بشرى عمر الغوراني
:: فريق طالبات العلم ::
- إنضم
- 29 مارس 2010
- المشاركات
- 2,121
- الإقامة
- لبنان
- الجنس
- أنثى
- الكنية
- أم أنس
- التخصص
- الفقه المقارن
- الدولة
- لبنان
- المدينة
- طرابلس
- المذهب الفقهي
- حنبلي
قال الإمام الجليل ابن القيم في كتابه "روضة المحبين" يفسّر الآية الكريمة "وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانْسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ (175) وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ ذَلِكَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ [الأعراف: 175، 176].
"ثم قال ( فأتبعه الشيطان ) ولم يقل "فتبعه"، فإن في "أتبعه" إعلاماً بأنه أدركه ولحقه، كما قال الله تعالى: (فأتبعوهم مشرقين) أي: لحقوهم ووصلوا إليهم.
ثم قال: ( ولو شئنا لرفعناه بها ) ففي ذلك دليل على أن مجرد العلم لا يرفع صاحبه، فهذا قد أخبر الله سبحانه أنه آتاه آياته، ولم يرفعه بها. فالرفعة بالعلم قدر زائد على مجرد تعلمه، ثم أخبر الله عز وجل عن السبب الذي منعه أن يرفع بها فقال: ( ولكنه أخلد إلى الأرض واتبع هواه )، وقوله: ( أخلد إلى الأرض ) أي سكن إليها ونزل بطبعه إليها، فكانت نفسه أرضية سفلية، لا سماوية علوية، وبحسب ما يخلد العبد إلى الأرض يهبط من السماء. قال سهل: قسم الله الأعضاء من الهوى لكل عضو منه حظاً. فإذا مال عضو منها إلى الهوى؛ رجع ضرره إلى القلب، وللنفس سبع حجب سماوية وسبع حجب أرضية فكلما دفن العبد نفسه أرضا أرضا؛ سما قلبه سماء سماء، فإذا دفن النفس تحت الثرى؛ وصل القلب إلى العرش.
ثم ذكر سبحانه مثل المتبع لهواه كمثل الكلب الذي لا يفارقه اللهث في حالتي تركه والحمل عليه فهكذا هذا لا يفارقه اللهث على الدنيا راغباً وراهباً.
"ثم قال ( فأتبعه الشيطان ) ولم يقل "فتبعه"، فإن في "أتبعه" إعلاماً بأنه أدركه ولحقه، كما قال الله تعالى: (فأتبعوهم مشرقين) أي: لحقوهم ووصلوا إليهم.
ثم قال: ( ولو شئنا لرفعناه بها ) ففي ذلك دليل على أن مجرد العلم لا يرفع صاحبه، فهذا قد أخبر الله سبحانه أنه آتاه آياته، ولم يرفعه بها. فالرفعة بالعلم قدر زائد على مجرد تعلمه، ثم أخبر الله عز وجل عن السبب الذي منعه أن يرفع بها فقال: ( ولكنه أخلد إلى الأرض واتبع هواه )، وقوله: ( أخلد إلى الأرض ) أي سكن إليها ونزل بطبعه إليها، فكانت نفسه أرضية سفلية، لا سماوية علوية، وبحسب ما يخلد العبد إلى الأرض يهبط من السماء. قال سهل: قسم الله الأعضاء من الهوى لكل عضو منه حظاً. فإذا مال عضو منها إلى الهوى؛ رجع ضرره إلى القلب، وللنفس سبع حجب سماوية وسبع حجب أرضية فكلما دفن العبد نفسه أرضا أرضا؛ سما قلبه سماء سماء، فإذا دفن النفس تحت الثرى؛ وصل القلب إلى العرش.
ثم ذكر سبحانه مثل المتبع لهواه كمثل الكلب الذي لا يفارقه اللهث في حالتي تركه والحمل عليه فهكذا هذا لا يفارقه اللهث على الدنيا راغباً وراهباً.