د. ملفي بن ساير العنزي
:: متخصص ::
- إنضم
- 25 مارس 2011
- المشاركات
- 1,035
- الكنية
- أبو محمد
- التخصص
- فقه
- المدينة
- مكة المكرمة والشمال
- المذهب الفقهي
- أصول المذهب الأحمد
الحمد لله...
حظوظ النفس حالت ... ولكن الكبار يستنقذوها...
ولقد استطار بلاء؛ لكن الحق كريم...
وإذا كانت النفوس كباراً ...... تعبت في مرادها الأجسام.
ومن البلايا المفردة على النفس البشرية - مالم تكن في الفضائل تسير - آفة وحظّ قد يعتري البعض؛ وهو العُجْب.
هذا الداء الذي هو "من حظوظ النفس المزاحمة لمراد الرب"(1). هذا الداء من حظوظ النفس, وبقيّة من بقاياها... ؛ فيستلذّ به البعض... ويطلب من غير الله العوض.
فالخوف والمحبة يصرفان عبادةً لله... والرجاء والخضوع كذلك !لكن العُجب المجرّد - بالنفس أو الرياسة أو الجاه أو القبيلة أو المال... - هو في حقيقة الأمر تكبّر على الله, وعلى نِعمه.
وإذا تُلبِّس به؛ يكون موجبا لانعدام نعمة, وجلب نقمة في الدنيا والآخرة ! نسأل الله العافية.
وهل لهذا الداء علاج؟ أو بعبارة أدقّ (هل يُردّ)؟
نعم يُردّ... ونِعم العبد الذي يَرُدّ الحقّ لمسديه... وبما جاء منه, ويرجع إليه... !
ويكون ردّه بالتدبّر وبالتفكر وإعمال النظر في قرآننا المجيد... وأن هذه النعم الدنيوية - صحة ورزق ومال ومسكن - تحتاج إلى نعم دينية تباركها وتزكيها...
ومن أعظم هذه النعم: الشكر ! شكر المنعم المعطي المبدئ سبحانة...
والصبر على مراعاة العبودية "ولزوم عتبتها", والدعاء بإخلاص؛ ليكون العبد مستجيباً لمولاه؛ قال تعالى: {يا أيها الذين آمنوا استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم واعلموا أن الله يحول بين المرء وقلبه وأنه إليه تحشرون (24) واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة واعلموا أن الله شديد العقاب (25) [الأنفال]
واذكروا...
واشكروا...
ولا تخونوا....
فحقيقة حال العبد هو حال الضعف والجهل... وقلة البصيرة...
و"من كان لنفسه أشد مقتا واستهانة فهذا هو الفقيه" (المرجع السابق 1/439).
ومع الشكر تبقى النعم الموجودة... وتأتي نعم أخرى مفقودة لا يشعر العبد إلا وهو متلبّس بها...
ومع الصبر على تذكرها وشكرها ينمو ما يزكّي النفس من العلم بالله ومعرفة تقواه, والحذر من العُجب المانع لذلك.
وتذكّر يا عبد الله؛ أنه تعالى هو المعبود الأحد والرب الصمد - عزيز حكيم فتاح عليم - ؛ يرسل ويَفتح على قلوب عباده؛ فيؤثّر الفتح على الجوارح... ويصل الإرسال والمدد... ولو في عناء ونكد؛ فيُبدل الحال ويكون السرور للمآل.
أو كان العبد في حال قوة عزة؛ فيزيده الشكر بما لا يُراه من خير وتوفيق وهداية ورشاد.
ومن يُمسك رحمة الله أن تصل. ! إلا من أبى...
وردّ العُجب؛ يكون أيضاً (بالسنة) التي حذّرت منه ومن غيره من المهلكات...
قال صلى الله عليه وسلم: (( ثلاث مهلكات: شح مطاع وهوى متبع وإعجاب المرء بنفسه . وثلاث منجيات: خشية الله في السر والعلانية والقصد في الفقر والغنى والعدل في الغضب والرضا)) . [السلسلة الصحيحة (4/ 412].
وقال صلى الله عليه وسلم: ((هوّن عليك , فإني لست بملك إنما أنا ابن امرأة من قريش كانت تأكل القديد)). [السلسلة الصحيحة “ 4 / 496] .
ومن نفيس القول؛ أن يزكّي المؤمن نفسه بالنهل من مدارس الصحب الكرام وسير الأعلام النبلاء...
خاتمة:
سمعت الشيخ الحواشي - وفّقه الله لكل خير - بالإذاعة... يقول:
" اجعل قلبك ينبض بالتوحيد..." !
ما اجملها من عبارة: فتكون في حال الطاعة... وتردّ حال العصيان وتطهّره ! ... وتتمشى بين ذلك في حال الإباحة والسعة... والغين والفترة...
حفظكم الرحمن جميعاً
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
(ملحوظة: كانت لمشاركة سابقة فأحببت إفرادها؛ للمشاركة تحت هذا الموضوع... (حظوظ النفس)..
------------------- (1) - كما في مدارج السالكين لابن القيم رحمه الله تعالى 2/30.
حظوظ النفس حالت ... ولكن الكبار يستنقذوها...
ولقد استطار بلاء؛ لكن الحق كريم...
وإذا كانت النفوس كباراً ...... تعبت في مرادها الأجسام.
ومن البلايا المفردة على النفس البشرية - مالم تكن في الفضائل تسير - آفة وحظّ قد يعتري البعض؛ وهو العُجْب.
هذا الداء الذي هو "من حظوظ النفس المزاحمة لمراد الرب"(1). هذا الداء من حظوظ النفس, وبقيّة من بقاياها... ؛ فيستلذّ به البعض... ويطلب من غير الله العوض.
فالخوف والمحبة يصرفان عبادةً لله... والرجاء والخضوع كذلك !لكن العُجب المجرّد - بالنفس أو الرياسة أو الجاه أو القبيلة أو المال... - هو في حقيقة الأمر تكبّر على الله, وعلى نِعمه.
وإذا تُلبِّس به؛ يكون موجبا لانعدام نعمة, وجلب نقمة في الدنيا والآخرة ! نسأل الله العافية.
وهل لهذا الداء علاج؟ أو بعبارة أدقّ (هل يُردّ)؟
نعم يُردّ... ونِعم العبد الذي يَرُدّ الحقّ لمسديه... وبما جاء منه, ويرجع إليه... !
ويكون ردّه بالتدبّر وبالتفكر وإعمال النظر في قرآننا المجيد... وأن هذه النعم الدنيوية - صحة ورزق ومال ومسكن - تحتاج إلى نعم دينية تباركها وتزكيها...
ومن أعظم هذه النعم: الشكر ! شكر المنعم المعطي المبدئ سبحانة...
والصبر على مراعاة العبودية "ولزوم عتبتها", والدعاء بإخلاص؛ ليكون العبد مستجيباً لمولاه؛ قال تعالى: {يا أيها الذين آمنوا استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم واعلموا أن الله يحول بين المرء وقلبه وأنه إليه تحشرون (24) واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة واعلموا أن الله شديد العقاب (25) [الأنفال]
واذكروا...
واشكروا...
ولا تخونوا....
فحقيقة حال العبد هو حال الضعف والجهل... وقلة البصيرة...
و"من كان لنفسه أشد مقتا واستهانة فهذا هو الفقيه" (المرجع السابق 1/439).
ومع الشكر تبقى النعم الموجودة... وتأتي نعم أخرى مفقودة لا يشعر العبد إلا وهو متلبّس بها...
ومع الصبر على تذكرها وشكرها ينمو ما يزكّي النفس من العلم بالله ومعرفة تقواه, والحذر من العُجب المانع لذلك.
وتذكّر يا عبد الله؛ أنه تعالى هو المعبود الأحد والرب الصمد - عزيز حكيم فتاح عليم - ؛ يرسل ويَفتح على قلوب عباده؛ فيؤثّر الفتح على الجوارح... ويصل الإرسال والمدد... ولو في عناء ونكد؛ فيُبدل الحال ويكون السرور للمآل.
أو كان العبد في حال قوة عزة؛ فيزيده الشكر بما لا يُراه من خير وتوفيق وهداية ورشاد.
ومن يُمسك رحمة الله أن تصل. ! إلا من أبى...
وردّ العُجب؛ يكون أيضاً (بالسنة) التي حذّرت منه ومن غيره من المهلكات...
قال صلى الله عليه وسلم: (( ثلاث مهلكات: شح مطاع وهوى متبع وإعجاب المرء بنفسه . وثلاث منجيات: خشية الله في السر والعلانية والقصد في الفقر والغنى والعدل في الغضب والرضا)) . [السلسلة الصحيحة (4/ 412].
وقال صلى الله عليه وسلم: ((هوّن عليك , فإني لست بملك إنما أنا ابن امرأة من قريش كانت تأكل القديد)). [السلسلة الصحيحة “ 4 / 496] .
ومن نفيس القول؛ أن يزكّي المؤمن نفسه بالنهل من مدارس الصحب الكرام وسير الأعلام النبلاء...
خاتمة:
سمعت الشيخ الحواشي - وفّقه الله لكل خير - بالإذاعة... يقول:
" اجعل قلبك ينبض بالتوحيد..." !
ما اجملها من عبارة: فتكون في حال الطاعة... وتردّ حال العصيان وتطهّره ! ... وتتمشى بين ذلك في حال الإباحة والسعة... والغين والفترة...
حفظكم الرحمن جميعاً
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
(ملحوظة: كانت لمشاركة سابقة فأحببت إفرادها؛ للمشاركة تحت هذا الموضوع... (حظوظ النفس)..
------------------- (1) - كما في مدارج السالكين لابن القيم رحمه الله تعالى 2/30.