العِلْمُ رَحِمٌ بَيْنَ أَهْلِهِ، فَحَيَّ هَلاً بِكَ مُفِيْدَاً وَمُسْتَفِيْدَاً، مُشِيْعَاً لآدَابِ طَالِبِ العِلْمِ وَالهُدَى،
مُلازِمَاً لِلأَمَانَةِ العِلْمِيةِ، مُسْتَشْعِرَاً أَنَّ: (الْمَلَائِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا لِطَالِبِ الْعِلْمِ رِضًا بِمَا يَطْلُبُ) [رَوَاهُ الإَمَامُ أَحْمَدُ]،
فَهَنِيْئَاً لَكَ سُلُوْكُ هَذَا السَّبِيْلِ؛ (وَمَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ) [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ]،

مرحباً بزيارتك الأولى للملتقى، وللاستفادة من الملتقى والتفاعل فيسرنا تسجيلك عضواً فاعلاً ومتفاعلاً،
وإن كنت عضواً سابقاً فهلم إلى رحاب العلم من هنا.

اقتراح : يجعل الذهن وقاد، ويورث جهدا لا يعرف الملل والرقاد

إنضم
8 أبريل 2008
المشاركات
40
التخصص
فقه مقارن
المدينة
جدة
المذهب الفقهي
حنبلي
قد شرعت في كتابة هذا المقال قبل اطلاعي على اقتراح بعض الأخوة الذي أمسى حديثا من الزمان، فأحببت أن أعيد الكرة فلعل مدادي ينتج هذه المرة .

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لانبي بعده .
وبعد :
فان مما يحفظ العلوم من الإندراس، وغيابها عن الصدور وحفظها في القرطاس ، وجعلها حبيسة لناس دون ناس ، هو بثها ومذاكرتها بين صالح وعباس ، وهدى وإيناس .
إذا مذاكرة العلم سنة سلفية لا غبش فيها ولا التباس ، وشاهد ذلك ما نص عليه سليل العباس، حين نادى في جمع من الناس : ( تَذَاكَرُوا هَذَا الْحَدِيثَ لاَ يَنْفَلِتْ مِنْكُمْ ، فَإِنَّهُ لَيْسَ مِثْلَ الْقُرْآنِ مَجْمُوعٌ مَحْفُوظٌ ، وَإِنَّكُمْ إِنْ لَمْ تَذَاكَرُوا هَذَا الْحَدِيثَ يَنْفَلِتْ مِنْكُمْ ، وَلاَ يَقُولَنَّ أَحَدُكُمْ حَدَّثْتُ أَمْسِ فَلاَ أُحَدِّثُ الْيَوْمَ ، بَلْ حَدِّثْ أَمْسِ وَلْتُحَدِّثِ الْيَوْمَ وَلْتُحَدِّثْ غَداً.)
واعتذر عن هذا السجع الذي جلب لمن مجه النعاس .
لذا أحبت أن نبعث هذه السنة في هذا الملتقى المبارك ، وقبل الشروع في بيان المقترح ، أسوق إليك أيها المبارك ، جملة من النصوص الدالة على أهمية المذاكرة لطالب العلم ، وهي أقوال استلتها من سنن الدارامي ، باب مذاكرة العلم :
1- عَنْ أَبِى سَعِيدٍ الْخُدْرِىِّ قَالَ : تَذَاكَرُوا ، فَإِنَّ الْحَدِيثَ يُهَيِّجُ.
2- عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ : تَذَاكَرُوا هَذَا الْحَدِيثَ لاَ يَنْفَلِتْ مِنْكُمْ ، فَإِنَّهُ لَيْسَ مِثْلَ الْقُرْآنِ مَجْمُوعٌ مَحْفُوظٌ ، وَإِنَّكُمْ إِنْ لَمْ تَذَاكَرُوا هَذَا الْحَدِيثَ يَنْفَلِتْ مِنْكُمْ ، وَلاَ يَقُولَنَّ أَحَدُكُمْ حَدَّثْتُ أَمْسِ فَلاَ أُحَدِّثُ الْيَوْمَ ، بَلْ حَدِّثْ أَمْسِ وَلْتُحَدِّثِ الْيَوْمَ وَلْتُحَدِّثْ غَداً.
3- عن ابْنُ عَبَّاسٍ : رُدُّوا الْحَدِيثَ وَاسْتَذْكِرُوهُ ، فَإِنَّهُ إِنْ لَمْ تَذْكُرُوهُ ذَهَبَ ، وَلاَ يَقُولَنَّ رَجُلٌ لِحَدِيثٍ قَدْ حَدَّثَهُ قَدْ حَدَّثْتُهُ مَرَّةً ، فَإِنَّهُ مَنْ كَانَ سَمِعَهُ يَزْدَادُ بِهِ عِلْماً وَيَسْمَعُ مَنْ لَمْ يَسْمَعْ.
4 - عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِى لَيْلَى قَالَ : تَذَاكَرُوا ، فَإِنَّ إِحْيَاءَ الْحَدِيثِ مُذَاكَرَتُهُ
5- عَنْ زِيَادِ بْنِ سَعْدٍ قَالَ : كَانَ ابْنُ شِهَابٍ يُحَدِّثُ الأَعْرَابَ.
وعَنِ الأَعْمَشِ قَالَ : كَانَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ رَجَاءٍ يَجْمَعُ صِبْيَانَ الْكُتَّابِ يُحَدِّثُهُمْ يَتَحَفَّظُ بِذَاكَ.
6-عَنْ إِبْرَاهِيمَ قَالَ : حَدِّثْ حَدِيثَكَ مَنْ يَشْتَهِيهِ وَمَنْ لاَ يَشْتَهِيهِ ، فَإِنَّهُ يَصِيرُ عِنْدَكَ كَأَنَّهُ إِمَامٌ تَقْرَؤُهُ.
7-عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ : إِذَا سَمِعْتُمْ مِنَّا حَدِيثاً فَتَذَاكَرُوهُ بَيْنَكُمْ.
8-عن يُونُسُ قَالَ : كُنَّا نَأْتِى الْحَسَنَ فَإِذَا خَرَجْنَا مِنْ عِنْدِهِ تَذَاكَرْنَا بَيْنَنَا.
9- عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ : إِذَا أَرَادَ أَحَدُكُمْ أَنْ يَرْوِىَ حَدِيثاً فَلْيُرَدِّدْهُ ثَلاَثاً.
10- عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِى لَيْلَى قَالَ : إِحْيَاءُ الْحَدِيثِ مُذَاكَرَتُهُ. فَقَالَ لَهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ شَدَّادٍ : يَرْحَمُكَ اللَّهُ ، كَمْ مِنْ حَدِيثٍ أَحْيَيْتَهُ فِى صدري كَانَ قَدْ مَاتَ.
11-عن مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ : كَانَ الْحَارِثُ بْنُ يَزِيدَ الْعُكْلِىُّ وَابْنُ شُبْرُمَةَ وَالْقَعْقَاعُ بْنُ يَزِيدَ وَمُغِيرَةُ إِذَا صَلَّوُا الْعِشَاءَ الآخِرَةَ جَلَسُوا في الْفِقْهِ ، فَلَمْ يُفَرِّقْ بَيْنَهُمْ إِلاَّ أَذَانُ الصُّبْحِ.
12- قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ : تَدَارُسُ الْعِلْمِ سَاعَةً مِنَ اللَّيْلِ خَيْرٌ مِنْ إِحْيَائِهَا
13- قال اللَّيْثَ بْنَ سَعْدٍ : تَذَاكَرَ ابْنُ شِهَابٍ لَيْلَةً بَعْدَ الْعِشَاءِ حَدِيثاً وَهُوَ جَالِسٌ فَتَوَضَّأَ - قَالَ - فَمَا زَالَ ذَلِكَ مَجْلِسَهُ حَتَّى أَصْبَحَ. قَالَ مَرْوَانُ : جَعَلَ يَتَذَاكَرُ الْحَدِيثَ.

14-عَنِ الزهري قَالَ : كُنْتُ إِذَا لَقِيتُ عُبَيْدَ اللَّهِ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ فَكَأَنَّمَا أُفَجِّرُ بِهِ بَحْراً.
15- عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ : كَانَ الْحَارِثُ الْعُكْلِىُّ وَأَصْحَابُهُ يَتَجَالَسُونَ بِاللَّيْلِ وَيَذْكُرُونَ الْفِقْهَ.
16- عَنِ الزهري قَالَ : آفَةُ الْعِلْمِ النِّسْيَانُ وَتَرْكُ الْمُذَاكَرَةِ.
17-عن عَلِىٌّ بن أبي طالب : تَذَاكَرُوا هَذَا الْحَدِيثَ وَتَزَاوَرُوا ، فَإِنَّكُمْ إِنْ لاَ تَفْعَلُوا يُدْرَسْ.
18- قَالَ الزهري : كُنْتُ أَحْسَبُ بأني أَصَبْتُ مِنَ الْعِلْمِ ، فَجَالَسْتُ عُبَيْدَ اللَّهِ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ فكأني كُنْتُ في شِعْبٍ مِنَ الشِّعَابِ.

وبعد هذا، إليكم المقترح ، والقول الفصل فيه هو لمن بذر هذه البذرة الطيبة فسقاها حتى أصبحت ثمارها يانعة ، فأتينا إليها وهي قطوف دانية، سهلة التناول ، ولذيذة المستطاب .

أولاً : اختيار متن فقهي .
ثانياً : تسجيل أسماء الإخوة الذين يرغبون في المشاركة في المذاكرة
ثالثا : تقسيم الباب المراد شرحه على الإخوة ليقوموا بشرحه .
رابعاً : يحدد يوم في الأسبوع بحيث يقوم كل من وكل إليه شرح الجزء ، بوضعه في المنتدى ، ثم يقوم الإخوة بالتعليق ووضع الإشكالات عليه.
وهناك مقترح ثاني :
وهو أن تطرح أهم مسائل الباب ويكلف الإخوة ببحثها ولايقبل النقل الكامل للبحث، بل لابد من بذل الجهد من الأخ الموكل إليه البحث.
 
أعلى