د. رأفت محمد رائف المصري
:: متخصص ::
- إنضم
- 28 ديسمبر 2007
- المشاركات
- 677
- التخصص
- التفسير وعلوم القرآن
- المدينة
- عمان
- المذهب الفقهي
- حنبلي
قالوا : "شرف العلم بشرف المعلوم"، وقد صدقوا، وعلى ذلك نفرّع أن من أشرف العلوم على التحقيق علم التفسير، وما اختص بكلام الله تعالى من العلوم، ذلك أن المعلوم فيها إنما هو ذات الكلام الإلهيّ، والتدبّر المأمور به فيه، والوقوف على ما ظهر وخفي من معانيه !
وقد علم أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم ذلك وأدركوه، فأورثهم الله تعالى الخير الأعظم، والبركة الكبرى، من حيث فاضت علوم هذا الكتاب على قلوبهم بادئ بدء؛ وانكشفت أسراره عليها؛ فنوّرتها بنور إيمانيٍّ، وهَدْيٍ رحمانيّ؛ بدّد ظلماتها؛ بل بدَّدَ ظلمات قلوب من رآهم وأخذ عنهم، ثم فاض على جوارحهم ومسالكهم؛ فاستقامت حياتهم على أمر الحق سبحانه، فهُدوا - ببركة علم هذا الكتاب - للتي هي أقوم، من ثم فاضت البركات، وانتشرت الرحمات على مجتمعاتهم، بنور الهداية الأكمل، وتعاليم الرسالة الأتمّ الأفضل .
أمر الله تبارك وتعالى في كتابه بتدبر هذا الكتاب، فقال : {أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا} محمد: ٢٤،
فجعل القلوب على صنفين : قلب متدبر كتاب ربه، منتفع بما فيه من العبر والمواعظ، وقلب أغلف أقفل أشقى أتعس .. نبذ كتاب ربه، فلم ينعم بظلال آياته الوارفة، ومعاني عظاته الهادية الماتعة {حَتَّى إِذَا جَاؤُوا قَالَ أَكَذَّبْتُم بِآيَاتِي وَلَمْ تُحِيطُوا بِهَا عِلْمًا أَمَّاذَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ} [FONT=QCF_BSML][/FONT]النمل: ٨٤.
بل الأمر أبعد قليلا من هذا، إذ ينبّه المولى سبحانه على أن العلّة والغرض من إنزال الكتاب إنما هو التدبر والفهم،
حيث يقول : {كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُوْلُوا الأَلْبَابِ} [FONT=QCF_BSML][/FONT]ص: ٢٩،
فيا ليت طلبة العلم، والدعاة إلى الحق يقفون مع هذه الآية ليستلهموا منها : أن مناهج الطلب، والفكر واستقائه، وكذا مسالك الدعوة إنما تستقى من هذا الكتاب المبين، ومنه تبدأ، وإليه تعود، إذ جعل الله فيه علوم الأولين والآخرين، "ومن أراد العلم الغزير فليثوّر القرآن" كما قال ابن مسعود رضي الله عنه، "وقد كان من كان قبلكم يرون القرآن رسائل ربهم يقرؤونها في النهار، ويتدبرونها في الليل"، كما قال الفضيل بن عياض رحمه الله.
والحق أن التدبر والتفكر في هذا الكتاب هو مرحلة توازي وتلحق مرحلة التفسير، إذ لا يمكن أن يُتدبر القرآن دون الوقوف على معانيه، والوقوف هذا إنما يُحتاج فيه إلى التدبر.
فإن كان ثمة للتطبيق العملي سبيل أقول : يا طالب العلم المبارك، هل أدركت أهمّية العلم بكتاب الله، والتدبر فيه، ومعرفة معاني آياته العظام ؟ فإن كان جوابك "نعم" - وأنت حقيق بذلك - فشمّر نحوه عن سواعد الجدّ، واختر – بمشورة أهل العلم – كتاباً في التفسير، تتعلّم فيه كتاب ربك، وتستجلي فيه فتوح معارفه وعلومه، وتقف فيه على أسراره، فتكون – عند ذاك – معلّما ربانيّا،
كما قال الله تعالى – وتأمل حفظك الله - : {كُونُواْ رَبَّانِيِّينَ بِمَا كُنتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتَابَ } آل عمران: ٧٩،
إذاً؛ إنما تُدرك "الربانية" على التحقيق، بدراسة كتاب الله تعالى وتعليمه، وكفى بربك هادياً ونصيراً .
وقد علم أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم ذلك وأدركوه، فأورثهم الله تعالى الخير الأعظم، والبركة الكبرى، من حيث فاضت علوم هذا الكتاب على قلوبهم بادئ بدء؛ وانكشفت أسراره عليها؛ فنوّرتها بنور إيمانيٍّ، وهَدْيٍ رحمانيّ؛ بدّد ظلماتها؛ بل بدَّدَ ظلمات قلوب من رآهم وأخذ عنهم، ثم فاض على جوارحهم ومسالكهم؛ فاستقامت حياتهم على أمر الحق سبحانه، فهُدوا - ببركة علم هذا الكتاب - للتي هي أقوم، من ثم فاضت البركات، وانتشرت الرحمات على مجتمعاتهم، بنور الهداية الأكمل، وتعاليم الرسالة الأتمّ الأفضل .
أمر الله تبارك وتعالى في كتابه بتدبر هذا الكتاب، فقال : {أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا} محمد: ٢٤،
فجعل القلوب على صنفين : قلب متدبر كتاب ربه، منتفع بما فيه من العبر والمواعظ، وقلب أغلف أقفل أشقى أتعس .. نبذ كتاب ربه، فلم ينعم بظلال آياته الوارفة، ومعاني عظاته الهادية الماتعة {حَتَّى إِذَا جَاؤُوا قَالَ أَكَذَّبْتُم بِآيَاتِي وَلَمْ تُحِيطُوا بِهَا عِلْمًا أَمَّاذَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ} [FONT=QCF_BSML][/FONT]النمل: ٨٤.
بل الأمر أبعد قليلا من هذا، إذ ينبّه المولى سبحانه على أن العلّة والغرض من إنزال الكتاب إنما هو التدبر والفهم،
حيث يقول : {كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُوْلُوا الأَلْبَابِ} [FONT=QCF_BSML][/FONT]ص: ٢٩،
فيا ليت طلبة العلم، والدعاة إلى الحق يقفون مع هذه الآية ليستلهموا منها : أن مناهج الطلب، والفكر واستقائه، وكذا مسالك الدعوة إنما تستقى من هذا الكتاب المبين، ومنه تبدأ، وإليه تعود، إذ جعل الله فيه علوم الأولين والآخرين، "ومن أراد العلم الغزير فليثوّر القرآن" كما قال ابن مسعود رضي الله عنه، "وقد كان من كان قبلكم يرون القرآن رسائل ربهم يقرؤونها في النهار، ويتدبرونها في الليل"، كما قال الفضيل بن عياض رحمه الله.
والحق أن التدبر والتفكر في هذا الكتاب هو مرحلة توازي وتلحق مرحلة التفسير، إذ لا يمكن أن يُتدبر القرآن دون الوقوف على معانيه، والوقوف هذا إنما يُحتاج فيه إلى التدبر.
فإن كان ثمة للتطبيق العملي سبيل أقول : يا طالب العلم المبارك، هل أدركت أهمّية العلم بكتاب الله، والتدبر فيه، ومعرفة معاني آياته العظام ؟ فإن كان جوابك "نعم" - وأنت حقيق بذلك - فشمّر نحوه عن سواعد الجدّ، واختر – بمشورة أهل العلم – كتاباً في التفسير، تتعلّم فيه كتاب ربك، وتستجلي فيه فتوح معارفه وعلومه، وتقف فيه على أسراره، فتكون – عند ذاك – معلّما ربانيّا،
كما قال الله تعالى – وتأمل حفظك الله - : {كُونُواْ رَبَّانِيِّينَ بِمَا كُنتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتَابَ } آل عمران: ٧٩،
إذاً؛ إنما تُدرك "الربانية" على التحقيق، بدراسة كتاب الله تعالى وتعليمه، وكفى بربك هادياً ونصيراً .