د. مختار بن طيب قوادري
:: متخصص ::
- إنضم
- 21 ديسمبر 2010
- المشاركات
- 396
- الإقامة
- وهران- الجزائر
- الجنس
- ذكر
- التخصص
- الشريعة والقانون
- الدولة
- الجزائر
- المدينة
- سعيدة
- المذهب الفقهي
- مالكي
من تأتي به أزمةٌ إليك، تصرفه أزمةٌ عنك!
إذا جاء شخص يشكو الزمان وأهله -مثلا- بعد ترك منصب، فلا تصدقه فيما يقول، ولا تأخذ كلامه على محمل الجد. فإنه ما كان ليكلمك لولا أنه أصبح منبوذا، فهو يبحث عن قشة يتمسك بها، ويسلي بها نفسه مما لحق به؛ لأنه ببساطة تربى على أن تقدير الذات يأتي من الخارج، وطالما غادر المنصب، فلا قيمة له في تصوره. ولو عُرض عليه منصب أدنى مما كان فيه، لهلل وطبل وزمر لمن كان بالأمس يهجوهم، وصرت له عدوا لدودا، لو أنك شاركته فيما كان يقول. وقس عليه ما شئت.
ومن ذلك -مثلا - من كان يعاني من أزمة فكرية متطرفة محكمة قد أوصلته إلى حافة تكفير المجتمع أو استحلال دمه، ثم تاب عنها بمساعدة منك في فترة تخلى عنه الأصحاب والخلان بل وحتى الأهل والأقارب، فإنه لا يؤمن أن يعود إليها إذا تجاوز ذلك، ثم ما لبث أن سمع أو رأى فتنة مقبلة غير مدبرة هلل واستبشر وتوعد وزمجر. والمثل الدارح عندنا في الجزائر يقول: البنادري (الذي يضرب على البندير أو الدف) ما ينساش هز اكتافه (لا ينسى هز أكتافه رقصا وبطرا).
من كان لديه حكم وتجارب شخصية حبذا أن يتحفنا بها مشكورا غير مأمور. مساءكم سعيد!
التعديل الأخير: