العِلْمُ رَحِمٌ بَيْنَ أَهْلِهِ، فَحَيَّ هَلاً بِكَ مُفِيْدَاً وَمُسْتَفِيْدَاً، مُشِيْعَاً لآدَابِ طَالِبِ العِلْمِ وَالهُدَى،
مُلازِمَاً لِلأَمَانَةِ العِلْمِيةِ، مُسْتَشْعِرَاً أَنَّ: (الْمَلَائِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا لِطَالِبِ الْعِلْمِ رِضًا بِمَا يَطْلُبُ) [رَوَاهُ الإَمَامُ أَحْمَدُ]،
فَهَنِيْئَاً لَكَ سُلُوْكُ هَذَا السَّبِيْلِ؛ (وَمَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ) [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ]،

مرحباً بزيارتك الأولى للملتقى، وللاستفادة من الملتقى والتفاعل فيسرنا تسجيلك عضواً فاعلاً ومتفاعلاً،
وإن كنت عضواً سابقاً فهلم إلى رحاب العلم من هنا.

مثال على قاعدة " تصرف الحاكم على الرعية يجب أن يكون منوطاً بالمصلحة".

رضا السيد عرفه

:: متابع ::
إنضم
8 مارس 2009
المشاركات
13
الكنية
أبو عبد الرحمن
التخصص
الفقه المقارن
المدينة
غزه
المذهب الفقهي
شافعي
وضع الفقهاء قاعدة فقهية مشهورة وهي: أن تصرف الحاكم على الرعية يجب أن يكون منوطاً بالمصلحة.
وهذه قاعدة مهمة، ذات مِساس بالسياسة الشرعية وتنظيم الدولة الإسلامية، حيث تضع حداً ووازعاً للحاكم في كافة تصرفاته، بل ولكل من يتولى أمراً من أمور المسلمين، وهي تبين أن نفاذ تصرف الراعي على الرعية ولزومه عليهم متوقف على وجود الثمرة والمنفعة.
ولا شك أن تجسس الحاكم المسلم العدل على أحوال رعيته فيه منفعة عظيمة للرعية، وفرق بين التجسس بقصد كشف العورات للاطلاع عليها أو لابتزاز صاحبها، وبين التجسس لتفقد أحوال الرعية والتعرف على مشاكلها وهمومها وإيجاد الحلول الناجعة لها.
وهذا التصرف الحكيم نابع من الشعور بالمسؤولية الملقاة على ولي الأمر؛ وإلا فما الذي حرم أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه لذة النوم بالليل، وكلفه البحث عن أحوال الرعية في جنح الظلام حتى تعبت قدماه وكل بدنه؟! إنه الدين.
وقد ذكر الماوردي رحمه الله أنه: على الإمام أن يجعل على الرعية عيوناً ممن يُداخلون طبقاتهم، وجواسيس يتجسسون أخبارهم، ويتتبعون أنباءهم.
ثم ذكر أن في عمله هذا تأدباً بأدب الله، حيث أن الله عز وجل ـ وهو المتفرد بعلم الغيوب ـ جعل على عباده ملائكة كراماً كاتبين، وحفظةً يعلمون ما يفعلون؛ فكيف يجوز لعبدٍ ذليل لا يسمع إلا بآلة ضعيفة، ولا يعلم إلا بتعليم واستفادة، وهو قد كلفه الله بسياسة عباده أن يغفل هذه الخلة ويأمن الحوادث التي يجوز حدوثها من إهمال هذه الخلة.
ثم قال: والنبي صلى الله عليه وسلم مع اختلاف الملائكة إليه ونزول الوحي عليه، لم يدع هذا الباب، وكذلك عن خلفائه الراشدين رضي الله عنهم[SUP])[/SUP].
ولقد جاء في شمائل الترمذي من حديث ابن أبي هالة الطويل قال: كان صلى الله عليه وسلم يسأل الناس عما في الناس.
قال ابن التلمساني في شرح الشفا: ليس من باب التجسس المنهي عنه، وإنما هو ليعرف به الفاضل من المفضول، فيكونون عنده في طبقاتهم؛ وليس هو من الغيبة المنهي عنها، وإنما هو من باب النصيحة المأمور بها.
 
أعلى