العِلْمُ رَحِمٌ بَيْنَ أَهْلِهِ، فَحَيَّ هَلاً بِكَ مُفِيْدَاً وَمُسْتَفِيْدَاً، مُشِيْعَاً لآدَابِ طَالِبِ العِلْمِ وَالهُدَى،
مُلازِمَاً لِلأَمَانَةِ العِلْمِيةِ، مُسْتَشْعِرَاً أَنَّ: (الْمَلَائِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا لِطَالِبِ الْعِلْمِ رِضًا بِمَا يَطْلُبُ) [رَوَاهُ الإَمَامُ أَحْمَدُ]،
فَهَنِيْئَاً لَكَ سُلُوْكُ هَذَا السَّبِيْلِ؛ (وَمَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ) [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ]،

مرحباً بزيارتك الأولى للملتقى، وللاستفادة من الملتقى والتفاعل فيسرنا تسجيلك عضواً فاعلاً ومتفاعلاً،
وإن كنت عضواً سابقاً فهلم إلى رحاب العلم من هنا.

مَنْ يُوقِفُ هذا الزخمَ الهائلَ من التدليس والتشبع بالزور في دين الله؟

إنضم
11 أكتوبر 2008
المشاركات
165
التخصص
الفقه المقارن
المدينة
نجران
المذهب الفقهي
حنبلي
انتشرت هذه الأيام ظاهرة تكليف الآخرين بإعداد البحوث والدراسات والكتب والمؤلفات ثم نسبتها إلى مموِّليها؛ حتى فقدنا المصداقية في العديد من الملقبين بالدكترة بل والأستاذية، وفقدنا المصداقية في العديد من الأسماء التي تتردد هنا وهناك وتُضخَّم وتُفخَّم على اعتبار أنهم علماء في دين الله عز وجل، وهم لا يعرفون الكوع من البوع، ولا يعرفون قبيلا من دبير.
فتجد أحدَهم إذا أراد أن يعد رسالةً لنيل درجة علمية أكاديمية أو تحقيق كتاب يعمد إلى باحث مغمور فيكلفه بإعداد خطة لموضوع أخذه من هنا أو من هناك، ثم إذا تم تسجيل الموضوع عمد إلى باحث آخر (أو إلى من أعد الخطة) فيجمع له المادة العلمية، ثم يأخذها ويدفعها إلى من يصوغها ومن يخرج أحاديثها ومن يعرف بأعلامها ومن يعلِّق عليها ويزيد وينقص ويراجع، ومن يعد فهارسها، ثم إذا به يأخذها ويكتب على طرتها: إعداد فلان الفلاني، أو تحقيق علان العلاني، أو تأليف أو تخريج أو تعليق أو نظم ... إلخ، ولا يستحي.
ثم إذا نال الدرجة العلمية أو تبوأ منصبًا علميًّا أو إشرافيًّا وصار يُشار إليه بالبنان إذا به يصدق كذبته ويلبس ثوب العالم ويعيش دوره، وكأنه تمرس بالعلم والبحث وتدرج في العلم والفقه، وهو كاذب مدلس متشبع بما لم يعط، وليت هذا كان في أي علم من العلوم الدنيوية- وهو شديد ومرفوض أيضًا- لكن الأنكى أنه صار (شيخًا) وعالما دينيًّا بهذا الكذب والتدليس؛ فتراه يُستفتى في الحلال والحرام فيفتي !، ويُسند إليه تعليم أولادنا فيعلم ! ، ويُدعى إلى المؤتمرات لكي يُدلي بدلوه في النوازل ومستجدات الأمور فيدلي ! وهو أجهل من حمار.
هؤلاء هم الذين قعدوا بالأمة وأفسدوا دينها وعقول أبنائها... صاروا علماء وشيوخًا بريالاتهم ودنانيرهم، ولكي يريحوا ضمائرهم- إن كان لبعضهم ضمير- تجدهم يتعللون بضيق أوقاتهم أو بانشغالهم بما هو أهم !!! أو بسوء صحتهم مما لا يمكنهم من الجلوس والبحث؛ فإنا لله وإنا إليه راجعون.
وليتهم كانوا يكذبون ويدلسون في غير دين الله وفي غير النيابة عن الله ورسوله، لكنهم لا يستحيون، ويظهر أحدُهم وقد نفخ أوداجه وكأنه العالم الهمام والحبر الفهام، فيتكلم ويتكلم، ولا إشكال عنده في أن يتبوأ من المناصب أعلاها فيدرس ويفتي ويشرف و(يؤلف) وتجده شيخًا (أو شيخة) يشار إليه بالبنان، أو عضوًا بهيئة تدريس بجامعة مرموقة، أو مشرفًا على مؤسسة دينية أو موقع إسلامي متخصص، أو مفتيًا أو عضوًا بهيئة شرعية، وهو جاهل متعالم لا يستطيع أن يؤلف بحثًا واحدًا، ولا أن يقرأ مخطوطة واحدة، بل ولا يحسن أن يفهم ما يقرأ.
ولا يظنن أحد أنني أهرف بما لا أعرف، أو أنني أقول كلامًا مرسلا مفخمًا مبالغًا فيه، لا ... إنما أنا أتكلم من واقع ملموس أعلمه علم اليقين وأراه يتكرر أمامي هنا وهناك، ولو شئتُ أن أسمي أسماءَ لامعةً يُثنى عليها صباحَ مساءَ وتُعَدُّ من أنبغ طلاب العلم والباحثين فيه لسميتُ ولتعجب القارئون، وليس ذلك فحسب بل إنني قادر على أن أثبت بالبراهين القاطعة صدق ما أقول، ولكن لا أحب أن أفضح أحدًا، ولعلهم يرجعون، ثم لعلي أُرمى بالهوس والجنون، أو الغيرة والرغبة في الشهرة.
إن هذه لقاصمة الظهر والضربة المميتة، ولابد لنا من وقفة تجاه أولئك الكذابين المدلسين الذين صاروا إلى ما صاروا إليه بأموالهم لا بعقولهم.
ولابد للذين يعاونونهم ويشاركونهم الإثم أن يقلعوا عن ذلك، ويتقوا الله تبارك وتعالى ولا يكونوا أعوانًا للمفترين على الله، ولا يشفع لهم احتياجهم إلى المال وأنهم لا يجدون ما ينفقون.
وأقول للجميع: اللهَ اللهَ في دينه وشريعته، اللهَ اللهَ في أمة حبيبه صلى الله عليه وسلم، اللهَ اللهَ في تراث الأمة وعلومها !
اللهم هل بلغتُ ؟! اللهم فاشهد !
 
أعلى