مازلنا مع النقطة الأولى للدكتور التي سميتها :الشبهة الأولى..
يقول الدكتور:ولما كان تركه للاحتفال محتملا لهذه الأشياء لم يصح أن يبدع فاعله..
ولنر هذه الأشياء التي عددها الدكتور وفقه الله لقول الحق
1-النسيان..ومثل بنسيانه صلاة ركعتين !
2-عدم الحاجة ..كعدم الخوض في اللغة العربية
3-لم تكن من عادة قومه
4-لم تكن مخترعة في زمانه كالسيارة
5-خوفا على قومه لإسلامهم حديثا
1-أما النسيان..فإنه لا يمكن أن ينسى شيئاً كهذا من وجوه منها:-
-أن محبته فريضة ربانية متعلقة بالاتباع الجُملي لهديِه ,دلت عليه آية المحنة "قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني "
وحديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه يدل أنه لم يقبل منه مطلق الحب حين قال له النبي :لا ياعمر حتى أكون أحب إليك من نفسك
-أن الله لا يتركه ينسى ما تحتاجه الأمة..بل يذكره "سنقرئك فلا تنسى" وفي الركعتين ذكره الله بوساطة الصحابة
-أنه ما ترك شيئا - الصلاة والسلام-يقربنا من الجنة إلا دلنا عليه ولا شيئا يقربنا من النار إلا وحذرنا منه
كما صح بذلك الخبر عنه بأبي هو وأمي ونفسي
2-وأما عدم الحاجة..فليس تثبيت محبته مما يقال فيه ذلك, لاسيما وقد نبأه الله تعالى عن افتراق الأمة
وبعدها عن السنن النبوي شيئا فشيئا فكان حريا أن يوصي بإحياء ذكرى مولده..أو ذكرى بعثته على أقل تقدير
والحاصل أن هذه القضية التعبدية المهمة بإجماعكم لدرجة النضال عن إثبات مشروعيتها كان مقتضى النصح النبوي الأمين ألا يغفلها..ولم يكن تصرم العهد الراشدي حافزا لأئمة المسلمين في القرون الفاضلة أن يفكروا بإحياء مثل هذه المناسبة..من باب التذكير الذي تنادون به ,ثم اعلم وفقك الله أن الحفاوة بالنبي وتعظيم شأنه لم يتركه الله لاجتهاد البشر ,بل هذه مسألة محكمة منضبطة الأصول بنصوص الكتاب والسنة ,,فتعظيمه وحبه يتحصل أولا باتباع هديه,
وليس صحيحا أن الاتباع يأتي بعد الحب دون العكس,بل كلاهما مقترنان لا ينفكان,فمن أحب اتبع,ومن اتبع أحب
ثم بالذب عنه , والتضحية من أجله والنضال عن سنته وتمييز صحيح الحديث من سقيمه, والصلاة عليه..إلخ
3-وقد كان من عادة الأمم الاحتفال بعظمائها منذ القديم..سواء كانوا من أهل الكتب أو من الأمم الوثنية
وهذا معلوم في تاريخ الحضارة الإنسانية فلا نطيل فيه, فما باله صلى الله عليه وسلم لم يجعل لنا عيدا يخصه
كما أن اليهود يحتفلون بموسى والنصارى يحتفلون بعيسى ,عليهما السلام..والصينيون بكونفشيوس..إلخ
4-هذه واضحة أنها خارج محل البحث
5-وأما الخوف على قومه في هذا فهو من أبعد ما يكون لأنهم كانوا يعظمونه جدا, ولديهم من الاستعداد النفسي
لإقامة الاحتفالات على مدار العام..وكيف الظن بالله عليك بقوم يبتدرون نخامته ويقتتلون على ما يسقط من شعره
ويتبركون بكل شيء يدل إليه بسبب..أفلن يسعدهم جدا أن يحتفلوا بسيدهم الذي أنقذهم من النار؟
إذن:ليس محتملا لهذه الأشياء كما قال فضيلة الدكتور محمد
يتبع بحول الله تعالى