العِلْمُ رَحِمٌ بَيْنَ أَهْلِهِ، فَحَيَّ هَلاً بِكَ مُفِيْدَاً وَمُسْتَفِيْدَاً، مُشِيْعَاً لآدَابِ طَالِبِ العِلْمِ وَالهُدَى،
مُلازِمَاً لِلأَمَانَةِ العِلْمِيةِ، مُسْتَشْعِرَاً أَنَّ: (الْمَلَائِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا لِطَالِبِ الْعِلْمِ رِضًا بِمَا يَطْلُبُ) [رَوَاهُ الإَمَامُ أَحْمَدُ]،
فَهَنِيْئَاً لَكَ سُلُوْكُ هَذَا السَّبِيْلِ؛ (وَمَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ) [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ]،

مرحباً بزيارتك الأولى للملتقى، وللاستفادة من الملتقى والتفاعل فيسرنا تسجيلك عضواً فاعلاً ومتفاعلاً،
وإن كنت عضواً سابقاً فهلم إلى رحاب العلم من هنا.

استفسار

الشفاء

:: متابع ::
إنضم
23 أغسطس 2010
المشاركات
54
التخصص
علم التجويد والقراءات
المدينة
عجمان
المذهب الفقهي
الشافعي
السلام عليكم ورحمة الله
مشايخنا الكرام ، أود طرح سؤالين وأرجو من حضرتكم التكرم بالإجابة وجزيتم خيراً .
السؤال الأول : لقد عانت أخت لي مع زوجها معاناة قاسية بسبب بخله ، وتقتيره عليها في الإنفاق ، وهو رجل ملتزم لا تشك في دينه ، ذو درجة علمية مرموقة ، لكنه سيء الخلق ، وكان يثور ويغضب كلما اشتهت طعاماً وهي في فترة الوحام أو طلبت منه شراء دواء وما شابه ذلك ، ويحكي لها قصصاً عن جداتنا في الماضي كيف حملن وأنجبن من غير أن يتناولن حبة واحدة من الدواء .... وكان كثيراً ما يردد : إذا لك عندي حق لا تسامحيني ودائماً يرمي بالخطأ عليها . المهم وباختصار وذات يوم حاورته وناقشته بالتي هي أحسن وبقي مصراً على رأيه ، ولم يجد معه الكلام بالتي هي أحسن ، فدعت بحرقة اللهم إن كان لي حق عنده وهو مقصر في حقي وحق أطفالي ، اللهم فانتقم لي منه بماله ، اللهم إني أحبه ولا أريد ضرراً في جسده ولا مرضاً يفسد عليه صحته ، لكنني أسألك أن تصيبه في ماله الذي يبخل به علي ... ودارت الأيام وبعد خمس سنوات فقط . وكان قد ادخر مبلغاً جيداً من المال ، وعمل به في التجارة مع ثلاثة أشخاص ، كل على حدة ، وإذ بالأول ينكر عليه حقه ، وبعد سنة هرب الآخر ولا يدري عنه شيئاً ، وقبل أشهر من الآن أفلس الثالث ، وأصبحت أختي تعيش بتأنيب الضمير ، فهي تحبه ولا تتحمل أن يصيبه مكروه ، لكنه لا زال على حاله بل أشد بسبب ما خسره من أموال . فهل هي آثمة بدعائها ؟ وكيف تكفر عن ذلك ؟ وماذا تفعل ؟
السؤال الثاني : إن زوج أختي هذه ، راتبه ما يعادل 10000 ريال شهرياً ، وعنده بيت ، ـ لا يدفع آجاراً ـ وإذا طلبت منه أبسط الأشياء ـ كيس شيبس للأولاد أو تصوير أوراق للمدرسة ـ يثور ، ويستهزئ ويظهرها وأولادها بمظهر الدناءة وكثرة الطلبات ويضرب لهم الأمثال بزهد عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه وأمثاله و و و... فهل يجوز لها أن تأخذ من ماله ما يكفيها وتكفي نفسها المشاكل والنزاع أمام الأولاد ؟ وما هو حد الكفاية ؟
يعني مثلاً : الشيبس ـ حسب قوله ـ ليس مما أوجبه الله عليه من النفقة ، لكنها تتألم عندما يسرق الأولاد من أصدقائهم في المدرسة شيئاً اشتهوه ليأكلوه ، وعندما تحاوره وتحاول أن توضح له وجهة نظرها لا يقبل ولا يعترف بأي خطأ .
أو مثلاً : لو اشترت لأولادها كسوة العيد ـ بما فيها الملابس الداخلية وثياب النوم ـ بمبلغ 500 ريال وهم أربعة أطفال ، فهل هذا إسراف ؟ وراتبه كما ذكرت لكم ؟ وهل يجوز أن تأخذ من ماله لتشتري لهم وهم عندهم ما يستر عورتهم ـ حسب قوله ـ
علماً بأنها لا تعمل وليس لها أي دخل .
أرجو أن تعذروني للإطالة ، لكنني والله أحببت أن أوضح القضية ، حتى لا يكون فيها أي لبس وجزيتم خيراً .
 
إنضم
25 مارس 2011
المشاركات
1,035
الكنية
أبو محمد
التخصص
فقه
المدينة
مكة المكرمة والشمال
المذهب الفقهي
أصول المذهب الأحمد
رد: استفسار

مال الزوج للزوجة حق فيه؛ دليله جواز الأخذ منه بغير إذن في حال النفقة الواجبة وفي الأشياء التي تعارف الناس فيها بالإعارة , بل والإهداء, والصدقة (( ولو [كـ ] فرسن شاه)).
وقد إذن النبي صلى الله عليه وسلم لصحابية بالأخذ من مال صحابي, بل وسماه شحيحا,,,,
وقد قال تعالى: (ويمنعون الماعون) في معرض الذم لمن يمنع ذلك... فهو مما يتعاون فيما بين الناس من بر وتقوى. ومما ينتفع فيه بينهم ولو من الأشياء المبتذلة أو الثمينة وكل بحسب جوده وكل بحسب إمكانه؛ وعطية أو هدية القليل قد تكون أفضل من أنفس الأموال...
وقد قرن النبي صلى الله عليه وسلم فيما أرشد إليه من النهي عن الدعاء على (النفس والولد والمال)؛ فقال صلى الله عليه وسلم: ((... لا تدعوا على أنفسكم ولا تدعوا على أولادكم ولا تدعوا على أموالكم؛ لا توافقوا من الله ساعة يسأل فيها عطاء فيستجيب لكم)) أخرجه الإمام مسلم في صحيحه.
وكان عليها الاحتساب والصبر ولتتذكر حال صبر الصحابيات (فمنهن من صبرت على مشقة الحال وتدبير المنزل - من غير بخل ولا تقتير) ؛ بالاستعانة بالسنة - وقد أُرشدت للتسبيح (كل ليلة) إذا أخذوا مضاجعهما ثلاثا وثلاثين ويحمدا ثلاثا وثلاثين ويكبرا أربعا وثلاثين وذلك قبل النوم, كحال فاطمة بنت محمد صلى الله عليه وسلم... وحال عائشة بنت الصديق رضي الله عنها... فيمضي عليها الشهر والشهران لا يوقد في بيتها...
ومنهن من صبرت على شظف العيش... وتكليف الزوج... مثل : أسماء بنت أبي بكر فلقد عملت كل ما يرضي زوجها حتى أنها تعلف الناضح وتأتيه بالماء... تمشي على قدميها رضي الله عنها...

وفيما يخصّ الأكل فهو بحسب العرف, وإن تعددت المسميات أو اختلفت أو تعارف الناس أكلا معينا...
والأطفال لهم ما يناسبهم,,, والأهم إرضاءهم بكل ما فيه توسّط واعتدال... بل وحتى الجار عليه أن لا يُري أولاد جاره ما لا يُحضر لهم من طعام ونحوه...

وبما أنها قد فعلت؛ فعليها التوبة والاستغفار لها وله, ومسامحته... وإن استطاعت مساعدته - بما تستطيعه وفي حدود ضوابط الشرع في عمل المرأة - فجزاها الله خيرا, والأهم عليها إكثار الدعاء له وأن يعوّضه الله خيرا وأن يحسّن خُلقه.
وأن لا تعود للاعتداء في دعائها على ما نهيت عنه. وهي المرأة المسلة التي تحذر مخالفة أمر النبي صلى الله عليه وسلم.
وإذا ترتّب على إبلاغه - أنها قد دعت على ماله - مفسدة فلا تبلّغه...

بمبلغ 500 ريال وهم أربعة أطفال

وهذه الحاكم فيها العرف أيضا؛ فقد لا تناسب في المدن التي فيها الأسواق التقليدية الغالية. أو في أماكن فيها تجار غير محتسبين... وتناسب فيما سواها.
مع ان الحال قد يختلف من امرأة لأخرى...
والولد يختلف أيضا؛ فالبنت دائما تنشّؤ في الحلية ولها مصاريفها, والاحتساب في ذلك ثمنه عظيم؛ فمن عالهن بخير! فله أجر عظيم (له الجنة)... والذكر في الغالب مصاريفه أقل.
وإن تعدّى الأمر للسرقة من الغير فهذه البليّة , وضررها أعم من أن يأخذوا منه بغير علمه.
ولتعلم أن أكثر أهل الجنة الفقراء, ولتكثر من قول: ((اللهم إني أعوذ بك من زوال نعمتك وتحول عافيتك وفجاءة نقمتك وجميع سخطك)) والدعاء في صحيح مسلم.
ولتستعذ بالله في صلاتها - وتبلغه أن يستعيذ - قبل التسليم [من الأربع؟] و (( من المأثم والمغرم)). كما في صحيح البخاري.
ولتكثر - وتبلّغه يكثر - من كلمات رواها أنس رضي الله عنه - في الصحيح - عن النبي صلى الله عليه وسلم , قال أنس: فكنت أسمعه كثيراً يقول: ( اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن والعجز والكسل والبخل والجبن وضلع الدين وغلبة الرجال)؛ فيوفقه الله, بل وسيبدل حاله إن شاء الله... وقد قال صحابي امتثل دعاءً؛ (فذهب عني ما أجد)!
وحتى مع سؤال الله تعالى الصبر؛ فلتسأل الله العافية!
ولتقل: ((اللهم قنِّعني بما رزقتني وبارك لي فيه واخلف على كل غائبة لي بخير)) أخرجه الحاكم. وفي بعض النسخ ((اللهم متّعني بما رزقتني.......))
وقول : ((لاحول ولا قوة إلا بالله))

وليقولا بصدق لهجة وافتقار وحضور قلب, ودعاء من ظنّ (أن لا ملجأ من الله إلا إليه) : ((اللهم اكفني بحلالك عن حرامك, وأغنني بفضلك عمن سواك))؛ فلو كان على المسلم مثل جبل أُحد ديناً أدّاه الله عنه كما في الترمذي.

ونسأل الله العظيم رب العرش العظيم في هذه الليلة المباركة وفي هذا الوقت المبارك أن يبدل حالهما وأسرتهم خيراً وأن يتجاوز عنهم بفضله وكرمه ومنّه, وأن يكفيهم بحلاله عن حرامه وأن يغنيهم بفضله عمن سواه, والله أعلم.
 

الدرَة

:: نشيط ::
إنضم
26 أكتوبر 2010
المشاركات
653
التخصص
الفقه
المدينة
..
المذهب الفقهي
الحنبلي
رد: استفسار

الرسول صلى الله عليه وسلم قال لزوجة سفيان حين قالت إن أبا سفيان رجل شحيح لا يعطيني ما يكفيني وولدي ...؟ فقال "خذي ما يكفيك وولدك بالمعروف "
ولعلها تصبر وتحتسب لأجل أولادها ، وأن تظهر أباهم في أجمل صورة لهم ، وتلتمس له العذر أمامهم ؛ لأن هذا أولا وأخيرا في مصلحة الأولاد حتى لا تتأثر نفسياتهم وخاصة عندما يرون ضجر أمهم .........
هذا ماسطر القلم وقد أحسن الأخ ملفي فيما ذكره فجزاه الله خيرا
وأسال الله أن يعجل بفرجها وييسر أمرها ويكتب لها السعادة في الدارين .
 
إنضم
18 ديسمبر 2010
المشاركات
266
الكنية
أبو عبد الله
التخصص
المذهب المالكي
المدينة
قسنطينة
المذهب الفقهي
مالكي
رد: استفسار

ونسأل الله العظيم رب العرش العظيم في هذه الليلة المباركة وفي هذا الوقت المبارك أن يبدل حالهما وأسرتهم خيراً وأن يتجاوز عنهم بفضله وكرمه ومنّه قال:
اللهم آمين آمين
جزاك الله خيرا وأحسن الله إليك
 

أم طارق

:: رئيسة فريق طالبات العلم ::
طاقم الإدارة
إنضم
11 أكتوبر 2008
المشاركات
7,490
الجنس
أنثى
الكنية
أم طارق
التخصص
دراسات إسلامية
الدولة
السعودية
المدينة
الرياض
المذهب الفقهي
سني
رد: استفسار

جزاك الله خيرا يا شيخ ملفي
وفتح عليك من فضله
رد رائع وكم نحتاج إلى تعلم هذا النوع من النصائح نهديها للمبتلين وأصحاب المحن والشدائد
فكم من كلمة تصغر المشكلة في عقل صاحبها أو تكبرها
جعلنا الله وإياكم جميعا من الناصحين الأمناء

ونسأل الله العظيم رب العرش العظيم في هذه الليلة المباركة وفي هذا الوقت المبارك أن يبدل حالهما وأسرتهم خيراً وأن يتجاوز عنهم بفضله وكرمه ومنّه, وأن يكفيهم بحلاله عن حرامه وأن يغنيهم بفضله عمن سواه, والله أعلم.
آمين
 
أعلى