العِلْمُ رَحِمٌ بَيْنَ أَهْلِهِ، فَحَيَّ هَلاً بِكَ مُفِيْدَاً وَمُسْتَفِيْدَاً، مُشِيْعَاً لآدَابِ طَالِبِ العِلْمِ وَالهُدَى،
مُلازِمَاً لِلأَمَانَةِ العِلْمِيةِ، مُسْتَشْعِرَاً أَنَّ: (الْمَلَائِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا لِطَالِبِ الْعِلْمِ رِضًا بِمَا يَطْلُبُ) [رَوَاهُ الإَمَامُ أَحْمَدُ]،
فَهَنِيْئَاً لَكَ سُلُوْكُ هَذَا السَّبِيْلِ؛ (وَمَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ) [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ]،

مرحباً بزيارتك الأولى للملتقى، وللاستفادة من الملتقى والتفاعل فيسرنا تسجيلك عضواً فاعلاً ومتفاعلاً،
وإن كنت عضواً سابقاً فهلم إلى رحاب العلم من هنا.

فتح الباري بتعليقاتي على فتح الباري.

إنضم
13 أغسطس 2010
المشاركات
122
الكنية
أبو عبد الله
التخصص
فقه وأصوله
المدينة
وهران
المذهب الفقهي
مالكي في الجملة
فتح الباري بتعليقاتي على فتح الباري:
أفتتح بما نظمته قديما:


الحمدلله الحكيم الباري ................. قد منّ بالأسفار والأحبار.
ـ قد اعتنى أَئِمَّةٌ بشَرْحِ ............صَحِيحِهِ فأبدَعُوا في الـطَّرْحِ.
ـ مِنَ الأَكَابِرِ الشِّهَابُ ابْنُ حَجَرْ ......وَشَرْحُهُ مِنَ العَجَائِبِ الكُبَرْ.
ـ شَرْحٌ علَى الطَّرِيقَةِ النَّقْلِيَّهْ ..........لَكِنَّهَا فِي العِقْدِ أَشْعَرِيَّهْ.
ـ شَرْحٌ حَوَى مَسَالِكَ الجُعْفِيِّ .........أَحَاطَ بِالجَلِيِّ وَالخَفِـيِّ.ْ

ـ المسألة الأولى: تنبيه على وهم وقع في الفتح:قال في الفتح 11/21قَوْله ( وَالْقَلِيل عَلَى الْكَثِير )تَقَدَّمَ تَقْرِيره ، لَكِنْ لَوْ عُكِسَ الْأَمْر فَمَرَّ جَمْع كَثِير عَلَى جَمْع قَلِيل ، وَكَذَا لَوْ مَرَّ الصَّغِير عَلَى الْكَبِير ، لَمْ أَرَ فِيهِمَا نَصًّا .اهـ.قوله: وَكَذَا لَوْ مَرَّ الصَّغِير عَلَى الْكَبِير. اهـ. لعل صوابه: وَكَذَا لَوْ مَرَّ الْكَبِير على الصَّغِير. والله أعلم.
 
إنضم
13 أغسطس 2010
المشاركات
122
الكنية
أبو عبد الله
التخصص
فقه وأصوله
المدينة
وهران
المذهب الفقهي
مالكي في الجملة
رد: فتح الباري بتعليقاتي على فتح الباري.

ـ وهنا بحث: ـ هل يُركنُ إلى نقولات الحافظ ابن حجر عن المالكية وغيرهم من المذاهب الأربعة أم ينبغي الرّجوع إلى الأصول لتحقيق النّقل .
ـ فهل الرجوع لتحقيق ما ينقله الحافظ من باب زيادة اليقين بحيث أنّه لا حرج في عدم التحقيق أم أن الرجوع إلى الأصول واجب على من توفّرت فيه الشّروط؟
ـ قد يقول قائل: أقوال الأئمّة تؤخذ من كتبهم وكتب أصحابهم , لا من نقل الناقلين.
ـ قال الزركشي في البحر المحيط في عرضه المذاهب في المصلحة المرسلة:
ـ الثاني : الجواز مطلقا, وهو المحكي عن مالك رحمه الله, قال الإمام في البرهان": وأفرط في القول به حتى جره إلى استحلال القتل وأخذ المال لمصالح تقتضيها في غالب الظن وإن لم يجد لها مستندا, وحكاه غيره قولا قديما عن الشافعي.
وقال أبو العز المقترح في حواشيه على البرهان: إن هذا القول لم يصح نقله عن مالك, هكذا قاله أصحابه, وأنكره ابن شاس أيضا في التحرير على الإمام وقال: أقواله تؤخذ من كتبه وكتب أصحابه, لا من نقل الناقلين.​
ـ قال الحافظ ابن حجر: صلاة العيد المقضية ركعتان كالمؤداة قاله الشافعي ومالك لأن الأصل أن القضاء يحكي الأداء إلا لدليل واستدلال البخاري ما فيه خفاء قال أحمد أربع كالجمعة إذا فاتت وقال أبو حنيفة مخير بين ركعتين وأربع والقياس على الجمعة بعيد لأنها بدل عن الظهر أو صلاتا وقت واحد فجاز رجوع أحدهما لعدد الأخرى وهنا ليس الأمر كذلك اهـ.
ـ قال الملا علي القاري ، علي بن سلطان محمد (المتوفى : 1014هـ) في كتابه مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح:​
وما نقله [أي ابن حجر] عن أبي حنيفة فغير صحيح إذ مذهبه أن من لم يدرك صلاة العيد مع الإمام لا يقضيها.اهـ.
 
إنضم
13 أغسطس 2010
المشاركات
122
الكنية
أبو عبد الله
التخصص
فقه وأصوله
المدينة
وهران
المذهب الفقهي
مالكي في الجملة
رد: فتح الباري بتعليقاتي على فتح الباري.

ـ التّنبيـه الثاني عشر:
ـ قال في الفتح 2/203: قوله: [قال: هو علي بن أبي طالب] زاد الإسماعيلي من رواية عبد الرزّاق عن معمر "ولكن عائشة لا تطيب نفساً له بخير" ولابن إسحق في المغازي عن الزّهري "ولكنّها لا تقدر على أن تذكره بخير" ولم يقف الكرماني على هذه الزيادة فعبّر عنها بعبارة شنيعة ، وفي هذا ردّ على من تنطّع فقال: لا يجوز أن يُظنّ ذلك بعائشة..اهـ .
ـ قلت وهذه الزيادة وقعت في مسند أحمد في هذا الحديث بلفظ "لا تطيب له نفساً". وانظر رقم [24061] و [25914]طبع الرسالة.
ـ فإن قيل الأمر في هذا واسع وسهل فلماذا تُسوّدُ الصّحائف للتنبيه عليه.
ـ قلتُ:نبهتُ عليه جرياً على صنيع العلماء. فالعزو إنّما يكون للأعلى ثمّ الأدنى فالأدنى.
ـ قال الحافظ في الفتح 1/443: وقصّر من اقتصر في عزوه للترمذي والنّسائي.اهـ قلتُ والحديث في صحيح مسلم.
ـ وقال في الفتح 2/47: وقد سُومِح في العزو إلى مسند البزّار مع أنّ هذا الحديث بهذا اللفظ في الصّحيحين فالعزو إليهما أولى. اهـ.
ـ وقال في الفتح تخت خديث رقم [67] قوله: "باب قول النبي صلى الله عليه وسلم "رب مبلغ أوعى من سامع" هذا الحديث المعلق، أورد المصنف في الباب معناه، وأما لفظه فهو موصول عنده في باب الخطبة بمنى من كتاب الحج، أورد فيه هذا الحديث من طريق قرة بن خالد عن محمد بن سيرين قال: أخبرني عبد الرحمن بن أبي بكرة ورجل أفضل في نفسي من عبد الرحمن - حميد بن عبد الرحمن - كلاهما عن أبي بكرة قال: "خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم النحر قال: "أتدرون أي يوم هذا " وفي آخره هذا اللفظ. وغفل القطب الحلبي ومن تبعه من الشراح في عزوهم له إلى تخريج الترمذي من حديث ابن مسعود فأبعدوا النجعة، وأوهموا عدم تخريج المصنف له. والله المستعان .اهـ.وهذا النقل الأخير عن الحافظ ظفرت به بواسطة كتاب تنبيه الهاجد للحويني ج2ص 2
ـ وقال في شرح باب{إِنَّكَ لاَ تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ} من كتاب التفسير في ردِّ قول [أظنّه للعيني]: وعجب من هذا القائل كيف يعزو كون المسيب كان ممن بايع تحت الشجرة إلى العسكري ويغفل عن كون ذلك ثابتا في هذا الصحيح الذي شرحه كما مر في المغازي واضحا.اهـ.
ـ قلتُ:ويشهد لصحّة تعقّب ابن حجر صنيع العلماء.
ـ قال الزيلعي في نصب الراية 2/151: قال المنذري في "مختصره": وقد أخرجه مسلم من فعل أنس بن مالك، قلت: هذا تقصير منه، فقد أخرجه البخاري في "صلاة المسافر" بلفظ مسلم.اهـ.
ـ وقال الألباني في كتابه الإسراء والمعراج ص86: ثمّ إن الحافظ السيوطي قد أبعد النجعة فعزا حديث الباب لابن مردويه فقط فانظر الخصائص 1/401 .اهـ يعني وحديث الباب في المسند للإمام أحمد رحمهم الله تعالى.
ـ وقال في الصحيحة تحت رقم 56 – ولفظه: " كان يأكل القثاء بالرطب " .
ـ و عزاه الهيثمي في " مجمع الزوائد "( 5 / 38 ) للطبراني في " الأوسط " في حديث طويل ، و قال :" و فيه أصرم بن حوشب و هو متروك " .و كذلك عزاه إليه فقط الحافظ في " الفتح " ( 9 / 496 ) و قال :" في سنده ضعف " .
ـ وقال في الصحيحة برقم 409: و سنده صحيح رجاله رجال الصحيح ، و عزاه الحافظ في " الفتح " ( 12 / 232 )
للبزار وحده فأبعد النجعة .اهـ والحديث أخرجه النسائي أيضاً.
ـ وقال في الصحيحة 1/11: و أورده الهيثمي في " المجمع " ( 63 / 4 ) مختصرا و قال : " رواه البزار و رجاله أثبات ثقات " . و فاته أنه في " مسند أحمد " بأتم منه كما ذكرناه .اهـ.

ـ و لمّا أورد الإمام النووي رحمه الله تعالى في كتاب رياض الصالحين الحديث رقم 1700 – ولفظه:
عن أبي
هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " الجرس مزمار الشيطان " .قال عقيبه: رواه أبو داود بإسناد صحيح على شرط مسلم.
ـ فتعقبه الشيخ الألباني قائلاً: قلت : وفاته أن مسلما أخرجه أيضا ( 6 / 163 ) باللفظ المذكور ولفظ أبي داود : " مزمار " بالإفراد. اهـ.


ـ حتّى أنّ أحد الباحثين المعاصرين وهو الشيخ العبيلان أفرد مُصنَّفاً للتّعقّب على الشّيخ الألباني في هذا الصّنيع فوقع في ثبَت مؤلفات الشيخ الألباني رحمه الله تعالى. لمؤلفه : عبد الله بن محمد الشمراني في الفصل الخامس : كتبٌ اهتمت بالرَّدِّ على الشيخ رَحِمَهُ اللهُ ، أو بالاستدراك عليه، أو بتعقبه في مسألة (أو مسائل) يخالفه مؤلفوها فيها
ـ (3) "إتمام الحاجة إلى: (صحيح: "سنن ابن ماجه")"؛ للشيخ: عبدالله بن صالح العبيلان.تعقّب في هذا الكتاب الأحاديث التي عزاها الألباني في: "صحيح: (سنن ابن ماجه)" لغير "الصحيحين"، وهي فيهما، أو في أحدهما.اهـ.
ـ وفيه: 1/96: (26) "التعقباتُ المليحة على: (السلسلة الصحيحة)"؛ للشيخ: عبدالله بن صالح العبيلان.
تعقّب في هذا الكتاب الأحاديث التي عزاها الألباني في: "سلسلة الأحاديث الصحيحة" لغير "الصحيحين"، وهي فيهما، أو في أحدهما.اهـ.
ـ وهنا فائدة أذكرها استطراداً يتّضح بها منهج المحققين في باب عزو الأقوال: قال في الفتح في شرح باب أول ما بدئ به رسول الله من الوحي الرؤيا الصالحة من كتاب التعبير: ووقع في شرح القطب الحلبي: الملك هنا هو جبريل قاله السهيلي، فتعجب منه شيخنا وقال: هذا لا خلاف فيه فلا يحسن عزوه للسهيلي وحده.اهـ.فالقول إذا كان مُجمعاً عليه فلا ينبغي عزوه للبعض لأنّه قد يوهِمُ من لا علم له أنّ هناك خلافاً.
ـ وكذا في باب عزو المذاهب يُعزى القول لمن قاله أوّلاً .قال الحافظ في الفتح في شرح باب قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى {وَ أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الأَمْرِ مِنْكُمْ} من كتاب الأحكام: قال ابن التين: قيل كانت قريش ومن يليها من العرب لا يعرفون الإمارة فكانوا يمتنعون على الأمراء، فقال هذا القول يحثهم على طاعة من يؤمرهم عليهم والانقياد لهم إذا بعثهم في السرايا وإذا ولاهم البلاد فلا يخرجوا عليهم لئلا تفترق الكلمة. قلت: هي عبارة الشافعي في " الأم " ذكره في سبب نزولها، وعجبت لبعض شيوخنا الشراح من الشافعية كيف قنع بنسبة هذا الكلام إلى ابن التين معبرا عنه بصيغة " قيل " وابن التين إنما أخذه من كلام الخطابي. اهـ.
 

عبد الرحمن بكر محمد

:: قيم الملتقى المالكي ::
إنضم
13 يونيو 2011
المشاركات
373
الإقامة
مصر المحروسة - مكة المكرمة شرفها الله
الجنس
ذكر
الكنية
أبو أنس
التخصص
الشريعة والقانوزن
الدولة
مصر
المدينة
القاهرة
المذهب الفقهي
المالكي
رد: فتح الباري بتعليقاتي على فتح الباري.

هناك أخي الكريم كتابًا طبع مذ فترة (تنبيهات على أخطاء الفتح في الاعتقاد) علك تستفيد منه
 
إنضم
13 أغسطس 2010
المشاركات
122
الكنية
أبو عبد الله
التخصص
فقه وأصوله
المدينة
وهران
المذهب الفقهي
مالكي في الجملة
رد: فتح الباري بتعليقاتي على فتح الباري.

جزاك الله خيرا
س/
هل تجزم بذا؟ وقد حصرت عقيدته بأنها أشعرية - مع انك تطلب في أحد المشاركات " : وأمّا بخصوص قول الحافظ هل هو صواب أم لا فإنّي أُحيلُ النّظر في ذلك إلى الأخوة الباحثين.
.... وفي أخرى تقول وفي قوله نظر؟ دون اكمال

أم ان الحافظ رحمه الله صادق في نقله عن الاشاعرة وعن غيرهم وقد يوافقهم لأسباب يطول ذكرها... ومنها هذه الردود التي جمعتها... عن أناس (قد) يوجد فهم للبعض من أقوالهم عن أشياء لو تتبعت لما نقل عنهم ولما فهم منهم والحافظ على اسمه صاحب الفتح لا بد في مثل هذه المشاركة أن تعطيه حقه من تقديم لمنظومتك ثم شرح لذلك يستحقه هذا الإمام الكريم .
واكرر:
يعني هل الحافظ رحمه الله أشعري بالكامل, أو انه متعصب كما قد يفهم من السياق, أم أنه وافقهم في أشياء وله عذره؟ وهل من عذر تستطيع أن تتلمسه له - خاصة انك قد خبرت كتابه - مع شرح موجز لهذا البيت وتقديم طيب.
مع ان نقلك - حفظك الله - عن كتبه واستفادتك منها يدل على عقلية طيبة وعلى تقدير لهذا العالم المبارك الذي نسأل الله أن يكون ممن استراح في أعلى عليّن وأن ينفع بعلمه ويتجاوز عنه وعن المسلمين آمين

بوركت
.
إطلا ق القول أنّ الحافظ ابن حجر رحمه الله أشعري لم يأت ذكره من فراغ بل لوجود بعض العلماء الذين قرروا ذلك.
ـ قال العلامة الألباني رحمه الله في أحد أشرطته: هو[يقصد الحافظ ابن حجر رحمه الله] من حيث الأصول والعقيدة أشعري -على علمه وفضله- ...اهـ. وذكر الشيخ الألباني رحمه الله في أحد أشرطته أن الحافظ رحمه الله عنده بعض انحراف عن عقيدة السلف وليس انحرافه مطلقا. ـ قال الشّيخ الألباني ـ رحمه الله ـ واصفاً الحافظ ابن حجر: الذّي يشهدُ كلّ عالم أنّ النّساء لم تلد بعده مثله. اهـ آداب الزّفاف ص 12 دار الريّان.

وقال الشيخ الألباني في الشريط رقم 599 من سلسلة الهدى: المذهب السلفى هو عزيز فى كل هذه السنين وكل هذه القرون ، فإذن من الذى سيؤلف فى التفسير ؟ كأولئك الذين ألفوا فى الحديث ، يعنى مثلا عندك السيوطى آخر الحفاظ فيما يبدو والله أعلم فهو أشعرى ، ومن قبله وهو الأحفظ منه والأعلم منه الحافظ بن حجر العسقلانى ، ومن قبله النووى كل هؤلاء أشاعرة ، وذلك لأن هذا هو الذى غلب على المجتمعات الإسلامية طيلة هذه القرون التى تلت القرون الثلاثة المشهود لها بالخيرية ، فإذن هذا أمر طبيعى .اهـ.
وقال الشيخ الألباني رحمه الله في أحد أشرطته: النووي وابن حجر العسقلاني وأمثالهم، والله إنَّهُ لمِن الظلم أنْ يُقال عنهم إنّهم من أهل البدعة.
أنا أعرف أنّهما مِن الأشاعرة، لكنهما ما قصدوا مخالفة الكتاب والسنَّة، وإنّما وَهِمُوا، وظَنُّوا أنّ ما وَرِثُوه مِن العقيدة الأشعرية، ظَنُّوا شيء اثنين:
أولاً: أن الإمام الأشعري يقول ذلك، وهو لا يقول ذلك إلاّ قديماً، لأنّه رَجَعَ عنه.
وثانياً: تَوَهَّمُوه صواباً، وليس بصواب.
وذهب الشيخ العلامة ابن عثيمين رحمه الله أنّ الحافظ ابن حجر رحمه الله من أهل السنة والجماعة فيما وافق فيه أهل السنة والجماعة وهو ليس من أهل السنة والجماعة فيما خالف فيه أهل السنة والجماعة فلا يعطى الاسم المطلق لأهل السنة والجماعة ولا يسلب عنه مطلق الاسم. والله أعلم.
وذكر بعض المشايخ المحققين وهو الشيخ العلامة عبد الكريم الخضير حفظه الله وهو ممن خبر فتح الباري وسبر غوره أنّ الحافظ ابن حجر مضطرب في العقيدة لم يسلك طريقا واحدا.

قلتُ: بل تراه يسلك مذهب الخلف في مواطن ويرجح طريقة السلف في مسائل أخرى وربما توقف في مسائل. وكثيرا ما يكون له موقف الناقل الساكت عمّا يورده من أقوال سلفية وخلفية في المسألة الواحدة. والله أعلم
 

أم طارق

:: رئيسة فريق طالبات العلم ::
طاقم الإدارة
إنضم
11 أكتوبر 2008
المشاركات
7,490
الجنس
أنثى
الكنية
أم طارق
التخصص
دراسات إسلامية
الدولة
السعودية
المدينة
الرياض
المذهب الفقهي
سني
رد: فتح الباري بتعليقاتي على فتح الباري.

وذلك لأن هذا هو الذى غلب على المجتمعات الإسلامية طيلة هذه القرون التى تلت القرون الثلاثة المشهود لها بالخيرية ، فإذن هذا أمر طبيعى
؟؟؟؟؟؟؟
أنا أعرف أنّهما مِن الأشاعرة، لكنهما ما قصدوا مخالفة الكتاب والسنَّة،
وهل يمكننا أن نجزم أن من اتبع الأشاعرة أو الماتريدية أو غيرهم في ذلك الزمان قصد مخالفة السنة.
وكيف نعرف من قصد ممن لم يقصد ؟؟
المعذرة على هذه الأسئلة ،،،، ولكن هذا التعقيب غريب !!!
 
إنضم
13 أغسطس 2010
المشاركات
122
الكنية
أبو عبد الله
التخصص
فقه وأصوله
المدينة
وهران
المذهب الفقهي
مالكي في الجملة
رد: فتح الباري بتعليقاتي على فتح الباري.

؟؟؟؟؟؟؟

وهل يمكننا أن نجزم أن من اتبع الأشاعرة أو الماتريدية أو غيرهم في ذلك الزمان قصد مخالفة السنة.
وكيف نعرف من قصد ممن لم يقصد ؟؟
المعذرة على هذه الأسئلة ،،،، ولكن هذا التعقيب غريب !!!
بارك الله فيكم على إثراءكم للموضوع بهذه الأسئلة.
قد يجزم بعض أئمة السنة بأنّ عالما ما زلت به القدم عن هوى وسوء قصد وعناد وقدكان شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله في قديم أمره يحسن الظن بابن عربي ثمّ لما خبر نحلته قال فيه مقالاته المعروفة. ويبقى التحقيق في كيفية معرفة ذلك كما تفضلت به أختنا أم طارق قد يُقال: يُعرفُ ذلك إمّا بتصريح أو قرائن. فالحاصل أنّ هذا الباب وعر ومزلّة أقدام يحتاج إلى خشية وتقوى. والإنصاف في وقتنا عزيز كما قرره العلامة الألباني رحمه الله تعالى.
 
إنضم
13 أغسطس 2010
المشاركات
122
الكنية
أبو عبد الله
التخصص
فقه وأصوله
المدينة
وهران
المذهب الفقهي
مالكي في الجملة
رد: فتح الباري بتعليقاتي على فتح الباري.

.
[وذكر بعض المشايخ المحققين وهو الشيخ العلامة عبد الكريم الخضير حفظه الله وهو ممن خبر فتح الباري وسبر غوره أنّ الحافظ ابن حجر مضطرب في العقيدة لم يسلك طريقا واحدا.[/SIZE]قلتُ: بل تراه يسلك مذهب الخلف في مواطن ويرجح طريقة السلف في مسائل أخرى وربما توقف في مسائل. وكثيرا ما يكون له موقف الناقل الساكت عمّا يورده من أقوال سلفية وخلفية في المسألة الواحدة. والله أعلم
.
قال الشيخ عبد الكريم الخضيرحفظه الله تعالى في المقارنة بين شروح كتب السنة الستة مبينا منهج الحافظ رحمه الله في العقيدة:في مسائل الاعتقاد منهجه مضطرب، الحافظ منهجه في العقيدة ليس على طريقةٍ واحدة، إنما هو نقال في هذا الباب، ينقل أقوال السلف والأئمة المقتدين بهم، ممن يثبت لله -سبحانه وتعالى- ما أثبته لنفسه، وينقل أقوال الخلف من المخالفين لعقيدة السلف، ولا يتعقب شيئاً من ذلك.
وفي صفحة (145) من الجزء السادس و (632) من الجزء الثامن، و (444) من الجزء الحادي عشر أوّل صفحة (العجب) في عجب الله -سبحانه وتعالى- من قوم، أو عجب الله -سبحانه وتعالى- من قوم أوّل ذلك بالرضا يعني على طريقة الخطابي وغيره ممن تقدم ذكرهم، على كلٍ هذا خلل في الكتاب، يعني لو مرّ على الكتاب كله، وعلق على هذه المسائل التي خالف فيها لكان جيداً.اهـ.
 
إنضم
13 أغسطس 2010
المشاركات
122
الكنية
أبو عبد الله
التخصص
فقه وأصوله
المدينة
وهران
المذهب الفقهي
مالكي في الجملة
رد: فتح الباري بتعليقاتي على فتح الباري.

التنبيه الثالث عشر:

التنبيه على قول الحافظ رحمه الله عند شرح ( بَاب مَا يَقُول عِنْد الْخَلَاء ) من كتاب الوضوء :مَعَ أَنَّ الْبُخَارِيّ فِي جَمِيع مَا يُورِدهُ مِنْ تَفْسِير الْغَرِيب إِنَّمَا يَنْقُلهُ عَنْ أَهْل ذَلِكَ الْفَنّ كَأَبِي عُبَيْدَة وَالنَّضْر بْن شُمَيْلٍ وَالْفَرَّاء وَغَيْرهمْ ، وَأَمَّا الْمَبَاحِث الْفِقْهِيَّة فَغَالِبهَا مُسْتَمَدَّة لَهُ مِنْ الشَّافِعِيّ وَأَبِي عُبَيْدَة وَأَمْثَالهمَا ، وَأَمَّا الْمَسَائِل الْكَلَامِيَّة فَأَكْثَرهَا مِنْ الْكَرَابِيسِيّ وَابْن كِلَاب وَنَحْوهمَا ...اهـ..قال الشيخ عبد الكريم الخضير في شرح زاد المستقنع:يقول ابن حجر في فتح الباري: جزم المصنف بوجوب العمرة وهو متابع في ذلك للمشهور عن الشافعي وأحمد وغيرهما من أهل الأثر، والمشهور عن المالكية أن العمرة تطوع وهو قول الحنفية، ابن حجر يقول: هو متابع في ذلك للمشهور عن الشافعي وأحمد، هذا الكلام فيه نظر؛ لأن الإمام البخاري -رحمه الله تعالى- أحد الأئمة المجتهدين، بل هو من كبار الفقهاء، من نظر في صحيحه في تراجمه وفي دقة نظره، ودقة استنباطه، وقارن بين أقواله وبين أقوال أهل العلم وجده من نمط الشافعي وأحمد ومالك وسفيان وإسحاق وغيرهم، فليس بمقلد -رحمه الله تعالى-.
فالإمام البخاري -رحمه الله تعالى- لا يتابع أحداً، وصحيحه وما تضمنه من اختيارات يدور فيها مع النص، يخالف فيها الأئمة أو بعضهم دليل على ذلك.
وسبق في الفتح الجزء الأول هذا الكلام في الجزء الثالث الكلام السابق وهذا في الثالث صفحة (597) سبق في الجزء الأول صفحة (243) من الفتح زلة من الحافظ حيث قال: إن جميع ما يورده البخاري من تفسير الغريب إنما ينقله عن أهل الفن كأبي عبيدة والنضر بن شميل والفراء وغيرهم هذا مقبول لا بأس به؛ لأن اللغة إنما تكون بالتلقي لا بالاستنباط. يقول: وأما المباحث الفقيه فغالبها مستمدة له من الشافعي وأبي عبيد، وهذا الذي في الكلام وهو أن الإمام البخاري مجتهد، لا يقلد أحد لا الشافعي ولا أحمد ولا أبا عبيد، وأعظم من ذلك قوله: وأما المسائل الكلامية فأكثرها من الكرابيسي وابن كلاب ونحوهم، هذه زلة وهفوة من الحافظ -رحمه الله-، البخاري مجتهد في الأحكام كما تقدم، كما أنه على معتقد أهل السنة والجماعة كما يظهر ذلك جلياً لمن قرأ الصحيح في مسائل الإيمان والتوحيد وغيرها، من أراد أن يعرف الفرق بين مذهب الإمام البخاري وبين ابن كلاب والكرابيسي وغيرهما فليقرأ في درء تعارض العقل والنقل في الجزء الأول صفحة (270) إلى (76) يعرف الفرق بين الإمام البخاري وبين هؤلاء.اهـ.
 
إنضم
13 أغسطس 2010
المشاركات
122
الكنية
أبو عبد الله
التخصص
فقه وأصوله
المدينة
وهران
المذهب الفقهي
مالكي في الجملة
رد: فتح الباري بتعليقاتي على فتح الباري.

فإن قال قائل: كيف يُعلّق على فتح الباري وهو من المطوّلات؟
نجيب بقولنا:قال الشيخ عبد الكريم الخضيرحفظه الله تعالى في المقارنة بين شروح كتب السنة الستة:الحافظ ابن حجر له نكت على هذا الشرح[يقصد (المنهاج في شرح صحيح مسلم ابن الحجاج) للنووي]، والشرح لا شك أنه قابل للتنكيت، قابل للحاشية، يعني تبسط مسائله وتوضح.....اهـ.
 
إنضم
13 أغسطس 2010
المشاركات
122
الكنية
أبو عبد الله
التخصص
فقه وأصوله
المدينة
وهران
المذهب الفقهي
مالكي في الجملة
رد: فتح الباري بتعليقاتي على فتح الباري.

.
والله إنَّهُ لمِن الظلم أنْ يُقال عنهم إنّهم من أهل البدعة.
[FONT=&quot]وسئل عبد الكريم الخضيرحفظه الله في شريط الهمة في طلب العلم: يقول: ما رأيكم فيمن ينتقص [FONT=&quot]ابن حجر[/FONT][FONT=&quot] والنووي ويقول: أنهم من أهل البدع فلا نقرأ في كتبهم؟[/FONT][/FONT]
[FONT=&quot]نقرأ في كتبهم، ومع ذلك لا يسلمون من شوب بدعة؛ لكن مع ذلك النفع الكبير في كتبهم وأثر هذه البدع في كتبهم مغمور بالنسبة لما اشتملت به من علم ونفع، من يستغني عن فتح الباري، وشرح مسلم، أو المهذب؟ ومع ذلك لو تولاها أهل العلم بالتعليق عليها، وبيان هذه الأخطاء، كما فعل شيخنا[يقصد العلامة ابن باز رحمه الله] في أوائل فتح الباري.اهـ.[/FONT]​
 
إنضم
13 أغسطس 2010
المشاركات
122
الكنية
أبو عبد الله
التخصص
فقه وأصوله
المدينة
وهران
المذهب الفقهي
مالكي في الجملة
رد: فتح الباري بتعليقاتي على فتح الباري.

التنبيه الثالث:
ـ قال الحافظ في الفتح 1/25: قوله: [كيف يأتيك الوحي] يُحتملُ أن يكون المسؤول عنه صفة الوحي نفسه ، ويُحتملُ أن يكون صفة حامله أو ما هو أعمّ من ذلك ، وعلى كلّ تقدير فإسناد الإتيان إلى الوحي مجاز ،
لأنّ الإتيان حقيقة من وصف حامِلِه.اهـ.
ـ قلتُ: إذا قُلنا أنّ إتيان كلّ شيء بحسَبه فلا نقول بالمجاز ، على أنّ إثبات المجاز باطل من أصله ، فالإتيان ككُُلِيّ لا وُجود له في الخارج بل موطنه الذِّهن و في الخارج لا نجده إلاّ مُقيّداً. فمعناه يتّضحُ باعتبار ما أُضيفَ إليه. وقد قال الحافظ في موضع من فتحه 1/705 شرح حديث [450]: إذ بناء كلّ شيء بِحَسبِه. اهـ. لكنّه قال قبل ذلك :لكن لا يمتنع إرادة الآخر مجازاً.اهـ، ثمّ قال ما ذكرناه عنه: إذ بناء كلّ شيء بِحَسبِه. فيبقى في كلامه نظر.
[FONT=&quot]قال الشيخ عبد الكريم الخضيرحفظه الله في شرح كتاب [FONT=&quot]التجريد الصريح لأحاديث الجامع الصحيح:[/FONT][FONT=&quot]متن الحديث يقول في سؤاله: "كيف يأتيك الوحي؟ " يحتمل أن يكون السؤال عن صفة الوحي نفسه، ويحتمل أن يكون عن صفة حامله، أو ما هو أعم من ذلك، يكون السؤال عن الوحي وحامله أيضاً، يقول ابن حجر: وعلى كل تقدير فإسناد الإتيان إلى الوحي مجاز؛ لأنه قال: كيف يأتيك الوحي؟ والوحي معنىً من المعاني إسناد الإتيان إليه مجاز.[/FONT][/FONT]
[FONT=&quot]أقول: لا حاجة إلى ادعاء المجاز هنا؛ لأن من جيء به فقد جاء، ومن حج به فقد حج، يعني لو شخص حج به أبوه ألا يمكن أن يقال: حج فلان وسقطت عنه الفريضة؟ فمن جيء به فقد جاء حقيقة، كمن حُج به فقد حج حقيقة، فلا حاجة إلى ادعاء المجاز هنا على النزاع المعروف عند أهل العلم في وقوع المجاز في لغة العرب عموماً، أو في نفيه عن النصوص الشرعية على وجه الخصوص.اهـ.[/FONT]​
 
إنضم
13 أغسطس 2010
المشاركات
122
الكنية
أبو عبد الله
التخصص
فقه وأصوله
المدينة
وهران
المذهب الفقهي
مالكي في الجملة
رد: فتح الباري بتعليقاتي على فتح الباري.

التنبيه الرابع عشر:
ـ قال الحافظ ابن حجر رحمه الله في فتح الباري في شرح باب لَا يَتَوَضَّأُ مِنْ الشَّكِّ حَتَّى يَسْتَيْقِنَ من كتاب الْوُضُوءِ : وَقَالَ الْعِرَاقِيّ : مَا ذَهَبَ إِلَيْهِ مَالِك رَاجِح ؛ لِأَنَّهُ اِحْتَاطَ لِلصَّلَاةِ وَهِيَ مَقْصِد ، وَأَلْغَى الشَّكّ فِي السَّبَب الْمُبْرِئ ، وَغَيْره اِحْتَاطَ لِلطَّهَارَةِ وَهِيَ وَسِيلَة وَأَلْغَى الشَّكّ فِي الْحَدَث النَّاقِض لَهَا ، وَالِاحْتِيَاط لِلْمَقَاصِدِ أَوْلَى مِنْ الِاحْتِيَاط لِلْوَسَائِلِ . وَجَوَابه أَنَّ ذَلِكَ مِنْ حَيْثُ النَّظَر قَوِيّ ؛ لَكِنَّهُ مُغَايِر لِمَدْلُولِ الْحَدِيث لِأَنَّهُ أَمَرَ بِعَدَمِ الِانْصِرَاف إِلَى أَنْ يَتَحَقَّق .اهـ.
قُلتُ: صوابه: قال القرافي. لقرائن:
ـ 1 ـ أنَّ الكلام في تأييد مذهب الإمام مالك والقرافي مالكي ناصر لمذهبه والعراقي شافعي ناصر لمذهبه في الجملة.
ـ 2 ـ أنَّ الكلام فيه النَّفس الأصولي العميق ومعلوم أنَّ القرافي برَّز في علم أصول الفقه حتى غلب عليه ذلك بخلاف العراقي الذي غلب عليه الاهتمام بالجانب الحديثي رواية ودراية.
ـ 3 ـ وهذه القرينة أقوى أنَّني تتبعت واستقريت[بواسطة الشاملة] نقولات الحافظ عن العلَمَين القرافي والعراقي فوجدته يذكر القرافي بلا ألقاب علمية وبلا أوصاف فيقول: قال القرافي حسب.
ذكر الحافظ ابن حجر العلامة القرافي في مواطن من فتح:
ـ 1 ـ قال الحافظ في باب الزَّكَاةُ مِنْ الْإِسْلَامِ من كتاب الإيمان: وَغَفَلَ الْقَرَافِيّ فَادَّعَى أَنَّ الرِّوَايَة بِلَفْظِ : وَأَبِيهِ لَمْ تَصِحّ ؛ لِأَنَّهَا لَيْسَتْ فِي الْمُوَطَّأ ، وَكَأَنَّهُ لَمْ يَرْتَضِ الْجَوَاب فَعَدَلَ إِلَى رَدّ الْخَبَر ، وَهُوَ صَحِيح لَا مِرْيَة فِيهِ .........
قال الحافظ في باب الْمَاءِ الَّذِي يُغْسَلُ بِهِ شَعَرُ الْإِنْسَانِ من كتاب الوضوء: قَالَ الْقَرَافِيّ مِنْهُمْ : قَدْ صَحَّتْ فِيهِ الْأَحَادِيث ، فَالْعَجَب مِنْهُمْ كَيْف لَمْ يَقُولُوا بِهَا .اهـ.
قال الحافظ في باب فَضْلِ صَلَاةِ الْجَمَاعَةِ من كتاب الْأَذَانِ: وَقَدْ اِسْتَشْكَلَهُ الْقَرَافِيُّ عَلَى أَصْلِ الْحَدِيث بِنَاءً عَلَى الْقَوْل بِأَنَّهَا سُنَّةٌ.......
قال الحافظ في باب الذِّكْرِ بَعْدَ الصَّلَاةِ من كتاب الْأَذَانِ: وَقَدْ بَالَغَ الْقَرَافِيّ فِي الْقَوَاعِد فَقَالَ : مِنْ الْبِدَع الْمَكْرُوهَة الزِّيَادَة فِي الْمَنْدُوبَات الْمَحْدُودَة شَرْعًا ، لِأَنَّ شَأْن الْعُظَمَاء إِذَا حَدُّوا شَيْئًا أَنْ يُوقَف عِنْده وَيُعَدّ الْخَارِج عَنْهُ مُسِيئًا لِلْأَدَبِ ا هـ ..
قال الحافظ في باب فَضْلِ الصَّلَاةِ فِي مَسْجِدِ مَكَّةَ وَالْمَدِينَةِ
من كتاب الْجُمُعَةِ: وَأَجَابَ اَلْقَرَافِيّ بِأَنَّ سَبَبَ اَلتَّفْضِيلِ لَا يَنْحَصِرُ فِي كَثْرَةِ اَلثَّوَابِ عَلَى اَلْعَمَلِ بَلْ قَدْ يَكُونُ لِغَيْرِهَا كَتَفْضِيلِ جِلْد اَلْمُصْحَف عَلَى سَائِرِ اَلْجُلُودِ ........
قال الحافظ في باب قَوْلِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنْ اسْتَطَاعَ مِنْكُمْ الْبَاءَةَ ...... من كتاب النِّكَاحِ: وَاسْتَنْبَطَ الْقَرَافِيّ مِنْ قَوْله " فَإِنَّهُ لَهُ وِجَاء " أَنَّ التَّشْرِيك فِي الْعِبَادَة لَا يَقْدَح فِيهَا بِخِلَافِ الرِّيَاء ......
قال الحافظ في باب مَا جَاءَ فِي كَفَّارَةِ الْمَرَضِ من كتاب الْمَرْضَى
: قَالَ الْقَرَافِيّ : الْمَصَائِب كَفَّارَات جَزْمًا سَوَاء اِقْتَرَنَ بِهَا الرِّضَا أَمْ لَا ، لَكِنْ إِنْ اِقْتَرَنَ بِهَا الرِّضَا عَظُمَ التَّكْفِير وَإِلَّا قَلَّ ، كَذَا قَالَ ، وَالتَّحْقِيق أَنَّ الْمُصِيبَة كَفَّارَة لِذَنْبٍ يُوَازِيهَا ، وَبِالرِّضَا يُؤْجَر عَلَى ذَلِكَ ، فَإِنْ لَمْ يَكُنْ لِلْمُصَابِ ذَنْب عُوِّضَ عَنْ ذَلِكَ مِنْ الثَّوَاب بِمَا يُوَازِيه . وَزَعَمَ الْقَرَافِيّ أَنَّهُ لَا يَجُوز لِأَحَدٍ أَنْ يَقُول لِلْمُصَابِ : جَعَلَ اللَّه هَذِهِ الْمُصِيبَة كَفَّارَة لِذَنْبِك ، لِأَنَّ الشَّارِع قَدْ جَعَلَهَا كَفَّارَة ، فَسُؤَال التَّكْفِير طَلَب لِتَحْصِيلِ الْحَاصِل ، وَهُوَ إِسَاءَة أَدَب عَلَى الشَّارِع . كَذَا قَالَ . وَتُعُقِّبَ .........
قال الحافظ في باب الصَّلَاةِ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من كتاب الدَّعَوَاتِ: وَزَعَمَ الْقَرَافِيُّ فِي " الذَّخِيرَة " أَنَّ الشَّافِعِيّ هُوَ الْمُسْتَدِلّ بِذَلِكَ ، وَرَدَّهُ بِنَحْوِ مَا رَدَّ بِهِ اِبْن دَقِيق الْعِيد ، وَلَمْ يُصِبْ فِي نِسْبَة ذَلِكَ لِلشَّافِعِيِّ ، وَاَلَّذِي قَالَهُ الشَّافِعِيّ فِي " الْأُمّ : ...........
قال الحافظ في باب قَوْلِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي مَا قَدَّمْتُ وَمَا أَخَّرْتُمن كتاب الدَّعَوَاتِ: نَقَلَ الْكَرْمَانِيُّ تَبَعًا لِمُغَلْطَاي عَنْ الْقَرَافِيّ أَنَّ قَوْل الْقَائِل فِي دُعَائِهِ " اللَّهُمَّ اِغْفِرْ لِجَمِيعِ الْمُسْلِمِينَ " دُعَاء بِالْمُحَالِ لِأَنَّ صَاحِب الْكَبِيرَة قَدْ يَدْخُل النَّار وَدُخُول النَّار يُنَافِي الْغُفْرَان . وَتُعُقِّبَ بِالْمَنْعِ وَأَنَّ الْمُنَافِي لِلْغُفْرَانِ الْخُلُود فِي النَّار ، وَأَمَّا الْإِخْرَاج بِالشَّفَاعَةِ أَوْ الْعَفْو فَهُوَ غُفْرَان فِي الْجُمْلَة ...........
قلتُ: فهذه تسعة مواطن لم يذركره الحافظ فيها إلاَّ بقوله: القرافي بلا أوصاف ولا ألقاب.
وأمَّا العراقي فلا يذكره إلاّ مُصدَّرا بقوله: قال شيخنا وبقوله: شَيْخنَا الْحَافِظ زَيْن الدِّين الْعِرَاقِيّ وبقوله:شَيْخنَا الْحَافِظ أَبُو الْفَضْل الْعِرَاقِيّ وقال في موضع: نَبَّهَ عَلَى ذَلِكَ شَيْخُنَا حَافِظُ الْوَقْتِ أَبُو الْفَضْل الْعِرَاقِيُّ فِي " شَرْح التِّرْمِذِيّ "...وفي موضع آخر يقول: وَكُنْت سَأَلْت شَيْخَيَّ الْإِمَامَيْنِالْعِرَاقِيّ وَالْبُلْقِينِيّ عَنْ هَذَا الْمَوْضِع فَكَتَبَ لِي كُلّ مِنْهُمَا بِأَنَّهُمَا " لَا يَعْرِفَانِ لَهُ مُتَابِعًا " وَعَوَّلَا جَمِيعًا عَلَى أَنَّهُ عِنْد الْبُخَارِيّ " ثِقَة " فَاعْتَمَدَهُ وَزَادَ شَيْخنَاالْعِرَاقِيّ أَنَّ صِحَّة مَا يَجْزِم بِهِ الْبُخَارِيّ لَا يَتَوَقَّف أَنْ يَكُون عَلَى شَرْطه وَهُوَ تَنْقِيب جَيِّد ، ثُمَّ ظَفِرْت بَعْد ذَلِكَ بِالْمُتَابِعِ الَّذِي ذَكَرْته فَانْتَفَى الِاعْتِرَاض مِنْ أَصْله وَلِلَّهِ الْحَمْد .اهـ. وفي موضع يقول: كَذَا فِي شَرْحِ التِّرْمِذِيّ لِشَيْخِنَا أَبِي الْفَضْل...وقال في موطن: قَالَ شَيْخنَا الْحَافِظ أَبُو الْفَضْل فِي شَرْح التِّرْمِذِيّ : وَفِيهِ نَظَر.... وقال في آخر: وَهُوَ الْمَشْهُور عَنْ أَحْمَد نَقَلَهُ شَيْخنَا فِي شَرْح التِّرْمِذِيّ ..... وفي آخر: قَالَ شَيْخنَا الْحَافِظ أَبُو الْفَضْل فِي شَرْح التِّرْمِذِيّ :......وقال: ذَكَرَهُ شَيْخُنَا اَلْحَافِظُ أَبُو اَلْفَضْل فِي " شَرْحِ اَلتِّرْمِذِيِّ "...... وقال: وَقَدْ بَيَّنَهَا شَيْخُنَااَلْحَافِظُ أَبُو اَلْفَضْل فِي شَرْحِ اَلتِّرْمِذِيِّ وَزَادَ وَجْهًا آخَرَ فَصَارَتْ سَبْعَةَ عَشَرَ وَجْهًا .....وقال: قَالَ شَيْخنَا فِي شَرْح التِّرْمِذِيّ ....وقال: ذَكَرَ شَيْخنَا الْحَافِظ أَبُو الْفَضْل بْن الْحُسَيْن فِي " شَرْح التِّرْمِذِيّ "....وقال: وَحَكَى شَيْخُنَا اَلْحَافِظ أَبُو اَلْفَضْل بْن اَلْحُسَيْن فِي شَرْحِ اَلتِّرْمِذِيّ أَنَّهُ اشْتَهَرَ بَيْنَ اَلْعَوَامِّ أَنَّ مَنْ صَلَّى اَلضُّحَى ثُمَّ قَطَعَهَا يَعْمَى ...... وقال: أفَادَهُ شَيْخنَا فِي شَرْح التِّرْمِذِيّ .....
قلتُ:والحافظ مكثر من النقل من شرح الترمذي لشيخه العراقي. ولم يقل قطُّ في فتحه حين يذكر شيخه العراقي: قال العراقي [كذا] إلاّ ما وُجِدَ في هذا الموطن الذي دلَّت القرائن على أنَّه وهم من النَّاسخ.
ـ 4 ـ وهذه القرينة قويَّة أيضا أنَّ العلامة الصنعاني في العدَّة على الإحكام لمَّا نقل كلام الحافظ هذا من الفتح كما هي عادته ذكره بلفظ: قال القرافي. بدل: قال العراقي. مما يدلّ على أنَّ الوهم من النسَّاخ وأنَّ صواب العبارة : قال القرافي.
والعجب أنَّ هذا الوهم لم تسلم منه كلُّ طبعات فتح الباري التِّي وقفتُ عليها. وهذا المثال يدلُّنا على أنَّ فتح الباري لم يُعطَ حقَّه من العناية والتَّحقيق من جهة تحقيق المتن وفي النيَّة القيام بذلك لولا ما عاقني من عدم حصولي على مخطوط له. والله المستعان.
وممَّن رأيته بنى على هذا الوهم عصريُّنا و بلديُّنا الشيخ حنفية عابدين حفظه الله في شرحه على الرسالة الذي أسماه العجالة: فقال [في مسألة هل ينتقض الوضوء بالشكّ] ج2/ ص11:ومشهور مذهب ملك النّقض ، وهو احتياط للمقاصد قُدّم على الاحتياط للوسائل ، وهو ما عليه الجمهور ، وقد نصر مذهب مالك العراقي رحمه الله ، وهو منصور لولا النصّ ......اهـ.
وقال في ج2/ ص324 في نفس المسألة: والذي يظهر أنَّ التمسك يالأصل [يقصد الطهارة] هو الحق ، والأصل هنا الطهارة المستيقنة ، واليقين لا يزول بالشك ، وقد رجح الحافظ زين الدين العراقي مذهب مالك ، وهو ترجيح قوي من حيث النظر ، لكنه خالفه الأثر ، قال[يقصد العراقي]: [FONT=&quot]مَا ذَهَبَ إِلَيْهِ مَالِك رَاجِح ؛ لِأَنَّهُ اِحْتَاطَ لِلصَّلَاةِ وَهِيَ مَقْصِد ، وَأَلْغَى الشَّكّ فِي السَّبَب الْمُبْرِئ ، وَغَيْره اِحْتَاطَ لِلطَّهَارَةِ وَهِيَ وَسِيلَة وَأَلْغَى الشَّكّ فِي الْحَدَث النَّاقِض لَهَا ، وَالِاحْتِيَاط لِلْمَقَاصِدِ أَوْلَى مِنْ الِاحْتِيَاط لِلْوَسَائِلِ. اهـ.[/FONT]
 
إنضم
13 أغسطس 2010
المشاركات
122
الكنية
أبو عبد الله
التخصص
فقه وأصوله
المدينة
وهران
المذهب الفقهي
مالكي في الجملة
رد: فتح الباري بتعليقاتي على فتح الباري.

التنبيه الخامس عشر:
قال الحافظ رحمه الله في بَاب النَّهْيِ عَنْ الِاسْتِنْجَاءِ بِالْيَمِينِ من كتاب الوضوء: لَكِنْ قَالَ النَّوَوِيّ : مُرَاد مَنْ قَالَ مِنْهُمْ لَا يَجُوز الِاسْتِنْجَاء بِالْيَمِينِ أَيْ : لَا يَكُون مُبَاحًا يَسْتَوِي طَرَفَاهُ ، بَلْ هُوَ مَكْرُوه رَاجِح التَّرْك ، وَمَعَ الْقَوْل بِالتَّحْرِيمِ فَمَنْ فَعَلَهُ أَسَاءَ وَأَجْزَأَهُ . وَقَالَ أَهْل الظَّاهِر وَبَعْض الْحَنَابِلَة : لَا يُجْزِئ ، وَمَحَلّ هَذَا الِاخْتِلَاف حَيْثُ كَانَتْ الْيَد تُبَاشِر ذَلِكَ بِآلَةٍ غَيْرهَا كَالْمَاءِ وَغَيْره ، أَمَّا بِغَيْرِ آلَة فَحَرَام غَيْر مُجْزِئ بِلَا خِلَاف ، وَالْيُسْرَى فِي ذَلِكَ كَالْيُمْنَى وَاَللَّه أَعْلَم .
قلتُ: قال العلامة القرافي في الذخيرة ج1/ص332: لواستجمر بأصابعه أو ذنب دابة أو شيء متَّصل بحيوان وأنقى أجزأ خلافا للشافعي. اهـ. قلتُ: كلام القرافي ظاهر في وجود الخلاف والله أعلم.

 
إنضم
13 أغسطس 2010
المشاركات
122
الكنية
أبو عبد الله
التخصص
فقه وأصوله
المدينة
وهران
المذهب الفقهي
مالكي في الجملة
رد: فتح الباري بتعليقاتي على فتح الباري.

التنبيه السادس عشر:
قال الحافظ في فتح الباري ج1/ص338 :وَقَدْ ذَكَرَ الدَّارَقُطْنِيُّ الِاخْتِلَاف فِيهِ عَلَى أَبِي إِسْحَاق فِي كِتَاب الْعِلَل وَاسْتَوْفَيْته فِي مُقَدِّمَة الشَّرْح الْكَبِير اهـ.
قلتُ: ماذا يقصد الحافظ بقوله: مقدمة الشرح الكبير. هل هو شرح كبير أصل لفتح الباري وفتح الباري مختصر منه أم يقصد شرحه على الترمذي الذي ابتدأه ولم يكمله أم يقصد هدي الساري لأنه مقدمة لفتح الباري. أم أنّه يقصد نكته على الشرح الكبير أعني شرح المهذَّب للنووي والذي يظهر أنَّ الاحتمال الأوَّل أظهر. أنَّ الحافظ ابتدأ شرح البخاري بشرح مطوَّل ولمَّا رآى أنَّ الأمر سيطول ولن يكفيه الزَّمن لإتمامه سلك سبيل الاختصار بتأليفه لفتح الباري والله أعلم.
فائدة: للحافظ ابن حجر شرح على سنن الترمذي أحال إليه في أوائل الفتح وذكره له السَّخاوي في الجواهر والدُّرر في ترجمة شيخه ابن حجر وذكر أنّ ابن حجر لم يتمَّه.
قال الحافظ في فتح الباري شرح بابالْبَوْلِ عِنْدَ سُبَاطَةِ قَوْمٍ من كتاب الوضوء: وَلَمْ يَثْبُتْ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي النَّهْيِ عَنْهُ شَيْء[يقصد البول قائما] كَمَا بَيَّنْته فِي أَوَائِل شَرْحِ التِّرْمِذِيَّ ، وَاَللَّهُ أَعْلَمُ .اهـ.
وللحافظ أيضا تنكيت على شرح المهذَّب للإمام النووي رحمه الله ذكره له تلميذه العلامة السخاوي في المنهل العذب الروي في ترجمة الإمام النووي فقال هناك: وشرع شيخنا في نكت عليه [أي شرح المذهب]، فكتب يسيراً من أوائلها.اهـ.
تنبيه: الطبعة التي أشتغل عليها وأعتمدها هي طبعة دار السلام الرياض دار الفيحاء دمشق و كتاب فتح الباري من حسنات شيخنا الفاضل موسى الوهراني حفظه الله وحسناته علينا كثيرة.
 
إنضم
13 أغسطس 2010
المشاركات
122
الكنية
أبو عبد الله
التخصص
فقه وأصوله
المدينة
وهران
المذهب الفقهي
مالكي في الجملة
رد: فتح الباري بتعليقاتي على فتح الباري.

ـ وهنا بحث:ـ هل يُركنُ إلى نقولات الحافظ ابن حجر عن المالكية وغيرهم من المذاهب الأربعة أم ينبغي الرّجوع إلى الأصول لتحقيق النّقل .
ـ فهل الرجوع لتحقيق ما ينقله الحافظ من باب زيادة اليقين بحيث أنّه لا حرج في عدم التحقيق أم أن الرجوع إلى الأصول واجب على من توفّرت فيه الشّروط؟
ـ قد يقول قائل:أقوال الأئمّة تؤخذ من كتبهم وكتب أصحابهم , لا من نقل الناقلين.
ـ قال الزركشي في البحر المحيط في عرضه المذاهب في المصلحة المرسلة:
ـ الثاني : الجواز مطلقا, وهو المحكي عن مالك رحمه الله, قال الإمام في البرهان": وأفرط في القول به حتى جره إلى استحلال القتل وأخذ المال لمصالح تقتضيها في غالب الظن وإن لم يجد لها مستندا, وحكاه غيره قولا قديما عن الشافعي.
وقال أبو العز المقترح في حواشيه على البرهان: إن هذا القول لم يصح نقله عن مالك, هكذا قاله أصحابه, وأنكره ابن شاس أيضا في التحرير على الإمام وقال: أقواله تؤخذ من كتبه وكتب أصحابه, لا من نقل الناقلين.​
ـ قال الحافظ ابن حجر: صلاة العيد المقضية ركعتان كالمؤداة قاله الشافعي ومالك لأن الأصل أن القضاء يحكي الأداء إلا لدليل واستدلال البخاري ما فيه خفاء قال أحمد أربع كالجمعة إذا فاتت وقال أبو حنيفة مخير بين ركعتين وأربع والقياس على الجمعة بعيد لأنها بدل عن الظهر أو صلاتا وقت واحد فجاز رجوع أحدهما لعدد الأخرى وهنا ليس الأمر كذلك اهـ.
ـ قال الملا علي القاري ، علي بن سلطان محمد (المتوفى : 1014هـ) في كتابه مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح:​
وما نقله [أي ابن حجر] عن أبي حنيفة فغير صحيح إذ مذهبه أن من لم يدرك صلاة العيد مع الإمام لا يقضيها.اهـ.
.
قد بحثنا هذه المسألة في موطن آخر:
=حمد بن صالح المري;704302]أخي الكريم الفاضل أبا عبد الله الزاوي حفظك الله تعالى...
لا يُعتمَد على نقولات النووي و ابن قدامة و القرطبي والحافظ ابن حجر رحمةُ الله تعالى عليهم أجمعين؛ فما يذكرونه قد يكون قولاً مرجوحاً في المذهب، وعموما ما ينقلونه لا يخرج عن كونه قولا في المذهب؛ سواء كان راجحا أو مرجوحاً، ولا أعلم -حسب علمي القاصر- أنهم نسبوا إلى مذهبٍ ماليس فيه، وقد يكون.

وأذكر من المسائل المنقولة في كتب الخلاف: مسألة لمس الرجل للمرأة الأجنبية، فقد نسب ابن قدامة والنووي والحافظ قولَ من قال بنقض وضوء من لمس المرأة الأجنبية بشهوة للمالكية!، وهذا قول مرجوح عند المالكية، والمعتمد عندهم النقض لمن وجد اللذّة أو قصدها.
وكذلك ما نقله القرطبي رحمه الله في تفسيره عن الإمام أحمد رحمه الله في مسألة وجوب قراءة الفاتحة على المأموم مطلقاً؛ وفاقاً للشافعية، والمشهور عند الحنابلة وجوبها على المأموم في السرية فقط دون الجهرية.
والذي أره -والعلم عند الله تعالى- ألا يعتمد الباحث على هذه النقولات، بل عليه الرجوع إلى كتب كل مذهب، والله تعالى أعلم.[/quote]
{ =أشرف بن محمد;705847]الخطأ وادر
والأصل عدم العزو
كتب المذهب الواحد ليست على درجة واحدة من ناحية الاعتماد
فما بالنا بكتب الشروح
كتب الشروح بالذات تحتاج إلى تدقيق وتمحيص حال اتخاذها واسطة في عزو مسألة فقهية .. لأنه قد يكون الشارح يعرض اختياره أو ينقل ما وقف عليه، ولا يقصد به العزو إلى المذهب، اللهم إلا إذا صرح بأن هذا القول هو قول في المذهب أو قال به الإمام أو رآه أو غير ذلك .. لذا فكتب الشروح أنا أضعها في الرتبة الأخيرة .. وكل كلامي حول اتخاذ شرح المالكي مثلا واسطة لعزو فرع من فروع المالكية .. أما اتخاذ شرح الشافعي مثلا واسطة في نقل مذهب آخر فغير دقيق علميا .. والله تعالى أعلم.[/quote]

السلام عليكم
غالب شروح السنة لا ينبغي الاعتماد عليها في نسبة الاقوال الى امذاهب وضرب مثالا لذلك بسبل السلام وهو مختصؤ لبدر التمام المغربي وقال انه لا يعتمد عليه في نقل اقوال المذاهب خاصة مذهب المالكية والحنابلة فانه لا يتتبع اصول هذين المذهبين كتتبعه لمذهب الحنفية والشافعية .
و الحافظ في الفتح الشوكاني في نيل الاوطارلا يتثبتان في نقل اقوال بعض المذاهب.
لذا فلابد من الرجوع الى كتب المذاهب للنظر في الاقوال المشهورة والراجحة.
والله اعلم.وهذا ملخص ماذكره الشيخ صالح ال الشيخ في رسالة له موجهة لطالب العلم.
 
إنضم
25 مارس 2011
المشاركات
1,035
الكنية
أبو محمد
التخصص
فقه
المدينة
مكة المكرمة والشمال
المذهب الفقهي
أصول المذهب الأحمد
رد: فتح الباري بتعليقاتي على فتح الباري.

بارك الله فيكم
 
إنضم
13 أغسطس 2010
المشاركات
122
الكنية
أبو عبد الله
التخصص
فقه وأصوله
المدينة
وهران
المذهب الفقهي
مالكي في الجملة
رد: فتح الباري بتعليقاتي على فتح الباري.

وفيكم بارك الله شيخنا الفاضل ملفي جزاكم الله خيرا على مروركم الطيب.
 
إنضم
13 أغسطس 2010
المشاركات
122
الكنية
أبو عبد الله
التخصص
فقه وأصوله
المدينة
وهران
المذهب الفقهي
مالكي في الجملة
رد: فتح الباري بتعليقاتي على فتح الباري.

التنبيه السادس عشر:
قال الحافظ في فتح الباري ج1/ص338 :وَقَدْ ذَكَرَ الدَّارَقُطْنِيُّ الِاخْتِلَاف فِيهِ عَلَى أَبِي إِسْحَاق فِي كِتَاب الْعِلَل وَاسْتَوْفَيْته فِي مُقَدِّمَة الشَّرْح الْكَبِير اهـ.

قلتُ: ماذا يقصد الحافظ بقوله: مقدمة الشرح الكبير. هل هو شرح كبير أصل لفتح الباري وفتح الباري مختصر منه أم يقصد شرحه على الترمذي الذي ابتدأه ولم يكمله أم يقصد هدي الساري لأنه مقدمة لفتح الباري. أم أنّه يقصد نكته على الشرح الكبير أعني شرح المهذَّب للنووي والذي يظهر أنَّ الاحتمال الأوَّل أظهر. أنَّ الحافظ ابتدأ شرح البخاري بشرح مطوَّل ولمَّا رآى أنَّ الأمر سيطول ولن يكفيه الزَّمن لإتمامه سلك سبيل الاختصار بتأليفه لفتح الباري والله أعلم.
.
قُلتُ: قد أجيبَ عن هذا السؤال بما سطرته أيدي الأحبار.
للفائدة:
• قال أبو عبد الله محمد بن أحمد بن محمد ميّارة الفاسي (999 هـ - 1072 هـ) في «نظم اللآلئ والدرر في اختصار مقدمة ابن حجر» (ق 1/ ب):«... وقد كان يقال قبل هذه الأعصر: إن شرحه [أي شرح «صحيح البخاري»] دين على هذه الأمة، فالمطل به ثلمة ووصمة، إلى أن بادر لقضائه آخر العلماء المتقنين، وإمام الفقهاء والمحدثين، الحافظ الهمام، السيف الحسام، قاضي القضاة [كذا] شهاب الدين أبو الفضل أحمد بن علي الكناني العسقلاني ثم المصري، الشهير بابن حجر -رحمه الله، ونفع به-، فبدأ عليه شرحا كبيرا، ضمنه لآلئ وإكسيرا، وقدّمه بمقدمة في سفر كبير، أسفر فيها عن تحقيق وتحرير، أبدأ فيها وأعاد، وأتقن وأجاد، فكتب من الشرح المذكور ما شاء الله، ثم فتر عزمه عنه، وشرع في آخر أخصر منه، اختصر في أوله بعض تلك المقدمة في نحو كراس، وهذا هو الشرح المتداول الآن بأيدي الناس، كما صرح هو بذلك كله في أول الشرح الصغير، وأحال فيه في مواضع من أول الكتاب على الشرح الكبير». اهـ

004.jpg


• وقال الحافظ السخاوي في «الجواهر والدرر» (2/ 707):​
«... وعظم الانتفاع به [يعني «فتح الباري»] في سائر الآفاق، لكن أكثر النسخ التي سارت في الآفاق فيها سقم كثير، مع كونها قبل الملحق المتجدد». اهـ​
المشاركة الأصلية بواسطة أحمد بن سالم المصري
قال الحافظ في "انتقاض الاعتراض" (1/7):
[... ومن هناك ابتدأتُ في الشرح، فكتبتُ منه قطعة أطلتُ فيها التبيين، ثم خشيتُ أن يعوق عن تكملته على تلك الصفة عائق، فابتدأتُ في شرح متوسط سميتُه "فتح الباري بشرح البخاري"...].

http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=247107

 
أعلى