العِلْمُ رَحِمٌ بَيْنَ أَهْلِهِ، فَحَيَّ هَلاً بِكَ مُفِيْدَاً وَمُسْتَفِيْدَاً، مُشِيْعَاً لآدَابِ طَالِبِ العِلْمِ وَالهُدَى،
مُلازِمَاً لِلأَمَانَةِ العِلْمِيةِ، مُسْتَشْعِرَاً أَنَّ: (الْمَلَائِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا لِطَالِبِ الْعِلْمِ رِضًا بِمَا يَطْلُبُ) [رَوَاهُ الإَمَامُ أَحْمَدُ]،
فَهَنِيْئَاً لَكَ سُلُوْكُ هَذَا السَّبِيْلِ؛ (وَمَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ) [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ]،

مرحباً بزيارتك الأولى للملتقى، وللاستفادة من الملتقى والتفاعل فيسرنا تسجيلك عضواً فاعلاً ومتفاعلاً،
وإن كنت عضواً سابقاً فهلم إلى رحاب العلم من هنا.

أدب البحث والمناظرة علم لا غنى عنه

إنضم
26 فبراير 2010
المشاركات
596
الكنية
أبو الفضل
التخصص
الفقه المقارن
المدينة
الخليل
المذهب الفقهي
فقه مقارن
يعجبني الدفاع عن الحق ، والحماسة للدين، والتمسك بالسنة، والثبات على المبادئ .
لكن لا يعجبني أبداً الدفاع عن الحق أو الموقف-أياً كان- بلا منطق في الحوار ، أو أدوات للبحث والتناظر، ولكم رأيت محقاً في جثمان مبطل ، لسوء استخدامه لأدوات الحوار ، أو لعدم معرفته أدبيات البحث والمناظرة.
وحقيقٌ على كل من له نصيب من العلوم الشرعية أن يتعلم أساليب الدفاع عن الحق ، وآداب البحث ، وأفانين الجدل.
وهذا لا يعني أن يتعلم طالب العلوم الشرعية علم المنطق بحذافيره فيأخذ عجره وبجره، بل عليه أن يأخذ من المنطق ما ينفعه، ويدعم تخصصه.
وإن تعلّمَ المنطق فحسنٌ، لكن على ثقة عارف بالسنة والبدعة وحدودهما وحدود علم المنطق وصلاحياته.
ويعجبني من الكتب والرسائل في هذا الشأن ، والذي يعد تصفية لما يحتاجه الفقيه أو المتفقه أو المتخصص في العلوم الشرعية " رسالة الآداب في علم آداب البحث والمناظرة " للمحقق العلامة الأديب المتفنن " محمد محي الدين عبد الحميد"

http://www.al5aatr.com/researches/4/66_risalah_aadab.pdf
وهي وإن كانت رسالة مختصرة لكنها معتصرة تحوي علماً دقيقاً، فقد تعمد كاتبها تيسر عبارتها، وعدم الحشو والتطويل، مع كثرة التعليل والتمثيل.
وقد ذكر رحمه الله فائدة دراسة هذا العلم في مقدمة رسالته فقال " وفائدة دراسة هذا العلم: معرفة طرق البحث والمناقشة مـع اﳋصـوم، وعصمة الذهن عن اﳋطـأ ﰲ المباحثات الجزئية؛ ويترتب علـى ذلك بيـان اﳊق، ورد شبه المبطلين، وقمع الضال: بإلزامه إن كان سائﻼ، وإقحامه إن كان معﱢلﻼ.
وذكر –رحمه الله- واضعه ومبررات وضعه فقال" وقد كان العلماء في الصدر الأول غير محتاجين إلى هذه النُظُم ، لما وهبهم الله من سلامة الفِطرة ، وصفاء الذهن ، وكانت أساليب حِوارِهم ومناظراتهم تجري على وفق هذه القواعد من غير أن تكون علماً مدوَّناً ، فلما طال العهد ، وقصُرت القرائح ، احتاج الناس إلى استنباط قواعد يلتزمها المتباحثان، فكـان أول مـن ميـز هذه القواعد وجعلها علما مستقﻼ وصنف فيه على الكيفيـة الـﱵ نتناقلـها اليـوم ركن الدين العميدي اﳊنفي صاحب كتـاب اﻹرشـاد، واﳌتـوﰱ ﰲ سـنة خمس عشرة وستمائة من اﳍجرة"
وذكر نسبته إﱃ غﲑه من العلوم" وهذا العلم أحد العلوم العقلية"
وذكر حكمه"وحكم دراسة هذا العلم الوجوب الكفائي؛ ﻷنـه يتوقـف عليـه معرفـة طرق الرد على ذوي البدع واﻷهواء، كما تتوقـف عليـه معرفـة ﲤـام الـدليل العقلي التفصيلي على وجود اﷲ تعاﱃ وثبوت أكثر صفاته، وقد يـتعﲔ تعلـم هذا العلم على إنسان؛ فيصبح حينئذ فرض عﲔ عليه. "
فالمأمول طالب العلم الشرعي بعد دراسته لأصول الفقه وأخذه مباديء العلوم الشرعية الأولية أن يدرس هذا الكتاب، ولو ضم إلي كتاب العلامة الشنقيطي رحمه الله " أدب البحث والمناظرة " وكتاب " رسالة الآداب لطاشكبرى زاده الحنفي" فقد حقق تحقيقاً جيداً وطبع طبعة حديثة .

http://www.alukah.net/Books/Files/B... الآداب في علم آداب البحث والمناظرة (PDF).pdf
يقول العلامة الشنقيطي رحمه الله " ولما كان من المتوقع أن يواجه الدعاة إلى الحق دعاةً إلى الباطل مضللين، يجادلون لشبه فلسفية، ومقدمات سوفسطائية، وكانوا لشدة تمرنهم على تلك الحجج الباطلة كثيرا ما يظهرون الحق في صورة الباطل، والباطل في صورة الحق، ويفحمون كثيرا من طلبة العلم الذين لم يكن معهم سلاح من العلم يدفع باطلهم بالحق، وكان من الواجب على المسلمين أن يتعلموا من العلم ما يتسنى لهم به إبطال الباطل وإحقاق الحق على الطرق المتعارفة عند عامة الناس، حمل ذلك الجامعة - يعني الجامعة الإسلامية في المدينة المنورة - على إنشاء كلية الدعوة وأصول الدين، ومهمتها تخريج دعاة قادرين على تبليغ الدعوة بالحكمة والموعظة الحسنة، وعلى إقحام وإلزام الدعاة المضللين ببيان ما يصحح أدلتهم ويظهر بطلان حجج خصومهم.
ومن أجل ذلك قررت في منهج هذه الكلية تدريس مادة (آداب البحث والمناظرة) لأنه هو العلم الذي يقدر به من تعلمه على بيان مواضع الغلط في حجة خصمه، وعلى تصحيح مذهبه بإقامة الدليل المقنع على صحته أو صحة ملزومه أو بطلان نقيضه ونحو ذلك.
ومن المعلوم أن المقدمات التي تتركب منها الأدلة التي يحتج بها كل واحد من المتناظرين إنما توجه الحجة بها منتظمة على صورة القياس المنطقي."آداب البحث والمناظرة" (ص/3-5).
 
التعديل الأخير:
إنضم
2 أكتوبر 2012
المشاركات
10
التخصص
الفقه المقارن
المدينة
الرياض
المذهب الفقهي
الحنبلي
رد: أدب البحث والمناظرة علم لا غنى عنه

أحسنت ..

أضف إلى ذلك أدب الخلاف .
 
إنضم
30 سبتمبر 2012
المشاركات
685
التخصص
طالب جامعي
المدينة
القاهرة
المذهب الفقهي
حنفي
رد: أدب البحث والمناظرة علم لا غنى عنه

السلام عليكم

بارك الله فيكم جميعًا.

أحسنت ..

أضف إلى ذلك أدب الخلاف .
صدقت، بارك الله فيك.

وهذا موضوع مُفيد أنصح بالإطلاع عليه:
الجَانِبُ الأَخْلاَقِيّ فِي الفِكر الفِقْهِيّ التَعَدُّدِيّ - مِنْ المَنَاهِجِ الفِقْهِيَّةِ فِي التَّعَامُلِ مَعَ الخِلافِ

والله الموفق.
 
أعلى