عبدالباقى بن السيد بن عبدالهادى
:: متخصص ::
- إنضم
- 26 أغسطس 2009
- المشاركات
- 130
- التخصص
- التاريخ والحضارة الإسلامية
- المدينة
- القاهرة
- المذهب الفقهي
- الظاهرى
هذه المشاركة عن ظاهرية ابن عربى أضعها ليتم النقاش حول بعض ما أحسبه جديدا تجاه هذا الموضوع ، شريطة أن يكون النقاش علميا هادئا رزينا بلا احتداد ولا تجهيل ولا سب ولا فحش فى القول ، لأن الهدف من المشاركة هو النقاش المحمود للوصول إلى الحق بإذن الله .
وبشان ظاهرية ابن عربى لى طروحات وتساؤلات وحقائق ابديها فى الآتى :
أولا : ابن عربى جرد اسمه من الألف واللام تمييزا له عن القاضى ابن العربى المالكى ، واسمه الأصلى محيى الدين ابن العربى الحاتمى الطائى .
ثانيا : أن المغاربة وهم أدرى بذويهم هم الذين قالوا عن ابن العربى الصوفى أنه ظاهرى ، وقد ذكر ذلك المقرى فى كتابه نفح الطيب ، وأهل مكه أدرى بشعابها ، ومن ثم فليس لأهل المشرق قول على قول المغاربة فى ذلك .
ثالثا : أن كتاب الفتوحات المكية ممتلىء بالفقه الظاهرى ، وهذا لا ينكره أحد ، وقد جمع الشيخ محمود الغراب كتابا عن فقه ابن العربى الصوفى أو ابن عربى كما اشتهر به سماه "الفقه عند الشيخ الأكبر" وقد اطلعت عليه منذ سنوات عدة واستعنت به فى أطروحتاى الماجستير والدكتوراة ، وتيقنت منه ومن الفتوحات ظاهرية ابن عربى فى الفقه .
رابعا : أن ابن عربى ذكر فى كتابه الفتوحات رؤياه للرسول ومعه ابن حزم وأن كلاهما تعانق فى الآخر حتى ذاب الواحد منهما فى الآخر ولم يبق إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم واقفا وحده ، قال ابن عربى فأولنا ذلك على أنها غاية الوصلة فالمتبع لفقه ابن حزم متبع لفقه النبى صلى الله عليه وسلم ، وهذه الرؤيا هى التى عرضها العلامة الكتانى فى معجم فقه ابن حزم .
خامسا : ومن الحقائق التى تؤكد ظاهرية ابن عربى اختصاره كتاب المحلى لابن حزم وسماه ( المعلى فى مختصر المحلى) لتبسيطة لدارسى المذهب الظاهرى ، ونسخ كتب ابن حزم بخطه ، وجمع مسائل الحلال والحرام فى كتاب سماه ( جامع الأحكام فى معرفة الحلال والحرام) ربط فيها بين الفقه والحديث إمعانا فى تأكيد المنهجية الظاهرية المعتمدة على النصوص فى استنباط الأحكام ، ولتحقيق نفس الهدف صنف كتابه ( المحجة البيضاء فى الأحكام الشرعية) ثم وضع رسالة فى أصول الفقه سماها ( رسالة من أصول الظاهرية) جمع فيها أصول الظاهرية وبسطها لتلاميذه لحثهم على دراسة الأصول ، ثم وضع بعد ذلك كتابا ضخما فى أصول الظاهرية سماه ( مجموع رسائل فى أصول الفقه) (1 ) كما درس لتلاميذه عدم حجية القياس كأصل من أصول الفقه ، وجمع أقوال ابن حزم وعرضها على تلاميذه فى مجالسه معلنا تأييده وترجيحه لها ومنها فى الأصول أن أصول أحكام الشرع الكتاب والسنة والإجماع لا غير ، وأن الإجماع لابد أن يستند إلى نص ، وإبطال الرأى والقياس والتعليل، وضرورة الأخذ بظاهر النص ، وعدم إجازة الفتيا بالتقليد لا لحى ولا لميت ، وأن أفعال النبى ليست على الوجوب ، وفى الفروع وجوب غسل اليدين قبل إدخالهما الإناء ، ووجوب الغسل ليوم الجمعة لا لصلاة الجمعة ، ووجوب الجمعة على المسافر ، وأن خطبة الجمعة ليست بفرض ، وأن من تعمد ترك الصلاة حتى يخرج وقتها فلا يقدر على قضائها أبدا ، ووجوب الاضطجاع بعد ركعتى الفجر ، ، وأن لا زكاة فى عروض التجارة ، ووجوب إفطار المسافر والمريض فى شهر رمضان ، إجازة الغناء ، وعدم جواز تفسير القرآن بالرأى ، وجواز المسح على الخف وإن كان به خرقا كبيرا ، وأن حد العورة للرجال هما السوأتان ( القبل والدبر) ، وجواز إمامة الفاسق فى الصلاة ، وكذا ولد الزنا والأعمى والمفضول ، ووجوب القصر فى السفر(2 ) ، وكان ابن عربى دائما يؤكد لتلاميذه بأنه ليس مقلدا لابن حزم ، وإنما هو متبع للمنهجية الظاهرية فى أصول الدين والمعتمدة على القرآن والسنة والإجماع ، وذلك على أثر اتهام الخصوم له وللظاهرية بتقليد ابن حزم ( 3)
سادسا : أن ابن عربى الصوفى كان فى دولة المنصور الموحدى الظاهرى وكان معروفا بظاهريته وكان على صلة بالمنصور ووشى به أكثر من مرة لدى المنصور وكان يتركه وقد طرحت ذلك فى أطروحة الدكتوراة ، والسؤال لماذا لم يقتل المنصور ابن عربى إن صح لديه كفره علما بانه دخل طريق التصوف وهو صغير ، وقد اجتمع ابن رشد قاضى القضاة فى عهد المنصور مع ابن عربى وابن عربى صغير السنة وأعجب بابن عربى فى أول جلسه لكنه فى الثانية لم يلق له بالا كما ذكر ابن العربى نفسه .
سابعا : انه إن كان هناك من العلماء من كفر ابن عربى وزندقه فهناك أيضا من الأكابر من دافع عنه وبرأه من الكفر من أمثال محب الدين البغدادى الشافعى توفى 643هـ ، عبدالواحد بن عبدالكريم الأنصارى الزملكانى توفى 651هـ ، أحمد بن عبدالله الطبرى المكى الشافعى توفى 694هـ ، ابن عطاء الله السكندرى توفى 709هـ ، عبدالله بن عمر البيضاوى توفى 716هـ، أحمد بن عبدالرحمن الحريرى توفى 758هـ ، عفيف الدين اليافعى توفى 768هت ، ابن عربشاه الأصفهانى توفى 786هـ ، ولى الدين المولوى توفى 794هـ ، نجم الدين البهى توفى 808هت ، مجد الدين الشيرازى الفيروزآبادى ، علاء الدين بن سلام الدمشقى توفى 829هـ، ابن حجر العسقلانى توفى 852هـ، جلال الدين السيوطى توفى 911هـ، زكريا الأنصارى توفى 916هـ، ابن كمال باشا توفى 940هـ ، ابن حجر الهيتمى توفى 973هـ وغيرهم كثير (4)، فالأمر ليس بمن كفر ولا بمن دافع إذ لو قلنا كفره جمع من العلماء فسنجد من يقول بل دافع عنه جمع آخر وهكذا .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
( 1) عثمان يحيى ، مؤلفات ابن عربى ، ص265،346،367،543،546 ، 172 ؛ وانظر: الغلبزورى ، المدرسة الظاهرية ، ص382.
( 2 ) أنظر : محمود الغراب ، الفقه عند الشيخ الأكبر ، ص244 ، 235،234 ، 233،216،186،98،97،93،62،51،7،6 ؛ أحمد بكير ، المدرسة الظاهرية ، ص57 ؛ لطفى عبدالبديع ، الإسلام فى اسبانيا ، ص61-63 ؛ الغلبزورى ، المدرسة الظاهرية ، ص385-401.
( 3 ) ومن قول ابن عربى بخصوص ذلك :
نسبونى إلى ابن حزم وإنى لست ممن يقول قال ابن حزم
لا ولا غيره فإن مقالى قال الكتاب ذلك علمى
أو يقول الرسول أو أجمع الخلق على ما أقول ذلك حكمى أنظر : محمود الغراب ، الفقه عند الشيخ الأكبر ، ص9.
(4) أنظر : عثمان يحيى ، مؤلفات ابن عربى ، ص159-162.
وبشان ظاهرية ابن عربى لى طروحات وتساؤلات وحقائق ابديها فى الآتى :
أولا : ابن عربى جرد اسمه من الألف واللام تمييزا له عن القاضى ابن العربى المالكى ، واسمه الأصلى محيى الدين ابن العربى الحاتمى الطائى .
ثانيا : أن المغاربة وهم أدرى بذويهم هم الذين قالوا عن ابن العربى الصوفى أنه ظاهرى ، وقد ذكر ذلك المقرى فى كتابه نفح الطيب ، وأهل مكه أدرى بشعابها ، ومن ثم فليس لأهل المشرق قول على قول المغاربة فى ذلك .
ثالثا : أن كتاب الفتوحات المكية ممتلىء بالفقه الظاهرى ، وهذا لا ينكره أحد ، وقد جمع الشيخ محمود الغراب كتابا عن فقه ابن العربى الصوفى أو ابن عربى كما اشتهر به سماه "الفقه عند الشيخ الأكبر" وقد اطلعت عليه منذ سنوات عدة واستعنت به فى أطروحتاى الماجستير والدكتوراة ، وتيقنت منه ومن الفتوحات ظاهرية ابن عربى فى الفقه .
رابعا : أن ابن عربى ذكر فى كتابه الفتوحات رؤياه للرسول ومعه ابن حزم وأن كلاهما تعانق فى الآخر حتى ذاب الواحد منهما فى الآخر ولم يبق إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم واقفا وحده ، قال ابن عربى فأولنا ذلك على أنها غاية الوصلة فالمتبع لفقه ابن حزم متبع لفقه النبى صلى الله عليه وسلم ، وهذه الرؤيا هى التى عرضها العلامة الكتانى فى معجم فقه ابن حزم .
خامسا : ومن الحقائق التى تؤكد ظاهرية ابن عربى اختصاره كتاب المحلى لابن حزم وسماه ( المعلى فى مختصر المحلى) لتبسيطة لدارسى المذهب الظاهرى ، ونسخ كتب ابن حزم بخطه ، وجمع مسائل الحلال والحرام فى كتاب سماه ( جامع الأحكام فى معرفة الحلال والحرام) ربط فيها بين الفقه والحديث إمعانا فى تأكيد المنهجية الظاهرية المعتمدة على النصوص فى استنباط الأحكام ، ولتحقيق نفس الهدف صنف كتابه ( المحجة البيضاء فى الأحكام الشرعية) ثم وضع رسالة فى أصول الفقه سماها ( رسالة من أصول الظاهرية) جمع فيها أصول الظاهرية وبسطها لتلاميذه لحثهم على دراسة الأصول ، ثم وضع بعد ذلك كتابا ضخما فى أصول الظاهرية سماه ( مجموع رسائل فى أصول الفقه) (1 ) كما درس لتلاميذه عدم حجية القياس كأصل من أصول الفقه ، وجمع أقوال ابن حزم وعرضها على تلاميذه فى مجالسه معلنا تأييده وترجيحه لها ومنها فى الأصول أن أصول أحكام الشرع الكتاب والسنة والإجماع لا غير ، وأن الإجماع لابد أن يستند إلى نص ، وإبطال الرأى والقياس والتعليل، وضرورة الأخذ بظاهر النص ، وعدم إجازة الفتيا بالتقليد لا لحى ولا لميت ، وأن أفعال النبى ليست على الوجوب ، وفى الفروع وجوب غسل اليدين قبل إدخالهما الإناء ، ووجوب الغسل ليوم الجمعة لا لصلاة الجمعة ، ووجوب الجمعة على المسافر ، وأن خطبة الجمعة ليست بفرض ، وأن من تعمد ترك الصلاة حتى يخرج وقتها فلا يقدر على قضائها أبدا ، ووجوب الاضطجاع بعد ركعتى الفجر ، ، وأن لا زكاة فى عروض التجارة ، ووجوب إفطار المسافر والمريض فى شهر رمضان ، إجازة الغناء ، وعدم جواز تفسير القرآن بالرأى ، وجواز المسح على الخف وإن كان به خرقا كبيرا ، وأن حد العورة للرجال هما السوأتان ( القبل والدبر) ، وجواز إمامة الفاسق فى الصلاة ، وكذا ولد الزنا والأعمى والمفضول ، ووجوب القصر فى السفر(2 ) ، وكان ابن عربى دائما يؤكد لتلاميذه بأنه ليس مقلدا لابن حزم ، وإنما هو متبع للمنهجية الظاهرية فى أصول الدين والمعتمدة على القرآن والسنة والإجماع ، وذلك على أثر اتهام الخصوم له وللظاهرية بتقليد ابن حزم ( 3)
سادسا : أن ابن عربى الصوفى كان فى دولة المنصور الموحدى الظاهرى وكان معروفا بظاهريته وكان على صلة بالمنصور ووشى به أكثر من مرة لدى المنصور وكان يتركه وقد طرحت ذلك فى أطروحة الدكتوراة ، والسؤال لماذا لم يقتل المنصور ابن عربى إن صح لديه كفره علما بانه دخل طريق التصوف وهو صغير ، وقد اجتمع ابن رشد قاضى القضاة فى عهد المنصور مع ابن عربى وابن عربى صغير السنة وأعجب بابن عربى فى أول جلسه لكنه فى الثانية لم يلق له بالا كما ذكر ابن العربى نفسه .
سابعا : انه إن كان هناك من العلماء من كفر ابن عربى وزندقه فهناك أيضا من الأكابر من دافع عنه وبرأه من الكفر من أمثال محب الدين البغدادى الشافعى توفى 643هـ ، عبدالواحد بن عبدالكريم الأنصارى الزملكانى توفى 651هـ ، أحمد بن عبدالله الطبرى المكى الشافعى توفى 694هـ ، ابن عطاء الله السكندرى توفى 709هـ ، عبدالله بن عمر البيضاوى توفى 716هـ، أحمد بن عبدالرحمن الحريرى توفى 758هـ ، عفيف الدين اليافعى توفى 768هت ، ابن عربشاه الأصفهانى توفى 786هـ ، ولى الدين المولوى توفى 794هـ ، نجم الدين البهى توفى 808هت ، مجد الدين الشيرازى الفيروزآبادى ، علاء الدين بن سلام الدمشقى توفى 829هـ، ابن حجر العسقلانى توفى 852هـ، جلال الدين السيوطى توفى 911هـ، زكريا الأنصارى توفى 916هـ، ابن كمال باشا توفى 940هـ ، ابن حجر الهيتمى توفى 973هـ وغيرهم كثير (4)، فالأمر ليس بمن كفر ولا بمن دافع إذ لو قلنا كفره جمع من العلماء فسنجد من يقول بل دافع عنه جمع آخر وهكذا .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
( 1) عثمان يحيى ، مؤلفات ابن عربى ، ص265،346،367،543،546 ، 172 ؛ وانظر: الغلبزورى ، المدرسة الظاهرية ، ص382.
( 2 ) أنظر : محمود الغراب ، الفقه عند الشيخ الأكبر ، ص244 ، 235،234 ، 233،216،186،98،97،93،62،51،7،6 ؛ أحمد بكير ، المدرسة الظاهرية ، ص57 ؛ لطفى عبدالبديع ، الإسلام فى اسبانيا ، ص61-63 ؛ الغلبزورى ، المدرسة الظاهرية ، ص385-401.
( 3 ) ومن قول ابن عربى بخصوص ذلك :
نسبونى إلى ابن حزم وإنى لست ممن يقول قال ابن حزم
لا ولا غيره فإن مقالى قال الكتاب ذلك علمى
أو يقول الرسول أو أجمع الخلق على ما أقول ذلك حكمى أنظر : محمود الغراب ، الفقه عند الشيخ الأكبر ، ص9.
(4) أنظر : عثمان يحيى ، مؤلفات ابن عربى ، ص159-162.