عبد النور محمد أحمد
:: مطـًـلع ::
- إنضم
- 12 أبريل 2011
- المشاركات
- 121
- الكنية
- أبو عبد البر
- التخصص
- الفقه و أصوله
- المدينة
- الجزائر
- المذهب الفقهي
- مالكي
بسم الله الرحمن الرحيم
أما بعد:
أما بعد:
لماّ قرأت نداء الدكتورة دعاء مازن عبد (لا تنس أن تجعل لك وقفاً)، تذكرت كلاما نفسا للإمام أبي محمد بن حزم في كتابه "التلخيص لوجوه التخليص"، إذ قال:"
وأما ما سألتم عنه من أي الأمور أفضل في النوافل: الصلاة، أم الصيام، أم الصدقة؟.. فقد جاءت الرغائب في كل ذلك وكلها فعل حسن، وما أحب للمؤمن أن يخلو من أن يضرب في هذه الثلاثة بنصيب ولو بما قل.. إلا أن الصدقة الجارية في الثمار في الأرضين أحب إلي من الصلاة والصوم في التنفل، وقد روينا عن ابن مسعود رضي الله عنه أنه قال: ((إذا صمتُ ضعفتُ عن الصلاة، والصلاة أحب إليّ من الصيام)).. ولسنا نقلد في ذلك ابن مسعود، ولا نقول أيضاً: إن هذا ليس كما قال، ولكني أقول ـ والله أعلم؛ إذ لا نص في ذلك عن النبي عليه السلام ولكني قد قلت ـ: إني أحب للمؤمن أن يضرب في كل هذه الثلاثة بنصيب، ويأخذ بحظه من كل واحد منها وإن قل؛ فذلك إن شاء الله خير له بلا شك من أن يأخذ بإحداهن ولا يأخذ من الباقين نصيباً، وبيان ذلك أنه صح عن النبي صلى الله عليه وسلم: أن المصلين يدعون من باب الصلاة، والصائمين يدعون من باب الصيام وأصحاب الصدقة يدعون من باب الصدقة.. فقال أبو بكر رضي الله عنه: يا رسول الله، ما على من يدعى من تلك الأبواب من ضرورة، فهل يدعى أحد من تلك الأبواب كلها؟.. فقال: نعم، وأرجوا أن تكون منهم .. فإنما اخترنا ما بشر به النبي صلى الله عليه وسلم أبا بكر، وحسبك بهذا اختياراً فاضلاً، جعلنا الله وإياكم من أهله آمين.اهـ
وتفضيل ابن حزم ـ رحمه الله ـ الصدقة الجارية على نافلة الصلاة والصيام ظاهر، إذ "الصدقة الجارية" متعدية النفع، بخلاف النوافل، فإنّ نفعها قاصر على صاحبها.
كما أنبه ـ فيما يظهر لي ـ أن ما ذكره أبو محمد من الصدقة الجارية في الثمار في الأرضين دون غيرها، هو شدة حاجة النّاس إليها في زمانه؛
ومنه يظهر لنا أنّ من الأوقاف ما يعظم أجرها في زمان دون زمان، وفي مكان دون مكان؛ فالمسَدد من أحسن الاختيار، وسعى في مرضاة العزيز الغفار، والعبد بنيته قد يبلغ درجة المقربين الأخيار.
والله أعلم
وأما ما سألتم عنه من أي الأمور أفضل في النوافل: الصلاة، أم الصيام، أم الصدقة؟.. فقد جاءت الرغائب في كل ذلك وكلها فعل حسن، وما أحب للمؤمن أن يخلو من أن يضرب في هذه الثلاثة بنصيب ولو بما قل.. إلا أن الصدقة الجارية في الثمار في الأرضين أحب إلي من الصلاة والصوم في التنفل، وقد روينا عن ابن مسعود رضي الله عنه أنه قال: ((إذا صمتُ ضعفتُ عن الصلاة، والصلاة أحب إليّ من الصيام)).. ولسنا نقلد في ذلك ابن مسعود، ولا نقول أيضاً: إن هذا ليس كما قال، ولكني أقول ـ والله أعلم؛ إذ لا نص في ذلك عن النبي عليه السلام ولكني قد قلت ـ: إني أحب للمؤمن أن يضرب في كل هذه الثلاثة بنصيب، ويأخذ بحظه من كل واحد منها وإن قل؛ فذلك إن شاء الله خير له بلا شك من أن يأخذ بإحداهن ولا يأخذ من الباقين نصيباً، وبيان ذلك أنه صح عن النبي صلى الله عليه وسلم: أن المصلين يدعون من باب الصلاة، والصائمين يدعون من باب الصيام وأصحاب الصدقة يدعون من باب الصدقة.. فقال أبو بكر رضي الله عنه: يا رسول الله، ما على من يدعى من تلك الأبواب من ضرورة، فهل يدعى أحد من تلك الأبواب كلها؟.. فقال: نعم، وأرجوا أن تكون منهم .. فإنما اخترنا ما بشر به النبي صلى الله عليه وسلم أبا بكر، وحسبك بهذا اختياراً فاضلاً، جعلنا الله وإياكم من أهله آمين.اهـ
وتفضيل ابن حزم ـ رحمه الله ـ الصدقة الجارية على نافلة الصلاة والصيام ظاهر، إذ "الصدقة الجارية" متعدية النفع، بخلاف النوافل، فإنّ نفعها قاصر على صاحبها.
كما أنبه ـ فيما يظهر لي ـ أن ما ذكره أبو محمد من الصدقة الجارية في الثمار في الأرضين دون غيرها، هو شدة حاجة النّاس إليها في زمانه؛
ومنه يظهر لنا أنّ من الأوقاف ما يعظم أجرها في زمان دون زمان، وفي مكان دون مكان؛ فالمسَدد من أحسن الاختيار، وسعى في مرضاة العزيز الغفار، والعبد بنيته قد يبلغ درجة المقربين الأخيار.
والله أعلم