العِلْمُ رَحِمٌ بَيْنَ أَهْلِهِ، فَحَيَّ هَلاً بِكَ مُفِيْدَاً وَمُسْتَفِيْدَاً، مُشِيْعَاً لآدَابِ طَالِبِ العِلْمِ وَالهُدَى،
مُلازِمَاً لِلأَمَانَةِ العِلْمِيةِ، مُسْتَشْعِرَاً أَنَّ: (الْمَلَائِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا لِطَالِبِ الْعِلْمِ رِضًا بِمَا يَطْلُبُ) [رَوَاهُ الإَمَامُ أَحْمَدُ]،
فَهَنِيْئَاً لَكَ سُلُوْكُ هَذَا السَّبِيْلِ؛ (وَمَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ) [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ]،

مرحباً بزيارتك الأولى للملتقى، وللاستفادة من الملتقى والتفاعل فيسرنا تسجيلك عضواً فاعلاً ومتفاعلاً،
وإن كنت عضواً سابقاً فهلم إلى رحاب العلم من هنا.

ترجمة للإمام ابن دقيق العيد من جهة الديار اليمانية، ورأي للإمام الشوكاني في مصنفاته

إنضم
23 مارس 2008
المشاركات
677
التخصص
الحديث وعلومه
المدينة
برمنجهام
المذهب الفقهي
شافعي
ترجمة للإمام ابن دقيق العيد من جهة الديار اليمانية، ورأي للإمام الشوكاني في مصنفاته
ترجم الشوكاني لابن دقيق العيد، وصرح برأيه في مصنفاته، كما في الترجمة رقم (287) في ص(229-232)من كتابه"البدر الطالع بمحاسن من بعد القرن السابع"
من هو ابن دقيق العيد؟
قال الشوكاني: (حمد بن على بن وهب بن مطيع بن أبى الطاعة تقى الدين القشيرى المنفلوطى الأصل المصرى القوصى المنشأ المالكى ثم الشافعى نزيل القاهرة المعروف بابن دقيق العيد الإمام الكبير صاحب التصانيف المشهورة ..)
تاريخ ومكان مولده
قال( ولد في شعبان سنة 625 خمس وعشرين وستمائة بناحية ينبع في البحر..)

رحلته ومشايخه
(وسمع بمصر من جماعة ورحل إلى دمشق فسمع من أحمد بن عبد الدائم والزين خالد وغيرهما وأخذ أيضا عن الرشيد العطار والزكى والمنذرى وابن عبد السلام وتبحر في جميع العلوم الشرعية وفاق الأقران

مصنفات ابن دقيق العيد ورأي الشوكاني فيها
قال: (وصنف التصانيف الفائقة فمنها الإلمام في أحاديث الأحكام وشرع في شرحه فخرج منه أحاديث يسيرة في مجلدين أتى فيها كما قال الحافظ بن حجر بالعجائب الدالة على سعة دائرته في العلوم خصوصا في الاستنباط وجمع كتاب الإمام في عشرين مجلدا قال ابن حجر عدم أكثره بعده، وصنف الاقتراح في علوم الحديث ومن مصنفاته شرح العمدة المشهور، وشرح مقدمة المطرزى في أصول الفقه وشرح بعض مختصر ابن الحاجب في الفقه..)

الشوكاني ينقل رأي الذهبي وغيره من النقاد والحفاظ في ابن دقيق العيد ومصنفاته
ونقل الشوكاني أيضاً رأي الذهبي فيه، قال: ( قال الذهبى كان إماما متفننا مدققا أصوليا مدركا أديبا نحويا ذكيا غواصا على المعانى وافر العقل كثير السكينة تام الورع مديم السنن مكبا على المطالعة والجمع سمحا جوادا ذكى النفس نزر الكلام عديم الدعوى له اليد الطولى في الفروع والأصول بصيرا بعلم المنقول والمعقول، وغلب عليه الوسواس في المياه والنجاسة وله في ذلك أخبار قال واشتهر اسمه في حياة مشايخه وشاع ذكره وتخرج به أئمة وكان لا يسلك المراء في بحثه بل يتكلم بكلمات يسيرة ولا يراجع حتى حكى عنه أنه قال لكاتب الشمال سنين لم يكتب على شيئا وقال قطب الدين الحلبى كان ممن فاق بالعلم والزهد عارفا بالمذهبين إماما في الأصلين حافظا في الحديث وعلومه يضرب به المثل في ذلك وكان آية في الاتقان والتحرى شديد الخوف دائم الذكر لا ينام من الليل إلا قليلا يقطعه مطالعة وذكرا وتهجدا وكانت أوقاته كلها معمورة وكان شفوقا على المشتغلين وكثير البر لهم قال أتيته بجزء سمعه من ابن رواح والطبقة بخطه فقال حتى أنظر فيه ثم عدت إليه فقال هو خطى لكن ما أحقق سماعه ولا أذكره ولم يحدث به وكذلك لم يحدث عن ابن المنير مع صحة سماعه منه قال الذهبى بلغنى أن السلطان لاجين لما طلع إليه الشيخ قام له وخطا من مرتبته وقال البرزالى مجمع على غزارة علمه وجودة ذهنه وتفننه في العلوم واشتغاله بنفسه وقلة مخالطته مع الدين المتين والعقل الرصين قرأ مذهب مالك ثم مذهب الشافعى ودرس فيهما وهو خبير بصناعة الحديث عالم بالأسماء والمتون واللغات والرجال وله اليد الطولى في الأصلين والعربية والأدب نشأ بقوص وتردد إلى القاهرة وكان شيخ البلاد وعالم العصر في آخر عمره ويذكر أنه من ذرية بهر بن حكيم القشيرى وكان لا يجيز إلا بما يحدث به وقال ابن الزملكانى امام الأئمة في فنه وعلامة العلماء في عصره بل ولم يكن من قبله سنين مثله في العلم والدين والزهد والورع تفرد في علوم كثيرة وكان يعرف التفسير والحديث ويحقق المذهبين تحقيقا عظيما ويعرف الأصلين والنحو واللغة وإليه المنتهى في التحقيق والتدقيق والغوص على المعانى أقر له الموافق والمخالف وعظمته الملوك وكان السلطان لاجين ينزل عن سريره ويقبل يده قال ابن سيد الناس لم أر مثله في من رأيت ولا حملت عن أجل منه فيمن رويت وكان للعلوم جامعا وفي فنونها بارعا ولم يزل حافظا للسانه مقبلا على شأنه ولو شاء العاد أن يحصر كلماته لحصرها وله تخلق وبكرامات الصالحين تحقق وعلامات العارفين تعلق وله في الأدب باع وساع وكرم طباع وحسن انطباع حتى لقد كان الشهاب محمود يقول لم تر عينى آدب منه ولو لم يدخل في القضاء لكان ثورى زمانه وأوزعي أوانه انتهى كلام ابن سيد الناس..
توليه للقضاء
قال الشوكاني"قال البرزالى وفي يوم السبت الثامن عشر من جمادى الأولى سنة 695 ولى القضاء بالديار المصرية قال ابن حجر واستمر فيه إلى أن مات في صفر سنة 702 اثنتين وسبعمائة..)
أربعين سنة لا ينام الليل إلا بعد الصبح
(قال الصاحب شمس الدين سمعت الشيخ الإمام شهاب الدين أحمد بن إدريس القرافى المالكى يقول أقام الشيخ تقى الدين أربعين سنة لا ينام الليل الا أنه إذا كان صلى الصبح اضطجع على جنبه إلى حين يضحى النهار قال زكى الدين عبد العظيم بن أبى الأصبغ صاحب البديع ذكرت للشيخ تقى الدين بن دقيق العيد وجوه المبالغة في قوله تعالى ( أيود أحدكم أن تكون له جنة من نخيل وأعناب ) الآية وهى عشرة ولم أذكر له مفصلا وغبت عنه قليلا ثم اجتمعت به فذكر لى أنه استنبط منها أربعة وعشرين وجها من المبالغة فسألته أن يكتبها لى فكتبها بخطه وسمعتها منه بقراءته واعترفت له بالفضل في ذلك انتهى. وقد عاش تقى الدين بعد ابن الأصبغ زيادة على أربعين سنة قال ابن حجر قرأت بخط محمد بن عبد الرحيم العثمانى قاضى صفد أخبرنى الأمير سيف الدين الحسامى قال خرجت يوما إلى الصحراء فوجدت ابن دقيق العيد واقفا في الجبانة يقرأ ويدعو ويبكى فسألته فقال صاحب هذا القبر كان من أصحابى وكان يقرأ على فمات فرأيته البارحة فسألته عن حاله فقال لما وضعتمونى في القبر جاءنى كلب انقط كالسبع وجعل يروعنى فارتعت فجاء شخص لطيف في هيئة حسنة فطرده وجلس عندى يؤنسنى فقلت من أنت فقال أنا ثواب قراءتك الكهف يوم الجمعة انتهى وله اشعار حسنة محكمة قوية المعاني جيدة المبانى قد أورد منها جملة نافعة من ترجمه من الأدباء وغيرهم وبالجملة فقد اعترف له أئمة كل فن بفنهم رحمه الله تعالى.
 
التعديل الأخير:

د. عبدالحميد بن صالح الكراني

:: المشرف العام ::
طاقم الإدارة
إنضم
23 أكتوبر 2007
المشاركات
8,140
الجنس
ذكر
الكنية
أبو أسامة
التخصص
فقـــه
الدولة
السعودية
المدينة
مكة المكرمة
المذهب الفقهي
الدراسة: الحنبلي، الاشتغال: الفقه المقارن
شيخنا الجليل: طالب هدى -أيَّده الله بالهدى والنُّور-؛ سؤالي لشيخي –وهو في هذا المقام حقيقةً لا مجاملة- من نواحٍ عدَّة؛ وهي استفهاماتٌ تلوح في ذهني حول ما أثاره هذا الموضوع؛ وما أثارته تعليقات بعض الإخوة.
فأريد منكم تبيانها بتفصيل واضحٍ ليس فيه إجمالٌ؛ لأستجلي الأمر بعده!:
كأني أفهم أن الأمر متعلِّقٌ في المفاضلة بعصر شيخ الإسلام ابن تيمية –رحمه الله-؛ بل وما قبله بسنين قد تجاوز المئة عام.
ولنقتصر بادئ الأمر على عصره:
1-فهل أفهم ممَّا ذكر آنفاً أنَّ شيخ الإسلام ابن تيمية –رحمه الله- أعلم أهل الأرض قاطبة في ذلك الزَّمان في كلِّ شيءٍ؟!، وبأيِّ شيءٍ؟!.
وثمَّة متعلَّقاتٌ أخرى سأوردها:
2-هل شيخ الإسلام ابن تيمية –رحمه الله- أعلم من الحافظ المزِّي –رحمه الله- بالرجال؟.
3-وهل شيخ الإسلام ابن تيمية –رحمه الله- أعلم من شيخ الإسلام تقيِّ الدين السُّبكي الشَّافعي -رحمه الله- بتفاريع المذهب الشافعي؛ وأقوال أئمَّة أهل الوجوه، ودواوينهم؛ وتخاريجهم؛ وتفاصيل طريقة مدرسة العراقيِّين والخراسانيِّين واختياراتهم؟.
4-وفي الختام: هل لهذه المواضيع ثمرةٌ نفيسة لو لم يدركها طالب العلم لكانت منقصة في حقِّه؟؛ وأنَّى له بكشفٍ كامل دقيقٍ صادقٍ بميزانٍ عادلٍ في المقارنة والمفاضلة بين أئمَّة الإسلام في كل عصرٍ ومصرٍ ليرتَّب الجدوى من خلاله!.
5-وهل من عزمات طالب العلم البحث عن مثل هذه المفاضلات؛ والتنقيب وراءها، وهل سيسلم له الميزان باعتدال واقتدار؟.
والإجابة على هذه الأسئلة كافية عندي في استجلاء الأمر حول هذه المفاضلة وحقيقتها. غير أنَّ الإجابة العامة –في ظنِّي- غير كافية لإثباتٍ أمرٍ هذا قبيله!؛ إنَّما الشأن في إثبات دلائل الجزئيات؛ وتحقُّق الوقوع بالمثال والبرهان.
ولأن الوقوف في هذا المقام عسير؛ آثرت ألاَّ أشارك إلا بهذه المشاركة، تمثُّلاً بقول ابن دقيق العيد –رحمه الله-: (العاقل يختار السكوت على التخليط).
فأودَّ أن أوسِّد الأمر إلى عارفه؛ وأن أتبيَّنه من عالمه.
وفقكم الله للصَّواب؛ وألهمكم فصل الخطاب.
 

منيب العباسي

:: متخصص ::
إنضم
17 يناير 2010
المشاركات
1,204
التخصص
----
المدينة
---
المذهب الفقهي
---
كأني وضعت ردي هذا هناك بالخطأ..
المعذرة..بخصوص ما استنكره علي الشيخ المبجل فؤاد -حفظه الله تعالى-من قولي "كل شيء" فمع أني بينت مرادي إلا أن الإمام علم الدين البرازلي قال مثله :وكان إماما لا يلحق غباره في كل شيء..إلى أن يقول :وأما نقله للفقه ومذاهب الصحابة والتابعين فليس له فيه نظير
والحاصل أنني لا أكابر كما ُيظن كما لا أقول باستحالة أن يكون عالم أبرع منه في شيء معين

كأن يكون ابن الجزري أعلم منه في القراءات أو المزي أحفظ للرجال..لكن لا أرى أن يطلق القول بتفضيل عالم على آخر في شيء دون دليل..هذه هي الحكاية
مع إقراري بمجمل ماقاله الشيخ أبو أسامة
وأن مسألة التفضيل لا ينبني عليها ثمرة مهمة
والسلام عليكم
 
إنضم
29 أكتوبر 2007
المشاركات
9,059
الكنية
أبو فراس
التخصص
فقه
المدينة
جدة
المذهب الفقهي
مدرسة ابن تيمية الحنبلية لذا فالمذهب عندنا شيء والراجح شيء آخر تماماً!.
1-فهل أفهم ممَّا ذكر آنفاً أنَّ شيخ الإسلام ابن تيمية –رحمه الله- أعلم أهل الأرض قاطبة في ذلك الزَّمان في كلِّ شيءٍ؟!، وبأيِّ شيءٍ؟!.
وثمَّة متعلَّقاتٌ أخرى سأوردها:
2-هل شيخ الإسلام ابن تيمية –رحمه الله- أعلم من الحافظ المزِّي –رحمه الله- بالرجال؟.
3-وهل شيخ الإسلام ابن تيمية –رحمه الله- أعلم من شيخ الإسلام تقيِّ الدين السُّبكي الشَّافعي -رحمه الله- بتفاريع المذهب الشافعي؛ وأقوال أئمَّة أهل الوجوه، ودواوينهم؛ وتخاريجهم؛ وتفاصيل طريقة مدرسة العراقيِّين والخراسانيِّين واختياراتهم؟.

أضيف إلى دعوى نقص المعرفة بابن تيمية بأنها معكوسة أيضاً، فمثلاً: كثير من المتخصصين في العقيدة يضيفون إلى ابن تيمية أقوالاً، هو أخذها من غيره يقيناً، ولدي شواهد ودلائل، بل هو يضيفها إلى أصحابها، لكن بما أن دراستنا على ابن تيمية فإن طبيعة ذلك أوجبت إضافتها إليه.
وهذا يشمل مسائل في لب المقاصد وفي عقد الأصول، في تحرير مسائل في أصول الدين، كمسألة الكفر والإعذار؛ هل تصدق؟ أخذها من ابن حزم؟
مدى استفادة ابن تيمية من قاعدة ابن حزم في الإعذار وموجب التكفير ومحله
كيف استطعت أن أستفيد هذه المعلومة؟
لأني تيمي خرجت فنظر في تراث ابن حزم فرأيت تشابها أشبه ما يكون بالمطابقة وانظر تكرما ما حاولت تخيله:
طليعة الامتدادات الحزمية [على أسوار ابن تيمية الشاهقة]
ثم لما ذهبت إلى ابن دقيق العيد وجدت نفس الأمر، وجدت أن هذا الرجل حاله أشبه بما قاله السبكي في الذهبي وكأن الناس جمعوا له في صعيد واحد، فوجدت ابن دقيق العيد في قضية الإيرادات بين الفقهاء، وما تقتضيه قواعدهم وما يشكل عليها، يفصل بينهم كالحكم وكأنه كان فعلا قاضي القضاة بين الفقهاء، ثم ليس له همٌ بالترجيح، بل يرجح ويفسد ترجيحاته، ثم جمعت قواعده الأصولية فوجدت مادته تفوق المادة الأصولية في كتب الأصول قيمةً، ولذا اعتنى الأصوليون بكلام الذي أملاه في كتب الشروح ما لا يفعلوا مع غيره ولا حتى ابن تيمية.
ولا أعرف رجلاً مارس القواعد الأصولية بدقائقها في صلب المسائل الفقهية كما هو الحال مع ابن دقيق العيد، ولذا فكلام قطب الدين الحلبي أنه لم يشرح كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم أحد مثل ما فعل ابن دقيق العيد صحيح باعتبار التراث المحفوظ، ولذا يمكن مدّ كلامه إلى اليوم، ولذا تكلف الصنعاني السفر إلى مكة لنسخ كتابه في شرح الإلمام يقول لعزته وندرته.
وما يقال في القواعد الأصولية يقال في "الاستنباط"، وقد كتبت بحثاً نظرياً وتطبيقياً متكاملاً عن فقه الاستنباط كله من تقريرات ابن دقيق العيد.
فما المانع أن يكون ابن دقيق العيد من هذه الناحية وهو تخصصه الدقيق يفوق ابن تيمية وهو أوسع منه كلاما، وتطبيقا وتحريرا، نعم ابن تيمية إذا حرر المسائل الكبار فهو ابن بجدتها، ولا يلحق به أحد، فننزل كل رجل بحسب القيمة المضافة له، بعيدا عن الدعاوى العريضة.
ونحن كخريجي مدرسة ابن تيمية لا نزال مبهورين بسعة معرفتة وبدقة ألفاظه وبجودة تحريره
لكن إذا انتقلنا إلى المقارنة بين الأئمة فهذه منزلة تحتاج مقدمة عريضة من التأهل المناسب لمعرفة هؤلاء على التعيين، نعم على التعيين، لا أننا نظن ونتوهم أنه لا يمكن أن يكون رجلٌ مثل هذا الرجل.
فالغزالي في البعد المعرفي وفي العمق النفسي وفي الابتكار الإبداعي شيء لا يصدق، أشبه ما يكون بالسحر!.
 
التعديل الأخير:
إنضم
2 يوليو 2008
المشاركات
2,237
الكنية
أبو حازم الكاتب
التخصص
أصول فقه
المدينة
القصيم
المذهب الفقهي
حنبلي
شيخنا الجليل: طالب هدى -أيَّده الله بالهدى والنُّور-؛ سؤالي لشيخي –وهو في هذا المقام حقيقةً لا مجاملة- من نواحٍ عدَّة؛
غفر الله لك شيخنا الكريم عبد الحميد إنما نحن أخوة نتذاكر ونستفيد من بعضنا ويقوم بعضنا بعضا ويستدرك بعضنا على بعض ويسد أحدنا خلل أخيه .
وهي استفهاماتٌ تلوح في ذهني حول ما أثاره هذا الموضوع؛ وما أثارته تعليقات بعض الإخوة.
فأريد منكم تبيانها بتفصيل واضحٍ ليس فيه إجمالٌ؛ لأستجلي الأمر بعده!:
كأني أفهم أن الأمر متعلِّقٌ في المفاضلة بعصر شيخ الإسلام ابن تيمية –رحمه الله-؛ بل وما قبله بسنين قد تجاوز المئة عام.
ولنقتصر بادئ الأمر على عصره:
1-فهل أفهم ممَّا ذكر آنفاً أنَّ شيخ الإسلام ابن تيمية –رحمه الله- أعلم أهل الأرض قاطبة في ذلك الزَّمان في كلِّ شيءٍ؟!، وبأيِّ شيءٍ؟!.
لا بلا شك ليس هذا ما أدرت ولا أظن أحداً يقول بهذا ولو قيل بهذا لكان غلواً وتعصباً مذموماً .
وثمَّة متعلَّقاتٌ أخرى سأوردها:
2-هل شيخ الإسلام ابن تيمية –رحمه الله- أعلم من الحافظ المزِّي –رحمه الله- بالرجال؟.
لا ليس أعلم منه لكنه لا يبعد عنه كما هو الحال بين أحمد وابن معين ، كان أحمد - رحمه الله - يحيل السائل أحياناً في بعض الرجال إلى ابن معين فيقول : سل أبا زكريا عنه ، وإن كان أحمد إماماً في هذا الباب وإليه المرجع ، لكن ابن معين كان له مزيد عناية بهذا دون غيره ، ولذا قلَّت رواية ابن معين للحديث فليس له كتب في السنة وكذلك روايته في الكتب المشهورة قليلة بخلاف الإمام أحمد ، وكذلك الحال بين ابن تيمية والمزي .
3-وهل شيخ الإسلام ابن تيمية –رحمه الله- أعلم من شيخ الإسلام تقيِّ الدين السُّبكي الشَّافعي -رحمه الله- بتفاريع المذهب الشافعي؛ وأقوال أئمَّة أهل الوجوه، ودواوينهم؛ وتخاريجهم؛ وتفاصيل طريقة مدرسة العراقيِّين والخراسانيِّين واختياراتهم؟.
لا ليس كذلك بل السبكي أعلم بهذا إنما كلامي حول أساسيات العلم المتعلقة بالكتاب والسنة وأقوال الصحابة والتابعين : ( حفظ النصوص - فقهها - علم أصول الفقه - الاستنباط ...) هذه لا تختص بمذهب هذه أسس العلم بالشريعة وهذه لم يكن أحد في عصر ابن تيمية يوازيه فيها بلا شك .
4-وفي الختام : هل لهذه المواضيع ثمرةٌ نفيسة لو لم يدركها طالب العلم لكانت منقصة في حقِّه؟؛ وأنَّى له بكشفٍ كامل دقيقٍ صادقٍ بميزانٍ عادلٍ في المقارنة والمفاضلة بين أئمَّة الإسلام في كل عصرٍ ومصرٍ ليرتَّب الجدوى من خلاله!.
5-وهل من عزمات طالب العلم البحث عن مثل هذه المفاضلات؛ والتنقيب وراءها، وهل سيسلم له الميزان باعتدال واقتدار؟.
والإجابة على هذه الأسئلة كافية عندي في استجلاء الأمر حول هذه المفاضلة وحقيقتها. غير أنَّ الإجابة العامة –في ظنِّي- غير كافية لإثباتٍ أمرٍ هذا قبيله!؛ إنَّما الشأن في إثبات دلائل الجزئيات؛ وتحقُّق الوقوع بالمثال والبرهان.
ولأن الوقوف في هذا المقام عسير؛ آثرت ألاَّ أشارك إلا بهذه المشاركة، تمثُّلاً بقول ابن دقيق العيد –رحمه الله-: (العاقل يختار السكوت على التخليط).
فأودَّ أن أوسِّد الأمر إلى عارفه؛ وأن أتبيَّنه من عالمه.

وفقكم الله للصَّواب؛ وألهمكم فصل الخطاب.

شيخنا الكريم عبد الحميد
المفاضلة حينما تكون تعصباً تكون مذمومة بلا شك ولكن لهذه المباحثة هنا فوائد :
1 - الوقوف على مدى سعة علم الإمامين ابن تيمية وابن دقيق العيد رحمهما الله فكل منهما جبل بحر في العلم.
2 - شحذ الهمم بالتأسي بهما .
3 - استخراج الفوائد والنكت من كلامهما للتدليل على سعة علمهما .
4 - معرفة قرائن أحوال بعض العبارات التي قيلت في العلماء .
5 - ذكر بعض المؤلفات لهما وما قيل في تلك المؤلفات وما حقق منها .
ونحن لو رأينا مشاركة الشيوخ الكرام والإخوة الفضلاء هنا وأردنا أن نجمع ونسرد الفوائد المذكورة في هذه المشاركات لحصل عندنا عدد كبير من الفوائد في الحديث والفقه وأصوله وفي التراجم وغير ذلك .
لا ينبغي النظر إلى المفاضلة هنا أنها مجرد قول : ( فلان أفضل من فلان ) وهكذا أو يقصد به التنقص للمفضول فهذا الأمر عقيم وذميم إن نظر إليه من هذه الجهة إنما ينظر إليه بمثل ما ذكرت .
 
إنضم
2 يوليو 2008
المشاركات
2,237
الكنية
أبو حازم الكاتب
التخصص
أصول فقه
المدينة
القصيم
المذهب الفقهي
حنبلي
أحب أن أنبه إلى أمر وهو أن سبب عدم وضوح ذلك بالنسبة لابن تيمية كابن دقيق أن ابن دقيق العيد رحمه الله له مؤلفات مفردة في شروح الأحاديث أما ابن تيمية فانشغل بالردود على الطوائف المنحرفة وكلامه في التفسير وأصول الفقه والفقه وقواعده والمقاصد والحديث والرجال والتاريخ واللغة أصبح مفرقاً في كتبه ويظهر هذا بالدراسات العلمية التي قامت بجمع هذه الآراء .
أمر آخر أن بعض الكتابات المتقدمة عن أصول الفقه عند ابن تيمية فيها ضعف مثل كتاب ( أصول الفقه عند ابن تيمية ) وسبب الضعف أن علم ابن تيمية واسع جداً فحصره بهذا الشكل لن يعطيه حقه ولذلك فالكتابات الأخيرة التي تختص بجانب معين كسد الذرائع عند ابن تيمية والاستصلاح عند ابن تيمية والقياس عند ابن تيمية ومعالم وضوابط الاجتهاد عند ابن تيمية ونحوها أظهرت حقيقة علم ابن تيمية في هذا الجانب لأن الموضوع كلما طال مع كثرة المادة العلمية ضعف ، وابن تيمية لا يؤخذ كله ومن أخذه كله لم يعطه حقه .
أصول الفقه عند ابن تيمية يحتاج أكثر من عشرين رسالة علمية كأقل تقدير حتى يمكن دراسة آرائه بشكل علمي لا يهضم ابن تيمية حقه .
وأحب أن أنبه كذلك إلى أن أخانا الشيخ عبد الرحمن البراهيم الأمير كتب رسالتين حول ابن تيمية :
الأولى : رسالة ماجستير في المقدمة والحكم الشرعي وقد خرجت مطبوعة بعنوان ( حصول المأمول من كلام شيخ الإسلام ابن تيمية في علم الأصول ) من مطبوعات دار الوطن وهي رسالة جيدة .
والرسالة الثانية : رسالته في الدكتوراه وهي لا زالت تنتظر المناقشة وهي في الأدلة المتفق عليها عند ابن تيمية ( الكتاب والسنة والإجماع والقياس ) وهي بنحو 1200 صفحة ومع هذا أقول إن دراسة الأدلة المتفق عليها عند ابن تيمية لا يصلح أن تكون في رسالة واحدة لأن مباحث العلة فقط عند ابن تيمية تستحق رسالة ماجستير فكيف بالقياس فكيف ببقية الأدلة .
وهذا مرفق فيه جمع للرسائل العلمية حول ابن تيمية
 

المرفقات

  • دليل الرسائل الجامعية في علوم شيخ الإسلام ابن تيمية.pdf
    1.7 MB · المشاهدات: 0

منيب العباسي

:: متخصص ::
إنضم
17 يناير 2010
المشاركات
1,204
التخصص
----
المدينة
---
المذهب الفقهي
---
بالنسبة لدليل الرسائل الجامعية أخي المكرم طالب الهدى..فأفيدك أنه ليس شاملا فقد ظهرت دراسات جديدة وقال الريسوني :لا أعلم عالما أجريت على كتبه بحوث في الوقت المعاصر مثله
أما مسألة استفادة العلماء بعضهم من بعض فما يزال أهل العلم يستفيد بعضهم من بعض
ولولا ذلك لما وصلنا الميراث النبوي, فالشافعي أفاد كثيراً من مالك,,وأحمد بن حنبل أفاد كثيرا من الشافعي..وقال لإسحاق بن راهويه :الزم ذنب البغلة..أي بغلة الشافعي إن أردت العلم
وهكذا..وقد يقرأ اثنان كتاباً واحدا فيكون ما بينهما من فرق الإفادة كما بين السماء والأرض
وقد يقف العبقري على معلومة يسيرة تكون شاردة عنه فيفتح الله عليه من آفاق العلم بسببها ما يعزب عمن ابتدأ استنباط المعلومة نفسها
والمميز في منهج ابن تيمية أنه كان عصيا على الذوبان والتأثر بمن سبقه في زمن عمت فيه المذهبية الجامدة فقام كالطود الراسخ وحطم جدار الجمود برجله..وكانت له مدرسته الخاصة المستقلة
والله أعلم
 
إنضم
29 أكتوبر 2007
المشاركات
9,059
الكنية
أبو فراس
التخصص
فقه
المدينة
جدة
المذهب الفقهي
مدرسة ابن تيمية الحنبلية لذا فالمذهب عندنا شيء والراجح شيء آخر تماماً!.
الشيخ الكريم فؤاد نعم ابن السبكي تلميذ الذهبي لكنه لم يسمع هذه العبارة منه بل قال : بلغني عن الذهبي وحيث أشرتم إلى موقف ابن السبكي من ابن تيمية أقول إن هذه الجملة ليست ثناء على ابن تيمية بقدر ما فيها من الإشارة إلى اقتصار علم ابن تيمية بالنصوص على حفظ المتون لا الفقه ومعرفة معانيها وأسرارها وحفظ ابن تيمية لا ينازع فيه احد ولا ينكره إلا مكابر فمحبوه وخصومه مقرون به إقراراً لا يقبل الخلاف ، وإنما النزاع بينه وبين الأشاعرة في فهم النصوص وفقهها ولذا كان حظ الفقيه هنا في هذه العبارة المنسوبة للذهبي من كان من الأشاعرة فلينتبه لذلك


نقل ذلك ابن ناصر الدين: في شرح بديعته من طريق الحافظ أبي بكر وآخرون عن الحافظ الذهبي.

([3]) فهرس الفهارس والأثبات ومعجم المعاجم والمشيخات والمسلسلات لعبد الحي الكتاني (1 / 154، 275)، الأعلام للزركلي (8/237).
 
التعديل الأخير:
إنضم
30 أبريل 2008
المشاركات
246
التخصص
الدراسات الإسلامية
المدينة
الشارقة
المذهب الفقهي
اتبع الدليل
رد: ترجمة للإمام ابن دقيق العيد من جهة الديار اليمانية، ورأي للإمام الشوكاني في مصنفاته


اريد معرفة مصنفات الامام المطبوعة والمفقودة والمخطوطة واماكن وجودها
 

محمود رشدي أحمد

:: متابع ::
إنضم
20 فبراير 2012
المشاركات
17
الكنية
غير معرف
التخصص
غير متخصص
المدينة
القاهرة
المذهب الفقهي
المالكي
رد: ترجمة للإمام ابن دقيق العيد من جهة الديار اليمانية، ورأي للإمام الشوكاني في مصنفاته


اريد معرفة مصنفات الامام المطبوعة والمفقودة والمخطوطة واماكن وجودها

نرجو الإفادة لمن له علم بما طُبع من كتب الإمام ابن دقيق العيد فليذكرها لنا مشكورا وجزاه الله خيرا
 

أم طارق

:: رئيسة فريق طالبات العلم ::
طاقم الإدارة
إنضم
11 أكتوبر 2008
المشاركات
7,490
الجنس
أنثى
الكنية
أم طارق
التخصص
دراسات إسلامية
الدولة
السعودية
المدينة
الرياض
المذهب الفقهي
سني
رد: ترجمة للإمام ابن دقيق العيد من جهة الديار اليمانية، ورأي للإمام الشوكاني في مصنفاته

؟؟؟؟؟؟
 
أعلى