[font="]بسم الله الرحمن الرحيم [/font]
[font="]الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله.[/font]
[font="] [/font]
[font="]فيما يخص سؤالكم عن القيمة العلمية لفتاوى الشيخ عليش رحمه الله [/font]
[font="] [/font]
[font="]فأقول لا بد من العلم أولا : أن الفتوى صناعة ولا يستطاعها إلا من جمع جملة من الضوابط والقواعد مسطورة في كتب علمائنا الأعلام . وأحسب أن الشيخ عليش ممن حازها.[/font]
[font="]ثانيا : أن الشيخ عليش من المتأخرين جدا( ت: 1299هـ) ، وله عناية بالفقه المالكي[/font][font="] ألف فيه مجموعة كتب ورسائل ، ولو لم يكن منه إلا شرحه لمختصر خليل لكفى به فخرا.[/font]
[font="]ثالثا: أن الرجل مجتهد مذهب أو فتيا في مذهب مالك[/font][font="] ، والدليل أن علماء عصره سلموا له بمشيخة المالكية بالأزهر، وله اجتهادات قد يصيب وقد يخطئ فيها ، لكن الرجل له تحر وعناية بالبحث عن الراجح في المذهب ، والتدليل بالآثار ، وإنكار الأقوال الضعيفة ومن أمثلة ذلك:" . [/font][font="]قوله في مسألة الدعاء حال الأذان هل هو مطلوب ومرغب فيه وما ادعاه بعض أنه يورث سوء الخاتمة .[/font]
[font="]فأجاب بما نصه :" الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا محمد رسول الله ، نعم هو مطلوب ومرغب فيه والدعوى المذكورة فرية ما فيها مرية ففي موطأ الإمام مالك رضي الله تعالى عنه عن سهل بن سعد الساعدي رضي الله تعالى عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم { ساعتان تفتح لهما أبواب السماء وكل داع ترد عليه دعوته حضرة النداء للصلاة والصف في سبيل الله }.......... ا هـ[/font][font="] ".[/font]
[font="]وقوله في نازلة أخرى:"[/font] [font="]ما قولكم فيمن قام من النوم ، والباقي من الوقت يسع الصلاة فقط ، أو الوضوء فقط ، فهل يتيمم ويصلي قبل خروج الوقت مع وجود الماء ولا إعادة عليه؟ .[/font]
[font="]فأجاب بما نصه : " الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا محمد رسول الله : الراجح في مذهب إمامنا مالك رضي الله تعالى عنه وعنا به[!!] أن الشخص الصحيح الواجد للماء الكافي لطهارته المطلوبة منه وضوءا كانت أو غسلا ؛ إذا خاف خروج الوقت باستعماله في مجرد الفرائض يتيمم ويصلي ، ولا يعيد محافظة على أداء الصلاة في وقتها إذ لا بدل للوقت والطهارة المائية لها بدل والله أعلم , وصلى الله على سيدنا محمد وآله وسلم" .[/font]
[font="]رابعا: أن فتاواها تروم جانب التبسيط في العبارة ، والنحو إلى إفهام السائل قدر الإمكان ، والتقيد بالنصوص جهد المستطاع ، والنقل عن أعلام المذهب[/font][font="] ، فهي فتاوى سهلة المأخذ.، متعددة المصادر والموارد .[/font]
[font="]خامسا : أن الشيخ أبان عن غرضه من تأليف هذه المسائل ؛ إذ قال في مقدمة كتابه[/font][font="]:" [/font][font="]إن أولى ما يشتغل به العاقل اللبيب , ويحتاج إليه الكامل الأريب : التفقه في دينه ، والاجتهاد في توضيحه وتبيينه , ولما كانت الفتوى مما لا يستغنى عنها في جميع الأزمان , ومن أهم ما يعتنى ، وأجل ما يقتنى لنوع بني الإنسان ، قيدت ما وقع لي من الأسئلة والأجوبة وجمعتها ورتبتها على أبواب الفقه بعد أن هذبتها ونقحتها , وسميتها بفتح العلي المالك في الفتوى على مذهب الإمام مالك ، راجيا من الله - سبحانه وتعالى - التوفيق للصواب , سائلا منه تعالى أن يثيبنا دار الفضل والثواب , وأن ينفع بها الطلاب ، ويجعلها عمدة لأولي الألباب ، إنه ولي الإجابة وإليه الإنابة .[/font]
[font="] [/font]
[font="]وعلى العموم فإن الشيخ عليش – رحمه الله- له قيمة عندنا نحن المالكية بالغرب الإسلامي ، وكتابه في الفتاوى تراث يضم إلى المكتبة المالكية في علم الفتاوى والنوازل ، وهو تراث ضحم وعلم جليل ونفيس برز فيه المالكية على مر العصور والدهور. [/font][font="][/font]
[font="]هذا ما كتبه مقيده عفا الله عنه على عجالة من الأمر ، وقلة من الوقت ، وقد يكون لمقام آخر توضيح أكثر . وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وآله وصحبه.[/font]