رد: الأم
جمعه: البويطي، بعد أن أملاه الشافعي على تلاميذه في مصر، ولم يذكر اسمه فيه ولا نسبه إلى نفسه، ومع ذلك فقد نسب: إلى الربيع بن سليمان المرادي، بعد أن رتبه وبوَّبه.
هذا الكلام غير دقيق .. والذي تبناه ونشره هو الدكتور زكي مبارك في رسالته «إصلاحُ أشنَعُ خطأٍ في تاريخِ التشريعِ الإسلاميِّ –كتابُ [font="]«الأمِّ[font="]»[/font] لم يؤلِّفه الشافعيُّ وإنما ألَّفَهُ البويطيُّ وتصرَّفَ فيه الربيعُ بنُ سليمانَ» مُعتَمِداً على روايةِ أبي طالبٍ المكيِّ(ت386هـ) في «قوتِ القلوبِ» بقوله : (وأخملَ البويطي ذكرَ نفسه واعتزلَ عن الناسِ بالبويطةِ من سوادِ مصرَ ، وصنَّفَ كتابَ «الأم» الذي يُنسَبُ الآن إلى الربيعِ بن سليمانَ ويُعرَفُ به ، وإنما هو جمعُ البويطيِّ لم يَذْكُر نفسه فيه ، وأخرجَه إلى الربيعِ ، فزاد فيه وأظهرَهُ وسَمِعَه منه)(2/227) .[/font]
ويقول الإسنويُّ في [font="]«المهمات[font="]»[/font] عن [font="]«[/font]الأمِّ[font="]»[/font] : (صنفه الشافعيُّ بمصر - كما قاله صاحبُ الاستقصاءِ شارحُ المهذَّبِ- من روايةِ المُزنيِّ ، وراويه هو البويطيُّ ، ونقله عنه الربيعُ المراديُّ وبوَّبَه وإن كانت أبوابه متكرِّرةً ومسائِلُه غيرُ مرتَّبَةٍ ) (1/113) . [/font]
فيكون الربيع قد نقله عن الإمام والبويطيِّ معاً ، يشهد لذلك قوله يقول ُفي أول «الأمِّ» : (أخبرنا الشافعيُّ) ، بل كان كثير التوثُّقِ في نقله فهو يقول: (فاتني هذا الموضِعُ من كلامِ الإمامِ وسمعتُه من البويطيِّ وأعرفُه من كلامِ الشافعيِّ) [font="](2/252)، ويقول : (إلى هنا انتهى سماعي من البويطي) [font="](2/255)[/font]، وهذا التشكيكُ لو اعتبرناهُ لارتفعت الثِّقَةُ بِكُلِّ كُتُبِ العلماءِ ، بل ارتفعت الثِّقَةُ بهؤلاءِ العلماء أنفُسِهم .[/font]
وقد رد عليه مجموعة من الباحثين ، منهم الدكتور رفعت فوزي في مقدمة تحقيقه للأم ص14 ، والشيخ أحمد شاكر ، مقدمة تحقيق الرسالة للشافعي ، ص9 . والسيد أحمد صقر في مقدمته لتحقيق مناقب الشافعي ص31-40 والشيخ محمد أبو زهرة في كتابه الإمام الشافعي ص143-149 وغيرهم .