العِلْمُ رَحِمٌ بَيْنَ أَهْلِهِ، فَحَيَّ هَلاً بِكَ مُفِيْدَاً وَمُسْتَفِيْدَاً، مُشِيْعَاً لآدَابِ طَالِبِ العِلْمِ وَالهُدَى،
مُلازِمَاً لِلأَمَانَةِ العِلْمِيةِ، مُسْتَشْعِرَاً أَنَّ: (الْمَلَائِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا لِطَالِبِ الْعِلْمِ رِضًا بِمَا يَطْلُبُ) [رَوَاهُ الإَمَامُ أَحْمَدُ]،
فَهَنِيْئَاً لَكَ سُلُوْكُ هَذَا السَّبِيْلِ؛ (وَمَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ) [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ]،

مرحباً بزيارتك الأولى للملتقى، وللاستفادة من الملتقى والتفاعل فيسرنا تسجيلك عضواً فاعلاً ومتفاعلاً،
وإن كنت عضواً سابقاً فهلم إلى رحاب العلم من هنا.

رسالة : ماجستير: الإجماع عند الإمام الشوكاني. دراسة نظرية تطبيقة.

عارف محمد المرادي

:: مطـًـلع ::
إنضم
27 مارس 2012
المشاركات
116
التخصص
أصول الفقه
المدينة
صنعاء
المذهب الفقهي
شافعي
بسم الله الرحمن الرحيم

بسم الله الرحمن الرحيم الرحيم

لا يزال موقف الإمام الشوكاني من الإجماع في محل من النظر اللافت فهو في مواضع يصرح بنفيه الإجماع من حيث الوقوع والحجية لكنه في ذات الوقت ينقله ويحتج به كثيرٌ في مصنفاته.
فهل الشوكاني من المنكرين للإجماع؟
أم من المثبتين له ؟
أم من المتناقضين والمضطربين في هذه المسألة؟
من أجل تحرير هذه المسألة تقدمت باطروحة ماجسيتر بعنوان :" الإجماع عند الإمام الشوكاني . دراسة نظرية تطبيقة " إلى قسم الشريعة بكلية الشريعة بجامعة
أم القرى بمكة المكرمة وقد نوقشت الرسالة بتاريخ 4/18/ 1423ه, وأجيزت بتقدير ممتاز والحمد لله.
وقد أحببت أن أضع خاتمة الرسالة التي تنبئ عن مكنونها هنا للفائدة :
الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات, والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
وبعد :
فقد عشت خلال هذا البحث مع أبي علي الشوكاني سنتين من الزمان, وما أجمل أن يعيش المرء مع العلماء, يطالع كتبهم ومباحثهم, ويتعرف على مذاهبهم ومشاربهم, والبحث وإن كان متخصص في موقف الشوكاني من الإجماع, إلا أنها كانت فرصة للوقوف والاطلاع على مصنفات هذا العالم النحرير التي اتفقت كلمة الباحثين الذين خبروها وطالعوها على ألمعية هذا الإمام وتفرده, وأن مؤلفاته امتازت بالإضافة والتجديد , وإن كان أيضاً – كما هي طبيعة البشر- وقع له أخطاء وهنات.
في ختام هذا البحث أود الإشارة إلى أهم النتائج والتوصيات التي توصلت إليها .
أولاً: النتائج.
1- تميّزُ شخصية الإمام الشوكاني العلمية، فالبرغم من تأخر عصره الذي عاش فيه، والاضطرابات التي سادت ذلك العصر، وشيوع الجهل والتقليد في زمانه، إلا أنه أستطاع أن يحتل مكانة علمية مرموقة، حيث تميزت شخصيته العلمية بالاستقلال والنضوج والجرأة، وهو ما انعكس على بعض آرائه التي خالف فيها جماهير علماء الأمة, ومنها الإجماع وإن كنا لا نوافقه في جميع آرائه التي خالف فيها.

2- الشوكاني إمام أصولي محقق, ولا تصح دعوى خصومه أنه مجرد ناقل, فهو ينقد الأقوال ويعترضها, كما أن مؤلفاته تميزت بربط القواعد الأصولية بالمسائل الفقهية , لاسيما في الترجيحات في المسائل الخلافية.

3- ينقسم الإجماع إلى:
إجماع عام: وتدخل فيه جميع الأمة ومحله الأحكام والمسائل المعلومة من الدين بالضرورة.
وإجماع خاص: وهو اتفاق المجتهدين خاصة على الحكم الشرعي.
والإجماع الموجود في كتب الأصوليين وتدور مباحثهم حوله هو الإجماع الخاص .

4- كثرة اختلاف الأصوليين حول تعريف الإجماع، وهو أمر يرجع إلى التنظير بعيدًا عن الواقع العملي التشريعي، فالملاحظ أن كثير من مباحث الإجماع ومسائله جدلية أكثر منها واقعية وعملية.

5- الإجماع لا بُدّ له من مستند, وهذا يدل على أن الإجماع دليل تبعي للكتاب والسنة، لا يستقل بإفادة الأحكام الشرعية، فالمجمعون إنما يدورون في فلك النصوص، فالإجماع مظهر للأحكام لا منشئ لها.

6- القائلون بحجية الإجماع هم سلف الأمة وأئمتها من كل عصر، والمخالفون في ذلك إما أهل بدعوضلال، وإما علماء زلوا في هذه المسألة عن سبق نظر, ومن هؤلاء الشوكاني , فأدلة الإجماع حاصله باستقراء موارد الشريعة وقطعياتها.

7- صعوبة تحقق الإجماع بالصورة والشروط التي وضعها أهل الأصول، وهو ما أقر به كثير من علماء أهل السنة المعاصرين.

8- لم أجد مثالاً واحدًا للإجماع الصريح، الذي ينقل فيه الاتفاق عن جميع العلماء، والذي وقع ونقله الفقهاء في كتبهم لا يخرج عن الإجماع السكوتي، أو الإجماع الاستقرائي، والإقراري الذي غايته نفي العلم بوجود المخالف.

9- أنكر الشوكاني الإجماع من حيث: إمكانه، ووقوعه، والعلم به، ونقله، وحجيته, لكن الإجماع الذي أنكره هو الإجماع الخاص (الأصولي)، لا الإجماع العام (القطعي) الذي يمثلون له بالضروريات من الدين، وما كان سبيله التواتر فلم يخالفه، وإن كان يرى أنه معلوم بقطعيات النصوص.

10- الشوكاني لا يخالف في المسائل المشهورة المتفق عليها التي ثبتت بنصوص صحيحة صريحة، وإنما خلافه في حجية الإجماع كدليل شرعي، والمسائل التي دليلها الإجماع، فالحجة عنده مستند الإجماع لا الإجماع نفسه .

11- أنكر الشوكاني الإجماعات الخاصة: إجماع الصحابة، وأهل البيت،وغيرها, تبعًا لإنكاره حجية إجماع الأمة من طريق أولى.

12- هيمنة التقليد والتعصب المذهبي في عصر الشوكاني، من أعظم الأسباب التي حدت به إلى القول بعدم حجية الإجماع أصلاً فضلاً عن إمكانه ووقوعه؛ لأنه كان يـرى أن الاسـتدلال بالإجماع ونقله في المسائل الخلافية يقف حائلاً دون الاجتهاد، إذ من قبل الإجماع وجب عليه التسليم في المسائل التي حكي فيها، ولا يحق له الخروج عنه، أو الاجتهاد برأي جديد فيها .

13– لا يصح إطلاق القول بتكفير منكر الإجماع أو تضليله أو تفسيقه، دون مراعاة الإجماع الذي أنكره، فالعلماء يقصدون بتكفير منكر الإجماع، الإجماع القطعي وهو المعلوم من الدين ضرورة، أو ما كان النقل فيه متواترًا .

14- أخطأ الشوكاني خطأً بيّناً في رده الإجماع، وعدم اعتباره دليل شرعي، لكن هذا لا يوجب تضليله، فلكل جواد كبوه، ولكل عالم هفوة، فالخطأ شأن البشر، وكلٌٌ يؤخذ من قوله ويترك، والذي نجزم به أن خطأه كان عن اجتهادٍ وتحرٍ للصواب، لا عنادًا وطعنًا في الشريعة .

15- إن احتجاج الشوكاني بالإجماع في كتبه ومصنفاته، لا يعدو اعترافًا بحجية الإجماع وإقرارًا له، وإنما من باب الاحتجاج على الخصم بما يعتقد صحته لا غير، يعني: من باب التقرير لا الإقرار، والاعتضاد لا الاعتماد .

كما أن الشوكاني يستأنس بالإجماع ويتقوى به في الدلاله على الأحكام , لاسيما في المواطن التي لا يتعين فيها نص , أو يكثر فيها الخلاف, خاصة إجماع الصحابة.
وآخر دعوانا أنِ الحمدُ لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيد الأولين والآخرين نبينا محمدٍ، وعلى آله وصحبه أجمعين .
 
إنضم
25 يوليو 2012
المشاركات
1
التخصص
طب علاج طبيعي
المدينة
المحلة الكبري
المذهب الفقهي
سني

عارف محمد المرادي

:: مطـًـلع ::
إنضم
27 مارس 2012
المشاركات
116
التخصص
أصول الفقه
المدينة
صنعاء
المذهب الفقهي
شافعي
رد: رسالة : ماجستير: الإجماع عند الإمام الشوكاني. دراسة نظرية تطبيقة.

الرسالة أرسلت إلى احدى دور النشر لطباعتها اذا طبعت يمكن انزالها في النت بعد ذلك
 

عارف محمد المرادي

:: مطـًـلع ::
إنضم
27 مارس 2012
المشاركات
116
التخصص
أصول الفقه
المدينة
صنعاء
المذهب الفقهي
شافعي
رد: رسالة : ماجستير: الإجماع عند الإمام الشوكاني. دراسة نظرية تطبيقة.

الكتاب طبع لدى دار ابن حزم ونزل في الأسواق
 
أعلى