العِلْمُ رَحِمٌ بَيْنَ أَهْلِهِ، فَحَيَّ هَلاً بِكَ مُفِيْدَاً وَمُسْتَفِيْدَاً، مُشِيْعَاً لآدَابِ طَالِبِ العِلْمِ وَالهُدَى،
مُلازِمَاً لِلأَمَانَةِ العِلْمِيةِ، مُسْتَشْعِرَاً أَنَّ: (الْمَلَائِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا لِطَالِبِ الْعِلْمِ رِضًا بِمَا يَطْلُبُ) [رَوَاهُ الإَمَامُ أَحْمَدُ]،
فَهَنِيْئَاً لَكَ سُلُوْكُ هَذَا السَّبِيْلِ؛ (وَمَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ) [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ]،

مرحباً بزيارتك الأولى للملتقى، وللاستفادة من الملتقى والتفاعل فيسرنا تسجيلك عضواً فاعلاً ومتفاعلاً،
وإن كنت عضواً سابقاً فهلم إلى رحاب العلم من هنا.

أجاب الإمام السبكي على إشكال شيخه بعد تفكر أربعين سنة

إنضم
1 ديسمبر 2011
المشاركات
4
الكنية
أبو محمد
التخصص
دراسات إسلامية
المدينة
الرياض
المذهب الفقهي
حنبلي
قال الإمام تقي الدين السبكي رحمه الله في (فتاوى السبكي71/1) :

[ قوله تعالى {أرأيت من اتخذ إلهه هواه} [الفرقان: 43].

سمعت شيخنا أبا الحسن علاء الدين الباجي - رحمه الله -
من نحو أربعين سنة يقول: لم لا قيل (اتخذ هواه إلهه) ؟

وما زلت مفكرا في الجواب حتى تلوت
الآن ما قبلها، وهو قوله {وإذا رأوك} [الفرقان: 41] إلى قوله {إن كاد ليضلنا عن آلهتنا} [الفرقان: 42]

فعلمت أن المراد :
(الإله المعبود الباطل) الذي عكفوا عليه وصبروا وأشفقوا من الخروج عنه فجعلوه (هواهم). ]

---------------

ولكم تمنيت لو أكمل الإمام السبكي شرحه (الإبهاج في شرح المنهاج) إلى نهايته

فإنا نجد إماما يستعمل الأصول في خدمة الفقه حتى يهترئ بين يديه (وقد يصح العكس).

فيحتار الواصف له : أهو فقيه أصولي أم أصولي فقيه

وأقف أمام عبارته في الإبهاج (47/1):

[ (شروط المجتهد)

واعلم أن كمال رتبة الاجتهاد تتوقف على ثلاثة أشياء:


أحدها: التكيف بالعلوم التي يتهذب بها الذهن، كالعربية، وأصول الفقه، وما يحتاج إليه من العلوم العقلية في صيانة الذهن عن الخطأ، بحيث تصير هذه العلوم ملكة للشخص، فإذ ذاك يثق بفهمه لدلالات الألفاظ من حيث هي هي، وتحريره تصحيح الأدلة من فاسدها.
والذي نشير إليه من العربية وأصول الفقه كانت الصحابة أعلم به منا من غير تعلم، وغاية المتعلم منا أن يصل إلى بعض فهمهم، فقد يخطئ وقد يصيب.


الثاني: الإحاطة بمعظم قواعد الشريعة حتى يعرف أن الدليل الذي ينظر فيه مخالف لها أو موافق.


الثالث: أن يكون له من الممارسة والتتبع لمقاصد الشريعة ما يكسبه قوة، يفهم منها مراد الشرع من ذلك، أو ما يناسب أن يكون حكما له في ذلك المحل وإن لم يصرح به.
كما أن من عاشر ملكا ومارس أحواله وخبر أموره، إذا سئل عن رأيه في القضية الفلانية يغلب على ظنه ما يقوله فيها، وإن لم يصرح له به، لكن بمعرفته بأخلاقه وما يناسبها من تلك القضية.

فإذا وصل الشخص إلى هذه المرتبة، وحصل على الأشياء الثلاثة،
فقد حاز رتبة الكاملين في الاجتهاد. ]

أقف أمام هذه العبارة وأقول: لعله حاز هذه المرتبة ، وما هو بالمعصوم ، والله يغفر لنا وله، ويرحم علماءنا وأئمتنا.

ويخطر في بالي أنه أقدر من ينافح عن أصول وفقه الشافعية أمام فقه وأصول الأحناف.

وتخيلوا لو أننا نقرأ مناظرة بين السبكي والكمال ابن الهمام.

أي متعة هذه .

 
أعلى