون على ظاهرها وهي صحيحة جداً
ثانيا-أنه لا أحد يستطيع الجزم والقطع أن ابن دقيق العيد أعلم منه في فقه الحديث لأنه لم يصنف كتاباً في شرح البخاري أو الأحكام..بحيث يصح إطلاق مثل هذا الحكم, إنما يقارن ابن دقيق العيد مثلا بابن الملقن
وهذا الكلام عدل ليس فيه تعصب ولا جناية..وقد نص غير واحد على أنه كان يعرف مذاهب الفقهاء أكثر منهم
وإنما استطاع تقعيد علم العقيدة بهذه القواعد الجليلة لإحاطته بأقوال أئمة السلف فكان التجديد الأبهر الذي علق عليه الشيخ السعدي بقوله:ابن تيمية منة الله على القرون المتأخرة, وقال جولدزيهر المستشرق الحاقد:ابن تيمية زرع ألغاما في كل عصر ينفجر منها لغم,,!
وينبغي أن يراعى في التراجم مذاهب المترجمين..فحين يقول شافعي في ابن تيمية كلاما فخيما كالذي نعلم
ليس كما لو قاله نفس الشافعي في شافعي آخر لأنه يبقى في النفس ميل للإطار المذهبي مهما تجردت من تعصبها
أخيرا:شكر الله لكم..والشكر موصول للشيخ فؤاد الذي تواضع تواضعَ العلماء فاعتذر بطريقة لطيفة وإن كنت لا أنطر منه اعتذارا, بل الاعتذار لكم أني قطعت عليكم الطريق وأشغلتكم..
وكان ينبغي على الأخ أمجد حيث يرى الأمر هينا ألا يستمر في النقاش ولكلٍ رأيه مع الاحتفاظ بالاحترام والحبإن شاء الله عز وجل
وههنا في الملتقى أناس لهم فهم في أشياء لم يكتبوا فيها شيئا فلا يفضل عليهم غيرها فيها لأنهم كتبوا فيها
وقد دعي الإمام ابن تيمية للتصنيف في الفقه ودعي لكتابة تفسير كما دعي لشرح البخاري فكان يعتذر عن كل ذلك
بعذر يدل على فقهه العالي في ترتيب الأوليات وهو ما لم يفهمه الصفدي فقال ضيع عمره في الرد على المبتدعة ..
وأستودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه
والسلام عليكم
 
أعلى