العِلْمُ رَحِمٌ بَيْنَ أَهْلِهِ، فَحَيَّ هَلاً بِكَ مُفِيْدَاً وَمُسْتَفِيْدَاً، مُشِيْعَاً لآدَابِ طَالِبِ العِلْمِ وَالهُدَى،
مُلازِمَاً لِلأَمَانَةِ العِلْمِيةِ، مُسْتَشْعِرَاً أَنَّ: (الْمَلَائِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا لِطَالِبِ الْعِلْمِ رِضًا بِمَا يَطْلُبُ) [رَوَاهُ الإَمَامُ أَحْمَدُ]،
فَهَنِيْئَاً لَكَ سُلُوْكُ هَذَا السَّبِيْلِ؛ (وَمَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ) [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ]،

مرحباً بزيارتك الأولى للملتقى، وللاستفادة من الملتقى والتفاعل فيسرنا تسجيلك عضواً فاعلاً ومتفاعلاً،
وإن كنت عضواً سابقاً فهلم إلى رحاب العلم من هنا.

تذكرة حول مقالة قديمة

فوزي منصور حسن

:: مشارك ::
إنضم
25 فبراير 2010
المشاركات
229
التخصص
فقه
المدينة
لندن
المذهب الفقهي
فقه الدليل من الكتاب والسنة (والاصل مالكي)
خطر ببالي اليوم أن أبحث عن مقالة كتبتها منذ عدة سنوات بسبب موقف حصل أمام عيني في جامعة لندن، فأعجبت به، فكانت تلك القصة الموسومة بـ(تحية لصاحبة النقاب)، ولما تصفحت فضاء الإنترنت الواسع، وجدت القصة قد انتشرت انتشارًا واسعًًا، وتناقلتها العديد من المنتديات، وأعجب بها الكثيرون، فحمدت الله على ذلك، وقلت في نفسي: ماذا لو كانت تلك القصة مما يغضب محتواها الواحد الأحد، فكم من الذنوب والأثام سوف أتحملها؟ بل ربما مات المرء وعداد السيئات يسجل - وهو في قبره - المزيد والمزيد من المعاصي لأن ما خطتته يداه لأزال يدعو الناس إلى الإنحراف والبعد عن طريق الله المستقيم. والمصيبة الكبرى أن كثيرًا من الناس يسيئون استخدام وسيلة الإنترنت، فيعصون الله بها، وينشرون من خلالها ما يسهل على الشيطان إضلاله للعباد، وفتنته لهم، ولا حول ولا قوة إلا بالله.
وما من كــاتب إلا سيفنى … ويبقى الدهر ما كتبت يداه
فلا تكتب بكفك غير شىء … يسرك يوم القيامه أن تراه



نسأل الله أن يلطف بحالنا، ويتجاوز عن سيئاتنا وتقصيرنا، ويخلص أعمالنا، ويجعلنا من ورثة جنة النعيم...أمين.

وبالمناسبة..هذه هي المقالة التي أشرت إليها:

تحية لصاحبة النقاب

الحمد لله وكفى وسلام على عباده الذين اصطفى...

وبعد فقد ابتليت بالاقامة في ديار الغرب – لأسباب يطول شرحها وليس هذا مكان تفصيلها- حيث تواجه ذلك المجتمع المتحضر كما يسمى وجهًا لوجه..وهناك تكتشف تلك الحقيقة التي أشار اليها منذ أكثر من أربعين سنة الأستاذ سيد قطب رحمه الله عندما قال في كتابه المعالم "لا بدّ من قيادة للبشرية جديدة، إنّ قيادة الرجل الغربي للبشرية قد أوشكت على الزوال... لأن النظام الغربي قد انتهى دوره؛ لأنه لم يعد يملك رصيدًا من القيم يسمح له بالقيادة"...بالتأكيد سوف تكتشف أن هذا الوصف مطابق لحال القوم مئة بالمئة ..لكن قومي لا يعلمون..وهذا له مقال مستقل إن شاء الله.

المهم التحقت بأحد الكورسات الدراسية في واحدة من أشهر الجامعات الأوربية حيث ابتدأ الفصل الدراسي في فصل الشتاء حيث البرد والمطر والرياح، والذي يفرض نوعا معينًا من الإحتشام لا يستطيع معه القوم إلا فعل ذلك، ولو خيروا لرأيت عراء مذهلا، وتبذلا عجيبًا يعجز القلم عن وصفه، والعقل عن تخيله..ولكنها حضارة الرجل الغربي التي افتتنن بها الكثير من أبناء المسلمين...ولاحول ولاقوة الا بالله.

كان اليوم الأخير في ذلك الكورس هو بداية لأول يوم من أيام الصيف...كان الوضع أشبه بمعرض أزياء على طريقة القوم في إظهار ما خفي..وأينما يممت عيناك ترى من المناظر ما قد لا تراه حتى في غرفة نومك..ولا تملك إلا أن تستغفر الله على تواجدك في ذلك المكان النتن، سائلا الله أن يتجاوز عن التقصير والخطا..فما لهذا التحقت بهذا الفصل الدراسي...والله المستعان..والحمد لله أن ذلك هو أخر يوم دراسي.

كنت ورفيقي نقطع تلك الحشود التي كان إبليس يقودها على الحقيقة لا المجاز..وتفاجاتنا بوجود بعض الطالبات المسلمات المحجبات اللاتي كن يتجاذبن الحديث مع طلاب أخرين دونما حياء أو قار..وتساءلت في نفسي: أين الدين والخلق؟ وأين الأهل والوالدين؟ وأين وأين؟

لم يقطع حبل أفكاري إلا رؤيتي من بعيد لأخت منقبة اندلفت مسرعة من باب الكلية المجاور، واختفت بنفس السرعة التي قدمت بها، وكأن الأرض ابتلعتها فجأة..الحقيقة أنني لم أكن قادرًا على وصف الإعجاب والتقدير اللذين ملأ قلبي ونفسي تجاه تلك الأخت المسلمة التي لم تبال بحال القوم وعريهم وفحشهم، ولم تعر حال الطقس الحار أي اهتمام، وأصرت على ارتداء حجابها ونقابها طاعة لربها، وسترًا لأهلها وزوجها...وليت أخواتنا اللاتي فرطن في حجابهن رمز عفافهن..أقول: ياليتهن يقتدين بهذه الأخت التي لم تفرط في حجابها ونقابها رغم كل شئ؟؟

لقد انطبعت صورة تلك المرأة المسلمة المحافظة على دينها في قلبي، وبقيت عالقة في ذهني، وشهد الله أنني تمنيت لها كل نجاح، ودعوت لها الله بالحفظ والستر والتوفيق والنجاح ...وحق على كل مسلم أن يدعو لذات النقاب؛ فقد رفعت رؤسنا عالية في أحط بيئة، وأحقر مكان.
 
أعلى