العِلْمُ رَحِمٌ بَيْنَ أَهْلِهِ، فَحَيَّ هَلاً بِكَ مُفِيْدَاً وَمُسْتَفِيْدَاً، مُشِيْعَاً لآدَابِ طَالِبِ العِلْمِ وَالهُدَى،
مُلازِمَاً لِلأَمَانَةِ العِلْمِيةِ، مُسْتَشْعِرَاً أَنَّ: (الْمَلَائِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا لِطَالِبِ الْعِلْمِ رِضًا بِمَا يَطْلُبُ) [رَوَاهُ الإَمَامُ أَحْمَدُ]،
فَهَنِيْئَاً لَكَ سُلُوْكُ هَذَا السَّبِيْلِ؛ (وَمَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ) [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ]،

مرحباً بزيارتك الأولى للملتقى، وللاستفادة من الملتقى والتفاعل فيسرنا تسجيلك عضواً فاعلاً ومتفاعلاً،
وإن كنت عضواً سابقاً فهلم إلى رحاب العلم من هنا.

عبدالعزيز بن محمد بن فيسون

الكنية
فيسون
التخصص
الدراسات الإسلامية
الوظيفة
أستاذ
المدينة
وجدة
المذهب الفقهي
مالكي
موضوع رسالة الماجستير
ضوابط ومحاذير الفتوى في القضايا المعاصرة " بلاد المهجر نموذجا"
ملخص رسالة الماجستير
ملخص لبحث الماستر
ضوابط ومحاذير الفتوى في القضايا المعاصرة (بلاد المهجر نموذجاً)



بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين وبعد؛ فهذا ملخص موجز لبحث الماستر تحت عنوان:
" ضوابط ومحاذير الفتوى في القضايا المعاصرة" ( بلاد المهجر نموذجا )
حاولت من خلاله إبراز المنهج الصحيح للفتوى وفقاً للضوابط التي ينبغي على المفتي أن يراعيها، والمحاذير التي ينبغي عليه أن يتوقاها عند الفتوى في القضايا الفقهية المعاصرة بصفة عامة، وقضايا المهاجرين بصفة خاصة.
وتكمن أهمية البحث الأساسية في أنه يعرض لمجموعة من المسائل المهمة، تحدد مدى صلاحية الفتوى وخضوعها للضوابط الشرعية المتعارف عليها بين العلماء، والقيام بدراستها وصياغتها في إطار منهجي يساعد الباحثين على القيام بأمر الفتوى بشكل سليم، ويجنبهم الوقوع في المزالق، ويسدد فتواهم نحو الرشد والصواب. وأخص بالذكر تلك الفتاوى المتعلقة بالجاليات المسلمة في ديار الغرب، وما تواجهه من تحديات وصعوبات للحفاظ على دينها وهويتها الإسلامية
وفي ما يلي ملخص للبحث في عدة نقاط :
ـ تدور مادة "الفتوى" و " الفتيا " حول التبين والإظهار لغة، ولفظ الفتيا أكثر استعمالاً وأفصح في لغة العرب، وأشيع في الاستعمال الشرعي، والفتيا تحمل معنى الإبانة والإعانة للسائل.
ـ انتهى البحث إلى أن الفتوى أعم من القضاء، وأن كل ما يجري فيه القضاء تجري فيه الفتوى من غير عكس، كما أن الفتوى تنقض بالحكم والفتوى معاً.
ـ تعتبر الفتيا أعم وأوسع من دائرة القضاء، فهي تشمل الأحكام التكليفية والوضعية والأحكام الفقهية والعقدية على حد سواء..
ـ مايز البحث بين الفتيا ولاجتهاد من جهة المجال والميدان، فالإفتاء يشمل الأحكام القطعية والظنية معاً بخلاف الاجتهاد فإنه يقتصر على الأحكامالظنية فحسب؛ وعليه فالإفتاء أعم من هذه الجهة، في حين أن الاجتهاد أعم من حيث عدم اشتراط وقوع واقعة أو توجيه سؤال حولها.
ـ ذكّر البحث بحاجة الناس إلى الفتوى، خاصة في ديار المهجر نظراً لما تعيشه الجاليات المسلمة من اضطرابات في حياتهم الدينية والاجتماعية والسياسية.
ـ عرف البحث بالضوابط من حيث اللغة والاصطلاح والفروق بينها وبين القواعد والاجتهاد
ـ القضايا المعاصرة - التي تتطلب بيان حكم الله فيها-: هي القضايا المستجدة التي طرأت على الناس في العصر الحاضر، ولم تكن معروفة في العصور السابقة، وكذلك القضايا التي عرفت في الماضي، وحكم فيها بحكم ولكن موجب هذا الحكم تغير لتغير الظروف والأحوال، فوجب إعادة النظر في تلك القضايا، كما ينطبق مفهوم القضايا المعاصرة على القضايا المركبة من عدة صور قديمة.
‏- الفتوى من الأعمال الدينية الجليلة، والمهام الشرعية الجسيمة، ينوب فيها الشخص بالتبليغ عن رب العالمين، ويؤتمن على شرعه ودينه، والمفتي قائم في الأمة مقام النبي صلى الله عليه وسلم، فهو مخبر عن الله تعالى كالنبي، لذلك يجب أن يكون المتصدي للفتوى مؤهلاً؛ حتى يقوم بها خير قيام، وأهم ما يجب أن يتأهل به المفتي: هو الاستقامة على دين الله، والعلم بالأحكام الشرعية، والتحلي بالآداب والصفات التي تقوده إلى مرضاة الله وتوفيقه، وتجعل فتواه سليمة ومقبولة عند الله وعند الناس.
‏ـ يجب على المفتي أن يسير في فتواه وفق منهجية منضبطة في فهم الواقعة المعروضة عليه، وفي فهم الحكم الشرعي الذي يجب إنزاله على تلك الواقعة.
‏ـ كما يلزمه أن يحرص على التيسير في الفتوى؛ مراعاة لحال المستفتي وتسهيلاً له في تطبيق الأحكام، وليس المقصود بالتيسير: الإتيان بشرع جديد، أو إسقاط ما فرض الله، وإنما المقصود بالتيسير: الوسطية في الفتوى، وتقديم الأيسر على الأحوط، والتيسير فيما تعم به البلوى، ومراعاة الرخص، والتحري، وعدم التوسع في تكليف الناس بالأحكام بدون دليل صريح يقضى بذلك.
‏ـ على المفتي أن يراعي في فتواه مصالح الناس وأحوالهم، ملتزماً في ذلك بما ترشد إليه نصوص الكتاب والسنة، وأبرز المصالح التي ينبغي مراعاتها المصالح المتغيرة، والمصالح المستجدة، وضرورات العصر وحاجاته، وما اقتضاه التطور العلمي.
‏ينبغي للمفتي في القضايا المعاصرة أن لا يتقيد في فتواه بمذهب معين وإنما يأخذ من أقوال العلماء ما كان أرجح دليلاً، وأكثر تحقيقاً لمقاصد الشريعة، ورعاية مصالح الناس والتيسير عليهم.
‏ينبغي أن تكون الفتوى في القضايا المعاصرة جماعية، وذلك بأن يبين العلماء حكم الواقعة بعد تشاورهم في الأمر من خلال المؤسسات أو المجالس أو الهيئات أو المجامع التي تنظم تجمع العلماء وممارستهم لأعمالهم في الاجتهاد والفتوى.
الخــاتــمــة:
بعد توفيق الله لي في إكمال البحث، سجلت أهم النتائج التي خلصت إليها، من خلال العرض السريع لأهم ما تضمنه؛ حتى يتمكن القارئ من جمع أطراف الموضوع، والوقوف عليها وقفة إجمالية ثم خلصت بعد ذلك لتوصيات البحث .
أولاً: نتائج البحث:
1) الفتوى لا بد أن تصدر من عالم متخصص بالعلوم الشرعية مشهود له بذلك يمتلك الجرأة والدربة.
2) المفتي مسئول أمام الله عما يفتي به، وأجره مترتب على قدر ما يبذله في تقصي الحقيقة.
3) الفتوى لا بد من مطابقتها لموضوع الاستفتاء، وأن يكون صاحبها واضح التجرد الأهواء.
4) الفتوى إما أن تكون مشافهة، وفي هذه الحالة لا بد من سؤال المستفتي عن جميع الملابسات, ومن خلال النظر في حال المستفتي يتبين إن كان محقاً, أو باحثاً عن حيلة, وإما أن تكون الفتوى كتابية فيراعي المفتي قواعد الكتابة لحفظها من التغيير، ولئلا ينسب إليه ما لم يقله .
5) اعتماد الفتوى على الدليل الشرعي، و مراعاة مقاصد الشريعة وقواعدها العامة،
والتأكد من وقوع الحادثة المسئول عنها ومراعاة الحال، والزمان، والمكان، والتجرد من الهوى أهم الضوابط لتكون الفتوى صحيحة.
6) المفتي كغيره من البشر ليس له العصمة، فهو يخطئ، ويصيب، ويراجَع، ويصوَّب فإذا أخطأ فليرجع عن خطئه .
7) الإسلام، والتكليف والعدالة، ووجود القريحة من أهم ضوابط المفتي، فمن لم تكتمل لديه الضوابط لا يتقلد منصب الإفتاء.
8) المفتي مخبر وليس مجبراً والفتوى غير ملزمة؛ وبالتالي لا يضمن المتلفات لأن الحكم يضاف للمباشر.
9) السلف رضوان الله عليهم، مع ماهم عليه من العلم، والمعرفة كانوا يتورعون عن الفتيا خشية أن يقولوا على الله ما لا يعلمون .
10) الإخلال بالفتوى يكون من جهتين، من جهة مفت تسرع ولم يتثبت، ولم يُعمل النظر، ومن جهة من يتصدر وليس أهلاً لهذا المنصب.
11) قلة العلم، وتصدر الجهال وأنصاف الفقهاء، ومسابقتهم على الإفتاء، وعدم معرفة مكر الناس وكيدهم، وما يهدفون إليه، والخضوع للأهواء؛ من أهم ما يسبب الإخلال بالفتوى .
12) مخالفة الفتوى لدليل صحيح صريح، وظهور الاختلاف، والتباين بين مقدمات الفتوى، ونتائجها وكثرة ردود العلماء المعتبرين، وإجمالها فيما يقتضي التفصيل، وفرح الظلمة بالفتوى واستنادهم عليها في ظلمهم وتعنتهم من أهم مظاهر الإخلال بالفتوى.
13) ترتب الإثم وإضلال الناس، وظهور مبدأ التكفير وعدم الثقة بقول العلماء من آثار الإخلال بالفتوى .
14) رقابة الدولة والحجر علي المفتي الماجن خطوتان مهمتان لعلاج الإخلال بالفتوى.
15) إعداد المفتين, وعمل اجتماعات دورية لمن يتقلد منصب الإفتاء للمراجعة وتوضيح ما يستجد, من مهمات العلماء، والمؤسسات العلمية الدينية للحد من الإخلال بالفتوى.
ثانياً: التوصيات:
بعد الانتهاء من عرض نتائج البحث أتقدم بالتوصيات التالية:
1) إنشاء مجالس للإفتاء، واعتماد أن تكون الفتوى جماعية كون الجماعة أقرب للصواب.
2) إنشاء جامعات متخصصة لتدريس العلوم الشرعية تخرج مجتهدين ودعمها بكافة اللوازم, حتى يتفرغ من فيها لطلب العلم بحيث يتصدر للإفتاء وهو مؤهل.
3) اجتماع العلماء من كل الأماكن في مؤتمر عالمي ليتفقوا على صياغة ميثاق للمفتين بمثابة القانون؛ ليلتزم به المفتي حتى لا يحيد عن الصواب
4) اجتماع العلماء في كل منطقة لمدارسة المستجدات، وكيفية تنزيل النصوص عليها .
5) جمع الفتاوى التي أخل بها أصحابها، وتبيين الخلل فيها, وإرسال رسائل لمن أفتى بذلك حتى يتبصر أو يتراجع .
وأخيراً: فهذا العمل يسير وهو جهد المقل يعتريه الخطأ والصواب، أرجو ممن قرأه أن يدعو لي ولوالديَّ ولمشايخي ولا ينسَ إخوانه المسلمين في كل مكان، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
موضوع أطروحة الدكتوراه
الإمام الشاطبي واختياراته الفقهية من خلال مرلفاته
ملخص أطروحة الدكتوراه
تقرير عن مشروع الدكتوراه
تحت عنوان



الإمام الشاطبي واختياراته الفقهية
من خلال مؤلفاته




إعداد الطالب الباحث: عبدالعزيز فيسون









بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، خالق الخلق أجمعين، وإله المتقين، أرسل الرسل وأنزل الكتب، ليخرج الناس من الظلمات إلى النور وبين للمكلفين الحق من الضلال والغي من الرشاد، وحدد سبحانه سبل السعادة في الدنيا والآخرة على سبيل الإجمال والتفصيل وبعد؛
فإن شريعة الإسلام شريعة خاتمة للشرائع ومتكاملة وشاملة، تحقق مصالح العباد في كل زمان ومكان ومرنة تستوعب كل المستجدات، وبما أن نصوصها محدودة، والوقائع غير متناهية، كان الاجتهاد في ضوء الكتاب والسنة حتما على العلماء الذين توفرت فيهم أدوات الاجتهاد، وأتقنوا فهم الأدلة والاستدلال بها على الوقائع المستجدة.ومن هنا فتح باب الاجتهاد وبرز فيه علماء أجلاء في مختلف العلوم خدمة لهذا الدين ومن أبرز العلوم التي لها ارتباط وثيق بالاجتهاد والتدقيق وفهم النصوص الشرعية علم الفقه، فهو من أجل العلوم قدراً، وبه يعرف الإنسان المسلم ما يحل له وما يحرم عليه وما يجب عليه وما لا يجب ، وقد امتدح الرسول (صلى الله عليه وسلم) من يسلك طريق الفقه بقوله (صلى الله عليه وسلم) : (( من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين))
ومن النعم التي أنعم الله تعالى بها علينا أن هيأ لنا على مر الأزمان رجالا قد خصهم برحمة منه وفرَّغَهُم للاشتغال بعلوم الدين قال تعالى : فَلَوْلاَ نَفَرَ مِن كُلِّ فِرْقَةٍ مِّنْهُمْ طَآئِفَةٌ لِّيَتَفَقَّهُواْ فِي الدِّينِ وَلِيُنذِرُواْ قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُواْ إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ
ولم يخل زمن من الأزمان من هؤلاء الرجال الذين تعبوا وأفنوا حياتهم في العلم والتعليم والتصنيف، ولم يكن همهم إلا ابتغاء وجه الله تعالى، ومن هؤلاء الرجال الإمام محمد بن علي الشاطبي -رحمه الله تعالى-، هذا العالم الذي زخرت حياته بالعطاء وأثرى المسلمين بمصنفاته، التي ستكون موضوع البحث والدراسة في هذا المشروع المقدم لأطروحة الدكتوراه تحت عنوان " الإمام الشاطبي واختياراته الفقهية من خلال مؤلفاته " وهي تآليف جليلة مشتملة على أبحاث نفيسة وانتقادات وتحقيقات شريفة. كما وصفها أحمد بابا التنبكتي، وهي أنواع: منها مؤلفات لم يكتب لها الخروج إلى الوجود، كونها لا زالت مخطوطة لم تطبع ولم تتوفر للقراء، أوأنها أتلفت في حياة الشاطبي - رحمه الله – كما أشارإلى ذلك الإمام أحمد بابا التنبكتي في النيل، وأما النوع الثاني فيشمل مؤلفات لم تخل من بعضها رفوف الخزانات قديماً أوحديثاً، منها ما فاقت شهرته كل الآفاق وأصبح مرجعاً أساسياً لا غنى لطالب العلم عنه، يأتي في مقدمتها من حيث الأهمية، كتابه الموسوم" بالموافقات" وهو كتابٌ لا تخفى قيمتُه على طلبة العلم، فهو كتاب جليل القدر جداً لا نظير له، يدل على علو شأن إمامة صاحبه في العلوم، سيما علم أصول الفقه ومقاصد الشريعة والذي خص القسم الثالث من مسائله له ، فإذا ذُكر كتاب الموافقات ذُكرت مقاصد الشريعة، فقد بنى بكتابه هذا هرماً شامخا للثقافة الإسلامية استطاع أن يشرف منه على مسالك وطرق لتحقيق خلود الدين وعصمته، قل من اهتدى إليها قبله، فأصبح الخائضون في معاني الشريعة وأسرارها عالة عليه، وكان السباق إلى تأصيل علم المقاصد تأصيلا لم يُسبق إليه، وكان ميلاد هذا العلم معه. وإن كان ممن سبقه قد دفعوا بعلم المقاصد دفعات قوية كشيخ الاسلام ابن تيمية في كتابه " بيان الدليل " والسياسة الشرعية ... وكذلك ابن القيم في كتابه إعلام الموقعين ... إلا أن ميلاد هذا العلم وتنظيمه ... كان الشاطبي هو الفريد في ذلك. وقد حظي هذا الكتاب بشهرة فائقة، لا سيما في العصر الحديث، وأقبل الناس عليه إقبالًا واضحًا، والمستفيدون منه في هذا العصر في بحوثهم ومؤلفاتهم، بل والمعتمدون عليه تمامًا لا يمكن حصرهم أو استيعابهم، فهو أمر يفوق الحصر، وقد طبع الكتاب عدة طبعات وحقق عدة تحقيقات كان آخرها وأهمها؛ الإصدار الأخير سنة 2017 لمنشورات البشير بنعطية - بفاس المغرب - للشيخ العلامة الدكتور الحسين أيت سعيد حفظه الله، أستاذ التعليم العالي بجامعة القاضي عياض بمراكش، وعضو المجلس العلمي الأعلى.هذا الإصدار – بلا مبالغة – هو أفضل طبعات كتاب الموافقات، من حيث النسخ المعتمدة، - وعددها سبع مجلدات - ومن حيث التحقيق والتعليق العلمي، ولا عجب فالمحقق فقيه لغوي أصولي محدث مكين، زيادة على كونه حفظه الله قضى في هذا العمل سنوات عديدة، حتى صار خبيرا بهذا الكتاب خبرة عجيبة جدا.
ويأتي في المرتبة الثانية من حيث الأهمية كتابه ((الاعتصام)) فهو من أجل الكتب التي تناولت موضوع البدع وحررت الكلام في مسائل هذه البدع، فقد بحثها بحثا علميا وسبرها بمعيار الأصول الشرعية ولكن الأجل لم يمهله لإتمام مؤلفه، وما أنجزه منه جاء ممتعاً مفيداً، وقد حصره في عشرة أبواب، وطبع وحقق عدة تحقيقات من أهمها) :تحقيق محمد الشقير وسعد حميد وهشام العيني ) أو ( تحقيق مشهور بن حسن آل سلمان(
الكتاب الثالث هو: (( فتاوى الشاطبي)) الذي طبعه وحققه وقدم له الدكتور محمد أبو الأجفان التونسي، فكانت الطبعة الأولى سنة 1984 م والطبعة الثانية سنة 1985 م، فقد جمع أغلب فتاويه من المعيار المعرب للونشريسي - رحمه الله - أوصلها إلى ستين فتوى، وهي فتاوى ناطقة بأراء الشاطبي التطبيقية فيما واجهه في عصره ومن أهل عصره، أو استفتي فيه، وهي مبينة وموضحة لمنهجه الفقهي في تطبيق المبادئ والمقاصد الشرعية التي استخلصها من نصوص الكتاب والسنة، وما توحي به من دلالات على مقاصد الشريعة التي تضمنها كتاب الموافقات، وتكمن أهمية هذه الفتاوى وقيمتها العلمية أولاً: في أنها تعرض لأحداث ووقائع من التاريخ والتراث الأندلسي، والسؤال الذي يطرح نفسه بإلحاح، هل غابت تلك الوقائع بعد ذلك عن المسرح أم لا زالت إلى وقتنا الحاضر، وهو ما سيحاول المشروع المقترح للأطروحة الإجابة عنه في بعض مباحثه.
وتبرز قيمتها ثانياً: من الناحية المنهجية التطبيقية في تقرير الأحكام الشرعية فيها، وما كان بينه وبين بعض أهل عصره من الاختلاف في وجهات النظر حول بعض القضايا، وما جرى بينهم من حوارات علمية في بعض الوقائع.
فالبحث في هذه الفتاوى - ومثيلاتها – من آرائه واختياراته الفقهية مما هو مبثوت في ثنايا مؤلفاته، - والتي تعبر عن آرائه وبُعد نظره الثاقب بعد إفراغ الجهد في استقراء النصوص الشرعية والتأمل في الأدلة العقلية،- لَيُعَدُّ تقريراً واختياراً فقهياً يدل على نباهته ورجاحة عقله وقوة بصيرته وطريقة تفكيره المثلى التي تستوجب من الباحث المعاصر الوقوف عندها لاكتشاف هذه المواقف، خاصة في القضايا الفقهية، ومنهجه في تقرير الأحكام الشرعية.
وقبلها بسنة قام أبو الأجفان بتحقيق كتاب ( الإفادات والإنشادات ) مع التعليق عليه والتقديم له بدراسة في التعريف بمؤلفه وتحليل منهجه فيه وإبراز مسائله ونشرت مؤسسة الرسالة طبعته الأولى سنة 1983 م، وهو من صنف كتب المحاضرات والمذاكرات المشتملة على فوائد علمية وطرف متنوعة من فنون مختلفة لا يربطها سلك جامع، وكانت إنشاداته أبياتاً شعرية مختلفة الأغراض، وقد جعل بإثر كل إفادة إنشادة بلغت في مجملها واحداً ومائة.
أهمية المشروع
من المتفق عليه بين الباحثين أن أهمية أي بحث تقاس بمدى معرفة موضوعه، والإضافة والجِدَّةِ التي سيقدمها في الساحة العلمية والبحثية، ومن خلال تدقيق النظر في موضوع:"الإمام الشاطبي واختياراته الفقهية من خلال مؤلفاته "
اتضح لي أن البحث في موضوع الاختيارات الفقهية لدى العلماء يعتبر من الموضوعات البالغة الأهمية، لما لها من فائدة ونفع يتمثلان في إبراز جهود صاحب الاختيار من خلال الاطلاع عن كثب على مؤلفاته في هذا المضمار، ولأن دراسة الاختيارات كذلك تثري الملكة الفكرية لدى الباحث وتجعله يستفيد من السبل التي يسلكها أصحاب الاختيارات في طرح اختياراتهم الفقهية، بالإضافة إلى مقارنتها بغيرها والاستدلال لها، لتحقيق القول الراجح منها وإسقاط المرجوح، قطعاً لدابر الخلاف، إذ الهدف من ذلك الوصول إلى الحق مع الدليل.
........ومن أجل هذا اتجه التفكير إلى كتابة موضوع في أطروحة (( الدكتوراه)) له علاقة بهذا العَلَم المالكي ترجمة لحياته وجمعاً لفقهه، ويمكن إجمال الأسباب التي دفعتني للكتابة في هذا الموضوع على نحو ما يلي :
أسباب اختيار الموضوع:
1. إن مكانة هذا الإمام، وعظمة قدره والرغبة الشديدة في التعرف إلى منهجه، حافز شجعني على الكتابة في هذا الموضوع.
2. إبراز شخصية الإمام الشاطبي والتعريف به من خلال تحديد اختياراته الفقهية، تقديراً لجهود هذا الإمام الكبيرة في إثراء الفقه الإسلامي، وإبرازاً لشخصيته، لما له من مكانة علمية جليلة وآراء فقهية سديدة.
3. إن الذي لفت نظري لهذا الموضوع – الاختيارات الفقهية – عند الإمام الشاطبي – رحمه الله - هو عكوف طلبة الدراسات العليا والباحثين بالدراسة والتحليل على كتاب ((الموافقات )) و (( الاعتصام )) وإبراز جهود الشاطبي في علم الأصول والمقاصد خاصة، وهو أمر طبيعي يفرضه توجه الشاطبي من خلال المواضيع التي تناولها في هذين المؤلفين، لكننا نلاحظ في المقابل عزوفا أو تقصيرا في دراستهما من جوانب أخرى كاختياراته الفقهية، وهو ما دعاني إلى الإسهام في هذا الجانب إذا يسر الله لي ذلك.
4. إن الكتابة في موضوع :( الاختيارات الفقهية)هو جزء مكمل للدراسات الفقهية التي عقدت حول مجموعة من المؤلفين ومؤلفاتهم وإبراز آرائهم الفقهية،خاصة المنتمين منهم للمذهب المالكي كـ:الاختيارات الفقهية لشيخ المدرسة المالكية بالعراق القاضي اسماعيل ابن إسحاق البغدادي، والاختيارات الفقهية للإمام خليل ابن إسحاق من خلال كتابه التوضيح والاختيارات الفقهية للإمام ابن عبدالبر الأندلسي من خلال كتاب التمهيد، والاختيارات الفقهية للإمام ابن العربي المعافري من خلال كتابه أحكام القرآن، أو عارضة الأحوذي.
والاختيارات الفقهية لابن رشد الحفيد في بداية المجتهد ونهاية المقتصد. وغيرها من البحوث التي لا يسع المجال لذكرها، وهي ولاشك بحوث مهمة بذل أصحابها جهوداً كبيرة سأستفيد منها في تكوين فكرة عامة عن الموضوع .
5. إن البحث في اختيارات الإمام الشاطبي الفقهية ومقارنتها بالأقوال الفقهية تتيح للباحث والدارس لها الاطلاع على أمهات الكتب الفقهية في مختلف المذاهب والتعرف على مناهج وأساليب العلماء في تقرير الأحكام الشرعية كما أسلفت.
زيادة على ذلك حبي للتعمق في دراسة الفقه بصورة عامة .
الجهود السابقة :
لا أعلم أن هناك دراسةً أفردت هذا الموضوع بالذكر في بحث مستقل حسب علمي - بعد البحث والاطلاع - راجياً من الله أن يكون هذا العمل فاتحة خيرٍ لكل من أراد أن يبحث عن اختيارات الإمام الشاطبي في مجالات أخرى ؛ ليستكمل الجهد حتى نصل إلى جمع اختياراته في شتى العلوم التي صنف فيها.
آفاق المشروع:
جمع اختيارات الإمام الشاطبي من مؤلفاته ومقارنتها بآراء الفقهاء وإبراز المكانة الفقهية التي كان ولا زال يتبوؤها، والإسهام في إثراء المكتبة الإسلامية بدراسة فقهية أصيلة من التراث المالكي الأندلسي.
..........................
..........................
الصعوبات المنتظرة
من أهم الصعوبات التي تنتظر أي باحث هي: جمع شتات الموضوع قيد الدراسة والبحث وتكوين فكرة واضحة عنه وإزالة ذلك الغبش الذي يعترضه ويقذف بأفكاره يميناً وشمالاً قبل أن ترسو سفينته وتتضح معالم طريقه الموصلة إلى الهدف المنشود. ومن الصعوبات كذلك سعة الموضوع، فإنه يشمل معظم أبواب الفقه المبثوثة في مؤلفاته وهو ما يحتم علي الرجوع إليها والتنقيب عن آرائه وترجيحاته واختياراته فيها، وهو أمر عسير يتطلب جهدا جهيدا وصبراً ومكابدة للوصول إلى النتيجة ومعرفة الرأي الراجح فيها، وأرجو من الله أن أوفق فيه.
...........................
...........................
توجهات عامة للأطروحة:
جمع المادة العلمية لأنها أهم عملية في البحث العلمي، وذلك وفق تصور محدد وإطار عام يضبطه عنوان الموضوع المقترح. ولهذا ينبغي جمع النصوص التي لها ارتباط بمضمون المشروع المقترح لأطروحة الدكتوراه من مثل:
- ترجمة للشاطبي والتعريف به من ولادته إلى وفاته من خلال تناول جوانب من حياته كشهرته وأخلاقه وحياته العلمية وأبرز شيوخه وتلامذته ومكانته السامية بين بعض معاصريه، وثناء العلماء عليه وظروف عصره ومن عاصره من العلماء والتعريف بمؤلفاته خاصة تلك التي لها صلة مباشرة بموضوع البحث أو الرسالة وإبراز آرائه الفقهية.....
- منهج الشاطبي في تناول القضايا الفقهية ......
- الألفاظ المستعملة من الشاطبي للدلالة على اختياراته الفقهية من خلا ل مؤلفاته...
 المصادر والمراجع التي يمكن الرجوع إليها:
ـ القرآن الكريم براوية ورش.
ـ كتب الحديث.
+ الكتب التي تهتم بالمفردات والمعاجم والتعريفات:
+ الكتب التي تهتم بالفقه وأصوله:
+ الكتب التي تهتم بمقاصد الشريعة
+ المقالات والأبحاث
+ المواقع الإلكترونية
+ الكتب التي لها صلة مباشرة بالموضوع
أعلى