رد: تحديد يوم عاشوراء لهذا العام 1433هـ، وبيان فضله
إنما كان الأكمل لأن في حديث أحمد أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر بصيام يوم بعده أو قبله فمن صام يوم التاسع والعاشر والحادي عشر كان عاملا بجميع الوارد فيه من قول النبي صلى الله عليه وسلم وفعله
والله أعلم
بارك الله فيكم
سُئِل الشيخ ماهر أكثر من مرة عن صوم عاشوراء وما صار إليه بعض أهل العلم من قولهم بتقسيم صيام عاشوراء إلى ثلاث مراتب حسب الأفضل وهي :
أولاً: صيام عاشوراء وصيام يوما قبله ويوما بعده .
ثانياً: صيام عاشوراء وصيام التاسع
ثالثاً: صيام عاشوراء منفردا .
فقال الشيخ حفظه الله أنه لا يجوز أن نَصيـر إلى أي مخالفة للمشركين إذا أتت طريقة المخالفة عن سيّد المرسلين .
ففي مسألتنا هذه قد بَيَّن عليه الصلاة والسلام طريقة مخالفتهم وهي قوله :" لَئِن بقيت إلى قابل لأصومنَّ التاسع . وقوله هذا مقيّد بطريقة مخالفة المشركين
ولا يجوز أن نصير إلى غيرها إلا بدليل .
والذي ورد في الدليل حديث ضعيف لا تقوم به الحجّة وعلى هذا الحديث الضعيف قال من قال بذلك التقسيم ومن أدلتهم أيضا النص العام وهو مخالفة المشركين عموما ومنه قالوا ذلك القول الآخر فصوموا يوماً قبله أويوماً بعده .
وفي النهاية لايجوز أن نصير إلى مخالفتهم بالصيام إلا بالدليل الصحيح الذي جاء عن ابن عباس وفيه لئن بقيت إلى قابل لأصومنّ التاسع
(انتهى كلام الشيخ بشيء من التصرّف )
ولمزيد من الفائدة:
قال الهيثمي في مجمع الزوائد (3/ 188): عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلىالله عليه وسلم:"صوموا يوم عاشوراء وخالفوا فيه اليهود صوموا يوما قبله ويوما بعده" رواه أحمد والبزار وفيه محمد بن أبي ليلى وفيه كلام، ضعفه يحيى بن سعيدالقطان وقال الإمام أحمد سيء الحفظ ومضطرب الحديث. ولم أجد الحديث بهذا اللفظ في أحمد والبزار، وإنما هو بلفظ:" صوموا يوم عاشوراء وخالفوا فيه اليهود صوموا قبله يوماأو بعده يوما" مسند أحمد (1/639)رقم2154.
وجاء في صحيح ابن خزيمة :
باب: الأمر بأن يصام قبل عاشوراء يوما أوبعده يوما مخالفة لفعل اليهود في صوم عاشوراء
- حدثنا محمد بن يحيى حدثنا مسدد حدثنا هشيم أخبرنا ابن أبي ليلى عن داود بن علي عن أبيه عن جدهابن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : صوموا يوم عاشوراء و خالفوا اليهود صوموا قبله يوما أو بعده يوما ".
قال الألباني - رحمه الله - : إسناده ضعيف لسوء حفظ ابن أبي ليلى
فالذي يُفهم من الحديث – إن صح - أن اليوم على التخيير ولكن لم يجمع لهم...
فإذا تبين أن الحديث الذي استدل به على " الأكمل " لا يعتد به فهل لا زال التقسيم على مراتب ثلاث ؟
فنقول أن صوم التاسع مع العاشر أفضل،وإن صام العاشر مع الحادي عشر كفى ذلك لمخالفة اليهود .. لكن إن قلنا التاسع والعاشر والحادي عشر فكيف نوجهه الآن؟
وجزاكم الله خيرا