العِلْمُ رَحِمٌ بَيْنَ أَهْلِهِ، فَحَيَّ هَلاً بِكَ مُفِيْدَاً وَمُسْتَفِيْدَاً، مُشِيْعَاً لآدَابِ طَالِبِ العِلْمِ وَالهُدَى،
مُلازِمَاً لِلأَمَانَةِ العِلْمِيةِ، مُسْتَشْعِرَاً أَنَّ: (الْمَلَائِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا لِطَالِبِ الْعِلْمِ رِضًا بِمَا يَطْلُبُ) [رَوَاهُ الإَمَامُ أَحْمَدُ]،
فَهَنِيْئَاً لَكَ سُلُوْكُ هَذَا السَّبِيْلِ؛ (وَمَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ) [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ]،

مرحباً بزيارتك الأولى للملتقى، وللاستفادة من الملتقى والتفاعل فيسرنا تسجيلك عضواً فاعلاً ومتفاعلاً،
وإن كنت عضواً سابقاً فهلم إلى رحاب العلم من هنا.

للتحميل والمناقشة: الاحتفال بذكرى المولد النبويّ في ميزان الكتاب والسنّة

الحالة
مغلق و غير مفتوح للمزيد من الردود.

عمرو علي بسيوني

:: متابع ::
إنضم
28 فبراير 2010
المشاركات
42
التخصص
لغة عربية
المدينة
...
المذهب الفقهي
شافعي
الحمد لله وحده ،

ولذلك لا معنى للتفريق بين اللغويّة والشرعيّة .... لأنّه لا فعل للمكلّف يعرى عن حكم تكليفيّ ... فإنه وإن وصف بالبدعة اللغويّة إلاّ أنّه لا يخلو من تعلّقٍ شرعيٍّ.


أما تلك فما سبقك بها أحد من العالمين !! ، فإنهم أجمعوا مقسمين وغير مقسمين للبدعة على أن هناك فرقا بينهما ، والعلاقة بينهما كما هو واضح علاقة العموم والخصوص المطلق ، فكل بدعة شرعية بدعة لغوية ولا عكس ، فاللغوية أعم من الشرعية ،

ولو فرضناها كلية سالبة وقلنا ( ليس كل بدعة لغوية شرعية ) للزم أن يكون نقيضها موجبة جزئية = ( بعض البدعة اللغوية شرعية ) وهذا أظهر من أن يُظهر !


ب ـ قلتم إنه لا يتصور من طالب علم أن يجعل التقسيم منحطا على اللغوية ، فهاك واحدا ، وإن أردت المزيد فأبشر :
قال العلامة اللكنوي في ( الآثار المرفوعة في الأخبار الموضوعة ) ( فإن البدعة بالمعنى اللغوي منقسمة إلى الأقسام الخمسة هذه الثلاثة والمكروهة والمحرمة وإن أريد بها المعنى الشرعي وهو ما استحدث من غير دلالة أحد من الأدلة الشرعية فالكلية صحيحة وليطلب البسط في هذا البحث من رسائلي ترويح الجنان بتشريح حكم شرب الدخان والتحقيق العجيب في التثويب وإقامة الحجة على أن الإكثار في التعبد ليس ببدعة وآكام النفائس في أداء الأذكار بلسان الفارس )

قدّمت يا أخي الكريم أنّ الخلاف في مفهوم البدعة قديم ... ولن نأتي بجديد إن ظللت تأتيني بأقوال علماء وآتيك بأقوال علماء ... ولا فائدة من إعادة سرد الأقوال التي تعرفها وأعرفها ... وهذا أحدُ قولي العلماء ...البدعة بالمعنى الشرعيّ ما استحدث من غير دلالة أحد من الأدلّة الشرعيّة ...

لم يكن الغرض من النقل أن أثبت خلافا ، وإلا فهو ثابت علما و واقعا ، وإنما أردت التنبيه على تسرعكم في إطلاق تعبير ما يحسن في مثل تلك المطارحات ، أنه لا يتصور أن يقول طالب علم!! إن التقسيم مآله للغوية لا الشرعية ، فأردت أن أقول لك هاك علامة قاله ، وغيره موجود !
ثم إني تجاوزت مرحلة إثبات الخلاف إلى مرحلة تحريره وتبيين مرتبته وحقيقته في الفقرة التي تليها فياحبذا لو تمعنت فيها ثانية .

فهل آن لنا أن نوضّح أثر تلك البدعة (أو سمّها السنّة الحسنة) في نظركم الكريم ؟؟؟ هل تقولون فيمن يسنّ سنّة حسنة من نحو الاجتماع لقراءة القرءان كلّ يوم أربعاء بعد صلاة الظهر مثلا أنّه مبتدعٌ أم لا؟؟؟


عندكم خلط شديد بين البدعة الشرعية المحرمة المذمومة وبين السنة الحسنة التي لها أصل ثابت في الشرع ثم هملت فأحياها إنسان ، أو كانت ثابتة بأصل الشرع لكن لا يعتبر فيها كيف الوسيلة ـ كما في الحديث الذي أطنبتم بتعداد طرقه وألفاظه فوق ـ إذ غاية ما فيه أن الصدقة مشروعة بالكتاب والسنة والإجماع ، أما كيفها من حيث الجمع والأداء فسكت عنه الشرع ، فهذا تدخله البدعة اللغوية بأقسامها الخمسة ومنها السنة الحسنة ، وذلك كله مندرج في المصلحة المرسلة لا البدعة الشرعية على تفصيل سنذكره لزاما عندما نناقش المصلحة المرسلة والفرق بينها وبين البدعة الإضافية !

أما المثال الذي ذكرتموه سائلين إياي عن حكمي فيه فهذا كسابقه ، والحق أن إيرادك إياه دال على عدم تصورك لقول مخالفك كما ينبغي ، إذ الصورة المذكورة مشروعة ، داخلة في المصلحة المرسلة بشرط واحد ، ألا يعتقد في تخصيصه المذكور مزية شرعية ، بحيث يكون التخصيص في نفسه قربة ، لأن تخصيص الأمكنة والأزمنة بالفضل والبركة محض تشريع لا يدخله فعل المكلف بحال ، فتخصيص وقت معين لمصلحة معتبرة أو مرسلة ـ لا ملغاة ـ جائز ، كيوم فراغ ، أو مظنة اجتماع أناس ، أو حتى محض تنظيم لورد يمشي عليه الإنسان ، بالضابط الذي ذكرناه وهو ألا يعتقد التخصيص قربة ..

ولعلك لو وقفت على كلام متأخري الفقهاء في حكم المصافحة بعد الصلوات لا سيما بعد الفجر والعصر ـ وجلهم أشاعرة صوفية متوسعون في باب البدع ـ لعرفت كيف أن جمهورهم حظروه بكلام قريب مما قلته هاهنا ، رغم مشروعية المصافحة بين المسلمين بالسنة والإجماع !

فهلاّ حررتموه لنا؟؟


أما تحريري للبدعة الشرعية فأقول : هي كل عبادة لم ينص عليها الشارع بأصل عام ـ إن كانت مما لا يعتبر كيفه و وسيلته ـ ، أو بأصل خاص ـ إن كانت مما يعتبر كيفه و وسيلته ـ بشرط ثبوت مقتضيها وانتفاء مانعها في زمن التشريع !


لم أقل إنّ اختراع الطائرة أو القلم بدعةٌ شرعيّة ...
بل قلت: (وأمّا ركوب السيّارات للوصول إلى المساجد، واستخدام مكبّرات الصوت في إيصال صوت المؤذّن، فهو بدعة (شرعًا).) فكيف فهمتم أنّ الاستعمال يمكن أن يدخل في الاختراع .... وكيف أخرجتم الاستعمال من الضابط الذي فهمتموه؟؟


أخي الدكتور ضابطكم ليس صحيحا على كل حال ، لأنه ليس مانعا ولا جامعا ، لأنه يلزمك أن كل بدعة لغوية هي بدعة شرعية باعتبار استخدامها فقط ، أي لغوية باعتبار شرعية باعتبار آخر، وهذا غلط بين ، لما بينته لك بالأعلى أنه لا خلاف أن اللغوية أعم من الشرعية ، وعلى ضابطك لا تسلم لك بدعة لغوية لا شرعية من كل وجه !!
هذا ماعنيته بتعقبي السابق عليك ، أرجو أن يكون مفهوما الآن !

لا والله ما نقلتُ نصًّا صاغه غيري أو ألّف بين ألفاظه سواي ... إنّما كتبتُ وجمعتُ وخرّجتُ .... فأحسن الظنّ بأخيك ... وناقش ما أوردتُ من أدلّة في سياق تخصيص حديث: (كلّ بدعة ضلالة). ثمّ صوّب ما شئت ... ستجدني إن شاء الله صابرًا ... طويل النفس.

لا داعي للحساسية يا دكتور ، وما قصدت بالنقول إلا معناها الأكاديمي ، فما قصدت أنك تنقل من غيرك ، لكن قصدت نقولك عن العلماء ، والأحاديث التي تردفها مكررة أحيانا كثيرة ، انظر كم حديثا ذكرته عن السنة الحسنة مثلا !!
بينما أنت تعلم أن هذا لا يقدم ولا يؤخر ، بل غالبا تعرف جواب مخالفك عليها ، فما الداعي من غيراد كل هذا إلا التكثر بها !!
مرة ثانية أكرر أن المقام مقام تحرير ، وإلا فإنه بإمكان الفقير كذلك أن يسود عشر صفحات نقولات ، وهذا يسير كما أنت عليم .

والله أعلم
 
التعديل الأخير بواسطة المشرف:

منيب العباسي

:: متخصص ::
إنضم
17 يناير 2010
المشاركات
1,204
التخصص
----
المدينة
---
المذهب الفقهي
---
مازلنا مع النقطة الأولى للدكتور التي سميتها :الشبهة الأولى..
يقول الدكتور:ولما كان تركه للاحتفال محتملا لهذه الأشياء لم يصح أن يبدع فاعله..
ولنر هذه الأشياء التي عددها الدكتور وفقه الله لقول الحق
1-النسيان..ومثل بنسيانه صلاة ركعتين !
2-عدم الحاجة ..كعدم الخوض في اللغة العربية
3-لم تكن من عادة قومه
4-لم تكن مخترعة في زمانه كالسيارة
5-خوفا على قومه لإسلامهم حديثا

1-أما النسيان..فإنه لا يمكن أن ينسى شيئاً كهذا من وجوه منها:-
-أن محبته فريضة ربانية متعلقة بالاتباع الجُملي لهديِه ,دلت عليه آية المحنة "قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني "
وحديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه يدل أنه لم يقبل منه مطلق الحب حين قال له النبي :لا ياعمر حتى أكون أحب إليك من نفسك
-أن الله لا يتركه ينسى ما تحتاجه الأمة..بل يذكره "سنقرئك فلا تنسى" وفي الركعتين ذكره الله بوساطة الصحابة
-أنه ما ترك شيئا - الصلاة والسلام-يقربنا من الجنة إلا دلنا عليه ولا شيئا يقربنا من النار إلا وحذرنا منه
كما صح بذلك الخبر عنه بأبي هو وأمي ونفسي

2-وأما عدم الحاجة..فليس تثبيت محبته مما يقال فيه ذلك, لاسيما وقد نبأه الله تعالى عن افتراق الأمة
وبعدها عن السنن النبوي شيئا فشيئا فكان حريا أن يوصي بإحياء ذكرى مولده..أو ذكرى بعثته على أقل تقدير
والحاصل أن هذه القضية التعبدية المهمة بإجماعكم لدرجة النضال عن إثبات مشروعيتها كان مقتضى النصح النبوي الأمين ألا يغفلها..ولم يكن تصرم العهد الراشدي حافزا لأئمة المسلمين في القرون الفاضلة أن يفكروا بإحياء مثل هذه المناسبة..من باب التذكير الذي تنادون به ,ثم اعلم وفقك الله أن الحفاوة بالنبي وتعظيم شأنه لم يتركه الله لاجتهاد البشر ,بل هذه مسألة محكمة منضبطة الأصول بنصوص الكتاب والسنة ,,فتعظيمه وحبه يتحصل أولا باتباع هديه,
وليس صحيحا أن الاتباع يأتي بعد الحب دون العكس,بل كلاهما مقترنان لا ينفكان,فمن أحب اتبع,ومن اتبع أحب
ثم بالذب عنه , والتضحية من أجله والنضال عن سنته وتمييز صحيح الحديث من سقيمه, والصلاة عليه..إلخ

3-وقد كان من عادة الأمم الاحتفال بعظمائها منذ القديم..سواء كانوا من أهل الكتب أو من الأمم الوثنية
وهذا معلوم في تاريخ الحضارة الإنسانية فلا نطيل فيه, فما باله صلى الله عليه وسلم لم يجعل لنا عيدا يخصه
كما أن اليهود يحتفلون بموسى والنصارى يحتفلون بعيسى ,عليهما السلام..والصينيون بكونفشيوس..إلخ

4-هذه واضحة أنها خارج محل البحث

5-وأما الخوف على قومه في هذا فهو من أبعد ما يكون لأنهم كانوا يعظمونه جدا, ولديهم من الاستعداد النفسي
لإقامة الاحتفالات على مدار العام..وكيف الظن بالله عليك بقوم يبتدرون نخامته ويقتتلون على ما يسقط من شعره
ويتبركون بكل شيء يدل إليه بسبب..أفلن يسعدهم جدا أن يحتفلوا بسيدهم الذي أنقذهم من النار؟

إذن:ليس محتملا لهذه الأشياء كما قال فضيلة الدكتور محمد

يتبع بحول الله تعالى
 
إنضم
26 أغسطس 2009
المشاركات
120
التخصص
فقه مقارن
المدينة
حماة
المذهب الفقهي
حنفي.. مالكيّ
الحمد لله وحده ،
أما تلك فما سبقك بها أحد من العالمين !! ، فإنهم أجمعوا مقسمين وغير مقسمين للبدعة على أن هناك فرقا بينهما ، والعلاقة بينهما كما هو واضح علاقة العموم والخصوص المطلق ، فكل بدعة شرعية بدعة لغوية ولا عكس ، فاللغوية أعم من الشرعية ،

ولو فرضناها كلية سالبة وقلنا ( ليس كل بدعة لغوية شرعية ) للزم أن يكون نقيضها موجبة جزئية = ( بعض البدعة اللغوية شرعية ) وهذا أظهر من أن يُظهر !

قلتُ: لا يُتصَوّر أن يكون التقسيم وتعلّق الأحكام بالبدعة اللغويّة ... وقصدتُ (فقط) ... بل عندي أنّ التقسيم يتعلّق باللغويّة والشرعيّة .. لكنّي ذهلت عن وضع هذا القيد ... فعذرًا ...
ولذلك قلتُ:
ولذلك لا معنى للتفريق بين اللغويّة والشرعيّة (أي: من حيث تعلّق التقسيم بهما) .... لأنّه لا فعل للمكلّف يعرى عن حكم تكليفيّ ... فإنه وإن وصف بالبدعة اللغويّة إلاّ أنّه لا يخلو من تعلّقٍ شرعيٍّ.


عندكم خلط شديد بين البدعة الشرعية المحرمة المذمومة وبين السنة الحسنة التي لها أصل ثابت في الشرع ثم هملت فأحياها إنسان ، أو كانت ثابتة بأصل الشرع لكن لا يعتبر فيها كيف الوسيلة ـ كما في الحديث الذي أطنبتم بتعداد طرقه وألفاظه فوق ـ إذ غاية ما فيه أن الصدقة مشروعة بالكتاب والسنة والإجماع ، أما كيفها من حيث الجمع والأداء فسكت عنه الشرع ، فهذا تدخله البدعة اللغوية بأقسامها الخمسة ومنها السنة الحسنة ، وذلك كله مندرج في المصلحة المرسلة لا البدعة الشرعية على تفصيل سنذكره لزاما عندما نناقش المصلحة المرسلة والفرق بينها وبين البدعة الإضافية !

أمّا الخلط الذي رأيتَهُ عندي .. فأورد عليك مثله ... فأنت عندك خلطٌ بينهما، فكثيرًا ما تجعلهما واحدًا ... وهذا مثال ذلك في قولك أعلاه: (فهذا تدخله البدعة اللغويّة بأقسامها الخمسة ومنها السنّة الحسنة) فهل السنّة الحسنة التي لها أصلٌ في الشرع مخترعةٌ على غير مثال سابقٍ؟ ليصحّ تسميتها بدعةً. أم أنّ لها مثالاً؟؟

يا أخي الكريم: النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم جعل من السنّة (سنّةً سيّئةً) ... فهل هذا خلطٌ؟؟؟
وإذا صحّ تسمية السنّة بالسيّئة فلم لا يصحّ تسمية البدعة بالحسنة؟؟؟
على كلٍّ قلتُ: إنّ هذا لا يهمّني كثيرًا ... لأنّه من وجهة نظري خلافٌ لفظيٌّ ... فأنا أقبل قولكم وإن لم يكن عين قولي ... لأنّي أراه من باب الخلاف اللفظيّ.

أما المثال الذي ذكرتموه سائلين إياي عن حكمي فيه فهذا كسابقه ، والحق أن إيرادك إياه دال على عدم تصورك لقول مخالفك كما ينبغي ، إذ الصورة المذكورة مشروعة ، داخلة في المصلحة المرسلة بشرط واحد ، ألا يعتقد في تخصيصه المذكور مزية شرعية ، بحيث يكون التخصيص في نفسه قربة ، لأن تخصيص الأمكنة والأزمنة بالفضل والبركة محض تشريع لا يدخله فعل المكلف بحال ، فتخصيص وقت معين لمصلحة معتبرة أو مرسلة ـ لا ملغاة ـ جائز ، كيوم فراغ ، أو مظنة اجتماع أناس ، أو حتى محض تنظيم لورد يمشي عليه الإنسان ، بالضابط الذي ذكرناه وهو ألا يعتقد التخصيص قربة ..

وحال أكثر ما تصفونه بالبدع إنّما هو من قبيل تخصيص الطاعات أو الأعمال المشروعة بأوقات مخصوصة لا لاعتقاد مزيّة فيها... إلاّ أنّكم اجتهدتم في معرفة دواخل المسلمين وسرائرهم فأسأتم الظنّ بكثيرٍ منهم فقلتم إنّ التخصيص يحرم لكونه يتعلّق بأفضليّة عند المخصِّص...

ولعلك لو وقفت على كلام متأخري الفقهاء في حكم المصافحة بعد الصلوات لا سيما بعد الفجر والعصر ـ وجلهم أشاعرة صوفية متوسعون في باب البدع ـ لعرفت كيف أن جمهورهم حظروه بكلام قريب مما قلته هاهنا ، رغم مشروعية المصافحة بين المسلمين بالسنة والإجماع !

أعتذر إلى (الأشاعرة الصوفيّة وغيرهم من المسلمين) عن هذا الكلام ... فليس هناك (في نظري) مسلمٌ متوسّعٌ في باب البدع ... تهون عليه سنن نبيّه ... بل الجميع حريصون على تطبيق شرع الله تعالى ... وحماية حدوده ... ورعاية سنن نبيّه ...


أما تحريري للبدعة الشرعية فأقول : هي كل عبادة لم ينص عليها الشارع بأصل عام ـ إن كانت مما لا يعتبر كيفه و وسيلته ـ ، أو بأصل خاص ـ إن كانت مما يعتبر كيفه و وسيلته ـ بشرط ثبوت مقتضيها وانتفاء مانعها في زمن التشريع !

1- من الذي يقول في هذه العبادة إنّ الشارع قد اعتبر كيفيّتها ووسيلتها، أم لا؟ صحيح أنّ أكثر العبادات متّفق على اعتبار كيفيّتها ووسيلتها، لكنّ مواضع الخلاف في كثيرٍ من الأحكام ممّا يدور بحث المجتهد فيه حول اعتبار الشارع لكيفها أو وسيلتها.
2- ومن الذي يُقرّر ثبوت المقضي ... فأنا مثلاً أقول: لم تكن بالصحابة حاجة إلى تذكيرهم بنبيّهم وصفاته فهم يعرفونها ... بينما استجدّت هذه الحاجة بعد ذلك بعصور ممّا جعل تعريف المسلمين بنبيّهم وصفاته عن طريق تدارس تلك الصفات الخلقيّة والخُلقيّة أمرٌ واجبٌ على هذه الأمّة، فاجتماع المسلمين لتدارس تلك السيرة والتعريف بالصفات لم يقم مقتضاه في العصر الأوّل ...


أخي الدكتور ضابطكم ليس صحيحا على كل حال ، لأنه ليس مانعا ولا جامعا ، لأنه يلزمك أن كل بدعة لغوية هي بدعة شرعية باعتبار استخدامها فقط ، أي لغوية باعتبار شرعية باعتبار آخر، وهذا غلط بين ، لما بينته لك بالأعلى أنه لا خلاف أن اللغوية أعم من الشرعية ، وعلى ضابطك لا تسلم لك بدعة لغوية لا شرعية من كل وجه !!
هذا ماعنيته بتعقبي السابق عليك ، أرجو أن يكون مفهوما الآن !

بل تسلم لي بدعٌ لغويّة لا شرعيّة ... يا أخي الحبيب... وإن لم تتمكّن من فهم المثال السابق فراجعه لعلّ وجهه يتوضّح لك ... فرقٌ بين الاختراع والاستعمال ... وهذا مثال لا ضابط ... فلا تُلزمني من مثالي... بل من ضابطي ... ولعلّي إذا أردتُ أن ألزمك بكلامك وجدت كثيرُا ممّا يلزَمُك ... على خلاف ما أصّلتَهُ ... إلاّ أنّي أحبّ أن أتجاوز هذه النقطة ...

لا داعي للحساسية يا دكتور ، وما قصدت بالنقول إلا معناها الأكاديمي ، فما قصدت أنك تنقل من غيرك ، لكن قصدت نقولك عن العلماء ، والأحاديث التي تردفها مكررة أحيانا كثيرة ، انظر كم حديثا ذكرته عن السنة الحسنة مثلا !!

ليست أحاديث مكرّرة بل كلّ واحدٍ منها حديثٌ مستقلٌّ مفيدٌ معنى جديدًا ... وعندي أنّه ليس ثمّة نصٌّ يُكرّر بنصٍّ آخر، بل كلُّ نصٍّ يُمكن أن يُفيدَ معاني جديدة لمن فتح الله عليه بعد النظر والتأمّل ...

اعذرني إذ جعلت تعليقي على كلامك في أثنائه .... وهذا إنّما يدلّ على ضعفي الرّقميّ والتكنولوجيّ ... لأنّي لا أتقن أن أقتبس كثيرًا فأجعلُ كلامي بين اقتباسات كلامكم ...

نسأل الله أن يفتح علينا وعليكم وأن يهدينا وإيّاكم إلى سواء السبيل ...

وصلّى الله على سيّدنا محمّد وعلى آله وصحبه وسلّم ..
 
إنضم
26 أغسطس 2009
المشاركات
120
التخصص
فقه مقارن
المدينة
حماة
المذهب الفقهي
حنفي.. مالكيّ
مازلنا مع النقطة الأولى للدكتور التي سميتها :الشبهة الأولى..
يقول الدكتور:ولما كان تركه للاحتفال محتملا لهذه الأشياء لم يصح أن يبدع فاعله..
ولنر هذه الأشياء التي عددها الدكتور وفقه الله لقول الحق
1-النسيان..ومثل بنسيانه صلاة ركعتين !
2-عدم الحاجة ..كعدم الخوض في اللغة العربية
3-لم تكن من عادة قومه
4-لم تكن مخترعة في زمانه كالسيارة
5-خوفا على قومه لإسلامهم حديثا

1-أما النسيان..فإنه لا يمكن أن ينسى شيئاً كهذا من وجوه منها:-
-أن محبته فريضة ربانية متعلقة بالاتباع الجُملي لهديِه ,دلت عليه آية المحنة "قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني "
وحديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه يدل أنه لم يقبل منه مطلق الحب حين قال له النبي :لا ياعمر حتى أكون أحب إليك من نفسك
-أن الله لا يتركه ينسى ما تحتاجه الأمة..بل يذكره "سنقرئك فلا تنسى" وفي الركعتين ذكره الله بوساطة الصحابة
-أنه ما ترك شيئا - الصلاة والسلام-يقربنا من الجنة إلا دلنا عليه ولا شيئا يقربنا من النار إلا وحذرنا منه
كما صح بذلك الخبر عنه بأبي هو وأمي ونفسي

لا أدري ما وجه كلامك عن المحبّة ... ونحن هنا نتحدّث عن الاحتفال ؟؟؟
المحبّة فريضة ربّانيّة ... لكنّ الاحتفال ليس فريضةً ربّانيّة ...

المحبّة أمرٌ شرعيٌّ تعبّدي ... لكنّ الاحتفال عادةٌ ... ولذلك يُحتمل أن يكون نسيها صلّى الله عليه وآله وسلّم.


2-وأما عدم الحاجة..فليس تثبيت محبته مما يقال فيه ذلك, لاسيما وقد نبأه الله تعالى عن افتراق الأمة
وبعدها عن السنن النبوي شيئا فشيئا فكان حريا أن يوصي بإحياء ذكرى مولده..أو ذكرى بعثته على أقل تقدير
والحاصل أن هذه القضية التعبدية المهمة بإجماعكم لدرجة النضال عن إثبات مشروعيتها كان مقتضى النصح النبوي الأمين ألا يغفلها..ولم يكن تصرم العهد الراشدي حافزا لأئمة المسلمين في القرون الفاضلة أن يفكروا بإحياء مثل هذه المناسبة..من باب التذكير الذي تنادون به ,ثم اعلم وفقك الله أن الحفاوة بالنبي وتعظيم شأنه لم يتركه الله لاجتهاد البشر ,بل هذه مسألة محكمة منضبطة الأصول بنصوص الكتاب والسنة ,,فتعظيمه وحبه يتحصل أولا باتباع هديه,
وليس صحيحا أن الاتباع يأتي بعد الحب دون العكس,بل كلاهما مقترنان لا ينفكان,فمن أحب اتبع,ومن اتبع أحب
ثم بالذب عنه , والتضحية من أجله والنضال عن سنته وتمييز صحيح الحديث من سقيمه, والصلاة عليه..إلخ


رجعت مرّة أخرى إلى المحبّة ... المحبّة فريضة ... والحاجة إليها قائمةٌ في كلّ عصرٍ... أمّا الاحتفال فلم يتذكّر الصحابة سيرة نبيّهم (التي كانوا جزءًا منها، ولم يتناقلون صفاته الخلقيّة والخلُقيّة وقد عاشوها واقعًا ؟؟؟ لكن: تجدّدت الحاجة إليه بعد عصور من انتقاله صلّى الله عليه وآله وسلّم إلى الرّفيق الأعلى...


3-وقد كان من عادة الأمم الاحتفال بعظمائها منذ القديم..سواء كانوا من أهل الكتب أو من الأمم الوثنية
وهذا معلوم في تاريخ الحضارة الإنسانية فلا نطيل فيه, فما باله صلى الله عليه وسلم لم يجعل لنا عيدا يخصه
كما أن اليهود يحتفلون بموسى والنصارى يحتفلون بعيسى ,عليهما السلام..والصينيون بكونفشيوس..إلخ

قلت: ليس من عادة قومه... ولم أقل ليس من عادة الأمم .... فهل عندكم فرقٌ بينهما؟؟

4-هذه واضحة أنها خارج محل البحث

بل هي محلّ بحثٍ... فقد قلت: كاستعمال السيّارة، والمعنى استعمالها في غرضٍ شرعيٍّ وهو مثلاً المشي إلى المساجد، وهذه وسيلة للوصول إلى العبادة... ومن وسائل الوصول إلى العبادة التي هي معرفة النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم التي تجدّدت بعد عصره الاجتماع للتذكير بهذه الأخلاق والصفات.

5-وأما الخوف على قومه في هذا فهو من أبعد ما يكون لأنهم كانوا يعظمونه جدا, ولديهم من الاستعداد النفسي
لإقامة الاحتفالات على مدار العام..وكيف الظن بالله عليك بقوم يبتدرون نخامته ويقتتلون على ما يسقط من شعره
ويتبركون بكل شيء يدل إليه بسبب..أفلن يسعدهم جدا أن يحتفلوا بسيدهم الذي أنقذهم من النار؟

إذن:ليس محتملا لهذه الأشياء كما قال فضيلة الدكتور محمد

يتبع بحول الله تعالى

بل قلتُ: إنّ الخوف على قومه حال دون تعليمهم بعض الأمور الحسنة، أو دون فعله لأمورٍ مقبولة شرعًا ... لا تُعارض الشريعة الإسلاميّة .... فإذا كان احتمال الخوف على المسلمين قائمًا فقد يكون أحد أسباب عدم فعله للاحتفال على النحو الذي يُفعل اليوم ...
 

منيب العباسي

:: متخصص ::
إنضم
17 يناير 2010
المشاركات
1,204
التخصص
----
المدينة
---
المذهب الفقهي
---
1-الاحتفال شُرع عندكم بدعوى المحبة واتهمتم غيركم يا دكتور بالجفاء, وسيأتيك بطلان أنه عادة..بالتفصيل
وليت شعري كيف يكون عادة ثم تناضلون عنه إلى هذا الحد, ثم ترمون غيركم بما تعلم, هذا ليس من شأن العادات..
2-تقدم الرد عليه,أما قولكم لم يتناقلوا صفاته..إلخ, فهم من بلغونا صفاته وكل سكناته وحركاته..ولم تتجدد الحاجة كما تقول,هذه دعوى لا غير وهل تظن أننا نمنع التكلم بسيرته؟ إن سيرته وهديه وشمائله تخصص قائم بذاته ,,لو تأملت وجدت أنك تغالط في محل النزاع, ثم إن الله تعالى لم يكن ليجعل ما فيه هداية للأمة على أيدي الكافرين وهم الزنادقة الباطنية.. وإنما الحاجة المتجددة هي نقل العلم ,علم الكتاب والسنة والعمل بهما, فما لم يكن يومئذ دينا لا يكون اليوم دينا..
3-تعليقكم يدل على عدم الفهم للمراد..فأنت تضع هذه النقطة احتمالاً..أليس كذلك؟ فقلت لك هذا ليس من بابة الكعبة..والفرق بينهما جلي جدا,,فإن لم يتبين لك الفرق ,بينت لكم..أما قولي :الأمم..أي أنه لا موجب للخوف هنا فهو أمر مشهور في عامة الأمم الكافرة..وأذكرك من جديد بأن المولد جاءنا من أمة كافرة وهم الباطنيون
4-هذا خلط فادح..لا يليق بدكتور درس الفقه..وسأبينه بالتفصيل في موضوع الشيخ عبدالحميد فأنت تخلط بين الوسائل والمقاصد..وبين البدع والمصالح المرسلة..وبين البدعة والحرام والمكروه..وبين البدعة والسنة
5-هذا الاحتمال وهم لا أصل له..فالخوف من هدم الكعبة معقول..وواضح فهم كانوا يعظمون الكعبة
فخاف أن تنكر نفوسهم فعل الهدم..وهو من السياسة الشرعية الحكيمة..أما عمل الاحتفال, فالكفار ليس في دينهم ما يوجب الخوف منه وأما المسلمون فهم يعظمونه بكل الوسائل لدرجة دلك وجوههم بنخامته..أفيكون الاحتفال مثار خوف؟..والله المستعان
وما سبق رد عاجل..والرد يأتي تباعا بحول الله سبحانه وتعالى
 
إنضم
26 أغسطس 2009
المشاركات
120
التخصص
فقه مقارن
المدينة
حماة
المذهب الفقهي
حنفي.. مالكيّ
1-الاحتفال شُرع عندكم بدعوى المحبة واتهمتم غيركم يا دكتور بالجفاء, وسيأتيك بطلان أنه عادة..بالتفصيل
وليت شعري كيف يكون عادة ثم تناضلون عنه إلى هذا الحد, ثم ترمون غيركم بما تعلم, هذا ليس من شأن العادات..
2-تقدم الرد عليه,أما قولكم لم يتناقلوا صفاته..إلخ, فهم من بلغونا صفاته وكل سكناته وحركاته..ولم تتجدد الحاجة كما تقول,هذه دعوى لا غير وهل تظن أننا نمنع التكلم بسيرته؟ إن سيرته وهديه وشمائله تخصص قائم بذاته ,,لو تأملت وجدت أنك تغالط في محل النزاع, ثم إن الله تعالى لم يكن ليجعل ما فيه هداية للأمة على أيدي الكافرين وهم الزنادقة الباطنية.. وإنما الحاجة المتجددة هي نقل العلم ,علم الكتاب والسنة والعمل بهما, فما لم يكن يومئذ دينا لا يكون اليوم دينا..
3-تعليقكم يدل على عدم الفهم للمراد..فأنت تضع هذه النقطة احتمالاً..أليس كذلك؟ فقلت لك هذا ليس من بابة الكعبة..والفرق بينهما جلي جدا,,فإن لم يتبين لك الفرق ,بينت لكم..أما قولي :الأمم..أي أنه لا موجب للخوف هنا فهو أمر مشهور في عامة الأمم الكافرة..وأذكرك من جديد بأن المولد جاءنا من أمة كافرة وهم الباطنيون
4-هذا خلط فادح..لا يليق بدكتور درس الفقه..وسأبينه بالتفصيل في موضوع الشيخ عبدالحميد فأنت تخلط بين الوسائل والمقاصد..وبين البدع والمصالح المرسلة..وبين البدعة والحرام والمكروه..وبين البدعة والسنة
5-هذا الاحتمال وهم لا أصل له..فالخوف من هدم الكعبة معقول..وواضح فهم كانوا يعظمون الكعبة
فخاف أن تنكر نفوسهم فعل الهدم..وهو من السياسة الشرعية الحكيمة..أما عمل الاحتفال, فالكفار ليس في دينهم ما يوجب الخوف منه وأما المسلمون فهم يعظمونه بكل الوسائل لدرجة دلك وجوههم بنخامته..أفيكون الاحتفال مثار خوف؟..والله المستعان
وما سبق رد عاجل..والرد يأتي تباعا بحول الله سبحانه وتعالى


الأخ الحبيب:

إمّا أن تُحسن اختيار ألفاظك ... (وما لوّنتُهُ بالأحمر مرّ مثله من قبل كثيرُا ... وأنا أُحسنُ الصبر بغية الوصول إلى الحقّ).

وإمّا فإنّي أترك مراءك وجدالك .... لأنّي أطمع والله في بيتٍ لي في ربض الجنّة ... وأطمع لك بمثله ...

وأنت تعلم أنّي لو أردت الإسفاف في وصفكم كلّما طرحتم كلامًا لأجدتُهُ؛ لأنّي أعرف من مفردات اللغة ما تعرفون، وأجدُ عليكم ما تجدونه عليّ (وعلى كثيرٍ من علماء الأمّة الذين أجازوا الاحتفال) من عدم فهم النصوص ولا تحرير محلّ النزاع ولا التفرقة بين المقاصد والوسائل وتشوّف السرائر واتّهام الأمّة (أو سوادها) ...

أكرمك الله ... وزادني وإيّاك أدبًا وفهمًا وعلمًا ...
 

منيب العباسي

:: متخصص ::
إنضم
17 يناير 2010
المشاركات
1,204
التخصص
----
المدينة
---
المذهب الفقهي
---
والحاصل أنه بحسب هذا البند يمكن تشريع أي بدعة..وليس على المبتدع إلا أن يضع احتمالاتك ..ويضيف عليها ما شاء..ثم يقول معقبا: فإذا كان تركه لهذا لأحد هذه الاحتمالات..دل على المشروعية!
ولنأخذ مثلا بدعة الرقص في المسجد لحد لبلوغ حالة الوجد ..
فيقول صاحب الطريقة مثلك سواء بسواء :
-تركها لأجل الخوف (وهو في الرقص وجيه لا كحالتنا) أو لعله نسي..أو لعدم الحاجة فقد كانوا من أهل الوجد أصلا والعشق كيف لا وهم خير القرون؟..إلخ..
أرأيتم يا إخوة الإسلام..حقيقة الخلط عند الدكتور الفاضل..؟
أتمنى أن يبصر الدكتور جيدا أننا لا نرميه بالخلط عن عداوة معاذ الله ..
ولا عن حقد, ولكن هذا مقتضى بدهيات العلم..

وأقول حتى اختراع صلاة جديدة..يمكن تنزيل كلامك عليها..
ودعني أتحفكم بهذه القصة الظريفة وهي مفيدة جدا في الباب
قال محمود بن غيلان : سمعت المؤمل ذكر عنده الحديث الذي يروى عن أبي عن النبي صلى الله عليه وسلم في فضل القرآن فقال لقد حدثني رجل ثقة سماه قال حدثني رجل ثقة سماه قال أتيت المدائن فلقيت الرجل الذي يروي هذا الحديث فقلت له حدثني فاني أريد أن آتي البصرة فقال هذا الرجل الذي سمعناه منه هو بواسط في أصحاب القصب قال فأتيت واسطا فلقيت الشيخ فقلت اني كنت بالمدائن فدلني عليك الشيخ وإني أريد آتي البصرة قال ان هذا الذي سمعت منه هو بالكلاء فأتيت البصرة فلقيت الشيخ بالكلاء فقلت له حدثني فاني أريد أن آتي عبادان فقال ان الشيخ الذي سمعناه منه هو بعبادان فأتيت عبادان فلقيت الشيخ فقلت له اتق الله ما حال هذا الحديث أتيت المدائن فقصصت عليه ثم واسطا ثم البصرة فدللت عليك وما ظننت الا ان هؤلاء كلهم قد ماتوا فأخبرني بقصة هذا الحديث فقال انا اجتمعنا هنا فرأينا الناس قد رغبوا عن القرآن وزهدوا فيه وأخذوا في هذه الأحاديث فقعدنا فوضعنا لهم هذه الفضائل حتى يرغبوا فيه
(الكفاية , للخطيب البغدادي ص567)
 

منيب العباسي

:: متخصص ::
إنضم
17 يناير 2010
المشاركات
1,204
التخصص
----
المدينة
---
المذهب الفقهي
---
-كلمة دعوى..تقال دون اقتضاء ذلك الذم..فأنت تدعي وأنا أدعي وبيننا الدليل
-المغالطة..ليست إساءة أدب ,هذا وصف لحقيقة الأمر بحسب ما أرى..وإلا فاقترح علي مصطلحا آخر
-وقد رميتمونا حقاً بهذا يا أخي الدكتور..وتمت مناقشته وهو مشهور فيمن يحمل نفس فكرتكم..أعني نحن تعودنا عليه
-عدم فهم المراد ليس عيبا..قد تقول كلمة ولا أفهمها على ما أردت أنت..والعكس صحيح
-أما قولي :لا يليق من دكتور درس الفقه..فهي نعم كلمة قاسية..لكني والله أردت منها أن تتأمل..وتعيد النظر
لأن بدهيات علم الأصول(بشرط خصيصة الاتباع والتسليم وعدم إعمال العقل في غير ما وضع له) ..يلزم ممن وعبها ألا يقع في الخلط الذي نراه من حضرتكم
-وأما كلمة وهم فلا شيء فيها..هي وهم في نفس الأمر..أيا كان القائل
وفقك الله ورعاك..وهداني وإياك لما يحب ويرضى
 
إنضم
26 أغسطس 2009
المشاركات
120
التخصص
فقه مقارن
المدينة
حماة
المذهب الفقهي
حنفي.. مالكيّ
والحاصل أنه بحسب هذا البند يمكن تشريع أي بدعة..وليس على المبتدع إلا أن يضع احتمالاتك ..ويضيف عليها ما شاء..ثم يقول معقبا: فإذا كان تركه لهذا لأحد هذه الاحتمالات..دل على المشروعية!
ولنأخذ مثلا بدعة الرقص في المسجد لحد لبلوغ حالة الوجد ..
فيقول صاحب الطريقة مثلك سواء بسواء :
-تركها لأجل الخوف (وهو في الرقص وجيه لا كحالتنا) أو لعله نسي..أو لعدم الحاجة فقد كانوا من أهل الوجد أصلا والعشق كيف لا وهم خير القرون؟..إلخ..
أرأيتم يا إخوة الإسلام..حقيقة الخلط عند الدكتور الفاضل..؟
أتمنى أن يبصر الدكتور جيدا أننا لا نرميه بالخلط عن عداوة معاذ الله ..
ولا عن حقد, ولكن هذا مقتضى بدهيات العلم..

أرأيتم أيّها الإخوة!!
وهل نحن في حلقة نقاش على الهواء مباشرةً؟؟ أمام جمهور عريضٍ تُحاول كلّما سنحت لك الفرصة أن تُخاطب الجمهور؟؟؟ وقد قلت لي من قبل: عرف الجميع مدى تخبّطي ... فمن هم الجميع؟؟ وكيف تنسب إلى القرّاء ما لم يقولوه ... لا عجب إذن ...

بدهيّات العلم!!
شكرًا لإرشادي لبدهيّات العلم ...

وأقول حتى اختراع صلاة جديدة..يمكن تنزيل كلامك عليها..
ودعني أتحفكم بهذه القصة الظريفة وهي مفيدة جدا في الباب
قال محمود بن غيلان : سمعت المؤمل ذكر عنده الحديث الذي يروى عن أبي عن النبي صلى الله عليه وسلم في فضل القرآن فقال لقد حدثني رجل ثقة سماه قال حدثني رجل ثقة سماه قال أتيت المدائن فلقيت الرجل الذي يروي هذا الحديث فقلت له حدثني فاني أريد أن آتي البصرة فقال هذا الرجل الذي سمعناه منه هو بواسط في أصحاب القصب قال فأتيت واسطا فلقيت الشيخ فقلت اني كنت بالمدائن فدلني عليك الشيخ وإني أريد آتي البصرة قال ان هذا الذي سمعت منه هو بالكلاء فأتيت البصرة فلقيت الشيخ بالكلاء فقلت له حدثني فاني أريد أن آتي عبادان فقال ان الشيخ الذي سمعناه منه هو بعبادان فأتيت عبادان فلقيت الشيخ فقلت له اتق الله ما حال هذا الحديث أتيت المدائن فقصصت عليه ثم واسطا ثم البصرة فدللت عليك وما ظننت الا ان هؤلاء كلهم قد ماتوا فأخبرني بقصة هذا الحديث فقال انا اجتمعنا هنا فرأينا الناس قد رغبوا عن القرآن وزهدوا فيه وأخذوا في هذه الأحاديث فقعدنا فوضعنا لهم هذه الفضائل حتى يرغبوا فيه
(الكفاية , للخطيب البغدادي ص567)

سامحك الله ... أتشبّهنا بواضع الحديث (وفاعله متوعّد بتبوّء مقعده من النار) ؟؟؟

-كلمة دعوى..تقال دون اقتضاء ذلك الذم..فأنت تدعي وأنا أدعي وبيننا الدليل
-المغالطة..ليست إساءة أدب ,هذا وصف لحقيقة الأمر بحسب ما أرى..وإلا فاقترح علي مصطلحا آخر
-وقد رميتمونا حقاً بهذا يا أخي الدكتور..وتمت مناقشته وهو مشهور فيمن يحمل نفس فكرتكم..أعني نحن تعودنا عليه
-عدم فهم المراد ليس عيبا..قد تقول كلمة ولا أفهمها على ما أردت أنت..والعكس صحيح
-أما قولي :لا يليق من دكتور درس الفقه..فهي نعم كلمة قاسية..لكني والله أردت منها أن تتأمل..وتعيد النظر
لأن بدهيات علم الأصول(بشرط خصيصة الاتباع والتسليم وعدم إعمال العقل في غير ما وضع له) ..يلزم ممن وعبها ألا يقع في الخلط الذي نراه من حضرتكم
-وأما كلمة وهم فلا شيء فيها..هي وهم في نفس الأمر..أيا كان القائل
وفقك الله ورعاك..وهداني وإياك لما يحب ويرضى


أعتذر إذن عن متابعة حواري معك ... فأنا لست أهلاً للنقاش من وجهة نظركم الكريمة ... لا أفهم المراد .... ولا أعرف بدهيّات علم الأصول .... وأخلّط كثيرًا .... وأغالط (أي: أعلم الحجّة والحقّ وأحيد عنه) ... وأدّعي .... وأرمي مخالفي ... وأهِمُ ... ولا يليق بدكتور درس الفقه أن يقول قالتي ...

هذا كلّه في مشاركة واحدة ...

ما جعل الله علينا هذا الملتقى (أو هذه الصفحة منه) دار هوان ... إمّا أن تحسب كلماتك أو أترك نقاشك أخًا حبيبًا أودّ له الخير وأرجوه كما أرجوه لنفسي ...

وأرجو أن لا تكون هذه آخر مشاركاتي هنا.
 

منيب العباسي

:: متخصص ::
إنضم
17 يناير 2010
المشاركات
1,204
التخصص
----
المدينة
---
المذهب الفقهي
---
لم أشبهك بواضع الحديث..
المقصود بارك الله فيك هو الآتي:-
أن ما سقتموه من كلام في تأييد البدعة يصلح أن ينطبق على هذا الرجل
ولو أخذ شخص بالأحاديث الموضوعة وعمل بها ,فكذلك له أن يقول ويؤصل بنحو ما قلتم
كما في مثال الرقص وغيره
والله الموفق
 
إنضم
26 أغسطس 2009
المشاركات
120
التخصص
فقه مقارن
المدينة
حماة
المذهب الفقهي
حنفي.. مالكيّ
منيب العباسي قال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أوصي نفسي وإياك بمراقبة الله عز وجل..
وخشيته..والله الذي لا إله غيره إنك تقول كلاماً غير علمي
وأنت تعلم ذلك
والسلام عليكم

أحبّ أن يكون نقاشنا هنا لا على الخاص فما عندي ما أخفيه ... ولا ما أتخوّف منه ...

أمّا أنّي أقول كلامًا غير علميّ.. فهي وجهة نظرك (لكن لا داعي للقسم) ... وقد أرى أنّ مخالفي كذلك ...

وأمّا إنّي أعلم أني أقوله فهذا يدعوني إلى أمرين:

الأوّل: دعوتك إلى ما دعوتني إليه من تقوى الله سبحانه.

الثاني: أن أربأ بنفسي عن نقاش من يعتقد أنّي ملبّسٌ... على عادات اليهود والنصارى ... أعرف الحقّ وأكتمه .... وأدرك الصواب وأنحاز إلى الخطأ .... وهو يكيل لي السباب ويعدّه من باب النصيحة...


أمّا الرقص في المسجد فقد فعله الحبشة بين يدي رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم... فلا تُسمّه بدعةً ... وأمّا التواجد فيه فهو أمرٌ آخر .. إن كان عن قصدٍ أو تمثيلٍ فهو انحدارٌ في التعامل مع بيوت الله تعالى وننكره على من فعله... نسأل الله السلامة.
 

منيب العباسي

:: متخصص ::
إنضم
17 يناير 2010
المشاركات
1,204
التخصص
----
المدينة
---
المذهب الفقهي
---
نقل الخاص للعلن..لا يليق وفق مقتضى الأمانة, فموعظة في الخاص تقابل بموعظة في الخاص
على أية حال..لا ضير..جزاك الله خيرا
أما كلامك عن الرقص..واستدلالك بالحبشة فكما قلت لك
لا وجود لشيء اسمه بدعة في قاموسكم وطريقتكم
وطبعا هذا من الخلط , لأن سؤالي عن الرقص
كرقص الصوفية الذي تعفه أو غيره
أما الذي استشهدت به فهو لعب الحبشة يالرماح للدربة
وقد ترجم لهذا البخاري في صحيحه بقوله
"باب الحراب والدَّرَق يوم العيد"
قال النووي رحمه الله : (فيه جواز اللعب بالسلاح
ونحوه من آلات الحرب في المسجد )
وكأني بك آلايت على نفسك ألا تجيب بشيء إلا بتخليط
والله المستعان
 

منيب العباسي

:: متخصص ::
إنضم
17 يناير 2010
المشاركات
1,204
التخصص
----
المدينة
---
المذهب الفقهي
---
وأدعو كل سائرعلى طريق العلم لمقارنة كلام الدكتور وفقه الله بفهم فقيه الصحابة عبدالله بن مسعود رضي الله عنه
الذي قال فيه النبي صلى الله عليه وسلم "أرضى لأمتي ما رضيه لها ابن أم عبد"
أخرج الإمام الدارمي في مقدمة سننه بسند جيد قوي أن أبا موسى الأشعري قال لعبد الله بن مسعود : يا أبا عبد الرحمن إني رأيت في المسجد آنفا أمرا أنكرته ولم أر والحمد لله إلا خيرا .
قال فما هو ؟
فقال : إن عشت فستراه . قال : رأيت في المسجد قوما حلقا جلوسا ينتظرون الصلاة في كل حلقة رجل وفي أيديهم حصى فيقول كبروا مائة فيكبرون مائة فيقول هللوا مائة فيهللون مائة ويقول سبحوا مائة فيسبحون مائة.
قال : فماذا قلت لهم ؟
قال : ما قلت لهم شيئا انتظار رأيك وانتظار أمرك.
قال : أفلا أمرتهم أن يعدوا سيئاتهم وضمنت لهم أن لا يضيع من حسناتهم. ثم مضى ومضينا معه حتى أتى حلقة من تلك الحلق فوقف عليهم فقال ما هذا الذي أراكم تصنعون ؟
قالوا : يا أبا عبد الرحمن حصى نعد به التكبير والتهليل والتسبيح .
قال : فعدوا سيئاتكم فأنا ضامن أن لا يضيع من حسناتكم شيء ، ويحكم يا أمة محمد ما أسرع هلكتكم هؤلاء صحابة نبيكم صلى الله عليه وسلم متوافرون وهذه ثيابه لم تبل وآنيته لم تكسر ، والذي نفسي بيده إنكم لعلى ملة هي أهدى من ملة محمد أو مفتتحو باب ضلالة.
قالوا : والله يا أبا عبد الرحمن ما أردنا إلا الخير. (نفس كلام الدكتور وأصحاب الطرق الصوفية)
قال : وكم من مريد للخير لن يصيبه .
ومما يؤكد على امتناع وجود البدعة عند الدكتور وأنه إنما ينصر فكرة طريقة هو سائر عليها
أنه حتى حين تكلم عن التواجد الصوفي( التعبدي )ونحوه فلم يرتض أن يسميه بدعة لفرط تحسسه من هذا اللفظ الشرعي بل جاء بمصطلح جديد أدبي
فسماه :انحداراً..
ومن قبل تبين مباينة قوله لشيخ الإسلام :ابن عمر رضي الله عنهما في مسألة ذكر العطاس
والله المستعان
 

أحمد*

:: مخالف لميثاق التسجيل ::
إنضم
3 أغسطس 2008
المشاركات
10
التخصص
الدراسات الاسلامية
المدينة
الدارالبيضاء
المذهب الفقهي
المالكي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الاخوة الاكارم جزيتم خيرا وكتب الله لنا ولكم الهداية والاخلاص والقبول,
وكأني بالموضوع الأصلي ما يزال يحتاج الى اثراء وتحرير , لكن حبذا لو كان ذلك وفق المعالم التي أكد عليها الاخ فؤاد سدده الله ,ولذلك استسمحكم في ادراج هذا الرأي بغض النظر عن كوني أتفق مع صاحبه أو لا. ولكن لما تفرضه الضرورة من حسن الاطلاع على الآراء الأخرى استحضارا أو استئناسا أو... قبل التحرير والحسم.
 

المرفقات

  • الاحتفال بالمولد النبوي.doc
    41 KB · المشاهدات: 0

منيب العباسي

:: متخصص ::
إنضم
17 يناير 2010
المشاركات
1,204
التخصص
----
المدينة
---
المذهب الفقهي
---
عليكم السلام ورحمة اله وبركاته..حياكم الله وبياكم
أخي أحمد..
ما معنى أن تضع كلاما ثم تقول لا أتبناه بالضرورة..أليس هذا إلا تشتيتاً؟
إن كان لك رأي فبثه بعلم ودليل..أما الإحالة على ملفات أو كتب
فما أكثرها في الشبكة, وقد ألقيت نظرة عليه,فلم أجد فيه ما تقول
سوى محاولة باهتة للرد على كلامنا وليست مشتملة على أدلة سوى النفي لما نقوله لا غير
والنفي كل يقدر عليه..تقول هذا كذا فيرد الطرف الآخر :لا..وانتهت القصة
فالحمد لله الذي أيد الحق بالبراهين الدامغات
 

عمرو علي بسيوني

:: متابع ::
إنضم
28 فبراير 2010
المشاركات
42
التخصص
لغة عربية
المدينة
...
المذهب الفقهي
شافعي
الحمد لله وحده ،

قلتُ: لا يُتصَوّر أن يكون التقسيم وتعلّقالأحكام بالبدعة اللغويّة ... وقصدتُ (فقط) ... بل عنديأنّ التقسيم يتعلّق باللغويّة والشرعيّة .. لكنّي ذهلت عن وضعهذا القيد ... فعذرًا ...
ولذلك قلتُ:
ولذلك لا معنى للتفريق بين اللغويّة والشرعيّة(أي: من حيث تعلّق التقسيم بهما) .... لأنّه لا فعل للمكلّفيعرى عن حكم تكليفيّ ... فإنه وإن وصف بالبدعة اللغويّة إلاّ أنّه لا يخلو منتعلّقٍ شرعيٍّ.


1 ـ قولك إنك لا يتصور تعليق التقسيم بالبدعة اللغوية بينت مافيه ، في ثاني مداخلاتي هنا ، بل التقسيم لا يتعلق إلا بها ، إذ أنها ـ أي اللغوية ـ في الحقيقة هي أفعال المكلفين كلها ، أما القول بتعلق التقسيم بالبدعة الشرعية فتناقض ، إذ أن وصف الحرمة متعلق بها بنص رسول الله عليه الصلاة والسلام وإجماع السلف ، فكيف تتعلق بها الأحكام الخمسة مع ثبوت وصف الحرمة لها ؟؟ فيتفرع عليه كون الشيء حراما و (حراما و واجبا) و(حراما ومستحبا) و(حراما ومباحا) و(حراما ومكروها) ؟؟
2 ـ تقييدكم بأنه لا فرق بين اللغوية والشرعية من حيث التقسيم فقط وإن كان خلص قولكم من الشناعة السابقة ظاهريا ، إلا أنه في الحقيقة التزام منك باللازم الباطل ، لأنه إن صح تقسيم البدعتين ، فإن مآل ذلك القول أيضا كسابقه ، لأنه إن كانت البدعتان تنقسمان فلا فرق بينهما ، اللهم إلا كون أحدهما له تعلق بالشرع والآخر لا تعلق له بالشرع ـ كما هو ضابطكم ـ وهو وإن كان ضابطا في الظاهر لكنه في الحقيقة ضابط لفظي لا حقيقي ، لأنه في الحالتين يجب النظر في اندراجه في قسم ، فيكون التقسيم لفظيا لا معنويا ، يعني لا تترتب عليه ثمرة البتة !!
والذي يجلي ذلك أن يقول لك قائل ما الفرق بين البدعة اللغوية والشرعية من حيث الحكم الشرعي ـ لأنه محل النزاع ـ ؟
الإجابة ـ بتأصيلكم ـ لا فرق .

يا أخي الكريم: النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّمجعل من السنّة (سنّةً سيّئةً) ... فهل هذا خلطٌ؟؟؟
وإذا صحّ تسمية السنّة بالسيّئة فلم لا يصحّ تسمية البدعةبالحسنة؟؟؟

تحرير ذلك الوهم ما يلي :
البدعة بدعتان : شرعية وهي محرمة أو مكروهة ، ولغوية وهي تنقسم .
والسنة سنتان :شرعية وهي واجبة أو مستحبة ، ولغوية وهي تنقسم .

فالسنة في حديث الرسول المشار إليه ليست الشرعية ، لأن السنة شرعا موضوعها النبي عليه الصلاة والسلام وحده ، ولكنها اللغوية ( وهي مجرد الطريقة ) فمن ثم صح وصفها بالحسن والقبح ، كسائر أفعال المكلفين .

أي : السنة اللغوية = البدعة اللغوية ، فبالنظر بينهما بالمعنى اللغوي فإن بينهما العموم والخصوص الوجهي ، فيتحدان في صور ويفترق كل منهما في صور . ـ إذ أن الطريق منها ما يكون على مثال سبق ومنها ما لا يكون ، فيحصل الانفراد والاتحاد المشروط في العموم والخصوص الوجهي .

أما الخلط الذي ظننته في كلامي لما قلت إن السنة الحسنة تندرج في البدعة اللغوية ، فبهذا التحرير يظهر أن البدعة اللغوية تشمل السنة اللغوية الحسنة ( بالمعنى الثاني الذي لا مثال سابقا له ) وهو المراد في حديث الرجل الذي تصدق ، لذلك ذكرت هذا التقسيم في سياقه ، وسيأتيك شرح هذا بعد قليل، ومن ثم فبين السنة اللغوية الحسنة والبدعة اللغوية خصوص وعموم فيصح الاندراج .

أما قولك إن النبي وصف السنة بالسيئة ، فهذا أيضا معناه السنة اللغوية ، يعني الطريقة ، بل من قال عن السنة إنها سيئة باعتبارها الشرعي فإنه يكفر .

أما قولك إن كان النبي سمى السنة بالسيئة فما يمنع من وصف البدعة بالحسنة ؟
قلت لا شيء يمنع من تسمية السنة ( اللغوية ) بالسيئة ، ولا البدعة ( اللغوية ) بالحسنة !!
أمّا الخلط الذي رأيتَهُ عندي .. فأورد عليك مثله ... فأنت عندك خلطٌ بينهما، فكثيرًا ما تجعلهما واحدًا ... وهذا مثال ذلك في قولك أعلاه: (فهذا تدخله البدعة اللغويّة بأقسامها الخمسة ومنها السنّة الحسنة) فهل السنّة الحسنة التي لها أصلٌ في الشرع مخترعةٌ على غير مثال سابقٍ؟ ليصحّ تسميتها بدعةً. أم أنّ لها مثالاً؟؟




أما إشكالك بحديث ( من سن في الإسلام سنة حسنة ) وأنه يلزمني أن السنة لا أصل لها ، فلو تريثت في قراءة كلامي لما عنيت نفسك وإياي أستاذي الكريم ، فإن كلامي لا يخلو عن محترزات وقيود ، لو أمعنت فيها النظر مفهوما ومنطوقا لما كتبت كثيرا مما تكتبه في ردودك علي ، وبيان ذلك :
أن السنة الحسنة في الحديث لها معنيان ذكرتهما قبلا :
أ ـ فعل له أصل في الشرع ، ثم أهمل ، فأحياه إنسان ، ومعنى أن له أصلا في الشرع أي يشمل وصفه كذلك ( كصلاة التراويح والاجتماع لها ) .
ب ـ فعل له أصل في الشرع ، ولم يعتبر الشارع وصفه ، كأداء الزكوات وجمعها بطريق مخصوص لمصلحة .
فمعنى قولي أن السنة الحسنة ( يعني اللغوية وهي الطريقة ) مندرجة في البدعة اللغوية ، لأنها تساوي البدعة اللغوية الحسنة ، يقصد به المعنى الثاني للسنة الحسنة لا الأول ، لأن ذلك الفعل الذي فعله المكلف هو في الحقيقة اختراع لا على مثال سبق.
والذي يدلك على ذلك أنني ذكرت اندراج السنة الحسنة في البدعة اللغوية في كلامي عن حديث الرجل الذي ( اخترع ) هيئة معينة في جمع الصدقة ، كما في سبب ورود الحديث المعروف .


على كلٍّ قلتُ: إنّ هذا لا يهمّني كثيرًا ... لأنّه من وجهة نظري خلافٌ لفظيٌّ ... فأنا أقبل قولكم وإن لم يكن عين قولي ... لأنّي أراه من باب الخلاف اللفظيّ.

كيف يكون خلافا لفظيا وأنا أسمي الشيء بدعة محرمة ، وأقول إن المفرط يأثم فيه ، وأقول إنه مما يبغضه الله ؟
وهل قبولك بقولي يشمل تفصيلي في المولد من حيث إطلاق البدعية المذمومة عليه ، وأحكام المحتفلين به من حيث الثواب و الإثم ؟
فكيف سميتم الخلاف لفظيا إذن !

وحال أكثر ما تصفونه بالبدع إنّما هو من قبيل تخصيص الطاعات أو الأعمال المشروعة بأوقات مخصوصة لا لاعتقاد مزيّة فيها... إلاّ أنّكم اجتهدتم في معرفة دواخل المسلمين وسرائرهم فأسأتم الظنّ بكثيرٍ منهم فقلتم إنّ التخصيص يحرم لكونه يتعلّق بأفضليّة عند المخصِّص...

صلاة الرغائب والمصافحة عقب الصلاة والاحتفال يوم المولد وأوراد الصوفية مخصوصة العدد والوقت والكيفية ، وتسويد الرسول في التشهد ، والصلاة عليه عقب الأذان بعلو الصوت متصلا به، كل هذا بلا اعتقاد مزية فيها ؟
إن كان المتلبس بعبادة يزيد فيها من غير اعتقاد مزية لتلك الزيادة ، فهذا خارج عن نطاق العقل أصلا !!

يعني مثلا الصلاة النارية ما وجه تخصيصها ببعد العصر إلا اعتقاد أفضلية في ذلك الوقت ؟ وما وجه تخصيص عددها بـ4444 إلا اعتقاد فضيلة بطريقة مضاهية لطريقة الشرع ؟
بمعنى أصرح لو استأذن المريد شيخه أن يتلوها بعد المغرب أتجزئه في الطريق ؟؟
وبمعني أوضح لو استأذن المريد شيخه أن يزيد على عددها عشرا أيصح ؟
وبمعنى أفصح لو استأذن شيخه أن لا يلتزم بتلك الصيغة أصلا بل يردد صيغة الصلاة الإبراهيمية ( السنية !!!) أيكون سالكا على الطريق ؟
الإجابة في الحقيقة والواقع والمشاهد : لا
ورغم ذلك لو أجبت بنعم ، فالسؤال المتجه فيم الطريق إذن ؟ وما معناه ؟

أما أننا دخلنا في بطون الناس لنبدعهم فغلط ، وهو رهق من فاعله ، ولا يفعله متحقق في العلم ، وإلا لما فرقنا بين المصلحة المرسلة والبدعة ، ولذلك قررنا أن من خصص عبادة مطلقة وقتا أو مكانا من غير اعتقاد فضيلة شرعية للتخصيص فإن فعله مشروع .



أعتذر إلى (الأشاعرة الصوفيّة وغيرهم من المسلمين) عن هذا الكلام ... فليس هناك (في نظري) مسلمٌ متوسّعٌ في باب البدع ... تهون عليه سنن نبيّه ... بل الجميع حريصون على تطبيق شرع الله تعالى ... وحماية حدوده ... ورعاية سنن نبيّه ...



من أين لك هذا ؟
في بعض كلامكم تطلقون إطلاقات عجيبة ، تقول أنه لا مسلم ـ في نظرك !!ـ متوسع في باب البدع، وهذا قرين كلامكم في الموضوع الآخر أنك لا تتوقع عالما مسلما يقصر من باب الهوى ، وهذا يرده الشرع و العقل والفطرة والواقع أيضا .
فالشرع أخبر بوقوع البدع والمعاصي من بني آدم جميعا ، وقال تعالى (ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سابق بالخيرات بإذن الله ذلك هو الفضل الكبير) فلا أدري بأي وجه جعلتهم في الثاني والثالث وألغيت الأول تحكما ، وإخبار الشارع عن توسع الناس في كل صنوف المحارم ـ وهي أظهر من البدع ـ حتى يكون في الأمة مسخ وقذف .
والعقل دل على أن من أعظم أسباب انحراف الأمة نكولها عن الطريقة السنية الشرعية واتباعها لمحدثات الأمور وبنيات الطريق .
والفطرة دلت على أن الإنسان ضعيف ظلوم جهول ، وضعفه وجهله إن ابتعد عن نور السنة يزيد فتكتنفه ظلمات البدع .
والواقع يكاد يتحدث !

وكون أن الجميع حريصون على كذا وكذا ، فالجهة منفكة بين إرادة الشيء وحصوله ـ ولا تتحدد الجهة بينهما بإطلاق إلا في الإرادة التامة التي لا تتوقف على حصول شرط وانتفاء مانع وهي إرادته عز شأنه ـ أما في المخلوق فلا تتحدد الجهة بينهما إلا بشروط منها صدق النية و قوة الإرادة و وجود الأسباب وتوفر الشروط وانتفاء الموانع ، فقد يريد الشيء ولا تصدق نيته فيه ، وقد تصدق نيته فيه ولا تقوى إرادته ، وقد يكونان ولا يوجد سبب الحصول ، وقد يكون ولا يوجد شرطه ، وقد يوجد ويقوم مانعه !
وهذه يا أخي مسائل دقيقة تشترك بين ( علم الكلام ـ والتوحيد ـ والأخلاق والسلوك ) وأنت تشطبها بجرة قلم بإطلاقاتك تلك . ( وبالمناسبة فلشيخ الإسلام تحرير بديع في هذه المسألة في المجلد الأول ).
وإطلاقك هذا هو عين ما قيل لابن مسعود من الذين ابتدعوا في الذكر فرد عليهم قائلا ( رب مريد للخير لم يصبه ) ، وكما في الحديث الذي في إسناده نظر ومعناه صحيح ( رب نية خير من عمل ) !

يتبع لاحقا :::
والله أعلم
 
إنضم
26 أغسطس 2009
المشاركات
120
التخصص
فقه مقارن
المدينة
حماة
المذهب الفقهي
حنفي.. مالكيّ
من يدّعي النقاش للوصول إلى الحقّ .... ينبغي أن لا يخشى على مسلّماته من التعرّض للنقد ....

أولاً: لا داعي للقول إنّي لست مبتدعًا فيما أقوله ... ولا أخترع هذا الكلام ... بل سبقني به علماء أجلاّء ... وأنا ناقل لأقوالهم محرّر لآرائهم ما استطعت إلى ذلك سبيلاً ... فما وجدت فيها ممّا يوافق ما يوافق الأدلّة ويندرج تحت الأصول والضوابط والقواعد قبلتُه ... وما وجدته فيها على خلاف ذلك التمست لهم العذر ... وألفيت نفسي مقصّرة عن بلوغ مقامهم في الاجتهاد والنظر، وعملت بما قالوه أو اجتهدت في معرفة الحكم في عين تلك الواقعة على قدر وسعي وطاقتي وإمكاناتي العلميّة ...
وجملة كلامكم أيّها السادة المتداخلون طعنٌ في أولئك العلماء (لا في شخصي) ... فأنا أبرأ إلى الله من ذلك.

ثانيًا: من المعلوم أنّ المجتهد لا يقطع بما وصل إليه اجتهاده (إلاّ نادرًا) ، بل يُدرك أنّ ما عنده صواب يحتمل الخطأ وما عند غيره خطأ يحتمل الصواب ... وهذا يُهوّن عليه التراجع إلى الحقّ إن أدركه ... كما أنّه يجعل الحكم على الآخرين (من المجتهدين وطلبة العلم الناظرين في الأدلّة) أكثر قبولاً ...

ثالثًا: أنّ ما يعتقده أحد الخصمين حقًّا ويعتقده الآخر باطلاً، يرى الأوّل خلافه باطلاً ويراه الثاني حقًّا، وهذا في الجملة، ولذا فإنّ ما تعتقده حقًّا أيّها الأخ المكرّم ... مُسلّمًا من المسلّمات لديك ... أعدّه غير صحيح، مخالفًا للواقع في وجهة نظر كثيرٍ من علماء المسلمين.

رابعًا: أنّ من آداب المناظرة عدم تسفيه المخالف وعدم الانتقاص منه، وهذا أمرٌ أمرت به مع أهل الكتاب فما بالك بمسلمٍ أمرت بخفض الجناح له والتواضع والتذلل واللين معه.

خامسًا: هل من المفروض أن أردّ على ستة مشاركات في أربعة مواضع من هذا الملتقى وعندي ملتقيات أخرى أديرها أو أشرف عليها أو أشارك فيها، تبلغ نحو عشر ملتقيات ...

سادسًا: لا أدري هل الملتقى محظور على أمثالي ممّن ينتسب لمنهجٍ يتبعه عامّة علماء المسلمين في العالم من لدن انتشار المدارس الفقهيّة والاعتقاديّة إلى يومنا هذا ؟؟؟

سابعًا: إن رأت الإدارة الكريمة أن تنظّم هذا الأمر فتكون المشاركات بمعدّل مشاركة يوميًّا لكلّ عضو في هذه المواضيع التي تستوجب استحضار الردّ وتوجيهه وتنظيمه، فلها ذلك. حتّى نقدر على النظر في هذه المشاركات بله الردّ عليها ... فما يكتبه أحد الإخوة هنا يحتاج إن اردت إلى تحريره وبيان ما فيه (على قصوري وضيق وقتي) إلى ساعات لست أجدها للذكر والعبادة ... وأشعر أنّ هذه الطريقة في الحوار تُضيّع وقتي وتُلهيني عن أداء فروض ربّي ... وطبيعة عملي لا تسمح لي بالقعود أمام الجهاز ساعات طوال ...

ثامنًا: كنت قد قلت إنّي أربأ بنفسي عن مناقشة (جدال) من يتّهمني في ديني وأمانتي .. وأنا عند كلامي لذا أعتذر عن الردّ على الأخ الحبيب منيب ...

أمّا كلام الأخ عمرو ... فأراه تغييرًا للوقائع وحرفًا للحقائق .. يدّعي الواقع الذي تُشاهده عيناه واقعًا للمسلمين جميعًا ... ويجعل فهمه للأدلّة حكمًا عليها ... يستعمل المنطق لاستخراج الانتقادات والمآخذ بغية تعميق الخلاف ... كلّما قلت لهك (لا بأس... وأعدّ هذا خلافًا لفظيًّا) عاد فأثار الأمر .. وكأن الموضوع الذي يهمّه أن يُعمّق الخلاف بين المنهج الذي أدافع عنه وبين منهجٍ يتبنّاه يراه كثيرٌ من علماء المسلمين على مرّ العصور منهجًا غير مقبولٍ في النظر والاستدلال ... ويستخدم الفلسفة للولوج إلى ضمائر الناس وأفئدتهم ... ويحكم على ما يريدونه من الأفعال وما يهدفون إليه ...

والمتأمّل في ردوده يراها لا تخلو عن هذه الأمور ....

وهذا أيضًا ممّا يدعو كلّ عاقلٍ إلى التبصّر في نتائج حوارٍ كهذا ... وأنا من العقلاء ... لذا أخي الكريم: عمرو ..

حدّثني بالنصوص ولا تحدّثني بالمنطق ...

حدّثني بالظاهر ... ولا تكشف بواطن الناس فتحكم على ما تتوقّع أنّهم يعتقدونه ...

فهذا أمرٌ لن ننتهي منه ... أنت ترى المسلمين بسوء الظنّ .. .. وأنا أراهم بحسن الظنّ ...

أكرمنا الله ووفّقنا وهدانا وإيّاك إلى سواء السبيل ...
 
إنضم
26 أغسطس 2009
المشاركات
120
التخصص
فقه مقارن
المدينة
حماة
المذهب الفقهي
حنفي.. مالكيّ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الاخوة الاكارم جزيتم خيرا وكتب الله لنا ولكم الهداية والاخلاص والقبول,
وكأني بالموضوع الأصلي ما يزال يحتاج الى اثراء وتحرير , لكن حبذا لو كان ذلك وفق المعالم التي أكد عليها الاخ فؤاد سدده الله ,ولذلك استسمحكم في ادراج هذا الرأي بغض النظر عن كوني أتفق مع صاحبه أو لا. ولكن لما تفرضه الضرورة من حسن الاطلاع على الآراء الأخرى استحضارا أو استئناسا أو... قبل التحرير والحسم.

جزاك الله خيرًا وجزى الله أستاذنا الدكتور أحمد محمّد نور سيف خير الجزاء على هذه اللفتة الطيّبة ...

هي فعلاً شافية لمن كان له قلبٌ أو ألقى السمع وهو شهيد ....

ولكنّ كثيرًا من أبناء المسلمين من طلبة العلم يتعصّبون لآرائهم ... أو لآراء مشايخهم ....
ويقولون بسهولة نقول : لا ...

ونحن أيضًا بسهولة نقول لكلّ آرائكم: لا ...

ما هكذا تؤكل الكتف ...

نسأل الله السلامة والهداية ...
 

عمرو علي بسيوني

:: متابع ::
إنضم
28 فبراير 2010
المشاركات
42
التخصص
لغة عربية
المدينة
...
المذهب الفقهي
شافعي
الحمد لله وحده ،

سيدي الكريم :

أرى أنك حساس جدا في تقبل النقد العلمي ، ولو قرأت كلامي ( من الخارج ) قليلا لووجدت أني لم أسئ لشخصك البتة ، ولم أقل لك يمكنني أن أعرفك ( قدرك ) مثلا ، أو أن تلاميذي يرون تخاليطك الشنيعة ( وهل ليس لأحد تلاميذ سواكم ؟ )

وانخل كلامي فوق تحت وائتني بكلمة تعرضت فيها لشخصك ، بل كل كلامي مطروق مسلوك مستعمل من أهل العلم ، ولكنك يا دكتور ـ فيما أرى ـ إذا وجه إليك النقد ، أو نسبة وهم أو خلط كبر عليك ذلك جدا ، بينما أنت تنتقد أصولي بأريحية تامة ولم أعب ذلك عليك فهي طبيعة الخلاف.

أما إصغار الناس وغمطهم فوالله لا يكون مني !!

أما عن المداخلات فأنا لا أشارك ردا إلا بمداخلة واحدة في الموضوع يوميا ، بل لم يكف وقتي لتتمة ردي اليومي عليكم ، ويعلم الله مدى شغلي وازدحام برنامجي ، وهذا كان سبب عزوفي عن المشاركة في المنتديات طويلا ، بل أحيانا أكتب مشاركاتي تلك وأنا آكل أو أقضي شأنا وشأنين في نفس الوقت !!

أما وصفك لكلامي بأنه تغيير للحقائق فمن كتب فقد عرض عقله على الناس !

وأخيرا قولك إنك مسبوق لما تقول ، ماذا يكون ؟
وأنا أيضا مسبوق لما أقول ( نمشي يعني ؟؟)
لو كنت يا أستاذي الكريم تريد تقليد من سبقوك فلك ذلك ، والمقلد يعرض أدلة من يقلده ـ وقد فعلتم ـ ولكن إذا نوقش فيها يقول أنا ناقل ؟؟ ــ فلم عرضته أصلا في محل نقاش وتحرير .

ولكي أقرب الصورة أكثر ، أنا وأنت نتفق أن محل البحث مسألة خلافية ـ بغض النظر عن تكييف الخلاف ومرتبته ـ يعني لم يتفق فيه المنتسبون للعلم على قول واحد = جميل !
فإذا أنا نقضت أصلا تعتمده ، أو زيفت استدلالا لك ، لم يسعك أن تقول لي أنا مسبوق ، وقال بقولي فلان وفلان ، وذلك لوجهين :
1 ـ الاحتجاج بالخلاف لا يجوز ، لأن الخلاف عدم الاجتماع ، ومحل البحث وجودي ، فلا يستدل على الوجودي بعدمي .
2 ـ أنني أيضا مسبوق ، فإذا رد كل واحد على الآخر بأنك مسبوق بالنواوي والسيوطي ، وأنا مسبوق بابن تيمية والشاطبي ، لزم الدور ، ولما كان للنقاش أي معنى ، وإذا نقدت قولك أو نقدت قولي لم يكن هناك أي مبرر أن أقول لك ـ كما قلتم الآن ـ أنت بهذا تتهجم على علماء كبار !!!!! ـــ لأن مخالفيهم كذلك أيضا ، فالحل في مثل هذا هو الانتصاب للترجيح ، فذلك المقام سيدي الكريم ليس للمقلدين ولا المحتجين بالرجال ، إذ اتفقنا على كون الخلاف حاصلا .

سأكمل غدا ردي على إيراداتك وأحرر مفهوم البدعة عندي ـ بتحريري ـ ثم أنت في حل وخيار أن تواصل معي ، أو تكف .

ولك مني كل الود .

بوركت !
 
التعديل الأخير بواسطة المشرف:
الحالة
مغلق و غير مفتوح للمزيد من الردود.
أعلى