العِلْمُ رَحِمٌ بَيْنَ أَهْلِهِ، فَحَيَّ هَلاً بِكَ مُفِيْدَاً وَمُسْتَفِيْدَاً، مُشِيْعَاً لآدَابِ طَالِبِ العِلْمِ وَالهُدَى،
مُلازِمَاً لِلأَمَانَةِ العِلْمِيةِ، مُسْتَشْعِرَاً أَنَّ: (الْمَلَائِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا لِطَالِبِ الْعِلْمِ رِضًا بِمَا يَطْلُبُ) [رَوَاهُ الإَمَامُ أَحْمَدُ]،
فَهَنِيْئَاً لَكَ سُلُوْكُ هَذَا السَّبِيْلِ؛ (وَمَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ) [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ]،

مرحباً بزيارتك الأولى للملتقى، وللاستفادة من الملتقى والتفاعل فيسرنا تسجيلك عضواً فاعلاً ومتفاعلاً،
وإن كنت عضواً سابقاً فهلم إلى رحاب العلم من هنا.

إمامة الفاسق والواقع المعاصر

إنضم
24 أبريل 2011
المشاركات
5
التخصص
هندسة
المدينة
سوهاج
المذهب الفقهي
حنبلي
ذهب الحنابلة في المعتمد عندهم إلى عدم صحة إمامة الفاسق إلا في الجمعة والعيد إذا تعذرا خلف غيره

-"أما الفاسق: ففيه روايتان. إحداهما: لا تصح، وهو المذهب. سواء كان فسقه من جهة الاعتقاد أو من جهة الأفعال، من حيث الجملة، وعليه أكثر الأصحاب)، ونسب هذه الرواية إلى ابن الزاغوني وابن أبي موسى والقاضي والشيرازي وابن هبيرة، ونصرها أبو الخطاب والشريف أبو جعفر، واختارها أبو بكر والآمدي والمجد والشيخ تقي الدين، وجزم بها ابن عقيل. ثم قال: (والرواية الثانية: تصح وتكره. وعنه: تصح في النفل، وجزم به جماعة. قال ابن تميم: ويصح النفل خلف الفاسق رواية واحدة، قاله بعض أصحابنا. وعنه: لا تصح خلف فاسقٍ بالاعتقاد بحال" الإنصاف

-"( وَلَا تَصِحُّ إمَامَةُ فَاسِقٍ مُطْلَقًا ) أَيْ : سَوَاءٌ كَانَ فِسْقُهُ بِالِاعْتِقَادِ ، أَوْ بِالْأَفْعَالِ الْمُحَرَّمَةِ لِقَوْلِهِ تَعَالَى : { أَفَمَنْ كَانَ مُؤْمِنًا كَمَنْ كَانَ فَاسِقًا لَا يَسْتَوُونَ } " وَحَدِيثِ ابْنِ مَاجَهْ عَنْ جَابِرٍ مَرْفُوعًا { لَا تَؤُمَّنَّ امْرَأَةٌ رَجُلًا ، وَلَا أَعْرَابِيٌّ مُهَاجِرًا ، وَلَا فَاجِرٌ مُؤْمِنًا ، إلَّا أَنْ يَقْهَرَهُ بِسُلْطَانٍ يَخَافُ سَوْطَهُ وَسَيْفَهُ } " وَسَوَاءٌ أَعْلَنَ فِسْقَهُ ، أَوْ أَخْفَاهُ ، وَتَصِحُّ خَلْفَ نَائِبِهِ الْعَدْلِ وَلَا يَؤُمَّ فَاسِقٌ فَاسِقًا لِأَنَّهُ يُمْكِنُهُ رَفْعُ مَا عَلَيْهِ مِنْ النَّقْصِ وَيُعِيدُ مَنْ صَلَّى خَلْفَ فَاسِقٍ مُطْلَقًا وَمَنْ صَلَّى بِأُجْرَةٍ لَمْ يُصَلَّ خَلْفَهُ قَالَهُ ابْنُ تَمِيمٍ وَإِنْ أَعْطَى بِلَا شَرْطٍ فَلَا بَأْسَ ، نَصًّا ( إلَّا فِي جُمُعَةٍ وَعِيدٍ تَعَذُّرًا خَلْفَ غَيْرِهِ ) أَيْ : الْفَاسِقِ ، بِأَنْ تَتَعَذَّرَ أُخْرَى خَلْفَ عَدْلٍ لِلضَّرُورَةِ ."شرح منتهى الإرادات

-"( وَلَا تَصِحُّ إمَامَةُ فَاسِقٍ بِفِعْلٍ ) كَزَانٍ وَسَارِقٍ وَشَارِبِ خَمْرٍ وَنَمَّامٍ وَنَحْوِهِ ( أَوْ اعْتِقَادٍ ) كَخَارِجِيٍّ وَرَافِضِيٍّ ( وَلَوْ كَانَ مَسْتُورًا ) لِقَوْلِهِ تَعَالَى { أَفَمَنْ كَانَ مُؤْمِنًا كَمَنْ كَانَ فَاسِقًا لَا يَسْتَوُونَ } وَلِمَا رَوَى ابْنُ مَاجَهْ عَنْ جَابِرٍ مَرْفُوعًا { لَا تَؤُمَّنَّ امْرَأَةٌ رَجُلًا وَلَا أَعْرَابِيٌّ مُهَاجِرًا وَلَا فَاجِرٌ مُؤْمِنًا ، إلَّا أَنْ يَقْهَرَهُ بِسُلْطَانٍ يَخَافُ سَوْطَهُ وَسَيْفَهُ } وَعَنْ ابْنِ عُمَرَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ { اجْعَلُوا أَئِمَّتَكُمْ خِيَارَكُمْ فَإِنَّهُمْ وَفْدُكُمْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ رَبِّكُمْ } لَكِنْ قَالَ الْبَيْهَقِيُّ عَنْ هَذَا : إسْنَادُهُ ضَعِيفٌ وَلِأَنَّ الْفَاسِقَ لَا يُقْبَلُ خَبَرُهُ لِمَعْنًى فِي دِينِهِ فَأَشْبَهَ الْكَافِرَ وَلِأَنَّهُ لَا يُؤْمَنُ عَلَى شَرَائِطِ الصَّلَاةِ ( وَلَوْ بِمِثْلِهِ ) فَلَا يَصِحُّ أَنْ يَؤُمَّ فَاسِقٌ فَاسِقًا ؛ لِأَنَّهُ يُمْكِنُهُ رَفْعُ مَا عَلَيْهِ مِنْ النَّقْصِ بِالتَّوْبَةِ ( عُلِمَ فِسْقُهُ ابْتِدَاءً أَوَّلًا ، فَيُعِيدُ ) الْمَأْمُومُ ( إذَا عَلِمَ ) فِسْقَ إمَامِهِ وَاخْتَارَ الشَّيْخَانِ أَنَّ الْبُطْلَانَ مُخْتَصٌّ بِظَاهِرِ الْفِسْقِ ، دُونَ خَفِيِّهِ قَالَ فِي الْوَجِيزِ لَا تَصِحُّ خَلْفَ الْفَاسِقِ الْمَشْهُورِ فِسْقُهُ لَكِنَّ ظَاهَرَ كَلَامِهِ ، وَهُوَ الْمَذْهَبُ مُطْلَقًا قَالَهُ فِي الْمُبْدِعُ ."كشاف القناع

-"( وَلَا تَصِحُّ إمَامَةُ فَاسِقٍ مُطْلَقًا ) أَيْ : سَوَاءٌ كَانَ فِسْقُهُ بِالِاعْتِقَادِ أَوْ الْأَفْعَالِ الْمُحَرَّمَةِ ، وَلَوْ كَانَ مَسْتُورًا لِقَوْلِهِ تَعَالَى : { أَفَمَنْ كَانَ مُؤْمِنًا كَمَنْ كَانَ فَاسِقًا لَا يَسْتَوُونَ } وَلِمَا رَوَى ابْنُ مَاجَهْ عَنْ جَابِرٍ مَرْفُوعًا { لَا تَؤُمَّنَّ امْرَأَةٌ رَجُلًا ، وَلَا أَعْرَابِيٌّ مُهَاجِرًا ، وَلَا فَاجِرٌ مُؤْمِنًا إلَّا أَنْ يَقْهَرَهُ بِسُلْطَانٍ يَخَافُ سَوْطَهُ وَسَيْفَهُ } وَعَنْ ابْنِ عُمَرَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : { اجْعَلُوا أَئِمَّتَكُمْ خِيَارَكُمْ ، فَإِنَّهُمْ وَفْدُكُمْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ رَبِّكُمْ } لَكِنْ قَالَ الْبَيْهَقِيُّ عَنْ هَذَا : إسْنَادُهُ ضَعِيفٌ ؛ وَلِأَنَّ الْفَاسِقَ لَا يُقْبَلُ خَبَرُهُ لِمَعْنًى فِي دِينِهِ ، فَأَشْبَهَ الْكَافِرَ ؛ وَلِأَنَّهُ لَا يُؤْمَنُ عَلَى شَرَائِطَ ."مطالب أولي النهى

-"وَهَذِهِ النُّصُوصُ تَدُلُّ عَلَى أَنَّهُ لَا يُصَلَّى خَلْفَ فَاسِقٍ ."المغني

-"ولا تصح إمامة الفاسق، إلا في جمعة وعيد تعذرا خلف غيره"دليل الطالب

وبناء على سياسة القسم المباركة من محاولة تكييف المسائل المعاصرة بحسب قواعد كل مذهب وتحريك الفقه من سكونه داخل الكتب العتيقة إلى واقع يعمل به الناس.

أطرح السؤال الآتي عن التطبيق المعاصر لهذا الحكم وخاصة مع قلة الدين وانتشار الفسق إلا من رحم ربي،فهل تُطبق قاعدة أن المشقة تجلب التيسير وتلحق باقي الأوقات بالجمعة والعيد؟أم يلزم إعادة الصلاة ولو كل الأوقات إذا انعدم وجود الإمام العدل؟


 

محمد بن عبدالله بن محمد

:: قيم الملتقى الشافعي ::
إنضم
15 مايو 2008
المشاركات
1,245
الإقامة
المملكة العربية السعودية
الجنس
ذكر
الكنية
أبو منذر
التخصص
اللغة العربية
الدولة
المملكة العربية السعودية
المدينة
الشرقية
المذهب الفقهي
الشافعي
رد: إمامة الفاسق والواقع المعاصر

أَمَّ الحجاجُ بعضَ الصحابة كابن عمر، قال الشافعي: وكفى به فاسقا، واستدل الشافعية به على صحة الصلاة خلف الفاسق، فقلدهم إن شئت
ثم ظُنّ بالمؤمنين خيرا، ولا سيما أئمتهم، واترك بواطنهم للذي خلقهم
 
إنضم
24 أبريل 2011
المشاركات
5
التخصص
هندسة
المدينة
سوهاج
المذهب الفقهي
حنبلي
رد: إمامة الفاسق والواقع المعاصر

أَمَّ الحجاجُ بعضَ الصحابة كابن عمر، قال الشافعي: وكفى به فاسقا، واستدل الشافعية به على صحة الصلاة خلف الفاسق، فقلدهم إن شئت
ثم ظُنّ بالمؤمنين خيرا، ولا سيما أئمتهم، واترك بواطنهم للذي خلقهم
جزاك الله خيرا ،أحاول فهم التكييف الفقهي المعاصر للمسألة عند الحنابلة
أما عن حسن الظن فموجود ولكن ماذا لو علمت بواطن الإمام وخاصة مع طول المعاشرة؟
 
إنضم
8 يونيو 2010
المشاركات
562
التخصص
فقه
المدينة
عمان، ولكني مقيم بالكويت
المذهب الفقهي
حنبلي
رد: إمامة الفاسق والواقع المعاصر

ما شاء الله عليك يا أخ مصطفى، فقد أعجبني فقهك، كما أعجبني تعقيبك على تعليق الأخ الفاضل محمد .
 
أعلى