العِلْمُ رَحِمٌ بَيْنَ أَهْلِهِ، فَحَيَّ هَلاً بِكَ مُفِيْدَاً وَمُسْتَفِيْدَاً، مُشِيْعَاً لآدَابِ طَالِبِ العِلْمِ وَالهُدَى،
مُلازِمَاً لِلأَمَانَةِ العِلْمِيةِ، مُسْتَشْعِرَاً أَنَّ: (الْمَلَائِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا لِطَالِبِ الْعِلْمِ رِضًا بِمَا يَطْلُبُ) [رَوَاهُ الإَمَامُ أَحْمَدُ]،
فَهَنِيْئَاً لَكَ سُلُوْكُ هَذَا السَّبِيْلِ؛ (وَمَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ) [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ]،

مرحباً بزيارتك الأولى للملتقى، وللاستفادة من الملتقى والتفاعل فيسرنا تسجيلك عضواً فاعلاً ومتفاعلاً،
وإن كنت عضواً سابقاً فهلم إلى رحاب العلم من هنا.

التعريف بالمذهب الحنفي

طيبة الوردي

:: متابع ::
إنضم
29 يونيو 2011
المشاركات
66
الكنية
أم كريمة
التخصص
الفقه المقارن
المدينة
باريس
المذهب الفقهي
المذهب الشافعي
المذهب الحنفى.
‏الحديث عن المذهب الحنفى يدور حول المحاور التالية:
1 - ‏صاحب المذهب الامام أبى حنيفة النعمان .
2 - تكوين المذهب، وموطنه، وانتشاره .
3 - أصول المذهب ومنهجه .
4 - أعلام المذهب الحنفى .
5 - ‏تدوين المذهب الحنفى .


أولا - ترجمة: الإمام الأعظم أبى حنيفة النعمان ومذهبه (1):
نسبه ومولده:
هو الإمام فقيه الملة، عالم العراق، أبو حنيفة النعمان بن ثابت بن زوطى التيمى، الكوفى، مولى بنى تيم الله بن ثعلبة، يقال: إنه من أبناء الفرس، ولد سنة ثمانين فى حياة صغار الصحابة.
قال أحمه العجلى:
أبو حنيقة تيمى من رهط حمزة الزيات، كان خزازا يبع الخز.
وقال عمر بن حماد بن أبى حنيفة : أما زوطى فإنه من أهل كابل، وولد ثابتا على الإسلام وكان زوطى مملوكا لبنى تيم الله بن ثعلبة، فأعتقه، فولاؤه لهم، ثم لبنى قفل .
قال : وكان أبو حنيفة خزازا، ودكانه معورف فى دار عمر بن حريث وقال النضر بن محمد المروزى، عن يحيى بن النضر، قال : كان والد أبى حنيفة من «نسا» .
‏وروى سليمان بن الربيع، عن الحارث بن إدريس قال : أبو حنيفة أصله من «ترمذ»، وقال أبوعبد الرحمن المقرى : أبو حنيفة من أهل «بابل»، وروى أبو جعفر أحمد بن إسحاق بن بهلول، عن أبيه، عن جده، قال : ثابت - والد أبى حنيفة - من أهل «الأنبار».

وصفه:
يقول تلميذه أبو يوسف: كان أبوحنيفة ربعة، من أحسن الناس صورة، وأبلغهم نطقا، وأعذبهم نغمة، وأبينهم عمًا فى نفسه.
‏وعن حماد بن أبى حنيفة، قال : كان أبى جميلا، تعلوه سمرة، حسن الهيئة كثير التعطر، هيوبا لايتكلم إلا جوابا، ولايخوض - رحمه الله - فيما لايعنيه .
‏وعن ابن المبارك قال : ما رأيت رجلا أوقر فى مجلسه، ولا أحسن سمتا وحلما من أبى حنيفة .

شيوخه ومن روى عنه.
شيوخه
‏أدرك الإمام الأعظم أنس بن مالك لما قدم عليهم بـ«الكوفة»، ولم يثبت له حرف عن أحد منهم، وروى عن عطاء بن أبى رباح - وهو أكبر شيخ له وأفضلهم على ما قال - وعن الشعبى، وعن طاوس، ولم يصح .
‏وعن جبلة بن سحيم، وعدى بن ثابت، وعكرمة، وفى لقيه نظر، وعبد الرحمن بن هرمز الأعرج، وعمرو بن دينار، وأبى سفيان طلحة بن نافع، ونافع مولى ابن عمر، وقتادة، وقيس ابن مسلم، وعون بن عبد الله بن عتبة ، والقاسم بن عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود، ومحارب بن دثار، وعبد الله بن دينار، والحكم بن عتيبة، وعلقمة بن مرثد، وعلى بن الأقمر، وعبد العزيز بن رفيع، وعطية العوفى، وحماد بن سليمان، وبه تفقه، وزياد بن علاقة، وسلمة بن كهيل، وعاصم بن كليب، وسماك بن حرب، وعاصم بن بهدلة، وسعيد بن مسروق، وعبد الملك بن عمير، وأبى جعفر الباقر، وابن شهاب الزهرى، ومحمد بن المنكدر، وأبى إسحاق السبيعى، ومنصور بن المعتمر، ومسلم البطين، ويزيد بن صهيب الفقير، وأبى الزبير، وأبى حصين الأسدى، وعطاء بن السائب، وناصح المحلمى، وهشام بن عروة، وخلق سواهم، حتى إنه روى عن شيبان النحوى، وهو أصغر منه، وعن مالك بن أنس وهو كذلك .

من روى عنه
لقد عنى أبو حنيفة بطلب الآثار والحديث، وارتحل فى ذلك الأيام والليالى : وأما الفقه والتدقيق فى الرأى وغوامضه فإليه المنتهى، والناس عليه عيال فى ذلك .
حدث عن خلق كثير، ذكر منهم الشيخ أبو الحجاج - فى تهذيبه - هؤلاء على المعجم :
إبراهيم بن طهمان عالم «خراسان»، وأبيض بن الأغر بن الصباح المنقرى، وأسباط بن محمد، واسحاق الأزرق، وأسد بن عمرو البجلى، واسماعيل بن يحيى الصيرفى، وأيوب بن هانئ، والجارود بن يزيد النيسابورى، وجعفر بن عون، والحارث بن نبهان، وحيان بن على العنزى، والحارث بن زياد اللؤلؤى، والحسن بن فرات القزاز، والحسين بن الحسن بن عطية العوفى، وحفص بن عبد الرحمن القاضىي، وحكام بن سلم، وأبو مطيع الحكم بن عبد الله ، وابنه حماد بن أبى حنيفة، وحمزة الزيات، وهو من أقرانه .
وخارجة بن مصعب، وداود الطائى، وزفر بن الهذيل التميمى الفقيه، وزيد بن الحباب، وسابق الرقى، وسعد بن الصلت القاضى وسعيد بن أبى الجهم القابوسى، وسعيد بن سلام العطار، وسلم بن سالم البلخى، وسليمان بن عمرو النخعى، وسهل بن مزاحم، وشعيب بن إسحاق، والصباح بن محارب، والصلت بن الحجاج، وأبو عاصم النبيل، وعامر بن الفرات، وعائذ بن حبيب، وعباد بن العوام، وعبد الله بن المبارك، وعبد الله بن يزيد المقرئ، وأبو يحيى عبد الحميد الحمانى، وعبد الرزاق، وعبد العزيز بن خالد الترمذي، وعبد الكريم بن محمد الجرجانى، وعبد المجيد بن أبى رواد، وعبد الوارث التنورى، وعبد الله بن الزبير القرشى، وعبيد الله بن عمرو الرقى، وعبيد الله بن موسى، وعتاب بن محمد، وعلى بن ظبيان القاضى، وعلى بن عاصم، وعلى بن مسهر القاضى، وعمرو بن محمد العنقزى، وأبو قطن عمرو بن الهيثم، وعيسى بن يونس، وأبو نعيم، والفضل بن موسى، والقاسم بن الحكم العرنى، والقاسم بن معن، وقيس بن الربيع، ومحمد بن أبان العنبرى الكوفى، ومحمد بن بشر، ومحمد بن الحسن بن أتش، ومحمد بن الحسن الشيبانى، ومحمد بن خالد الوهبى، ومحمد بن عبد الله الأنصارى، ومحمد بن الفضل بن عطية، ومحمد بن القاسم الأسدى، ومحمد بن مسروق الكوفى، ومحمد بن يزيد الواسطى، ومروان بن سالم، ومصعب بن المقدام، والمعافى بن عمران، ومكى بن إبراهيم، ونصر بن عبد الكريم البلخى الصيقل، ونصر بن عبد الملك العتكى، وأبو غالب النضر بن عبد الله الأزدى، والنضر بن محمد المروزى، والنعمان بن عبد السلام الأصبهانى، ونوح بن دراج القاضى، ونوح بن أبى مريم الجامع، وهشيم ، وهوذة، وهياج بن بسطام، ووكيع، ويحيى بن أيوب المصرى، ويحيى بن نصر بن حاجب، ويحيى بن يمان، ويزيد بن زريع، ويزيد بن هارون، ويونس بن بكير، وأبو إسحاق الفزارى، وأبو حمزة السكرى، وأبو سعد الصاغانى، وأبو شهاب الحناط، وأبو مقاتل السمرقندى، والقاضى أبو يوسف .
ثناء العلماء عليه
‏قال محمد بن سعد العوفى : سمعت يحيى بن معين يقول : كان أبو حنيفة ثقة لايحدث بالحديث إلا بما يحفظه، ولا يحدث بما لايحفظ .
‏و قال صالح بن محمد : سمعت يحيي بن معين يقول : كان أبو حنيفة ثقة فى الحديث . قال محمد بن أيوب بن الضريس : حدثنا أحمد بن الصباح، سمعت الشافعى قال : قيل لمالك : هل رأيت أبا حنيفة؟ قال : نعم رأيت رجلا لو كلمك فى هذه السارية أن يجعلها ذهبا لقام بحجته، وعن أبى معاوية الضرير قال : حب أبى حنيفة من السنة .
‏وقال الفقيه أبو عبد الله الصيمرى : لم يقبل العهد بالقضاء، فضرب وحبس ومات فى السجن .
وروى حيان بن موسى المروزى ، قال : سئل ابن المبارك : مالك أفقه أو أبو حنيفة؟ قال : أبو حنيفة.
‏وقال : الخريبى : ما يقع فى أبى حنيفة إلا حاسد أو جاهل .
‏وقال يحى بن سعيد القطان : لا نكذب الله ما سمعا أحسن من رأى أبى حنيفة وقد أخذنا بأكثر أقواله .
وقال على بن عاصم : لو وزن علم الإمام أبى حنيفة بعلم أهل زمانه لرجح عليهم .
وقال حفص بن غياث : كلام أبى حنيفة فى الفقه أدق من الشعر، لايعيبه إلا جاهل .
‏وروى عن الأعمش أنه سئل عن مسألة فقال : إنما يحسن هذا النعمان بن ثابت الخزاز، ‏وأظنه بورك له فى علمه .
‏وقال الشافعى : الناس فى الفقه عيال على أبى خيفة .

ولله در القائل :

‏وليس يصح فى الأذهان شىء ***** إذا احتاج النهار إلى دليل

وفاته:

‏توفى شهيدا فى سنة خمسين ومائة، وله سبعون سنة .

----------------------------------------------------

(1) تهذيب الكمال (29/417)، تهذيب التهذيب (10/449)، التقريب (2/303)، الخلاصة (3/95)، الكاشف (3/205)، تاريخ البخارى الكبير (8/81)، تاريخ البخارى الصغير (2/43، 100، 230)، الجرح والتعديل (8/2062)، ميزان الاعتدال (4/265)، تاريخ أسماء الثقات(1477)، الأنساب (6/64)، الكامل (7/2472)، الضعفاء الكبير (4/268)، المعين (546)، تراجم الأحبار (4/122)، التاريخ لابن معين (3/67)، تاريخ الثقات (450)، تاريخ بغداد (13/423، 424)، سير الأعلام (6/390)، معرفة الثقات (1803)، ضعفاء ابن الجوزى (3/163)، ديوان الإسلام (ت 763).

(جمع وترتيب: طيبة بنت الوردي)
------------------------------

الفصل التالي: تكوين المذهب، وموطنه، وانتشاره
 
أعلى