العِلْمُ رَحِمٌ بَيْنَ أَهْلِهِ، فَحَيَّ هَلاً بِكَ مُفِيْدَاً وَمُسْتَفِيْدَاً، مُشِيْعَاً لآدَابِ طَالِبِ العِلْمِ وَالهُدَى،
مُلازِمَاً لِلأَمَانَةِ العِلْمِيةِ، مُسْتَشْعِرَاً أَنَّ: (الْمَلَائِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا لِطَالِبِ الْعِلْمِ رِضًا بِمَا يَطْلُبُ) [رَوَاهُ الإَمَامُ أَحْمَدُ]،
فَهَنِيْئَاً لَكَ سُلُوْكُ هَذَا السَّبِيْلِ؛ (وَمَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ) [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ]،

مرحباً بزيارتك الأولى للملتقى، وللاستفادة من الملتقى والتفاعل فيسرنا تسجيلك عضواً فاعلاً ومتفاعلاً،
وإن كنت عضواً سابقاً فهلم إلى رحاب العلم من هنا.

يا عبد الله لا تعير أحدا بذنبه

إنضم
27 مارس 2008
المشاركات
365
التخصص
أصول الفقه
المدينة
قسنطينة
المذهب الفقهي
حنبلي
بسم الله الرحمن الرحيم .
قال الخطابي
ليس لأحد ان يعير أحدا بذنب كان منه لأن الخلق كلهم تحت العبودية أكفاء سواء وقد روي لا تنظروا إلى ذنوب العباد كأنكم أرباب وانظروا إليها كأنكم عبيد
-بمعنى انظروا إليها كأنكم عبيد
تخطئون باليل و النهار في السر والعلن
ولا تنظروا إليها كأنكم أرباب .
ولا ينبغي أحد ان يعير أخاه المسلم
ويذكر مثالبه أمام الأشهاد
فكل بني آدم خطاء وخير الخطائين التوابون .
فهذا المذنب من خير الناس بعد توبته وإنابته إلى ربه -تبارك وتعالى -
إذا كانوا يعلمون .
يقول الفاروق الراشد إمام الصحابة
عمر ابن الخطاب -رضي الله عنه-
{ جالسوا التوابين فإنهم أرق شيء أفئدة }.
لا يلتمس من مساوي الناس ماستروا ---- فيهتك الناس سترا من مساويكا .
فالتائب من الذنب كمن لاذنب له
يذنب باليل ويتوب بالنهار
يتداركه وجه الحق ونور البصيرة
يتدارك مافاته في أيام التفريط
فيقبل على الله بقلب طاهر ونفس طاهرة
فهو بذلك من خير الناس.
وقد يخطئ بعض الناس
فيذكر ذنبه لمصلحة شرعية ظنها
فيذكر ما أسلف من الذنب
فيكشف ماستره الله عليه
فيكون ذلك ذريعة إلى أن ينقم عليه الناقمون وينالوا منه .
وقد قال النبي -صلى الله عليه وسلم -
{ من ستر مسلم في الدنيا ستره الله في الآخرة ومن فضح مسلم في الدنيا فضحه الله في الآخرة }.
وكم من صديق وده بلسانه ----- خؤون بظهر الغيب لا يتندم .
يضاحكني كرها لكيما أوده ---- وتتبعني منه إذا غبت أسهم .
وقال أحدهم ناشدا .
مابال اقوام لئام ليس عندهم ---- عهد وليسلهم دين إذا ائتمنوا .
إن يسمعوا ريبة طاروا بها فرحا ---- مني وما سمعوا من صالح دفنوا .
صم إذا سمعوا خيرا ذكرت به ---- وإن ذكرت بسوء عندهم أذنوا.
فالشاهد أيها الإخوة الأفاضل
أن المسلم أخو المسلم في تواده وتراحمه
فلا يبغض بعضهم بعض
.يتعاونوا على البر والتقوى و ينهون عن المنكر ويأمرون بالمعروف فهم بذلك من خير الناس .
عليك بإخوان الثقات فإنهم ---- قليل فصلهم دون من كنت تصحب .
ونفسك أكرمها وضنها فإنها --- متى تجالس سفلة الناس تغضب .
لذلك حفاظا على هذا الأصل الذي به نتفق ونتحد
علينا التحفظ من الشيطان الرجيم و التعوذ منه
قال تعالى
{ وإما تنزغك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله إنه سميع عليم }.
ومن اعظم الابواب التي يدخل منها الشيطان فيفسد من خلاله المتوادان سوء الظن .
يسيء الظن الأخ بأخيه فتحصل الشحناء والضعناء فيفترقا .
وسوء الظن مصيبة لا تأتي بخير
تجعل صاحبها مغموما منهمكا في ضلام الشك و الريب .
مايستريح المسيء ظنا --- من طول غم وما يريح .
لذلك يطلب الإستفصال حال حصول الشك و الريب
ولا يعمد للحكم قبل تصور الشيء .
هذا ما تهيأ لي إعداده في هذه الجلسة الوجيزة فإن أخطأت فمن نفسي و الشيطان وإن أصبت فذلك منه تعالى .
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
********
أخوكم
فيصل بن المبارك أبو حزم
 

د. عبدالحميد بن صالح الكراني

:: المشرف العام ::
طاقم الإدارة
إنضم
23 أكتوبر 2007
المشاركات
8,147
الجنس
ذكر
الكنية
أبو أسامة
التخصص
فقـــه
الدولة
السعودية
المدينة
مكة المكرمة
المذهب الفقهي
الدراسة: الحنبلي، الاشتغال: الفقه المقارن
جزاك الله خيراً
 
إنضم
28 ديسمبر 2007
المشاركات
677
التخصص
التفسير وعلوم القرآن
المدينة
عمان
المذهب الفقهي
حنبلي
أحسن الله إليكم وجزاكم خيرا ..

كنت قد قرأت يوما كتاب "الفرق بين النصيحة والتعيير" ، للحافظ الفقيه الأصولي زين العابدين ابن رجب الحنبلي رحمه الله تعالى .
والكتاب على صغر حجمه إلا أنه بديع في بابه .
وقد جاء فيه :

"وعقوبة من أشاع السوء على أخيه المؤمن وتتبع عيوبه وكشف عورته أن يتبع الله عورته ويفضحه ولو في جوف بيته"
كما رُوي ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم من غير وجه ، وقد أخرجه الإمام أحمد وأبو داود والترمذي من وجوه متعددة .
وأخرج التزمذي من حديث واثلة بن الأسقع عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
"لا تُظهر الشماتة بأخيك فيعافيه الله ويبتليك" وقال حسن غريب .
وخرّج أيضا من حديث معاذ مرفوعا :
"من عيّر أخاه بذنب لم يمت حتي يعمله" ، وإسناده منقطع .
وقال الحسن : (كان يُقال من عيّر أخاه بذنب تاب منه لم يمت حتى يبتليه الله به" .
ويُروى من حديث ابن مسعود بإسناد فيه ضعف :
"البلاء موكل بالنطق ، فلو أن رجلا عيّر رجلا برضاع كلبة لرضعها" .
وقد روي هذا المعنى عن جماعة من السلف .
ولما ركب ابن سيرين الدَّين وحبس به ، قال : "إني أعرف الذنب الذي أصابني هذا ، عيّرت رجلا منذ أربعين سنة ، فقلت له : يا مفلس" .اهـ كلام ابن رجب .

وقد قال بعضهم :

فإن عبت قوما بالذي فيك مثله فكيف يعيب الناس من هو أعور

وإذا عبت قوما بالذي ليس فيهم فذلك عند الله والناس أكبر
 
إنضم
29 أكتوبر 2007
المشاركات
9,059
الكنية
أبو فراس
التخصص
فقه
المدينة
جدة
المذهب الفقهي
مدرسة ابن تيمية الحنبلية لذا فالمذهب عندنا شيء والراجح شيء آخر تماماً!.
هذه فائدة من موضوع:
قراءة تحليلية لكلام ثلاثة من أئمة العلم في تكفير الفرائض وأعمال البر لكبائر الذنوب:
http://www.mmf-4.com/vb/showthread.php?p=6035#post6035
فؤاد يحيى هاشم;6035 قال:
2-وقع في كلام ابن حزم رحمه الله أن ما صح أنه يكفَّر ويعني بذلك اللم والصغائر فإنه لا يصح التهمة به، لكن هذه الجملة وقفت عليها ثم ندَّت عني أثناء البحث، وسأسجلها هنا إن شاء الله حال العثور عليها.
 
أعلى