العِلْمُ رَحِمٌ بَيْنَ أَهْلِهِ، فَحَيَّ هَلاً بِكَ مُفِيْدَاً وَمُسْتَفِيْدَاً، مُشِيْعَاً لآدَابِ طَالِبِ العِلْمِ وَالهُدَى،
مُلازِمَاً لِلأَمَانَةِ العِلْمِيةِ، مُسْتَشْعِرَاً أَنَّ: (الْمَلَائِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا لِطَالِبِ الْعِلْمِ رِضًا بِمَا يَطْلُبُ) [رَوَاهُ الإَمَامُ أَحْمَدُ]،
فَهَنِيْئَاً لَكَ سُلُوْكُ هَذَا السَّبِيْلِ؛ (وَمَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ) [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ]،

مرحباً بزيارتك الأولى للملتقى، وللاستفادة من الملتقى والتفاعل فيسرنا تسجيلك عضواً فاعلاً ومتفاعلاً،
وإن كنت عضواً سابقاً فهلم إلى رحاب العلم من هنا.

ولاة الامور دراسة مقاصدية

ولاة الامور دراسة مقاصدية


  • مجموع المصوتين
    2

احمد رشدي محمد

:: متابع ::
إنضم
3 أبريل 2011
المشاركات
3
الكنية
ابو الحسن العثماني
التخصص
الفقه الاسلامي ومقاصد الشريعة
المدينة
القاهرة
المذهب الفقهي
شافعي
الحمد لله رب العالمين الرحمان الرحيم مالك يوم الدين ولا عدوان الا علي الظالمين وأصلي علي نبيه ورسوله رحمة الله للعالمين محمد بن عبد الله صلي الله عليه وعلي آله وأصحابه أجمعين ثم اما بعد
فإن قضية ولاة الامور وما يتعلق بها من احكام قد أخذت حيزا لا يستهان به من حديث الناس في القديم والحديث ولقد كانت من أكبرالمسائل المتنازع عليها بين ابناء الصحوةالاسلامية المعاصرة وعلي الخصوص بين أبناء المنهج السلفي خاصة ولقد كان النزاع قديما بين اهل السنةوبين عددمن الفرق كالخوارج والمعتزلة وغيرهم ممن كانوا يؤصلون للخروج عن سلطان الدولة الاسلامية وقتالها رغم قيامها بأمرالله تعالي وجهادها في سبيله وتحكيم شريعته ..وكانوا يرون الخروج عليها لمجرد جور سلطان أو ارتكابه لذنب قد لا يسلمون هم من الوقوع فيما هو مثله او اشد منه ان لم يكن في معاصي الظاهر ففي معاصي القلوب وانحراف العقائد...
ولقد كان واضحا لمن تتبع افكارهم وعقائدهم الخلط الواضح بين مفهوم الدولة وشخص حاكم الدولة فالدولة كافرة بكفره فاسقة بفسقه وهكذا كان الخلط العجيب الذي ادي بهم الي قتال دولة الاسلام لظنهم كفر او فسق حاكمها كما في حديث النبي صلي الله عليه وسلم يقتلون اهل الاسلام ويدعون اهل الاوثان...وكان فقهاء السنة وعلماءها سدا امام هؤلاء يحفظون الاسلام ويحفظون دولته وينافحون عن عقائده مع امرهم بالمعروف لحكامه ووقوفهم في وجه الظالمين منهم مدافعين عن الحق ومرشدين للخلق هداة للعباد وحماة للبلاد فحمي الله بهم الاسلام عقيدة ومنهجا وسلطانا ودولة تحقيقا لحديث النبي صلي الله عليه وسلم لا تزال هذه الامة قائمة بأمرالله تعالي حتي تقوم الساعة وحديث لا تزال طائفة من امتي قائمة بأمرااله حتي تقوم الساعة
فكان امر الله بهم قائم وحجته بهم ظاهرة علي العالمين علما نظريا وواقعا عمليا
ولقد دارت رحي الايام وسقطت خلافة الاسلام الجامعة لبلاده واستولي علي اكثر بلاده الدول الغربية الكافرة ونشرت في بلاد المسلمين من الفساد والشر ما الله به عليم وكان علي رأس هذا الفساد تنحية شريعة الاسلام وتحكيم غيرها من شرائع هذه الدول ... ولم يكن لتحكيم هذه الشرائع الاثر البين والانحراف الواضح في الجانب التشريعي والقضائي فقط بل تعدي ذلك الي هوية الدولة نفسها فأضحت دولةذات اسس ومبادئ تنبني في سياستها وأحكامها الدستورية العليا علي نظريات غربية ومبادئ وضعية....ا
هنا ومع بدأ الاستقلال الشكلي لهذه الدول بدأحديث الاسلاميين عن تكييف الوضع الصائر الذي آلت اليه هذه الدول الي اي الاوضاع ينتمي والي اي المسميات ينتسب ودار الخلاف وانشق الصف ولم تكن هذه الدول عن هذا الحوار ببعيدة بل كانت أجهزتها الامنية قريبة جدا من هذا تراقب هذا وترصده حتي ظفرت بقول يؤصل شرعيتها وينظر لوجودها وأنها هي ولاية الاسلام التي أمر الناس بالسمع لها والطاعة وأن معصيتها خروج عن الجماعة
ولقد كان من اكبر اسباب الانحراف في هذا الباب الدراسة السطحية له بعيدا عن بابه في العلم وبعيدا عما سطره فقهاؤه وعلماؤه وأولي الامر فيه....ا
فقد سطرت كتب العقيدة ومتونها لاعتقاد اهل السنة في مسائل عدة تخص اعتقادهم وأضافت اليها من مسائل العبادة والسلوك ما تميزوا به عن غيرهم ممن خالف عقيدتهم وانحرف عن منهجهم ...مثال ذلك الصلاة خلف كل بر وفاجر والجهاد والحج والمسح علي الخفين واثبات الولاية بالتغلب كأحد الطرق التي يمكن أن تثبت بها الولاية...رغم ان هذه المسائل في أصلها ليست من مسائل العقيدة التي تبحث تفاصيلها وأحكامها في كتب الاعتقاد الا أنهم اشارو اليها ووضعوها في رسائل عقيدتهم لان المخالف اذ ذاك كان متميزا بالمخالفة في هذه المسائل ...ا
وعندما جاء عددمن المعاصرين دارسين ومدرسين لكتابات السلف في العقيدة كان مرورهم علي هذه المسائل مرورا سطحيا وظن بعضهم انه بمجرد تخصصه ودراسته لاعتقاد السنة فهو من المتخصصين في كل هذه المسائل المذكورة في كتب الاعتقاد فلم يرجعوها الي أصلولها ومتونها والكتابات الفقهية المدونة فيها بل كانت الدراسة السطحية لها واكتفوا بما سطرته كتب الاعتقاد في هذا الباب وأخذوا في اسقاطه علي الواقع المعاصر في بلادهم دون بحث وطول نظر في هذا التخصص ولك ان تتخيل ان يأتي رجل ليقرأ ان المسح علي الخفين من عقيدة اهل السنة فينطلق ليفتي الناس بالمسح هكذا دون فقه لشروطه ولا علم بتوقيته انما بناء علي سطر أو سطور قرأها في كتاب للاعتقاد مع تبديعه وتأثيمه لكل من خالفه في مذهبه هذا وانه علي غير نهج السلف ...هذا بالضبط حال من قرأ سطرا أو سطورا عن السمع والطاعة لمن تغلب علي بلاد الاسلام ثم راح يسقط ذلك علي كل واقع ديار الاسلام
فمسائل ولاية الدولة ورئاستها ضمن ابواب السياسة الشرعية مفردة بعددمن المصنفات للسلف والخلف وطال بحثها في مدونات الفقه الاسلامي الكبري ضمن ابواب الحسبة أو الجهاد أو القضاء أومفردة بباب الامامة العظمي أو الاحكام السلطانية
جاء هؤلاء المعاصرين واختزلوا الامر في الاسطر التي قرأوها (السمع والطاعة لمن تغلب علي بلاد المسلمين) وذهب الجميع بلا وعي يرددون ذلك حتي عممها بعضهم لتشمل الكفار المحتلين لبلاد امسلمين (فقد أفتي بعضهم بأن بريمر ولي أمر في العراق والجهاد ضده خروج علي الحاكم )وهكذا الفقه السقيم وحديث المرء في غير فنه يأتي بالعجائب كما قال ابن حجر عليه سحائب الرحمة ولان دققنا النظر لوجدنا انه كما كان اختلاف الخوارج والمرجئة في مسائل الايمان منبعه فكرةواحدة وأصل واحد أصلوه ان الايمان لايزيد ولا ينقص فكذلك الانحراف القديم الحديث بينهم في مسائل الامامة وهو حصر مفهوم الدولة في شخص حاكمها فهي العادلة القائمة بالشرع اذا كان الحاكم عادلا وهي الكافرة الجاهلة الظالمة اذا كان الحاكم غير ذلك هكذا عبر عن كلا الفكرتين وتبناها واحد من الاتجاهات الاسلامية المعاصرة
واذا أردنا الحديث بعيدا عن ذالك باحثين في نصوص الشرع المطهر وفي تراث فقهنا المعظم وفي صفحات تاريخنا المتقدم عن شكل الدولة الاسلامية ومقاصدها ومؤسساتها التي تقوم عليها وتفاصيل احكامها يمكننا اذا ان نتسائل ما معني ولاية الامر؟ وما هي الخلافة ؟وما مدي مشروعيتها؟ وما هي مقاصدها العليا التي شرعت لاجلها ؟وما مدي ارتباط شرعيتها بمقاصدها؟ وهل التغلب من طرق ثبوت الولاية ؟فيها ولماذا ؟ ومن هو الخليفة ؟وما هي شروطه وواجباته ؟وماهي حقوق الامة عليه وحقوقه علي الامة ؟ومتي تجوز مخالفته ؟ومتي تكون المخالفة له خروجا عن الجماعة ؟ومتي تسقط امامته؟ وما هي مسوغات اسقاطها؟ كل ذلك وغيره سنتناوله باسلوب هادئ من نقولات اهل العلم المتخصصين في هذا الشأن قديما وحديثا .......وأسأل الله تعالي ان يكون ذلك تبصرة لاخواني تأليفا لصفوفهم والله المستعان وعليه التكلان.... ونكمل الحديث في العدد القادم بمشيئة الله تعالي...احمد رشدي محمد العثماني
 

أم محمد

:: متابع ::
إنضم
14 أبريل 2011
المشاركات
41
التخصص
أصول فقه
المدينة
صنعاء
المذهب الفقهي
لا أتقيد بمذهب
رد: ولاة الامور دراسة مقاصدية

شكر الله لك طرح مهم ورائع وبحث مفيد وماتع وعسى أن يثير الهمم لسوك الطريق الأمم في اجتناب الظلم
 

رابح العربي صرموم

بانتظار تفعيل البريد الإلكتروني
إنضم
13 سبتمبر 2009
المشاركات
53
التخصص
أصول الفقه
المدينة
ثنية الحد
المذهب الفقهي
مالكي
رد: ولاة الامور دراسة مقاصدية

ليس هناك خلاف بين ما سطره العلماء في كتب العقائد و بين ما كتبوه في كتب الفقه و السياسة الشرعية و للباحث أن يذكر لنا المسائل التي خالف فيها علماء الفقه علماء العقائد ، واعلم أن التأصيل من اصعب الامور و بخاصة اذا كان يعتمد على الاستقراء فتنبه و بارك الله فيك أخي
 

احمد رشدي محمد

:: متابع ::
إنضم
3 أبريل 2011
المشاركات
3
الكنية
ابو الحسن العثماني
التخصص
الفقه الاسلامي ومقاصد الشريعة
المدينة
القاهرة
المذهب الفقهي
شافعي
رد: ولاة الامور دراسة مقاصدية

جزاك الله خيرا أخ عربي وأتمني دوام المناصحة ...ولكني انبهك اني لم ازعم خلافا بين الفقهاء والعقائديين في شئ بل ما زعمته ان ما اجمله علماء الاعتقاد فصله وبينه علماء الفقه في تخصصهم ...والخلط والانحراف نشأ عند من اكتفي باجمال كتب الاعتقاد ولم يراجع التفصيل عندد المتخصصين في السياسة الشرعية فنشأت الاقوال الشاذه فتأمل ...وقريبا أكمل السلسلة وأزيدكم بيانا...وأشكر الاخت ام محمد علي تعليقها بارك الله فيكم
 
أعلى