العِلْمُ رَحِمٌ بَيْنَ أَهْلِهِ، فَحَيَّ هَلاً بِكَ مُفِيْدَاً وَمُسْتَفِيْدَاً، مُشِيْعَاً لآدَابِ طَالِبِ العِلْمِ وَالهُدَى،
مُلازِمَاً لِلأَمَانَةِ العِلْمِيةِ، مُسْتَشْعِرَاً أَنَّ: (الْمَلَائِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا لِطَالِبِ الْعِلْمِ رِضًا بِمَا يَطْلُبُ) [رَوَاهُ الإَمَامُ أَحْمَدُ]،
فَهَنِيْئَاً لَكَ سُلُوْكُ هَذَا السَّبِيْلِ؛ (وَمَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ) [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ]،

مرحباً بزيارتك الأولى للملتقى، وللاستفادة من الملتقى والتفاعل فيسرنا تسجيلك عضواً فاعلاً ومتفاعلاً،
وإن كنت عضواً سابقاً فهلم إلى رحاب العلم من هنا.

القصيدة الزينبية

هشام بن محمد البسام

:: مشرف سابق ::
إنضم
22 مايو 2009
المشاركات
1,011
الكنية
أبو محمد
التخصص
شريعة
المدينة
الدمام
المذهب الفقهي
حنبلي
المنسوبة لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه
حذفت بعض أبياتها، وقدمت فيها وأخرت
ومن أرادها كاملة، فعليه بديون علي رضي الله عنه

صَرَمَتْ حبالَكَ بعد وصلِكَ زينبُ … والدَّهرُ فيه تَصَرُّمٌ وتقلُّبُ
فدعِ الصِّبا فلقدَ عَدَاكَ زمانُهُ وأجْهَدْ فعُمْرُكَ مرَّ منه الأطيبُ
ذهبَ الشَّبابُ فما له من عَوْدَةٍ … وأتى المشيبُ فأين منه المهربُ
دعْ عنكَ ما قدْ فاتَ في زمنِ الصِّبا … واذْكُرْ ذنوبَكَ وابْكِِها يا مذنبُ
واخشَ مناقشة الحسابِ فإنّه … لا بدَّ يُحصَى ما جنيتَ ويُكتبُ
لم ينسهُ الملكان حينَ نسيتَهُ … بل أثبتاهُ وأنتَ لاهٍ تلعبُ
والرُّوحُ فيك وديعةٌ أُوْدِعتَها … سَتَرُدُّها بالرُّغْمِ منكَ وتُسْلبُ
وَغُرورُ دُنْياكَ التي تَسْعَى لها … دارٌ حَقِيقَتُها متاعٌ يَذْهَبُ
والليلُ فاعلمْ والنهارُ كلاهُما … أنْفَاسُنا فيها تُعَدُّ وَتُحْسَبُ
وجميعُ ما حَصَّلْتَهُ وَجَمَعْتَهُ … حَقًّا يَقِينا بَعْدَ مَوْتِكَ يُنْهَبُ
تبًّا لدارٍ لا يدومُ نعيمُها … ومشيدُها عمّا قليلٍ يخربُ
ـ
فاسمعْ هُديتَ نصائحا أَوْلاكها … برٌ لبيبٌ عاقلٌ متأدبُ
صَحِبَ الزَّمانَ وَأَهْلَه مستبصرا … ورأى الأمورَ بما تؤوب وتُعْقَبُ
أَهْدى النَّصيحةَ فاتَّعظْ بمقاله … فهو التقيُّ اللوذعيُّ الأدربُ
ـ
لا تأمن الدهر الصروف فإنه … لا زال قدماً للرجال يُهذِّبُ
وكذلك الأيام في غصَّاتِها ... مضضٌ يذلُّ له الأعزُّ الأنْجبُ
وإذا بُلِيْتَ بِنْكبَةٍ فاصْبِرْ لها … من ذا رأيتَ مسلَّماً لا يُنكبُ
وإذا أصابكَ في زمانكَ شِدةٌ … وأصابكَ الخطبُ الكريهُ الأصعبُ
فَادْعُ لِرَبِّكَ إِنَّهُ أَدْنَى لِمَنْ … يدعوه من حَبْلِ الوريدِ وأقربُ
ـ
فعليك تقوى الله فالزمها تَفزْ … إِنَّ التّقِيَّ هو البهيُّ الأَهْيَبُ
واعْمَلْ لطاعتِهِ تَنَلْ مِنْهُ الرِّضا … إنَّ المطيعَ لربِّه لَمُقرَّبُ
فاقْنَعْ ففي بَعضِ القناعَةِ رَاحَةٌ … واليَأْسُ ممّا فاتَ فهو المَطْلَبُ
واحْذَرْ مِنَ المَظْلُومِ سَهْمًا صائبًا … واعلمْ بأنَّ دُعاءَهُ لا يُحْجَبُ
ـ
وَتَوَقَّ من غَدْرِ النِّساءِ خِيَانَةً … فجمِيعُهُنَّ مكائدٌ لكَ تنصبُ
لا تأمَنِ الأنثى حياتَكَ إنَّها … كالأُفْعُوانِ يُراعُ منه الأَنْيُبُ
لا تأمَنِ الأنثى زمانك كله … يومًا، وَلَوْ حَلَفْتْ يَمينًا تَكْذِبُ
تُغرِي بِطِيْبِ حَديْثِها وَكَلامِها … وإذا سَطَتْ فهي الثَّقِيْلُ الأشطبُ
[عذرا للأخوات، فهن لدينا موضع احترام وتقدير]
ـ
والْقَ عَدُوَّكَ بالتَّحِيَّةِ لا تكنْ … مِنْهُ زمانَك خائفًا تترقَّبُ
واحْذَرْهُ يومًا إِنْ أتى لك باسِمًا … فاللَّيْثُ يَبْدو نابُه إذْ يَغْضَبُ
إنَّ الحقودَ وإنْ تقادمَ عهده … فالحقْدُ باقٍ في الصُّدورِ مُغَيَّبُ
إنِِ الصديقَ رأيتَهُ متعلقًا … فهو العَدُوُّ وحقُّه يُتَجَنَّبُ
ـ
لا خيرَ في وِدِّ امْرِءٍ متملِّقٍ … حلو اللسانِ وقلبُه يتلهَّبُ
يلقاكَ يَحلِفُ أنه بك واثقٌ … وإِذا توارى عنكَ فهو العَقْرَبُ
يُعطِيكَ من طرف اللسانِ حلاوةً … وَيَرُوغُ مِنْكَ كما يَروغُ الثَّعْلَبُ
ودعِ الكذوبَ فلا يكنْ لكَ صاحبًا … إِنَّ الكذوبَ لَبِئْسَ خِلاً يُصْحَبُ
وَذَرِ الحَسُودَ ولو صَفَا لَكَ مرَّةً … أبْعِدْهُ عَنْ رُؤْيَاكَ، لا يُسْتجْلَبُ
ـ
كُنْ ما اسْتطعْتَ عن الأنامِ بِمعزلٍ … إِنَّ الكَّثِيْرَ مِنَ الوَرَى لا يُصْحَبُ
واجعلَ جليسكَ سيدًا تَحظى به … حَبْرٌ لَبِيْبٌ عاقِلٌ مِتَأَدِّبُ
ـ
وزنِ الكلامَ إذا نطقتَ ولا تكنْ … ثرثارَةً في كلِّ نادٍ تَخْطُبُ
واحفظْ لِسانَكَ واحترِزْ من لفظِهِ … فالمرءُ يَسْلَمُ باللسانِ ويَعْطبُ
والسِّرُّ فاكُتُمْهُ ولا تَنطِقْ به … فهو الأسِيْرُ لديكَ إذْ لا ينشبُ
ـ
وَاحْرَصْ على حِفْظِ القُلُوْبِ مِنَ الأَذَى … فرجوعها بعد التَّنافُرِ يَصعبُ
إِنّ القُلوبَ إذا تنافَرَ وِدُّها … شِبْهُ الزُجَاجَةِ كسْرُها لا يُشْعَبُ
وكذاكَ سِرُّ المَرْءِ إنْ لَمْ يَطْوِهِ … نشرتهُ ألسِنَةٌ تَزِيدُ وتَكذِبُ
ـ
واخفِضْ جناحَكَ للأقاربِ كلِّهِمْ … بتذلُّلٍ واسْمحْ لهمْ إنْ أذنبوا
وَصِلِ الكِرامَ وإنْ رموكَ بِجفوةٍ ... فالصَّفحُ عنهمْ بالتَّجاوزِ أصْوبُ
واختَرْ قَرِيْنَكَ واصْطَفِيهِ مُفَاخِرا … إِنّ القَرِيْنَ إلى المقْارَنِ يُنْسَبُ
ـ
إنَّ الغنيَّ من الرجالِ مُكَرَّمٌ … و تَراهُ يُرْجَى مالديه ويُرْهَبُ
وَيُبَشُّ بالتَّرْحِيْبِ عِندَ قُدومِهِ … ويُقامُ عندَ سلامِهِ ويُقَرَّبُ
والفَقْرُ شَيْنٌ للرِّجالِ فإِنَّهُ … يُزْرَى به الشَّهمُ الأديبُ الأنسبُ
ـ
لاْ تَحْرَصَنْ، فالحِرْصُ ليسَ بِزَائدٍ … في الرِّزقِ، بل يُشْقِي الحَريصَ ويتعبُ
وَيَظَلُّ مَلْهُوفا يَرُوْمُ تَحَيُّلاً … والرِّزْقُ ليس بِحِيلةٍ يُسْتَجْلَبُ
كم عاجزٍ في الناسِ يُؤْتَى رِزقهُ … رَغَدًا، ويُحرمُ كَيِّسٌ ويُخيَّبُ
أَدِّ الأَمَانَةَ، والخِيَانَةَ فاجْتَنِبْ … وَاعْدُلْ ولا تَظْلِمْ يَطِبْ لكَ مَكْسَبُ
وإذا رَأَيْتَ الرِّزْقَ ضاقَ بِبَلْدَةٍ … وخشيتَ فيها أن يضيقَ المكسبُ
فارْحَلْ، فأَرْضُ اللِه واسِعَةٌ الفَضَا … طُولاً وعِرْضا، شَرْقُها والمَغْرِبُ
ـ
فلقدْ نصحتُكَ إنْ قبِلتَ نصيحتِي … فالنُّصحُ أغلى ما يباعُ ويُوهبُ
 
التعديل الأخير:

أم عبد الله السرطاوي

:: نائبة فريق طالبات العلم ::
إنضم
13 يونيو 2010
المشاركات
2,308
التخصص
شريعة/ هندسة
المدينة
***
المذهب الفقهي
الحنبلي
أعلى