العِلْمُ رَحِمٌ بَيْنَ أَهْلِهِ، فَحَيَّ هَلاً بِكَ مُفِيْدَاً وَمُسْتَفِيْدَاً، مُشِيْعَاً لآدَابِ طَالِبِ العِلْمِ وَالهُدَى،
مُلازِمَاً لِلأَمَانَةِ العِلْمِيةِ، مُسْتَشْعِرَاً أَنَّ: (الْمَلَائِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا لِطَالِبِ الْعِلْمِ رِضًا بِمَا يَطْلُبُ) [رَوَاهُ الإَمَامُ أَحْمَدُ]،
فَهَنِيْئَاً لَكَ سُلُوْكُ هَذَا السَّبِيْلِ؛ (وَمَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ) [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ]،

مرحباً بزيارتك الأولى للملتقى، وللاستفادة من الملتقى والتفاعل فيسرنا تسجيلك عضواً فاعلاً ومتفاعلاً،
وإن كنت عضواً سابقاً فهلم إلى رحاب العلم من هنا.

حصري اصول الجدل والمناظرة

إنضم
6 أكتوبر 2010
المشاركات
22
التخصص
الفقه السياسي المالكي بالغرب الاسلامي
المدينة
وجدة
المذهب الفقهي
مالكي
لما كانت المداولات الاصطلاحية ناشئة عن مدلولات اللغوية ومرتبطة بها لزم الرجوع إليها والاعتماد عليها.أ‌- المقاربة المعجمية:ترجع مادة ج.د.ل في جذرها اللغوي إلى معنى مادي يفيد الصلابة والقوة كما في قولنا: جدل الجدل: إذا الحكم فتله، وإلى معنى معنوي كما في دلالتها على العدد في الخصومة والقدرة عليها.ب‌- المقاربة المصطلحية للجدل:هناك تعريفات منها ما هو عام كتعريف ابن البناء المراكشي عند قوله: "الجدل قانون نظري تبين به سبيل الهدى عن سبل الظلال" ومنها ما كان جامعا لا جزاء المحدود مثل تعريف الجويني حيث قال: "إظهار المتنازعين مقتضى نظرتهما على التدافع والتنافي بالعبارة أو ما يقوم مقامها من الإشارة والدلالة، وكذلك تعريف أبو الوليد الباجي في قوله: "الجدل تردد الكلام بين اثنين قصد كل واحد منهما تصحيح قوله وإبطال قول ما به"، ويبدون أن هذين العلمين قد وفقا في تحديد عناصر المفهوم كوجود طرفين للمناقشة والحوار وتردد الكلام، وكعملية التدافع التي سماها الباجي التتميم والإبطال وهي بمثابة قانون يضبط عملية الاستدلال بين الطرفين من أجل المعرفة الصحيحة، ولعل هذه المكونات ؟؟؟؟ والتطبيق هي ما حاول ابن خلدون الإشارة إليها عند قوله: "إنه معرفة بالقواعد من الحدود والآداب في الاستدلال التي يتوصل بها إلى حفظ رأي وهدمه سواء كان ذلك الرأي من الفقه أو غيره".المطلب الثاني: علاقة الجدل بالحوار والمناظرةقال الراغب الأصفهاني: حور الحور: التردد إما بالذات وإما بالفكر، والمحاورة والحوار المرادة في الكلام ومنه التحاور التجاوب، فإذا كان الجدل مرتبطا بالخلاف إذ لا جدال إلا من حيث إدراك حقيقة من الحقائق، فالحوار يستوعب جميع أنواع التخاطب، ولذلك فالحوار أعم، وقد ورد لفظ الحوار في كتاب الله ثلاث مرات: "فقال لصاحبه وهو يحاوره: "أنا أكثر منك مالا"، وقوله سبحانه: "قال له صاحبه وهو يحاوره أكفرت بالذي خلقك من تراب..." والثالث بصيغة المصدر كما في قوله تعالى: "والله يسمع تحاوركما" بينما لفظة الجدل وردت فيه بصيغ مختلفة أما المناظرة فتختلف عن الجدل من حيث الاشتقاق اللغوي فقط بينما يترادفان اصطلاحا، قال الجويني: "لا فرق بين المناظرة والجدل في عرف العلماء بالاصول والفروع، وإن فرق بين الجدل والمناظرة على طريق اللغة" وقد استعمل لفظ الجدل مرادفا للمناظرة في مواطن عدة من كتاب الله تعالى: "لقد سمع الله قول..." وعموما فاختلاف المفاهيم إنما يقصد به انتهاء أداء وظيفة التواصل والتبليغ والدعوة من أجل بناء صحيح المعرفة.

يتبع
 
أعلى