العِلْمُ رَحِمٌ بَيْنَ أَهْلِهِ، فَحَيَّ هَلاً بِكَ مُفِيْدَاً وَمُسْتَفِيْدَاً، مُشِيْعَاً لآدَابِ طَالِبِ العِلْمِ وَالهُدَى،
مُلازِمَاً لِلأَمَانَةِ العِلْمِيةِ، مُسْتَشْعِرَاً أَنَّ: (الْمَلَائِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا لِطَالِبِ الْعِلْمِ رِضًا بِمَا يَطْلُبُ) [رَوَاهُ الإَمَامُ أَحْمَدُ]،
فَهَنِيْئَاً لَكَ سُلُوْكُ هَذَا السَّبِيْلِ؛ (وَمَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ) [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ]،

مرحباً بزيارتك الأولى للملتقى، وللاستفادة من الملتقى والتفاعل فيسرنا تسجيلك عضواً فاعلاً ومتفاعلاً،
وإن كنت عضواً سابقاً فهلم إلى رحاب العلم من هنا.

لماذا يتهموننا بالإرهاب والتعصب؟

د.محمود محمود النجيري

:: مشرف سابق ::
إنضم
19 مارس 2008
المشاركات
1,171
الكنية
أبو مازن
التخصص
الفقه الإسلامي
المدينة
مصر
المذهب الفقهي
الحنبلي
لماذا يتهموننا بالإرهاب والتعصب؟

اتهامات الغرب لنا قديمة مستمرة، ونحن أدرى الناس بتهافتها... وما وراء هذه الاتهامات هو الأمر الذي يجب أن نفتش عنه حتى نفهم إلامَ يرمي الغرب بالتحديد. ومن نافلة القول: إن الغربيين في قرارة نفوسهم، يدركون أن الإسلام أبعد ما يكون عن فرية التعصب الأعمى والإرهاب.
والأمر كما يقول الله  عن تكذيب فرعون وقومه لموسى: وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنفُسُهُمْ ظُلْماً وَعُلُوّاً فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ  [النمل: 14]. فالإسلام في إنسانيته وسماحته وانفتاحه، أرقى من كل فكر عرفه العالم. وقد كان له أثر كبير في الحضارة الإنسانية، ونبعت حقوق الإنسان من العقيدة الإسلامية، التي تجعل الناس جميعًا عبادًا لله متساويين، على حين وُضعت حقوق الإنسان الغربي لتوحيد الغربيين ضد العالم.
وأهداف الغربيين من اتهامنا بالتعصب والإرهاب هي:
1. إرهابنا فكريًا في محاولة لإخماد العاطفة الدينية الإسلامية، وصرفنا عن الاستمساك بديننا؛ لأن الغرب يعلم أن التدين خطر على مخططات التغريب والهيمنة، وأنه المَعِين الفياض بالمقاومة وجهاد الباطل.
2. أن نرضي دائمًا بدور التابع المطيع، فلا نرى إلا ما يراه لنا الآخرون، ولا نتحرك إلا وفق ما يريدون.
3. يريدون حصرنا دائمًا في موقع الدفاع ضد التهم التي تُكال لنا كيلا، وأن نتبرأ من كل رغبة في استقلال إرادتنا، ورفعة أوطاننا، وتقدم حضارتنا.
4. تبرير اعتداءتهم المتتابعة على المسلمين وبلادهم، بدعوى أنهم يحاربون الإرهاب ويضربون ضربات وقائية.
5. أن نتقبل إسرائيل بكل عنصريتها، دولةً فوق القانون باعتبارها- فيما يدّعون- مملكة الله، وأرقى ما في الجنس البشري، وأن قيامها واستمرارها هو إرادة إلهية.
6. ألا نطالب بحقوقنا في فلسطين، وأن نتنازل عن مقدساتنا وديننا وعزتنا وكرامتنا.
نستطيع أن نقرر الآن: أن اتهامنا بالتعصب والإرهاب هو دعوة مغلّفة بالرغبة في تمييع مواقفنا وعقائدنا، والتفريط في هويتنا الثقافية وكينونتنا الحضارية.
وعلى حين يتعصب الغرب تعصبًا شديدًا لخصوصياته الدينية والثقافية، يدعونا بلسان فصيح إلى الحوار وعدم التعصب، مع أن تعصب الغرب أعمى.
وإذا كان المسلمون يسعون لنشر دينهم بدافع من إيمانهم بالله واليوم الآخر، ورغبة في إسعاد البشر برسالة الإسلام السامية، فالأمر عند الغربيين غير ذلك. إنهم يعملون على نشر دينهم، وتنصير البشر بدافع من الرغبة في محو الأديان الأخرى. فالاستكبار الكامن هناك، والاستعلاء العنصري، وصَلَ حدًّا لا يستطيع الغرب معه احتمال وجود الآخر بثقافته ودينه وعاداته وتقاليده، فهو يبغي أن يصير الجميع على البسيطة صورة منه، وإن كانت باهتة ومشوهة، وهذه هي العولمة في المفهوم الغربي.
ومن هنا، نجزم بأن الغرب لا يسعى إلى نشر الدين حبًّا فيه، أو إيمانًا به، ولا رغبة في خير البشرية؛ لأنه لا يدعو إلى الله، بل يدعو إلى نفسه!
إن الإسلام دعوة للعدالة والحرية كما يقول رجاء جارودي في كتابه: "الإسلام دين المستقبل، ص 69":
"يمكن الإسلام أن يكون خميرة تحرر ونضال ضد كل أشكال التسلط والعبودية المفروضة على الإنسان بحجة أطروحات مزيفة تبعده عن أصالته ومركزه".
هذا الإسلام الذي يدعو إلى تحرير جميع البشر، يقول عنه وليم فان لون في كتابه "موكب الحضارة، ص 67":
"قام الدين الإسلامي على التسامح، فكان كريمًا مع أهل الكتاب، ولم يتعرض إلى شعائرهم الدينية، وترك المسيحيين واليهود يقيمون صلواتهم في كنائسهم ومعابدهم، ولم يقف في سبيل الحجاج المسيحيين أو اليهود الذين يريدون الذهاب إلى الأرض المقدسة. ولا شك أن الحماقة التي زعمت بأن المسلمين متعصبون خرافة كاذبة، منبتها ضيق الأفق، وجمود العقل. والحقيقة: أن الإسلام كان ولا يزال مصدر السماحة النبيلة التي تكفل حرية العبادة للمسيحيين واليهود".
إن المسلمين يجب ألا يخضعوا للإرهاب الفكري الغربي، وأن يبيّنوا للعالم أن الإسلام هو دين السماحة النبيلة حقًا، والدعوة إلى حوار الحضارات- أو حوار أصحاب الحضارات والأديان- بدلا من صدامها، مستفيدين في ذلك من وسائل الإعلام والفضائيات والطريق السريع للمعلومات وشبكة الإنترنت، بالإضافة إلى الدعوة المباشرة وجهًا لوجه يقوم بها كل مسلم مؤهل لها. وأن يستيقن المسلمون أن الدين الإسلامي رابطة مقدسة توثق بين الشعوب الإسلامية؛ لذا يجب الاستمساك بها، والاجتماع عليها مهما زين لنا الآخرون هجر هذه الرابطة وفصْم حبالها.
إن ولاءنا لديننا وأمتنا، ليس تعصبًا أعمى نتبرأ منه، ولا إرهابًا ينال من غيرنا، وإنما هو منبعٌ لعزتنا، يحمينا من التمزق شيعًا وأحزابًا، ويحفظنا من تسلط أعدائنا علينا والتحكم بمصائرنا.
 

د ايمان محمد

:: متخصص ::
إنضم
2 أبريل 2008
المشاركات
88
التخصص
فقه
المدينة
المنصورة
المذهب الفقهي
شافعى
( ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين )
 
إنضم
27 مارس 2008
المشاركات
365
التخصص
أصول الفقه
المدينة
قسنطينة
المذهب الفقهي
حنبلي
قديما كان كفار قريش يقولون { أن محمد يريد أن يفرق بين الناس . بين الولد وابنه وبين الام وابنتها } فلا يخفى إخواني ان الحرب و الحقد على المسلمين قديم منذ بزوغ فجر الإسلام وظهور النور الحقيقي .
فالغرب اللعين يجاهرون بالحقد و الكراهية للمسلمين ويظهرون ذلك بشتى الأساليب و الطرق أحيانا بالسب لنبينا و أحيانا بالرسوم السيئة له و احيانا بلصق التهم للإسلام و انه دين الدم وقتل الناس أو دين الإرهاب إلى آخر تلكم التهم .
و بالتحديد الذي نحن في صدده هذه الإيام و الكلمة التي جمعت كل انواع التهم للإسلام { الإرهاب } فالخلط بين مفهوم الإرهاب و الترهيب وبين دين الإسلام مغالطة من أساسها
ومن درس الإسلام على أساسه الحقيي
تجلت عنده حقيقته
و أنه دين الرحمة يدعو إلى مكارم الأخلاق ويحارب العنف بانواعه وووو
بخلاف ماذهب إلى الكفار
لكن
أيها الاعضاء و الأساتذة و الدكاتره
ماهو الحل للرد على اتهامات الكفار
الجماعات المتطرفة العصرية من التكفريين و الغلاة
هم الذين شوهوا صورة الإسلام بعقد الإغتيلات و التفجيرات هنا وهناك في البلاد بالأصالة أو غيرها من الخارج
الحل ونحن غايتنا أدخال العالم في دين الإسلام
أن نعمل بمقتضى النص
{وجادلهم بالتي هي أحسن }
{ادع إلى ربك بالحكمة و الموعظة الحسنة }
أما العنف فهو الأخير وخصوصا ونحن مستضعفين
و الله المستعان
اللهم أعز الإسلام و المسلمين .​
 
التعديل الأخير:

د.محمود محمود النجيري

:: مشرف سابق ::
إنضم
19 مارس 2008
المشاركات
1,171
الكنية
أبو مازن
التخصص
الفقه الإسلامي
المدينة
مصر
المذهب الفقهي
الحنبلي
نعم. قال الله تعالى في كتابه المجيد: {ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ} [النحل : 125].
وأرجو من الأخوة نسخ الآيات القرآنية؛ حتى لا يقع بها تحريف.
والله الموفق.
 
إنضم
29 أكتوبر 2007
المشاركات
9,059
الكنية
أبو فراس
التخصص
فقه
المدينة
جدة
المذهب الفقهي
مدرسة ابن تيمية الحنبلية لذا فالمذهب عندنا شيء والراجح شيء آخر تماماً!.
جزاكم الله خيرا وبارك الله فيكم

موضوع من الأهمية بمكان

وكان النبي صلى الله عليه وسلم حريصا جدا على سمعة الإسلام حتى امتنع من قتل جماعة من المنافقين الذين ظهر نفاقهم لا لشيء إلا لأمر نظر إليه النبي صلى الله عليه وسلم وهو "حتى لا يتحدث الناس أن محمدً يقتل أصحابه"

فمابالكم واليوم يشكل الإعلام الآلة الضاربة الأولى إن في السلم وإن في الحرب.

والمسؤولية كبيرة على حماة الدين وحراس العقيدة والغيورين على سمعة الدين الحنيف

وبعض الناس بحسن نية يحاول تبرير هذه التهمة بأن هذه الأمة أمة السيف أو بحديث " وجعل رزقي تحت ظل رمحي"

وكل هذه معاني صحيحة وأحاديث قد فرغ المؤمنون منذ سمعوها من النبي صلى الله عليه وسلم على الإيمان بها وبمقتضاها سوى شذاذ من الناس

لكن ههنا مسألة أخرى وهو ألا نجعل هذا هو الإطار العام للإسلام

بل الشعار العام للإسلام هو أن الدين هو دين الرحمة

يقول سبحانه وتعالى: "وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين"

وكل ما سوى ذلك من آيات السيف ونصوص القتال مندرج تحت هذه الآية العظيمة فالجهاد في مآله رحمة للمجهادين بنيلهم للشهادة ولبلاد الكفار أن يدخلوا في الإسلام مقابل قتل طائفة قليلة منهم يشكلون عسكر بلادهم ، وهؤلاء قد منعوا أولئك الجم الغفير من الدخول في الإسلام فكان قتل هؤلاء خير ورحمة لتلك الأمم من ورائهم

مع ما في قتل هؤلاء من رحمة لهم من أن تطول أعمارهم في الشر فإن شر الناس من طال عمره وساء عمله.
 
التعديل الأخير:
إنضم
27 مارس 2008
المشاركات
365
التخصص
أصول الفقه
المدينة
قسنطينة
المذهب الفقهي
حنبلي
بارك الله فيكم وزادكم الله حرصا
أرجو من المشايخ أعضاء المنتدى
إعطاء إقتراحات تنهض بالدفاع عن هذا الدين
وتحارب التطرف و الإرهاب
و الله المستعان .​
 
إنضم
28 ديسمبر 2007
المشاركات
677
التخصص
التفسير وعلوم القرآن
المدينة
عمان
المذهب الفقهي
حنبلي
مقالكم - أيا شيخنا - مقال :

1- عميق ، فهو يتناول الظاهرة بتحليل دقيق ؛ لا يقف عند ظواهر الأحداث ؛ بل يتعداها إلى الغوص في الأسرار والمكنونات ، وتحرّي ذلك في مواطنه ومظانّه ..بحيث يلفت انتباه القارئ إلى مآلات لم يكن ليلتفت إليها إلا بعد طول تفكر وتدبر ، وينبهه إلى خفايا وذرائع لا يراها إلا من أوتيَ قدرا من النظر والمراس في التقليب والتحليل .

2- واقعي ، فهو يُعنى بمسألة خطيرة لا تكاد تغيب عن أسماع الناس يوما ..وهكذا هو دأب العلماء العاملين ، تراهم يعيشون هموم أمتهم ؛ كيف لا ؟ وهم المنارات التي خلفت مقام النبوة في هداية الناس ودلالتهم على الطريق ..في الليل المدلهم الأسود ..

3- جريء ، فهو يتناول المسألة من الناحية الأخرى المغيّبة عن الطرح والتداول ، فالمعتاد أن نتكلم عن الإرهاب من الزاوية التقليدية ..وهي ولا شك زاوية نقرّ بها ونوافق على أهمية الكلام والتوجيه فيها لما بان من آثارها المدمرة ، لكن الأمر الذي غاب عن الأذهان ذكره والتنبيه إليه :

أن ثمة فرقا كبيرا في استعمال هذا المصطلح بين الناس ..

فنحن نرفض الإرهاب ، وإرهابنا المرفوض هذا هو ترويع الآمنين ، والعدوان على المسالمين ، واستباحة الدماء المعصومة ، وشق عصا وحدة هذه الأمة المكلومة ..

لكن الإرهاب الذي يعنون : هو الدفاع عن الأوطان ، والجهاد لنصرة الديان ، والتترس خلف الثوابت ، ورفض الإنسياق وراء المشروع الصهيوأمريكي ، وأي تخطيط للارتقاء بالأمة إستراتيجي أوتكتيكي .

أما المعنى الأول للإرهاب فلا حرج على من تكلم به ، لكن من ذا الذي يتجرأ على اقتحام غمار المعنى الثاني ؟؟ على أنه لا يقلّ خطورة ؛ بل يزيد على ما في الأول من أخطار ومكاره ..

نعم جاء هذا المقال متكامل الفكرة ، سلس الأسلوب ، نقي الطرح ، لطيف المأخذ ، قوي الحجة ..

فجزاكم الله خيرا على ما أتحفتمونا به من خلاصة التفكير المتأنّي ، وزبدة التحليل المتوازن الواقعي ، والله نسأله أن يجعل منا أئمة عاملين ، وأن يكشف بصيرتنا ويستخدمنا فيما ينصر به الدين ..
 

د.محمود محمود النجيري

:: مشرف سابق ::
إنضم
19 مارس 2008
المشاركات
1,171
الكنية
أبو مازن
التخصص
الفقه الإسلامي
المدينة
مصر
المذهب الفقهي
الحنبلي
براءة المسلمين من التعصب الذميم

براءة المسلمين من التعصب الذميم

براءة المسلمين
من التعصب الذميم

حين حَكَم المسلمون الأندلس- لمدة ستة قرون- ضمنوا حوارًا دينيًا مفتوحًا بين جميع الطوائف والملل والنحل في حرية تامة، فكان هناك حوار بين اليهود والنصارى والمسلمين، وكانت تعقد المناظرات العلنية، وتؤلف الرسائل والكتب لمناقشة الآراء اللاهوتية والعقائد الدينية، بلا خوف ولا خطر. ولم يسلم الدين الإسلامي من هذه المجادلات والمناقشات، وعلى الرغم من أن السلطة في يد المسلمين، إلا أن الحرية الفكرية كانت مكفولة تمامًا فيما لم يعرفه ذلك العصر في مكان آخر.
وبعد سقوط دولة المسلمين في الأندلس، وسيطرة الفرنجة عليها، جمع النصارى أحقادهم ضد المسلمين واليهود، وحاسبوهم على أرائهم التي أبدوها في مناظراتهم الماضية، واعتبرها الحكام الجدد اعتداءً يقتضي التنكيل والعقاب، وانتهى الأمر بالتعذيب، فيما عرف بمحاكم التفتيش، ثم طُرد ما تبقى من المسلمين واليهود من الأندلس نهائيًا بعد سنة 1492م.
إن الأدلة التاريخية على براءة المسلمين من التعصب الأعمى كثيرة، ولو كان الأمر على غير ذلك، ما بقي في بلاد الإسلام معبد ولا كنيسة. على حين أننا نرى معابد وكنائس عتيقة في بلادنا لم تمسسها يد، في وقت أدى التعصب بنصارى الفرنجة إلى تدمير المساجد في الأندلس وجزر البحر المتوسط وغيرها من البلاد التي كان يحكمها المسلمون، كما نصَّروا المسلمين من أهلها قسرًا وإرهابًا بالسيف.
ومنذ ظهر الإسلام وحتى اليوم، يعيش بين المسلمين مللٌ ونحل شتى، مكفولٌ لها حرية العبادة، وكافة الحريات المدنية. ويلتحم هؤلاء بنسيج المجتمع المسلم، فيشترك الجميع في الجيش والوظائف والمساكن، وسائر أوجه الحياة، بلا تمييز. ولم تعرف بلاد المسلمين شيئًا مثل "الجيتو اليهودي"، الذي عُرف دهرًا في أوربا، وكان مغلقًا عليهم.
ومن هنا نقول: إننا بحاجة إلى جهد علمي مؤسسي منظم لرد مظلمة الإسلام في الإعلام والفكر الغربي، واستثمار كل وسائل العصر كالإنترنت والفضائيات؛ لإظهار فضل الحضارة الإسلامية على العالم لأكثر من ألف عام، بشرط ألا يكون هذا العمل مجرد دعاية سطحية، ولكن مشروعًا منهجيًا، ينفذ إلى الحقائق التي تخاطب العقل الغربي، خطابًا يجمع بين المنطقية والتشويق، والعمق والطرافة؛ لكي يمحو النظرات الخاطئة التي حملها الغرب عن الإسلام منذ آلاف السنين وحتى اليوم.
إن تراكمات الماضي، التي صنعت عن العرب والمسلمين صورة نمطية في المخيلة الغربية، ليس من السهل إزالتها، ولكنها تحدٍ يجب أن يشارك فيه كافة المؤسسات الإسلامية والعربية الكبرى كمنظمة المؤتمر الإسلامي، ورابطة العالم الإسلامي، والمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة، وتتحد مع جهود الساسة والإعلاميين والصحفيين والكتاب والمفكرين، وأن تسخر له إمكانات دولنا إذا كنا نرغب حقًا في خدمة ديننا، وعرضه على الناس عرضًا يبرئه من التحيز وضيق الأفق، والتشويه والأكاذيب. ونحن بهذا الجهد نسهم في إرساء قواعد الأمن والسلم الدوليين.
 

د. عبدالحميد بن صالح الكراني

:: المشرف العام ::
طاقم الإدارة
إنضم
23 أكتوبر 2007
المشاركات
8,147
الجنس
ذكر
الكنية
أبو أسامة
التخصص
فقـــه
الدولة
السعودية
المدينة
مكة المكرمة
المذهب الفقهي
الدراسة: الحنبلي، الاشتغال: الفقه المقارن
دكتورنا القدير ... لا زلت مسدداً
حق هذا الرد الأخير أن يفرد بموضوع؛ لأهميته؛ ومعاصرته للدعوة إلى الحوار

فلو أفردته وأعدته بطريقتك لهو أكمل؛ وبانتظارك.
 
إنضم
29 أكتوبر 2007
المشاركات
9,059
الكنية
أبو فراس
التخصص
فقه
المدينة
جدة
المذهب الفقهي
مدرسة ابن تيمية الحنبلية لذا فالمذهب عندنا شيء والراجح شيء آخر تماماً!.
مَن يصدق؟

مَن يصدق؟

مَن يصدق؟


نص نبوي وتقرير من ابن تيمية في استحلال القتل باسم الإرهاب!!


بينما أقرأ لكتاب ابن تيمية رحمه الله "بيان الدليل على بطلان التحليل" لفت انتباهي هذا الموضع من كلامه في سياق حديثه عن استحلال المحرمات بالحيل وتغيير الأسماء :
"قد جاء حديث آخر ... روي موقوفا على ابن عباس , ومرفوعا إلى النبي صلى الله عليه وسلم , أنه قال : { يأتي على الناس زمان يستحل فيه خمسة أشياء بخمسة أشياء : يستحلون الخمر بأسماء يسمونها بها والسحت بالهدية والقتل بالرهبة والزنا بالنكاح والربا بالبيع }(1)
وهذا الخبر صدق فإن الثلاثة المقدم ذكرها قد ثبتت
وأما استحلال السحت الذي هو العطية للوالي والحاكم والشافع ونحوهم باسم الهدية فهو أظهر من أن يذكر .
وأما استحلال القتل باسم الإرهاب الذي يسميه ولاة الظلم سياسة وهيبة وأبهة الملك ونحو ذلك فظاهر أيضا."

--------------------------------------
1) قال المحقق د. أحمد الخليل: روى نحوه الخطابي في غريب الحديث 1/218
 
التعديل الأخير:
أعلى