العِلْمُ رَحِمٌ بَيْنَ أَهْلِهِ، فَحَيَّ هَلاً بِكَ مُفِيْدَاً وَمُسْتَفِيْدَاً، مُشِيْعَاً لآدَابِ طَالِبِ العِلْمِ وَالهُدَى،
مُلازِمَاً لِلأَمَانَةِ العِلْمِيةِ، مُسْتَشْعِرَاً أَنَّ: (الْمَلَائِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا لِطَالِبِ الْعِلْمِ رِضًا بِمَا يَطْلُبُ) [رَوَاهُ الإَمَامُ أَحْمَدُ]،
فَهَنِيْئَاً لَكَ سُلُوْكُ هَذَا السَّبِيْلِ؛ (وَمَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ) [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ]،

مرحباً بزيارتك الأولى للملتقى، وللاستفادة من الملتقى والتفاعل فيسرنا تسجيلك عضواً فاعلاً ومتفاعلاً،
وإن كنت عضواً سابقاً فهلم إلى رحاب العلم من هنا.

خلق رسولنا وكيفية تطبيقة في زمننا

أمنة محمد سعيد

:: مطـًـلع ::
إنضم
24 يونيو 2011
المشاركات
162
التخصص
الدراسات الإسلامية
المدينة
الشارقة
المذهب الفقهي
سني
أول خلق له صلى الله عليه وسلم
خلق الحياء
تأمل أيها القارئ قوله (صل الله عليه وسلم) في خلق الحياء، واجعله منارة البداية في طريق تحليك بالخلق الحسن وجعل لرسول الله قدوة لك ، لنرى يقول صل الله عليه وسلم :" الإيمان بضع وسبعون أو بضع وستون شعبة فأفضلها لا إله إلا الله ، وأدناها إماطة الأذى عن الطريق ، والحياء شعبة من الإيمان "رواه البخاري ومسلم ، ويقول في روايه أخرى :"الحياء والإيمان قرناء جميعا فإذا وقع أحدهما رفع الآخر " .
تأمل أيها القارئ عظمة هذا الحديث ومرتبته في حياة الإنسان المسلم ، حيث يبين رسول الله صل الله عليه وسلم منزلة الحياء من الإيمان، وسر كون الحياء من الإيمان أن كلا منهما داع إلى الخير صارف عن الشر مبعد عنه ، فانظر الى واقع حي متجسد بفعله صل الله عليه وسلم وحياته (صل الله عليه وسلم) ، فقد مرّ النبي برجل وهو يعظ أخاه في الحياء أي يلومه عليه فقال: { دعه، فإن الحياء من الإيمان }. دلت هذه الأحاديث على أن الحياء خلق فاضل يجب علينا نحن المسلمين أن تمسك بهذا الخلق العظيم التي نكاد لا نراه في واقعنا المعاصر إلا من الذين تمسكوا به ، إذا فالحياء نوعان :
حياء متجسد في حياء الإنسان من ربه جل وعلا و يكون بحفظ الجوارح عن معاصي الله، وبتذكر الموت، وتقصير الأمل في الدنيا، وعدم الانشغال عن الآخرة بملاذ الشهوات والانسياق وراء الدنيا
حياء يظهر في حياء الإنسان بمن حوله من الناس ،. فهو الذي يكف العبد عن فعل ما لا يليق به، فيكره أن يطلع الناس منه على عيب ومذمة فيكفه الحياء عن ارتكاب القبائح ودناءة الأخلاق. فالذي يستحي من الله يجتنب ما نهاه عنه في كل حالاته، في حال حضوره مع الناس وفي حال غيبته عنه.
هذا ليس فقط بل هناك حياء متجسد في قوله صلى الله عليه وسلم " قال: " استحيوا من الله حق الحياء ، قالوا: إنا نستحي يا رسول الله. قال: " ليس ذلكم، ولكن من استحيا من الله حق الحياء فليحفظ الرأس وما وعى، وليحفظ البطن وما حوى، وليذكر الموت والبلى. ومن أراد الآخرة ترك زينة الدنيا، فمن فعل ذلك فقد استحيا من الله حق الحياء"رواه الترمذي في سننه مرفوعا وفي رواية أخرى " من استحيا من الله استحيا الله تعإلى منه" انظر وتأمل هذا الحديث أنه هناك حياء من الرب سبحانه جل ثناؤه، وحياء الرب من عبده حياء كرم وبر وجود وجلال، فإنه تبارك وتعالى حيي كريم يستحي من عبده إذا رفع إليه يديه أن يردهما صفراً ويستحي أن يعذب ذا شيبة شابت في الإسلام، فهذا هو حياء رسولنا والمؤمنين الذين من بعده .
فاين نحن اليوم منه هذا الحياء هل الحياء ممن يشتري الأفلام الخليعة، ويعرضها في بيته أمام نسائه وأولاده بما فيها من مناظر الفجور وقتل الأخلاق، وإثارة الشهوة، والدعوة إلى الفحشاء والمنكر؟!
هل الحياء فيمن من ضيعوا أولادهم في الشوارع يخالطون من شاؤوا ويصاحبون ما هب ودب من ذوي الأخلاق السيئة، أو يضايقون الناس في طرقاتهم ويقفون بسياراتهم في وسط الشارع؛ حتى يمنعوا المارة، أو يهددون حياتهم بالعبث بالسيارات ؟
هل الحياء من المدخن الذي ينفث الدخان الخبيث من فمه في وجود جلسائه ومن حوله، فيخنق أنفاسهم ويقزز نفوسهم ويملأ مشامهم من نتنه ورائحته الكريهة؟
هل الحياء من التاجر الذي يخدع الزبائن، ويغش السلع، ويكذب على الناس؟ إن الذي حمل هؤلاء على النزول إلى هذه المستويات الهابطة هو ذهاب الحياء كما قال صلى الله عليه وسلم : " إذا لم تستح فاصنع ما شئ "
فاتقوا الله عباد الله، وراقبوا الله في تصرفاتكم، قال تعإلى: ( إِنَّ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُم بِالْغَيْبِ لَهُم مَّغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ (12) وَأَسِرُّوا قَوْلَكُمْ أَوِ اجْهَرُوا بِهِ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ (13) أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ )
 

أمنة محمد سعيد

:: مطـًـلع ::
إنضم
24 يونيو 2011
المشاركات
162
التخصص
الدراسات الإسلامية
المدينة
الشارقة
المذهب الفقهي
سني
رد: خلق رسولنا وكيفية تطبيقة في زمننا

هذا كان عبارة عن فكرة إعداد كتاب وهو بعنوان خلق رسولنا وكيفية تطبيقه في زمننا وهذا مما كتبته وأريد رايكم فيه واليوم سأكتب عن خلق من خلقه صلى الله عليه وسلم وهو بعنوان :

خلق الصدق
قال تعالى:{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ}
مما لاشك فيه أن أعظم زينة يتزين بها المرء في حياته بعد الإيمان والحياء هي زينة الصدق
فالصدق أساس الإيمان كما إن الكذب أساس النفاق ،فلا يجتمع كذب وإيمان إلا وأحدهما يحارب الآخر...
الصدق...من أخلاق الإسلام العظيمة،التي يتصف بها المرء فالصدق يتجلى لنا في مجالات عدة، لا يقتصر على مجال معين بل يرافق الإنسان في معظم شؤون حياته أو لا يكاد يفارقة ، فالصدق مع الله يظهر بإخلاص الأعمال كلها له سبحانه وتعالى ، كذلك الصدق مع الناس فلا يكذب المسلم في حديثه مع الآخرين والصدق مع النفس فالمسلم يعترف بعيوبه وأخطائه ويعمل على تصحيحها ، فتذكر أخي القارئ الثمرات التي ستجنيها من تحليك بهذه الفضيلة وهي الصدق، إنَّ أقلَّ ما يحصِّلُهُ الصادق في الدنيا حلاوةً في منطقه وهيبةً في مطْلعه ،الفوز بثمرات التقوى العاجلة والآجلة ،اطمئنان المؤمن على إيمانه, فالصدق أساس الإيمان ، يحظى الصادق دائماً بثقة من حوله........................................
يقول الله تبارك وتعالى:" ومن يطع الله والرسول فأولئك مع الذي أنعم الله عليهم من لنبيين والصديقين والشهداء
والصالحين، وحسن أولئك رفيقا"
فالصدق مرتبة بين النبوة و الشهادة بل أعلى من الشهادة لأن الانسان لا ينول الشهادة الا ان كان صدقا"
ردد معي أيها القارئ وأيتها القارئه هذا الدعاء :"
اللهم اجعلنا من الصادقين و بيض وجوهنا
يوم العرض عليك
اللهم ارزقنى لسانا صادقا و قلبا خاشعا,والإيثار وحب الخير"
..................................اللهم آآآمين
هذا وأرجو الاستفادة منه ولا أقول بأن الكلام الذي كتب كله من كتابة أناملي لا بل يوجد فيه بعض النقول
والله ولي التوفيق
 

أمنة محمد سعيد

:: مطـًـلع ::
إنضم
24 يونيو 2011
المشاركات
162
التخصص
الدراسات الإسلامية
المدينة
الشارقة
المذهب الفقهي
سني
رد: خلق رسولنا وكيفية تطبيقة في زمننا

بعد ان انتهينا من الخلق الثاني ننتقل إلى خلق آخر :
التوكل على الله
﴿وَتَوَكَّلْ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لَا يَمُوتُ وَسَبِّحْ بِحَمْدِهِ وَكَفَى بِهِ بِذُنُوبِ عِبَادِهِ خَبِيرًا﴾
يحتلُّ التوكل على الله تعالى في المراتب الإيمانية مرتبةً عاليةً، فهو الركن الرابع من أركان الإيمان، كما عدَّته بعض الروايات
فالتوكل صفة شريفة، ومفهوم إسلامي راقٍ، يجب التعرف عليه بشكل دقيق، بما يبعث من أمل ومعنويات تحث على العمل والمثابرة، وهناك طرق نستطيع من خلالها الوصول إلى هذه الصفة الشريفة، فكيف نكتسب هذه الصفة، وما هي ثمراتها في الدنيا والآخرة ؟
انظر أيها القارئ وتأمل إلى هذه الأية التي حملت بين طياتها مفهوم ترسخ فيه معنى هذا الخلق الذي يحتاج إليه المسلم في عصرنا أمس الحاجة في دنيا تسابق فيها الزمان وتسارع فيها الوقت فلم يجد فيها الإنسان راحته بل جعلته يتسابق ليكسب من هنا وينتج من هناك وأنسته أن هناك شي ء نقصه في هذا التسارع وذهب وكاد يفتقد بشكل واضح وبارز ألا وهو التوكل
يقول الله تعالى في كتابة الكريم : (وَتَوَكَّلْ عَلَى اللهِ وَكَفَى بِاللهِ وَكِيلًا)
أنظر إلى عظيم هذا النص هل تأثرت به أم لا ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
إذا فهمت هذه الآية ستعرف معنى التوكل واليقين والرضا ، وغيرها من أعمال القلوب اللطيفة التي قال عنها النبي (صلى الله عليه وسلم ) : ما سبقكم أبو بكر بكثرة صلاة ولاصيام ولكن بشيء وقر بقلبه )
إن هذه المعاني متى استقرت فإنها تقدم المرء من غيره ممن كانت عبادتهم وحياتهم باردة مادبت فيها روح الإيمان لتنعشها وتحييها .
ويوم ان تتوكل على مولاك فإنه سيكفيك ، وينجيك ، ويتولى أمرك ، ويتلطف بك ،وتدخل الجنة مع السبعين ألفا الذين يدخلون الجنة بغير حساب .
فالتوكل وبكل معناه هو حسن الظن بالله في تدبيره وثقة بقدرته التوكل تسليم أمرك لله وإذعان لقضائه .
التوكل والتوكل ليس فقط هذه المعاني بل يحمل أكثر من معنى يعجز لنا وصفها
وإذا العناية لاحظتك عيونها نم فالحوادث كلهن أمان
فها هو نبينا محمد (صلى الله عليه وسلم ) في الغار حيث امتحان التوكل والثقة بالله يعلم الكون بأسره وما ظنك باثنين الله ثالثهما )
والخليل يرمى في النار فيأتيه جبريل ويسأله هل لك من حاجة فيقول (أما منك فلا وأما من ربي فنعم ) فلما اتكل على الله انقلبت النار بردا وسلاما كما جاء في القرآن الكريم
ونماذج أخرى من نماذج المرسلين والصحابة رضوان الله عليهم أجمعين هؤلاء الصحابة ورسول الله ، يتوكلون عليه مابالنا نحن الذين لانملك شيء ونحن ضعاف عند أول مصيبة أجعلك تفكر قليلا في هذا المثال :
لو أنكم تتوكلون على الله مثلما يتوكل الطير لرزقكم الله من حيث لا تحتسبون
ماذا يعني لك هذا المثال سأترك لك الإجابة عنه بنفسك ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
فما أقبح أن يعتمد المرء على نفسه ويثق بقدراته اكثر من ثقته بمولاه فهذا فهم معنى لا حول ولا قوة إلا بالله ذلك الكنز المستخرج من تحت عرش الرحمن سبحانه وما أدراك معنى "حسبنا الله ونعم الوكيل ومابلغته نصيحة يعقوب اكبر من اتكالك على نفسك اكبر من اتكالك على الله وردد صباح مساء يا اخي العزيز:
"اللهم لا تكلني إلى نفسي طرفة عين فأضيع ولا أدنى من ذلك أهلك "
 
أعلى