العِلْمُ رَحِمٌ بَيْنَ أَهْلِهِ، فَحَيَّ هَلاً بِكَ مُفِيْدَاً وَمُسْتَفِيْدَاً، مُشِيْعَاً لآدَابِ طَالِبِ العِلْمِ وَالهُدَى،
مُلازِمَاً لِلأَمَانَةِ العِلْمِيةِ، مُسْتَشْعِرَاً أَنَّ: (الْمَلَائِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا لِطَالِبِ الْعِلْمِ رِضًا بِمَا يَطْلُبُ) [رَوَاهُ الإَمَامُ أَحْمَدُ]،
فَهَنِيْئَاً لَكَ سُلُوْكُ هَذَا السَّبِيْلِ؛ (وَمَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ) [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ]،

مرحباً بزيارتك الأولى للملتقى، وللاستفادة من الملتقى والتفاعل فيسرنا تسجيلك عضواً فاعلاً ومتفاعلاً،
وإن كنت عضواً سابقاً فهلم إلى رحاب العلم من هنا.

من احكام النكاح

محمد متولي داود

:: متابع ::
إنضم
1 أغسطس 2018
المشاركات
23
الكنية
د/محمدداود
التخصص
القانون العام
المدينة
القاهرة
المذهب الفقهي
الحنفي
من أحكام النكاح
} ويستفتونك في النساء قل الله يفتيكم فيهن وما كتب لهن وترغبون ان تنكحوهن والمستضعفين من الولدان وأن تقوموا لليتامى بالقسط وما تفعلوا من خير فإن الله كان به عليما{ النساء :127
*قال الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس ـ رضي الله تعالي عنهما:
نزلت هذه الآية في بنات أم كج وميراثهن من ابيهن .
*وقال عروة عن عائشة رضي الله عنها – نزلت في اليتيمة تكون في حجر الرجل ، وهو وليها فيرغب في نكاحها ومضي ذكر القصتين في اول السورة.
ولا اختلاف بين قول عائشة وابن عباس رضي الله تعالي عنهم ـ بل يجوز أن يكون صدر الآية }والمستضعفين من الولدان {في بنات أم كج .
والاسم الموصول في قوله تعالي "وما يتلي عليكم " في موضع رفع بالعطف إما علي المبتدأ أو علي الفاعل في "يفتيكم " ومعناه "وما يلي عليكم في الكتاب يفتيكم "أو "ويفتيكم ما يتلي عليكم في الكتاب"
الاستفتاء: طلب السائل من المسئول بيان الحكم الشرعي في ذلك المسئول عنه .
فأخبر عن المؤمنين أنهم يستفتون الرسول صلي الله عليه وسلم في حكم النساء المتعلق بهن ـ فتولى الله سبحانه وتعالي هذه الفتوي بنفسه فقال :
"قل الله يفتيكم فيهن واعملوا علي ما افتاكم به في جميع شئون النساء من القيام بحقوقهن وترك ظلمهن عموما وخصوصاً.
وهذا أمر عام يشمل ما شرع الله أمراً ونهياً في حق النساء الزوجات وغيرهن ، الصغار والكبار ثم خص بعد التعميم ـ الوصية بالضعاف من اليتامى والولدان اهتماما بهم وزجراً عن التفريط في حقوقهم فقال تعالي:
"وما يتلي عليكم في الكتاب في يتامى النساء "أي ويفتيكم ايضاً بما يتلي عليكم في الكتاب في شأن اليتامى من النساء اللاتي لا تؤتوهن ما كتب لهن ـ وهذا اخبار عن الحالة الموجودة الواقعة في ذلك الوقت ، فإن اليتيمة اذا كانت تحت ولاية الرجل بخسها حقها وظلمها ، إما يأكل مالها الذي لها أو بعضه ،أو منعها من التزويج لينتفع بمالها ـ خوفا من استخراجه من يده إن زوجها ، أو يأخذ من مهرها الذى تتزوج به بشرط أو بغيره ـ هذا اذا كان راغب عنها أو يرغب فيها وهي ذات جمال ومال ولا يقسط في مهرها بل يعطيها دون ما تستحق فكل هذا ظلم يدخل تحت هذا النص ولهذا قال : وترغبون أن تنكحوهن أي ترغبون عن نكاحهن أو في نكاحهن كما ذكر تمثيله.
والمستضعفين من الولدان :أي ويفتيكم في المستضعفين من الولدان الصغار ،أن تعطوهم حقهم في الميراث وغيره ولا تستولوا علي أموالهم علي وجه الظلم والاستبداد ، وأن تقوموا لليتامى بالقسط : أي العدل التام وهذا يشمل القيام عليهم بإلزامهم أمر الله وما أوجبه علي عباده فيكون الأولياء مكلفين بذلك يلزمونهم بما أوجبه الله .
ويشمل القيام عليهم في مصالحهم الدنياوية بتنمية أموالهم والمحافظة عليها وان لا يقربوها الا التي هي احسن وكذلك لا يحابون فيها صديقا ولا غيره في تزوج وغيره على وجه الهضم لحقوقهم وهذا من رحمة الله تعالي بعباده حيث حث غاية الحث علي القيام بمصالح من لا يقوم بمصلحة نفسه لضعفه وفقد ابيه .
ثم حث علي الإحسان عموما فقال وما تفعلوا من خير لليتامى وغيرهم سواء كان الخير متعديا أو لازما فإن الله كان به عليما أي قد أحاط بكل العاملين للخير :قلة وكثرة: حسنا وضده فيجازى كلاً بعمله علمه .
 
أعلى