د. فؤاد بن يحيى الهاشمي
:: مشرف سابق ::
- إنضم
- 29 أكتوبر 2007
- المشاركات
- 9,059
- الكنية
- أبو فراس
- التخصص
- فقه
- المدينة
- جدة
- المذهب الفقهي
- مدرسة ابن تيمية الحنبلية لذا فالمذهب عندنا شيء والراجح شيء آخر تماماً!.
عمق المسألة و "الغوص الصعب"
الدارسون والباحثون لهم مسالك متعددة في مقدار الغوص في المسائل، وهو يرجع إلى عدة عوامل منها عوامل نفسية في "نوع"، و"مقدار" النَّفَس" الذي لديهم، ومنها عوامل معرفية ترجع إلى "التكويني العلمي"، وإلى ما يملكونه، وما يدخرونه من "أودات بحثية".
من المهم بمكان أن نعلم أن الدارس له نظر إلى مقدار محدد من "العمق"، لأن وراءه سفراً طويلاً إلى الشاطئ الآخر، وإن تطويل "التعميق"، مظنة "الانقطاع"، أو "التأخير"، عن الوصول إلى "هدفه"، فالغوص بالنسبة له آثار عكسية هذا إذا لم يلتهمه "قرش" أو "حوت"، أو "شبهة أخاذة"! وهو لم يعدَّ عدته من أودات الصيد البحري.
بينما الباحث له شأن آخر، فهو قد لا يكون أصلاً له أرب بالوصول إلى الشاطئ الآخر، أو أنه قد ذهب واستكشف وانتهى، وإنما غرضه الآن "الغوض" في "أعمق" نقطة يمكن أن يصلها، إما للبحث عن درة ثمينة، أو عن كنز مدفون، أو عن جزيرة غرقت، أو حتى لتسجيل رقم قياسي في طول بحثه لمسألة ما!
وقمين أن نذكر هنا أنه كما يوصى المستهلون في الطلب عدم الإكثار من الغوص قبل "الدربة"، و"الاحتراف"، فإنه يوصى الباحثون بشحذ الهمم للوصول إلى أبعد نقطة ممكنة، علماً أن الإنسان إلى هذه اللحظة لم يصل إلى "قعر البحر".
وإن في الغوص في المسائل من الفوائد والدرر ما لا يوجد في غير الغوص، أما مجرد الغطس والتغطيس فليس وراءه إلا استشراف العين ثم رجوعها حاسرة مع جراح من أحجار وتعثر في الشعب المرجانية لاسيما إن كان التغطيس في البحر الأحمر، الذي يحمل في بطنه أكثر شعب مرجانية في العالم أجمع، وقد استكشف ذلك مؤرخي الإسلام منذ ثمانية قرون، وأن به شيئا لا يصدق! ثم ذكروا قبر أمِّنا حواء في جدة!
لكن الغوص أمر آخر فـ "فيه ما تحته"، و"له ما وراءه"، وفي كل طبقة من طبقات "الغوص" كنوز أخرى غير التي فوقها، فهي ككواكب درية، كل درة تنسي ما قبلها.
فيا أيها المستهل عليك بالسباحة إلى الشاطئ الآخر
وإياك والتغطيس فليس وراءه إلا العثار!
أما "المجد" فليس لأحد من الناس إلا رجلاً كابده
وفي الغوص "أسرار" تُرى وتبصر في "الأعماق"
ولا يمكن أن توصف في "الصحاري والقفار"!
وإياك والتغطيس فليس وراءه إلا العثار!
أما "المجد" فليس لأحد من الناس إلا رجلاً كابده
وفي الغوص "أسرار" تُرى وتبصر في "الأعماق"
ولا يمكن أن توصف في "الصحاري والقفار"!
بوركت جهودكم أيها الإخوة الكرام ،فقد أضحى الموضوع غنياً جداً لدرجة أنني - كوني مبتدئة - ظننت أن الموضوع انتهى ، خاصة بعد ما قرأت الخلاصات !:d لولا أنني قرأت: وسيأتي ذكرها ضمن أدلة القائلين بأن صلاة الجماعة فرض كفاية أو سنة مؤكدة إن شاء الله تعالى .
و سؤالي للأخ المبجل أبي حازم الكاتب :
هل يلزم طلاب العلم المبتدئين ، في بحثهم عن حكم صلاة الجماعة ، أن يخوضوا مثل الذي خضتم ، من دراسة الأسانيد للأحاديث و الآثار عن الصحابة ؟
أم يكفيهم سرد الأدلة و بيان درجة صحتها و تخريجها و من ثمّ ذكر وجه الدلالة ؟
تختلف البحوث في طريقة البحث من مختصر لرسالة علمية وعلى حسب القراء .
إنما أردت في طرح المسألة بهذه الطريقة مع الشيوخ الكرام لبيان الطريقة الأفضل في دراسة المسائل من جهة الاستقراء والتحليل والمقارنة .
كما أردت أن نتعلم كيف نربي أنفسنا على بحث المسائل بهدوء وروية وصبر وطول النفس وعدم العجلة في رد أقوال المخالفين من العلماء وطول النظر والتأمل في كلامهم ، وتثبيت العلم بكثرة القراءة وتكرار المعلومة ، والبحث عن الإيرادات عليها ، وتدريب الذهن على الاستنباط وفك العبارات مع ما يصحب ذلك من فوائد وملح ليست مقصودة أصالة في المسألة .
لو لم نحز من نقاشنا إلا هذه لكفتنا .
https://feqhweb.com/vb/threads/5523-4
التعديل الأخير: