العِلْمُ رَحِمٌ بَيْنَ أَهْلِهِ، فَحَيَّ هَلاً بِكَ مُفِيْدَاً وَمُسْتَفِيْدَاً، مُشِيْعَاً لآدَابِ طَالِبِ العِلْمِ وَالهُدَى،
مُلازِمَاً لِلأَمَانَةِ العِلْمِيةِ، مُسْتَشْعِرَاً أَنَّ: (الْمَلَائِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا لِطَالِبِ الْعِلْمِ رِضًا بِمَا يَطْلُبُ) [رَوَاهُ الإَمَامُ أَحْمَدُ]،
فَهَنِيْئَاً لَكَ سُلُوْكُ هَذَا السَّبِيْلِ؛ (وَمَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ) [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ]،
مرحباً بزيارتك الأولى للملتقى، وللاستفادة من الملتقى والتفاعل فيسرنا تسجيلك عضواً فاعلاً ومتفاعلاً،
وإن كنت عضواً سابقاً فهلم إلى رحاب العلم من هنا.
وعليكم السلام...
الكتاب بحاجة لمزيد عناية.
وأرى أن يدرس كمشروع علمي.
ولقد كتبت شيئا... في هذا الموضوع - ومن لديه زيادة أو استدراك؛ فليفد -
قلت - على عجل في التحضير؛ لظروف مصاحبة - :
التعريف بكتاب المبسوط, وأَصله «الكافي للحاكم - المختصر- » ومنهجه في تأليفه:
يعتبر كتاب المبسوط من أكبر كتب الفقة الحنفي وأضخمها وهو مطبوع في ثلاثين جزءاً, وقد أُلّفه رحمه الله-كلّه أو بعضه- وهو مقيّد الحريَّة وبعيد عن أهله ومراجعه-حسب ما حققناه آنفاً -
وعلى الرغم من ذلك فقد أورد في كتابه الكثير من الأحاديث النبوية والتي تميّز بها الكتاب, وأورد أقوال الصحابة رضي الله عنهم وتابعيهم والأئمة من بعدهم, وأقوال إمامه أبي حنيفة وشيوخه, وتلاميذه رحم الله الجميع.
والكتاب - حسب ما وقع عليه علمي- قد حقق -بعد طباعته القديمة- ألا إنه بحاجة إلى تحقيق وخدمة وتخريج للأحاديث النبوية وغيرها مما يحتاج إلى عزو وتدقيق, وإظهار للنص بشكل سليم كما أراده المؤلف أو قريباً منه.
وهو بلا شك «كتاب جليل،وهو أشهر مؤلفات شمس الدين السرخسي.
والتسمية العلمية للكتاب:"المبسوط في شرح الكافي",وهو شرح لكتاب"الكافي" الذي اختصر فيه الحاكم المروزي (ت344هـ)كتاب"المبسوط"لمحمد بن الحسن الشيباني، كما صرَّح السرخسي في مقدمة الكتاب قال:
(..ومن فرَّغ نفسه -لتصنيف ما فرَّعهُ أبو حنيفة ~ - محمد بن الحسن الشيباني ~؛ فإنه جمع المبسوط لترغيب المتعلمين والتيسير عليهم ببسط الألفاظ وتكرار المسائل في الكتب ليحفظوها شاءوا أو أبوا، إلى أن رأى الحاكم الشهيد أبو الفضل محمد بن أحمد المروزي ~ إعراضا من بعض المتعلمين عن قراءة المبسوط.. فرأى الصواب في تأليف (المختصر) بذكر معاني كُتب محمد بن الحسن ~ المبسوطة فيه، وحذَف المكرَّر من مسائله؛ ترغيبا للمقتبسين ونِعم ما صَنع) وقال: ( ثم إني رأيت في زماني بعض الإعراض عن الفقه من الطالبين لأسباب..[وذكرها] فرأيت الصواب في تأليف"شرح المختصر" لا أزيد على المعنى المؤثَر في بيان كل مسألة اكتفاء بما هو المعتمد في كل باب.. وأسأل الله تعالى التوفيق للصواب، والعصمة عن الخطأ وما يوجب العقاب، وأن يجعل ما نويت فيما أمليت سببا لخلاصي في الدنيا ونجاتي في الآخرة إنه قريب مجيب)اهـ([1]).
قال ابن عابدين: «وقول السرخسي : فرأيت الصواب في تأليف شرح المختصر. لا يدل على أن مبسوط السرخسي شرح المختصر لا شرح الكافي كما توهمه الخير الرملي في حاشية الأشباه. فإن الكافي مختصر أيضا لأنه اختصر فيه كتب ظاهر الرواية كما علمت. وقد أكثر النقل في غاية البيان عن الكافي بقوله : قال الحاكم الشهيد في مختصره المسمى بالكافي([2]) و الله تعالى أعلم» ([3]). ونظم رحمه الله:
وكتب ظاهـــر الروايـــــة أتـت ستـّاً وبالأصول أيضا سمـيت
صنّفـــها محـمــد الشيبــــــــــاني حرَّر فيـها المـذهـب النــــعماني
الجــامع الصغــــير والكبـــــــير والسِّــيَر الكبــير والصغــــــير
ثم الزيــــادات مع المبســــــوط تواتـــــرت بالسنـد المضبــوط
ويجمع السِّتّ كتـاب الكـــــافي للحـاكم الشهيـد فهو الكــافي
أقوى شروحه الذي كالشمس مبسوط شمس الأمة السرخسي
والسؤال بعد هذا العرض: هل الكافي - الذي شرحه السرخسي في المبسوط - هو اختصار لكتب ظاهر الرواية, أو هو اختصار لكتاب المبسوط فقط الذي ألَّفه محمد بن الحسن كما قد يفهم من مقدمة المبسوط وقول الرملي المتقدم؟ رجّح الأول الإمام ابن عابدين ~.وكتاب (المبسوط) هذا هو المراد إذا أطلق (المبسوط) في شروح (الهداية), وغيرها, لأن للحنفية كتب أُخرى تعرف بالمبسوط. ..........................................
([1]) ينظر: المبسوط1/5, المكتبة الشاملة/ الكتب والمؤلفين.
([2]) للأحناف كتب مختصرة مفيدة عرفت باسم المختصر, أو أن تنسب لمؤلفها منها:المختصر للإمام أبي جعفر الطحاوي(ت321هـ), والمختصرالذي شرحه السرخسي, ومختصر القدوري رحمهم الله
([3]) ينظر: مجموعة رسائل ابن عابدين ـ شرح عقود رسم المفتي1/21, والأبيات الآتية في مقدمة حاشيته (ردّ المحتار)1/122-123,وفيها الشطر الثاني للبيت الأول:......... سـتاً لكلِّ ثابت عنهم حوَت.