العِلْمُ رَحِمٌ بَيْنَ أَهْلِهِ، فَحَيَّ هَلاً بِكَ مُفِيْدَاً وَمُسْتَفِيْدَاً، مُشِيْعَاً لآدَابِ طَالِبِ العِلْمِ وَالهُدَى،
مُلازِمَاً لِلأَمَانَةِ العِلْمِيةِ، مُسْتَشْعِرَاً أَنَّ: (الْمَلَائِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا لِطَالِبِ الْعِلْمِ رِضًا بِمَا يَطْلُبُ) [رَوَاهُ الإَمَامُ أَحْمَدُ]،
فَهَنِيْئَاً لَكَ سُلُوْكُ هَذَا السَّبِيْلِ؛ (وَمَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ) [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ]،

مرحباً بزيارتك الأولى للملتقى، وللاستفادة من الملتقى والتفاعل فيسرنا تسجيلك عضواً فاعلاً ومتفاعلاً،
وإن كنت عضواً سابقاً فهلم إلى رحاب العلم من هنا.

أحكام الأسواق المالية (الأسهم والسندات) ضوابط الانتفاع والتصرف بها في الفقه الإسلامي

إنضم
29 أكتوبر 2007
المشاركات
9,059
الكنية
أبو فراس
التخصص
فقه
المدينة
جدة
المذهب الفقهي
مدرسة ابن تيمية الحنبلية لذا فالمذهب عندنا شيء والراجح شيء آخر تماماً!.
أحكام الأسواق المالية (الأسهم والسندات) ضوابط الانتفاع والتصرف بها في الفقه الإسلامي
لـ
محمد بن صبري هارون


(خاتمة الكتاب)



نستخلص من هذا البحث الأمور الآتية :

1- سوق الأوراق المالية قسم من أقسام السوق المالية ، إذ تجري فيها المعاملات على الأوراق المالية ( الأسهم والسندات ) بوساطة أشخاص مؤهلين لهذا النوع من العمل .

2- تمثل الأسهم حصة في رأس مال الشركة وعدد الأسهم التي يحملها الشخص يعبر عن مدى مشاركته ونسبة الأرباح التي يستحقها ، وهي أنواع :

ا- الأسهم العادية

ب - الأسهم الممتازة: وهذه لها ميزات لا تتمتع بها الأسهم العادية مثل زيادة حصة الربح أو استيفاء فائدة سنوية ثابتة.

ج- أسهم تمتع : وهي الأسهم التي يستوفي أصحابها ما دفعوه ويبقى لهم الحق في الأرباح .

3- أما السندات : فإنها تمثل دينا على الشركة وهي على أنواع أيضا ومنها :

ا- سند النصيب : وهو السند الذي تصدره الشركة بقيمة اسمية حقيقة وتحدد لصاحبه فائدة ثابتة بتاريخ استحقاق معين عن طريق القرعة .

ب - السند المستحق الوفاء بعلاوة إصدار : وهو السند تصدره الشركة بقيمة 100 دينار مثلا ويستوفى منه 80 دينارا فقط .

ج- السند ذو الاستحقاق الثابت : وهو السند الذي تصدره الشركة بقيمة اسمية ويحصل صاحبه على فائدة ثابتة عن هذه القيمة .

4- سوق الأوراق المالية تؤدي دورا بالغ الأهمية في جمع المدخرات وتحريك رؤوس الأموال من القطاعات ذات الفائض التمويلي إلى القطاعات ذات العجز المالي . ومن هذه الوظائف الاقتصادية :

ا-تسهيل عملية تداول الأوراق المالية بصفة سريعة ومستمرة .

ب - تعطي مؤشرا لتعيين الفعاليات الاقتصادية الناجحة .

ج- توزيع رؤوس الأموال على مختلف أنواع الصناعات .

د- تعتبر واسطة بين جميع شبكة فعاليات الاقتصاد الكلي ، لها من القدرة على تجميع المعلومات وتوثيق البيانات ، ما يوفر قاعدة جيدة لاتخاذ القرارات الاستثمارية الموثوقة .

هـ- المساعدة على تحديد الأسعار وفق مبادئ العرض والطلب .

5- العاملون في السوق

أ‌- سماسرة الأوراق المالية وهم ينقلون إلى السوق أومر زبائنهم ويجرون العمليات المطلوبة منهم.

ب‌- مندوبون رئيسيون: وهم معاونون للسمسار يعملون بأمره.

ت‌- الوسطاء: وهم أداة الاتصال بين الزبون والسمسار.

6- عمليات السوق

أ-عمليات عاجلة: تتم فوراً بحيث يدفع الثمن وتستلم الأوراق المالية .

ب-عمليات آجلة: بحيث يحدد موعداً لتسليم الأوراق ويسمى موعد التصفية .

7-يشجع الإسلام الناس على استثمار أموالهم دون تجميدها حتى لا تأكلها الزكاة .

8- الدول الإسلامية تزخر بالثروات المادية والمعدنية ،وهذه بالطبع بحاجة إلى تنميتها بطريقة شرعية منضبطة بالضوابط الإسلامية . وعلى هذا تقوم البنوك والمؤسسات الإسلامية خصوصاً فيما يتعلق بإصدار الأوراق المالية الإسلامية ومنها البنك الإسلامي للتنمية .

9-ضوابط التعامل بالأسهم والسندات :

أ‌- تنبثق ضوابط السلوك الإسلامية من القرآن والسنة لأنهما المصدران الوحيدان في التشريع الإسلامي فالقرآن الكريم حدد أساليب الإنفاق ووضع ضوابطه ، وأهمها أن المال مال الله، والبشر مستخلفون فيه ، ومن الضوابط ترشيد الإنفاق وعدم الإشراف أو التبذير وعدم التقتير .

ب‌- ومن هذه الضوابط : العلم بأحوال السوق وأحكامها لأن العمل في السوق عبادة ، وعلى هذا فعلى المتعامل أن يبتعد بقد الإمكان عن الشبهات وأن يكف عن التعامل بالمحرمات كالتعامل بالربا والخمر وغير ذلك ، وأن يتصف بالأمانة والعدل والإحسان والصدق والوفاء وأن يتجنب الكذب والحسد وغير ذلك من الرذائل .وعلى المتعاملين أن يتصرفوا بالتراضي والإختيار ، وأن يحسنوا السداد في القول ، وأن يعملوا على إظهار الحقائق ، وتيسير سبل التعامل ، وتوثيق العقود والمعاملات دون إكراه ، أو خلابة ، أو تغرير ، أو تدليس ، وأن يبتعدوا عن التناجش ، والإحتكار ، والغبن ، والقمار في المضاربة وغيرها من سبل التعامل.

جـ –ولا بد للمتعاملين من مراعاة العرف والعادة كأساس لتحديد الالتزامات ما دام لا يفضي إلى الضرر أو المفسدة أو يخالف أمرا شرعيا .

د - إن التصرفات في السوق بحاجة إلى الرقابة الشرعية سواء تم تعيينها من قبل الدولة أو المؤسسات وهي نوع من الحسبة لتدبير أحوال السوق للمصلحة تحقيقا للعدل بين الناس وعملا بالقاعدة ( تصرف الإمام على الرعية منوط بالمصلحة ) . فمن أعمال المحتسب : مراقبة الأسعار ، ومنع تبادل السلع الضارة ومنع المعاملات التي حرمها الإسلام .

10- وفيما يتعلق بأحكام الأسهم والسندات فهي كما يلي :

ا- لما كان السهم يمثل حصة في رأس مال الشركة ، فإن المتاجرة بأسهم شركة ربوية غير جائز .

ب - إن من أنواع الأسهم ما لا يجوز التعامل فيه لأنه خارج عن قواعد الشركة المشروعة وذلك مثل الأسهم الممتازة التي تمنح لصاحبها فائدة سنوية أو أرباحا زائدة على غيره من المساهمين .

جـ- ومن أنواع الأسهم ما يعرف باسم أسهم التمتع وهي أسهم تسلم لصاحبها قيمتها ويبقى شريكا يأخذ الأرباح ، وهذا أكل لأموال الناس بالباطل باعتبار أنه قد انقطعت صلته بالشركة .

د- إن الأسهم الوحيدة التي يجوز التعامل بها هي الأسهم العادية التي تعطي لأصحابها حقوقا متساوية وما عداها فهي أسهم باطلة شرعا .

هـ- و أما السندات فإنها تمثل دينا على الشركة والواجب في الديون استيفاؤها بلا زيادة ولا نقصان ،لأن الزيادة ربا والنقصان ظلم ، وكلاهما حرام ، ولذلك فالتعامل مع السندات غير جائز لأسباب :

1- أن حامل السند يستوفي فائدة ثابتة على دينه بغض النظر عن وضع الشركة من حيث الربح والخسارة .

2- أن من السندات ما يصدر بخصم إصدار فيدفع المكتتب أقل من القيمة الاسمية ويستوفي القيمة كاملا وهو ربا.

3- ومنها ما يصدر بعلاوة زائدة على القيمة التي دفعها المكتتب ولا شك أن هذا أيضا نوع من الربا .

11- أما عمليات السوق فالعمليات العاجلة إذا كان البيع فيها حالا وباتا ولم يكن قائما على محظور شرعي ، فإن هذه المعاملة عن طريق البورصة جائزة ، شريطة أن لا يكون العقد قائما على المجازفة ، حيث تصبح عملية البيع والشراء صورية ، حيث تباع العقود وتنتقل من يد إلى يد ، وغاية العاقدين الاستفادة من فروق الأسعار مثل البيع على المكشوف .

أما العمليات الآجلة فهي غير جائزة لأن هذا النوع من العمليات لا يتم فيه تسليم المعقود عليه ، لا الثمن ولا المثمن ، بل يشترط تأجيلهما ، وعلى هذا فإن هذه العملية لا تجوز لأن شرط صحة العقود أن يتم تسليم العوضين أو أحدهما ولا يجوز اشتراط تأجيل الاثنين ، ودخلت بالتالي في معنى بيع الكالئ بالكالئ ، فهذه العمليات أيضا تدخل في القمار الممنوع لأن البائع يضارب على هبوط السعر في اليوم المحدد ، والمشتري يضارب على صعوده ، ومن يصدق توقعه يكسب الفرق .

12-وفيما يتعلق بزكاة الأسهم فهي كما يلي :

ا- لا تزكى الأصول الثابتة مثل المبنى والآلات .

ب- زكاة الأسهم التجارية 2.5% .

أ‌- زكاة الأسهم للشركات الاستثمارية في الزراعة ، ما يسقى منها بماء المطر 10% والذي يسقى بالآلة 5%

د- زكاة الأسهم المتخذة للإستثمار في الصناعات المختلفة تجب في الناتج الصافي قياسا على نماء زكاة الأصول الثابتة 10% بعد أن تخصم جميع النفقات بما في ذلك استهلاك الآلات .

13- ومن أنواع الأوراق المالية الإسلامية : سندات المقارضة ، شهادات ودائع الاستثمار ،شهادات الاستثمار للبنك الإسلامي للتنمية ، وشهادات التأجير أو الإيجار المتناقصة ، وهناك سبل وإمكانيات لتطوير الأوراق المالية الإسلامية ،ومن ذلك : -

‌أ - تشجيع قيام المؤسسات المالية والبنوك الإسلامية المتخصصة بالتمويل المتوسط وطويل الأجل .

‌ب - استحداث أوراق مالية إسلامية يمكن التعامل بها بالإضافة إلى ما تم استحداثه فعلا .

‌ج - دعم الاتجاه نحو إنشاء المزيد من المشروعات المشتركة كأحد الأشكال التي يمكن أن تجسد التعاون الاقتصادي بين البلدان الإسلامية .

‌د - تنمية وتطوير التجارة بين الدول الإسلامية عن طريق تكوين مناطق تجارية حرة .

هـ- اتخاذ التدابير التي من شأنها تثبيت أسعار الصرف فيما بين العملات المحلية الإسلامية مع ضمان حرية التحويل فيما بينها .

انتهى بحمد الله


المصدر: الدرر السنية.
 

شيماء

:: متابع ::
إنضم
8 نوفمبر 2008
المشاركات
28
التخصص
فقه
المدينة
مصر
المذهب الفقهي
شافعي
سلام عليكم
اولا جزاك الله خيرا
ثانيا انا كنت محتاجة كتب في الموضوع ده يعني في حكم البورصة في الشريعة مش فتاوى
فاذا حضرتك لديك روابط ليها فاكون شاكرة
 
إنضم
29 أكتوبر 2007
المشاركات
9,059
الكنية
أبو فراس
التخصص
فقه
المدينة
جدة
المذهب الفقهي
مدرسة ابن تيمية الحنبلية لذا فالمذهب عندنا شيء والراجح شيء آخر تماماً!.
يرفع للفائدة.
 
إنضم
29 أكتوبر 2007
المشاركات
9,059
الكنية
أبو فراس
التخصص
فقه
المدينة
جدة
المذهب الفقهي
مدرسة ابن تيمية الحنبلية لذا فالمذهب عندنا شيء والراجح شيء آخر تماماً!.
معلومات من مكتبة النيل والفرات:
أحكام الأسواق المالية في الفقه الإسلامي (الأسهم والسندات)


تأليف: محمد صبري هارون

121473.gif


سعر السوق: 10.00$

سعرنا: 9.5$

التوفير: 0.5$ (5%)
توفر الكتاب: نافذ


النوع: غلاف عادي، 24×17، 360 صفحة
الطبعة: 1 مجلدات: 1
الناشر: دار النفائس للنشر والتوزيع
تاريخ النشر: 01/01/1999
اللغة: عربي
 
التعديل الأخير:
إنضم
29 أكتوبر 2007
المشاركات
9,059
الكنية
أبو فراس
التخصص
فقه
المدينة
جدة
المذهب الفقهي
مدرسة ابن تيمية الحنبلية لذا فالمذهب عندنا شيء والراجح شيء آخر تماماً!.
راسلني بعض الأعضاء وهو مضطر إلى هذا الكتاب، والكتاب موجود في الدرر السنية لكن هناك مشكلة في الموقع لعلها في البحث.
فمن كان عنده هذا الكتاب فلينزله هنا مشكوراً.
 
أعلى