تقدم الرد على ما جاء تحت عنوان "الشبهة الأولى"..وأزيد هنا التعليق على تقسيم البدع إلى حسنة وسيئة عند الدكتور الفاضل..وهذا على التحقيق يشبه ما لو قال قائل "حرام سيء وحرام حسن"..لأن نصوص الشريعة جعلت اسم البدعة علَماً على ما كان مذموما مطلقاً ,ومن ذلك حديث جابر في الصحيح "وكل بدعة ضلالة" فعبر بلفظ العموم وكذا حديث العرباض بن سارية عند الترمذي , ومنه ما رواه مجاهد عن ابن عمر حين سأله هو وعروة بن الزبير عن أناس يصلون الضحى فقال :بدعة والحديث في البخاري وغيره..يعني أنها محدثة لا أصل لها بحسب ما وقع له من العلم بأمارة ما خرّجه البخاري في صحيحه عن مُورق العجلي قال: "قلت لابن عمر رضي الله عنهما: أتصلي الضحى؟ قال: لا. قلت: فأبو بكر؟ قال: لا؟ قلت: فالنبي صلى الله عليه وسلم؟ قال: لا إخاله" ..إلى آخر ما هنالك..قال الحافظ ابن رجب : (وأما ما وقع في كلام السلف من استحسان بعض البدع فإنما ذلك في البدع اللغوية لا الشرعية ، فمن ذلك قول عمر رضي الله عنه لما جمع الناس في قيام رمضان على إمام واحد في المسجد ، وخرج ، ورآهم يصلون كذلك فقال : نعمت البدعة هذه)
ومما يدل على صحة قول ابن رجب أن تعريف البدعة مغاير لما فعله أمير المؤمنين عمر..رضي الله عنه, وكأنه والله أعلم أراد التنزل فقال :إن قلتم هذه بدعة فنعمت البدعة
بمنزلة قول الشافعي :إن كان رفضا حب آل محمد ..فليشهد الثقلان أني رافضي
يتبع بحول الله