العِلْمُ رَحِمٌ بَيْنَ أَهْلِهِ، فَحَيَّ هَلاً بِكَ مُفِيْدَاً وَمُسْتَفِيْدَاً، مُشِيْعَاً لآدَابِ طَالِبِ العِلْمِ وَالهُدَى،
مُلازِمَاً لِلأَمَانَةِ العِلْمِيةِ، مُسْتَشْعِرَاً أَنَّ: (الْمَلَائِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا لِطَالِبِ الْعِلْمِ رِضًا بِمَا يَطْلُبُ) [رَوَاهُ الإَمَامُ أَحْمَدُ]،
فَهَنِيْئَاً لَكَ سُلُوْكُ هَذَا السَّبِيْلِ؛ (وَمَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ) [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ]،

مرحباً بزيارتك الأولى للملتقى، وللاستفادة من الملتقى والتفاعل فيسرنا تسجيلك عضواً فاعلاً ومتفاعلاً،
وإن كنت عضواً سابقاً فهلم إلى رحاب العلم من هنا.

خليل بن اسحاق الجندي ومختصره الفقهي

فاطمة الجزائر

:: مشارك ::
إنضم
18 مايو 2011
المشاركات
204
الكنية
فاطمة الجزائر
التخصص
فقه وأصوله. فقه المالكي وأصوله
المدينة
وهران
المذهب الفقهي
المذهب المالكي
تميّزت المدرسة المالكية عن غيرها من المدارس الفقهية بوفرة المختصرات، وخاصة في مجال الفقه الإسلامي، وهي ظاهرة جنح إليها العلماءكثيرا مطلع القرن السابع، الذي يُعد بدايةَ عصر الاستقرار الفقهي. فظهور مختصر ابن الحاجب المعروف ( بجامع الأمهات ) كان مرحلة تمهيدية لظهور نزعة اقتصادية في الكلام، والتقليل من الألفاظ، ومراعاة المصطلحات، وإذا كان البعض يعتبر هذه الظاهرة ما هي إلاّ محصلة للتردي الفكري للعقل الإسلامي، وانحباسه عن الإبداع، وميله إلى التقليد، وعدم الابتكار في جميع العلوم بما فيها الفقه الإسلامي، غير أنّ بعض المختصرات ظلت في حدّ ذاتها، تُعبر عن نوع من أنواع النبوغ العقلي الذي لا يمكن تجاهله أو الانتقاص من قيمته، وخاصّة عندما نتحدث عن كتاب له أهميته العلمية مثل (مختصر خليل الفقهي ).

التعريف بصاحب المختصر
1: اسمه ونسبه ومولده ونشأته
ترجم للشيخ خليل جمع كثير منهم: ابن فرحون في كتابه ( الديباج المذهّب في معرفة أعيان المذهب)، وبدر الدين القرافي في (توشيح الديباج وحلية الابتهاج )، والشيخ أحمد بابا التنبكتي في كتابه (نيل الابتهاج) ومختصره (كفاية المحتاج)،كما تعرّض لترجمته بعض شرّاح مختصره الفقهي،كابن مرزوق التلمساني، والشيخ ابن غازي صاحب ( إرواء الغليل)، والحطاب في كتابه ( مواهب الجليل لشرح مختصر خليل).
وأعتق كتب التراجم ـ خارج المذهب ـ التي تعرضت لنُتَف من حياة خليل ما ذكره الشيخ ابن حجر العسقلاني في كتابه ( الدرر الكامنة في أعيان المئة الثامنة )، وكلّ من خاض في سيرته من بعده فهو ناقل عنه، ولم يزد معظمهم عمّا قاله شيئا يذكر.
أولا: اسمه ونسبه:
تكاد تجمع المصادر على أنّ اسمه هو خليل بن إسحاق بن موسى بن شعيب، وهو المذكور في مقدمة مناسكه، وذكر ابن غازي بدل موضع موسى يعقوب، وعُرف بالجندي ويكنى بأبي المودَّة وأبي الضياء.
ثانيا: مولده ونشأته:
شحّت علينا كتب التراجم فلم تعطنا بيانا واضحا لمسار حياة الشيخ خليل، لا من حيث المولد، ولا من حيث مجريات يومياته، ما عدا ذكرهم لبعض جوانب طفولته وطلبه للعلم وأخلاقياته وتاريخ وفاته.
أمّا تحديد تاريخ مولده فلم أعثر على من أشار إليه ولم أظفر بمن صرّح به، فيبقى تحديده محلّ تكهن. ويمكن من باب التقريب أن نقول أنّه في حوالي سنة ( 700هـ) أو قبل ذلك بقليل.
والمقطوع به أنّ مولده كان بمصر باعتبار أنّ أسرته قطينة القاهرة، نشأ بها وعن شيوخها تعلّم، فقضى طفولته وشبابه وباقي أيامه بمسقط رأسه. ولا نعرف أنّه خرج من بلده سوى تنقله لآداء مناسك الحج. وقد روى البعض أنّه جاور بمكة مدّة لا يمكن تحديد أمدها، والغالب أنّها فترة قصيرة خصّها للتعبد وطلب العلم.
كما أنّنا لا نعرف شيئا عن حياة أسرته وحياته الشخصية كزواجه وأولاده ونحو ذلك، ماعدا ما ذكره عن والده عندما ترجم لشيخه المنوفي، فوصفه بأنه من أولياء الله الأخيار، وأنّه صاحب مكاشفات وأحد مريدي الشيخ محمد بن محمد العبدري المعروف بابن الحاج. ولعلّ كتابه الذي ترجم فيه لشيخه عبد الله المنوفي، لو تيسّر لأهل العلم تحقيقه ونشره سيزيل الكثير من الغموض الذي يكتنف جوانب شخصية خليل بن إسحاق الذي يُعد من أبرز علماء الفقه المالكي منتصف القرن الثامن.
2: وظيفته ومكانته العلمية.
أولا: وظيفته:
لم يُعرف أنّ خليلا امتهن وظائف معيّنة كالقضاء أو ما شابه ذلك، ماعدا مزاولته للتدريس بالمدرسة الشيخونية بمصر بعد وفاة شيخه، وهي مدرسة مشهورة لا يُؤهّل إليها إلاّ أفذاذ العلماء الأعيان منهم، فعلَّم فيها فنونا متنوعة كالفقه والعربية وتخرّج على يديه خلق كثير.
ثانيا: سيرته ومكانته العلمية:
بدأ حياته العلمية كطالب علم، ساقه والده الحنفي المذهب إلى حلقة الشيخ عبد الله المنوفي العالم الرباني والصوفي الزاهد، ليكرع من أدبه قبل علمه، فأخذ عنه الفقه المالكي واستفاد منه كثيرا؛ لبراعة المنوفي وتفوقه في هذا المجال، وخاصّة استيعابه لجامع الأمّهات لابن الحاجب، وقد ختمه خليل عليه قراءة وفهما.
عُرف خليل بانعزاله عن النّاس وإقباله على المُدارسة وإصلاح الحال، بتجلّد وصبر وهمّة عالية تتذلل أمامها مشاقّ التعلم، فكان لا يعطي لحظّ نفسه من الوقت إلاّ القليل، فقد روى بعضهم أنّه لم ير النيل رغم مجاورته له قرابة عشرين سنة لاشتغاله بالبحث والمطالعة.
قال ابن مرزوق: (( سمعت من غير واحد أنّه من أهل الدين والصلاح، مجتهد في العلم إلى الغاية، حتى أنّه لا ينام في بعض الأوقات إلاّ زمنا يسيرا بعد طلوع الفجر للإراحة من جهد المطالعة والكتب )).
ولعلّ ما يثبت هذا التفاني في البحث والتنقيب الذي أشار إليه ابن مرزوق التلمساني ما ذكره غيره (من أنّه أقام على تأليف مختصره خمسا وعشرين سنة )، فجاء ما كتبه كالبرنامج الفقهي،(( قالوا إنّه احتوى مائة ألف مسألة منطوقاً، ومثلها مفهوماً.))، وعملٌ مثل هذا وبهذا الإتقان لا يكون إلاّ لمتجرِّد للبحث حريص على التعلم. فالمكانة العلمية لأيّ شخص إنّما يُجلّيها نتاج عمله، ومقدرة خليل بن إسحاق العلمية ظهرت في مصنفاته الثلاثة ( التوضيح والمختصر والمناسك) التي نقل منها العلماء كثيرا واعتمدوها، وخاصّة مختصره الفقهي وكتابه التوضيح. فالإلمام بفروع المذهب الكثيرة المتشعبة - مع كثرة الاصطلاحات التي يتميز بها الفقه المالكي عن غيره ـ والخروج بالمشهور من هذه التفريعات ليس بالأمر الهيّن، وما هو بالمستطاع إلاّ لخواص العلماء.
لقد أَقَرَّ جلّ العلماء له بالتفوّق وأذعن الخواص منهم لفضله، وقد يكون من المفيد أن نسوق ما ذكره مترجموه من الثناء عليه والعرفان بفضله، وما حلاّه به العلماء من أوصاف كلّها إقرار بمكانته وعلوّ كعبه عند من عاصروه أو الذين جاءوا من بعده.
قال ابن فرحون صاحب الديباج ـ وهو ممّن اجتمع به وحضر دروسه في الفقه والحديث والعربية ـ: ((كان رحمه الله صدرا في علماء القاهرة المُعزّية، مجمعا على فضله وديانته، أستاذا ممتعا من أهل التحقيق، ثاقب الذهن، أصيل البحث، مشاركا في فنون من العربية والحديث والفرائض، فاضلا في مذهب مالك صحيح النقل)).
قال بدر الدين القرافي: ((الإمام العالم العلامة، القدوة الحجة، الفهّامة، جامع أشتات الكمالات بفضائله، حامل لواء المذهب المالكي على كاهله، غرسُ الدين..)).
وقال أيضا: ((ولقد أذعن علماء المغرب لفضله وجلالته حتى أن العلامة ابن ناجي أحد جماعة ابن عرفة في شرح التهذيب في غير موضع ساق كلام الشيخ خليل على طريق الاستدلال على ما صدرت المخالفة فيه بينه وبين مشايخه )). قال أحمد التنبكتي: (( وكفى بها حجة على إمامته ))، وقال صاحب الكفاية: (( الإمام العلامة القدوة الحجة الفهّامة، حامل لواء المذهب بمصر في وقته )).
وامتدحه الشيخ ابن عاشر ـ الذي شغف بحب مصنفات خليل وخاصة كتابه التوضيح ـ فقال:
خليلي خليل قد شغفت بحسنه
وتوضيحه بزينة حاجبه
وآليت لا آلوه شرحا لغامض
من الودّ يرضاه خليل وحاجبه
3: شيوخه وتلامذته ووفاته
أولا: شيوخه:
أخذ الشيخ خليل بن إسحاق عن شيوخ مصر، والمعروف منهم عدد قليل، نذكر ما عثرنا عليه من تراجم بعضهم باختصار، منهم:
1- محمد بن عبد الرحمن بن البرهان الرشيدي (ت754هـ):
ذكر ابن حجر أنّه من شيوخ خليل، اشتهر بتفوقه في علم القراءات، وبجودة إنشاء الخطب وآدائها. نشأ بالقاهرة وبها تعلم، فحفظ الكثير من المتون، وأخذ عن جملة من الشيوخ. ذكر صاحب الدرر وصاحب الضوء اللامع بعضا منهم، وقد تخرج على يديه معظم القراء في مصر.
2- ابن عبد الهادي عبد الغني:
ذكره ابن حجر في الدرر، وكذا الحطاب في مواهب الجليل.
3- البهاء عبد الله بن خليل المكنى بأبي داود الترمذي:
نزيل الجامع الحاكمي بالقاهرة، ذو قدم راسخة في العلم. مهر في الفقه والعربية واللغة والحديث، وعُرف بالزهد والجرأة على قول الحق. أشار الحطاب في مواهبه أن خليلا قرأ عنه، كما أخذ عنه الشيخ بهرام بن عبد الله الدميري.
4 – أبو عبد الله محمد بن محمد العبدري الفاسي المعروف بابن الحاج (ت737هـ):
فقيهٌ عارف بمذهب مالك، جامعٌ بين العلم والعمل، أخذ عن أبي إسحاق المطماطي المغربي بفاس، ثمّ نزل مصر فأخذ عن أعلامٍ من بينهم أبي محمد عبد الله بن أبي جمرة، وهو أبرز شيوخه، صاحَبه زمناً طويلا، ومن بعده انتقلت إليه المشيخة بمصر فشاع أمره وذاع صيته.
كان من زمرة تلامذته الشيخ عبد الله المنوفي، والشيخ خليل بن إسحاق، ومن أهم ما تركه كتابه ( مدخل الشرع الشريف على المذاهب الأربعة ) المعروف بين الناس بالمدخل، قال ابن حجر: ((هو كثير الفوائد كشف فيه عن معائبَ وبدعٍ يفعلها الناس ويتساهلون فيها…)).
5- عبد الله بن محمد بن سليمان المنوفي (ت749هـ):
مغربي الأصل، مصري النشأة والدار، يُعَدّ من أهل الفضل والصلاح؛ إذ اشتهر بالديانة والعبادة والزهد.
أخذ عن الشيخ سليمان التنوخي الشاذلي فانتفع به وصاحَبه كثيرا. وكان من جملة شيوخه أيضا محمد بن محمد بن عبد الرحمن الشهير بابن القوبع، وشمس الدين التونسي، وشرف الدين الزواوي، وأبو عبد الله بن الحاج… وغيرهم.
درّس علوما كثيرة، وتفوق في الفقه، وعنه أخذ خليل. قال السخاوي: ((كان عالما عاملا، زاهدا، ورعا، منقطعا إلى الله، له كرامات..))، وذكر الشيخ خليل في الترجمة التي جمعها له، أنّه مع عظيم علمه لا يدّعي ولا يرى نفسه أهلا للإقراء، ويقول: (( إنّما أصحح على المبتدئين ))، وقال عنه أيضا: ((كان يتكلم في المعارف كلامَ مَن هو قطبُ رحاها وشمسُ ضحاها، وكان يتكلم على رسالة القشيري وتفسير الواحدي والشفا للقاضي عياض، وكان يشتغل في العربية والأصول ولكن في الفقه أكثر، وقد شهد له معاصروه بأنّه كان أحسن الناس إلقاءً للتفسير.)).
ثانيا: تلاميذه:
تصدى الشيخ خليل للتدريس بالمدرسة الشيخونية تكملة لمهمة شيخه المنوفي، فتخرّج على يديه خلقٌ كثير، لا عرف من أسماء هذا الجمع إلاّ خمسة، وهم الذين اشتهروا من تلامذته، إضافة أنّهم أوائل من تعرض لشرح مختصره الفقهي، وهم:
1- عبد الخالق بن على بن الفرات (ت794هـ):
أخذ الفقه عن الشيخ خليل وغيره، وانتسابُه إلى خليل أشهر، ذكره السخاوي في وجيز الكلام. من مؤلفاته: شرح على مختصر شيخه.
2- بهرام بن عبد الله بن عبد العزيز الدميري تاج الدين (ت805 هـ):
فقيهٌ حافظ، تولى القضاء بمصر، والتدريس بالمدرسة الشيخونية. أخذ عن مشايخ عصره، منهم خليل بن إسحاق وبه تفقه وانتفع، وأخذ عن شرف الدين الرهوني وإبراهيم اللقاني.
ترك عدّة مؤلفات: منها شرحه للمختصر، وضع عليه ثلاثة شروح: الصغير المسمّى بالدرر، والشرح الأوسط والكبير، وله كتاب في الفقه يسمى: الشامل، حاذى به مختصر شيخه، وله شرح عليه، وصنّف في المناسك مجلّدة شرحها في ثلاثة أسفار، وشرح مختصر ابن الحاجب، وشرح الإرشاد لابن عسكر، وشرح ألفية بن مالك، ونظم الدرر الثمينة في ثلاثة آلاف بيت وشرحها.
3- خلف بن أبي بكر بن أحمد النحريري (ت818 هـ):
برع في الفقه، ودرّس وأفتى، وتولّى القضاء بمصر، لازمَ المدينة المنورة معتنيا بالتدريس والإفادة والعبادة. قال السخاوي: (( بحث على الشيخ خليل بعض مختصره )).
4- جمال الدين بن عبد الله بن مقداد بن إسماعيل الأقفهسي (ت 823 هـ):
فقيهٌ تولّى القضاء بمصر، اشتهر بالعفة ودماثة الأخلاق، أخذ الفقه عن خليل وغيره. انتهت إليه رئاسة المذهب بمصر وتقدم فيه، ودارت عليه الفتوى. له: تفسيرٌ في ثلاثة مجلدات، وشرحٌ على رسالة أبي زيد القيرواني، وشرحٌ على مختصر خليل في ثلاثة أسفار.
5- يوسف بن خالد بن نعيم البساطي (ت829هـ):
أخذ عن الشيخ خليل وأخيه سليمان بن خالد، والشيخ يحي الرهوني، وابن مرزوق… وغيرهم. تولّى منصب القضاء بمصر، وكان فاضلا في عدة علوم. ترك مصنفات كثيرة منها: شرح قصيدة بانت سعاد، سمّاه: الإفصاح والإرشاد، وشرح مختصر خليل سماه: الكفء الكفيل، وشرح البردة، والقصيدة الفلكية، وألفية ابن مالك، وله محاضرة خواص البرية في الألغاز الفقهية، وإعراب من سورة الطارق إلى آخر القرآن.
ثالثا: وفاته:
اختلف أهل التراجم في تحديد تاريخ وفاة الشيخ خليل، فالذي ذهب إليه المغاربة أنّه توفى لثلاث عشر من شهر ربيع الأول من سنة (776هـ/1374م)، نقله ابن مرزوق في مختصره سماعاً من الشيخ تاج الدين الإسحاقي، وهو من أصحاب خليل ومن حفّاظ المختصر. وكذا نقله ابن غازي في ديباجة شرحه للمختصر نقلا عن ابن مرزوق. وتبعه في ذلك ناصر الدين اللقاني والتتائي وغيرهم، وهذا التاريخ أقرّه وشّهره جمع غفير من شُرّاح المختصر. وذكر الشيخ زروق تاريخا آخر لوفاته فحدده بسنة (ت769هـ)، أمّا ابن حجر العسقلاني (ت852 هـ) في كتابه ( الدرر الكامنة ) فذكر أنّه توفي سنة (767هـ)، وتبعه في ذلك المؤرخ شمس الدين السخاوي (ت902هـ) في كتابه ( وجيز الكلام ). ومال بدر الدين القرافي (ت946هـ) في كتابه ( توشح الديباج ) إلى ترجيح هذا التاريخ، حيث قال: (( لكن الحافظ ابن حجر أعلم بذلك لكونه من بلده، وله مزيد الثبت في هذا الشأن )) ، وكذا رجّح الحطاب هذا التاريخ فقال: ((والصواب ما ذكره ابن حجر والفاسي )). أمّا الشيخ أحمد بابا التنبكتي فقد رجح التاريخ الأول الذي أشرنا إليه في أُنف الكلام، حيث قال معقِّباً على كلام ابن مرزوق: (( وهذا أصّح ممّا قبله وممّا ذكره ابن حجر )).
ونقل ابن فرحون تاريخاً آخر لوفاة الشيخ خليل عندما حدده بسنة (749هـ)، قال الحطاب فيه: (( إنّما هو تاريخ وفاة الشيخ عبد الله المنوفي؛ لأنّه ذكر أنّه مات سنة تسع وأربعين وسبعمائة بالطاعون، وكذالك ذكر الشيخ خليل في تاريخ وفاة شيخه في الترجمة المذكورة، وقال: في سابع رمضان، ووَهم في ذلك بعض الناس فظنّ أنّها للشيخ خليل)).
4: مؤلفاته:
اتفقت المصادر المترجمة للشيخ خليل أنّه ألّف سبعة كتب وهي:
1- التوضيح.
من أهم الشروح التي وضعت على جامع الأمهات لابن الحاجب كتاب التوضيح لخليل ابن إسحاق،(( انتقاه من شرح ابن عبد السلام، وزاد فيه عزْو الأقوال وإيضاح ما فيه من الإشكال))، ((فهو كتاب الناس شرقا وغربا، ليس من شروحه على كثرتها ما هو أنفع منه ولا أشهر)). قال أحمد التنبكتي:((أمّا توضيحه فليس من شروحه على كثرتها ما هو أنفع منه ولا أشهر، اعتمد عليه حفّاظ المذهب من أصحاب ابن عرفة وغيرهم)).
اهتم العلماء بتدريسه وشُغلوا به عن مختصر ابن عرفة وشروحه، وقد شرحه بعضهم كالشيخ شمس الدين اللقاني (ت935هـ)، وجمع بدر الدين القرافي (ت 946هـ) طُرره في مجلدين، ولأبي بكر بن إسماعيل الشنواني (1019هـ) حاشية عليه في مجلدات لم تكمل، كما شرحه محمد بن سليمان السوسي الروداني (ت1094هـ)… وغيرهم.
2- شرح التهذيب.
لم يكمله، وصل فيه إلى أواخر الزكاة، ذكر القرافي أنّه شرح قطعة من التهذيب وسماه: ( التبيين ).
3- ترجمة الشيخ عبد الله المنوفي.
ألّف الشيخ خليل كتابا تعرّض فيه لمناقب شيخه المنوفي، وكلّ من ترجم للشيخ خليل نسب إليه هذا التأليف. قال ابن حجر:((وقد جمع الشيخ خليل المالكي له ترجمة مفيدة وذكر فيها من كراماته شيئا، ومن أوصافه الجميلة وأخلاقه المرضية ما يشهد بعِظَم مقامه )). ومثله ذكر السخاوي فقال:(( أفرد تلميذه الشيخ خليل ترجمته )). وقد اقتبس ابن حجر من هذه الترجمة أثناء سرده لسيرة الشيخ المنوفي.
تناول خليل في هذا الكتاب سيرة شيخه من حيث علومه وشيوخه وأحواله، وأورد فيها شيئا من كراماته ومكاشفاته، وحلاّه بالأوصاف الجليلة الدالة على عِظَم مقامه. قال ابن حجر: ((وهي تدل على معرفته بالأصول)).
4- شرح ألفية ابن مالك.
5- كتاب الجامع.
رسالة صغيرة في الآداب والسلوك، تحدّث فيها عن العبادة والعلم وتطهير النفس، وفضائل الأخلاق ورذائلها، وما يجب من اللّباس وما يحرم منه، وأقسام السفر وآدابه، وخصال الفطرة، وحقوق المسلم على المسلم، ومعاملة من كان غالب ماله حرام… الخ.
6- مناسك خليل.
كتاب نفيس ألّفه بعد كتابه التوضيح وقبل مختصره الفقهي، بيّن فيه الأحكام المتعلقة بالحج، فغدا مرجع الفقهاء ومُعتمدهم. نقل منه أبو عبد الله محمد بن يوسف العبدري الشهير بالمواق (ت897هـ) في شرحه على المختصر المسمى: ( التاج والإكليل لمختصر خليل)، وكذا الحطاب في (مواهب الجليل)، واستدرك عليه مآخذ خصّها بتأليف خاص سمّاه: (هداية النّاسك المحتاج لبيان فعل المعتمر والحاج)، كما اعتمده أيضا الخرشي، والشيخ الدردير، أمّا الشيخ ميارة الفاسي في (كتابه الدرّ الثمين والمورد المعين) فقد جعله محلّ ناظره؛ إذ اقتبس منه كثيرا.
وقد سلك خليل فيه منهجا يتماشى مع مقصده من تأليفه، بحيث ركز على الأهم مما يحاجه الطالب المبتدئ، كما أنه لم يتوسع في التفريعات الفقهية إلا بقدر الحاجة ، ويمكن حصر أسلوبه في النقاط التالية:
- التنبيه إلى المقاصد والغايات المستودعة في أحكام الحج.
- التنبيه على السنن التي أغفلها الناس.
- التحذير من البدع والخرافات التي تلبس بها البعض ظنا منهم أنها من متطلبات المناسك.
- الاستدلال بنصوص المذهب.
- الاعتماد على الراجح من الأقوال.
- الإشارة إلى اختلاف علماء المذهب في تفسير نصوص المدونة.
- عدم الإشارة إلى الخلاف خارج المذهب إلا في مسائل محصورة.
7- مختصره الفقهي.

مختصـر خليل بن إسحاق الفقهي

المختصر هو آخر مؤلفات الشيخ خليل، مكث في تحريره أزيد من عشرين سنة، وهي فترة زمنية عادة ما تُخصص للمطولات من أمهات الكتب، وبقاء المؤلف مدة مثل هذه، دليل على شدّة حرصه وتوخيه الدقة العلمية في جمع أحكامه وتنظيمها، ولذا جاء مقتضبا في ألفاظه، دقيقا في مصطلاحاته، جامعا لمعظم أمّهات مسائل الفقه المالكي.
أولا: في وصف المختصر:
ازدادت شهرة خليل داخل المذهب وخارجه، عند ظهور مختصره الفقهي الذي لخّص فيه جامع الأمهات لابن الحاجب، وأتى فيه بالعجب من حيث الإيجاز، والمقدرة الذهنية على استيعاب المسائل وحصرها في ألفاظ جزلة جمع فيها شتات الفروع الكثيرة المتنوعة، وأوضح فيها المشهور المعمول به مجردا عن الخلاف.
أثنى العلماء على مختصره فأطنبوا في مدحهوذِكرِ أوصافه، فقال الشيخ ابن غازي فيه في مقدمة شرحه: (( …إنّ مختصر الشيخ العلامة خليل بن إسحاق من أفضل نفائس الأعلاق، وأحق ما رمق بالأحداق، وصُرفت له همم الحذّاق…)). وقال الحطاب: (( مختصر الشيخ العلامة ولي الله خليل بن إسحاق الذي أوضح به المسالك إذ هو كتاب صغر حجمه وكثر علمه وجمع فأوعى وفاق أضرابه جنسا ونوعا واختص بتبيين ما به الفتوى وما هو الأرجح والأقوى لم تسمح قريحة بمثله ولم ينسج على منواله إلاّ أنّه لفرط في الإيجاز كاد يعد من جملة الألغاز )). قال في كفاية المحتاج: (( وقد عكف الناس على مختصره وتوضيحه شرقاً وغرباً حتى اقتصروا في بلاد المغرب كفاس ومراكش في هذا الوقت على المختصر فقط، فصار قصاراهم مع الرسالة ).
ثانيا: أبواب المختصر وفصوله.
رتب خليل كتابه على أربعة وستين بابا وفق الترتيب الذي سار عليه صاحب المدونة، ومشى فيه وفق منهج ابن الحاجب في كتابه جامع الأمهات، الذي سلك فيه طريقة كتاب الحاوي عند الشافعية.
ووصل في تبيضه إلى باب النكاح إلا أنّ المنية عاجلته فلم يتمكن من إكماله، فترك باقيه مسودة قام بجمعها تلامذته، وألّف تلميذه وصهره بهرام باب المقاصة التي أغفله المؤلف، وأكمل تلميذه الأفقهسي جملة يسيرة منه ترك خليل لها بياضا.
ثالثا: هل استوعب خليل في مختصره جميع أمهات الأحكام ؟
لا يمكن الإدعاء أنّ مختصر خليل استوعب في مضمونه جميع المسائل الفقهية، حتى أنه رحمه الله لم يدّع ذلك، إذقال في مقدمته:((فقد سألني جماعة أبان الله لي ولهم معالم التحقيق، وسلك بنا وبهم أنفع طريق، مختصرا على مذهب الإمام مالك بن أنس رحمه الله تعالى))، فأشار رحمه الله أنه وضع مختصرا فقهيا لم يقصد منه استيعاب جميع المسائل الفقهية، ولذا تعقّبه الشُّراح بالنقد أو بالتكميل أحيانا، أو بتصحيحبعض المسائل التي لم يحسن ضبطها، أو الأقوال الضعيفة التي ساقها وفيها مخالفة للمشهور،أو الآراء التي قلّد فيها المذهب الشافعي.وقد ألّف الشيخ طالبن الأوراني ملحقا على مختصر خليل تتبع فيه أقواله الضعيفة، سمّاه ( فتح الرّبّ اللطيف في تخريج بعض ما في المختصر من الضعيف)،كما أنّ الشيخ الحطاب أثناء شرحه لباب الحج من المختصر خالف خليلا في مسائل عدّة،رأى أنّه ابتعد فيها عن مشهور المذهب، وقد قيّد تتبّاعته في كتاب سماه ( هداية الناسك المحتاج لبيان فعل المعتمر والحاج )، والشيخ الدردير حرّر المختصر وانتقى من مسائله ما يوافق المذهب، وأبدل الأقوال الغير المعتمدة المذكورة فيه بأقوال معتمدة في المذهبفي كتابه ( أقرب المسالك إلى مذهب مالك)، ولذا نصّ صاحب عون المحتسب أنه: (( لا يجوز الاعتماد على مختصر خليل، فكم فيه من عموم مخصص ومطلق مقيد في غيره، ومن أنكر هذا فهو جاهل أو مكابر)).
رابعا: مزايا مختصر خليل
1- أنّه احتوى على المتفق عليه بين علماء المذهب، فالطابع الغالب على منهج خليل في تحرير المسائل، هو الاعتماد على مشهور المذهب وتقديمه على غيره والاقتصار على به الفتوى فقط، وطرح كلّفة ما عداه على القارئ للبحث والتحرير.
فإذا تساوت الأقوال عنده في الدرجة، فإنّه يكتفي بالإشارة إلى الخلاف الحاصل ثم يبيّن موقف العلماء الذين أعتمدهم ومال إلى ترجيحهم.
2- توسعه في المصادر التي اعتمدها، وإن كان الغالب فيها المدونة والتهذيب.
3-احتوى مسائل وفروع فقهية كثيرة، وصل عددها نحو مائة ألف مسألة مأخوذة من منطوق كلامه، ومثلها من مفهومه، هذا من باب التقريب وإلاّ فالعدد أكثر من ذلك.
4- دقته في استعمال اللّغة، واختيار الألفاظ، وحسن توظيف الروابط وترتيبها، وهذا استدعى من الشرّاح الاعتناء بالإقراء، وحسن الأداء باعتباره سبيل لفهم عباراته.
5- القدرة على جمع النظائر الفقهية.
6- حسن الترتيب بين المسائل مع اختيار التقييدات المناسبة.
خامسا: أسلوب خليل وقواعده في المختصر.
لخصّ ابن غازي والحطّاب أسلوب خليل وقواعده التي انتهجها في كتابه نوجزها في النقاط التالية:
1-عدم التمثيل للمسائل إلاّ لنكتة غايته رفع الإبهام، أو تحذي أو إشارة لخلاف في المسألة أو تعيين لمشهور ، أو تنبيه بالأدنى للأعلى أو عكسه.
2-أنه إذا جمع نظائر وكان في بعضها تفصيل أقره وقيده بأحد طرفي التفصيل، ثم يتخلص منه لطرفه الآخر مع ما يناسبه من الفروع.
3- إذا جمع مسائل مشتركة في الحكم والشرط نسقها بالواو، فإذا جاء بعدها بقيد علمنا أنه منطبق على الجميع، وإن كان القيد مختصا ببعضها أدخل عليه كاف التشبيه، فإذا جاء بقيد علمنا أنّه لما بعد الكاف.
4- قد يذكر المسألة في غير فصلها، ليجعلها مع نظرائها، كقوله في فصل السهو: ( وتمادى المأموم وإن لم يقدر على الترك كتكبيره للركوع بلا نية إحرام، وذكر فائتة )، ليجمع بين النظائر المسماة بمساجين الإمام، وإن كان قد ذكر كلا من المسألتين في بابهما.
5-قد يذكر المسألة مفصلة في بابها ثم يذكرها مع نظرائها مجملة اعتمادا على ما فصله . كقوله في فصل الخيار ( وبشرط نقد كغائب)، فإنه قد قدم حكم النقد في الغائب مفصلا، ثم ذكره هنا مجملا.
6- قد يذكر في النظائر ما هو خلاف المشهور.
7- من قواعده استعمال لفظ الندب في الاستحباب، وإن كان في اصطلاح أهل الأصول شامل للسنة والمستحب والنافلة.
سادسا: مصادر خليل في مختصره.
تعددت مصادر خليل في كتابه، فلم يعتمد على مصدر واحد، بل استقى مادة تأليفه من أمهات كتب المالكية، كالمدونة والتهذيب والنوادر والزيادات وعقد الجواهر والتلقين وغيرها، وقد حاول الشيخ المواق في شرحه على المختصر استجلاء النصوص التي اتكأ خليل عليها، فكانت شاهدة على صحة نقوله ووفرتها.
أما أهمها فهي التي أشار إليها في مقدمته حيث قال: (( ..مشيرا بفيها للمدونة، وبأول إلى اختلاف شارحيها في فهمها وبالاختيار للّخمي لكن إن كان بصيغة الفعل فذلك لاختياره هو في نفسه، وبالاسم فذلك لاختياره من الخلاف، وبالترجيح لابن يونس كذلك،وبالظهور لابن رشد كذلك، وبالقول للمازري كذلك)).
1: المدونة:
وهي أهم مصنف بعد الموطأ، إذ تعد الأصل الثاني المعتمد في معرفة الفقه المالكي، ومرجع جميع الفقهاء في نقل أقوال مالك وابن القاسم قديما وحديثا.
تنسب المدونة إلى الإمام مالك، فيقال: مدونة الإمام مالك، باعتبار أنّ أغلب الأقوال الواردة فيها هي أقوال الإمام، وقد تنسب إلى ابن القاسم، باعتبار أنّه ناقل لكلام مالك وآرائه، ويسميها البعض ( مدونة سحنون الكبرى )، و( المدونة الكبرى) و( المختلطة)، و( الأم ).
وأصل المدونة هي مسائل أسد بن الفرات التي تدارسها في العراق مع محمد بن الحسن صاحب الإمام أبي حنيفة، ثمّ ردها إلى الفقه المالكي بمساعدة ابن القاسم، وقد أخذها عنه سحنون وراجعها على ابن القاسم، وقام بتبويبها وتهذيبها وأضاف إليها الكثير من الأحاديث والآثار، قال الحطاب: (( وألحق فيها من خلاف أصحاب مالك ما اختاره، فعل ذلك بكتب منها، وبقيت منها كتب على حالها مختلطة، مات قبل أن ينظر فيها، ولأجل ذلك تمسى المدونة والمختلطة)).
اهتم علماء المالكية بالمدونة، فوضعوا لها شروحا كثيرة كما قام البعض باختصارها.
وكان من أهم مختصراتها وأكثرها شيوعا هو كتاب ( التهذيب ) لخلف أبي القاسم محمد البراذعي أحد حفّاظ المذهب، ألّفه في القرن الرابع الهجري ويعرف الكتاب بالتهذيب، وذكره صاحب الديباج باسم ( التهذيب في اختصار المدونة).
رتّب البراذعي كتابه على تنسيق المدونة، واتّبع أسلوب أبي زيد القيرواني في رسالته، وقد مشى خليل على نفس الترتيب باعتبار مختصره آخر حلقة من مجموع مختصرات بدأت بكتاب التهذيب.
اشتهر التهذيب بين الناس وصار معتمدهم في التدريس والفتوى، حتى أصبح يطلق عليه لفظ ( المدونة )، قال القاضي عياض: (( ظهرت بركة هذا الكتاب على طلبة الفقه ، وتيمنوا بدرسه وحفظه ، وعليه معول أكثرهم بالمغرب والأندلس )).
2: كتاب التبصرة.
للإمام أبي الحسن على بن محمد القيرواني ( ت488هـ)
من أهم الشروح التي وضعت على المدونة، وهو عبارة عن تعليق كبير شرح به اللّخمي المدونة وضمّ فيه تقييدات كثيرة، وآراء فقهية خرج بها عن المذهب، ومجمل القول في التبصرة نجمله في النقاط التالية:
-أن اللّخمي اشتهر بخروجه عن المذهب في بعض المسائل، قال صاحب نيل الابتهاج في سياق ترجمته للّخمي: (( مغري بتخريج الخلاف في المذهب واستقراء الأقوال، وربما تبع نظره فخالف المذهب فيما ترج عنده فخرجت اختياراته في الكثير عن قواعد المذهب))، قال الهلالي ناقلا عن عياض في المدارك :(( وللّخمي اختيارات خرج بكثير منها عن المذهب)) ، بل ذهب بعضهم إلى القول بأنّ اللّخمي مزق المذهب بسب هذه الاختيارات.
- أنّ التبصرة لم تصحح عليه، وقد أشار الونشريسي في المعيار نقلا عن أبي عبد الله المقري: (( أن أهل المئة السادسة وصدر السابعة كانوا لا يسغون الفتوى من تبصرته، لكونه لم تصحح عليه ولم تأخذ منه )).
غير أن هذا الانتقاد مع مطلع القرن الثامن وما بعده، صار محلّ رد ورفض من كثير من العلماء ، فابن عرفة وخليل وابن الحاجب وغيرهم اعتمدوا على التبصرة في الفتوى، بل نجد ابن الحاجب نقل في كتابه (جامع الأمّهات) ما يقرب من تسعة وأربعين تخريجا فقهيا للّخمي.
فقواعد المذهب لا تحجر على الفقيه الذي يمتلك وسائل الاجتهاد أن يجتهد وينتقي من المسائل، ولو أدى به ذلك إلى الخروج عن قواعد المذهب، أضف إلى ذلك أنّ معظم اختيارات اللّخمي تتبعها بعض العلماء، وخاصّة ابن بشير في كتابه التنبيه والتوجيه، إذ بنى تأليفه هذا على مراجعة آراء اللّخمي ، والشيخ خليل في كتابه التوضيح وكتابه المناسك لا يذكر – في الغالب - نصّ اللّخمي إلاّ وعقّب عليه بآراء ابن بشير.
3: كتاب الجامع.
لأبي بكر محمد بن عبد الله بن يونس التميمي الصقلي (514هـ)وهو تلميذ الشيخ اللّخمى، قالالحطاب في وصف كتابه: ((وألف كتابا جامعا لمسائل المدونة وأضاف إليها غيرها من النوادر وغير ذلك وعليه اعتمد طلبة العلم للمذاكرة)).
4: شرح التلقين.
لأبي عبد الله محمد بن علي التميمي المعروف بالإمام (ت 536هـ)
شرح به كتاب التلقين للقاضي عبد الوهاب، وطريقته في الشرح أن يسوق كلام القاضي ثمّ يُعقب عليه بأسئلة يجيب عليها بإسهاب، وقد طبع شرحه مؤخرا بمطبعة دار الغرب الإسلامي ببيروت.
5: مؤلفات ابن رشد القرطبي (ت455هـ)
فقد أخذ خليل من مؤلفات ابن رشد المعروفة وهي:
- البيان والتحصيل لما في المستخرجة من التوجيه والتعليل، ضمنه المستخرجة من الأسمعية المعروف بالعتبية لمحمد بن عتب القرطبي (ت255هـ)، والكتاب طبع عدة مرات بدار الغرب الإسلامي بتحقيق محمد حجي.
-كتاب المقدمات الممهدات لبيان ما اقتضته رسوم المدونة من الأحكام، طبع عدة مرات، بتحقيق سعد أحمد عراب.
- كتاب الفتاوى، وهو من جمع تلميذه أبي الحسن محمد بن أبي الحسن، طبعته دار الغرب الإسلامي سنة 1987م بتحقيق د: المختار بن الطاهر التليلي.
سابعا: سبب اعتماد خليل على هؤلاء الأربعة:
خصّ خليل هؤلاء الأربعة لأسباب لخصّها الشيخ ابن غازي في كتابه شفاء الغليل فقال: ((وخصّهم بالتّعيين لكثرة تصرفهم في الاختيار.
بدأ باللّخمي؛ لأنه أجرؤهم ولذا خصه بمادة الاختيار على ذلك.
وخصّ ابن يونس بالترجيح؛ لأنّ أكثر اجتهاده في الميل مع بعض أقوال من سبقه وما يختاره لنفسه قليل. وخصّ ابن رشد بالظهور لاعتماده كثيرا على ظاهر الروايات، فيقول يأتي على رواية كذا وكذا وظاهر ما في سماع كذا وكذا.
وخصّ المازري بالقول؛ لأنه لما قويت عارضته في العلوم وتصرف فيها تصرف المجتهدين كان صاحب قول يعتمد عليه )).
ثامنا: اصطلاح خليل:
فيها:يقصد بها المدونة، وتارة يشير بها إلى التهذيب؛ لأنّه رحمه الله اعتمد على الأصل وعلى مختصره، قَالَ الْبِسَاطِيّ: (( والظّاهر أنَّه كان عِنده أجزاءٌ من الأُمِّ دون الكلِّ، ثم إنَّه رحمه اللَّهُ إنما يأتي بها غالبا لِكون ما فيهَا مُخَالِفًا لما رجحه ولِإِشْكَالِ ما فيها)).
أوّل: ويندرج في ذلك قوله (( تَأْوِيلانِ وَتَأْوِيلات ))، فهو يشير بهالاختلاف شرّاح المدونة في فهمها، ((وقد يكون أحد التَّأْويلاتِ موافقا للْمَشْهُورِ فَيُقَدِّمُهُ المصَنِّفُ ثم يَعْطِفُ الثَّانِي عليه )).
الاختيار:يشير به إلى اختيارات الشيخ اللّخمي في كتابه التبصرة، إلاّ أنّه إذا أشار إليه بصيغة الاسم نحو المختار والاختيار، فإنما يقصد به اختيار اللّخمي من خلاف لمن تقدمه، وإذا أشار إليه بصيغة الفعل نحو: اختار واختير فلاختياره في نفسه.
الترجيح:مصطلح الترجيح يشير به لابن يونس، فإن ساقه بصيغة الاسم نحو: الأَرْجَحُ والمُرَجَّحُ، فلاختيار ابن يونس من خلاف سبقه، وإن أشار إليه بصيغة الفعل نحو: رجَّحَ فلاختياره هو في نفسه.
الظهور:أشار به لاستظهارات ابن رشد، فإذا أورده بصيغة الاسم نحو: الأَظهَرُ والظَّاهر، فلاختيار ابن رشد من خلاف تقدمه، وإن أشار إليه بصيغة الفعل نحو: ظَهَرَ فلاختياره في نفسه.
القول: أشار به للمازري فإذا ساقه بصيغة الاسم، فلاختياره من خلاف تقدمه نحو: القَولُ، وإن أورده بصيغة الفعل نحو: قال أو قيل فلاختياره هو في نفسه.
صُحح، واستُحسن: يشير به إلى غير الأربعة الذين ذكرهم ، قال ابن غازي: ((والأقرب إلى الحقيقة أن التصحيح فيما يصححه الشيخ من كلام غيره، والاستحسان فيما يراه ، مع احتمال الشمول فيهما )).
التردد: لفظ التردد أشار به لتردد الفقهاء المتأخرين؛ أي اختلاف طرقهم في العزو للمذهب، أو لعدم نص المتقدمين، وهو قليل في كلامه كما أشار إلى ذلك ابن غازي.
لـو: يشير به إلى خلاف داخل المذهب.
خلاف: أشار به إلى اختلاف العلماء في تشهير الأقوال، فإذا ذكر قولين أو أقوالا(( فذلك لعدم اطلاعه في الفرع على أرجحية منصوصة )) كما ذكر، فإذا تساوى المشهرون في الرتبة فإنه يكتفي بذكر الأقوال المشهورة، ويأتي بعدها بلفظ خلاف، أمّا إذا اختلفوا في المرتبة فإنّه يقتصر على ما شهره أعلمهم.
تاسعا: أولى طبعات المختصر:
طبع المختصر منفردا عدة طبعات كما طبع كأصل مع عدة شروح، ولا نريد أن استقراء الطبعات الحديثة لأنها كثيرة، وإنما نشير إلى الطبعات الأولى اكتفاء بها ونذكر من بينها:
الطبعة التي اعتنى بها المستشرق الأستاذ ريشبه G. Richebeوفيها ترجمة للمؤلف نقلا عن نيل الابتهاج، وطبع بباريس 1848م مع ترجمة فرنسية باعتناء المستشرق سنيات Seignette .N. ثم طبع مرة ثانية بباريس بين سنة 1845م و1854م، ومعه ترجمة فرنسية للسيد بيرون Perron، ونشر بطلب من وزارة الحربية وبمساعدة منها، وطبع في الجزائر بين سنة 1889 و 1908م.
كما قام الأستاذ المستشرق: أ.فانيان (ت1931م) بوضع فهرسة لمحتوياته، وطبع مع ترجمة إيطالية وشروح في ميلان 1919م بعناية جويدي وسنتيليانا، وترجمة حديثة أعدّها بوسكيه بعنوان ( خليل بن إسحاق: مختصر الفقه الإسلامي على مذهب الإمام مالك) سنة 1956م و1962م.
كما ظهرت طبعته العربية الأولى سنة 1293 هـ بمطبعة بولاق بمصر، واحتوت 312 صفحة. ونشر بفاس عدة طبعات منها طبعة سنة 1301هـ وطبعة سنة 1322هـ، ثم طبعة سنة 1304 بمطبعة عثمان عبد الرازق.
عاشرا: اعتناء العلمـاء بمختصر خليل.
حاز الاشتغال به جهد المدرسة المالكية من مطلع القرن التاسع إلى يومنا هذا،فاهتم العلماء بالمختصر شرحاً ونظماً، إذ كُتب عليه الكثير، وتَعرّض للتعلقة عليه جمعٌ غفير، بحيث بلغت الكتابة عليه عدداً هائلاً تنوّعت بين الإيجاز والإطناب، حتى أنّ الشيخ محمد بن عثمان السوسي التونسي ( ت 1900م ) ألّف مؤلّفاً خاصّاً ضم فيه مَن كتب على المختصر سماه: ( تراجم مختصر خليل )، فأورد نحو سبعين ترجمة، وإن كان عدد الشروح والحواشي يفوق هذا العدد بثلاثة أضعاف أو أكثر.
وقد نظمه بعضهم كما فعل أحمد بن القاسم البوني القسنطيني، والشيخ حسن القماري، والشيخ محمد بن بادي، والشيخ عبد الرحمن الديسي..وغيرهم، ومازالت الكتابة والشروح تُنسج حوله إلى يومنا هذا.
ويلاحظ أنه لا يوجد عالم من علماء المذهب بداية من منتصف القرن الثامن، إلاّ ورمى بسهمه شارحا للمختصر أو معلقا عليه، أو مقررا لمسائله، إعجابا به أو إثباتا لقدراته العلمية على فك رموزه وحلّ عويصه.
ظهرت أولى الشروح مطلع القرن الثامن الهجري، حيث انبرى لشرحه تلامذة خليل، فكان أولهم تلميذه بهرام بن عبد الله الدميري (ت 805 هـ )، الذي وضع عليه ثلاثة شروح، فكان أول من سهّل عباراته، ثم ألّف مختصرا حاكى في شيخه عُرف بالشامل، وكان من تلامذة خليل من شُرّاح المختصر أيضا: عبد الخالق بن على الشهير بابن الفرات (ت794هـ)، وخلف بن أبي بكر النحريري (ت818هـ)، وجمال الدين الافقهسي (ت823هـ)، ويوسف بن خالد بن نعيم الطائي (ت829هـ) وهؤلاء كلهم من مصر .
أما المغاربة فاعتنائهم به ظهر متأخرا لانشغالهم بكتاب التوضيح الذي حاز قدرا وافيا من الشرح والتحليل عند فقهاء الغرب الإسلامي، وكان أول من أدخل المختصر إلى تلمسان وأشاعه فيها الشيخ محمد بن عمر بن الفتوح التلمساني ثم نشره في فاس عند انتقاله إليها سنة 805 هـ، وأَقدَمُ من تعرض للمختصر بالشرح هو الشيخ ابن مرزوق الحفيد التلمساني (ت842هـ )، وضع عليه شرحا سماه المنزع النبيل، ثم جاء من بعده أحمد بن محمد بن زاغو التلمساني (ت845هـ) فكتب بعض التقييدات عليه لم تتجاوز الستة عشر بابا، ثم تتالت من بعدهما الكتابات والشّروح، فكان جملة من تعرض للمختصر في القرن التاسع الهجري، نحو 23 شارحا، كان خاتمتهم شرح الشيخ أحمد بن أحمد البرنسي، الشهير بزروق (ت 899هـ).

أهـم شـروح المختصـر

نَجزمُ أنه لا يوجد من المختصرات في جميع المذاهب من أحيط بوفرةٍ من الشروح مثل ما اتّفق لمختصر خليل، ولا ندعي أن جميع الشروح التي وضعت عليه امتازت بالجودة والإتقان، بل أنّ معظمها لا يزيد عن كونه تقصير للطويل، أو تطويل للقصير، فهي تتشابه من حيث كم المعلومات ونوعيتها.
وفي هذا العرض نتناول فيه بعض شروحه، من فترات تاريخية مختلفة، نرى أنّ لها أهميتها أكثر من غيرها.
1: شروح بهرام.
من أوائل الشروح التي وضعت على المختصر، شروح بهرام بن عبد الله بن عبد العزيز الدميري (ت805هـ) صهر خليل وتلميذه، وصفه أهل التراجم بأنه محقق ثبت ضالع في المذهب، يعتني بالمشهور، دقيق في نقله، قال عنه الحطاب في مواهبه: ((اعتنى بحل عباراته وإيضاح إشاراته وتفكيك رموزه واستخراج مخبآت كنوزه، وإبراز فوائده وتقييد شوارده)).
ووصفه الشيخ أبو البركات فقال: (( هو أجلّ من تكلم على مختصر خليل، علما ودينا وتأدبا وتفننا، مستحضرا المدونة وشرّاحها، معتمدا على عبد السلام وخليل، سهل العبارة حسن التعبير والإشارات فاضل في المذهب)).
كما يعود إليه الفضل في ظهور المختصر، إذ اعتنى بتبييضه وجمع باقيه من مسودة خليل، وألّف باب المقاصة وضمّه إلى المختصر، وهو الباب الذي أغفله خليل ولم يتطرق إليه، والمطالع لهذا الباب لا يجد اختلافا بين أسلوب خليل و بهرام، فقد حاكاه في التعبير والمنهج، وكأنّ المصنف هو واضعه.
- وشروح بهرام معتمدة عند علماء المذهب، فمعظم المؤلفات الأولى التي كتبت على المختصر كان مرجعها على ما تركه بهرام، فابن غازي في شفاء الغليل، نقل عنها كثيرا، وخاصّة من شرحه الصغير، وكذا فعل الشيخ الحطاب في مواهب الجليل، والشيخ زروق في رسالته – وخاصة من الشّامل- حيث قال: ((وأنا أنقل منه لا من غيره لكونه جامعا معتنيا بالمشهور، وإن كان في اختصاره للخلافيات، قصر في بعض الأبواب، والمشهور عنده محفوظ عنه )).
- وضع بهرام على المختصر ثلاثة شروح كلها لاقت القبول والاستحسان، إضافة إلى مصنف آخر حاذى فيه مختصر شيخه، وهو الشامل في الفقه.
أما مؤلفاته التي شرح فيها مختصر خليل فهي كالآتي:
أ: الشرح الكبير.
قال فيه أحمد التنبكتي: (( فشرحه الكبير كافل بالمطلب مغن عن غيره هو والصغير مما يعتمد عليه في الفتوى ))، والشرح الكبير اهتم به الفقهاء تحريرا وتقييدا، فممن كتب على هامشه، وهامش شرح ابن الفرات الشيخ محمد الفاسي (ت824هـ) قدر ثلاثة كراريس، واعتنى أيضا بتصحيحه أبو البركات التلمساني، ووضع الإمام عبد الرحمن الأجهوري (ت957هـ)– أيضا- طُررا عليه، ، وكذا فعل الحطاب (ت954هـ) ،فألّف على شروحه الثلاثة تعليقات لم تكمل، أشار فيها لما ورد من إشكال أو مخالفة للمنقول .
ب: الشرح الأوسط.
قال الحطاب: ( واشتهر منها الأوسط غاية الاشتهار واشتغل الناس به في سائر الأقطار مع أن الشرح الصغير أكثر تحقيقا). ومنهجه في الشرح الأوسط يدل على استيعابه وفهمه للمختصر، بحيث سهل عبارته وبسّطها، فهو يذكر قول المصنف ثم يُعقب عليه بالشرح مبتدئا عادة بلفظة ( أي، أو يريد، أو المعني ) مستعينا بما نص عليه في المدونة.
ومن منهجه أيضا التركيز على المشهور، والتنبيه عليه حال الخلاف، مع ذكر قول المخالف وعزو الكلام لأصحابه. وفى بعض الأحيان يتطرق للخلاف خارج المذهب دون مناقشة أو تعليل.
ومعتمده ما توفر عنده من أمهات كتب المالكية، كالمدونة وشروحها، والتوضيح، والتفريع، والبيان، والنوادر والجواهر، والرسالة وما وضع عليها من شروح.. وغيرهم.
ج: الشرح الصغير: وهو الموسوم بالدرر في شرح المختصر.
قال القرافي: (( وأطنب شيوخنا في الشرح الصغير منها حرضوا الطلبة عليه وحكوا ذلك عن شيوخهم ))، لأنه أكثر تحقيقا،كما أشار إليه آنفا صاحب المواهب، (( والصغير كان طررا جمعه الإسحاقي فجاء شرحا مستقلا )).
اختصره الشيخ بهرام من الشرح الوسط بنفس الألفاظ والعبارات تقريبا، غير أنّ الصغير مجرد من التفريعات والمنازعات الفقهية، ما عدا بعض المسائل فإنه يشير إلى اختلاف فقهاء المذهب فيها باقتضاب، مع زيادة تقريرات وتحقيقات لم يوردها في الشرح الأوسط، ولذا جاء أحسن تحريرا من سابقه، غير أنه لم يصححه فوقع فيه خلل في بعض الأماكن، وقد بنى ابن غازي شرحه المسمى شفاء الغليل على كتاب الدرر، بل جعله قاعدة لشرحه.
* وشروح بهرام وخاصّة الصغير والأوسط، معتمدة في الفتوى مع أنّه لم يصححهما لانصراف همّته لتصنيف الشامل وشرحه، وقد أشار الشيخ محمد النابغة الغلاوي في نظمه لما هو معتمد من الكتب والفتوى على مذهب المالكية إلى أهمية شروح بهرام فقال:
واعتمدوا بهرام لكن بالوسط
أقسط في تحقيقه وما قسط
د: الشامل في الفقه:
جمع بهرام في هذا التأليف كل ما حصّله باختصار، وحاذى به مختصر شيخه خليل، وهو في غاية التحقيق والإجادة، ثم شرحه شرحا حافلا في عشرة أسفار. قال صاحب الكفاية: (( ومن أجل تصانيفه الشامل جمعا وتحصيلا وشرحه في عشرة أسفار)).
والشامل حشّاه كل من الشيخ إبراهيم الزواوي ( ت857هـ ) ذكر ذلك القرافي أثناء ترجمته للسنهوري، وكذا شرحه عبد الرحمن بن محمد الشهير بابن القاسم ( ت920هـ )، ومحمد بن إبراهيم التتائي ( ت940هـ) ولم يكمله، ووضع الحطاب ( ت954هـ ) تعليقات على مواضع منه لم يكملها، وصل فيه من أوله إلى الصلاة ( ت1258هـ )، وشرحه أيضا على بن عبد السلام التسولي.
محمد بن أحمد بن محمد بن مرزوق الحفيد (ت842هـ/ت1439م )
محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد بن محمد بن أبي بكر بن مرزوق العجيسي التلمساني، أبو عبد الله المعروف بالحفيد. قال عنه تلميذه ولي الله الثعالبي: (( أجمع النّاس من المغرب إلى الديار المصرية على فضله، ولا أعلم نظيره في وقته )). له تصانيف جمّة تدل على فضله، وعلو شأنه، وشساعة علمه، ونباهة عقله، من بينها:
- المنزع النبيل في شرح مختصر خليل: لم يكمله إذ تناول فيه باب الطهارة، ومن باب الأقضية إلى آخره في مجلدين ضخمين. قال عنه الحطاب ما نصه: (( ولم أر أحسن من شرحه، لما اشتمل عليه من تفكيك عبارة المصنف، وبيان منطوقها ومفهومها، والكلام على مقتضى ذلك من جهة النقل، ولكنه عزيز الوجود مع أنّه لم يكمل. ولا يقع إلاّ في يد من يضنّ به حتى لقد أخبرني والدي أنّه كان عند بعض المكيين كرّاس من أوله فكان لا يسمح بإعارته، ويقول إن أردت أن تطالعه فتعال إليّ، وقد ذكر ابن غازي نحو هذا عند قول المصنف: ((وإن زال تغير النجس لا بكثرة المطلق)).
- أما منهج ابن مرزوق في الشرح فإنّه (( يعمد إلى ذلك الكتاب الجليل بجمعه، البديع في حسن اختصاره، فيسلط على مسائله أنوارا من طريقة شيخه ابن عرفة، المبنية على البحث والنظر والمقارنة والترجيح، يخرج بها الفقه من نطاق الالتزام، ويكشف اللثام عن الترجيحات والاختيارات التي انفصل عليها صاحب المختصر، ببيان ما فيها من الأنظار الأصولية، والتحقيقات الفقهية، بجمع الأصول التي اعتمد عليها خليل، وفحص ما فيها من الأقوال، ووضعها على بساط التعليل والتأصيل، ثم عرضها في معرض التعليق على عبارة خليل والتحقيق لها بذلك، ما كان للطريقة التونسية في خدمة مختصر ابن الحاجب من قبل، من تحلل من قيود الالتزام كما أشار إلى ذلك ابن خلدون، وهي الطريقة التي سار عليها ابن عبد السلام ، ثم أشهر تلميذه ابن عرفة )). يوجد نسخة من الجزء الأول بالخزانة العامة بالرباط تحتوي 704 صفحة تاريخ نسخها يعود إلى سنة 1001هـ، ولأهمية المنزع النبيل قام باختصاره الشيخ الراعي، ونقل القرافي في توشيح الديباج أنه وقف على ما اختصره وعلق عليه بقوله: (( يدل على شرف هذا الشرح، وكونه في الذروة العليا)).
- وحاشية ابن مرزوق تعد من الحواشي المعتمد عليها في الفتوى في المذهب، قال النابغة في نظمه:
واعتمدوا مختصر ابن عرفة
كذا ابن مرزوق وعن من عرفه
بشرحه للشيخ ما إن عممه
لكنه سروله وعممه
ومقصود الناظم بقوله ( سروله وعممه )، أنّه لم يكمل شرح أوله وآخره.
محمد بن محمد بن سراج الغرناطي (848هـ/ 1444م).
عالم غرناطة ومفتيها، وصفه مخلوف بـ (( العلامة الحافظ العمدة الفهامة العالم الجليل الحامل لواء المذهب مع التحصيل)). له مؤلفات كثيرة منها: شرحه للمختصر، وهو شرح كبير في أسفار، (( أكثر المواق من النقل عنه في شرحه على المختصر، وله فتاوى كثيرة، ذكر جملة وافرة منها في المعيار)).
إبراهيم بن فايد بن موسى الزواوي القسنطيني (857هـ).
عالم المغرب وزينة الجزائر ومدينة قسنطينة، وضع على المختصر ثلاثة شروح ، ينقل فيها عن فطاحل علماء المذهب كابن عبد السلام وخليل وابن عرفة وغيرهم وهي.
أ: تسهيل السبيل لمقتطف أزهار روض خليل: ذكره القرافي باسم ( تسهيل السبيل في شرح مختصر خليل)، يقع في ثمان مجلدات. قال التنبكتي: (( وقفت على السفر الثالث من شرحه تسهيل السبيل من القسمة لآخره، حسن من جهة النقول يعتمد فيها ابن عبد السلام والتوضيح وابن عرفة وغيرهم، وفى آخره جامع كبير لخصّه من البيان وغيره )). قال الشيخ عبد الرحمن الجيلاني عقب سرده لمقولة صاحب النيل: (( يوجد الجزء الأول منه اليوم بالزاوية الحمزية بالمغرب الأقصى مبتور الأخير )).
ب: فيض النيل في شرح مختصر خليل: وهو شرح في سفرين لم يكمل، وقف فيه عند باب التيمم.
ج: تحفة المشتاق في شرح مختصر خليل بن إسحاق: جاء في النيل: (..ورأيت في خزانة جامع الشرفاء بمراكش السفر الأول من شرحه آخر على خليل قدر الثلث إلى الجهاد سماه ( تحفة المشتاق في شرح خليل بن إسحاق)، في مجلد ضخم.
- وشروح العلامة الزواوي معتمدة عند أهل التحقيق، قال النابغة في نظمه:
واعتمدوا المتيطى والزواوي
كذا ابن سهل عند كل زاوي
عبد الرحمن الثعالبي (ت875هـ/1470م).
فخر أئمة الجزائر وبركتها وفقيهها ومسندها، أبو زيد عبد الرحمن بن مخلوف الثعالبي. له مصنفات مفيدة تربو على العشرين، ومن بينها شرحه على مختصر ابن الحاجب الفرعي في سفرين ضخمين.(.فيه زبدة كلام ابن رشد وابن عبد السلام وابن هارون وخليل وغيرهم، وغرر ابن عرفة مع عيون مسائل المدونة، وفى آخره جامع كبير فيه فوائد )، وله أيضا: ( شرح على مختصر الشيخ خليل بن إسحاق).
على بن عبد الله الشيخ نور الدين السنهوري ( ت889 هـ).
الفقيه الصالح القدوة المحقق، الناصح الحافظ للفقه، العارف بالنحو والأصول . قال القرافي: ((وكتب على المختصر شرحا من كتبهم لم يكمل ))، ثم قال:(( وما كتبه على مختصر الشيخ خليل فمن الأول إلى باب الاعتكاف، ومن باب البيع إلى باب الحجر. فيه تهذيب وتحرير )). فمجموع ما شرحه رحمه الله اثنا وعشرون بابا فقط، وبقي له أربعون بابا. قال أحمد التنبكتي: (( وهو حسن جيد العبارة اعتنى بالأجوبة عن اعتراضات البساطي )) ، وقد أتم ما ابتدأه الشيخ مصطفى العجمي الجزائر ي (المتوفّى حدود 1140هـ ).
على بن محمد بن محمد بن على القرشي القلصادي (ت891هـ /1486م).
العالم الفاضل الرحالة المعتني بلقاء الرجال والترجمة لمآثرهم. قال عنه الكتاني ما نصه: (( الفقيه الأستاذ المتفنن الرواية الرحالة آخر من ألف التأليف العديدة من أهل الأندلس )).
أ: شرح على فرائض الشيخ خليل: وهذا الكتاب أول إفراد لباب الفرائض بالتأليف عن بقية الأبواب، حلل فيه فرائض المختصر مبينا أصولها و مسائلها. طبع طبعة حجرية بالمطبعة الفاسية السعدية سنة 1293هـ/1876م، في 105 ص. وقد سار على منواله بعض العلماء كالشيخ ابن ناصر الدرعي ( ت1085هـ )، وأحمد بن القاسم البوني ( ت1139هـ ) الذي وضع نظما لباب الفرائض. ومن الشروح المتعلقة بباب الفرائض أيضا، بهجة البصر لمحمد بن أحمد بنيس (ت1214هـ)، وفتح الملك الجليل في حل مقفل فرائض خليل للشيخ العربي بن أحمد التاودي ( ت1229هـ)، وشفاء العليل لمحمد المهدي متجنوش ( ت1344هـ).
ب: وله أيضا شرح على مختصر خليل، ذكره صاحب كفاية المحتاج.
أحمد بن عبد الرحمن بن موسى اليزليتني، المعروف بحلولو (ت895هـ).
أحد الأئمة الحافظين البارعين في فروع المذهب، محقق فقه أصولي من تلامذة الإمام البرزلي، وضع على مختصر خليل شرحين في غاية الدقة والتحقيق وهما:
أ: البيان والتكميل في شرح مختصر خليل: وهو شرحه الكبير يقع في ست مجلدات، ( فيه تحرير وأبحاث، يعتني بنقل ابن عبد السلام والتوضيح وابن عرفة ويبحث معهم أحيانا).
ب: الشرح الصغير: في سفرين، قال القرافي: (( المتداول منهما في مصر الصغير، ووقع له في بعض المواطن منه الإحالة على الشرح الكبير))، ثم قال:(( وقفت على الشرح الصغير منهما وله اختصار جيد لفتاوى شيخه البرزلي ))، وحواشي الشيخ حلولو معتمدة في الفتوى ذكر ذلك النابغة في نظمه:
واعتمدوا حلولو وفى كبيره
وفى صغير فاح من عبيره
محمد بن على بن محمد ،عرف بالأزرق الغرناطي (ت895هـ/1489م).
حلاه مخلوف بـ (( قاضي الجماعة بها الفقيه الإمام العمدة الصدر الهمام المتفنن العلامة المحقق الفهامة )). له مصنفات جليلة من بينها شرحه على المختصر (( شفاء الغليل في شرح مختصر خليل ))، قال أحمد التنبكتي:(( في أوله مقدمة حافلة ))، وقال المقري: ((قد رأيت جملة من هذا الشرح بتلمسان، وذلك نحو ثلاثة مجلدات، ولا أدري هل أكمله أم لا، لأن تقديره بحسب ما رأيت يكون عشرين مجلداً، إذ المجلد الأول ما أتم مسائل الصلاة ورأيت الخطبة وحدها في أكثر من كراسة أبان فيها عن علوم، ولم أر في شروح خليل مع كثرتها مثله)).
محمد بن يوسف العيدري المعروف بالمواق (ت897هـ).
الإمام العلامة الخطيب خاتمة علماء الأندلس، كان رحمه الله ( ضابطا لفروع المذهب قادرا على استخراجها من خبايا الزوايا )، هكذا نعته الشريف محمد بن على الحسين التلمساني في ديباجة شرح الشفاء، وللعلامة المواق شرحان على المختصر.
أ: التاج والإكليل في شرح مختصر خليل: وهو الشرح الكبير، مطبوع ومتداول.
ب: الشرح الصغير: لخصه من مسودته، مازال مخطوطا. قال القرافى: ( والمتداول بمصر شرحه الصغير )، ثم قال: ( وقفت منه على نسخة بخطه عند شيخنا الأجهوري، وكان والسبب في نشره بين الطلبة بمصر ).قال احمد بابا في وصفهما: ( وهما متقاربان في الجرم ، يزيد كل على الآخر في بعض المواضع ).
* أما منهجه وأسلوبه في الشرح فيمكن تلخيصه في ما يلي:
- مقابلة كلام خليل بنصوص علماء المذهب، وهدفه من ذلك تقريب الفهم والتدليل على نقوله سواء كانت هذه النصوص توافق كلام خليل أو تخالفه.
- الإيجاز والاختصار والاكتفاء بما هو مشهور في المذهب.
- إذا كان للمسألة المنصوص عليها، في المختصر أكثر من قول مشهور، فإنه يشير إلى ما يضاهيها من الأقوال المشهورة.
-إذا لم يقف على نص مسألة لخليل، فإنه يبيض تلك المقولة.
- عدم التعرض للألفاظ بالشرح والتحليل؛ لأن غايته كشف الأقوال دون التنزيل على الألفاظ. قال القرافى في هذا المنهج: (لم يسبق إليه فيما رأينا من شروح هذا الكتاب ). إلا أنه وقع له رحمه الله خلل في النقل بالمعنى، أشار إلى ذلك النابغة في نظمه قال:
واعتمدوا المواق في شرحيه لا
في النقل بالمعنى فكم قد ذهلا
-وقد تنوعت مصادر المواق، فهو ينقل من المدونة والتمهيد والذخيرة، وعقد الجواهر، والمنتقى، وينقل عن ابن رشد واللّخمى والمازري وابن عبد السلام وابن عرفة والشيخ عبد الوهاب وابن يونس …وغيرهم مما يدل على إلمامه بفروع المذهب ومراجعه.
محمد بن عبد الكريم المغيلي التلمساني (ت909هـ).
إمام فقيه محدث ، ألف ثمانية عشر كتابا، من بينها ثلاثة شروح على مختصر خليل وهي:
أ: مغني النبيل في شرح مختصر خليل:شرح ممزوج ومختصر جدا، وصل فيه للقسم بين الزوجات، أي عند قول خليل (فصل: إنما يجب القسم للزوجات في المبيت)، فمجموع ما شرحه أربعة عشر بابا بفصولها .
ب: إكليل مغني النبيل: حاشية وضعها على الشرح المذكور أنفا لم تكمل.
ج: إيضاح السبيل في بيوع آجال خليل: شرح على مواضع من البيوع وغيرها، كما له شرح على بيوع الآجال أيضا من جامع الأمهات لابن الحاجب بحث فيه مع ابن عبد السلام وخليل هكذا نقل صاحب تعريف الخلف.
د: شرح خطبة خليل، ذكرها التنبكتي.
محمد بن أحمد العثماني، المعروف بابن غازي (ت919هـ).
الإمام العلامة المحقق ابن غازي، أوحد زمانه ويتيم دهره، المتبحر في الفنون، أطنب الناس في الثناء عليه وذكر أوصافه ونعوته حتى قيل فيه: تكلم في الحقيقة والمجاز… فما في الأرض مثلك يا بن غازي
له عدة مؤلفات منها.
أ: شفاء الغليل في حل مغفل خليل: من أحسن الشروح التي وضعت علىمختصر خليل، أثنى عليه العلماء كثيرا وأصبح معتمدهم في فك رموز خليل وكشف أسراره.
قال الحطاب في هذا الشرح: ( ثم شرحه جماعة من المتأخرين، وسلكوا نحو من ذلك، وبقيت في الكتاب مواضع يحتاج إلى التنبيه عليها.وأماكن يتحير الطالب اللبيب لديها، فتتبع الشيخ العلامة مفتي فاس وخطيبها ومقرئها .أبو عبد الله…..رحمه الله من ذلك، أماكن كثيرة وفك مواضع من تراكيبه العسيرة فأوضحها غاية الإيضاح، وأفصح عن معانيها كل الإفصاح ). يقول مؤلفه: (( …ولقد عني تلميذه الإمام أبو البقاء بهرام بحل رموزه، واستخراج كنوزه، وافتراع أبكاره، واقتباس أنواره، واجتباء ثماره، واجتلاء أقماره بأظرف عبارة، وألطف إشارة، إلا أماكن أضرب عنها صفحا، أولم يُجدها شرحا، فتحرك مني العزم والساكن، لتتبع تلك الأماكن،فشرحتها بهذا الموضوع بقدر الاستطاعة، وان كنت في العلم مزجي البضاعة، وأودعته مع ذلك نكتا جميلة،كل نكتة منها تساوي رحلة. )).
- وابن غازي رحمه لم يكتف بحل رموز المختصر وتتبع غوامضه فقط، وإنما نبه - كما أشار في ديباجته - إلى الأماكن التي سها فيها بهرام، وعمدته في جلب نصوص المذهب، التاج والإكليل للمواق. قال أحمد التنبكتي: ( وقد تتبعت أنا حاشية الشيخ ابن غازي، فوجدته يعتمد فيها على المواق ويتكلم فيها أحيانا على المواضع التي أشار المواق لاستشكالها وربما ذكر بعض إصلاحاته وعزاه لبعضهم والله أعلم).
محمد بن إبراهيم التتائي (ت942هـ).
قاضي قضاة مصر، العالم الفقيه النحرير، حلاّه مخلوف بقوله: ( الإمام المتفنن الفقيه الفرضي ،العالم العامل العمدة القدوة الفاضل) له من المؤلفات:
أ: فتح الجليل في حل مقفل خليل:
وهو شرحه الكبير ذكره صاحب كشف الظنون باسم ( فتح الجليل في شرح مختصر خليل ). وهو شرح كبير مطول، مازال مخطوطا. أوله: (( قال المصنف رحمه الله تعالى : بسم الله الرحمن الرحيم، ابتدأ بها عملا بقوله صلى الله عليه وسلم ،كل أمر ذي بال لا يبدأ فيه ببسم الله الرحمن الرحيم فهو أبتر، وفى رواية الزهاوي أقطع، ومعناهما ناقص قليل البركة )).
- والشرح الكبير تعرض للنقد لما ورد فيه من سهو في النقل والتقرير، ولذا نصح علماء المذهب، بعدم الاعتماد عليه منفردا، وقد تتبع الشيخ أحمد بن أحمد بن عمر أقيت ما فيه من مواضع وَهَمَ التتائي فيها نقلا وتحريرا. وكذا وضع الشيخ الونكري تعليقات عليه بين فيها أماكن السهو ومواطن الخلل، وحشّاه أيضا الشيخ يحي بن محمد الشاوي الملياني ( ت1096هـ).
ب:جواهر الدرر في حل ألفاظ المختصر:
المعروف بالشرح الصغير يقع في مجلدين، وهو من الشروح التي لا تزال تنتظر التحقيق والطبع، جاء في أوله : ( بسم الله الرحمن الرحيم، صلى الله على سيدنا محمد واله وصحبه وسلم، أحمد الله العظيم ذا الجلال والإكرام، لمنته علينا بنعمة الإسلام.وبيانه لنا معالم حدود الأحكام، واثني عليه في بادئ الأمر وعائده ).
- وجواهر الدرر أيضا من الكتب التي لا يُعتمد على ما انفردت بنقله، قال النابغة في نظمه:
وضعفوا في الحكم والإفتاء
جواهر الدرر للتتائي
وأنكر ابن عاشر والونكري
والمصطفى والخرشي ما منه ازدري
وسبب عدم اعتماد انفراداته أنه لم يصححه، قال الهلالي: ( ومنها شرح التتائي الصغير فقد قيل أنه مات قبل تحريره، ويدل لذلك ما يوجد فيه مما هو سبق قلم لا يخفى عمن دونه، وقد بالغ في الإنكار عليه الشيخ ابن عاشر)،وكذا الشيخ سالم السنهوري. قال ابن عاشر في طرره على الشرح الصغير ما نصه: ( ولما جلست بين يدي الشيخ سالم السنهوري، سألني عن الذي تقرؤه بفاس من كتب الفقه، فقلت له المختصر. فقال: فبأي شروحه ؟ فقلت له كانوا يقرؤونه بشرح بهرام وشفاء الغليل ثم دخل هذه السنين شرحا التتائي فأقبل الطلبة عليهما، فرأيت اثر الإنكار في وجهه. فقلت له : يا سيدي رأيت فيه فسادا كثيرا. فلا أدري أهو من الناسخ أو من أصله، فقال:لي رحمه الله، بل من أصله )، وأحسن من كتب على الدرر وتتبع عيوبها وبين مواطن السهو فيها، هو الشيخ العلامة مصطفى الرماصي الجزائري رحمه الله.
محمد بن محمد بن عبد الرحمن الرعيني، الشهير بالحطاب(ت953هـ)
الإمام الفقيه المغربي، من أهل التحقيق والنظر.
له رحمه الله ( تواليف بارعة تدل على أمانته وسعة حفظه وسيلان ذهنه وقوة إدراكه وجودة نظره)،وله على مختصر خليل ما يلي:
أ: مواهب الجليل في شرح مختصر خليل:
وهو عند القرافى ( شرح الجليل بمواهب مختصر الشيخ خليل)، لم يؤلف على خليل مثله جمعا وتحصيلا ، ( أطال النفس في أوائله، وفى كتاب الحج بصفة خاصة، حتى لم يكن له من الشروح نظير، لكن أدركه الملل بعد ذلك ).
مات عنه مسودة فبيضه ابنه يحي، وهو مطبوع في أربعة مجلدات كبار.
اصطلاحه ومنهجه.
1: شرح جميع مسائل المختصر وذكر ما تحتاج إليه كل مسالة من تقييدات وفروع مناسبة وتتمات مقيدة من ضبط وغيره.
2: التنبيه على شروح المختصر التي وقف عليها وهى الشروح الثلاثة لبهرام، وابن الفرات، والأفقهسي، والبساطي وشفاء الغليل لابن غازي، والفصلين الأولين من شرح ابن مرزوق المنزع النبيل. والحطاب رحمه الله لم يكتف بالنقل منها فقط، بل نازع أصاحبها في كثير من المسائل.. وله استدراك على كلام خليل في مواضع كثيرة وخاصة في كتاب الحج.
3: التعليق على ما في كلام ابن الحاجب وشروحه، وكلام ابن عرفة وغيرهم لقصد تحرير المسائل لا للحط من مكانتهم كما أشار إلى ذلك في ديباجة شرحه، وأفرده رحمه الله بتأليف علّق فيه على ابن الحاجب، ( وذلك بتصحيح ما أطلقه من الخلاف، والتنبيه على ما خالف فيه المشهور والمذهب غير أنه لم يكمله ).
4: التزم رحمه الله عزو الكلام لأصحابه، إلاّ فيما ينقله من شروح بهرام والتوضيح، وابن عرفة فانه لا يعزو غالبا، إلاّ ما كان غامضا أو ذكر في غير محله.
5: من اصطلاحه أنّه إذا قال: قال الشارح فإنه يقصد بذلك بهرام رحمه الله.
6: يميل إلى التبسيط والإيضاح والإسهاب في ذكر النقول المختلفة ومحصّلاتها. قال رحمه الله: (( وإذا ذكرت نقولا مختلفة ذكرت محصلها آخرا، وإن طال الكلام في ذلك فلا ينبغي للناظر فيه أن يسام منه؛ لأن في ذلك فائدة عظيمة))
7: تنوعت مصادر نقله، فقد استوعب شرحه جميع مراجع الفقه المالكي، ينقل عن الموطأ والمدونةوشروحهما، ومختصر ابن الحاجب الفرعي وشروحه كالتوضيح لخليل، والرسالة وشروحها، كشرح زروق ..وغير ذلك.
وبالجملة فهو جامع لما قبله مغن عمن بعده، ولأهميته قام العلامة محمد بن أحمد ميارة (ت1072هـ) باختصاره في كتاب سماه ( زبدة الأوطاب وشفاء العليل في اختصار شرح الحطاب ). وقبله اختصره الشيخ على السنهوري (ت1015هـ)، في حاشيته التي كتبها على مختصر خليل، كما شرح الشيخ أبو على بن رحال المعداني المختصر، من كتاب النكاح إلى الآخر، وجعله تتمة لشرح الحطاب.
ب: تقييدات وتقريرات على شروح بهرام لمختصر خليل.
وهذه التعليقات هي من الشروح الكثيرة التي لم يتسن للشيخ الحطاب إكمالها. قال القرافي: (( وتعليق على ما في كلام الشيخ بهرام في شروحه الثلاث، مما فيه إشكال أو مخالفة للمنقول)).
عبد الرحمن بن على الأجهوري (ت957هـ/1550م).
الفقيه العلامة المطلع على دقائق المختصر، المداوم على إقرائه وشرح غوامضه.
من بين مؤلفاته:
أ: حاشية على المختصر: قال التنبكتي: (( وفى حاشيته نكت مفيدة في بعض المواضع )) ، توجد منها نسخة مخطوطة بخزانة نظارة الشؤون الدينية بباتنة مبتورة ،تبدأ من باب الصلح أولها: ( وهو حسبي وبه ثقتي ونعم الوكيل (( باب الصلح )) على غير المدعي بيع أو إجارة. ش: قال في الصحاح: اسم لا مصدر يذكّر ويؤنّث.ومصدر الصلاح من الفساد، والمصالحة أيضا.وقد اصطلحا..).
ب: طرر على هامش نسخته من الشرح الكبير للشيخ بهرام: وصفها التنبكتي بقوله: (( هي أحسن وأدق من حاشيته )).
ناصر الدين محمد بن حسن اللقاني (ت958هـ).
الإمام الفقيه المحقق، كانت له رحمه الله عناية فائقة بالمختصر تدريسا وتتبعا لنصوصه وتحليلا لعباراته، بل كان عاشقا له مولعا به، فإذا عورض بكلام غير خليل كان يقول: (نحن قوم خليليون إن ضل ضللنا) مبالغة منه في الحرص على تتبعه لاعتقاده بقوة تحريرات خليل وتقيّده بمشهور المذهب.
وله رحمه الله:
أ: شرح خطبة خليل:
صغير الحجم اشتمل على فوائد جليلة، حلل فيها اصطلاح خليل. قال الشيخ عبد الرحمن الديسي: ( وهو عجيب مشتمل على علوم شتى وقد وضع على شرحه على الخطبة العلامة الأجهوري شرحا حافلا في مجلد ضخم). وكذلك ضع عليه الشيخ عبد الباقي الزرقاني (ت 1099هـ) شرحا قيّما، وللشيخ سعيد قدورة الجزائري (ت 1066هـ) تعليقات عليه.
وشرح الناصر اللقاني مطبوع ومتداول وأوله: ( الكلام على أحاديث البدء بالبسملة: لما كان تأليف هذا الكتاب أمرا ذا بال، أي: شأن يهتم به، وكل ما هو كذلك تطلب فيه البداءة بالتسمية).
أحمد بن محمد الزرقاني (ت965هـ).
فقيه مالكي مهتم باللغة والنحو، له حاشية على مختصر خليل في جزأين، اعتمدها العلامة عبد الباقي الزرقاني في شرحه للمختصر، وفى حاشيته على شرح اللقاني لخطبة خليل، ورمز له في شرحه بـ [د]. فقال ما نصه: (.. ومن خط والدي ومن حاشية العلامة الشيخ أحمد الزرقاني محشي المختصر على هذه التعليقة مشيرا له بصورة [د]..).وهذا الشرح اعتمده أيضا محمد بن الحسن البناني في حاشيته التي تتبع فيها شرح عبد الباقي الزرقانى، وأشار إليه بنفس الرمز[د].
وشرح أحمد الزرقانى لم يطبع بَعدُ منه نسخة مقيدة تحت رقم (254) بالخزانة العلمية بالمغرب، وأولها: (باب رفع الحدث الخ: هو المنع المرتب، على الأعضاء كلها أو بعضها، وسواء كان سببه الحدث،كالمني والبول، أو سببه كالردة، بناء على أنها سبب كما قال بعضهم، أو غيرهما كالشك في الحدث بناء على انه ليس من الأسباب).
الطخيخي موسى (أو موسى بن ميمون )(ت974هـ).
من أعيان المذهب، وتلميذ الشيخ شمس الدين اللقاني. له حاشية على شرح الشيخ خليل.( اعتمد فيها على مواضع من الحوفي شارح المدونة، ونقل عن شيخه المذكور في غير موضع) وهي من الحواشي التي اعتمدها أهل التحقيق فى المذهب، وقد ذكر ذلك النابغة في نظمه فقال:
واعتمـدوا حاشيـة الطخيخي
وهو بالتصغير كالفريخ
نقل عنه الزرقاني في أكثر من موضع وأشار إليه بصورة (طخ)، ومشى على ذلك محشّاه الشيخ محمد البناني في الفتح الرباني.
محمد بن يحي القرافي (ت1008هـ).
رئيس شيوخ المالكية في عصره، ( آثاره في فقه مالك مدونة، وفواضله بموطأ أخلاقه معنونة، وشرح مختصر خليل شرحا شفى به الغليل) .
وهو المعروف بـ((عطاء الله الجليل الجامع لما عليه من شرح جميل على مختصر خليل)): يقع في أسفار، قال المقري:(( جمع فيه بهرام والمواق وحلولو والسنباطي وحاشية ابن غازي )). وذكره صاحب كشف الظنون باسم (عطاء الجليل في شرح مختصر خليل).
سالم بن محمد السنهوري (ت1015هـ).
مفتي المالكية بمصر الإمام الأجل المحدث المشهور.
له حاشية على مختصر خليل في تسعة مجلدات، سماها: تيسير الملك الجليل لجمع الشروح وحواشي خليل، وهي عند صاحب الأعلام (تيسير الجليل لجمع الشروح وحواشي خليل).
جمع فيها الشيخ سالم لبَابَ ما وقف عليه من تعليقات وحواشي على المختصر، لعلماء سبقوه، كما أنه لخصّ فيه شرح الإمام الحطاب ( مواهب الجليل ) إلا أن النّقاد عابوا عليه ما وقع له من خلل، في تلخيص بعض العبارات المنقولة بالمعني. قال الشيخ الهلالي: (( ومن الكتب المعتمدة…شرح الشيخ سالم غير أنّه وقع له خلل في بعض المواضع عند اختصاره كلام الحطاب )). قال النابغة:
وشرح سالم ولكن ما سلم
من خلل عند اختصاره الكلم
- توجد من حاشيته نسخة بالمسجد الأعظم بتازة بالمغرب تحت رقم (250)، أولها: ( أحمده الله على الدوام، واشكره على نعمة الإسلام،واشهد أن لا اله إلا الله وحده لا شريك له الملك العلام، واشهد أن محمدا عبده ورسوله المختصر بالعلوم الجمة وفصاحة الكلام، وأصلي وأسلم على أكرم الرسل وسيد الأنام ).
أحمد بن أحمد بابا التنبكتي (ت1036هـ).
صاحب كتاب نيل والابتهاج ومختصره كفاية المحتاج، ممن برع في الفنون وتضلع في شتي العلوم. له تآليف كثيرة من بينها ثلاثة شروح على المختصر وهي:
أ: المقصد الكفيل بحل مقفل خليل:
شرح لم يتسن له إكماله، يقع في سفرين من تجزئة خمسة أسفار هكذا ذكره أحمد المقري في روضة الآس.. جمع فيه زبدة كلام أزيد من عشرة شرّاح لمختصر خليل مع بحث معهم، من باب الزكاة إلى أثناء النكاح؛ أي ما يعادل اثنا عشر بابا بفصولها، فيه تحريرات لمنطوق المختصر ومفهوماته، مع تنزيل النقول عليها.
ب: منن الرب الجليل في بيان مهمات خليل:
حاشية تقع في سفرين، قال عنها في الكفاية: (( وكتبت أيضا تحريرات ونكتا على كثير من مشكلاته من عندياتي. ودخلت الآن في وضع حاشية عليه سميتها منن الرب الجليل في بيان مهمات خليل)). وهي معتمدة ومقبولة عند أهل التحقيق، قال النابغة:
واعتمدوا حاشية ابن غازي
وسيدي أحمد بابا البازي
ج: تنبه الواقف على تحرير وخصصت نية الحالف.
شرح فيه مقولة خليل التي أشرنا إليها آنفا، يقع في كراس، لخصّه رحمه الله من شرح العاقب بن عبد الله المسوفي لهذه العبارة ومن كلام غيره.
عبد الواحد بن أحمد بن على بن عاشر الأنصاري (ت 1040هـ).
فقيه ناظم ألف تأليف كثيرة منها:
أ: المرشد المعين على الضروري من علوم الدين.
نظم اشتهر بين الناس،جمع فيها فروع الفقه، وغايته في ذلك محاذاة مختصر خليل في الاختصار والاقتصار على ما هو مشهور في المذهب.
ب: شرح المختصر: ونهجه فيه تمثل في الالتزام بالنقل معتمدا على المختصر الفرعي لابن الحاجب ، مع إردافه بكلام الشيخ خليل من توضيحه، وتوسع في استجلاب الفوائد والنكت العجيبة الغريبة.غير أنّه لم يكمله إذ تناول منه عشرة أبواب فقط. قال ميارة: (كتب من قوله في النكاح والكفاءة في الدين والحال، إلى باب السلم).
ج: طرره على المختصر:( له طرر عجيبة مفيدة على المختصر المذكور بعضها يتعلق بلفظ خليل، وبعضها بلفظ شارحه الإمام التنائي في شرحه الصغير.) حيث نبه فيها إلى مواطن السهو وأماكن الخطأ التي زل فيها التتائي. قال الشيخ ميارة في شرحه لنظمه تكميل المنهج: ((..وهي طرر جيدة بعضها يتعلق بكلام الشرح المذكور، وبعضها يتعلق بكلام خليل، حلّ فيها مشكلات، ورفع بها ابهامات، فجزاه الله عن المسلمين خيرا، وأعظم له بذلك أجرا )).
إبراهيم بن إبراهيم بن حسن اللقاني ( ت1041هـ)
أحد شيوخ المالكية في مصر، المشار إليهم بسعة الاطلاع ونباهة العقل، له تآليف نافعة منها:
- حاشيته على مختصر خليل:
مازلت مخطوطة، منها نسخة بالمسجد الأعظم بتازة تحت رقم (228)، أولها: ( قوله: فصل في طلاق السنة، هذه الإضافة من إضافة الفرع إلى أصله. وقوله: طلاق السنة أي الطلاق الذي أذنت به السنة أي صاحب السنة إذنا راجحا ومرجحا).
علّق على هذه الحاشية كل من يوسف الفيشي، والشيخ سالم السنهوري، وقد أشار محقق كتاب منار أصول الفتوى في مقدمته أنه توجد نسخة من حاشيتهما على اللّقاني بالخزانة العامة بالرباط رقم 861د
يوسف بن محمد بن حسام الدين الفيشي (ت1061هـ /1651م)
من كبار علماء الأزهر الملازمين للتدريس، له حواشي معظمها في اللّغة والنحو، وله على المختصر ما يلي:
أ: حاشية على مختصر خليل.
ولعل الجزء الأول من المخطوط الذي ذكره صاحب فهرس مخطوطات الخزانة العلمية تحت رقم (255). ونسبه إلى الشيخ الفيشي هو المقصود.
وأوله: (بسم اله الرحمن الرحيم. وصلى الله على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه وسلم، وبعد: فهذه حواش على مختصر الشيخ خليل رحمه الله تعالى من تقريرات شيخي سالم السنهوري وإبراهيم اللقاني، مشيرا للأول بما صورته).
ب:حاشية الفيشي على شرح إبراهيم اللّقاني لمختصر خليل.
سعيد بن إبراهيم قدورة (ت1066هـ)
فاضل من علماء الجزائر، شيخ وقته ومتصدر بلده، حلاّه مخلوف بقوله:( صاحب الفضائل المشهور التونسي الأصل والدار، الجزائري المولد والقرار، مفتيها وعالمها وصالحها الفقيه المتصوف العلامة القدوة المتفنن الفهامة العمدة) له رحمه الله من كل علم طرف،كثير البحث والنظر والتدريس، ومن بين ما تركه من مؤلفات تتعلق بالمختصر:
أ: شرح خطبة خليل: ذكر أبو القاسم سعد الله في تاريخه أنّ نسخة منه تحت رقم 370 في خزانة ابن يوسف بمراكش .
ب:حاشية على شرح اللقاني لخطبة خليل: توجد نسخة منها تحت رقم 275 بمكتبة تطوان، وأيضا بالخزانة العامة بالرباط رقم 2758د.
على بن زين العابدين نور الدين الأجهوري أبو الإرشاد (ت1066هـ /1656م).
من أجل علماء مصر الأخيار، مفتي المالكية وحامل رايتهم في وقته.
صنف أبو الإرشاد رحمه الله المصنفات الكثيرة منها شروحه الثلاثة على المختصر وهي:
أ: الشرح الكبير.
يقع في اثني عشر مجلدا،لم يخرج من مسودته ولم ير نور الطبع بعد، وهو ( شرح حفيل استمد منه كل من جاء بعده على ما فيه من أغلاط اعتنى المغاربة بتصحيحها )، نقل منه تلميذه الزرقاني في بعض المواضع من شرحه على المختصر.
ب: مواهب الجليل في تحرير ما حواه مختصر خليل.
وهو الشرح الأوسط، ذكره صاحب كشف الظنون باسم (مواهب الجليل بحل ألفاظ خليل)، يقع في أربعة مجلدات وهو نادر الوجود، قام باختصاره الشيخ الحسن بن رحال المعداني (ت 1140هـ).
وعلماء المغرب عدّوا المواهب من الكتب التي لا يعتمد على ما انفردت به، مع اعترافهم التام وإقرارهم الكامل بفضل الشيخ على الأجهوري ورسوخ قدمه في العلم. فقد نقل الهلالي عن الشيخ زروق أنه قال: (( ومن الكتب التي لا يعتمد على ما انفردت به شرح العلامة الشهير المكني بأبي الإرشاد نور الدين الشيخ الأجهوري))، يقصد رحمه الله المواهب، وذلك بسبب مزجه بين الأقوال المشهورة والراجحة والضعيفة. ثم قال: (( مع أنّ الشيخ عليا رحمه الله حرر كثيرا من المسائل أتم تحرير وقررها أوضح تقرير، وحصل الكثير من النقول أحسن تحصيل وفصل مجملات أبين تفصيل ، فشرحه كثير الفوائد لمن يميز حصباءه من دره)).
وما قيل فيه يقال في تلامذته، وقد جمع ذلك النابغة في نظمه فقال:
بيان ما من كتب لا يعتمد
ما انفردت بنقله طول الأمد
من ذلك الأجهوري مع أتباعه
مع اطلاعه وطول باعه
إذ خلط الحصباء بالدر الثمين
ولم يميز بين غث وسمين
وما يقال فيه قل في الباقي
كالشبرخيتي وعبد الباقي
والخرشي بالكسر لكل قوله
- توجد نسخة مبتورة في خزانة المسجد الأعظم بتارة تحت رقم ( 258 )، والظاهر أنها من الشرح الأوسط باعتبار الكبير لم يخرج من مسودته، وأولها: (بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين. قوله: باب تجب زكاة نصاب النعم بملك حول كاملا، الزكاة لغة: النمو يقال زكا الزرع إذا نما وطاب وحسن، وزكى القاضي الشهود.).
ج: الشرح الصغير.
قيل أنه يقع في مجلدين، غير أنه يبقى من الشروح المجهولة التي لا يعرف شيء عنها، قال الهلالي: (أما الصغير فقد ذكره الشيخ سالم وسألت عنه بمصر فما وجدت من سمع به)، وذكر الشيخ عبد الله الغماري في مقدمة تحقيقه لكتاب الإكليل للشيخ الأمير أنّه وقف على نسخة منه، فقال ما نصه: ( رأيت الصغير منها في أربعة مجلدات).
د: حاشية على شرح الناصر اللقاني على خطبة خليل.
ذكرها الشيخ عبد الرحمن الديسي، وكذا الشيخ عبد الرحمن الجيلاني في تاريخه نقلا عن تعريف الخلف. وشرح الأجهوري على شرح اللقاني حشّاه الشيخ يحي الشاوي (ت1096هـ).
محمد بن أحمد بن محمد الفاسي، الشهير بميارة (ت1072هـ).
من فقهاء المغرب الأقصى، أجمع الناس على دينه وعقله وعلمه. ترك المؤلفات الحسان من بينها:
أ: زبدة الأوطاب وشفاء العليل في اختصار شرح الحطابٍ:
قصد به اختصار كتاب المواهب (..وبدا في آخره طول فلم يكمل..)، وهو( مفيد جدا وفيه ذيول على الأصل، وأدمج فيه مؤلفه كثيرا من أنظامه السليمة).
ب: شرح مختصر خليل: ولعله الموسوم ( بالروض المبهج في شرح مختصر خليل).
ج: التقاط الدرر مما كتب على المختصر: و(..هذا الكتاب من جمع حفيد المؤلف أبي عبد الله محمد بن محمد ميارة (ت1144هـ)، جمعه مما وجده بهامش نسخة جده من مختصر خليل، كما جاء في مقدمة الكتاب من النسخة المخطوطة.
يحي بن محمد بن محمد الشاوي (ت1096هـ)
الأستاذ الذي ختمت بعصره أعصر الأعلام، كما قال المحبي. قال عنه تلميذه الشهاب أحمد بن قاسم البوني في ثبته: ( كان يحفظ شرح التتائي الكبير، وشرح بهرام الوسط وغيرهما. بل يحفظ ستين كتابا من الكتب الكبار، كمختصر بن عرفة الفقهي، وهو ستة أسفار كبار جمع فيه أكثر المذهب، حتى أنه يذكر في بعض المسائل خمسين قولا منسوبة لقائلها وأمثال ذلك..)، وللشاوي مؤلفات جمّة في النحو والتفسير والفقه، وله حواشي كثيرة منها:
أ: حاشية على شرح التتائي لم تكمل.
ب: حاشية على شرح الأجهوري لشرح الناصر اللقاني، على خطبة مختصر خليل.
عبد الباقي بن يوسف الزرقاني (ت1099هـ).
العلامة الفقيه الحجة المحقق، شرف العلماء ومرجع المالكية في مصر.
أ: حاشية على شرح الناصر اللقاني على مقدمة خليل.
جاء في مطلعها ما نصه: ( يقول العبد الفقير الفاني عبد الباقي بن يوسف الزرقاني أسعدهما الله بفوز الأماني: هذا شرح لطيف على شرح خطبة الإمام الشيخ خليل للعلامة الشيخ الناصر اللقاني).
وقد جمعها رحمه الله من شرح شيخه الأجهوري، الذي سبق أن أشرنا أنّه ممن علّق على شرح الناصر اللقاني، كما أضاف إليها أقوال بعض شرّاح المختصر البارزين، ورمز إليهم بصور اعتمدها في شرحه.
ب: حسن نتاج الفكر في كشف أسرار المختصر
وهو معروف عند العلماء والطلبة بشرح الزرقانى، طبعته دار الفكر ببيروت سنة (1978) في أربعة مجلدات وبهامشه حاشية الشيخ محمد البناني. وشرح الزرقانى: (شرح واسع كثير الفوائد حسن الجمع والترتيب)، بدأه عند قول خليل: ( باب يرفع الحدث ) واستغنى عن شرح الديباجة اكتفاء بحاشيته على الناصر اللقاني، وقد لخص فيه شرح شيخه الأجهوري كما أشار في مقدمته.
- وبالرغم من أهمية شرح الزرقاني واحتوائه على كثير من الفوائد التي لا يستغني عنها الفقيه ولا طالب العلم، إلاّ أنّ علماء المغرب كان لهم موقفا منه لا يختلف عن موقفهم من شيخه، باعتباره وقع في نفس الأغلاط التي وقع فيها الأجهوري، قال الشيخ البناني: (( بيدا أنّه كثيرا ما ينزل النقل في غير محلّه، ويلحق الفرع بغير أصله، وأعوذ بالله أن أقول أن ذلك من جهله )).
ولذا عندما سئل الشيخ الهلالي في جامع الأزهر عن رأيه في شرح الزرقاني قال ما نصه: (( فقلت لهم لا ينبغي للطالب أن يترك مطالعته لكثرة فوائده، ولا أن يقلده في كلّ ما يقول أو ينقل لكثرة الغلط في المقاصد )).
لخصّ النابغة كلام الشيخ الهلالي في نظمه، فقال:
لكن عق مع كثرة الفوائد
وكثرة الغلط في المقاصد
لا ينبغي تقليده في كل ما
قال ولا إهماله للعلما
أفتى بذا الهلالي أهل القاهرة
بالجامع الأزهر فتوى ظاهرة
ولا يتم نظر الزرقاني
إلا مع التودي أو البناني
-وظهور شرح الزرقانى وانتشاره في الآفاق، جعله مادّة للدراسة وخاصّة عند المغاربة، حيث انبرى كثير من العلماء للتعلقة عليه وتتبع عثراته، وخاصة في القرن الثاني عشر والذي يليه، بل ظهوره كان دافعا لبروز شروح جديدة بعدما تباطأت الكتابة على المختصر منتصف القرن العاشر لاكتفاء النّاس بمواهب الحطاب وما قبله، وباعتبار أنّ ما جاء بعد المواهب لا يعدو عن كونه طرر أو جمع للحواشي والشروح أو اختصار للمطولات.
ومن بين الحواشي التي نسجت على شرح الزرقاني ما يلي:
أ - حاشية محمد الأندلسي (ت1176هـ).
ب- حاشية على بن أحمد العدوي (ت1189هـ).
ج - الفتح الرباني فيما ذهل عنه الزرقاني للشيخ محمد بن حسن البناني (ت1194هـ)
د- حاشية محمد بن عبد الكريم اليازغي (ت1199هـ).
هـ - تقارير محمد الدر ناوي على شرح الزرقاني (ت1199هـ)
و- طالع الأماني على شرح الزرقاني للشيخ محمد التاودي (ت1209هـ).
ز- تقاييد محمد بن الحسن جنون على الزرقاني (ت1220هـ)
ح - أوضح المسالك وأسهل المراقي إلى سبك إبريز الشيخ عبد الباقي، للشيخ محمد بن أحمد الرهوني (ت1230هـ)، واختصرها الشيخ محمد بن المدني كنون (ت1302هـ) .
ط - حاشية السنباوي على شرح الشيخ عبد الباقي، للشيخ محمد بن محمد السنباوي (ت1232هـ).
ك- حاشية الشيخ محمد الأمير (ت1232هـ) على شرح عبد الباقي الزرقانى تقع في جزأين.
ل- حاشية محمد الطاهر الفاروقي (ت1234هـ).
م- درة عقد الحواشي للشيخ محمد أبي رأس المعسكري (ت1238هـ).
محمد بن عبد الله الخرشي (ت1101هـ /1690م).
الإمام الفقيه ذو العلوم الوهبية والأخلاق المرضية، انتهت إليه رياسة المذهب في مصر.
وله رحمه الله على المختصر شرحان.
أ: المواهب الجليلة المستنبطة من كلام كل جليل ليتيسر بها حل ألفاظ مختصر خليل((المعروف بالشرح الكبير)).
يقع في ستة مجلدات ضخام، لازال كتابه مخطوطا لم ير النور بعد، والذي طبع واشتهر إنما هو شرحه الصغير، يقول في مقدمته: ((..فإن والدي…عبد الله على الخرشي …جمع مواضع عديدة مع فروع مناسبات وتتمات مفيدة. منها جملة مستكثرة، في أوراق مفرقة منتشرة، جعلتها لنفسي تذكرة لكنها غير معزوة. فأردت عزوها لناقلها، وثم رأيت انه لاكتمل الفائدة إلا إذا ضم إليها ما تحتاج إليه كل مسألة من شرح وتقييد، فشرعت في ذلك بعد الاستخارة)).
- يوجد من الشرح الكبير نسخة بالمكتبة القاسمية بزاوية الهامل، أولها: ( الحمد لله على الدوام وأشكره على نعم الإسلام وأشهد أن لا اله إلاّ الله وحده لا شريك له الملك العلام وأشهد أن محمد عبده ورسوله المختص بالعلوم الجمة وفصاحة الكلام….وبعد فإن والدي الشيخ الإمام والحبر الهمام جمال الدين عبد الله الخرشي).
ب: منح الجليل في حل ما أشكل من شروحات خليل، (( المعروف بالشرح الصغيرٍ)).
وهو مطبوع متداول، طبع عدة مرات منها الطبعة بولاق في ثمانية أجزاء سنة (1299هـ)، وطبع على الحجر بفاس سنة 1318هـ وطبع أيضا في خمسة أجزاء في القاهرة سنة( 1307هـ) وعلى هامشه حاشية الشيخ على العدوي، وطبع بالمكتبة العصرية ببيروت في سبعة أجزاء سنة 2006م.
كان دافعه رحمه الله لتأليفه أن طلب منه بعض الخلان، شرحا آخر مختصرا يسهل فهمه للمبتدئين، يقول في مقدمته: (( وقد وضعت عليه شرحا يحل ألفاظه يحتوي على تقييد وفوائد يصعب فهمهما على المبتدئين وغير الممارسين، ثم أدركتني رحمة الضعاف، فثنى عنان القلم إليهم حب الإسعاف، حيث طلب مني جماعة من الإخوان وجملة من الخلان، شرحا آخر لا يكون قاصرا عن إفادة القاصرين، خاليا من الإطناب وعما يصعب فهمه من الإيجاز)).
تتبع العلماء شروح الخرشي وخاصة شرحه الصغير، ومن بين ما وضع عليه:
- حاشية حسن بن رحال التدلاوي (ت1140هـ)
- حاشية أبو على الحسن المعداني (ت1140هـ)
- حاشية على بن أحمد الصعيدي (ت1189هـ)
- حاشية محمد بن عبادة بن بري المعروف بالعدوي (ت 1193هـ)
- خاتمة على شرح الخراشي لمحمد بن عبد ربه المعروف بابن الست (ت1199هـ)
- تقريرات الشيخ محمد الجناحي (ت1200هـ).
- حاشية أبو حامد العربي بن أحمد بن سودة (ت1229هـ)
- حاشية محمد الشفشاوي على الخرشي (ت1232هـ)
- دارة الحواشي في حل ألفاظ الخرشي لمحمد المازوني (ت1232هـ)
- محمد بن أحمد الجليلي (ت1238هـ) له حاشية على الشرح الكبير.
- حاشية محمد بن عبد الله العلوي سلطان المغرب (ت1238هـ).تقع في مجلدين .
- درة عقد الحواشي للشيخ محمد الراشدي أبو رأس، جمع فيها بين الخرشي والزرقاني (ت1239هـ).
- حاشية المهدي بن الطالب بن سودة المري على الخرشي(ت1294هـ)
- حاشية على شرح الخرشي على فرائض المختصر للشيخ أحمد بن محمد بن العربي، المعروف بالخياط (ت1343هـ).
- ياقوتة الحواشي في حل ألفاظ الخراشي للشيخ محمد التلمساني(ت ق13هـ).
- حاشية الشيخ عبد القادر السنوسي لم تكمل، ذكرها الشيخ أحمد أبو رأس في منة الإله، قال: ((في بحث عجيب وتدقيق غريب)).
إبراهيم بن مرعي بن عطية الشبرخيتي (ت1106هـ /1694م).
أحد تلامذة الشيخ على الأجهوري، له شرح المختصر في عدة مجلدات مازالت مخطوطة، منه نسخة مبتورة نهايتها حكم الاستخلاف بخزانة نظارة الشؤون الدينية بولاية باتنة بالجزائر أولها: ( لما كان علم الفقه من أجل العلوم قدرا وأصحها إحاطة وحصرا، سألني جمع من الإخوان وحصل من الخلاف أن أضع لهم شرحا لطيفا على مختصر الإمام ).
وتوجد منه أيضا نسخة مبتورة ومتلاشية بمسجد تازة، أولها: ( بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله على سيدنا محمد واله وسلم. باب ذكر فيه البيع وما يتعلق به، وهو مما يتعين غالبا من بيع أو شراء يجب أن يعلم حكم الله فيه؛ أي الاهتمام به وبمعرفة أحكامه لعموم الحاجة إليه والبلوى به، إذ لا يخلو مكلف..).
مصطفى بن عبد الله الرماصي (ت1136هـ/1723م).
عالم القطر الجزائري أبو الخيرات مصطفى الرماصي، من أهل رماصة إحدى قرى مستغانم، (كان رحمه الله ممن اشتهر بالتحقيق والتحرير والمتانة في الدين، وتأليفه رضي الله عنه بديعة عزيزة المنال لازال الأفاضل يقتنونها)من بينها:
حاشيته على شرح التتائي: تقع في مجلدين ضخمين كتبها على شرح التتائي، أقرّ له جلّ علماء المالكية بالدقة العلمية وبتحرير المسائل وصحة اعتراضاته واختياراته الفقهية، ونقل معظم المتأخرون من شرّاح المختصر منها، فهي معتمدة في الفتوى عند فقهاء المالكية، قال النابغة في نظمه:
واعتمدوا حاشية للمصطفى
على التتائي كسراج ما طفا
الحاشية منها نسخ كثيرة موزعة في المكتبات الخاصّة والعامة ومن بينها نسخة بخزانة مسجد تازة بالمغرب الأقصى تحت رقم (247)،(248)، (295). ولها: ( لما كان علم الفقه أفضل العلوم بعد كتاب الله وسنة رسوله، إذ به تعرف الأحكام، ويتميز الحلال والحرام، وقد صنف فيه الأئمة الأعلام دواوين لا تحصى، وأحسن ما صنف في ذلك مختصر خليل ، إذ أقبلت عليه الطلبة).
أحمد بن قاسم البوني (ت1139هـ).
عالم فقيه، من صلحاء الجزائر وفضلائها الأعيان. له مؤلفات كثيرة بلغت الثمانين بعد المائة ذكرها في كتابهالتعريف بما للفقير من التأليف.
و له على مختصر العلامة خليل خمسة أعمال وهي:
أ: فتح الإغلاق على وجوه مسائل مختصر خليل بن إسحاق: جمع فيه زبدة ما في شرح الخرشي والأجهوري، والتتائي وبهرام، والمواق والزرقاني وغيرهم، إلا أنّه لم يكمله، حيث تناول فيه الباب الأول مع عشرة من فصوله، ثم توقف عند الفصل الأول من الباب الثاني عند قول خليل: ( سن الآذان لجماعة طلبت غيره..الخ ).
ب: نظم فصول مختصر خليل.
ج: نظم فرائض مختصر خليل:لم يكمل.
د: نظم مختصر الشيخ خليل: في نحو عشرة آلاف بيت، وهذا أول نظم تُجمع فيه مسائل المختصر، وعدد الأبيات يدل على عظم المجهود الذي قام به الشيخ البوني رحمه الله. وقد حذا حذوه بعض العلماء كالشيخ محمد بن حمدون (ت1274هـ)، وخليفة السوفي الغماري الجزائري (ت1318)، والطاهر البكري الفاسي (ت1374هـ)، والشيخ عبد الرحمن الديسي(1921م).
هـ: نظم ترجمة الشيخ خليل.
أحمد بن عبد العزيز الهلالي (ت1175هـ/1761م).
علامة المنقول والمعقول بالمغرب، قال عنه صاحب نشر المثاني ما نصه: ( ممن عزّ نظيره في زماننا علما وديانة ومروءة، ومحبة للفقراء والصالحين وأهل البيت النبوي، وحرصا على الخير وإخماد الفتن والظلم، وبعدا عن الرياسة وعدم الاكتراث بالجاه، وخصال الصلاح مجموعة فيه ).
ألف كتبا منها شرحه للمختصر المعروف بـ (( نور البصر)) والمسمى أيضا: إتحاف المقتنع في شرح مختصر خليل. غير أنّه لم يكمله إذ لم يتجاوز فيه باب الطهارة، توقف عند قول المصنف (كدهن خالط، أو بخار مصطكي، وحكمه كمغيره ) أي أنّه شرح الديباجة، وجزءا من الباب الأول.
قال في مقدمة شرحه مبينا هدفه من تأليف هذا الكتاب: ( فإني قاصد بهذا التقييد مستمدا من الله تعالى التسديد والتأييد إتحاف المقتنع بالقليل في شرح مختصر خليل، مطرزا بزيادة تحرير لتعريف الماهية الفقهية وإفادة تقرير للتوجيهات، البهية وتنزيل المتن على نوازل وقتية، وتذييله بمسائل لا يتجاوزها الاستحسان ).
غدت مقدمة شرحه مرجع العلماء والطلبة في معرفة ضوابط المذهب واصطلاحاته وقواعد الفتوى والمعتمد من الأقوال في الكتب الفقهية لدى السادة المالكية، ولأهمية كتابه استمد منه الشيخ محمد النابغة الغلاوي مادته فى نظمه المعروف بـ ( أبو طليحة).
وشرح الشيخ الهلالي طبع بمطبعة فاس طبعة حجرية سنة (1309هـ/1891م) في 288 صفحة، وبهامشه شرح الزرقاني على شرح اللقاني لخطبة خليل.
على بن أحمد الصعيدي العدوي (ت1189هـ/1775م).
من شيوخ المالكية في مصر وأد الأعلام المحققين، جاء في عجائب الآثار أنه: (كان قبل ظهوره لم تكن المالكية تعرف الحواشي على شروح كتبهم الفقيهة،ف هو أول من خدم تلك الكتب بها ).
وقد ترك الشيخ على الصعيدي تصانيف عديدة منها:
أ: حاشية على شرح الخرشي الكبير.
ب: حاشية على الخرشي الصغير.
ابتدأها بقوله: ( وبعد: فيقول العبد الفقير إلى المولى الكريم على بن أحمد الصعيدي ألعدوي المالكي، لما من الله المولى الكريم بمطالعة الشرح الصغير للعلامة الإمام ). ثم تحدث فيها بإسهاب عن الشيخ الخرشي فأطنب في المدح والثناء، وختم كلامه بذكر اصطلاحه في هذه الحاشية، فهو إذا رمز بحرف [ ك] فهو يشير به إلى شرح الخرشي الكبير، وحيث يقول [عج] فإنه يقصد بذلك الشيخ على الأجهوري، وحيث قال [محشى تت] فهو يشير به إلى العلامة مصطفى الجزائري.
ج: نسب إليه صاحب هدية العارفين1/409 حاشية على شرح الزرقانى للمختصر، والصحيح أنّها حاشية على شرح الزرقاني للعزية.
محمد بن الحسن البناني (ت1194هـ/1780م).
علامة فاس ومحققها، المحدث الفقيه الأصولي المتصوف. قال فيه الشيخ الرهوني: ( ذا دين متين وتؤدة عظيمة وهدى حسن، منقبضا عن السلطان زاهدا في عطاياه)
له مؤلفات عديدة وتقييدات مفيدة من بينها:
أ: الفتح الرباني فيما ذهل عنه عبد الباقي الزرقانى: حاشية انتهى من تأليفها سنة 1090هـ، تتبع فيها شرح الزرقاني، وطبعت بهامش شرح الأخير سنة 1173هـ بمطبعة بولاق بمصر.
( أتى فيها من التحريرات بالعجب العجاب، وذلّل فيها ما لم يسهل للأكابر من المسائل الصعاب، وألقى عليها القبول في كل مكان، واعترف بفضلها الأعيان، فلا تجد طالبا لبيبا إلاّ وهو يملكها ).
بين البناني سبب إقباله على تأليفها، لما وجده من أخطاء في تنزيل النصوص، وهفوات في إلحاق الفروع بأصولها،كما أنه تعقب بعض شرّاح خليل مبينا عثراتهم، كالشيخ الخرشي وان كان مقصده هو شرح الزرقاني.
ب: شرح المختصر: ابتدأه ولم يكمله فقد باغته الأجل، ووصل فيه إلى باب السهو، عند قول خليل ( فصل: سن لسهو وإن تكرر بنقص سنة).
خليفة بن حسن بن مبارك الأقماري (ت1207هـ/1792م).
فقيه لغوي ناظم وشاعر، ولد سنة 1123هـ بمدينة قمار،بالجنوب الشرقي للجزائر. فقرأ القرآن وتعلم مبادئ العلوم العربية بمسقط رأسه، ثم انتقل إلى الخنقة فأخذ عن الشيخ عبد الحفيظ الخنقي، وعبد الله العمراني الخنقي، وفى تونس أخذ عن الشيخ موسى الفاسي الجمني وغيره .
ترك عدة أعمال من بينها [ جواهر الإكليل نظم مختصر خليل ]. نظم لمتن المختصر الفقهي للشيخ خليل بن إسحاق، يحتوي على 9817 بيتا، فرغ من نظمه سنة 1193هـ، وطبع بالقاهرة سنة 1318هـ بالمطبعة البارونية. تميّز هذا الرجز بالسلاسة والسهولة،لم يلتزم فيه الناظم ألفاظ المختصر حرفيا؛ لأن ذلك ممتنع تحصيله، بل جاء باللفظ وعضده بالمعاني القريبة التي تبين مراد صاحب المختصر، قال الشيخ خليفة في مقدمة نظمه:
أول ما أقول إني أحمد ربي على إنعامه وأشهد

أحمد بن محمد بن أحمد العدوي، الشهير بالدردير(ت1201هـ)
شيخ المالكية بمصر وأوحد زمانه في الفنون النقلية والعقلية، من مؤلفاته:
أ: شرح على مختصر خليل: ذكر الزركلي: أنّه يسمى منح القدير، مطبوع في مجلدين، بهامش حاشية الدسوقي.
ب: أقرب المسالك إلى مذهب مالك: وهو متن مختصر، طُبع بهامش بلغة السالك لأقرب المسالك للشيخ الصاوي. اقتصر فيه عند تعدد الأقوال على الرّاجح، وأبدل الأقوال الغير المعتمدة المذكورة في مختصر خليل بأقوال معتمدة في المذهب، وإذا لم يذكر له ترجيح بين القولين يذكرهما معا. وقد شرح متنه في كتاب عرف بـ ( شرح أقرب المسالك ).
محمد بن أحمد بن عرفة الدسوقي (ت1230هـ)
عالم فقيه انفرد بتحقيق العلوم، إذ كان رحمه الله آية فريدة في تسهيل المعاني وتبيين المباني.
ترك عدة حواشي من بينها:
حاشية على الشرح الكبير للدردير لمختصر خليل.
اعتمد فيها على مصادر فقهية مختلفة ورمز لها بالمصطلحات التالية:[ بن ] للعلامة محمد البناني، و[طفى] للشيخ مصطفى الرماصي، و[عبق] لعبد الباقي الزرقاني، و[شب] للشبرخيتي،و[خش] للعلامة عيسى بن محمد الخرشي، و[مج] لمجموع الشيخ محمد الأمير.
محمد بن التاودي بن سودة المري الفاسي (ت1209هـ)
شيخ المالكية بفاس، جمع بين الاجتهاد في العلم والعبادة، وتضلع في علوم شتى حتى انتهت إليه رئاسة المغرب إقراء وإفتاء، له تأليف محررة مقيدة منها:
طالـع الأماني: وهي حاشيته على شرح الزرقاني على المختصر، اهتم فيها بالتنبيه على أخطاء عبد الباقي في شرحه. وقد ذكرها النابغة من جملة الشروح المعتمدة فقال: ولا يتم نظر الزرقاني
إلا مع التاودي أو البناني
محمد بن أحمد الرهوني (ت1230هـ /1814م).
من علماء المغرب الأقصى له عدة مؤلفات من بينها:
أوضح المسالك في أسهل المراقي إلى سبك إبريز عبد الباقي:
من أبرز الحواشي التي وضعت على شرح الزرقاني للمختصر، لخص فيها ما زادته حاشية التاودي واستعان في الشرح بطرر شيخه أبي عبد الله الجنوي الوزاني (ت1200هـ) هكذا ذكر صاحب الفكر السامي، ثم قال: (( فلقد أجاد فيها كل الإجادة، وزاد على شيوخه المذكورين كثيرا…فصّحح أغلاطا كثيرة وقعت لمن قبله في الاختصار والتلخيص أفسدوا بها كلام المتقدمين وغيروا الفقه عن مواضعه.. أعانه على ذلك ما عثر عليه من الكتب المهمة في المذهب التي لم يظفر بها الأجاهرة، ولا من ناقشه كالرماصي وبناني والتاودي وأمثالهم…غير أن الحاشية طالت فجاءت في ثمان مجلدات لكونها تجلب في المعارك الكبرى نصوص المتقدمين بالحرف الواحد)).
حاشية الرهوني (أوضح المسالك) طبعت طبعة حجرية بفاس في ثمانية أجزاء تحتوي 3665 صفحة، ما بين 1292هـ - 1294هـ/1875م -1877م. وطبعت بمطبعة البولاق بمصر سنة1307هـ في ثمان مجلدات، وقد قام بتلخيصها الشيخ محمد المدني كنون (ت1302هـ) جرد منها النصوص وزينها بفوائد يذكرها غالبا في أول الباب.
محمد بن أحمد بن عرفة الدسوقي (ت1230هـ)
ممن انفرد بتحقيق العلوم، مع أدب جم وتواضع لا تصنع فيه.
له مشاركة في فنون مختلة كعلم الكلام والفقه والنحو والبلاغة وغير ذلك. ترك عدة حواشي من بينها:
حاشية على الشرح الكبير للدردير لمختصر خليل،اعتمد فيها على مصادر فقهية مختلفة ورمز لها بالمصطلحات التالية:[ بن ] للعلامة محمد البناني، و[طفى ] للشيخ مصطفى الرماصي، و[عبق] لعبد الباقي الزرقاني، و[شب] للشبرخيتي، و[خش] للعلامة عيسى بن محمد الخرشي، و[مج] لمجموع الشيخ محمد الأمير.
محمد بن محمد بن أحمد السنباوي المعروف بالأمير (ت1232هـ).
من أبرز علماء المالكية بمصر، تخرج على يد جمهرة من علماء المذهب كالشيخ على العدوي الصعيدي، ومحمد التاودي المغربي بن سودة المغربي، والشيخ البليدي، وحسن الجبرتي وغيرهم.
ترك مؤلفات كثيرة من بينها.
أ: المجموع.
كتاب حاذى به مختصر خليل، جمع فيه أقوال علماء المذهب، معتمدا على الراجح فيها . قال في ديباجته ما نصه:( لما كان مختصر خليل…جامعا لمعظم مذهب مالك، موضحا لما استتر منه في البقاع الحوالك، وهو كما ترى يغنيه لسان حاله الفصيح عن تغالي لسان القال فيه بالمديح، غير أن فيه بعض فروع اعتمد المتأخرون خلافها، وفصوص نصوص لا يجتاز نظر القاصر غلافها، أردت جمعه في مختصر واضح، وأضم إليه فروعا، جازما في كل ذلك بالراجح )،فالمجموع يعتبر اختصرا لمختصر خليل.
ج: شرح المجموع.
قام الأمير بشرح مختصره شرحا أقبل عليه الشيوخ قبل الطلبة، حتى أن شيخه العدوي في دروسه الفقهية إذا غمضت عله مسألة قال: هاتوا مختصر الأمير.
ب: حاشية على شرح الزرقاني لمختصر خليل.
ج : الإكليل شرح مختصر خليل.
وهو شرح وضعه على مختصر خليل، مزج فيه بين المتن والشرح، اعتنى فيه مؤلفه ببيان الراجح من الخلاف. وقد جرى المؤلف في شرحه على اصطلاح سار عليه معظم المتأخرين.
محمد بن أحمد بن عبد القادر الراشدي المعسكري، المعروف بابي رأس(ت1238هـ/1823م).
من علماء الجزائر الذين اشتهروا بكثرة الترحال والكتابة، ترك ثروة هائلة من المؤلفات في شتى الفنون والعلوم، بلغت مائة وستة وثلاثين مخطوطة .
كتب حاشية على شرحي الشيخ الزرقاني والشيخ الخراشي في ستة أسفار، تتبع فيها الأغلاط التي وقعا فيها. وسمها واسطة عقد الحواشي على شرح الشيخ الخراشي، عرضها على الكثير من العلماء فاثنوا عليها. منهم الشيخ مصطفى الرماصي محشى الزرقاني، وشيخ المالكية بالمغرب محمد بن الحسن البناني وغيرهما.
محمد بن المدني كنون (ت1302هـ/1884م).
له: أ : طرر البهجة بالدرر في سلوك الذهب والفضة.
حاشية وضعها على شرح الشيخ محمد بنيس على فرائض مختصر الشيخ خليل، المسمى ( بهجة البصر في شرح فرائض المختصر) طبعت الطرر طبعة حجرية بالمطبعة السعيدة بفاس سنة 1293هـ/1876م في 328 صفحة.
ب: اختصار حاشية الرهوني على المختصر: ذكره صاحب شجرة النور.
ج: شرح لقول خليل في المختصر: حول مشروعية ضرب الزوج لزوجته، مع ذكر الحقوق والواجبات الزوجية لكلا الطرفين. طبع طبعة حجرية بفاس دون تاريخ، في 29 صفحة.
عبد الرحمن بن عبد القادر المجاجي(ت ق13هـ)(ق19م)
من أهل مجاجة، فقيه خبير بعلم الحديث، أخذ علومه عن صلحاء وفقهاء تلمسان. ثم رحل إلى المغرب الأقصى واستقر بفاس.
له (( التعريج والتبريح في ذكر أحكام المغارسة والتصير والتوليج)) وذُكر أيضا باسم ( التصريح والتبريج في أحكام المغارسة)، و( التبيين والتشهير في ذكر ما أغفله الشيخ خليل من أحكام المغارسة والتوليج والتصيير)، أوله: ( يقول العبد الفقير.. وبعد فلما كان باب المغارسة من جملة ما ينبغي للمؤلفين المختصرين أن يتعرضوا له، بذكر أحكامه ووسائله وفصوله..).
عبد الله بن الهاشمي بن خضراء (ت1324هـ/1906م)
من علماء المغرب.
له [ مرآة الفكر والنظر إلى بهجة البصر في شرح فرائض المختصر ]. حاشية وضعها على شرح بنيس لفرائض مختصر خليل، المسمى ( بهجة البصر )، طبعت الحاشية طبعة حجرية بفاس دون تاريخ في 292 صفحة.
عبد المجيد الشرنوبي (…1340هـ).
له [ مناهج التسهيل على متن خليل ]
محمد بن محمد بن عبد الرحمن الديسي(ت1921م).
ولد سنة 1270هـ/1854م بمدينة الديس القريبة من مدينة بوسعادة، يعد من أجل شيوخ العلم علما وعملا وورعا، أخذ علومه على يد جلة من الشيوخ كالشيخ أبو القاسم بن عروس، والسعيد بن بوداود بزاوية زواوة، والشيخ أحمد بن الونيسي بقسنطينة.
له رحمه الله [ نظم على مختصر خليل ] لم يكمل، أتى فيه بفصول المختصر وأبوابه، ثم شرع في نظم بعض فصول كتاب الصلاة، والطهارة، والخصائص الفقهية، وبعضا من فصول كتاب النكاح، والبيوع. ونظّم فصول المختصر في قصيدة سماها: [ تحفة الخليل نظم تراجم خليل ] .
حمدا لله لمن يزيد من له شكر
ثم صلاته على خير البشر.
والآل والأصحاب من تفقهوا
في الدين ثم بالنجوم شبهوا .
وهذه التحفة للخليل
نظم تراجم الرضى خليل.
أحمد بن محمد بن الخياط الزكاري (ت1343هـ/1924م)
من علماء فاس إليه المرجع في كثير من أمهات المسائل والنوازل، وله مشاركة في التفسير والعربية والمعاني والبيان والقراءات. ترك مؤلفات كثيرة في الفقه والحديث في غاية الجودة من بينها.
حاشية على شرح الخرشي لفرائض خليل، وضح فيها معنى علم الفرائض والحقوق المتعلقة بالتركة وترتيبها , وبيان الورثة المستحقين للتركة , مع شرح أصول الحساب وقسمة التركات.
طبعت الحاشية طبعة حجرية بفاس سنة 1318هـ/1900م، في 180 صفحة.
محمد بن يحي بن سليمة الداودي اليونسي(ت1354هـ/1935م)
من علماء موريتانيا , له مؤلفات كثيرة تزيد على 160 تصنيفا، معظمها اختصارات لكتب بعض العلماء، ومن بينها كتاباته على مختصر خليل ما يلي: (اختصار كتاب التبشير والتسهيل على خليل) للشيخ عبد المالك الداودي، واختصار (حاشية محمد بن عرفة الدسوقي)، وله نظم للمختصر سماه ( مقدمة فتح الجليل بنظم خليل)، ومن بين أعماله أيضا ( اختصار مختصر خليل ).
عبد الحفيظ بن الحسن العلوي (ت1356هـ/1937م)
سلطان المغرب، الأديب الفقيه ترك عدة مصنفات منها:
العذب السلسبيل في حل ألفاظ خليل: اعتمد فيه على بعض المصادر الفقهية، كشرح ابن فرحون، وشرح ابن الحاجب والحطاب وحواشي ابن غازي، والتاودي والرهوني وغيرهم .
طبع طبعة حجرية بفاس سنة 1326هـ/1907م في118 صفحة.
محمد بن بادي (ت1367هـ/1938م).
عالم فقيه له اهتمام باللغة، خلف جملة من المؤلفات المختلفة الفنون، من بينها: نظمه لمختصر خليل.
والشيخ بادي لم ينظم جميع محتويات المختصر وإنما تعرض لعينات منه فقط، وجملة أبواب وفصول هذا النظم 126 مع زيادة فصل المغارسة، بدأه بنظم أبواب المختصر وما يندرج فيها، ومما جاء فيه:
تطهر وصل ثم زك وصم وكن
عكوفا على حج وذك مباحا
وضح ولا تحلف وجاهدوا نكحن
وطلق على مول جفا واستراحا
وقد قام الشيخ الحاج محمد باي العالم، بشرح نظم ابن بادي في تأليف سماه: (( إقامة الحجة على شرح نظم ابن بادي لمختصر خليل)) ، نسق فيه بين عبارة الشيخ خليل ونظم ابن بادي، موشحا كلامه بأقوال علماء المذهب، معتمدا على مواهب الجليل للحطاب، والشرح الكبير للدردير، والتاج والإكليل للمواق، وجواهر الإكليل للشيخ عبد السميع وغيرهم.
أبو الشتاء بن الحسن الغازي الشهير بالصنهاجي (ت1365هـ/1945م).
له حاشية على شرح الخرشي لفرائض المختصر، أو الباب الخاص بعلم الفرائض سماها [ الإيضاح والتحصيل لشرح الخرشي على فرائض خليل ]، طبعت هذه الحاشية بمطبعة النهضة بفاس سنة 1354هـ/1935م في 336 صفحة .
 
إنضم
26 فبراير 2010
المشاركات
596
الكنية
أبو الفضل
التخصص
الفقه المقارن
المدينة
الخليل
المذهب الفقهي
فقه مقارن
رد: خليل بن اسحاق الجندي ومختصره الفقهي

أرجو أن توثقي من أين أخذت هذا البحث، وغيره من النقولات
 
التعديل الأخير:

عبد الرحمن بكر محمد

:: قيم الملتقى المالكي ::
إنضم
13 يونيو 2011
المشاركات
373
الإقامة
مصر المحروسة - مكة المكرمة شرفها الله
الجنس
ذكر
الكنية
أبو أنس
التخصص
الشريعة والقانوزن
الدولة
مصر
المدينة
القاهرة
المذهب الفقهي
المالكي
رد: خليل بن اسحاق الجندي ومختصره الفقهي

مقال جيد، بل قل: هو دراسة جيدة، مستوفاة مستوعبة، مرتبة ممنهجة، ولكن الأمانة العلمية تقتضي ذكرمصدر تلك الترجمة كما قال الأخ ضرغام.
 
إنضم
26 فبراير 2010
المشاركات
596
الكنية
أبو الفضل
التخصص
الفقه المقارن
المدينة
الخليل
المذهب الفقهي
فقه مقارن
رد: خليل بن اسحاق الجندي ومختصره الفقهي

لست معترضا على وصف الأخت الكريمة بهذا، ولكنني أقول إن المقال على طوله ليس لها ، وهي لم تشر أنها أخذته من الباحث : محمد بسكر، ينظر هذا الرابط:
http://besker.maktoobblog.com/347/%D8%AE%D9%84%D9%8A%D9%84-%D8%A8%D9%86-%D8%A7%D8%B3%D8%AD%D8%A7%D9%82-%D8%A7%D9%84%D8%AC%D9%86%D8%AF%D9%8A-%D9%88%D9%85%D8%AE%D8%AA%D8%B5%D8%B1%D9%87-%D8%A7%D9%84%D9%81%D9%82%D9%87%D9%8A/
 

عبد الرحمن بكر محمد

:: قيم الملتقى المالكي ::
إنضم
13 يونيو 2011
المشاركات
373
الإقامة
مصر المحروسة - مكة المكرمة شرفها الله
الجنس
ذكر
الكنية
أبو أنس
التخصص
الشريعة والقانوزن
الدولة
مصر
المدينة
القاهرة
المذهب الفقهي
المالكي
رد: خليل بن اسحاق الجندي ومختصره الفقهي

إخواتي الكرام أخواتي الكريمات لقد بهت حين رأيت كلام الأخ ضرغام، فراجعت الرابط فوجدته كما قال، والعجب أن يكون طالب العلم هكذا يأخذ جهد الآخرين ولا يذكر ذلك، وقد قال أهل العلم: من بركة العلم نسبة القول إلى قائله، ونحن أمة الإسناد، فلا ينبغي أن يفعل طالب العلم أو طالبة العلم ذلك، ونحن نحسن الطن بالجميع، ولكن لا بد من بيان الأمر، حتى لا نقع في قول الله جل وعلا: {ويحبون أن يحمدوا بما لم يفعلوا}.
 

فاطمة الجزائر

:: مشارك ::
إنضم
18 مايو 2011
المشاركات
204
الكنية
فاطمة الجزائر
التخصص
فقه وأصوله. فقه المالكي وأصوله
المدينة
وهران
المذهب الفقهي
المذهب المالكي
رد: خليل بن اسحاق الجندي ومختصره الفقهي

ولكن انا لم اوثق ولم اعمل ذلك متعمدة
 

عبد الرحمن بكر محمد

:: قيم الملتقى المالكي ::
إنضم
13 يونيو 2011
المشاركات
373
الإقامة
مصر المحروسة - مكة المكرمة شرفها الله
الجنس
ذكر
الكنية
أبو أنس
التخصص
الشريعة والقانوزن
الدولة
مصر
المدينة
القاهرة
المذهب الفقهي
المالكي
رد: خليل بن اسحاق الجندي ومختصره الفقهي

أخوتي الكرام أخواتي الكريمات يملئني الأسى، ويتملك مني الحزن مبلغًا عظيمًا حين أرى تردي أخلاق المسلمين عامة، وتردي حال الباحثين وطلبة العلم خاصة، فهم الذين يحيي الله بهم موات القلوب، وهم حراس دين الله في أرضه، وهم حماة تراث الأمة، كالليوث رابضين في عرينهم، يسدون ثغراته، ويقومون ما اعوج من صلبه، وأنا والله حين أرى التردي الأخلاقي أو العلمي للباحثين أو طلبة العلم أخشى أن يعمنا الله بعقوبة من عنده إذ سكتنا على مثل ذلك، أوليس فينا رجل رشيد غيور على التراث أو على دين المسلمين، لقد كتبت أول ما كتبت بعد مقالة الأخت فاطمة كلامًا طيبًا؛ إذ استشعرت نبرة شدة من أخينا الفاضل ضرغام، ويعلم الله ما كان بيننا سابق كلام، فكتبت ما كتبت، ثم تراجعت وعدلت مشاركتي إذ رأيت الحق معه، ويرحم الله عبد الرحمن بن مهدي إذ يقول: "أهل الحق يقولون ما لهم وما عليهم، وأهل الهوى لا يقولون إلا ما لهم" نسأل الله أن يجري الحق بأيدينا وعلى ألسنتنا، وأن يستعملنا فيما يرضيه عنا، ويحضرني في هذا الموطن أن أذكر جرأة عجيبة لأحد المحققين، وهو بالمناسبة قد حاز درجة الدكتوراة بكتابه هذا (شرح فرائض الحوفي للسطي) فرأيت على عجالة ثلاثة أوهام لا يقع فيها باحث مبتدئ أذكر إحداها كمثال لضيق المقام، حيث قال: وقال أبو إسحاق [و] ابن شعبان .... إلخ، وكتب في الهامش بعد أن جعل معكوفين على حرف العطف [و] زيادة من المحقق، وهذا من فحش الخطأ؛ إذ ابن شعبان هذا هو نفسه أبو إسحاق، والعجب أن هذا الباحث مغربي، ونوقشت الرسالة في المغرب، ثم طبع الكتاب بعد المناقشة على مثل هذا.
يا عباد الله اتقوا الله في الأمة وفي تراثها، وارحمونا من ترهاتكم وتحريفاتكم لا تحقيقاتكم، واتقوا يومًا ترجعون فيه إلى الله، ومن لا يعلم فليسأل، (هلا سألوا إذ لم يعلموا) أما أن ننحدر إلى مثل هذا، فالله المستعان وعليه التكلان، فما بين سرقات تحقيقة أو نقل مقال بغير بيان أنه منحول، وما بين أصحاب شهادات لا يعرفون عما يكتبون شيئًا.
أسأل الله أن يسترنا بستره الجميل، وأن يهيء للأمة من يقف لهؤلاء على الرصد، وأعتذر لأخي ضرغام، وأسأل الله أن يجزل للجميع المثوبة، وأن يقيمنا على الجادة.
 
إنضم
16 يوليو 2013
المشاركات
18
الكنية
أبو محمد
التخصص
دراسات إسلامية
المدينة
جيجل
المذهب الفقهي
مالكي
أعلى