رد: العلماء الذين حاولوا تكملة المجموع
قال السخاوي في المنهل العذب: ولم يتهيأ إكماله لأحد ممن انتدب لذلك، لا العماد إسماعيل الحُسباني، ولا التاج السبكي، ولا الشهاب ابن النقيب، ولا السراج البلقيني وسماه "الينبوع في تكملة المجموع " كتب منه مجلداً من النكاح، ولا الزين العراقي، ولا ولده، رحمة الله عليهم أجمعين، وعُدّ ذلك من كرامات مؤلفه. هل هذا النقل صحيح؟ فما أعلمه أن التقي السبكي هو من حاول تكملة شرح المهذب ، ولم ينسب أحد للتاج السبكي _ فيما أعلم _ محاولة إكمال شرح المهذب. أما بالنسبة لشرح التقي السبكي فلي ملاحظة هامة لم أجد من نبه عليها وأثبتها في رسالتي للماجستير تنبيه مهم: الجزء المطبوع من هذا الكتاب ينتهي عند آخر باب الرد بالعيب, وقد قال محققه الشيخ محمد نجيب المطيعي: إن الإمام تقي الدين السبكي توفي عند الرد بالعيب
[1], وليس كذلك, بل الصواب كما قال ولده الإمام تاج الدين أنه وصل إلى أثناء التفليس, وعليه فيبقي من الكتاب لم يحقق من باب بيع المرابحة إلى أثناء باب التفليس, وهو قدر ليس بالقليل, فهو يشمل ( باب بيع المرابحة, باب النجش, باب اختلاف المتبايعين, باب السلم, باب القرض, كتاب الرهن,...باب التفليس) وإذا كان محقق الجزء المطبوع, الشيخ المطيعي, قد قال في وصف شرح الإمام تقي الدين السبكي
وكان رحمه الله موغلا في الأصوليات يمثل أسلوب عصره في عمقه وبعد غوره وطول نفسه حتى جاء شرحه لبابين من البيوع في مجلدين كبيرين )
[2] , فلك أن تتصور قدر هذا الجزء الذي لم يطبع. وقد قال أحد الزملاء في مرحلة الماجستير أنه في أثناء تحقيقه لجزء من كتاب البيوع من "الابتهاج في شرح المنهاج" للإمام تقي الدين السبكي, وجد أن الإمام تقي الدين يحيل على مواضع من شرحه على المهذب بعد هذا القدر المطبوع بكثير.
[1] تكملة المجموع شرح المهذب, للشيخ محمد نجيب المطيعي (12/5).
[2] المصدر السابق (12/6).