د. ملفي بن ساير العنزي
:: متخصص ::
- إنضم
- 25 مارس 2011
- المشاركات
- 1,035
- الكنية
- أبو محمد
- التخصص
- فقه
- المدينة
- مكة المكرمة والشمال
- المذهب الفقهي
- أصول المذهب الأحمد
لقاءات وفوائد مع العلماء ... نصف يوم تقريباً مع الشيخ الإمام العلامة العامل التقيّ... البحر الفقيه المفتي... عبد العزيز بن عبد الله بن باز (ت رحمه الله قبيل فجر يوم الخميس الموافق 27/1/1420هـ وصلّي عليه بالحرم بعد صلاة الجمعة ودفن بــمَـُِــقـبرة العدل )
كانت معرفتي للشيخ من خلال برامجه في الإذاعة وكتبه ورسائله...في سنّ مبكرة...
وكنت التقيت به في دروس عامة كطالب... وعلى عادته في نشر العلم لكل أحد, ونفع من يستطعه.... وكانت السبل له ميسّرة فبابه لايغلق ومكتبه مفتوح خلال تواجده به أكثر من وقت الدوام الرسمي أحياناً - ولذلك قصة مع من قدِم للشيخ جاهلاً ثم تهجّم عليه .... برعونة وقسوة... وبتوفيق الله للشيخ ثم بكرمه وحسن تصرّفه عاد طالب علم وتدرّج حتى صار قاضياً ! -
وكانت يد الشيخ كريمة... وشهود الحال كثُر...
وفي صيف عام 1419هـ, أظنه يوم ثلاثاء في شهر رجب...؟ (ليتني قيّدت ! )
حضرت لجامع الشيخ (الجديد) بالعزيزية بمكة المكرمة صلاة الظهر... وأردت السلام على الشيخ مع انتهاءه من سنة الظهر .... وكان قيامه من الأرض معتمداً على يديه, وبثقل نوعاً ما... فسلمت عليه على الطريقة المعتادة ببلدنا عموماً...
ثم قبّلت مقدمة رأسه... الذي كانت تعلوه هيبة بخشية...
وعرّفته باسمي... ثم قلت له: غفر الله لك. قال: ولك.
سألته عن حاله... ردّ وكأنه يعرفني من سنين - الحمد لله... ثم سأل -كعادته -عن أهل البلد وعن الدراسة... فذهب إلى منزله... من باب الجامع القبلي(الغربي) باب الإمام...
ثم عدت للجامع لحضور تخريج حلْقات تحفيض القرآن الكريم بجامعه رحمه الله... فمكثت فيه... وكان الحضوركثيراً...
وكان شيخنا د/ أحمد بن عبد الرزاق الكبيسي - وفقه الله لكل خير - قد أعدّ وليمته عشاءً احتفاءً بالشيخ في بيته العامر بحي العوالي وكنت ضمن المدعوين من قِبَل الشيخ الكريم ...
تحرّكت بسيارتي بعد انتهاء الحفل الكريم وبعد صلاة العشاء...ومعي ابن أخي عبد الله ... من مسجد الشيخ باتجاه المسجد القطري ومع ازدحام السيارات كنت حريصا على رؤية سيارة الشيخ وعدم تقدُّمي عليها... هيبة واحتراماً...
سرنا ورأيت سيارة الشيخ فوقفت عند الإشارة...تحرّكت ووقفت عن يمين سيارة الشيخ...
فماذا نظرت ؟
شاهدت وأنا بسيارتي... سيارة الشيخ - أظنها بويك...بيضاء - مضاءة من الخلف - مكان جلوسه- وتقرأ على الشيخ أوراق...!!!
وصلنا إلى إشارة أخرى قبل العوالي - إشارة تقاطع طريق الملك خالد رحمه الله - ونفس النظرة لنفس المنظور والمرئي !!! لايكلّ ولا يملّ ... تعليم ونفع وتواقيع وفتاوى وشفاعات...
لم يقل رحمه الله : خلاص تعبنا ... خرّجنا وانتهينا... ودوام قبله ... نرتاح قليلاً ! لا ... بل هو , هو... ما استطاع ... لاخفية... ولا عمل خاص... ولا خصوصيات... عدل في التطبيق والمنهج ...
صدق النصيحة لله ولرسوله ولكتابة ولأئمة المسلمين وعامّتهم ...
ناصح وصدقت لهجته... في نصيحته لولاة أمره رحم الله ميتهم وأبقى حيّهم على الخير والرشاد والعافية والسلامة...
والنصيحة بعامة هي إرادة الخير...كما أفاد بذلك العلماء... وهي تتضمن : الإخلاص والصدق والمحبة وإرادة الإصلاح والله الموفّق...
دعا إلى الله وحياته كانت حفظ الكتاب العزيز... والعمل بحدوده, وشدّة حبه لرسوله صلى الله عليه وسلم... فأعزّه الله !
((وَاتَّقُوا يَوْمًا لَا تَجْزِي نَفْسٌ عَنْ نَفْسٍ شَيْئًا وَلَا يُقْبَلُ مِنْهَا شَفَاعَةٌ وَلَا يُؤْخَذُ مِنْهَا عَدْلٌ وَلَا هُمْ يُنْصَرُونَ )) [البقرة: 48]
((وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ )) [البقرة: 281]
راسل ونصح الرؤساء- القريب والبعيد منهم – ناصح الملك حسين عاهل الأردن رحمه الله , وعمر البشير... وبورقيبة,وحافظ نعجة - وهذا اسم أبيه - [ثم لمّع بالأسد]... وصدام حسين... رحم الله من مات منهم على الإسلام, وهدى البشير سبيل الخير الرشاد...
وكان الشيخ ابن باز رحمه الله يطبّق حديث الرسول صلى الله عليه وسلم القائل: (( نضر الله امرء اً سمع منا حديثا فحفظه حتى يبلغه غيره ؛ فإنه رب حامل فقه ليس بفقيه ورب حامل فقه إلى من هو أفقه منه . ثلاث خصال لا يغلّ عليهن قلب مسلم أبدا : إخلاص العمل لله ومناصحة ولاة الأمر ولزوم الجماعة ؛ فإن دعوتهم تحيط من ورائهم .
وقال : من كان همه الآخرة ؛ جمع الله شمله وجعل غناه في قلبه وأتته الدنيا وهي راغمة . ومن كانت نيته الدنيا ؛ فرق الله عليه ضيعته وجعل فقره بين عينيه ولم يأته من الدنيا إلا ما كتب له)) السلسلة الصحيحة – مختصرة- [1 /760].
وهذه ميزته رحمه الله للجميع ... محب لله محب لرسوله صلى الله عليهوسلم ... متبع لسنته مع الجميع...
استغرق زمن السير من الجامع إلى منزل الشيخ المضيف عشر دقائق تقريباً...
وصلنا بيت الشيخ الكريم أبا مُلهم ... الذي استقبله قبل الباب... وصعد الشيخ درج البيت المحفوظ بإذن الله خيراً وعلماً...
كانت الدرج مرتفعاً بأربع درجات تقريباً...رأيت الشيخ أحمد يحاول مساعدة الشيخ في صعود عتبات البيت وسمعت الشيخ أحمد يعتذر له... بل ويريده أن يدخل من باب آخر... وكأنه يذكّره بضيافة له سابقة بمنزل الشيخ أحمد بالعزيزية... وكانت في سطح المنزل! وسمعت ! أن الشيخ المضيّف يعتذر والشيخ ابن باز يقول له : تراي مثلك ! [يعني بصيراً ... بمعنى أن نفس المشقة – إن كانت- فهي لي ولك على حدّ سواء ! ] الله أكبر... تواضع بصدق... ورفعة بحق... وحديث قلب لقلب برفق....
كانت الجلسة أو المناسبة في حوش البيت...والجوّ كان عليلاً... مع نسمات أول فصل الشتاء...
كان الشيخ رحمه الله يجلس بصدر المجلس من جهة الجدار الجنوبي... وعن يمينه معالي الشيخ د. عبد الله بن صالح بن عبيد وفي تلك الفترة كان يشغل أمين عام رابطة العالم الإسلامي 1416 – 1421هـ, وكنت أجلس قريباً من الشيخ بيني وبينه خمسة أشخاص تقريباً , منهم ابن أخي والذي كان عن يميني من جهة الشيخ ,وكان مجلسي من جهة الجدار الغربي...وعن يساري متكأ – مركى – فتكاثر الناس وقدِموا...
طلبة العلم... وغيرهم من الأساتذة... وكانت تلك السنة أول سنة لي بمكة المكرمة , وأسأل الله أن يمنّ بالقرار المبارك بأم القرى بعافية وخير... آمين.
وبعد جلوس الشيخ... وسلامِه... وسلام من جاء بعد...
جاء شاب أحمر اللحية والوجه... ليس بالطويل ولا بالقصير ومعه شنطة - حقيبة - سوداء, فسأل عن نقطة لتوصيل الكهرباء - الفيش - فأُرشِد إليه وكان عن يساري بمتر أو مترين تقريباً...
ففتح حقيبته وبها أزرار كثيرة... وأخرج منها أسلاكاً ... أوصلها بالكهرباء... وأخذ سلكاً منفرداً وأخذّ يفلّ طوله... حتى أوصله وعلّقه على صدر ثوب الشيخ ابن بازرحمه الله بين أزراره... وسألت عنه - فيما بعد - فأخبرت أنه فرنسي...
يسجّل كلام الشيخ للعلم والنفع...
وليست الفترة طويلة بل دقائق - وبأدب العلماء... استأذنه الشيخ أحمد- وبعد ترحيبه الموفّق بالشيخ - أن يُعطّر المجلس بآيات من الذكر الحكيم...
فقرأ ابنه الأخ الشيخ مجتبى بن أحمد...آيات من سورة آل عمران ويا لها من آيات ... ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوااللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ (102) وَاعْتَصِمُوابِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ.....))
هزّت المجلس ببكاء الشيخ المفاجئ وقد كاد يخفيه... فوضع شماغه بيده على وجهه وأجهش بالبكاء عند سماعه لقول الحق المبين - ومنذ أول الآيات وهو خاشع - :
((وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَىالْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَهُمُ الْمُفْلِحُونَ (104) .....................................
وعند انتهاء الوجه أو زاد قليلاً ؟ توقّف القارئ حفظه الله ... وعلى عادة الشيخ أخذ يفسّر الآيات بتفسير العالم الرباني... المحب الوَجِل ... ثم تُرك المجال – بعد الموافقة من المضيّف الذي استشار الشيخ -
وقبل الكلمة أو أثنائها ! كان من ضمن من جاء الشيخ أ/د. ياسين بن ناصر الخطيب فأردت إيثاره وهممت بالقيام ولوّحت له بيدي... وبنفسه الحيّية وبسرعة بديهته أشار إليّ بالجلوس... وتقدم إليّ... فأخذت المتكأ وجلسنا سويّا لم يجعلني أترك مكاني حفظه الله !
ومن ضمن الأسئلة التي عُرضت حكم قتل الحشرات بالنار وبالأداة الصاعقة الكهربائية...[وله فتوى في الحشرات إذاحصل منها الأذى تقتل لكن بغير النار من أنواع المبيدات...مجموع فتاوى ابن باز 7/145] .
وخلال الجلسة... وقبل تناول طعام العشاء وتجاذباً لأطراف الحديث مع الشيخ ابن باز رحمه الله تحدث الشيخ ابن عبيد عن الكنغر وكيف هو؟ وصفته ! وأن الصغير منها يأوي إلى بطن أمه , وأخذ يصف مكان حمله للشيخ وأنه عندالخطر يهرب إليه , وأنه أشبه بالخِرْج أو العِدل؛ يندسّ به ويبقى رأسه وتسير أوتجري به أمه ! فتعجّب الشيخ...
ومما قاله الشيخ ابن باز : هو مثل...القعيس؟ يعني رجليه طويلة ويديه قصيرة ! [ولا يعني الشيخ الحجم بل يعني تشبيهه بما شاهده في صباه...قبل فقد بصره, عوضه الله أعلى عليّين في جنة الخُلد عند مليك مقتدر اللهم آمين]
قلت: صغير الكنغر - بعد ولادته - يكون ببطن أمه تحمله في (جيبها) أشهر قليلة ... ثم ينفرد عنها...
وفي هذه المسألة لغز :
أمّ تكون حاملة لصغير- بعد ولادته - ببطنها, وجنين في وقت واحد.
وهل الكنغر سبعاً؟ وهل يعدو بنابه؟ وسمعنا إنه لا يأكل إلا الأعشاب!
والله أعلم
وكتب
أبو محمد ملفي بن ساير بن مجاهد.
(أعتذر لأني لم أُحرّر الكتابة... بل كُتبت على عجل وبعاطفة؛ لذكرى خاصة... وأردت أن ينتفع بها إخواني ومن شاء الله من المسلمين... ومع هذه التقنية الالكترونية, وسهولة الترجمة... لمن يوظفها في الدعوة إلى الله... ومن شاء الله من خلقه نسأل الله الهداية)
وتأسياً بالشيخ رحمه الله وأسكنه الفردوس الأعلى من الجنة...
فلقد قال رحمه الله في منسكه "التحقيق والإيضاح لكثير من مسائل الحج والعمرة والزيارة على ضوء الكتاب والسنة" ص 1 : " أما بعد : فهذا منسك مختصر يشتمل على إيضاح وتحقيق كثير من مسائل الحج والعمرة والزيارة على ضوء كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ، جمعته لنفسي ولمن شاء الله من المسلمين.." ا هـ.
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
سيكون الحديث - لاحقاً بإذن الله وعلى فترات... وإن وُجِد تشجيع؛ ولئلا أنسى - عن :
النعش ...
القاضي
كتاب... ورحلة عمر مع الشيخ !
موقف للشيخ رحمه الله, مع الشيخ محمدالمختار الشنقيطي... في أول درس بجامعه الجديد...
وغير ذلك إن شاء الله
وإلا.... فما قصدته وصل ولله الحمد, وأسأل الله تعالى أن يغفر لي ولوالدي وللمؤمنين والمؤمنات, ومن أمَّن ودعا بخير
حسبي الله لا إله إلا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
كانت معرفتي للشيخ من خلال برامجه في الإذاعة وكتبه ورسائله...في سنّ مبكرة...
وكنت التقيت به في دروس عامة كطالب... وعلى عادته في نشر العلم لكل أحد, ونفع من يستطعه.... وكانت السبل له ميسّرة فبابه لايغلق ومكتبه مفتوح خلال تواجده به أكثر من وقت الدوام الرسمي أحياناً - ولذلك قصة مع من قدِم للشيخ جاهلاً ثم تهجّم عليه .... برعونة وقسوة... وبتوفيق الله للشيخ ثم بكرمه وحسن تصرّفه عاد طالب علم وتدرّج حتى صار قاضياً ! -
وكانت يد الشيخ كريمة... وشهود الحال كثُر...
وفي صيف عام 1419هـ, أظنه يوم ثلاثاء في شهر رجب...؟ (ليتني قيّدت ! )
حضرت لجامع الشيخ (الجديد) بالعزيزية بمكة المكرمة صلاة الظهر... وأردت السلام على الشيخ مع انتهاءه من سنة الظهر .... وكان قيامه من الأرض معتمداً على يديه, وبثقل نوعاً ما... فسلمت عليه على الطريقة المعتادة ببلدنا عموماً...
ثم قبّلت مقدمة رأسه... الذي كانت تعلوه هيبة بخشية...
وعرّفته باسمي... ثم قلت له: غفر الله لك. قال: ولك.
سألته عن حاله... ردّ وكأنه يعرفني من سنين - الحمد لله... ثم سأل -كعادته -عن أهل البلد وعن الدراسة... فذهب إلى منزله... من باب الجامع القبلي(الغربي) باب الإمام...
ثم عدت للجامع لحضور تخريج حلْقات تحفيض القرآن الكريم بجامعه رحمه الله... فمكثت فيه... وكان الحضوركثيراً...
وكان شيخنا د/ أحمد بن عبد الرزاق الكبيسي - وفقه الله لكل خير - قد أعدّ وليمته عشاءً احتفاءً بالشيخ في بيته العامر بحي العوالي وكنت ضمن المدعوين من قِبَل الشيخ الكريم ...
تحرّكت بسيارتي بعد انتهاء الحفل الكريم وبعد صلاة العشاء...ومعي ابن أخي عبد الله ... من مسجد الشيخ باتجاه المسجد القطري ومع ازدحام السيارات كنت حريصا على رؤية سيارة الشيخ وعدم تقدُّمي عليها... هيبة واحتراماً...
سرنا ورأيت سيارة الشيخ فوقفت عند الإشارة...تحرّكت ووقفت عن يمين سيارة الشيخ...
فماذا نظرت ؟
شاهدت وأنا بسيارتي... سيارة الشيخ - أظنها بويك...بيضاء - مضاءة من الخلف - مكان جلوسه- وتقرأ على الشيخ أوراق...!!!
وصلنا إلى إشارة أخرى قبل العوالي - إشارة تقاطع طريق الملك خالد رحمه الله - ونفس النظرة لنفس المنظور والمرئي !!! لايكلّ ولا يملّ ... تعليم ونفع وتواقيع وفتاوى وشفاعات...
لم يقل رحمه الله : خلاص تعبنا ... خرّجنا وانتهينا... ودوام قبله ... نرتاح قليلاً ! لا ... بل هو , هو... ما استطاع ... لاخفية... ولا عمل خاص... ولا خصوصيات... عدل في التطبيق والمنهج ...
صدق النصيحة لله ولرسوله ولكتابة ولأئمة المسلمين وعامّتهم ...
ناصح وصدقت لهجته... في نصيحته لولاة أمره رحم الله ميتهم وأبقى حيّهم على الخير والرشاد والعافية والسلامة...
والنصيحة بعامة هي إرادة الخير...كما أفاد بذلك العلماء... وهي تتضمن : الإخلاص والصدق والمحبة وإرادة الإصلاح والله الموفّق...
دعا إلى الله وحياته كانت حفظ الكتاب العزيز... والعمل بحدوده, وشدّة حبه لرسوله صلى الله عليه وسلم... فأعزّه الله !
((وَاتَّقُوا يَوْمًا لَا تَجْزِي نَفْسٌ عَنْ نَفْسٍ شَيْئًا وَلَا يُقْبَلُ مِنْهَا شَفَاعَةٌ وَلَا يُؤْخَذُ مِنْهَا عَدْلٌ وَلَا هُمْ يُنْصَرُونَ )) [البقرة: 48]
((وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ )) [البقرة: 281]
راسل ونصح الرؤساء- القريب والبعيد منهم – ناصح الملك حسين عاهل الأردن رحمه الله , وعمر البشير... وبورقيبة,وحافظ نعجة - وهذا اسم أبيه - [ثم لمّع بالأسد]... وصدام حسين... رحم الله من مات منهم على الإسلام, وهدى البشير سبيل الخير الرشاد...
وكان الشيخ ابن باز رحمه الله يطبّق حديث الرسول صلى الله عليه وسلم القائل: (( نضر الله امرء اً سمع منا حديثا فحفظه حتى يبلغه غيره ؛ فإنه رب حامل فقه ليس بفقيه ورب حامل فقه إلى من هو أفقه منه . ثلاث خصال لا يغلّ عليهن قلب مسلم أبدا : إخلاص العمل لله ومناصحة ولاة الأمر ولزوم الجماعة ؛ فإن دعوتهم تحيط من ورائهم .
وقال : من كان همه الآخرة ؛ جمع الله شمله وجعل غناه في قلبه وأتته الدنيا وهي راغمة . ومن كانت نيته الدنيا ؛ فرق الله عليه ضيعته وجعل فقره بين عينيه ولم يأته من الدنيا إلا ما كتب له)) السلسلة الصحيحة – مختصرة- [1 /760].
وهذه ميزته رحمه الله للجميع ... محب لله محب لرسوله صلى الله عليهوسلم ... متبع لسنته مع الجميع...
استغرق زمن السير من الجامع إلى منزل الشيخ المضيف عشر دقائق تقريباً...
وصلنا بيت الشيخ الكريم أبا مُلهم ... الذي استقبله قبل الباب... وصعد الشيخ درج البيت المحفوظ بإذن الله خيراً وعلماً...
كانت الدرج مرتفعاً بأربع درجات تقريباً...رأيت الشيخ أحمد يحاول مساعدة الشيخ في صعود عتبات البيت وسمعت الشيخ أحمد يعتذر له... بل ويريده أن يدخل من باب آخر... وكأنه يذكّره بضيافة له سابقة بمنزل الشيخ أحمد بالعزيزية... وكانت في سطح المنزل! وسمعت ! أن الشيخ المضيّف يعتذر والشيخ ابن باز يقول له : تراي مثلك ! [يعني بصيراً ... بمعنى أن نفس المشقة – إن كانت- فهي لي ولك على حدّ سواء ! ] الله أكبر... تواضع بصدق... ورفعة بحق... وحديث قلب لقلب برفق....
كانت الجلسة أو المناسبة في حوش البيت...والجوّ كان عليلاً... مع نسمات أول فصل الشتاء...
كان الشيخ رحمه الله يجلس بصدر المجلس من جهة الجدار الجنوبي... وعن يمينه معالي الشيخ د. عبد الله بن صالح بن عبيد وفي تلك الفترة كان يشغل أمين عام رابطة العالم الإسلامي 1416 – 1421هـ, وكنت أجلس قريباً من الشيخ بيني وبينه خمسة أشخاص تقريباً , منهم ابن أخي والذي كان عن يميني من جهة الشيخ ,وكان مجلسي من جهة الجدار الغربي...وعن يساري متكأ – مركى – فتكاثر الناس وقدِموا...
طلبة العلم... وغيرهم من الأساتذة... وكانت تلك السنة أول سنة لي بمكة المكرمة , وأسأل الله أن يمنّ بالقرار المبارك بأم القرى بعافية وخير... آمين.
وبعد جلوس الشيخ... وسلامِه... وسلام من جاء بعد...
جاء شاب أحمر اللحية والوجه... ليس بالطويل ولا بالقصير ومعه شنطة - حقيبة - سوداء, فسأل عن نقطة لتوصيل الكهرباء - الفيش - فأُرشِد إليه وكان عن يساري بمتر أو مترين تقريباً...
ففتح حقيبته وبها أزرار كثيرة... وأخرج منها أسلاكاً ... أوصلها بالكهرباء... وأخذ سلكاً منفرداً وأخذّ يفلّ طوله... حتى أوصله وعلّقه على صدر ثوب الشيخ ابن بازرحمه الله بين أزراره... وسألت عنه - فيما بعد - فأخبرت أنه فرنسي...
يسجّل كلام الشيخ للعلم والنفع...
وليست الفترة طويلة بل دقائق - وبأدب العلماء... استأذنه الشيخ أحمد- وبعد ترحيبه الموفّق بالشيخ - أن يُعطّر المجلس بآيات من الذكر الحكيم...
فقرأ ابنه الأخ الشيخ مجتبى بن أحمد...آيات من سورة آل عمران ويا لها من آيات ... ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوااللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ (102) وَاعْتَصِمُوابِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ.....))
هزّت المجلس ببكاء الشيخ المفاجئ وقد كاد يخفيه... فوضع شماغه بيده على وجهه وأجهش بالبكاء عند سماعه لقول الحق المبين - ومنذ أول الآيات وهو خاشع - :
((وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَىالْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَهُمُ الْمُفْلِحُونَ (104) .....................................
وعند انتهاء الوجه أو زاد قليلاً ؟ توقّف القارئ حفظه الله ... وعلى عادة الشيخ أخذ يفسّر الآيات بتفسير العالم الرباني... المحب الوَجِل ... ثم تُرك المجال – بعد الموافقة من المضيّف الذي استشار الشيخ -
وقبل الكلمة أو أثنائها ! كان من ضمن من جاء الشيخ أ/د. ياسين بن ناصر الخطيب فأردت إيثاره وهممت بالقيام ولوّحت له بيدي... وبنفسه الحيّية وبسرعة بديهته أشار إليّ بالجلوس... وتقدم إليّ... فأخذت المتكأ وجلسنا سويّا لم يجعلني أترك مكاني حفظه الله !
ومن ضمن الأسئلة التي عُرضت حكم قتل الحشرات بالنار وبالأداة الصاعقة الكهربائية...[وله فتوى في الحشرات إذاحصل منها الأذى تقتل لكن بغير النار من أنواع المبيدات...مجموع فتاوى ابن باز 7/145] .
وخلال الجلسة... وقبل تناول طعام العشاء وتجاذباً لأطراف الحديث مع الشيخ ابن باز رحمه الله تحدث الشيخ ابن عبيد عن الكنغر وكيف هو؟ وصفته ! وأن الصغير منها يأوي إلى بطن أمه , وأخذ يصف مكان حمله للشيخ وأنه عندالخطر يهرب إليه , وأنه أشبه بالخِرْج أو العِدل؛ يندسّ به ويبقى رأسه وتسير أوتجري به أمه ! فتعجّب الشيخ...
ومما قاله الشيخ ابن باز : هو مثل...القعيس؟ يعني رجليه طويلة ويديه قصيرة ! [ولا يعني الشيخ الحجم بل يعني تشبيهه بما شاهده في صباه...قبل فقد بصره, عوضه الله أعلى عليّين في جنة الخُلد عند مليك مقتدر اللهم آمين]
قلت: صغير الكنغر - بعد ولادته - يكون ببطن أمه تحمله في (جيبها) أشهر قليلة ... ثم ينفرد عنها...
وفي هذه المسألة لغز :
أمّ تكون حاملة لصغير- بعد ولادته - ببطنها, وجنين في وقت واحد.
وهل الكنغر سبعاً؟ وهل يعدو بنابه؟ وسمعنا إنه لا يأكل إلا الأعشاب!
والله أعلم
وكتب
أبو محمد ملفي بن ساير بن مجاهد.
(أعتذر لأني لم أُحرّر الكتابة... بل كُتبت على عجل وبعاطفة؛ لذكرى خاصة... وأردت أن ينتفع بها إخواني ومن شاء الله من المسلمين... ومع هذه التقنية الالكترونية, وسهولة الترجمة... لمن يوظفها في الدعوة إلى الله... ومن شاء الله من خلقه نسأل الله الهداية)
وتأسياً بالشيخ رحمه الله وأسكنه الفردوس الأعلى من الجنة...
فلقد قال رحمه الله في منسكه "التحقيق والإيضاح لكثير من مسائل الحج والعمرة والزيارة على ضوء الكتاب والسنة" ص 1 : " أما بعد : فهذا منسك مختصر يشتمل على إيضاح وتحقيق كثير من مسائل الحج والعمرة والزيارة على ضوء كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ، جمعته لنفسي ولمن شاء الله من المسلمين.." ا هـ.
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
سيكون الحديث - لاحقاً بإذن الله وعلى فترات... وإن وُجِد تشجيع؛ ولئلا أنسى - عن :
النعش ...
القاضي
كتاب... ورحلة عمر مع الشيخ !
موقف للشيخ رحمه الله, مع الشيخ محمدالمختار الشنقيطي... في أول درس بجامعه الجديد...
وغير ذلك إن شاء الله
وإلا.... فما قصدته وصل ولله الحمد, وأسأل الله تعالى أن يغفر لي ولوالدي وللمؤمنين والمؤمنات, ومن أمَّن ودعا بخير
حسبي الله لا إله إلا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.