العِلْمُ رَحِمٌ بَيْنَ أَهْلِهِ، فَحَيَّ هَلاً بِكَ مُفِيْدَاً وَمُسْتَفِيْدَاً، مُشِيْعَاً لآدَابِ طَالِبِ العِلْمِ وَالهُدَى،
مُلازِمَاً لِلأَمَانَةِ العِلْمِيةِ، مُسْتَشْعِرَاً أَنَّ: (الْمَلَائِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا لِطَالِبِ الْعِلْمِ رِضًا بِمَا يَطْلُبُ) [رَوَاهُ الإَمَامُ أَحْمَدُ]،
فَهَنِيْئَاً لَكَ سُلُوْكُ هَذَا السَّبِيْلِ؛ (وَمَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ) [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ]،

مرحباً بزيارتك الأولى للملتقى، وللاستفادة من الملتقى والتفاعل فيسرنا تسجيلك عضواً فاعلاً ومتفاعلاً،
وإن كنت عضواً سابقاً فهلم إلى رحاب العلم من هنا.

درجات طلب العلم ورتبه ومناقله عند ابن عبدالبر النمري رحمه الله

إنضم
1 أكتوبر 2011
المشاركات
12
الكنية
ابومالك
التخصص
التفسير والحديث
المدينة
مكة
المذهب الفقهي
حنبلي
[FONT=&quot]قرأت مقالاً رائعاً في المنتدى للدكتور أيمن فأردت مشاركته فيه ولكن لم يتيسر فأفردته في موضوع جديد ... مع اعترافي بأن الفضل له في إثارتي إلى هذا الموضوع الجديد. جزاه الله خيراُ
قال ابن عبد البر النمري -رحمه الله تعالى-[/FONT]
[FONT=&quot]:[/FONT]

[FONT=&quot]"[/FONT][FONT=&quot]طلب العلم درجات ومناقل ورتب، لا ينبغي تعديها، ومن تعدها جملة؛ فقد تعدى سبيل السلف -رحمهم الله- ومن تعدى سبيلهم عامدًا؛ ضل، ومن تعداه مُجتهدًا؛ زل. [/FONT]
[FONT=&quot]فأول العلم[/FONT][FONT=&quot]: حفظ كتاب الله [/FONT][FONT=&quot]T[/FONT][FONT=&quot]وتفهمه, وكل ما يعين على فهمه فواجب طلبه معه, ولا أقول: إن حفظه كله فرض، ولكن أقول: إن ذلك واجب لازم على من أحب أن يكون عالِمًا ليس من باب الفرض. [/FONT]
[FONT=&quot]فمن حفظه قبل بلوغه ثُمَّ فرغ إلَى ما يستعين به على فهمه من لسان العرب؛ كان له عونًا كبيرًا على مراده منه، ومن سنن رسول الله [/FONT][FONT=&quot]ج[/FONT][FONT=&quot]. [/FONT]
[FONT=&quot]ثُمَّ ينظر فِي ناسخ القرآن ومنسوخه وأحكامه، ويقف على اختلاف العلماء واتفاقهم فِي ذلك، وهو أمر قريب على من قربه الله عليه. [/FONT]
[FONT=&quot]ثُمَّ ينظر فِي السنن المأثورة الثابتة عن رسول الله [/FONT][FONT=&quot]ج[/FONT][FONT=&quot]؛ فبها يصل الطالب إلَى مراد الله –جل وعز- فِي كتابه، وهي تفتح له أحكام القرآن فتحًا, وفِي سير رسول الله [/FONT][FONT=&quot]ج[/FONT][FONT=&quot] تنبيه على كثير من الناسخ والمنسوخ فِي السنن, ومن طلب السنن فليكن معوله على حديث الأئمة الثقات الحفاظ الذين جعلهم الله خزائن لعلم دينه، وأمناء على سنن رسول الله [/FONT][FONT=&quot]ج[/FONT][FONT=&quot]. [/FONT]
[FONT=&quot]ومِمَّا يستعان به على فهم الحديث:[/FONT][FONT=&quot] ما ذكرناه من العون على كتاب الله، وهو العلم بلسان العرب، ومواقع كلامها، وسعة لغتها، واستعارتِها، ومَجازها، وعموم لفظ مُخاطبتها وخصوصه، وسائر مذاهبها؛ لِمن قدر فهو شيء لا يُستغنِي عنه. [/FONT]
[FONT=&quot]ويلزم صاحب الحديث أن يعرف الصحابة المؤدين للدين عن نبيهم [/FONT][FONT=&quot]ج[/FONT][FONT=&quot]، ويعنَى بسيرهم وفضائلهم، ويعرف أحوال الناقلين عنهم، وأيامهم وأخبارهم، حتَّى يقف على العدول، وهو أمر قريب كله على من اجتهد, فمن اقتصر على علم إمام واحد وحفظ ما كان عنده من السنن ووقف على غرضه ومقصده فِي الفتوى؛ حصل على نصيب من العلم وافر، وحظ منه حسن صالح، فمن قنع بِهذا اكتفى, والكفاية غير الغنَى. [/FONT]
[FONT=&quot]ومن طلب الإمامة فِي الدين، وأحب أن يسلك سبيل الذين جاز لَهم الفتيا؛ نظر فِي أقاويل الصحابة والتابعين، والأئمة فِي الفقه, إن قدر على ذلك نأمره بذلك كما أمرناه بالنظر فِي أقاويلهم فِي تفسير القرآن، فمن أحب الاقتصار على أقاويل علماء الحجاز، اكتفى واهتدى -إن شاء الله- وإن أحب الإشراف على مذاهب الفقهاء متقدميهم ومتأخريهم بالحجاز والعراق، وأحب الوقوف على ما أخذوا وتركوا من السنن، وما اختلفوا فِي تثبيته وتأويله، ومن الكتاب والسنة؛ كان ذلك مباحًا، ووجهًا مَحمودًا إن فهم وضبط ما علم أو سلم من التخليط نال درجة رفيعة ووصل إلَى جسيم من العلم واتسع ونبل؛ إذا فهم ما اطلع، وبِهذا يَحصل الرسوخ لِمن فقهه الله، وصبر على هذا الشأن، واستحلى مرارته، واحتمل ضيق المعيشة فيه. [/FONT]
[FONT=&quot]واعلم يا أخي:[/FONT][FONT=&quot] إن المفرط فِي حفظ المولدات لا يؤمَن عليه الجهل بكثير من السنن، إذا لَم يكن تقدم علمه بِها, وإن المفرط فِي حفظ طرق الآثار دون الوقوف على معانيها، وما قال الفقهاء فيها؛ لصفر من العلم، وكلاهما قانع بالشم من المطعم، ومن الله التوفيق والحرمان، وهو حسبِي وبه أعتصم. [/FONT]
[FONT=&quot]واعلم يا أخي:[/FONT][FONT=&quot] أن الفروع لا حد لَهَا تنتهي إليه أبدًا، ولذلك تشعبت، فمن رام أن يُحيط بآراء الرجال فقد رام ما لا سبيل له ولا لغيره إليه؛ لأنه لا يزال يرد عليه ما لا يسمع ولعله أن ينسى أول ذلك بآخره لكثرته، فيحتاج أن يرجع إلَى الاستنباط الذي كان يفزع منه، ويَجبن عنه تورعًا –بزعمه- أن غيره كان أدرى بطريق الاستنباط منه، فلذلك عول على حفظ قوله، ثُمَّ إن الأيام تضطره إلَى الاستنباط مع جهله بالأصول، فجعل الرأي أصلاً واستنبط عليه. [/FONT]
[FONT=&quot]واعلم أنه لَم تكن مناظرة بين اثنين أو جَماعة من السلف إلا لتفهم وجه الصواب، فيصار إليه، ويعرف أصل القول وعلته، فيجري عليه أمثلته ونظائره. [/FONT]
[FONT=&quot]فعليك يا أخي بِحفظ الأصول والعناية بِها. [/FONT]
[FONT=&quot]واعلم أن من عنَى بِحفظ السنن والأحكام المنصوصة فِي القرآن ونظر فِي أقاويل الفقهاء، فجعله عونًا له على اجتهاده، ومفتاحًا لطرائق النظر، وتفسيرًا لِجمل السنن الْمُحتملة للمعاني، ولَم يقلد أحدًا منهم تقليد السنن الَّتِي يَجب الانقياد إليها على كل حال دون نظر، ولَم يرح نفسه مِمَّا أخذ العلماء به أنفسهم من حفظ السنن وتدبرها، واقتدى بِهم فِي البحث والتفهم والنظر، وشكر لَهم سعيهم فيما أفادوه ونبهوا عليه، وحمدهم على صوابِهم الذي هو أكثر أقوالهم، ولَم يبرئهم من الزلل كما لَم يبرئوا أنفسهم منه، فهذا هو الطالب المتمسك بِما عليه السلف الصالح، وهو المصيب لِحظه، والمعاين لرشده، والمتابع لسنة نبيه [/FONT][FONT=&quot]ج[/FONT][FONT=&quot] وهدي صحابته [/FONT][FONT=&quot]ي[/FONT][FONT=&quot]. [/FONT]
[FONT=&quot]ومن أعف نفسه من النظر، وأضرب عما ذكرنا، وعارض السنن برأيه، ورام أن يردها إلَى مبلغ نظره؛ فهو ضال مضل، ومن جهل ذلك كله أيضًا، وتقحم فِي الفتوى بلا علم؛ فهو أشد عمًى وأضل سبيلاً. [/FONT]
[FONT=&quot] لقد أسمعت لو ناديت حيًّا ولكن لا حياة لِمن تنادي [/FONT]
[FONT=&quot]وقد علمت أننِي لا أسلم من جاهل معاند لا يعلم: [/FONT]
[FONT=&quot]ولست بناجٍ من مقالة طاعنِ
ومن ذا الذين ينجو من الناس سالِمًا

[/FONT]
[FONT=&quot]ولو كنت فِي غار على جبل وعرِ
ولو غاب عنهم بين خافيتَي نسرِ

[/FONT]
[FONT=&quot]واعلم يا أخي:[/FONT][FONT=&quot] أن السنة والقرآن هما أصل الرأي والعيار عليه، وليس الرأي بالعيار على السنة، بل السنة عيار عليه، ومن جهل الأصل لَم يصل الفرع أبدًا. [/FONT]
[FONT=&quot]وقال ابن وهب[/FONT][FONT=&quot]: حدثنِي مالك أن إياس بن معاوية قال لربيعة: إن الشيء إذا بنِي على عوج لَم يكد يعتدل, قال مالك: يريد بذلك: المفتِي الذي يتكلم على أصل يبنِي عليه كلامه" ا[/FONT][FONT=&quot]’[/FONT][SUP][FONT=&quot]([FONT=&quot][1][/FONT])[/FONT][/SUP][FONT=&quot].[/FONT]
[FONT=&quot]قال الشافعي -رحمه الله-: [/FONT][FONT=&quot]"من تعلم القرآن؛ عظمت قيمته, ومن تكلم فِي الفقه؛ نَما قدره, ومن كتب الحديث؛ قويت حجته, ومن نظر فِي الحساب؛ جزل رأيه, ومن لَم يصن نفسه؛ لَم ينفعه علمه" ا[/FONT][FONT=&quot]’[/FONT][SUP][FONT=&quot]([FONT=&quot][2][/FONT])[/FONT][/SUP][FONT=&quot].[/FONT]
[FONT=&quot]وقال ابن حبان -رحمه الله-:[/FONT][FONT=&quot] "إن فِي لزوم سنته [/FONT][FONT=&quot]ج[/FONT][FONT=&quot]: تَمام السلامة، وجماع الكرامة؛ لا تطفأ سرجها، ولا تدحض حججها، من لزمها عصم، ومن خالفها يذم؛ إذ هي الحصن الحصين، والركن الركين، الذي بان فضله، ومتن حبله، من تَمسك به ساد، ومن رام [/FONT][FONT=&quot]خلافه باد، فالمتعلقون به أهل السعادة فِي الآجل، والمغبوطون بين الأنام فِي العاجل" ا[/FONT][FONT=&quot]’[/FONT][SUP][FONT=&quot]([FONT=&quot][3][/FONT])[/FONT][/SUP][FONT=&quot].[/FONT]


http://www.feqhweb.com/vb/#_ftnref1[FONT=&quot]([FONT=&quot][1][/FONT]) جامع بيان العلم وفضله (2/ 166- 172) باختصار وتصرف يسير جدًّا[/FONT][FONT=&quot].[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
http://www.feqhweb.com/vb/#_ftnref2[FONT=&quot]([FONT=&quot][2][/FONT]) سير أعلام النبلاء (10/ 24). [/FONT]
http://www.feqhweb.com/vb/#_ftnref3[FONT=&quot]([FONT=&quot][3][/FONT]) صحيح ابن حبان (الإحسان) (1/ 86).[/FONT]
 

سهيلة حشمت

:: مطـًـلع ::
إنضم
3 ديسمبر 2011
المشاركات
179
التخصص
فقه
المدينة
000000000
المذهب الفقهي
شافعى
رد: درجات طلب العلم ورتبه ومناقله عند ابن عبدالبر النمري رحمه الله

جزاكم الله خيرا
 
أعلى