العِلْمُ رَحِمٌ بَيْنَ أَهْلِهِ، فَحَيَّ هَلاً بِكَ مُفِيْدَاً وَمُسْتَفِيْدَاً، مُشِيْعَاً لآدَابِ طَالِبِ العِلْمِ وَالهُدَى،
مُلازِمَاً لِلأَمَانَةِ العِلْمِيةِ، مُسْتَشْعِرَاً أَنَّ: (الْمَلَائِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا لِطَالِبِ الْعِلْمِ رِضًا بِمَا يَطْلُبُ) [رَوَاهُ الإَمَامُ أَحْمَدُ]،
فَهَنِيْئَاً لَكَ سُلُوْكُ هَذَا السَّبِيْلِ؛ (وَمَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ) [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ]،

مرحباً بزيارتك الأولى للملتقى، وللاستفادة من الملتقى والتفاعل فيسرنا تسجيلك عضواً فاعلاً ومتفاعلاً،
وإن كنت عضواً سابقاً فهلم إلى رحاب العلم من هنا.

كلمتي إلى الدعاة الجدد، والداعين بالوطنية والقومية، وتنفيذ توصيات مؤسسة (راند)

إنضم
14 نوفمبر 2009
المشاركات
350
التخصص
الفقه والأصول والبحث القرآني
المدينة
القاهرة
المذهب الفقهي
الحنفي
أعرض من خلال تلك الفقرة، كيف التزم الدعاة المتجهون هذه الوجهة، ذات المعايير (الدقيقة) التي صاغتها الولايات المتحدة الأمريكية للإسلام الذي ترغبه وتوافق عليه وتعمل على نشره! فقد تأكدت الولايات المتحدة الأمريكية أخيرا – وبعد أحدث سبتمبر الشهيرة - أنه لا تتأتى مواجهة الإسلام من جهة القوة والإبادة، لأن الأفراد الذين يحملون هذه العقيدة المتمكنة من نفوسهم، يحملون (الموت) كجزء من هذه العقيدة! فلن تتأتى مواجهة أفراد هم يسعون بأنفسهم بكل طاقاتهم للحصول على ما يرهبهم به مخالفهم! ..
من هنا كانت (مؤسسة راند) Rand corporation التي لا يعرف كثير من المسلمين ما هي وما دورها وماذا رسمت. حتى كثير من الذين يتهمون بعض الدعاة بالعمالة لأمريكا، هم لا يعرفون حقيقة الصورة جيدا، ولا يعرفون العلاقة الحقيقية بين أمريكا وهؤلاء الدعاة، وأنها علاقة توافق واستحسان، وليس علاقة عمالة وتآمر على الإسلام بالصورة التي يقصد فيها الدعاة أن يتآمروا على الإسلام.. لقد توافق هؤلاء الدعاة مع المعايير التي وضعتها مؤسسة راند للإسلام الصحيح الذي تقبل به الولايات المتحدة وتشجعه وتكرم دعاته! .. فما هي مؤسسة راند؟ وما هي معايير الإسلام التي وضعتها؟ .. هذا ما نتعرض له هنا على عجالة. (وكعادتي لن أقطع القارئ عن الانطلاق والبحث خارج هذا الكتاب، بل سأمنحه أطرافا من الصورة لينطلق خارج هذا الكتاب ويبحث من خلال شبكة الإنترنت ومن خلال الكتب أو المجلات حول تلك المؤسسة.)
راند هي مؤسسة بحثية أمريكية، مقرها ولاية كالفورنيا، كانت وظيفتها الأولى إمداد الجيش الأمريكي بالمعلومات والتحليلات التي يحتاج إليها. وقد توسعت تلك الأهداف، وأصبحت المؤسسة تقارب أن تكون مستقلة، وشمل نطاقها المجالات المتعلقة بلاسياسة الأمريكية الخارجية. وأعلنت عن نفسها كمؤسسة غير ربحية تهدف إلى مد الساسة وصناع القرار بالمعلومات المحللة التي تساعدهم في اتخاذ قراراتهم. ويكفي أن نعرف أن مجلس أمناء هذه المؤسسة يضم الحاقد القميء دونالد رامسفيلد وزير الدفاع الأمريكي الأسبق، والذي قام بالمذابح المشهورة في العراق، والذي تورط في قضية التعذيب الشهيرة بسجن أبي غريب بالعراق.
تعتبر مؤسسة راند أول مراكز التفكير تأثيرا في الولايات المتحدة الأمريكية، ومنها يصدر الساسة والقادة في قراراتهم، وتتراوح ميزانية هذه المؤسسة سنويا ما بين 100 – 150 مليون دولارا أمريكيا، أي ما يعادل أو يفوق الميزانية السنوية لدولة كاملة إفريقية مثل دولة جيبوتي!
هذا فيما يختص بمؤسسة راند من حيث نفسها وفكرتها ووظيفتها، أما من حيث تأثير هذه المؤسسة في الصراع الإسلامي الصليبي الأخير، فإنني أقف مع القارئ على حقائق حول تقرير راند الأخير لعام 2007 وقد اعتمدت في ذلك على ترجمة وعرض التقرير لأحد الكتّاب حيث لخص هذا التقرير (هو مقال "لماذا تبني أمريكا شبكات مسلمة معتدلة علمانية" بموقع إسلام أون لاين. الاثنين 9 إبريل 2007 ) وأنصح القارئ أن ينطلق بعدها ليقرأ هذا التقرير بلغته الانجليزية – لو أمكن ذلك – والذي يحصل عليه من موقع المؤسسة : RAND Corporation Provides Objective Research Services and Public Policy Analysis
عنت هذه المؤسسة عناية خاصة بدراسة الحالة الإسلامية، خاصة بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر الشهيرة، وأثناء غزو أفغانستان والعراق، وكان لها الدور الرئيس في دعم الظاهرة التي برزت بقوة مؤخرا، وهي ظاهرة الإسلام الوسطي، الذي هو في حقيقته إسلام متميع محرف، ينفي عدة أصول إسلامية رئيسية، منها – بل على رأسها - الشريعة الإسلامية، وتحويل الدين الإسلامي إلى مجرد عقيدة ذاتية ذهنية كما هي الحال في أغلب المسيحيين، أو تحويله إلى بعض أخلاقيات لا تخرج عن إطار التعامل الضيق بين الأفراد، فيما يمكن أن يعبروا عنه بالإتيكيت. ولندع ما نلخصه من أفكار عريضة وردت بتقرير راند الأخير يكشف لنا خطة التغريب الأخيرة التي تمارس لتغريب الإسلام.
في عام 2004 أصدرت مؤسسة راند تقريراتها، والتي توجه إدارة بوش إلى مد التوجهات الإسلامية المعتدلة، والتي تناهض المد الإسلامي الراديكالي – الأصولي – المتمثل في التوجهات التي تهدف إلى أن يرجع الإسلام ليحكم الحياة الإنسانية كلها وإلى إحياء شعيرة الجهاد، فيعملون على تغذية هذه التوجهات الموصوفة بالمعتدلة والعلمانية والمتمثلة عندهم في الإسلام المدني غير الراديكالي – الأصولي-. هذا على حساب أن القاعدة العريضة من الجماهير لا تحمل ذات الفكرة الأصولية التي تحملها التيارات الإسلامي، وهي فكرة الجهاد وإقامة الإسلام في صورته الكاملة التي كلف الله المسلمين بإقامتها، وهي أن تظلل الشريعة الإسلامية المجتمع الذي أقام العقيدة الإسلامية، والمجتمعات التي دخلت تحت هذه المظلة وهي باقية على ملتها.
ولكن في التقرير الأخير لمؤسسة راند والذي أصدرته عام 2007 تغيرت الخطة بتغير التصورات البحثية التي لاقاها الباحثون في تلك المؤسسة. فقد اكتشف الدارسون أن الفكرة التي يسمونها راديكالية – أصولية – والتي تقتضي أن تطبيق الشريعة الإسلامية هي الخيار الأول والأخير للمسلم، قد أصبحت مفهوما يعتنقه كل المسلمين، من يسمونه بالمعتدل ومن يسمونه بالمتطرف. لقد وجدوا أن المذاهب التي كان ينادي بها كثير من الجماهير قديما، مثل الشيوعية والرأسمالية، قد فشلت أخيرا في إقناع المسلم (المعتدل) بها، وذلك بتأثير نشاط الدعوة وتوعية الدعاة، وباستعمال شبكة الإنترنت وانتشار المواقع الإسلامية عليها، فصارت معرةف الحقيقة والوصول لأدبيات الدعاة أمرا ميسورا.. فضلا عما أثبتته هذه الأنظمة البشرية ذاتها من فشل ذريع في حياة الناس، بعدما انقرضت الشيوعية معربة عن فشلها، وبعدما اكتشف الجمهور أكذوبة الديمقراطية، وأنها لا تختلف كثيرا عن الشيوعية من حيث حكم قليل من الناس لجماهير الناس، فضلا عن أن الديمقراطية ذاتها – حتى مع عدم مصداقيتها في ذاتها – لم تطبق في صورتها الحقيقية في كثير من الدول، بل استغلتها فئات قليلة من الناس لتحقيق مآربها. فأيقنت الجماهير أن لا يضمن لها النجاة من كل ذلك إلا تحكيم جهة هي أعلى من كل الجهات البشرية، بحيث يتفق الجميع عليها، ولا تكون من باب تحكم البشر في البشر كما هي كل الأنظمة الوضعية. ومن هنا كانت الفكرة للعودة إلى الجهة الوحيدة، وهي الإسلام. فصارت العودة ثقافة عامة في ظل الوعي العام، وما صار من مصلحة الولايات المتحدة أن تغذي هذه القاعدة العامة بعد أن صارت تتفق مع التوجهات الإسلامية في الفكرة ذاتها.
من هنا كان الخيار الذي قررته مؤسسة راند هو العمل على تغيير البرنامج ذاته، والذي ينطلق منه المسلمون – من يلقبونهم بالمعتدلين ومن يلقبونهم بالراديكاليين – فكان الخيار هو العمل على وضع معايير جديدة للإسلام ذاته! فهم هنا لا يذهبون إلى صناعة المعتدلين على الطريقة الأمريكية - كما كان التقرير في 2004 – بل يسعون هذه المرة إلى صناعة الإسلام المعتدل على الطريقة الأمريكية. تأمل الفارق.
وبدأت هنا لعبة جديدة ضد الإسلام، لا عن طريق المسلمين، ولكن عن طريق الإسلام ذاته هذه المرة.. فصدر تقرير راند الأخير سنة 2007 والذي ظلت تعد له طيلة ثلاث سنوات، بعنوان:
Building Moderate Muslim
بناء شبكات مسلمة معتدلة
وليس الهدف منه التعامل مع التوجهات الإسلامية، ومواجهتها من خلال المعتدلين من المسلمين، وإنما الهدف منه التعامل مع المسملين جميعا من خلال معايير جديدة للإسلام ذاته.
رسمت مؤسسة راند هذا التيار الذي الإسلام المعتدل، بأنه التيار الذي يمثله مسلمون ليبراليون معتدلون Moderate and liberal Muslims ورسمت كذلك المعايير التي يحكم من خلالها بالاعتدال على الأفراد الذين يستحقون أن يحملوا هذه الصفة:
- لا يرون تطبيق الشريعة الإسلامية
- يرون حرية المرأة في اختيار الرفيق – أي العشيق –
- يؤيدون التيارات الليبرالية
- يؤيدون حق الأقليات غير المسلمة في تولي المناصب في الدول ذات الغالبية المسلمة
- يعتنقون واحدا من الإسلامين! إسلام الرجل العادي – رجل الشارع – الذي لا يعرف إلا الصلاة والصوم، أو الإسلام الصوفي – ويصفونه بالتيار الذي يقول بجواز الصلاة في القبور – وبشرط أن يعارض معتنقوا هذين التيارين ما يمليه التيار الوهابي.
ويضع التقرير أحد عشر سؤالا يتم من خلالهما اختبار (اعتدالية) الشخص على المعايير الأمريكية الإسلامية.. :
- هل يرى أن الديمقراطية هي الديمقراطية الغربية؟
- هل يرى أن الديمقراطية تعارض المبادئ الإسلامية؟
- هل يرى تطبيق الشريعة الإسلامية؟ لأن هذا هو الحد الفاصل بين المسلم المعتدل والمتطرف
- هل يرى أن واقع المرأة هو واقعها المعاصر وليس ما كانت عليه في عهد الرسول
- هل يدعم العنف ويوافق عليه؟ وهل دعمه من قبل؟
- هل يوافق على مفهوم الديمقراطية الشامل؟ أي فيدخل فيه كل ما يدخله الغرب من شذوذ وغيره
- هل لديه استدراكات على الديمقراطية؟ مثل حرية المرء في اختيار دينه
- هل يؤمن بحق الإنسان في تغيير دينه؟
- هل يعتقد أن الدولة يجب أن تطبق الجانب الجنائي من الشريعة؟ وهل يوافق على تطبيق الشريعة في جانبها المدني فقط كالأخلاق ونحوها؟ وهل يوافق على أن الشريعة يمكن أن تكون ضمن تحت غطاء علماني؟ أي مع وجود غيرها من تشريعات أخرى غير الإسلام.
- هل يعتقد حق الأقليات في المناصب العليا؟ وهل يمكن لغير المسلمين أن يبنوا معابدهم بحرية في الدول الإسلامية؟
هذه عشرة أسئلة للاختبار! وبذلك يصير المسلم معتدلا!
وفي ضوء ذلك نستطيع أن نفهم هذه المناورة الساذجة، والتي لا تنطلي إلا على السذج، حينما قام (أوباما) الرئيس الحالي للولايات المتحدة الأمريكية، بجولة ركز فيها على مصر، وتكلم بخطاب إسلامي مصطنع، انطلى على السذج المساكين الذين ينتظرون أية بارقة أمل من عدوهم، وزرفت أعينهم فرحا؛ أن الإسلام بلغ مبلغا عظيما أن تحدث عنه أوباما بنفسه.. !!!
إذا عرفنا مضمون التوجيه الجديد في التقرير الأخير لمؤسسة راند، وإذا عرفنا أن الإدارة الأمريكية تنطلق في استراتيجياتها من تقريرات وتوجيهات راند، استطعنا في ضوء ذلك أن نفهم مناورة أوباما، وأنها إعلان عملي لمرحلة جديدة في التعامل مع الخط الإسلامي؛ إنهم الآن يلعبون في الإسلام ذاته، بحسب ما نصحتهم به مؤسسة راند، ويضعون لها المعايير الجديدة، وهذا يستدعي مصالحة مع المسلمين ينسون من خلالها كل ما كان من أفعال انطلقت من التقرير السابق عليه، فتمثلت هذه المصالحة – أول ما تمثلت – في المناورة الساذجة البلهاء التي قام بها هذا الرئيس الساذج.
وفي ضوء ذلك نفهم النطاق الذي قامت فيه الولايات المتحدة الأمريكية بتكريم بعض الشخصيات الإسلامية التي توصف – وفق معايير راند أو بعضها – بالاعتدال. وهذا لا ينبغي أن يمر إلا على السذج المغافيل؛ ففي الوقت الذي تدار فيه رحى الحرب بين الولايات المتحدة من جهة، وبين المجاهدين المسلمين في أفغانستان وفي العراق من جهة أخرى، وفي الوقت الذي برزت فيه تلك الإدارة وهي في قمتها التعبيرية للبغضاء والحقد على المسلمين، من حرب أفغانستان والعراق وفضيحة سجن أبي غريب وإهانة المصحف والإعلان عن أنها حرب صليبية.. كيف يتصور متصور أن تأتي هذه الحكومة فتصدر ثناء على شخصية إسلامية وتكون موضوعية في ثنائها وتكريمها؟! والأعجب أن يفرح المسلمون لنيل الداعية هذه (الشهادة) ويطيرون بها عبر الأخبار والإنترنت!! .. لا أطيل مع القارئ، فأظنه أنبه من أن يفصّل معه الأمر.
o o o
كلمتي التي أسديها إلى إخواني الدعاة.. في شتى التوجهات الدعوية المختلفة..
اعلموا أنه لن يقوم دينكم الإسلام في الأرض وفي الأفراد إلا من خلال تبليغه كما هو، لا من خلال تبليغ شيء آخر تحت عنوانه.. فإذا أردتم قيامه ـ هو ـ حقا، فليكن تبليغكم له ـ هو ـ كما أراده الله.
واجبكم هو التبليغ، بعده عليكم أنفسكم، لا يضركم من ضل إذا اهتديتم.. وإن أعرضوا عن دعوتكم فلا يحزنكم الذين يسارعون في الكفر إنهم لن يضروا الله شيئا، إنما يريد الله ألا يجعل لهم حظا في الآخرة ولهم عذاب عظيم.
اعلموا أن كل الدعوات التي تحترم نفسها فإنها تترفع عن أن ترهن نفسها بقومية أو مكانية.. هذا أدولف كريمر اليهودي يقول:
« جنسيتنا هي دين آبائنا، ونحن لا نعترف بأية قومية أو جنسية أخرى» ا.هـ ـ نقلا عن رسالة هويتنا أو الهاوية للدكتور محمد إسماعيل المقدم ـ .
نعم، إن الأمر طالما دخل في حيز العقيدة ـ حقة كانت أو باطلة ـ فإنه يكتسب حرارة وقوة.. فهل آن الأوان لأن يشعر أصحاب العقيدة الحقة بأولويتهم في وجوب أن تتربع عقيدتهم الإسلامية فوق مفهوم القوميات والمكانيات والجنسيات؟
ويرفض اليهود أن تقوم دولتهم على غير مسمى الدين اليهودي..
« ففي جامعة تلك أبيب عقدت ندوة بتاريخ 19/2/1980م حول (دعم علاقة السلام بين مصر وإسرائيل) فأثار فيها اليهود ما ورد بالقرآن من ذم أخلاق اليهود ومواقفهم، وأن ذلك قد طبع في مصر. فقام د. مصطفى خليل رئيس وزراء مصر الأسبق ليطمئن اليهود ، فقال: " إننا في مصر نفرق بين الدين والقومية ولا نقبل أن تكون قيادتنا السياسية مرتكزة على معتقداتنا الدينية" فرد عليه ديفيد فيثال قائلا: "إنكم أيها المصريون أحرار في أن تفصلوا بين الدين والسياسة، ولكننا في غسرائيل نرفض أن نقول إن اليهودية مجرد دين فقط"» ا.هـ ـ اقتباس بتصرف يسير عن رسالة هويتنا أو الهاوية للدكتور محمد إسماعيل المقدم ـ .
فهل تظلون أيها الدعاة ـ وأنتم الأعلون كما وصفكم ربكم ـ متوقين متترسين بزي القومية والوطنية، وتخشون مواجهة الناس بعقيدتكم ؟ وهل أنتم في حاجة إلى ذلك أصلا ؟ وهل عقيدتكم في حاجة إلى "حصان طروادة" المتمثل في الدرع القومي الوطني حتى تنفذ إلى القلوب؟
يا دعاة الإسلام.. إن ما تفعلونه هو عين ما يريده منكم أعداء الله ـ الله الذي تعبدونه ـ وأعداء الإسلام.. وعلى رأسهم اليهود.. « جاء في صحيفة (أحرونوت) اليهودية بتاريخ 18/3/78: (إن على وسائل إعلامنا أن لا تنسى حقيقة هامةً هي جزء من استراتيجية إسرائيل في حربها مع العرب، هذه الحقيقة هي أننا نجحنا بجهودنا وجهود أصدقائنا، في إبعاد الإسلام عن معركتنا مع العرب طوال ثلاثين عاماً، ويجب أن يبقى الإسلام بعيداً عن المعركة إلى الأبد، ولهذا يجب أن لا نغفل لحظة واحدة عن تنفيذ خطتنا في منع استيقاظ الروح الإسلامية بأي شكل، وبأي أسلوب، ولو اقتضى الأمر الاستعانة بأصدقائنا لاستعمال العنف والبطش، لإخماد أية بادرة ليقظة الروح الإسلامية في المنطقة المحيطة بنا)!» ا.هـ ـ اقتباس بتصرف يسير عن رسالة هويتنا أو الهاوية للدكتور محمد إسماعيل المقدم ـ.
فانظر إلى قوله (في إبعاد الإسلام) لتدرك أن تغييبك للإسلام عن دعوتك يحقق أهدافهم.
وأصرح من ذلك وأفضح ما قاله (أبو إيبان) وزير خارجة إسرائيل في نهاية عام 1967م في محاضرة القاها بجامعة برنستون الأمريكية:
«يحاول بعض الزعماء العرب أن يتعرف على نسبه الإسلامي بعد الهزيمة! وفي ذلك الخطر الحقيقي على إسرائيل، ولذا كان من أول واجباتنا أن نُبقي العرب على يقين راسخ بنسبهم القومي لا الإسلامي.» ا.هـ ـ نقلا عن رسالة هويتنا أو الهاوية للدكتور محمد إسماعيل المقدم ـ.
هل رأيت أصرح من ذلك أخي الداعية المسلم؟ هم يصرون على أن تكون (قوميا) وأنت بذلك تقدم لأعداء الله ما يرغبون؟ فهل تقبل أن تكون أداة يحارب بها الإسلام؟
ثم إن تصريح أبي إيبان المنقول آنفا يكشف لك عن الخلفيات الحقيقية لـ (التمثيلية) التي تظهر فيها إسرائيل عداءها للعرب وأنها تحارب العرب، وأنها لن تترك (العرب) يهددون أمن إسرائيل، فيتحمس (العرب) ويظنوا ـ مخدوعين ـ أن الحرب اليهودية هي على (العروبة).. وهذا مخطط يهودي لا ينطلي إلا على الجماهير الساذجة الذين لا يعرفون طبيعة عدائهم مع اليهود.
هذا هو ما يخشونه منك أخي الداعية (المسلم).. وتلك الخشية هي ما صرح به نيكسون في كتابه "انتهز الفرصة" فقال:
«إننا لا نخشى الضربة النووية، ولكننا نخشى الإسلام والحرب العقائدية، التي تقضي على الهوية الذاتية للغرب.» ا.هـ ـ نقلا عن رسالة هويتنا أو الهاوية للدكتور محمد إسماعيل المقدم ـ.

فهل اليهود أفقه بقيمة عقائدنا منا ؟
 
إنضم
25 يونيو 2008
المشاركات
1,762
الإقامة
ألمانيا
الجنس
ذكر
التخصص
أصول الفقه
الدولة
ألمانيا
المدينة
مونستر
المذهب الفقهي
لا مذهب بعينه
من هم الذين كرمتهم راند ممن يلتزمون الخط الإسلامي؟
ثم إن راند-أو غيرها إن لم أنس- أصدرت تقريرا سابقا تدعو فيه إلى دعم بعض الحركات السلفية والصوفية.
 

فاتن حداد

:: متخصص ::
إنضم
14 يوليو 2009
المشاركات
553
الجنس
أنثى
الكنية
أصولية حنفية
التخصص
الفقه وأصوله
الدولة
الأردن
المدينة
إربد
المذهب الفقهي
المذهب الحنفي
جزاكم الله خيرا
وإن كنت أتوقف أمام هذا المقال موقف المتحفظ، لقد استطاع هؤلاء الدعاة فعل أشياء لم يستطعها آخرون.
طبائع الناس تغيرت، الناس اليوم علمانيون بحق، هم أقرب ما يكونون إلى الفردية من الرابطة الجماعية، سواء أكانت الرابطة الجماعية هنا متعلقة بالوطنية، أو القومية، أو الرابطة الفكرية، أو الدينية.
هؤلاء الدعاة يسعون لرفع الشعور في نفسية الفرد بوجود آخرين معه على وجه الأرض...
لا أدري لكن في ذهني الكثير مما يمكن أن يعدَّ محامد لهؤلاء الدعاة، خصوصا إذا ما خرجنا من صوامعنا العلمية والروحية، وعاشرنا أولئك العوام.
من أسبوعين تقريبا طلبت مني بعض النسوة البدء بدورة فقهية متعلقة بأحكام العبادات، لا أخفيكم أني عند احتكاكي المباشر مع أولئك النساء البسيطات المنهكات من متاعب الحياة، المستنزفات من طلباتها، الجاهلات بأحكام الله، مع أنهن - في الغالب - متعلمات، لمستُ منهن التحديات العظيمة التي تواجه المسلم العادي، والتي تجعله فرديا علمانيا، وأن ادعى الحرص على منهج الله والرغبة في تطبيقه.
لقد أيقنت بأن النظريات والعلم، مختلفان عن التطبيق والواقع.
إننا إذا خرجنا من صوامعنا العلمية، هالنا ما سنرى
الواقع صعب، والناس في بعد شديد عن الدين، وتوجس كبير وخوف بالغ من القرب منه، فضلا عن الاستمساك بأحكامه....
الجهل شبه المطبق لأحكام الشرع، والخوف الذي تتلمسه في النفوس من تطبيق أحكام الله كلها لا بعضها، وأشياء وأشياء تبطنها نفوس العوام ولا يجترؤون على إظهارها، كل ذلك استوجب ظهور هؤلاء الدعاة، ليشدوا الناس من جديد إلى صورة أقرب إلى هذه النفوس المتعبة من الصورة (النمطية!!)
أقول عندي الكثير مما يمكن أن يقال*​
 
إنضم
14 نوفمبر 2009
المشاركات
350
التخصص
الفقه والأصول والبحث القرآني
المدينة
القاهرة
المذهب الفقهي
الحنفي
من هم الذين كرمتهم راند ممن يلتزمون الخط الإسلامي؟


ثم إن راند-أو غيرها إن لم أنس- أصدرت تقريرا سابقا تدعو فيه إلى دعم بعض الحركات السلفية والصوفية.

ليست المؤسسة بعينها.. ولكن من خلال ربط الأحداث ببعضها برباط منطقي، فإدارة الولايات المتحدة - ونقصد بها كافة الإدارات مترابطة - لا تتحرك إلا وفق توجيه وتخطيط خاصة في ظل بلوغ الصراع ذروته بينها وبين المجاهدين في العديد من مناطق العالم. وفي ظل كل ذلك نتشكك - ضرورة - حينما يحصل بعض الدعاة خاصة إذا كان هؤلاء الدعاة لا يتبعون منهجا مرضيا يقوّم الدين وينشر الشرائع. فإذا عرفنا أن الولايات المتحدة لا تتحرك وفق رؤى سياسية مجردة لأصحابها وإنما تحت تعاونات وتوصيات من مؤسساتها البحثية الفكرية، واطلعنا على تقريرات راند، استطعنا أن نربط الأحداث ببعضها وان نضع تفسير أغلبيا لتلك التكريمات للدعاة في ظل هذا العداء.

وبخصوص النقطة الثانية فمؤسسة راند تصدر تقريرها كل ثلاث سنوات، وآخر تقريراتها كان في العام 2007 ولم أقف حتى الآن على تقرير جديد، أو أنني لم أبحث.
 
إنضم
14 نوفمبر 2009
المشاركات
350
التخصص
الفقه والأصول والبحث القرآني
المدينة
القاهرة
المذهب الفقهي
الحنفي
جزاكم الله خيرا​

وإن كنت أتوقف أمام هذا المقال موقف المتحفظ، لقد استطاع هؤلاء الدعاة فعل أشياء لم يستطعها آخرون.
طبائع الناس تغيرت، الناس اليوم علمانيون بحق، هم أقرب ما يكونون إلى الفردية من الرابطة الجماعية، سواء أكانت الرابطة الجماعية هنا متعلقة بالوطنية، أو القومية، أو الرابطة الفكرية، أو الدينية.
هؤلاء الدعاة يسعون لرفع الشعور في نفسية الفرد بوجود آخرين معه على وجه الأرض...
لا أدري لكن في ذهني الكثير مما يمكن أن يعدَّ محامد لهؤلاء الدعاة، خصوصا إذا ما خرجنا من صوامعنا العلمية والروحية، وعاشرنا أولئك العوام.
من أسبوعين تقريبا طلبت مني بعض النسوة البدء بدورة فقهية متعلقة بأحكام العبادات، لا أخفيكم أني عند احتكاكي المباشر مع أولئك النساء البسيطات المنهكات من متاعب الحياة، المستنزفات من طلباتها، الجاهلات بأحكام الله، مع أنهن - في الغالب - متعلمات، لمستُ منهن التحديات العظيمة التي تواجه المسلم العادي، والتي تجعله فرديا علمانيا، وأن ادعى الحرص على منهج الله والرغبة في تطبيقه.
لقد أيقنت بأن النظريات والعلم، مختلفان عن التطبيق والواقع.
إننا إذا خرجنا من صوامعنا العلمية، هالنا ما سنرى
الواقع صعب، والناس في بعد شديد عن الدين، وتوجس كبير وخوف بالغ من القرب منه، فضلا عن الاستمساك بأحكامه....
الجهل شبه المطبق لأحكام الشرع، والخوف الذي تتلمسه في النفوس من تطبيق أحكام الله كلها لا بعضها، وأشياء وأشياء تبطنها نفوس العوام ولا يجترؤون على إظهارها، كل ذلك استوجب ظهور هؤلاء الدعاة، ليشدوا الناس من جديد إلى صورة أقرب إلى هذه النفوس المتعبة من الصورة (النمطية!!)

أقول عندي الكثير مما يمكن أن يقال*


وفقكم الله لما يحب ويرضى

سأحاول أن أدرج الليلة - حيث سأنصرف صباحا إلى بيتي غالبا إن شاء الله - في الملتقى عددا من مقتطعات من كتابة مطولة لي حول هذا الباب.. عليك النظر في عناصرها الرئيسية فهي بيان ما أوردتيه من عناصر الطرح في مشاركتك إن شاء الله.
 
إنضم
22 يونيو 2008
المشاركات
1,566
التخصص
الحديث وعلومه
المدينة
أبوظبي
المذهب الفقهي
الحنبلي ابتداءا
كعادته ... الشيخ محمد لا ينتقي إلا المفيد، ولا يكتب إلا الجديد ..
سؤال:
ألا ترى أن جزءا -ولو قليلا- من عمل المؤسسة المذكورة يساعد الدعاة في تغيير عقليات الناس ؟
حيث إننا نعاني من عقليات متحجرة منغقلة عن النظر في الأدلة واستيعاب الخلاف وما إلى ذلك من قضايا الفكر الهامة ...
 
إنضم
14 نوفمبر 2009
المشاركات
350
التخصص
الفقه والأصول والبحث القرآني
المدينة
القاهرة
المذهب الفقهي
الحنفي
سؤال:
ألا ترى أن جزءا -ولو قليلا- من عمل المؤسسة المذكورة يساعد الدعاة في تغيير عقليات الناس ؟
حيث إننا نعاني من عقليات متحجرة منغقلة عن النظر في الأدلة واستيعاب الخلاف وما إلى ذلك من قضايا الفكر الهامة ...​

كيف؟ ..
 
إنضم
22 يونيو 2008
المشاركات
1,566
التخصص
الحديث وعلومه
المدينة
أبوظبي
المذهب الفقهي
الحنبلي ابتداءا
الذي أقصده يظهرفي الأمثلة التالية
عندنا من يقول أن المرأة لا يجوز لها أن تعمل إطلاقا
أو أن التلفاز محرم وكذا الصور الفوتوغرافية محرمة
أو أن الجهاد واجب في عصرنا دون الرجوع إلى ولي الأمر
أو الغلو في تكفير جميع طوائف المسلمين غير أهل السنة والجماعة
وغير ذلك
فتأتي هذه المؤسسة فتحاول تغيير هذه المفاهيم بطريقة عقلية
فتبين خطأها وغلوها في جانب معين
مع أن نواياهم تختلف تماما عن نوايا الدعاة المصلحين
إلا أن النتيجة أحيانا قد تتفق
أرجو أن يكون المعنى الذي أعنيه قد وضح
 
إنضم
22 يونيو 2008
المشاركات
1,566
التخصص
الحديث وعلومه
المدينة
أبوظبي
المذهب الفقهي
الحنبلي ابتداءا
الذي أقصده يظهرفي الأمثلة التالية
عندنا من يقول أن المرأة لا يجوز لها أن تعمل إطلاقا
أو أن التلفاز محرم وكذا الصور الفوتوغرافية محرمة
أو أن الجهاد واجب في عصرنا دون الرجوع إلى ولي الأمر
أو الغلو في تكفير جميع طوائف المسلمين غير أهل السنة والجماعة
وغير ذلك
فتأتي هذه المؤسسة فتحاول تغيير هذه المفاهيم بطريقة عقلية
فتبين خطأها وغلوها في جانب معين
مع أن نواياهم تختلف تماما عن نوايا الدعاة المصلحين
إلا أن النتيجة أحيانا قد تتفق
أرجو أن يكون المعنى الذي أعنيه قد وضح
 
إنضم
14 نوفمبر 2009
المشاركات
350
التخصص
الفقه والأصول والبحث القرآني
المدينة
القاهرة
المذهب الفقهي
الحنفي
لازلت لم أفهم.. فاعذرني

مؤسسة راند الأمريكية تصحح مفاهيم الغلو عند المسلمين ..

قطا ليس هذا ما تريده ، ولكن هو ما وصل له فهمي.. فأستأذنكم في التوضيح
 
إنضم
22 يونيو 2008
المشاركات
1,566
التخصص
الحديث وعلومه
المدينة
أبوظبي
المذهب الفقهي
الحنبلي ابتداءا
لازلت لم أفهم.. فاعذرني

مؤسسة راند الأمريكية تصحح مفاهيم الغلو عند المسلمين ..

قطا ليس هذا ما تريده ، ولكن هو ما وصل له فهمي.. فأستأذنكم في التوضيح

بل هذا ما أستفسر عن تحديدا ... وإن كنت أعلم أن تصحيح تلك المفاهيم من قبل المؤسسة الأمريكية ليس لسواد عيوننا -كما يقولون- إنما هو لأغراض أخرى خبيثة
 
إنضم
14 نوفمبر 2009
المشاركات
350
التخصص
الفقه والأصول والبحث القرآني
المدينة
القاهرة
المذهب الفقهي
الحنفي
اعذرني فأنا لا يمكنني استيعاب الكلام.، ربما كان العيب مني، ولو كان أحد من الأعضاء أو الطلاب فهم المراد فيجيبك مشكورا إن شاء الله

وفقنا الله وإياكم لما يحب ويرضى
 
إنضم
22 يونيو 2008
المشاركات
1,566
التخصص
الحديث وعلومه
المدينة
أبوظبي
المذهب الفقهي
الحنبلي ابتداءا
اعذرني فأنا لا يمكنني استيعاب الكلام.، ربما كان العيب مني، ولو كان أحد من الأعضاء أو الطلاب فهم المراد فيجيبك مشكورا إن شاء الله

وفقنا الله وإياكم لما يحب ويرضى

معذور أنت أخي الحبيب ..
فلعل العي كان مني ..
واعذرني على استراق وقتك وجهدك ..
 
أعلى