محمد بن فائد السعيدي
:: متخصص ::
- إنضم
- 23 مارس 2008
- المشاركات
- 677
- التخصص
- الحديث وعلومه
- المدينة
- برمنجهام
- المذهب الفقهي
- شافعي
يحيى بن أبي الخير العِمراني
إمام من أئمة علماء اليمن ، إمام في الفقه فروعه وأصوله، ومشارك في غيره من الفنون أصولاً وفروعاً، ربما ما عُرف إلا بعد أن طُبع كتابه" البيان" الشهيرالذي اعتنى بطبعه قاسم محمد النوري وطبع الطبعة الأولى بدار المنهاج بيروت سنة. (1421هـ -2000م ) ، وقد كان إماماً في السنة على منهج السلف الصالح ، سلفي أثري في مسائل الأصول وقد ألف في الرد على المعتزلة، كتاب" الانتصار في الرد على القدرية الأشرار " الذي حققه سعود بن عبد العزيز الخلف وطبع بدار أضواء السلف بالرياض الطبعة الأولى سنة (1419هـ -1999م
ترجم له الوالد القاضي إسماعيل بن علي الأكوع في الجزاء الرابع من كتابه "الماتع النافع" هجر العلم ومعاقله في اليمن" وقد تعجبت وأنا أطالعه من همة هذا الرجل فقد حاول جاهداً أن يُقدم خدمةً عظيمةً لعلماء اليمن فيما ضمنه كتابه الآنف الذكر من تراجمهم وأخبارهم حتى أنه تقريباً جاب كل مخلاف من مخاليف اليمن وربما كل ناحية أو ربما كل قرية.
ترجم الوالد القاضي الأكوع للإمام يحيى بن أبي الخير العِمراني عندما تحدث عن هجرة مَصنعة سَير" التي قال عنها أنها كانت معقل" من معاقل العلم الشهيرة في اليمن الأسفل...وتقع في "وادي سَيْر" من مخلاف صهبان وأعمال لواء أب في الشمال الشرقي من الجند على مسافة نصف مرحلة منه"
ثم نقل القاضي الأكوع عن الجندي وهو يتحدث عن "مصَنعة سَيْر" مسقط رأس الإمام ابن أبي الخير" ولم تزل منذ ابتداء عمارتها موئلا لطلبة العلم، ولا تجد في الجبال من المدرسين والمفتين والفقهاء والمحققين إلا من كان غالب تفقهه بها، إن لم يكن جملته، أو تفقهه على من تفقه بها...."
قال أبو عبدُ الله : لا عجب أن يبرز مثل هذا الإمام السلفي الأثري في المعتقد، الشافعي في الفروع ومسائل الفقه، فالعقيدة السلفية هي العقيدة الأصل التي عَرف اليمنيون بها الإسلام، فاليمنيون لم يعرفوا الإسلام إلا سلفياً صافياً نقياً، كما هو دين الفطرة، لذا أنسجم دينُ الفطرة مع فطرتهم فطرة الله التي فطرهم عليها، فكان إسلامهم استجابةً لرسالةٍ أرسلها النبي المصطفى عليه الصلاة والسلام ليس إلا.
بالإضافة إلى هذا أيضاً-ونحن نتحدث عن ترجمة الإمام ابن أبي الخير العِمراني- لابد أن نعرف أن الإمام يحيى بن أبي الخير ترعرع في الشمال الشرقي من الجَنَد، والجَنَد هي المنطقة التي قطنها الفقيه الألمعي أعلم الناس بالحلال والحرام الصحابي الكبير سفير رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أهل اليمن معاذ بن جبل.
اسمه ونسبه
قال الوالد القاضي الأكوع (4/2063)
يحيى بن أبي الخير بن سالم بن أسعد بن عبد الله بن محمد بن موسى بن عِمران العِمراني(1)، الفقيه الإمام جمال الإسلام، شمس الشريعة : عالم مبرزٌ في الفقه فروعه وأصوله، ومشارك في غيره، ولا سيما علوم العربية.
انتهت إليه رئاسة العلم والإفتاء في عصره، فكان يُرحل إليه من نواحي كثيرة من اليمن لطلب العلم ..."
وقد ذكر القاضي الأكوع بعض أخباره ومنها أنه انتقل إلى ذي أشرق بعد أن حدثت له بعض الفتن، وذكر عن "ذي أشرق" أنهم كانوا على خلاف مع شافعية زبيد مع أن جميعهم شافعية، قال" لأن فقهاء زبيد شافعية الفروع أشعرية الأصول، بينما كان فقهاء ذي أشرق شافعية الفروع حنابلة الأصول ، لا يتأولون المتشابه من صفات الله، ولكنهم يحملونها على ظاهرها، من غير تأويل ولا تحريف، ويقولون" ليس كمثله شيء"
ولادته:
ولادته في في سير سنة 489هـ.
مما قيل في مدحه
نقل الوالد القاضي الأكوع مارواه ابن سمرة في "طبقاته":
لله شيخ من بني عمِران...........قد كان شاد العلم بالأركان
يحيى لقد أحيا الشريعة هاديا...... بزوائد وغرائب وبيان
هو درة اليمن الذي مامثله.....من أول في عصرنا أو ثاني
ثم نقل أيضا ما قاله سيف السنة أحمد بن محمد البريهي في مدح كتابه " البيان"
سقى الله يحيى سلسبيلا وخصه.....بقصر من الياقوت أعلى الجنان
لتصنيفه هذا الكتاب الذي حوى......تصانيف أهل الفقه قاص وداني
وسماه بالإسلام الذي هو أهله .... بيانا ومافي الأرض مثل (بيان)
آثاره:
(1) الانتصار في الرد على القدرية الأشرار. وقد رد به على القاضي جعفر بن أحمد بن عبد السلام المعتزلي.( قال القاضي الأكوع يوجد من نسخة في مكتبة القاضي محمد الجواد في محافظ أب" وقد طبع مؤخرا،حققه سعود بن عبد العزيز الخلف وطبع بدار أضواء السلف بالرياض الطبعة الأولى سنة (1419هـ -1999م
(2) البيان في فقه الشافعية في عشر مجلدات بدأ تأليفه سنة 528هـ ، وفرغ منه 520 هـ.
(3) غرائب الوسيط.
(4) مختصر إحياء علوم الدين.
(5) مشكلات المهذب.
هذه نبذة يسيرة عن هذا الإمام الفحل، والذي للأسف هو مغمور حتى عند كثيرٍ من طلاب العلم، أرجو أن تكون هذه النبذة على وجازتها قد وفّت بالمقصود وأدت الغرض، واستفاد منها الإخوان في هذا الملتقى المبارك.
كتبتها على عجل بعد صلاة الجمعة 18/ من جمادى الأولى لعام 1429هجرية
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
() .
(1)قد يخلط البعض بين بني عِمران بكسر العين المهملة والتي هي أسرة ينتسب إليها الإمام ابن أبي الخير العِمراني وهي في اليمن الأسفل، وبين مدينة عَمران بفتح العين والتي هي مدينة ينتسب إليها شيخنا وأستاذنا القاضي مفتي الديار اليمنية العلامة محمد بن إسماعيل العمراني، وهي من مدن اليمن الأعلى شمال صنعاء.
إمام من أئمة علماء اليمن ، إمام في الفقه فروعه وأصوله، ومشارك في غيره من الفنون أصولاً وفروعاً، ربما ما عُرف إلا بعد أن طُبع كتابه" البيان" الشهيرالذي اعتنى بطبعه قاسم محمد النوري وطبع الطبعة الأولى بدار المنهاج بيروت سنة. (1421هـ -2000م ) ، وقد كان إماماً في السنة على منهج السلف الصالح ، سلفي أثري في مسائل الأصول وقد ألف في الرد على المعتزلة، كتاب" الانتصار في الرد على القدرية الأشرار " الذي حققه سعود بن عبد العزيز الخلف وطبع بدار أضواء السلف بالرياض الطبعة الأولى سنة (1419هـ -1999م
ترجم له الوالد القاضي إسماعيل بن علي الأكوع في الجزاء الرابع من كتابه "الماتع النافع" هجر العلم ومعاقله في اليمن" وقد تعجبت وأنا أطالعه من همة هذا الرجل فقد حاول جاهداً أن يُقدم خدمةً عظيمةً لعلماء اليمن فيما ضمنه كتابه الآنف الذكر من تراجمهم وأخبارهم حتى أنه تقريباً جاب كل مخلاف من مخاليف اليمن وربما كل ناحية أو ربما كل قرية.
ترجم الوالد القاضي الأكوع للإمام يحيى بن أبي الخير العِمراني عندما تحدث عن هجرة مَصنعة سَير" التي قال عنها أنها كانت معقل" من معاقل العلم الشهيرة في اليمن الأسفل...وتقع في "وادي سَيْر" من مخلاف صهبان وأعمال لواء أب في الشمال الشرقي من الجند على مسافة نصف مرحلة منه"
ثم نقل القاضي الأكوع عن الجندي وهو يتحدث عن "مصَنعة سَيْر" مسقط رأس الإمام ابن أبي الخير" ولم تزل منذ ابتداء عمارتها موئلا لطلبة العلم، ولا تجد في الجبال من المدرسين والمفتين والفقهاء والمحققين إلا من كان غالب تفقهه بها، إن لم يكن جملته، أو تفقهه على من تفقه بها...."
قال أبو عبدُ الله : لا عجب أن يبرز مثل هذا الإمام السلفي الأثري في المعتقد، الشافعي في الفروع ومسائل الفقه، فالعقيدة السلفية هي العقيدة الأصل التي عَرف اليمنيون بها الإسلام، فاليمنيون لم يعرفوا الإسلام إلا سلفياً صافياً نقياً، كما هو دين الفطرة، لذا أنسجم دينُ الفطرة مع فطرتهم فطرة الله التي فطرهم عليها، فكان إسلامهم استجابةً لرسالةٍ أرسلها النبي المصطفى عليه الصلاة والسلام ليس إلا.
بالإضافة إلى هذا أيضاً-ونحن نتحدث عن ترجمة الإمام ابن أبي الخير العِمراني- لابد أن نعرف أن الإمام يحيى بن أبي الخير ترعرع في الشمال الشرقي من الجَنَد، والجَنَد هي المنطقة التي قطنها الفقيه الألمعي أعلم الناس بالحلال والحرام الصحابي الكبير سفير رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أهل اليمن معاذ بن جبل.
اسمه ونسبه
قال الوالد القاضي الأكوع (4/2063)
يحيى بن أبي الخير بن سالم بن أسعد بن عبد الله بن محمد بن موسى بن عِمران العِمراني(1)، الفقيه الإمام جمال الإسلام، شمس الشريعة : عالم مبرزٌ في الفقه فروعه وأصوله، ومشارك في غيره، ولا سيما علوم العربية.
انتهت إليه رئاسة العلم والإفتاء في عصره، فكان يُرحل إليه من نواحي كثيرة من اليمن لطلب العلم ..."
وقد ذكر القاضي الأكوع بعض أخباره ومنها أنه انتقل إلى ذي أشرق بعد أن حدثت له بعض الفتن، وذكر عن "ذي أشرق" أنهم كانوا على خلاف مع شافعية زبيد مع أن جميعهم شافعية، قال" لأن فقهاء زبيد شافعية الفروع أشعرية الأصول، بينما كان فقهاء ذي أشرق شافعية الفروع حنابلة الأصول ، لا يتأولون المتشابه من صفات الله، ولكنهم يحملونها على ظاهرها، من غير تأويل ولا تحريف، ويقولون" ليس كمثله شيء"
ولادته:
ولادته في في سير سنة 489هـ.
مما قيل في مدحه
نقل الوالد القاضي الأكوع مارواه ابن سمرة في "طبقاته":
لله شيخ من بني عمِران...........قد كان شاد العلم بالأركان
يحيى لقد أحيا الشريعة هاديا...... بزوائد وغرائب وبيان
هو درة اليمن الذي مامثله.....من أول في عصرنا أو ثاني
ثم نقل أيضا ما قاله سيف السنة أحمد بن محمد البريهي في مدح كتابه " البيان"
سقى الله يحيى سلسبيلا وخصه.....بقصر من الياقوت أعلى الجنان
لتصنيفه هذا الكتاب الذي حوى......تصانيف أهل الفقه قاص وداني
وسماه بالإسلام الذي هو أهله .... بيانا ومافي الأرض مثل (بيان)
آثاره:
(1) الانتصار في الرد على القدرية الأشرار. وقد رد به على القاضي جعفر بن أحمد بن عبد السلام المعتزلي.( قال القاضي الأكوع يوجد من نسخة في مكتبة القاضي محمد الجواد في محافظ أب" وقد طبع مؤخرا،حققه سعود بن عبد العزيز الخلف وطبع بدار أضواء السلف بالرياض الطبعة الأولى سنة (1419هـ -1999م
(2) البيان في فقه الشافعية في عشر مجلدات بدأ تأليفه سنة 528هـ ، وفرغ منه 520 هـ.
(3) غرائب الوسيط.
(4) مختصر إحياء علوم الدين.
(5) مشكلات المهذب.
هذه نبذة يسيرة عن هذا الإمام الفحل، والذي للأسف هو مغمور حتى عند كثيرٍ من طلاب العلم، أرجو أن تكون هذه النبذة على وجازتها قد وفّت بالمقصود وأدت الغرض، واستفاد منها الإخوان في هذا الملتقى المبارك.
كتبتها على عجل بعد صلاة الجمعة 18/ من جمادى الأولى لعام 1429هجرية
وكتب / أبو عبدالله محمد السعيدي
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
() .
(1)قد يخلط البعض بين بني عِمران بكسر العين المهملة والتي هي أسرة ينتسب إليها الإمام ابن أبي الخير العِمراني وهي في اليمن الأسفل، وبين مدينة عَمران بفتح العين والتي هي مدينة ينتسب إليها شيخنا وأستاذنا القاضي مفتي الديار اليمنية العلامة محمد بن إسماعيل العمراني، وهي من مدن اليمن الأعلى شمال صنعاء.
التعديل الأخير: