العِلْمُ رَحِمٌ بَيْنَ أَهْلِهِ، فَحَيَّ هَلاً بِكَ مُفِيْدَاً وَمُسْتَفِيْدَاً، مُشِيْعَاً لآدَابِ طَالِبِ العِلْمِ وَالهُدَى،
مُلازِمَاً لِلأَمَانَةِ العِلْمِيةِ، مُسْتَشْعِرَاً أَنَّ: (الْمَلَائِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا لِطَالِبِ الْعِلْمِ رِضًا بِمَا يَطْلُبُ) [رَوَاهُ الإَمَامُ أَحْمَدُ]،
فَهَنِيْئَاً لَكَ سُلُوْكُ هَذَا السَّبِيْلِ؛ (وَمَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ) [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ]،

مرحباً بزيارتك الأولى للملتقى، وللاستفادة من الملتقى والتفاعل فيسرنا تسجيلك عضواً فاعلاً ومتفاعلاً،
وإن كنت عضواً سابقاً فهلم إلى رحاب العلم من هنا.

رشف الورد الندي بجمع طرق حديث: (أنت الذي تزعم أنك نبي)

إنضم
4 يوليو 2008
المشاركات
46
الكنية
أبو عبد الله
التخصص
الفلسفة والفكر والحضارة
المدينة
تطوان
المذهب الفقهي
الحديث
بسم الله الرحمن الرحيم
رشف الورد الندي بجمع طرق حديث: (أنت الذي تزعم أنك نبي)
جمعها طارق الحمودي

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه ومن والاه أما بعد:
فهذا جمع لطرق حديث روي فيه عن عائشة أنها قالت للنبي صلى الله عليه وسلم :( أنت الذي تزعم أنك نبي), وفي رواية (رسول).
* والحديث رواه أبو يعلى في مسنده (8/129/4670) وبوب له الحافظ ابن حجر في المطالب العالية (8/188) بقوله: (باب كيد النساء والعفو عما يصدر من الغيرى في حال غيرتها), وأبو الشيخ الأصفهاني في كتاب الأمثال (ص96/الدار السلفية) عن الحسن بن عمر بن شقيق حدثنا سلمة بن الفضل عن ابن إسحاق عن يحيى بن عباد بن عبد الله بن الزبير عن أبيه عن جده عن عائشة قالت: (خرجت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع فأخرج معه نساءه وكان متاعي فيه خف فكنت على جمل ناج وكان متاع صفية بنت حيي فيه ثقل وكانت على جمل بطيء فتباطأنا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (حولوا متاع عائشة على جمل صفية وحولوا متاع صفية على جمل عائشة ليمضي الركب), فلما رأيت ذلك قلت: يا لعباد الله غلبتنا هذه اليهودية على رسول الله صلى الله عليه وسلم, فقال النبي صلى الله عليه وسلم : يا أم عبد الله إن متاعك كان فيه خف, ومتاع صفية كان فيه ثقل, فبطأ بالركب فحولنا متاعك على بعيرها وحولنا متاعها على بعيرك.
قلت: ألست تزعم أنك رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟! قالت: فتبسم رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: ( أفي شك أنت يا أم عبد الله ؟)قلت: ألست تزعم أنك رسول الله ؟! فهلا عدلت. فسمعني أبو بكر رضي الله عنه وكان فيه ضرب من حدة, فأقبل علي يلطم وجهي. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( مهلا يا أبا بكر ) قال: يا رسول الله أما سمعت ما قالت؟ قال : ( إن الغيرى لا تبصر أسفل الوادي من أعلاه )
قلت:
* الحسن بن عمر بن شقيق الجرمي البصري صدوق.
* وسلمة بن الفضل الرازي الأبرش, قال فيه الحافظ في التقريب: صدوق كثير الخطأ. واتهمه أبو زرعة الرازي . وقال علي بن المديني: ما خرجنا من الري حتى رمينا بحديث سلمة.وقال أبو حاتم:صالح محله الصدق في حديثه إنكار ليس بالقوي لا يمكن أن أطلق لساني فيه بأكثر من هذا يكتب حديثه ولا يحتج به.ووثقه غيرهم
وهو أثبت الناس في محمد بن إسحاق.فلعله يخطئ في غير روايته عنه والله أعلم.
* ويحيى وأبوه وجده ثقات.
* والحديث ذكره الحافظ في فتح الباري (10/407/دار الفكر) وقال في إسناده : (لا بأس به) وتبعه في ذلك العيني في عمدة القاري كما العادة. لكن في الإسناد علة, وهي عنعنة محمد بن إسحاق وهو مدلس.وبهذا ضعفه الهيثمي في مجمع الزوائد (4/322) والعراقي في المغني عن حمل الأسفار .
وأغرب السبكي في الطبقات (6/310) فجعله من أحاديث إحياء علوم الدين التي لم يجد لها إسنادا !
*ورواه ابن أبي الدنيا في كتاب العيال (555/مكتبة القرآن) حدثني علي بن الجعد حدثنا أبو المغيرة النضر بن إسماعيل عن عبد الواحد بن أيمن المكي قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أراد سفرا أقرع بين نسائه فأراد سفرا فأقرع بينهن, فأقرعت عائشة وزينب بنت جحش. فكانوا إذا ارتحلوا ضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم راحلته حتى تأتي عائشة فيسايرها. قال: فقالت زينب لعائشة: أبدليني بعيرك ببعيري. ففعلت, فلما ارتحلوا ركبت عائشة بعير زينب, ونظر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى بعير عائشة فضرب راحلته إليها فلما انتهى إذا زينب على بعير عائشة فاستحيا فسايرها, فلما نزلوا أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم عائشة رضي الله عنها فقالت: يا محمد تزعم أنك نبي؟! قال: وإنك لفي شك ؟فردد ذلك مرارا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لو قلت: إن الغيراء لا تدري ما أعلى الوادي من أسفله لصدقت)
وهذا حديث معضل, عبد الواحد هذا ليس له سماع من الصحابة .
والنضر بن إسماعيل ضعيف.ففي تهذيب التهذيب: عن أحمد قال : (قد كتبنا عنه ليس بقوي يعتبر بحديثه, ولكن ما كان من رقائق), وقال الدوري وغيره عن ابن معين: (ليس بشيء), وعنه: (ليس حديثه بشيء). وقال الليث بن عبدة المصري عن بن معين: (كان صدوقا وكان لا يدري ما يحدث به. وقال الآجري عن أبي داود: ( يجيء عنه مناكير). وقال أبو زرعة والنسائي: (ليس بالقوي). وقال الدارقطني: (صالح )وقال ابن عدي:( أرجو أنه لا بأس به) قلت وقال ابن حبان: (فحش خطأه وكثر وهمه فاستحق الترك). وقال الحاكم أبو أحمد: (ليس بالقوي عندهم). وقال الساجي: (عنده مناكير).
وسياق حديث عبد الواحد بن أيمن مختلف كما هو ظاهر عن حديث ابن الزبير والله أعلم.وقد احتج مالك وغيره من علماء المدينة كما قال القاضي عياض في الإكمال (7/447) بقوله (ما تدري الغيراء أعلى الوادي من أسفله ) على أنه يسقط الحد إذا قذفت المرأة زوجها بالفاحشة على جهة الغيرة.ولهذا الجزء من الحديث شواهد والله أعلم.
 
أعلى