ثمرة الخلاف في المسألة

[د. عبدالحميد بن صالح الكراني]

للبحث العلمي مسلَّمات وأبجديات؛ ومنها ذكر: ثمرة الخلاف في المسائل العلمية؛ وذلك حال اختتام المسألة بعد بحثها ودراستها.
وقد استفتحت أختنا المجتهدة -مشكورة- طرح بعض التساؤلات فيما يقارب هذا الشأن؛ وأحبذ إفراد كل موضوع على حدة؛ لاستفتاح سلسلة في أصول البحث العلمي؛ وبخاصة في تناول المسائل العلمية؛ ليكون كل موضوع منها مستقلٌ بذاته؛ وتدرج فيه التطبيقات والأمثلة؛ لتعمَّ الاستفادة بقدرٍ أكبر.

كيف يكون تصوير المسائل؟؟؟؟؟​

 

[د. عبدالحميد بن صالح الكراني]

والجميع مدعوٌ لإثراء هذا الموضوع: ثمرة الخلاف في المسائل العلمية -وأشباهه- مع ذكر بعض التطبيقات.
https://feqhweb.com/vb/threads/6042​

 

[د. أريج الجابري]

س/ هل كل المواضيع يُذكر فيها ثمرة الخلاف أم أن هناك مواضيع معينة تحتاج لذكرها؟( الضابط في ذلك).
س/ ما هي العناصر التي لابد من ذكرها في ثمرة الخلاف؟وهل يطيل في ذكرها أم يقتصر على ما يوافق المسألة؟

 

[د. بدر بن إبراهيم المهوس]

س/ هل كل المواضيع يُذكر فيها ثمرة الخلاف أم أن هناك مواضيع معينة تحتاج لذكرها؟( الضابط في ذلك).
س/ ما هي العناصر التي لابد من ذكرها في ثمرة الخلاف؟وهل يطيل في ذكرها أم يقتصر على ما يوافق المسألة؟

الأستاذة المتخصصة بارك الله فيكم
ثمرة الخلاف مبنية على تحديد نوع الخلاف هل هو لفظي أو معنوي فإن كان لفظيا فلا ثمرة له إلا من ثلاث جهات :
1 - معرفة اصطلاحات أصحاب الأقوال .
2 - معرفة منشأ الخلاف في المسألة .
3 - الوصول إلى أنه لا يوجد خلاف حقيقي في المسألة ومن ثم تقليل الخلاف في المسائل العلمية .
أما الثمرات الحقيقية التي تنبني على الخلاف نفسه فهذه تتحقق في الخلاف المعنوي ثم هذه الثمرات هي التي تسمى تخريجاً سواء تخريج فروع من اصول أو أصول من أصول أو أصول من فروع أو فروع من فروع .
وقد تكون الثمرات عقدية أو فقهية أو أصولية أو لغوية أو غير ذلك .
وهذا له ارتباط بمنشأ الخلاف أيضاً فالخلاف ثمرة لمنشأ الخلاف وسببه وهكذا تكون المسألة سببا لثمراتها ومنشأ للخلاف فيها وقد تكون الأسباب متعددة كما أن الثمرات تكون متعددة .
وأما المقدار الذي يذكر من الثمرات فأعتقد أنه يعود لقوة المسألة وكثرة فروعها فنحن نلحظ أن المسائل الكبرى يقل ذكر ثمراتها لوضوحها فمثلا حجية الإجماع وحجية خبر الآحاد وحجية القياس وكون الأمر المجرد يقتضي الوجوب ونحوها من المسائل لا نجد العلماء يذكرون ثمرات النزاع عند ذكرهم لهذه المسائل لأنه يندرج تحتها عشرات بل مئات المسائل .
لكن حيث كان تحت المسألة فروع محصورة فيذكر منها ما يؤدي الغرض لا سيما أهم المسائل ، وأقربها إلى التفريع ، وألصقها بالمسألة ، وكون المسألة هي المنشأ الوحيد للخلاف فيها ، فهذه تقدم على غيرها عند التفريع والمشاحة .​

 

[د. أريج الجابري]

بارك الله فيكم دكتورنا الفاضل.
بقي هناك أمر منهجي في موضوعات المقارنة بين مسائل عالمين أو عالم واحد؛ هل الأفضل في مثل ذلك ذكر ثمرة الخلاف أم يُقتصر على الموازنة النظرية فقط؟

 

[د. بدر بن إبراهيم المهوس]

بارك الله فيكم دكتورنا الفاضل.
بقي هناك أمر منهجي في موضوعات المقارنة بين مسائل عالمين أو عالم واحد؛ هل الأفضل في مثل ذلك ذكر ثمرة الخلاف أم يُقتصر على الموازنة النظرية فقط؟

هذا يرجع إلى عنوان البحث ومنهج الباحث الذي ينص عليه في المقدمة فهو ملزم بما تضمناه هل العنوان والمنهج التزما بالتنظير والتطبيق أو التنظير فقط .

 

[د. أريج الجابري]

جزاك الله خيراً.

 

[أحلام]

[font=&quot]السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
[/font]​

[font=&quot]صدق شيخنا الفاضل
إذ لابد من مراعاة المنهجية التي وضعها الباحث عند إعداد خطته الدراسية[/font]​

[font=&quot]ولكن احيانا يحتاج الباحث إلى استظهار الثمرة , وتصبح من القوة بمكان وهذا لايتعلق فقط بدراسات النظرية التطبيقية بل حتى الدراسات التنظرية القائمة على المقارنة مابين عالمين أو حتى عالم واحد , وحكمة ذلك إذ تعتبر خير معين للباحث في بيان مكمن القوة والضعف في أحد القولين عند عمل المقارنة , وتعينه أيضاً على الترجيح والاختيار , ويعضد هذا قول الشاطبي: ([/font][font=&quot]كل مسألة مرسومة في أصول الفقه لا ينبني عليها فروع فقهية، أو آداب شرعية، أو لا تكون عونا في ذلك ؛ فوضعها في أصول الفقه [/font][font=&quot]عارية[/font][font=&quot]) وهذه الثمرة هي التي لابد للباحث أن يسعى إلى اظهارها ,
وخاصة إذا كان هذا عالم له مؤلفات أصولية وفقهية وعقائدية , فالنظر في المؤلف الأصولي والذي يحتوي على التقعيد والتأصيل للقاعدة , والغفلة عن غيرها هذا سيؤدي إلى وجود النقص في المادة العلمية
_والله أعلم[/font][font=&quot] _[/font]​

 

[د. أريج الجابري]

شكر الله لكِ
وإن كانت بعض بحوث المقارنة - في نظري- تختلف مقاصدها ومع ذلك أتفق بأهمية ثمرة الخلاف. مع العلم أني انتقدتُ في المناقشة بعدم وضع ثمرة الخلاف مع أني لم ألتزم بها منهجاً ولا عنواناً، وفي بحثي بالذات أعتقد أنه لم تكن الحاجة لذكر ثمرة الخلاف، ولم أجد نصيحة لا من المشرف ولا من المجالس التي مرت عليها الخطة والحمد لله على كل حال.

 

[أحلام]

ولم أجد نصيحة لا من المشرف ولا من المجالس التي مرت عليها الخطة والحمد لله على كل حال.

كثيراً ما تصبح النفس شحيحة في إعطاء النصيحة , ولكن مثل ما يقال "خيرها في غيرها بإذن لله تعالى"
ووفقكِ الرحمن لما يحب ويرضى​

 

[أحلام]

وثمة رسالة علمية قد اهتمت بدراسة الثمرة الفقهية في الأصول
وهي للباحث علي المحمادي نال من خلالها درجة الماجستير من جامعة أم القرى
والموسومة بـ ( المسائل الأصولية المختلف في أن لها ثمرة فقهية وتحقيق الخلاف فيها )
وهذا رابط الملخص
http://libback.uqu.edu.sa/hipres/ABS/ind3224.pdf

,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,​

 

[د. بدر بن إبراهيم المهوس]

ذكر الثمرات الفقهية له عدة فوائد منها :
1 - أنه يخرج علم الأصول من الجانب النظري إلى الجانب التطبيقي العملي الذي هو ثمرة دراسة أصول الفقه .
2 - أن ذكر الثمرة يزيد في إيضاح المسألة المختلف فيها ؛ إذ المسألة تتضح بالحد والتصوير وذكر الضوابط والقيود والأقسام وكذا بذكر الأمثلة التي هي من ثمراتها .
3 - أن ذكر الثمرة يعين على ترجيح أحد الأقوال في الثمرة ؛ لأن الطالب إذا عرف منشأ الخلاف أو بناء الثمرة على مسألة أصولية وترجح عنده أحد الأقوال في المسألة الأصولية أفاده ذلك في الترجيح في الثمرة نفسها في أغلب الأحيان لا سيما إن كان الخلاف في الثمرة ينبني فقط على تلك المسألة المختلف فيها .
4 - ذكر الثمرة ينمي ملكة الطالب الفقهية ويعينه على الفهم والاستنباط والقدرة على التخريج .
5 - أن ذكر الثمرة يفيد في تعليل الثمرات الفقهية ومعرفة مآخذها وعللها .
6 - أن ذكر الثمرة يجعل الطالب يربط بين علمين عظيمين وهما الأصول والفقه ، وكثيراً ما نحتاج - لا سيما في هذا العصر - إلى الربط بينهما فنحن نجد فجوة كبيرة بينهما لا سيما عند المتخصصين في الفنين ، فقليل من المتخصصين في الفقه يدرك القواعد الأصولية ويفهمها ويستوعبها ويعتمد عليها في التفريع ، وقليل من المتخصصين في أصول الفقه من يحيط ويتمكن في علم الفقه ويربط بين أصول الفقه والفقه ، ولذا ظهر تميز طريقة الحنفية في هذا الباب وهي طريقة الفقهاء إذ نجد كتبهم الأصولية مليئة بالفروع مما قلل الاضطراب والتناقض بين التأصيل والتفريع عندهم .والجمهور وإن كانوا تداركوا ذلك بتأليف كتب التخريج كالتمهيد للأسنوي وتخريج الفروع على الأصول للزنجاني ومفتاح الوصول للتلمساني والقواعد والفوائد الأصولية لابن اللحام إلا أن هذه الكتب القليلة لا تشكل شيئاً بالنسبة للكم الهائل من كتب الأصول المجردة شرحاً واختصاراً ونظماً بل إننا نجد أوهاما في بعض هذه الكتب - أعني كتب التخريج - من جهة نسبة الفروع إلى المذاهب ومن جهة صحة التفريع ، كما أننا نحتاج إلى ذكر الفروع الفقهية الحادثة والنوازل التي لم تذكر في كتب السابقين وتخريجها على تلك الأصول .
قد أدرك الإمام الشاطبي - رحمه الله - هذه الحاجة فألف كتابه العظيم الموافقات والذي يعد وصلة بين القواعد الأصولية وبين القدرة على تنزيلها على الواقع وتحقيق المناط فيها وهو ما غاير فيه طريقة من سبقه فهو يمثل الجانب العملي في حق المجتهد في طريقة التعامل مع القواعد الأصولية واقعاً ، وهو يتكلم في هذا الكتاب عما وراء أصول الفقه فهو كتاب مجتهدين .
وربما أقرب ما صنعه الشاطبي بالمثال فأقول :
الأصوليون كرجل يعلم آخر طريقة صيد السمك وهو على الشاطيء ويقول له : تأخذ معك شبكة ثم تركب القارب فإذا وصلت تلك المنطقة التي يكثر فيها السمك فألقِ بالشبكة ثم انتظر حتى تصطاد الشبكة ثم ارفعها .
وأما الشاطبي فكأنه أخذ الرجل على قاربه وأعطاه الشبكة وأوصله مكان السمك ثم قال له : ارمِ الشبكة في هذا المكان .